عبد الله بوراي
08-01-2007, 03:59 PM
لو لم تستلوب لما استفلشت !!
* أحمد حمدان
زول .. أفريقي
· معذرة صديقي القارئ وسيدتي القارئة- فالعنوان ليس من الصعوبة بالقدر الذي ربما تذهبان إليه.. لكننا سنتعرف على (التفاصيل) بعد (الفاصل) كالمعتاد..
· عندما كتبت لكم عن تلك الفتاة الصغيرة التي كانت ضمن تلاميذي بمرحلة الأساس- تلك الفتاة التي كانت (فاكراني بتاع ترجمة فورية) وكانت تسألني دائماً: (بالعربي يعني شنو؟).. ولعلي وعدتكم حينها بالمزيد من حكاوي التدريس ومغامراته..
· وقد لاحظت- كما لاحظ غيري- أن (الصغيرات) يتفوقن في المواقف الطريفة، والنكات الظريفة- على (الصغار).. وربما يوافقني الإخوة المعلمون في أن تدريس الأطفال شاق بصورة عامة، لكن تدريس (البنين) أكثر صعوبة ومشقة بعكس تدريس (البنات).. وربما يرجع ذلك إلى أن إحساس الطفلة بأبوة (المعلم) يفوق إحساس الطفل بذلك (والأحاسيس خشم بيوت)..
· إحدى الصغيرات كانت تدرس في إحدى مدارس الدرجة الأولى (السياحية).. قالت ذات مرة: أستااااذ.. بتعرف (ماكدونيلز)؟ فتظاهرت بعدم سماعها، واستخدمت بعض المهارات الطناشية؛ حتى أتفادى هذه الكلمة التي لم أسمعها قبل ذلك- والواضح ما فاضح- لكنها عادت إلى السؤال مرة أخرى: أستاذ أحمد.. ما بتعرف (ماكدونيلز)؟ فقلت في نفسي لعلها تقصد (البقدونس)، وسأحاول الالتفاف على السؤال عن طريقه.. قلت لها: (البقدونس) بعرفو، في زول ما بعرفو.. واستطردت في إجابتي (الشترا): البقدونس نوع من النبات، وبالإنجليزي كما قال ذلك (الإسباين): النبات إسمو فيقتابل ...
· فقالت: يا أستاذ.. مش بقدونس، ماكدونيلز في أمريكا، مشيناهو في الإجازة مع عمو..
· أخيراً، فهمت أنها تعني سلسلة المطاعم العالمية الشهيرة التي يرمز لها بحرف(إم) كبييير، وهي مطاعم لا تقل شهرتها عن الكوكاكولا وأخواتها..
· أطفال الطبقة السياحية (مدارس سياحية، حدائق سياحية، أندية سياحية،...) بيفتكرو إنو كل الناس زيّهم.. لذلك لا يتحرجون في طرح (أسئلتهم الخاصة) على ناس (قريعتي راحت).. ومن تلك الأسئلة: (يا أستاذ إنت بتسافر بالأماراتية؟!!) يعني الطيارة الأماراتية.. (ميلبون رهيبة، مش كدة يا استاذ؟!) ويقال أن ميلبون هذه هي (حتة) في لندن!!
· أما الطفلة التي استولبت، فهي من تلميذات المدارس السياحية أيضاً.. لأن الاستلواب لا يكون- غالبا-ً إلا عند أولئك القوم (المرتاحين)..
· والاستلواب مصطلح جديد نسبياً، ويعني الحصول على جهاز (لاب توب).. وبإمكانك عزيزي القارئ- رفد المجتمع بمصطلحات مشابهة (كالاستفوال من الـ ...، والاستبراد من الـ ...، والاستبقار من البيرقر) كما يفعل الكثيرون.. أما الاستفلاش فسيأتي لاحقاً..
· قالت الفتاة الصغيرة: يا مستر.. أنا عندي لاب توب، جابو لي (بابا)، لاب توب رهيب رهيب.. فيهو قيمز (ألعاب)..
· عدت إلى الوراء، إلى الزمن الماضي، حتى بلغت الحادية عشرة من عمري- نفس عمر الطفلة- وأخذت في استعادة ذكريات الطفولة: (في عمرك داك كنت بتعرف حاجات زي دي.. طبعا ما كنت بتعرف ولا الآلة الحاسبة).. ثم أخذت في العودة تدريجياً إلى عمري الحقيقي، فمررت بالمرحلة الثانوية التي لم يكن بها من التقنيات سوى الآلة الكاتبة (طق طرق طق طق طرق).. ثم المرحلة الجامعية التي تعلمنا فيها (شوية كمبيوتر) لكننا بالطبع لم نبلغ خلالها مرحلة (اللاب توب).. ثم مرحلة (ما بعد الجامعة) وهي أشد قسوة من سابقاتها، حسب إفادات وأحوال الخريجين والخريجات..
· ثم توقفت فجأة عن اجترار الماضي والذكريات، وزجرت نفسي عن الاستغراق في (الزمانيات) التي (لاب تودي ولاب تجيب).. وعزمت على امتلاك (لاب توب) بأسرع ما يمكن..
· بناءً على ذلك، اتخذت عدة إصلاحات مالية واقتصادية.. حاولت ترشيد الإنفاق.. كنسلت عدة بنود.. أجلت الصرف على بعضها.. بل أحدثت ضجيجاً هنا وهناك؛ حتى أقنع نفسي أولاً- باهمية اللاب توب، وفوائده الكبيرة لي ولإخواني (الصغار) أيضاً..
· في نهاية المطاف.. وبعد استخدامي لكل المهارات المالية المتاحة.. والخطط الإدارية الممكنة.. وكنسلة بعض البنود لترشيد الإنفاق.. والجلوس في كنبة (شكراً).. والالتزام بنظام الوجبات الشهير (ون زيرو ون) وترك الموبايل في (السالب).. بعد كل ذلك اشتريت.. اشتريت (فلاشاً) وليس لاب توب!! فقلت في نفسي- خلال الاحتفال بذلك الإنجاز: لو لم تستلوب (هي) لما استفلشت (أنا).. وأي زول بيمد رجلو علي قدر لحافو..
* أحمد حمدان
زول .. أفريقي
· معذرة صديقي القارئ وسيدتي القارئة- فالعنوان ليس من الصعوبة بالقدر الذي ربما تذهبان إليه.. لكننا سنتعرف على (التفاصيل) بعد (الفاصل) كالمعتاد..
· عندما كتبت لكم عن تلك الفتاة الصغيرة التي كانت ضمن تلاميذي بمرحلة الأساس- تلك الفتاة التي كانت (فاكراني بتاع ترجمة فورية) وكانت تسألني دائماً: (بالعربي يعني شنو؟).. ولعلي وعدتكم حينها بالمزيد من حكاوي التدريس ومغامراته..
· وقد لاحظت- كما لاحظ غيري- أن (الصغيرات) يتفوقن في المواقف الطريفة، والنكات الظريفة- على (الصغار).. وربما يوافقني الإخوة المعلمون في أن تدريس الأطفال شاق بصورة عامة، لكن تدريس (البنين) أكثر صعوبة ومشقة بعكس تدريس (البنات).. وربما يرجع ذلك إلى أن إحساس الطفلة بأبوة (المعلم) يفوق إحساس الطفل بذلك (والأحاسيس خشم بيوت)..
· إحدى الصغيرات كانت تدرس في إحدى مدارس الدرجة الأولى (السياحية).. قالت ذات مرة: أستااااذ.. بتعرف (ماكدونيلز)؟ فتظاهرت بعدم سماعها، واستخدمت بعض المهارات الطناشية؛ حتى أتفادى هذه الكلمة التي لم أسمعها قبل ذلك- والواضح ما فاضح- لكنها عادت إلى السؤال مرة أخرى: أستاذ أحمد.. ما بتعرف (ماكدونيلز)؟ فقلت في نفسي لعلها تقصد (البقدونس)، وسأحاول الالتفاف على السؤال عن طريقه.. قلت لها: (البقدونس) بعرفو، في زول ما بعرفو.. واستطردت في إجابتي (الشترا): البقدونس نوع من النبات، وبالإنجليزي كما قال ذلك (الإسباين): النبات إسمو فيقتابل ...
· فقالت: يا أستاذ.. مش بقدونس، ماكدونيلز في أمريكا، مشيناهو في الإجازة مع عمو..
· أخيراً، فهمت أنها تعني سلسلة المطاعم العالمية الشهيرة التي يرمز لها بحرف(إم) كبييير، وهي مطاعم لا تقل شهرتها عن الكوكاكولا وأخواتها..
· أطفال الطبقة السياحية (مدارس سياحية، حدائق سياحية، أندية سياحية،...) بيفتكرو إنو كل الناس زيّهم.. لذلك لا يتحرجون في طرح (أسئلتهم الخاصة) على ناس (قريعتي راحت).. ومن تلك الأسئلة: (يا أستاذ إنت بتسافر بالأماراتية؟!!) يعني الطيارة الأماراتية.. (ميلبون رهيبة، مش كدة يا استاذ؟!) ويقال أن ميلبون هذه هي (حتة) في لندن!!
· أما الطفلة التي استولبت، فهي من تلميذات المدارس السياحية أيضاً.. لأن الاستلواب لا يكون- غالبا-ً إلا عند أولئك القوم (المرتاحين)..
· والاستلواب مصطلح جديد نسبياً، ويعني الحصول على جهاز (لاب توب).. وبإمكانك عزيزي القارئ- رفد المجتمع بمصطلحات مشابهة (كالاستفوال من الـ ...، والاستبراد من الـ ...، والاستبقار من البيرقر) كما يفعل الكثيرون.. أما الاستفلاش فسيأتي لاحقاً..
· قالت الفتاة الصغيرة: يا مستر.. أنا عندي لاب توب، جابو لي (بابا)، لاب توب رهيب رهيب.. فيهو قيمز (ألعاب)..
· عدت إلى الوراء، إلى الزمن الماضي، حتى بلغت الحادية عشرة من عمري- نفس عمر الطفلة- وأخذت في استعادة ذكريات الطفولة: (في عمرك داك كنت بتعرف حاجات زي دي.. طبعا ما كنت بتعرف ولا الآلة الحاسبة).. ثم أخذت في العودة تدريجياً إلى عمري الحقيقي، فمررت بالمرحلة الثانوية التي لم يكن بها من التقنيات سوى الآلة الكاتبة (طق طرق طق طق طرق).. ثم المرحلة الجامعية التي تعلمنا فيها (شوية كمبيوتر) لكننا بالطبع لم نبلغ خلالها مرحلة (اللاب توب).. ثم مرحلة (ما بعد الجامعة) وهي أشد قسوة من سابقاتها، حسب إفادات وأحوال الخريجين والخريجات..
· ثم توقفت فجأة عن اجترار الماضي والذكريات، وزجرت نفسي عن الاستغراق في (الزمانيات) التي (لاب تودي ولاب تجيب).. وعزمت على امتلاك (لاب توب) بأسرع ما يمكن..
· بناءً على ذلك، اتخذت عدة إصلاحات مالية واقتصادية.. حاولت ترشيد الإنفاق.. كنسلت عدة بنود.. أجلت الصرف على بعضها.. بل أحدثت ضجيجاً هنا وهناك؛ حتى أقنع نفسي أولاً- باهمية اللاب توب، وفوائده الكبيرة لي ولإخواني (الصغار) أيضاً..
· في نهاية المطاف.. وبعد استخدامي لكل المهارات المالية المتاحة.. والخطط الإدارية الممكنة.. وكنسلة بعض البنود لترشيد الإنفاق.. والجلوس في كنبة (شكراً).. والالتزام بنظام الوجبات الشهير (ون زيرو ون) وترك الموبايل في (السالب).. بعد كل ذلك اشتريت.. اشتريت (فلاشاً) وليس لاب توب!! فقلت في نفسي- خلال الاحتفال بذلك الإنجاز: لو لم تستلوب (هي) لما استفلشت (أنا).. وأي زول بيمد رجلو علي قدر لحافو..