من هناك
08-20-2007, 05:37 AM
بوش وإعلاميوه...والإساءة للإسلام؟
المواقف المتعددة والمتوالية والتي تبرهن بأن تصريح جورج بوش القديم عن حربه الصليبية والتي يشنها في اكثر من مكان وبالعديد من الوسائل والاساليب, لم يكن زلة لسان او عثرة لرئيس محدود القدرات والامكانات بل هي واقع وامر مخطط له ومرسوم. أخر صرعات الرئيس الامريكي الاسوأ في تاريخ الولايات المتحدة – والوصف للرئيس الاسبق جيمي كارتر- كان لقاءا خاصا ضمه في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في الاول من اغسطس مع عشرة من المذيعين الأمريكيين المحافظين، والمعروفين بهجومهم على الإسلام وانتقادهم للحكومات العربية، فيما بقيت تفاصيل اللقاء طي الكتمان.
شارك في اللقاء مايكل ميدفيد، الذي سبق وأن قال في سبتمبر بأن "العنف وإراقة الدماء والرعب والبؤس... والسلوك المثير للاشمئزاز الشائع في العالم الإسلامي مبني على بعض المشكلات في الإسلام نفسه" واصفاً إياه بالدين "البدائي". كما حضر اللقاء المذيع بيل بينيت، والذي وصف المسلمين بأنهم "مضطربون نفسيا"، وذلك في برنامجه "حجرة الموقف" على شبكة سي إن إن في فبراير من العام الماضي، إبان أزمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم. وضم الحضور، أيضاً، المذيع جلين بيك الذي ترأس قائمة أسوأ شخص في العالم، بعد تشكيكه في وطنية أول عضو مسلم في الكونغرس كيث إليسون. إذ توجه في نوفمبر الماضي إليه بالقول: "لقد كنت قلقا بشأن هذا اللقاء معك لأنني أشعر أنه ينبغي أن أقول لك: سيدي، أثبت لي أنك لا تعمل مع أعدائنا". وأضاف: "أنا لا أتهمك بأنك عدو، ولكن هذا ما أشعر به، وأعتقد أن كثيرا من الأمريكيين سيفكرون بهذه الطريقة".
اللافت ان نيل بورتز والذي كان من ابرز المشاركين في اللقاء مع بوش –وهو مذيع مشهور بعدائه للإسلام والمسلمين – قد شن بعد اجتماع البيت الابيض بأيام هجوما لاذعا وغير مهذب ولا مبرر ضد المسلمين واصفا إياهم بالـ "الصراصير"، لأنهم يصومون في نهار رمضان، ويأكلون في الليل في برنامجه الإذاعي الذي يُبثّ في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، وانتقد نيل بورتز طلب عدد من المستشفيات الحكومية في اسكتلندا العاملين بها بتناول الطعام بعيداً عن المكاتب خلال شهر رمضان، حفاظاً على مشاعر زملائهم المسلمين الصائمين، معتبراً أن هذا دليل على ما أسماه "أسلمة غرب أوروبا".
وبطبيعة الحال فإن هذه ليست المرة والتي يهاجم فيها بورتز الاسلام والمسلمين، ففي اكتوبر الماضي، وصف الإسلام بأنه "فيروس مميت، ينتشر في جميع أنحاء أوروبا والعالم الغربي". مضيفاً: "سوف ننتظر طويلاً جداّ حتى نطوّر لقاحاً لنكافحه به". وبحسب نص التصريحات التي نقلتها وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك، فقد أشار بورتز في حلقة برنامجه، في 14 أغسطس الجاري، إلى أن ما يسميه بأسلمة غرب أوروبا يحدث أيضا في أمريكا. حيث قال: "إنها تحدث هنا أيضا، في هذا البلد.. حمامات سباحة للمسلمين.. مدارس حكومية بغرف منفصلة للصلاة من أجل المسلمين". بورتز يعتبر واحد من اكثر المذيعين شعبية في الولايات المتحدة فهو يأتي في المرتبة السادسة من ناحية عدد المستمعين بحيث يصل عدد مستمعيه أسبوعيا إلى 3.75 مليون شخص. وكان برنامجه الإذاعي قد حصل على جائزة جمعية المذيعين في جورجيا لعام 2007، كما حصل على جوائز أخرى هذا العام.
تصريحات بورتز والتي جاءت بعد لقاءه بوش والمسلمون يتهيأون لإستقبال شهر رمضان غير مبررة على الاطلاق حتى بالمقاييس اليمينية العنصرية, فالصيام عبادة سلبية – من حيث الفعل- وهي لا تؤثر على المحيط ولا تحتاج الى مكان او طقوس لإجرائها. غير انه من الممكن وضع تصريحاته – كما يبدو- في سياق بداية لحمله إعلامية بذئية وغير مهذبة من التيار اليميني والمحافظ تستهدف الاسلام والمسلمين. وبتقديري فإن تلك الحملة ترمي لإستفزاز المسلمين وبشكل وقح لدفع بعضهم إلى ردود فعل عنيفة ربما تكون عن طريق اشرطة مجهولة المصدر تعود لتهدد ومن جديد بجعل الحادي عشر من سبتمر نزهة لما سوف يجري ويحدث على الاراض الامريكية. الهدف من إثارة ردود أفعال من المسلمين يؤمل ان يكون بعضها عنيفا لإستخدامها لحشد الرأي العام الامريكي والغربي خلف الرئيس المهزوز بوش بعد فشله الذريع في العرق وافغانستان وإنقلاب الرأي العام عن تأييده والاعراب عن السخط من سياساته المدمرة والمجنونة. كما ان الوجود الاسلامي في الغرب هو المستهدف –بتقديري- فأي ردود فعل إسلامية على استفزاز بورتز وغيره وحتى وإن كانت تصريحات منددة ترد عليه ستستخدم لإتهام مسلمي الغرب وامريكا ,إعلاميا من قبل اليمين المحافظ, بأنهم غير ديمقراطيين ولا يتحملون حرية الرأي والتعبير وأنهم يريدون تغيير الهوية الثقافية للمجتمعات الغربية وأسلمتها.
من حق المسلمين وواجبهم إتخاذ مواقف واضحة ولكن يجب ان تكون موزونة وعدم التهديد أو القيام بأي ردات فعل عنيفة, وإن كنت لا استبعد صدور اشرطة مجهولة المصدر تذيعها بعض القنوات الفضائية تهدد امريكا بالويل والثبور وعظائم الامور وبالتالي تضخيمها والتأكيد على مصيرية معركة "الارهاب". الهجوم على الاسلام بهذه الوسائل الوضيعة دون غيره من الاديان والنحل والمنتشر اتباعها في الغرب دليل على حيوية هذا الدين وإفلاس مهاجميه ومنتقديه وحقدهم على القوة الذاتية لهذا الدين بإعتباره الاسرع إنتشارا في الغرب رغم الاحوال الصعبة والمهينة للمسلمين وللدول الاسلامية.
أليس من سوء الادب وإنعدام القدرة على الالتزام بأي معايير اخلاقية في أن التيار اليميني المحافظ والذي قاد امريكا الى احتلال غير شرعي وهمجي للعراق نتج عنه تدمير ذلك البلد وأفناء مئات الآلاف من ابنائه وتحويل حياة الملايين من شعبه الى بؤس ومعاناة يومية رهيبة ثم بعد ذلك يطلق إعلاميوه الحاقدون هجمات وضيعة على الاسلام وعلى المسلمين وهم الضحايا والمنكوبين. إن على التيار اليمني ألامريكي إذا كان بالفعل يحمل رسالة دينية الاهتمام بمعالجة أزمات الأمة الامريكية الاخلاقية والروحية والتي رأى العالم شئ من صورها في إعصار كاترينا ويراه وبإستمرار في اعمال العنف الدموية والهمجية في جامعاتها ومدارسها وفي إنحلال اخلاقياتها وتفكك الاسرة فيها وفي انتشار مذهل للجريمة والاغتصاب في كبريات مدنها, قبل ان ينقل إلينا رسائله الحضارية المفعمة بالقتل والاغتصاب وبرائحة الدم وبنهب ثرواتنا والاعتداء على مقدساتنا والهجوم على ديننا و مناسكنا.
ياسر سعد
المواقف المتعددة والمتوالية والتي تبرهن بأن تصريح جورج بوش القديم عن حربه الصليبية والتي يشنها في اكثر من مكان وبالعديد من الوسائل والاساليب, لم يكن زلة لسان او عثرة لرئيس محدود القدرات والامكانات بل هي واقع وامر مخطط له ومرسوم. أخر صرعات الرئيس الامريكي الاسوأ في تاريخ الولايات المتحدة – والوصف للرئيس الاسبق جيمي كارتر- كان لقاءا خاصا ضمه في المكتب البيضاوي بالبيت الأبيض في الاول من اغسطس مع عشرة من المذيعين الأمريكيين المحافظين، والمعروفين بهجومهم على الإسلام وانتقادهم للحكومات العربية، فيما بقيت تفاصيل اللقاء طي الكتمان.
شارك في اللقاء مايكل ميدفيد، الذي سبق وأن قال في سبتمبر بأن "العنف وإراقة الدماء والرعب والبؤس... والسلوك المثير للاشمئزاز الشائع في العالم الإسلامي مبني على بعض المشكلات في الإسلام نفسه" واصفاً إياه بالدين "البدائي". كما حضر اللقاء المذيع بيل بينيت، والذي وصف المسلمين بأنهم "مضطربون نفسيا"، وذلك في برنامجه "حجرة الموقف" على شبكة سي إن إن في فبراير من العام الماضي، إبان أزمة الرسوم الكاريكاتورية المسيئة للنبي صلى الله عليه وسلم. وضم الحضور، أيضاً، المذيع جلين بيك الذي ترأس قائمة أسوأ شخص في العالم، بعد تشكيكه في وطنية أول عضو مسلم في الكونغرس كيث إليسون. إذ توجه في نوفمبر الماضي إليه بالقول: "لقد كنت قلقا بشأن هذا اللقاء معك لأنني أشعر أنه ينبغي أن أقول لك: سيدي، أثبت لي أنك لا تعمل مع أعدائنا". وأضاف: "أنا لا أتهمك بأنك عدو، ولكن هذا ما أشعر به، وأعتقد أن كثيرا من الأمريكيين سيفكرون بهذه الطريقة".
اللافت ان نيل بورتز والذي كان من ابرز المشاركين في اللقاء مع بوش –وهو مذيع مشهور بعدائه للإسلام والمسلمين – قد شن بعد اجتماع البيت الابيض بأيام هجوما لاذعا وغير مهذب ولا مبرر ضد المسلمين واصفا إياهم بالـ "الصراصير"، لأنهم يصومون في نهار رمضان، ويأكلون في الليل في برنامجه الإذاعي الذي يُبثّ في جميع أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية، وانتقد نيل بورتز طلب عدد من المستشفيات الحكومية في اسكتلندا العاملين بها بتناول الطعام بعيداً عن المكاتب خلال شهر رمضان، حفاظاً على مشاعر زملائهم المسلمين الصائمين، معتبراً أن هذا دليل على ما أسماه "أسلمة غرب أوروبا".
وبطبيعة الحال فإن هذه ليست المرة والتي يهاجم فيها بورتز الاسلام والمسلمين، ففي اكتوبر الماضي، وصف الإسلام بأنه "فيروس مميت، ينتشر في جميع أنحاء أوروبا والعالم الغربي". مضيفاً: "سوف ننتظر طويلاً جداّ حتى نطوّر لقاحاً لنكافحه به". وبحسب نص التصريحات التي نقلتها وكالة أنباء أمريكا إن أرابيك، فقد أشار بورتز في حلقة برنامجه، في 14 أغسطس الجاري، إلى أن ما يسميه بأسلمة غرب أوروبا يحدث أيضا في أمريكا. حيث قال: "إنها تحدث هنا أيضا، في هذا البلد.. حمامات سباحة للمسلمين.. مدارس حكومية بغرف منفصلة للصلاة من أجل المسلمين". بورتز يعتبر واحد من اكثر المذيعين شعبية في الولايات المتحدة فهو يأتي في المرتبة السادسة من ناحية عدد المستمعين بحيث يصل عدد مستمعيه أسبوعيا إلى 3.75 مليون شخص. وكان برنامجه الإذاعي قد حصل على جائزة جمعية المذيعين في جورجيا لعام 2007، كما حصل على جوائز أخرى هذا العام.
تصريحات بورتز والتي جاءت بعد لقاءه بوش والمسلمون يتهيأون لإستقبال شهر رمضان غير مبررة على الاطلاق حتى بالمقاييس اليمينية العنصرية, فالصيام عبادة سلبية – من حيث الفعل- وهي لا تؤثر على المحيط ولا تحتاج الى مكان او طقوس لإجرائها. غير انه من الممكن وضع تصريحاته – كما يبدو- في سياق بداية لحمله إعلامية بذئية وغير مهذبة من التيار اليميني والمحافظ تستهدف الاسلام والمسلمين. وبتقديري فإن تلك الحملة ترمي لإستفزاز المسلمين وبشكل وقح لدفع بعضهم إلى ردود فعل عنيفة ربما تكون عن طريق اشرطة مجهولة المصدر تعود لتهدد ومن جديد بجعل الحادي عشر من سبتمر نزهة لما سوف يجري ويحدث على الاراض الامريكية. الهدف من إثارة ردود أفعال من المسلمين يؤمل ان يكون بعضها عنيفا لإستخدامها لحشد الرأي العام الامريكي والغربي خلف الرئيس المهزوز بوش بعد فشله الذريع في العرق وافغانستان وإنقلاب الرأي العام عن تأييده والاعراب عن السخط من سياساته المدمرة والمجنونة. كما ان الوجود الاسلامي في الغرب هو المستهدف –بتقديري- فأي ردود فعل إسلامية على استفزاز بورتز وغيره وحتى وإن كانت تصريحات منددة ترد عليه ستستخدم لإتهام مسلمي الغرب وامريكا ,إعلاميا من قبل اليمين المحافظ, بأنهم غير ديمقراطيين ولا يتحملون حرية الرأي والتعبير وأنهم يريدون تغيير الهوية الثقافية للمجتمعات الغربية وأسلمتها.
من حق المسلمين وواجبهم إتخاذ مواقف واضحة ولكن يجب ان تكون موزونة وعدم التهديد أو القيام بأي ردات فعل عنيفة, وإن كنت لا استبعد صدور اشرطة مجهولة المصدر تذيعها بعض القنوات الفضائية تهدد امريكا بالويل والثبور وعظائم الامور وبالتالي تضخيمها والتأكيد على مصيرية معركة "الارهاب". الهجوم على الاسلام بهذه الوسائل الوضيعة دون غيره من الاديان والنحل والمنتشر اتباعها في الغرب دليل على حيوية هذا الدين وإفلاس مهاجميه ومنتقديه وحقدهم على القوة الذاتية لهذا الدين بإعتباره الاسرع إنتشارا في الغرب رغم الاحوال الصعبة والمهينة للمسلمين وللدول الاسلامية.
أليس من سوء الادب وإنعدام القدرة على الالتزام بأي معايير اخلاقية في أن التيار اليميني المحافظ والذي قاد امريكا الى احتلال غير شرعي وهمجي للعراق نتج عنه تدمير ذلك البلد وأفناء مئات الآلاف من ابنائه وتحويل حياة الملايين من شعبه الى بؤس ومعاناة يومية رهيبة ثم بعد ذلك يطلق إعلاميوه الحاقدون هجمات وضيعة على الاسلام وعلى المسلمين وهم الضحايا والمنكوبين. إن على التيار اليمني ألامريكي إذا كان بالفعل يحمل رسالة دينية الاهتمام بمعالجة أزمات الأمة الامريكية الاخلاقية والروحية والتي رأى العالم شئ من صورها في إعصار كاترينا ويراه وبإستمرار في اعمال العنف الدموية والهمجية في جامعاتها ومدارسها وفي إنحلال اخلاقياتها وتفكك الاسرة فيها وفي انتشار مذهل للجريمة والاغتصاب في كبريات مدنها, قبل ان ينقل إلينا رسائله الحضارية المفعمة بالقتل والاغتصاب وبرائحة الدم وبنهب ثرواتنا والاعتداء على مقدساتنا والهجوم على ديننا و مناسكنا.
ياسر سعد