أحمد بوادي
09-05-2007, 09:13 PM
" هؤلاء من نخشاهم على العلم وأهله "
بقلم أحمد بوادي
http://bawady.maktoobblog.com/?post=504332&postView=1 (http://bawady.maktoobblog.com/?post=504332&postView=1)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد :
فالمتاجرة بالدين لا تتوقف أهدافها عن الكسب المادي فقط بل تتنوع من غاية إلى أخرى
فمن الكسب المادي الذي يسعى صاحبه للحصول على المال من جراء معرفته ببعض العلوم الشرعية
إلى المصالح الشخصية التي يسعى أصحابها من خلال هذه الخصلة الدنيئة الحصول علي أغراض دنيوية
إلى كسب الشهرة والتي قد يدفع المرء من ماله ليسوق لبضاعته المزجاة للحصول على شهواته الخفية
ولا ينسيني الحديث هنا أن أذكر لكم قصة حقيقة لأحد الأشخاص المشار إليهم بالبنان ولا تخفى معرفته على أي شخص يطلب فضل العلم بله أصوله عندما طلب شخص مرموق أن يقدم له إحدى كتبه فدفع هذا الشيخ لأحد تلاميذه كتاب ذلك الشخص ليطلع على الكتاب فلما قرأ التلميذ الكتاب ، قال لشيخه : هذا الكتاب لا يصلح للطبع أبدا !!! فقال له الشيخ : عدل فيه ما شئت حتى يخرج الكتاب جيدا ، فقال التلميذ : هذا غش للمسلمين لحال ذلك المؤلف إن قمت أنا بعمل هذا الكتاب ووضع عليه اسم ذلك المؤلف
فصعق التلميذ من الشيخ عندما قاله له شيخه مجيبا : يا فلان ، مشيها فهذا الشخص لنا مصالح معه ؟؟!!! .
هذه صورة مصغرة لبعض أحوال المتكسبين والمتاجرين بدين الله وشرعه
وبين أيدينا اليوم احدى هذه الشخصيات متمثلة بشخصية
المجادل :
الذي اتخذ من معرفته لبعض العلوم الشرعية سلوكا منحرفا يريد منه الانتصار للنفس ، والهوى ، والشيطان
فسلك طريق الجدل ليبلغ منه غايته المنشودة من وراء ذلك العلم
فمهما تأتيه من بينات لتظهر له الحق يبقى معاندا له متكبرا عن قبوله مجادلا لخصومة
وغالبا ما يكون إفلاس هذا المجادل سريعا ، وسرعان ما تنكشف سوأته عندما يلجم بالحق فيقف أمامه خاسئا خاسرا
فالحق والوصول إلى سبل الهداية والرشاد ليست غايته المرجوة
فيكذب ، ويكثر من الكذب ، ويسوقه كذبه إلى المزيد من الكذب
حتى يعرف به ويصبح شعارا يلقب به
فانتصاره لنفسه جعله يستمر في الوقوع في الخطأ والزلل والبعد عن الحق
ثرثارا كثير الكلام كثير الحيدة والروغان
عن عبد الرحمن بن أبي الزناد رحمه الله قال: " أدركنا أهل الفضل والفقه من خيار أولية الناس يعيبون أهل الجدل والتنقيب والأخذ بالرأي أشد العيب، وينهوننا عن لقائهم ومجالستهم، وحذرونا مقاربتهم أشد التحذير "
يقول ابن بطة : " فاعلم يا أخي أني لم أر الجدال والمناقضة، والخلاف والمماحلة، والأهواء المختلفة، والآراء المخترعة من شرائع النبلاء، ولا من أخلاق الفضلاء ولا من مذاهب أهل المروءة، ولا ممن حكي لنا عن صالحي هذه الأمة، ولا من سير السلف، ولا من شيمة المرضيين من الخلف "
ومن ذلك يفهم حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عن التحذير من الجدل
الذي يوصل صاحبه إلى ازدراء الآخرين والولوغ في إعراضهم والكذب عليهم وتضليل العباد عن معرفة الحق
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :
: "ما ضل قوم بعدي هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم قرأ ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُون﴾
وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :
"من ترك المراء وهو مُبطل بنى الله له قصراً في ربض الجنة، ومن ترك المراء وهو محق بنى الله له في وسطها، ومن حسن خلقه بني الله له في أعلاها"
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’إن أبغض الرجالإلى الله الألد الخصم’’ رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي الألد بتشديد الدالالمهملة هو الشديد الخصومة
وهذا هو الجدل المذموم
بخلاف الجدل المحمود المراد منه الوصول إلى الحق
ذكر ابن الأثير في كتابه (النهاية) توضيحاً للفظ الجدل في الحديث الشريف: "ما أوتي قوم الجدل إلا ضلوا" فقال: الجدل مقابلة الحجة بالحجة والمجادلة: المناظرة والمخاصمة، والمراد في الحديث الجدل بالباطل وطلب المغالبة به،، فأما الجدل لإظهار الحق، فإن ذلك محمود لقوله تعالى: ﴿وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن﴾ النحل: 125
ومن الصفات المذمومة للمجادل :
كثرة الكلام : فيذهبه هذا إلى التفرع والخروج من أصل النقاش ومضمونه ليصل إلى تفرعات لا علاقة لها بأصل النقاش ، فيصبح مكثرا من القياس ويتكلم في العلة بدون أن يفهم مسالكها
فيقيس الملائكة على الحدادين ، ويتكلم معك بقد ولعل
وقد بلغ الجهل والغرور بأحدهم عندما طالبته بالبينة على صدق ادعائه بأن يقول أنا صادق وكفى ؟؟!!! .
فهل هذا إلا تعبير عن الإفلاس ؟؟!!! .
وهذا الرجل المجادل عادة ما يكون سيئ الأخلاق فجداله وضعفه في معرفة الحجة وإقامتها وحبه للإنتصار للنفس
قاده إلى فحش القول وسوء الأخلاق ، فوصل به الأمر إلى احتقار الآخرين وازدراءهم
فما زال الشيطان ينفخ فيه حتى يورده المهالك
وقد لا ينتهي حال المجادل إلى هنا
بل مرضه هذا الذي نسأل الله أن لا يبتلينا به يسوقه إلى التكبر الذي هو بطر الحق وغمض الناس
وتأخذه العزة بالإثم عن الاعتراف بالحق وللهروب من مأزقه
يسلك معك طريقا يتتبع فيه العورات والزلات ، فيوقع نفسه في مهالك أخرى
فإذا اخطأ خصمه أثناء الحديث في أمر خارج عن أصل النقاش وموضوعه تراه تشبث فيه فلعله يجد فيه مخرجا له ويصر على المطالبة في هذا الزلل ويغفل عن أصل الموضوع ، حتى يوهم الناس ويوهم نفسه أنه سجل لنفسه انتصارا
وهكذا إخواني
يستمر النقاش مع المجادل إلى ما لا نهاية ويلصق بك الاتهامات ويكذب عليك حتى ينسيك ويبعدك عن نقاشك وموضوعك الأصلي ويبقى حاقدا متتبعا لزلاتك وهفواتك
فالشيطان يخيل إليه أنه سيبويه أو ابن منظور أو الشافعي أو ابن تيمية
وكما قيل ينظر إلى القذاة في أعين الناس وينسى الجذع في رأسه
وعندما يفلس المجادل لا يجد إلا أن يقلب عليك النقاش في محاولة يائسة أن يستعير كلامك وعباراتك التي نصحته فيها ليوجهها إليك ليظهر أنه هو المظلوم وأنت الظالم
كما أنه يلجأ معك لإظهار عيوبك في ظنه أنها عيوب أو بعض الأخطاء كما ذكرنا
ليصرف النقاش عن حقيقته ويبعده عن مغزاه الذي أنشأ إليه
كل هذا من أجل النفس والهوى وحب الإنتصار لهما
لا لدين الله
فنعوذ بالله من الجدال والمجادلين
بقلم أحمد بوادي
http://bawady.maktoobblog.com/?post=504332&postView=1 (http://bawady.maktoobblog.com/?post=504332&postView=1)
بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم
وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن محمدا عبده ورسوله
أما بعد :
فالمتاجرة بالدين لا تتوقف أهدافها عن الكسب المادي فقط بل تتنوع من غاية إلى أخرى
فمن الكسب المادي الذي يسعى صاحبه للحصول على المال من جراء معرفته ببعض العلوم الشرعية
إلى المصالح الشخصية التي يسعى أصحابها من خلال هذه الخصلة الدنيئة الحصول علي أغراض دنيوية
إلى كسب الشهرة والتي قد يدفع المرء من ماله ليسوق لبضاعته المزجاة للحصول على شهواته الخفية
ولا ينسيني الحديث هنا أن أذكر لكم قصة حقيقة لأحد الأشخاص المشار إليهم بالبنان ولا تخفى معرفته على أي شخص يطلب فضل العلم بله أصوله عندما طلب شخص مرموق أن يقدم له إحدى كتبه فدفع هذا الشيخ لأحد تلاميذه كتاب ذلك الشخص ليطلع على الكتاب فلما قرأ التلميذ الكتاب ، قال لشيخه : هذا الكتاب لا يصلح للطبع أبدا !!! فقال له الشيخ : عدل فيه ما شئت حتى يخرج الكتاب جيدا ، فقال التلميذ : هذا غش للمسلمين لحال ذلك المؤلف إن قمت أنا بعمل هذا الكتاب ووضع عليه اسم ذلك المؤلف
فصعق التلميذ من الشيخ عندما قاله له شيخه مجيبا : يا فلان ، مشيها فهذا الشخص لنا مصالح معه ؟؟!!! .
هذه صورة مصغرة لبعض أحوال المتكسبين والمتاجرين بدين الله وشرعه
وبين أيدينا اليوم احدى هذه الشخصيات متمثلة بشخصية
المجادل :
الذي اتخذ من معرفته لبعض العلوم الشرعية سلوكا منحرفا يريد منه الانتصار للنفس ، والهوى ، والشيطان
فسلك طريق الجدل ليبلغ منه غايته المنشودة من وراء ذلك العلم
فمهما تأتيه من بينات لتظهر له الحق يبقى معاندا له متكبرا عن قبوله مجادلا لخصومة
وغالبا ما يكون إفلاس هذا المجادل سريعا ، وسرعان ما تنكشف سوأته عندما يلجم بالحق فيقف أمامه خاسئا خاسرا
فالحق والوصول إلى سبل الهداية والرشاد ليست غايته المرجوة
فيكذب ، ويكثر من الكذب ، ويسوقه كذبه إلى المزيد من الكذب
حتى يعرف به ويصبح شعارا يلقب به
فانتصاره لنفسه جعله يستمر في الوقوع في الخطأ والزلل والبعد عن الحق
ثرثارا كثير الكلام كثير الحيدة والروغان
عن عبد الرحمن بن أبي الزناد رحمه الله قال: " أدركنا أهل الفضل والفقه من خيار أولية الناس يعيبون أهل الجدل والتنقيب والأخذ بالرأي أشد العيب، وينهوننا عن لقائهم ومجالستهم، وحذرونا مقاربتهم أشد التحذير "
يقول ابن بطة : " فاعلم يا أخي أني لم أر الجدال والمناقضة، والخلاف والمماحلة، والأهواء المختلفة، والآراء المخترعة من شرائع النبلاء، ولا من أخلاق الفضلاء ولا من مذاهب أهل المروءة، ولا ممن حكي لنا عن صالحي هذه الأمة، ولا من سير السلف، ولا من شيمة المرضيين من الخلف "
ومن ذلك يفهم حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم عن التحذير من الجدل
الذي يوصل صاحبه إلى ازدراء الآخرين والولوغ في إعراضهم والكذب عليهم وتضليل العباد عن معرفة الحق
قال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :
: "ما ضل قوم بعدي هدى كانوا عليه إلا أوتوا الجدل ثم قرأ ﴿مَا ضَرَبُوهُ لَكَ إِلاَّ جَدَلاً بَلْ هُمْ قَوْمٌ خَصِمُون﴾
وقال صلى الله عليه وآله وصحبه وسلم :
"من ترك المراء وهو مُبطل بنى الله له قصراً في ربض الجنة، ومن ترك المراء وهو محق بنى الله له في وسطها، ومن حسن خلقه بني الله له في أعلاها"
وعن عائشة رضي الله عنها قالت :قال: رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’إن أبغض الرجالإلى الله الألد الخصم’’ رواه البخاري ومسلم والترمذي والنسائي الألد بتشديد الدالالمهملة هو الشديد الخصومة
وهذا هو الجدل المذموم
بخلاف الجدل المحمود المراد منه الوصول إلى الحق
ذكر ابن الأثير في كتابه (النهاية) توضيحاً للفظ الجدل في الحديث الشريف: "ما أوتي قوم الجدل إلا ضلوا" فقال: الجدل مقابلة الحجة بالحجة والمجادلة: المناظرة والمخاصمة، والمراد في الحديث الجدل بالباطل وطلب المغالبة به،، فأما الجدل لإظهار الحق، فإن ذلك محمود لقوله تعالى: ﴿وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَن﴾ النحل: 125
ومن الصفات المذمومة للمجادل :
كثرة الكلام : فيذهبه هذا إلى التفرع والخروج من أصل النقاش ومضمونه ليصل إلى تفرعات لا علاقة لها بأصل النقاش ، فيصبح مكثرا من القياس ويتكلم في العلة بدون أن يفهم مسالكها
فيقيس الملائكة على الحدادين ، ويتكلم معك بقد ولعل
وقد بلغ الجهل والغرور بأحدهم عندما طالبته بالبينة على صدق ادعائه بأن يقول أنا صادق وكفى ؟؟!!! .
فهل هذا إلا تعبير عن الإفلاس ؟؟!!! .
وهذا الرجل المجادل عادة ما يكون سيئ الأخلاق فجداله وضعفه في معرفة الحجة وإقامتها وحبه للإنتصار للنفس
قاده إلى فحش القول وسوء الأخلاق ، فوصل به الأمر إلى احتقار الآخرين وازدراءهم
فما زال الشيطان ينفخ فيه حتى يورده المهالك
وقد لا ينتهي حال المجادل إلى هنا
بل مرضه هذا الذي نسأل الله أن لا يبتلينا به يسوقه إلى التكبر الذي هو بطر الحق وغمض الناس
وتأخذه العزة بالإثم عن الاعتراف بالحق وللهروب من مأزقه
يسلك معك طريقا يتتبع فيه العورات والزلات ، فيوقع نفسه في مهالك أخرى
فإذا اخطأ خصمه أثناء الحديث في أمر خارج عن أصل النقاش وموضوعه تراه تشبث فيه فلعله يجد فيه مخرجا له ويصر على المطالبة في هذا الزلل ويغفل عن أصل الموضوع ، حتى يوهم الناس ويوهم نفسه أنه سجل لنفسه انتصارا
وهكذا إخواني
يستمر النقاش مع المجادل إلى ما لا نهاية ويلصق بك الاتهامات ويكذب عليك حتى ينسيك ويبعدك عن نقاشك وموضوعك الأصلي ويبقى حاقدا متتبعا لزلاتك وهفواتك
فالشيطان يخيل إليه أنه سيبويه أو ابن منظور أو الشافعي أو ابن تيمية
وكما قيل ينظر إلى القذاة في أعين الناس وينسى الجذع في رأسه
وعندما يفلس المجادل لا يجد إلا أن يقلب عليك النقاش في محاولة يائسة أن يستعير كلامك وعباراتك التي نصحته فيها ليوجهها إليك ليظهر أنه هو المظلوم وأنت الظالم
كما أنه يلجأ معك لإظهار عيوبك في ظنه أنها عيوب أو بعض الأخطاء كما ذكرنا
ليصرف النقاش عن حقيقته ويبعده عن مغزاه الذي أنشأ إليه
كل هذا من أجل النفس والهوى وحب الإنتصار لهما
لا لدين الله
فنعوذ بالله من الجدال والمجادلين