ali yehya
08-30-2007, 05:14 AM
اسمحوا لي ان اجيب على عشرين سؤال تتكرر دائما في المنتديات ,ساضعها هنا مع الرد عليها.
1 - السؤال الأول :
يعتقد الشيعة أن عليًا رضي الله عنه إمام معصوم، ثم نجده ـ باعترافهم ـ يزوج ابنته أم كلثوم «شقيقة الحسن والحسين» من عمر بن الخطاب رضي الله عنه!! فيلزم الشيعة أحد أمرين أحلاهما مر :
الأول: أن عليًّا رضي الله عنه غير معصوم؛ لأنه زوج ابنته من كافر!، وهذا ما يناقض أساسات المذهب، بل يترتب عليه أن غيره من الأئمة غير معصومين.
والثاني: أن عمر رضي الله عنه مسلمٌ! قد ارتضى علي رضي الله عنه مصاهرته. وهذان جوابان محيّران.
في البداية لم يقم الزميل بإثبات أن الإمام علي بن أبي طالب قام بتزويج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب وهو بالتأكيد يدرك أن كثير من الشيعة ينكرون أصلاً صحة هذا الزواج من الناحية التاريخية، لكن على فرض إتمام هذا الزواج بالفعل، فإنني أتساءل حول الأشعث بن قيس الكندي وهو بالمناسبة زوج أم فروة أخت الخليفة الأول أبو بكر والذي وصفه بالحية عند وفاته نادماً على أنه لم يقتله، وقت كان موقف الأشعث من الإمام علي بن أبي طالب سلبياً كذلك من منطلق طموحه في الاستقلال عن الدولة المركزية في المدينة ، ومع ذلك فقد تزوج الإمام الحسن بن علي من ابنته كما زوجه أبو بكر أخته، فما هي القاعدة التي تمت بها هذه الزيجات والمصاهرات بين زعامات متناقضة الاتجاهات والمصالح ؟ إن فكرة الزواج في الأوساط العربية لم تكن تقوم إلا على 1 - إيجاد تحالفات قبلية عبر زواج مشترك بين عشيرتين أو قبيلتين، و 2 - الاعتماد على القرابة في النسب عند الزواج مع وجود خلافات في السياسة، وهنا فإن من الواضح أن المصاهرة بين أبي بكر والأشعث لم تؤد لأي تهدئة على المستوى السياسي كما أنها لم تؤد كذلك للتهدئة بينه وبين الإمام علي ، لكن الوضع الشريف للإمام الحسن كان كافياً بالنسبة للأشعث كما أن الوضع القبلي والسياسي لكل من الأشعث والخليفة الأول كانا كافيين للاتفاق حول زواجه من أم فروة .
هذا المثل الواضح ربما يشير إلى أن زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم - رغم أنني أعتقد بعدم حدوثه أصلاً - لم يكن في إطار التعامل الودي بين الطرفين أو عن رضا من الإمام عل عن الأسلوب الذي يدير به الخليفة الثاني الدولة وإنما هو زواج قرشي بقرشية، بالضبط بنفس الصيغة التي قبل بها النبي (ص) زواج ابنتيه من ابني أبي لهب رغم تحفظاته على سلوكياتهما وحتى سلوكيات والدهما التي لم تكن لتتفق ابداً من سلوكياته حتى قبل النبوة .
2 - السؤال الثاني :
يزعم الشيعة أن أبابكر وعمر رضي الله عنهم كانا كافرين، ثم نجد أن عليًا رضي الله عنه وهو الإمام المعصوم عند الشيعة قد رضي بخلافتهما وبايعهما الواحد تلو الآخر ولم يخرج عليهما، وهذا يلزم منه أن عليًا غير معصوم، حيث أنه بايع كافرين ناصبَيْن ظالـمَيْن إقراراً منه لهما، وهذا خارم للعصمة وعون للظالم على ظلمه، وهذا لا يقع من معصومٍ قط، أو أن فعله هو عين الصواب!! لأنهما خليفتان مؤمنان صادقان عادلان، فيكون الشيعة قد خالفوا إمامهم في تكفيرهما وسبهما ولعنهما وعدم الرضى بخلافتهما! فنقع في حيرة من أمرنا: إما أن نسلك سبيل أبي الحسن رضوان الله عليه أو نسلك سبيل شيعته العاصين؟!
إن الكلام بهذه الصيغة المطلقة التي لا تسعى لإلقاء الضوء على خلفيات هذه الحوادث التاريخية لا يمكن اعتباره تساؤلاً علمياً بأي حال، في البداية فإن إشارة بعض الشيعة للمخالفات التي قام بها الخلفاء السابقين على الإمام علي لم تتضمن تكفيرهما بشكل حقيقي فهما بالنسبة للشيعة ينتميان ولو مظهرياً إلى الدين الإسلامي كونهما لم ينكرا بشكل ظاهري معظم الأساسيات الأولية للدين كالتوحيد والنبوة والمعاد، وهي الأساسيات التي يخرج منكرها بشكل تكذيبي للنبي (ص) من الإيمان الإسلامي ، فالشيعة تعتبر الخلفاء السابقين على الإمام ع معادين للوصية النبوية بكل تأكيد وربما يعد هذا كفراً ضمنياً يعاقب عليه الله تعالى لكن مرتكبه يعامل معاملة المسلم ولو بشكل ظاهري كونه ينطق الشهادتين على كل حال .
وهنا لا يشير الزميل واضع السؤال إلى حقيقة أن الإمام علي لم يبايع الخلفية الأول إلا بعد 6 أشهر وهي في الواقع ليست بيعة حقيقية بقدر ما هي تهدئة بين الحزبين بناء على مستجدات حروب الردة والتي قامت بناء على محاولات استقلال بعض زعامات القبائل بشئونهم السياسية وهو اتجاه مرفوض كذلك لدى الإمام بسبب تداعياته السلبية على الدين الإسلامي الذي سيتحول بمرور الوقت إلى دين شبيه بالأوضاع الوثنية السابقة، وهنا فإن مسالمة السلطة الجديدة في المدينة كان الأقرب من هزيمتها بما يؤدي لانتصار الاتجاه السائد لدى القبائل الأخرى .
أما بيعة الإمام علي للخليفة الثاني فقد ارتبطت بظروف أخرى مختلفة، فقد تمكن الخليفة الأول خلال الفترة القصيرة من خلافته من الحصول على تأييد بعض الاتجاهات القبلية السائدة في تلك الفترة كأبي سفيان بن حرب الذي بدأ كمعادي لتولي أبي بكر للخلافة ثم تحول موقفه بعد أن تنازل له أبي بكر عن ما جمعه من بعض القبائل : " قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز و ذكر الراوي و هو جعفر بن سليمان أن أبا سفيان قال شيئا آخر لم تحفظه الرواة فلما قدم المدينة قال إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا الدم قال فكلم عمر أبا بكر فقال إن أبا سفيان قد قدم و أنا لا نأمن شره فدع له ما في يده فتركه فرضي " (ابن أبي الحديد – شرح نهج البلاغة – نسخة كومبيوترية – موقع www.al-shia.com (http://www.al-shia.com/) جـ 2 صـ 44)، كما تغير موقف الزبير بن العوام بعد أن منحه أبو بكر بعض الأراضي الزراعية ، كما منحه عمر بن الخطاب فيما بعد منطقة العقيق بكاملها (البلاذري – فتوح البلدان – نسخة كومبيوترية موقع www.al-eman.com (http://www.al-eman.com/) – جـ 1 صـ 2 ، 3)، من ناحية أخرى فإن الجيوش الإسلامية كانت في مواجهات متعددة بالعراق والشام ضد كل من الفرس والروم ولم يكن الإمام علي سيحصل على أي تأييد شعبي لو خالف وصية الخليفة في أثناء هذه المواجهات التي تفترض ما يشبه حالة الطوارئ وبالتالي فإن أي مخالفة كانت ستفسر من قبل السلطة أنها خيانة لنشر الدعوة في المناطق المشركة، وما يدعم هذه الفكرة أن الكثيرين كانوا مستفيدين من هذه المعارك التي هدفت في الأساس إلى الاستيلاء على طرق التجارة الرئيسية وتأمين إقتصاديات الدولة الجديدة، وفي نفس الوقت استغلال الجيوش الخاصة بالقبائل المتمردة في معارك تستنزف
قوتها العسكرية
السؤال الثالث :
يزعم الشيعة أن فاطمة رضي الله عنها بَضْعة المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أهينت في زمن أبي بكر رضي الله عنه وكسر ضلعها، وهمّ بحرق بيتها وإسقاط جنينها الذي أسموه المحسن!
والسؤال : أين علي رضي الله عنه عن هذا كله؟! ولماذا لم يأخذ بحقها، وهو الشجاع الكرار؟!
لا يتفق الشيعة بشكل موحد حول ما حدث للسيدة فاطمة عليها السلام، إلا أن القدر المتفق عليه بين الشيعة أن الخليفة الثاني سعى لإحراق بيتها، وهو ما ذكره رواه من غير الشيعة كذلك بما يؤكد مصداقيته خاصة أن هؤلاء الرواة كانوا ينظرون بقدسية إلى الشخصيات المتهمة وعلى رأسهم الخليفة الثاني، ، وبإختصار فأنا أعتقد أن الخليفة الثاني لم يتمكن من الاعتداء الجسدي على السيدة الزهراء عليها السلام لكن مجرد محاولته تشير إلى وجود نية الفعل ولا يمكن تبريرها، وأعتقد أن هذه المروية تشير بشكل واضح لما حدث : خرج عمر في نحو ستين رجلاً، فاستأذن الدخول عليهم، فلم يؤذن له، فشغب، وأجلب . فخرج إليه الزبير مصلتاً سيفاً، ففر الثاني من بين يديه حسب عادته، وتبعه الزبير، فعثر بصخرة في طريقة، فسقط لوجهة، فنادى عمر : " دونكم الكلب ". فأحاطوا به، وأخذ سلمة بن أسلم سيفه، فضربه على الصخرة فكسره. فسيق إليه الزبير سوقاً عنيفاً، إلى أبي بكر، حتى بايع كرهاً.
وعاد إلى الباب واستأذن. فقالت فاطمة : عليك بالله إن كنت تؤمن بالله أن تدخل علي بيتي، فإني حاسرة. فلم يلتفت إلى مقالها، وهجم.
فصاحت : " يا أبه . ما لقينا بعدك من أبي بكر وعمر.
وتبعه أعوانه، فطالب أمير المؤمنين (ع) بالخروج، فلم يمتنع عليه، لما تقدم من وصية رسول الله، وضن بالمسلمين عن الفتنة.
... وخرج معهم، وخرجت الطاهرة في إثره، وهي تقول لزفر : يا ابن السوداء، لأسرع ما أدخلت الذل على بيت رسول الله.
قال : ولم تبق من بني هاشم إمرأة إلا خرجت معها. فلما رآها أبو بكر مقبلة هاب ذلك، فقام قائماً، وقال : ما أخرجك يا بنت رسول الله ؟! فقالت : أخرجتني أنت، وهذا ابن السوداء معك " (جعفر مرتضى العاملي . مأساة الزهراء (شبهات وردود) . بيروت 1997 . دار السيرة . ج 2 ص 176، 177 ).
السؤال الرابع :
ذكر الكليني في كتاب الكافي: «أن الأئمة يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم» . ثم يذكر المجلسي في كتابه (بحار الأنوار) حديثاً يقول: «لم يكن إمام إلا مات مقتولاً أو مسموماً» . فإذا كان الإمام يعلم الغيب كما ذكر الكليني والحر العاملي، فسيعلم ما يقدم له من طعام وشراب، فإن كان مسموماً علم ما فيه من سم وتجنبه، فإن لم يتجنبه مات منتحراً؛ لأنه يعلم أن الطعام مسموم! فيكون قاتلا لنفسه، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن قاتل نفسه في النار! فهل يرضى الشيعة هذا للأئمة؟!
ما ذكره الكليني في الكافي لا يعبر عن رأيه وإنما هي مروية قد تكون صادقة أو كاذبة، والشيخ الكليني ذاته أشار في مقدمة كتاب الكافي إلا أنه لا يعتقد بصدق كل المرويات في كتابه، وإذا كان مجرد إيراد مروية في كتاب أحاديث يمثل عقيدة المؤلف فإن المرويات التي رواها الشيخ البخاري في الصحيح عن نقصان بعض الآيات القرآنية تكون ملزمة له بكل تأكيد .
كما أن رؤية الشيخ الكليني بأنه لم يكن إمام إلا مات مسموماً أو مقتولاً لا تمثل سوى رأيه حيث خالفها الشيخ المفيد وغيره من العلماء الأصوليون الذين أشاروا إلى أن الأئمة الذين تعرضوا للقتل والسم هم الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام الكاظم والإمام الرضا عليهم السلام وتوجد شكوك حول وفاة الإمام الجواد كذلك، أما الباقين من المعصومين فالمرويات حول وفاتهم متضاربة وربما تكون هناك شبهة بالفعل في تعرضهم للسم من قبل السلطة لكنها ليست ثابتة .
إن علم الإمام بموته ليس ضروريا أن يكون بشكل تفصيلي فالمروية – رغم عدم اعتقادي بصحة كلا المرويتين بناء على رفض الشيخ المفيد لهما – تشير إلى معرفة زمن الموت وليس كيفيته ولا من يقوم به سواء المرض أو بتدخل بشري من السلطة الحاكمة ، ولا يوجد هنا تناقض بينهما حيث أن معرفة وقت الموت لا علاقة له بمعرفة الكيفية .
السؤال الخامس :
عندما تولى علي رضي الله عنه لم نجده خالف الخلفاء الراشدين قبله؛ فلم يخرج للناس قرآناً غير الذي عندهم، ولم ينكر على أحد منهم شيئاً، بل تواتر قوله على المنبر : " خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر" ولم يشرع المتعة، ولم يرد فدك، ولم يوجب المتعة في الحج على الناس، ولا عمم قول «حي على خير العمل» في الأذان، ولا حذف «الصلاة خير من النوم». فلو كان أبوبكر وعمر رضي الله عنهما كافرين، قد غصبا الخلافة منه ـ كما تزعمون ـ فلماذا لم يبين ذلك، والسُلطة كانت بيده؟! بل نجده عكس ذلك، امتدحهما وأثنى عليهما. فليسعكم ما وسعه، أو يلزمكم أن تقولوا بأنه خان الأمة ولم يبين لهم الأمر. وحاشاه من ذلك.
هذا التساؤل يسعى لفرض ما يذكره السنة كحقائق تاريخية، وهي ربما تكون كذلك بالنسبة للسائل لكنها ليست حقيقية بالنسبة لنا كشيعة لأن لدينا مرويات مختلفة وتشير لأوضاع أخرى خالف فيها الإمام علي عليه السلام ما قام به السابقين عليه .
بالنسبة لما ذكره السائل فقد أشار الإمام علي عليه السلام إلى سعيه لتغيير بعض ما أضافه عمر بن الخطاب على الدين الإسلامي وقد جوبه فعلاً بمقاومة ممن استفادوا من عهد عمر بن الخطاب وهم مجموعة كبيرة من القراء التي شكلت فيما بعد طائفة الخوارج : " تذكر المرويات أن عمر كتب إلى أمراء الأجناد : أن ارفعوا إليَّ كلَّ من حمل القرآن حتى ألحقهم في الشرف من العطاء وأُرسلهم في الآفاق يعلمون الناس فكتب إليه الأشعري انّه بلغ من قبلي من حمل القرآن ثلاثمائة وبضع رجال "، كما ذكر البخاري أن القراء كانوا هم أصحاب مجلس عمر بن الخطاب سواء كانوا كهولاً أو شباباً (مرتضى العسكري – القرآن في روايات المدرستين – نسخة كومبيوترية – ج 2 من أخبار القراء في عهد عمر، وأخبار الكتاب والسنة على عهد الخليفة القرشي عمر)، يقول أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له : " قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله متعمدين لخلافه، ناقضين لعهده مغيرين لسنته ولو حملت الناس على تركها وحولتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله، أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم (ع) فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، ورددت فدك إلى ورثة فاطمة (عليها السلام) و رددت صاع رسول صلى الله عليه وآله كما كان، وأمضيت قطائع أقطعها رسول الله صلى الله عليه وآله لأقوام لم تمض لهم ولم تنفذ، ورددت دار جعفر إلى ورثته وهدمتها من المسجد ورددت قضايا من الجور قضي بها، ونزعت نساء*ا تحت رجال بغير حق فرددتهن إلى أزواجهن واستقبلت بهن الحكم في الفروج والأرحام، وسبيت ذراري بني تغلب، ورددت ما قسم من أرض خيبر، ومحوت دواوين العطايا وأعطيت كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعطي بالسوية ولم أجعلها دولة بين الأغنياء وألقيت المساحة، وسويت بين المناكح وأنفذت خمس الرسول كما أنزل الله عز وجل وفرضه ورددت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ما كان عليه، وسددت ما فتح فيه من الأبواب، وفتحت ما سد منه، وحرمت المسح على الخفين، وحددت على النبيذ وأمرت بإحلال المتعتين وأمرت بالتكبير على الجنائز خمس تكبيرات وألزمت الناس الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأخرجت من أدخل مع رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجده ممن كان رسول الله صلى الله عليه وآله أخرجه، وأدخلت من اخرج بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ممن كان رسول الله صلى الله عليه وآله أدخله وحملت الناس على حكم القرآن وعلى الطلاق على السنة، وأخذت الصدقات على أصنافها وحدودها، ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى مواقيتها وشائعها ومواضعها، ورددت أهل نجران إلى مواضعهم، ورددت سبايا فارس وسائر الأمم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله إذا لتفرقوا عني والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي: يا أهل الإسلام غيرت سنة عمر ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري ما لقيت من هذه الامة من الفرقة وطاعة أئمة الضلالة والدعاة إلى النار " (الشيخ الكليني . روضة الكافي . نسخة كومبيوترية موقع www.al-shia.com (http://www.al-shia.com/) . ص 58 – 63)، وفي هذا النص يشير الإمام علي عليه السلام إلى المستفيدين من العهد العمري والذي حاولوا الإبقاء على مظاهره وما حمله من امتيازات لهم إلى درجة أنهم حاولوا الانقلاب عليه في خضم صراعه مع معاوية بن أبي سفيان عندما حاول مخالفتها، لكن هذا لا يعني أن الإمام علي عليه السلام لم قد استسلم لهذا الأمر الواقع فمن المعروف أن الخلفاء السابقين على الإمام منعوا من تدوين السنة في حين قام الإمام بالحض على تدوينها، كما قام بالعودة إلى تطبيق سنة النبي ص في العطاء والتسوية بين الأغنياء والفقراء بغض النظر عن تاريخهم مع الإسلام .
1 - السؤال الأول :
يعتقد الشيعة أن عليًا رضي الله عنه إمام معصوم، ثم نجده ـ باعترافهم ـ يزوج ابنته أم كلثوم «شقيقة الحسن والحسين» من عمر بن الخطاب رضي الله عنه!! فيلزم الشيعة أحد أمرين أحلاهما مر :
الأول: أن عليًّا رضي الله عنه غير معصوم؛ لأنه زوج ابنته من كافر!، وهذا ما يناقض أساسات المذهب، بل يترتب عليه أن غيره من الأئمة غير معصومين.
والثاني: أن عمر رضي الله عنه مسلمٌ! قد ارتضى علي رضي الله عنه مصاهرته. وهذان جوابان محيّران.
في البداية لم يقم الزميل بإثبات أن الإمام علي بن أبي طالب قام بتزويج ابنته أم كلثوم لعمر بن الخطاب وهو بالتأكيد يدرك أن كثير من الشيعة ينكرون أصلاً صحة هذا الزواج من الناحية التاريخية، لكن على فرض إتمام هذا الزواج بالفعل، فإنني أتساءل حول الأشعث بن قيس الكندي وهو بالمناسبة زوج أم فروة أخت الخليفة الأول أبو بكر والذي وصفه بالحية عند وفاته نادماً على أنه لم يقتله، وقت كان موقف الأشعث من الإمام علي بن أبي طالب سلبياً كذلك من منطلق طموحه في الاستقلال عن الدولة المركزية في المدينة ، ومع ذلك فقد تزوج الإمام الحسن بن علي من ابنته كما زوجه أبو بكر أخته، فما هي القاعدة التي تمت بها هذه الزيجات والمصاهرات بين زعامات متناقضة الاتجاهات والمصالح ؟ إن فكرة الزواج في الأوساط العربية لم تكن تقوم إلا على 1 - إيجاد تحالفات قبلية عبر زواج مشترك بين عشيرتين أو قبيلتين، و 2 - الاعتماد على القرابة في النسب عند الزواج مع وجود خلافات في السياسة، وهنا فإن من الواضح أن المصاهرة بين أبي بكر والأشعث لم تؤد لأي تهدئة على المستوى السياسي كما أنها لم تؤد كذلك للتهدئة بينه وبين الإمام علي ، لكن الوضع الشريف للإمام الحسن كان كافياً بالنسبة للأشعث كما أن الوضع القبلي والسياسي لكل من الأشعث والخليفة الأول كانا كافيين للاتفاق حول زواجه من أم فروة .
هذا المثل الواضح ربما يشير إلى أن زواج عمر بن الخطاب من أم كلثوم - رغم أنني أعتقد بعدم حدوثه أصلاً - لم يكن في إطار التعامل الودي بين الطرفين أو عن رضا من الإمام عل عن الأسلوب الذي يدير به الخليفة الثاني الدولة وإنما هو زواج قرشي بقرشية، بالضبط بنفس الصيغة التي قبل بها النبي (ص) زواج ابنتيه من ابني أبي لهب رغم تحفظاته على سلوكياتهما وحتى سلوكيات والدهما التي لم تكن لتتفق ابداً من سلوكياته حتى قبل النبوة .
2 - السؤال الثاني :
يزعم الشيعة أن أبابكر وعمر رضي الله عنهم كانا كافرين، ثم نجد أن عليًا رضي الله عنه وهو الإمام المعصوم عند الشيعة قد رضي بخلافتهما وبايعهما الواحد تلو الآخر ولم يخرج عليهما، وهذا يلزم منه أن عليًا غير معصوم، حيث أنه بايع كافرين ناصبَيْن ظالـمَيْن إقراراً منه لهما، وهذا خارم للعصمة وعون للظالم على ظلمه، وهذا لا يقع من معصومٍ قط، أو أن فعله هو عين الصواب!! لأنهما خليفتان مؤمنان صادقان عادلان، فيكون الشيعة قد خالفوا إمامهم في تكفيرهما وسبهما ولعنهما وعدم الرضى بخلافتهما! فنقع في حيرة من أمرنا: إما أن نسلك سبيل أبي الحسن رضوان الله عليه أو نسلك سبيل شيعته العاصين؟!
إن الكلام بهذه الصيغة المطلقة التي لا تسعى لإلقاء الضوء على خلفيات هذه الحوادث التاريخية لا يمكن اعتباره تساؤلاً علمياً بأي حال، في البداية فإن إشارة بعض الشيعة للمخالفات التي قام بها الخلفاء السابقين على الإمام علي لم تتضمن تكفيرهما بشكل حقيقي فهما بالنسبة للشيعة ينتميان ولو مظهرياً إلى الدين الإسلامي كونهما لم ينكرا بشكل ظاهري معظم الأساسيات الأولية للدين كالتوحيد والنبوة والمعاد، وهي الأساسيات التي يخرج منكرها بشكل تكذيبي للنبي (ص) من الإيمان الإسلامي ، فالشيعة تعتبر الخلفاء السابقين على الإمام ع معادين للوصية النبوية بكل تأكيد وربما يعد هذا كفراً ضمنياً يعاقب عليه الله تعالى لكن مرتكبه يعامل معاملة المسلم ولو بشكل ظاهري كونه ينطق الشهادتين على كل حال .
وهنا لا يشير الزميل واضع السؤال إلى حقيقة أن الإمام علي لم يبايع الخلفية الأول إلا بعد 6 أشهر وهي في الواقع ليست بيعة حقيقية بقدر ما هي تهدئة بين الحزبين بناء على مستجدات حروب الردة والتي قامت بناء على محاولات استقلال بعض زعامات القبائل بشئونهم السياسية وهو اتجاه مرفوض كذلك لدى الإمام بسبب تداعياته السلبية على الدين الإسلامي الذي سيتحول بمرور الوقت إلى دين شبيه بالأوضاع الوثنية السابقة، وهنا فإن مسالمة السلطة الجديدة في المدينة كان الأقرب من هزيمتها بما يؤدي لانتصار الاتجاه السائد لدى القبائل الأخرى .
أما بيعة الإمام علي للخليفة الثاني فقد ارتبطت بظروف أخرى مختلفة، فقد تمكن الخليفة الأول خلال الفترة القصيرة من خلافته من الحصول على تأييد بعض الاتجاهات القبلية السائدة في تلك الفترة كأبي سفيان بن حرب الذي بدأ كمعادي لتولي أبي بكر للخلافة ثم تحول موقفه بعد أن تنازل له أبي بكر عن ما جمعه من بعض القبائل : " قال أبو بكر أحمد بن عبد العزيز و ذكر الراوي و هو جعفر بن سليمان أن أبا سفيان قال شيئا آخر لم تحفظه الرواة فلما قدم المدينة قال إني لأرى عجاجة لا يطفئها إلا الدم قال فكلم عمر أبا بكر فقال إن أبا سفيان قد قدم و أنا لا نأمن شره فدع له ما في يده فتركه فرضي " (ابن أبي الحديد – شرح نهج البلاغة – نسخة كومبيوترية – موقع www.al-shia.com (http://www.al-shia.com/) جـ 2 صـ 44)، كما تغير موقف الزبير بن العوام بعد أن منحه أبو بكر بعض الأراضي الزراعية ، كما منحه عمر بن الخطاب فيما بعد منطقة العقيق بكاملها (البلاذري – فتوح البلدان – نسخة كومبيوترية موقع www.al-eman.com (http://www.al-eman.com/) – جـ 1 صـ 2 ، 3)، من ناحية أخرى فإن الجيوش الإسلامية كانت في مواجهات متعددة بالعراق والشام ضد كل من الفرس والروم ولم يكن الإمام علي سيحصل على أي تأييد شعبي لو خالف وصية الخليفة في أثناء هذه المواجهات التي تفترض ما يشبه حالة الطوارئ وبالتالي فإن أي مخالفة كانت ستفسر من قبل السلطة أنها خيانة لنشر الدعوة في المناطق المشركة، وما يدعم هذه الفكرة أن الكثيرين كانوا مستفيدين من هذه المعارك التي هدفت في الأساس إلى الاستيلاء على طرق التجارة الرئيسية وتأمين إقتصاديات الدولة الجديدة، وفي نفس الوقت استغلال الجيوش الخاصة بالقبائل المتمردة في معارك تستنزف
قوتها العسكرية
السؤال الثالث :
يزعم الشيعة أن فاطمة رضي الله عنها بَضْعة المصطفى صلى الله عليه وسلم قد أهينت في زمن أبي بكر رضي الله عنه وكسر ضلعها، وهمّ بحرق بيتها وإسقاط جنينها الذي أسموه المحسن!
والسؤال : أين علي رضي الله عنه عن هذا كله؟! ولماذا لم يأخذ بحقها، وهو الشجاع الكرار؟!
لا يتفق الشيعة بشكل موحد حول ما حدث للسيدة فاطمة عليها السلام، إلا أن القدر المتفق عليه بين الشيعة أن الخليفة الثاني سعى لإحراق بيتها، وهو ما ذكره رواه من غير الشيعة كذلك بما يؤكد مصداقيته خاصة أن هؤلاء الرواة كانوا ينظرون بقدسية إلى الشخصيات المتهمة وعلى رأسهم الخليفة الثاني، ، وبإختصار فأنا أعتقد أن الخليفة الثاني لم يتمكن من الاعتداء الجسدي على السيدة الزهراء عليها السلام لكن مجرد محاولته تشير إلى وجود نية الفعل ولا يمكن تبريرها، وأعتقد أن هذه المروية تشير بشكل واضح لما حدث : خرج عمر في نحو ستين رجلاً، فاستأذن الدخول عليهم، فلم يؤذن له، فشغب، وأجلب . فخرج إليه الزبير مصلتاً سيفاً، ففر الثاني من بين يديه حسب عادته، وتبعه الزبير، فعثر بصخرة في طريقة، فسقط لوجهة، فنادى عمر : " دونكم الكلب ". فأحاطوا به، وأخذ سلمة بن أسلم سيفه، فضربه على الصخرة فكسره. فسيق إليه الزبير سوقاً عنيفاً، إلى أبي بكر، حتى بايع كرهاً.
وعاد إلى الباب واستأذن. فقالت فاطمة : عليك بالله إن كنت تؤمن بالله أن تدخل علي بيتي، فإني حاسرة. فلم يلتفت إلى مقالها، وهجم.
فصاحت : " يا أبه . ما لقينا بعدك من أبي بكر وعمر.
وتبعه أعوانه، فطالب أمير المؤمنين (ع) بالخروج، فلم يمتنع عليه، لما تقدم من وصية رسول الله، وضن بالمسلمين عن الفتنة.
... وخرج معهم، وخرجت الطاهرة في إثره، وهي تقول لزفر : يا ابن السوداء، لأسرع ما أدخلت الذل على بيت رسول الله.
قال : ولم تبق من بني هاشم إمرأة إلا خرجت معها. فلما رآها أبو بكر مقبلة هاب ذلك، فقام قائماً، وقال : ما أخرجك يا بنت رسول الله ؟! فقالت : أخرجتني أنت، وهذا ابن السوداء معك " (جعفر مرتضى العاملي . مأساة الزهراء (شبهات وردود) . بيروت 1997 . دار السيرة . ج 2 ص 176، 177 ).
السؤال الرابع :
ذكر الكليني في كتاب الكافي: «أن الأئمة يعلمون متى يموتون، وأنهم لا يموتون إلا باختيار منهم» . ثم يذكر المجلسي في كتابه (بحار الأنوار) حديثاً يقول: «لم يكن إمام إلا مات مقتولاً أو مسموماً» . فإذا كان الإمام يعلم الغيب كما ذكر الكليني والحر العاملي، فسيعلم ما يقدم له من طعام وشراب، فإن كان مسموماً علم ما فيه من سم وتجنبه، فإن لم يتجنبه مات منتحراً؛ لأنه يعلم أن الطعام مسموم! فيكون قاتلا لنفسه، وقد أخبر النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم أن قاتل نفسه في النار! فهل يرضى الشيعة هذا للأئمة؟!
ما ذكره الكليني في الكافي لا يعبر عن رأيه وإنما هي مروية قد تكون صادقة أو كاذبة، والشيخ الكليني ذاته أشار في مقدمة كتاب الكافي إلا أنه لا يعتقد بصدق كل المرويات في كتابه، وإذا كان مجرد إيراد مروية في كتاب أحاديث يمثل عقيدة المؤلف فإن المرويات التي رواها الشيخ البخاري في الصحيح عن نقصان بعض الآيات القرآنية تكون ملزمة له بكل تأكيد .
كما أن رؤية الشيخ الكليني بأنه لم يكن إمام إلا مات مسموماً أو مقتولاً لا تمثل سوى رأيه حيث خالفها الشيخ المفيد وغيره من العلماء الأصوليون الذين أشاروا إلى أن الأئمة الذين تعرضوا للقتل والسم هم الإمام علي والإمام الحسن والإمام الحسين والإمام الكاظم والإمام الرضا عليهم السلام وتوجد شكوك حول وفاة الإمام الجواد كذلك، أما الباقين من المعصومين فالمرويات حول وفاتهم متضاربة وربما تكون هناك شبهة بالفعل في تعرضهم للسم من قبل السلطة لكنها ليست ثابتة .
إن علم الإمام بموته ليس ضروريا أن يكون بشكل تفصيلي فالمروية – رغم عدم اعتقادي بصحة كلا المرويتين بناء على رفض الشيخ المفيد لهما – تشير إلى معرفة زمن الموت وليس كيفيته ولا من يقوم به سواء المرض أو بتدخل بشري من السلطة الحاكمة ، ولا يوجد هنا تناقض بينهما حيث أن معرفة وقت الموت لا علاقة له بمعرفة الكيفية .
السؤال الخامس :
عندما تولى علي رضي الله عنه لم نجده خالف الخلفاء الراشدين قبله؛ فلم يخرج للناس قرآناً غير الذي عندهم، ولم ينكر على أحد منهم شيئاً، بل تواتر قوله على المنبر : " خير هذه الأمة بعد نبيها أبو بكر وعمر" ولم يشرع المتعة، ولم يرد فدك، ولم يوجب المتعة في الحج على الناس، ولا عمم قول «حي على خير العمل» في الأذان، ولا حذف «الصلاة خير من النوم». فلو كان أبوبكر وعمر رضي الله عنهما كافرين، قد غصبا الخلافة منه ـ كما تزعمون ـ فلماذا لم يبين ذلك، والسُلطة كانت بيده؟! بل نجده عكس ذلك، امتدحهما وأثنى عليهما. فليسعكم ما وسعه، أو يلزمكم أن تقولوا بأنه خان الأمة ولم يبين لهم الأمر. وحاشاه من ذلك.
هذا التساؤل يسعى لفرض ما يذكره السنة كحقائق تاريخية، وهي ربما تكون كذلك بالنسبة للسائل لكنها ليست حقيقية بالنسبة لنا كشيعة لأن لدينا مرويات مختلفة وتشير لأوضاع أخرى خالف فيها الإمام علي عليه السلام ما قام به السابقين عليه .
بالنسبة لما ذكره السائل فقد أشار الإمام علي عليه السلام إلى سعيه لتغيير بعض ما أضافه عمر بن الخطاب على الدين الإسلامي وقد جوبه فعلاً بمقاومة ممن استفادوا من عهد عمر بن الخطاب وهم مجموعة كبيرة من القراء التي شكلت فيما بعد طائفة الخوارج : " تذكر المرويات أن عمر كتب إلى أمراء الأجناد : أن ارفعوا إليَّ كلَّ من حمل القرآن حتى ألحقهم في الشرف من العطاء وأُرسلهم في الآفاق يعلمون الناس فكتب إليه الأشعري انّه بلغ من قبلي من حمل القرآن ثلاثمائة وبضع رجال "، كما ذكر البخاري أن القراء كانوا هم أصحاب مجلس عمر بن الخطاب سواء كانوا كهولاً أو شباباً (مرتضى العسكري – القرآن في روايات المدرستين – نسخة كومبيوترية – ج 2 من أخبار القراء في عهد عمر، وأخبار الكتاب والسنة على عهد الخليفة القرشي عمر)، يقول أمير المؤمنين عليه السلام في خطبة له : " قد عملت الولاة قبلي أعمالا خالفوا فيها رسول الله صلى الله عليه وآله متعمدين لخلافه، ناقضين لعهده مغيرين لسنته ولو حملت الناس على تركها وحولتها إلى مواضعها وإلى ما كانت في عهد رسول الله صلى الله عليه وآله لتفرق عني جندي حتى أبقى وحدي أو قليل من شيعتي الذين عرفوا فضلي وفرض إمامتي من كتاب الله عز وجل وسنة رسول الله صلى الله عليه وآله، أرأيتم لو أمرت بمقام إبراهيم (ع) فرددته إلى الموضع الذي وضعه فيه رسول الله صلى الله عليه وآله، ورددت فدك إلى ورثة فاطمة (عليها السلام) و رددت صاع رسول صلى الله عليه وآله كما كان، وأمضيت قطائع أقطعها رسول الله صلى الله عليه وآله لأقوام لم تمض لهم ولم تنفذ، ورددت دار جعفر إلى ورثته وهدمتها من المسجد ورددت قضايا من الجور قضي بها، ونزعت نساء*ا تحت رجال بغير حق فرددتهن إلى أزواجهن واستقبلت بهن الحكم في الفروج والأرحام، وسبيت ذراري بني تغلب، ورددت ما قسم من أرض خيبر، ومحوت دواوين العطايا وأعطيت كما كان رسول الله صلى الله عليه وآله يعطي بالسوية ولم أجعلها دولة بين الأغنياء وألقيت المساحة، وسويت بين المناكح وأنفذت خمس الرسول كما أنزل الله عز وجل وفرضه ورددت مسجد رسول الله صلى الله عليه وآله إلى ما كان عليه، وسددت ما فتح فيه من الأبواب، وفتحت ما سد منه، وحرمت المسح على الخفين، وحددت على النبيذ وأمرت بإحلال المتعتين وأمرت بالتكبير على الجنائز خمس تكبيرات وألزمت الناس الجهر ببسم الله الرحمن الرحيم وأخرجت من أدخل مع رسول الله صلى الله عليه وآله في مسجده ممن كان رسول الله صلى الله عليه وآله أخرجه، وأدخلت من اخرج بعد رسول الله صلى الله عليه وآله ممن كان رسول الله صلى الله عليه وآله أدخله وحملت الناس على حكم القرآن وعلى الطلاق على السنة، وأخذت الصدقات على أصنافها وحدودها، ورددت الوضوء والغسل والصلاة إلى مواقيتها وشائعها ومواضعها، ورددت أهل نجران إلى مواضعهم، ورددت سبايا فارس وسائر الأمم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وآله إذا لتفرقوا عني والله لقد أمرت الناس أن لا يجتمعوا في شهر رمضان إلا في فريضة وأعلمتهم أن اجتماعهم في النوافل بدعة فتنادى بعض أهل عسكري ممن يقاتل معي: يا أهل الإسلام غيرت سنة عمر ينهانا عن الصلاة في شهر رمضان تطوعا ولقد خفت أن يثوروا في ناحية جانب عسكري ما لقيت من هذه الامة من الفرقة وطاعة أئمة الضلالة والدعاة إلى النار " (الشيخ الكليني . روضة الكافي . نسخة كومبيوترية موقع www.al-shia.com (http://www.al-shia.com/) . ص 58 – 63)، وفي هذا النص يشير الإمام علي عليه السلام إلى المستفيدين من العهد العمري والذي حاولوا الإبقاء على مظاهره وما حمله من امتيازات لهم إلى درجة أنهم حاولوا الانقلاب عليه في خضم صراعه مع معاوية بن أبي سفيان عندما حاول مخالفتها، لكن هذا لا يعني أن الإمام علي عليه السلام لم قد استسلم لهذا الأمر الواقع فمن المعروف أن الخلفاء السابقين على الإمام منعوا من تدوين السنة في حين قام الإمام بالحض على تدوينها، كما قام بالعودة إلى تطبيق سنة النبي ص في العطاء والتسوية بين الأغنياء والفقراء بغض النظر عن تاريخهم مع الإسلام .