اليتيم
05-04-2003, 10:20 AM
عميل للسي. آي. اي.. في بيت صدام حسين! عمّان، بغداد - "شيما برس":
الاحد, 04 مايو, 2003 أجمعت عديد من القنوات الاستخبارية والمعلوماتية التي لا زالت تبحث عن الأسباب الحقيقية للسقوط السريع لبغداد على أن جهداً استخبارياً وتجسسياً عالي الوتيرة تمت ممارسته خلال فترة الحرب على العراق وخلال فترة الإعداد لها. وقد اتفقت معظم هذه القنوات الاستخبارية على أن ما تجمع لديها من تفاصيل حتى الآن يشير إلى أن معلومات على مستوى كبير من الأهمية تم تسريبها للأمريكيين من داخل الدائرة العائلية الضيقة جداً للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ساهمت إلى حد كبير في إدارة الأمريكيين للحرب وهم على دراية بما يحدث على الجانب الآخر، مثلما كانوا على دراية بسلوك وخطط وطريقة تفكير صدام حسين. والقصة بمختلف جوانبها تلتقي عند أخطر عميل أمريكي تم زرعه في منزل الرئيس العراقي المخلوع هو قريبه خالد التكريتي لتُميط اللثام عن الدور الذي لعبه هذا الرجل في سقوط بغداد ونظامها عبر المعلومات الدقيقة والموثقة التي سربها للقوات الأمريكية من منزل صدام حسين.
وتبدأ القصة في طرح السؤال الذي بات معروفاً للقاصي والداني في بغداد حول الأسباب التي تقف وراء امتناع القوات الأمريكية عن الاقتراب من المكان الذي تقيم فيه أسرة الرئيس العراقي التي تشير تقارير مؤكدة بأنها تتواجد في شمال العراق حالياً تحت حماية شيخ عشيرة الياور الذي يعد واحداً من أبرز وجوه عشيرة شمر. ورغم أن البعض يذهب إلى الاعتقاد بأن القوات الأمريكية تتردد في اعتقال أسرة الرئيس العراقي حتى لا تضطر للدخول في مواجهة مع عشيرة شمر وأحد أبرز شيوخها وحتى لا تسجل على نفسها أنها تعتقل الأطفال والنساء، إلاّ أن الأسباب الحقيقية لذلك تختلف كثيراً، وقد تم التأكيد في هذا السياق أن هناك صفقة تم إبرامها بين أفراد بارزين من عائلة الرئيس والجهات الاستخبارية الأمريكية تقضي بعدم ملاحقة نساء العائلة وأطفالها مقابل المعلومات التي كانت تحتاجها القوات الأمريكية وتبحث عنها، سواء حول أسلحة الدمار الشامل العراقية أو حول مكان إقامة صدام حسين وعلاقاته في المجتمع العراقي. وتؤكد جهات المتابعة الاستخبارية أن المخابرات الأمريكية اخترقت عائلة الرئيس صدام حسين منذ فترة ليست وجيزة، وأن معلومات كثيرة ومهمة وصلت إلى أجهزة المخابرات الأمريكية من خلال أم عدي، الزوجة الأولى للرئيس صدام حسين . والتي أكدت دائماً في رواياتها أمام خالد التكريتي ونقلاً عن زوجها وأبنيها قصي وعدي أن العراق خالٍ من أسلحة الدمار الشامل التي تبحث عنها أمريكا، ما سهل على الأمريكيين اتخاذ قرار الحرب بسهولة. وحتى لا تختلط الأمور، فإن هذه الجهات تؤكد أن ساجدة خير الله (أم عدي) لم تكن عميلة لأجهزة المخابرات الأمريكية، ولم يتم أي اتصال بينها، أو بين أي فرد من أفراد أسرتها مع هذه الأجهزة بشكل مباشر، إلا أن "سيدة العراق الأولى"... وبناتها تم استدراجهن من قبل خالد التكريتي شقيق جمال التكريتي زوج حلا، الابنة الصغرى للرئيس، وأحد أهم مرافقيه ومستشاريه . وقد مثّل خالد التكريتي أحد أهم حلقات الاختراق في الدائرة المغلقة لنظام الرئيس صدام حسين، وإذا كانت تقاريره ومعلوماته تركزت على ما تقوله ساجدة خير الله وبناتها، إلا أن المخابرات الأمريكية لم تكن تثق كثيراً بتلك المعلومات، لأن طبيعة العلاقة الاجتماعية بين الرئيس وزوجته لم تكن طيبة دائماً، خاصة بعد زواجه الثاني من سميرة الشاهبندر، كما أن بناته باستثناء حلا - كن خارج دائرة الوصول إلى معلومات مهمة، غير أن المخابرات الأمريكية نظرت بكثير من الاهتمام إلى كل التقارير التي تلقتها من خالد التكريتي، باعتبارها تخرج من بيت الرئيس وعلى لسان أكثر المقربين له . وفي هذا الإطار تؤكد جهات المتابعة الاستخبارية أن الصفقة التي تمت بين القوات الأمريكية وجمال التكريتي وشقيقه خالد تركزت على منح الأمان لعائلة الرئيس مقابل أن يقدم جمال التكريتي، الذي خضع إلى ضغوط متواصلة من شقيقه خالد، كل المعلومات التي يملكها عن الرئيس وعلاقاته وطريقة إدارته للبلاد وكل ما لديه من معلومات عن أسلحة الدمار الشامل. القوات الأمريكية التي أعجبتها الصفقة وافقت عليها مباشرة سيما وأن معلومات جمال التكريتي كانت بالنسبة لها أهم كثيراً من اعتقال نساء العائلة وأطفالها، هذا إلى جانب عدم استعدادها للدخول في مواجهة مع أكبر العشائر العراقية، فيما لو أقدمت على اعتقال أفراد عائلة الرئيس التي تحتمي بجوارها. المخابرات الأمريكية التي فشلت في اختراق الدائرة الضيقة لنظام صدام حسين اعتبرت خالد التكريتي أهم حلقة من حلقات الحصول على المعلومات، خاصة وأنه كان قادراً على التردد باستمرار على بيت شقيقه جمال وبيت الرئيس وبناته الأخريات. لكن خالداً لم يكن يتصرف على هواه، ولم تكن المخابرات الأمريكية تنتظر تقاريره التي يبعثها بنفسه بل طلبت منه مجموعة من التفاصيل المتعلقة بحركة الرئيس وسلوكه في الأيام التي سبقت الحرب وأثناءها وأهم المواقع التي يتردد عليها الرئيس وقيادته ومواقع الثقل العسكري للحرس الجمهوري ومخازن السلاح وغير ذلك من المعلومات التي كان لها أثر واضح في مجريات الحرب، وكان خالد متحمساً في إيصال كل ما يطلب منه، وإذا عجز عن الوصول إلى المعلومة بنفسه فإنه كان يلجأ إلى شقيقه جمال أو لعائلة الرئيس لأن من كان يقف على الطرف الآخر كان يريد معلومة دقيقة جداً لا مجال فيها للاجتهاد أو الاعتقاد. أموال كثيرة ووعود أكثر حصل عليها خالد التكريتي من أصدقائه الأمريكان الذين أكدوا صدقيتهم تجاهه حتى الآن بعدم اعتقال عائلة الرئيس، وكان خالد يستغل مزرعته الفاخرة في منطقة بيجي في ضواحي تكريت للاتصال بمن كان ينتظر مكالمته خارج العراق حيث تم تزويده بأحدث وسائل الاتصال التي لا تستطيع أجهزة الاستخبارات العراقية اكتشافها. ساجدة خير الله وبناتها رغد ورنا وحلا قدمن كل ما يملكنه من معلومات عن الرئيس وقيادته وحركته دون أن يدركن أنهن كن يقدمن هذه المعلومات -التي لا تقدر بثمن- إلى أخطر جهاز مخابرات في العالم وضع كل ثقله وإمكاناته لإيجاد موطئ قدم له في الدائرة التي يتحرك فيها صدام حسين. كان ذلك يتم بهدوء في جلسات عائلية هادئة في قصور صدام الرئاسية، أو في المزارع المرفهة التي يملكها أقاربه في مختلف مناطق العراق، لكن الشيء الذي لم تستطع جهات المتابعة الاستخبارية الإجابة عليه حتى الآن: إلى أي مدى استفادت المخابرات الأمريكية من تقارير خالد التكريتي المستندة على معلومات عائلة الرئيس؟ وإلى أي مدى ستلتزم هذه الإدارة بمبادئ الصفقة التي اتفقت عليها مع عميلها الخطير في قصر صدام تجاه عائلة الرئيس؟ أسئلة كثيرة لا يمكن الإجابة عليها إلاّ عبر الإدارة الأمريكية نفسها والأيام المقبلة ستفتح الكثير من الصفحات المغلقة.
;) ;)
الاحد, 04 مايو, 2003 أجمعت عديد من القنوات الاستخبارية والمعلوماتية التي لا زالت تبحث عن الأسباب الحقيقية للسقوط السريع لبغداد على أن جهداً استخبارياً وتجسسياً عالي الوتيرة تمت ممارسته خلال فترة الحرب على العراق وخلال فترة الإعداد لها. وقد اتفقت معظم هذه القنوات الاستخبارية على أن ما تجمع لديها من تفاصيل حتى الآن يشير إلى أن معلومات على مستوى كبير من الأهمية تم تسريبها للأمريكيين من داخل الدائرة العائلية الضيقة جداً للرئيس العراقي المخلوع صدام حسين ساهمت إلى حد كبير في إدارة الأمريكيين للحرب وهم على دراية بما يحدث على الجانب الآخر، مثلما كانوا على دراية بسلوك وخطط وطريقة تفكير صدام حسين. والقصة بمختلف جوانبها تلتقي عند أخطر عميل أمريكي تم زرعه في منزل الرئيس العراقي المخلوع هو قريبه خالد التكريتي لتُميط اللثام عن الدور الذي لعبه هذا الرجل في سقوط بغداد ونظامها عبر المعلومات الدقيقة والموثقة التي سربها للقوات الأمريكية من منزل صدام حسين.
وتبدأ القصة في طرح السؤال الذي بات معروفاً للقاصي والداني في بغداد حول الأسباب التي تقف وراء امتناع القوات الأمريكية عن الاقتراب من المكان الذي تقيم فيه أسرة الرئيس العراقي التي تشير تقارير مؤكدة بأنها تتواجد في شمال العراق حالياً تحت حماية شيخ عشيرة الياور الذي يعد واحداً من أبرز وجوه عشيرة شمر. ورغم أن البعض يذهب إلى الاعتقاد بأن القوات الأمريكية تتردد في اعتقال أسرة الرئيس العراقي حتى لا تضطر للدخول في مواجهة مع عشيرة شمر وأحد أبرز شيوخها وحتى لا تسجل على نفسها أنها تعتقل الأطفال والنساء، إلاّ أن الأسباب الحقيقية لذلك تختلف كثيراً، وقد تم التأكيد في هذا السياق أن هناك صفقة تم إبرامها بين أفراد بارزين من عائلة الرئيس والجهات الاستخبارية الأمريكية تقضي بعدم ملاحقة نساء العائلة وأطفالها مقابل المعلومات التي كانت تحتاجها القوات الأمريكية وتبحث عنها، سواء حول أسلحة الدمار الشامل العراقية أو حول مكان إقامة صدام حسين وعلاقاته في المجتمع العراقي. وتؤكد جهات المتابعة الاستخبارية أن المخابرات الأمريكية اخترقت عائلة الرئيس صدام حسين منذ فترة ليست وجيزة، وأن معلومات كثيرة ومهمة وصلت إلى أجهزة المخابرات الأمريكية من خلال أم عدي، الزوجة الأولى للرئيس صدام حسين . والتي أكدت دائماً في رواياتها أمام خالد التكريتي ونقلاً عن زوجها وأبنيها قصي وعدي أن العراق خالٍ من أسلحة الدمار الشامل التي تبحث عنها أمريكا، ما سهل على الأمريكيين اتخاذ قرار الحرب بسهولة. وحتى لا تختلط الأمور، فإن هذه الجهات تؤكد أن ساجدة خير الله (أم عدي) لم تكن عميلة لأجهزة المخابرات الأمريكية، ولم يتم أي اتصال بينها، أو بين أي فرد من أفراد أسرتها مع هذه الأجهزة بشكل مباشر، إلا أن "سيدة العراق الأولى"... وبناتها تم استدراجهن من قبل خالد التكريتي شقيق جمال التكريتي زوج حلا، الابنة الصغرى للرئيس، وأحد أهم مرافقيه ومستشاريه . وقد مثّل خالد التكريتي أحد أهم حلقات الاختراق في الدائرة المغلقة لنظام الرئيس صدام حسين، وإذا كانت تقاريره ومعلوماته تركزت على ما تقوله ساجدة خير الله وبناتها، إلا أن المخابرات الأمريكية لم تكن تثق كثيراً بتلك المعلومات، لأن طبيعة العلاقة الاجتماعية بين الرئيس وزوجته لم تكن طيبة دائماً، خاصة بعد زواجه الثاني من سميرة الشاهبندر، كما أن بناته باستثناء حلا - كن خارج دائرة الوصول إلى معلومات مهمة، غير أن المخابرات الأمريكية نظرت بكثير من الاهتمام إلى كل التقارير التي تلقتها من خالد التكريتي، باعتبارها تخرج من بيت الرئيس وعلى لسان أكثر المقربين له . وفي هذا الإطار تؤكد جهات المتابعة الاستخبارية أن الصفقة التي تمت بين القوات الأمريكية وجمال التكريتي وشقيقه خالد تركزت على منح الأمان لعائلة الرئيس مقابل أن يقدم جمال التكريتي، الذي خضع إلى ضغوط متواصلة من شقيقه خالد، كل المعلومات التي يملكها عن الرئيس وعلاقاته وطريقة إدارته للبلاد وكل ما لديه من معلومات عن أسلحة الدمار الشامل. القوات الأمريكية التي أعجبتها الصفقة وافقت عليها مباشرة سيما وأن معلومات جمال التكريتي كانت بالنسبة لها أهم كثيراً من اعتقال نساء العائلة وأطفالها، هذا إلى جانب عدم استعدادها للدخول في مواجهة مع أكبر العشائر العراقية، فيما لو أقدمت على اعتقال أفراد عائلة الرئيس التي تحتمي بجوارها. المخابرات الأمريكية التي فشلت في اختراق الدائرة الضيقة لنظام صدام حسين اعتبرت خالد التكريتي أهم حلقة من حلقات الحصول على المعلومات، خاصة وأنه كان قادراً على التردد باستمرار على بيت شقيقه جمال وبيت الرئيس وبناته الأخريات. لكن خالداً لم يكن يتصرف على هواه، ولم تكن المخابرات الأمريكية تنتظر تقاريره التي يبعثها بنفسه بل طلبت منه مجموعة من التفاصيل المتعلقة بحركة الرئيس وسلوكه في الأيام التي سبقت الحرب وأثناءها وأهم المواقع التي يتردد عليها الرئيس وقيادته ومواقع الثقل العسكري للحرس الجمهوري ومخازن السلاح وغير ذلك من المعلومات التي كان لها أثر واضح في مجريات الحرب، وكان خالد متحمساً في إيصال كل ما يطلب منه، وإذا عجز عن الوصول إلى المعلومة بنفسه فإنه كان يلجأ إلى شقيقه جمال أو لعائلة الرئيس لأن من كان يقف على الطرف الآخر كان يريد معلومة دقيقة جداً لا مجال فيها للاجتهاد أو الاعتقاد. أموال كثيرة ووعود أكثر حصل عليها خالد التكريتي من أصدقائه الأمريكان الذين أكدوا صدقيتهم تجاهه حتى الآن بعدم اعتقال عائلة الرئيس، وكان خالد يستغل مزرعته الفاخرة في منطقة بيجي في ضواحي تكريت للاتصال بمن كان ينتظر مكالمته خارج العراق حيث تم تزويده بأحدث وسائل الاتصال التي لا تستطيع أجهزة الاستخبارات العراقية اكتشافها. ساجدة خير الله وبناتها رغد ورنا وحلا قدمن كل ما يملكنه من معلومات عن الرئيس وقيادته وحركته دون أن يدركن أنهن كن يقدمن هذه المعلومات -التي لا تقدر بثمن- إلى أخطر جهاز مخابرات في العالم وضع كل ثقله وإمكاناته لإيجاد موطئ قدم له في الدائرة التي يتحرك فيها صدام حسين. كان ذلك يتم بهدوء في جلسات عائلية هادئة في قصور صدام الرئاسية، أو في المزارع المرفهة التي يملكها أقاربه في مختلف مناطق العراق، لكن الشيء الذي لم تستطع جهات المتابعة الاستخبارية الإجابة عليه حتى الآن: إلى أي مدى استفادت المخابرات الأمريكية من تقارير خالد التكريتي المستندة على معلومات عائلة الرئيس؟ وإلى أي مدى ستلتزم هذه الإدارة بمبادئ الصفقة التي اتفقت عليها مع عميلها الخطير في قصر صدام تجاه عائلة الرئيس؟ أسئلة كثيرة لا يمكن الإجابة عليها إلاّ عبر الإدارة الأمريكية نفسها والأيام المقبلة ستفتح الكثير من الصفحات المغلقة.
;) ;)