تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مقامة الهدهد



منال
08-08-2007, 04:22 AM
مقامة الهدهد

خرج الهدهد من فلسطين بعد أن نفض ريشه من الطين , واستهواه حب الاطلاع ,فهب في إسراع ,بين مروج الأزهار ,وحدائق الأشجار ,حتى وصل غير بئيس إلى مملكة بلقيس ,كافر ولاه, يسجد للشمس من دون الله ,فاستغرب وتعجب , وأدار رأسه وقلب,وردد لسان حاله وضرب يمينه بشماله ,وصاح : ألا يسجدوا لله العظيم ذي العرش الكريم ,فهو أحق من عبد ,وأولى من حُمد ,واعظم من له سجد ,فيا له من طائر ثائر ,قصته عبرة لاولي البصائر ,أما سليمان ,صاحب السلطان , رسول الرحمن ,فيسال عن الهدهد ,فلماذا فقد توعده وهدده ,ليجرده ويقيده ,أو يبطحه ويذبحه ,ولينتف ريشه ,ويهدم عريشه ,ويكدر عيشه ,وينسيه طيشه ,فحضر الهدهد من سبأ ,يحمل النبأ ,واخبر سليمان الخبر ,واعلمه بالخطر ,فأرسله بأقصر رسالة ذات أصالة وجزالة , فيها رشد وعدالة ,وحق وجلالة فوضعها في منقاره وقيل بين أظفاره ,ووصلت القصر وقت الظهر ,فوجد الملكة نائمة في القيلولة فطرح على صدرها الحملة بعدما دخل عليها من كوة ,وولج البيت بقوة ,ثم عاد غير بعيد وذاك من الرأي السديد ,ليرى ماذا يكون كل ذلك في هدوء وسكون ,فسبحان من علمه التوحيد والنهج الرشيد ,وأعمى كثيراً من بني أدم حتى صاروا أضل من البهائم ,فانظر إلى الهدهد ,وهذا التودد والصراحة بلا تردد , كيف أدرك حقيقة الإيمان , وأنكر على أهل الأوثان , واخبر سليمان , وجاء بخطاب السلطان , وحصل الأمان ,وزلزلة دولة من الأركان ,فويل لمن كان الهدهد خيراً منه في الحياة, واحسرتاه على من فاقه الهدهد في المعرفة , وياويلتاه وتباً لمن غلبه الهدهد في البصيرة , والمعارف الغزيرة , والمسائل الكثيرة ,مع صحة اعتقاد,وقوة اجتهاد .

كتاب حصاد الصيف للشيخ القرنى

من هناك
08-08-2007, 05:06 AM
الم اقل لك انك ناقدة لغوية:)
ما شاء الله اختيار موفق

Abuhanifah
08-08-2007, 05:21 AM
(وَتَفَقَّدَ الطَّيْرَ فَقَالَ مَا لِيَ لَا أَرَى الْهُدْهُدَ أَمْ كَانَ مِنَ الْغَائِبِينَ. لَأُعَذِّبَنَّهُ عَذَابًا شَدِيدًا أَوْ لَأَذْبَحَنَّهُ أَوْ لَيَأْتِيَنِّي بِسُلْطَانٍ مُبِينٍ. فَمَكَثَ غَيْرَ بَعِيدٍ فَقَالَ أَحَطتُ بِمَا لَمْ تُحِطْ بِهِ وَجِئْتُكَ مِنْ سَبَإٍ بِنَبَإٍ يَقِينٍ) النمل 20-22


قَالَ مُجَاهِد وَسَعِيد بْن جُبَيْر وَغَيْرهمَا عَنْ اِبْن عَبَّاس وَغَيْره : كَانَ الْهُدْهُد مُهَنْدِسًا يَدُلّ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام عَلَى الْمَاء إِذَا كَانَ بِأَرْضٍ فَلَاة طَلَبَهُ فَنَظَرَ لَهُ الْمَاء فِي تُخُوم الْأَرْض كَمَا يَرَى الْإِنْسَان الشَّيْء الظَّاهِر عَلَى وَجْه الْأَرْض وَيَعْرِف كَمْ مِسَاحَة بُعْده مِنْ وَجْه الْأَرْض فَإِذَا دَلَّهُمْ عَلَيْهِ أَمَرَ سُلَيْمَان عَلَيْهِ السَّلَام الْجَانّ فَحَفَرُوا ذَلِكَ الْمَكَان حَتَّى يَسْتَنْبِط الْمَاء مِنْ قَرَاره.

وَلَمَّا كَانَ الْهُدْهُد دَاعِيًّا إِلَى الْخَيْر وَعِبَادَة اللَّه وَحْده وَالسُّجُود لَهُ نُهِيَ عَنْ قَتْله كَمَا رَوَاهُ الْإِمَام أَحْمَد وَأَبُو دَاوُد وَابْن مَاجَهْ عَنْ أَبِي هُرَيْرَة رَضِيَ اللَّه عَنْهُ قَالَ نَهَى النَّبِيّ صَلَّى اللَّه عَلَيْهِ وَسَلَّمَ عَنْ أَرْبَع مِنْ الدَّوَابّ : النَّمْلَة وَالنَّحْلَة وَالْهُدْهُد وَالصُّرَد وَإِسْنَاده صَحِيح .(تفسير ابن كثير)


واحسرتاه على من فاقه الهدهد في المعرفة , وياويلتاه وتباً لمن غلبه الهدهد في البصيرة , والمعارف الغزيرة , والمسائل الكثيرة ,مع صحة اعتقاد,وقوة اجتهاد . وهم كثر...

جزاك الله خيرا

هنا الحقيقه
08-08-2007, 10:50 AM
نعم والله ويل له من كان لا بصيرة ولا تبصر له جزاك الله خير الجزاء وبارك الله بالناقل والمنقول والمنقول عنه

منال
08-08-2007, 06:41 PM
الله يكرمك يا اخ بلال

جزاك الله خيرا اخينا ابو حنيفة على الاضافة القيمة

بوركت اخينا هنا الحقيقة على المرور الطيب

وفقنا الله واياكم الى كل خير