هنا الحقيقه
07-23-2007, 07:44 PM
إلى من لا يعرف بغداد جيداً أو لم يزرها يوماً أو قد سمع عن اخبارها من غير اهلها
هذه الكلمات
غالباً ما يتصور الشخص الذي لم يرَ بغداد من قبل الإحتلال أن بغداد ليست بجمال الشام أو بيروت أو القاهرة ودبي , وجاء هذا التصور لِمَا مرت به بغداد من حروب طاحنة على مر العقود
لكن بغداد التي سوف اكلمكم عنها ليست هي نفسها التي ترونها اليوم ، بغداد أمس كانت عروس المدن الحسناء ذات الوجه النظر المشرق جذائلها السوداء الطويلة بطول نخيلها الفارع ، ليست بغداد اليوم ذات الوجه الشاحب حليقة الرأس بعدما شاب شعرها الأسود وتقرح معصمها من طوق الأسر ، فلا معتصم يسمع وينتخي لصراخها ولا منصور يشمّر عن ساعديه ويعيد بنائها .. فبغداد التي اتكلم عنها تلك التي غنتها ام كلثوم وصدح صوتها بإسمها ووصفت رجالها
بغداد يا قلعة الأسود يا كعبة المجد والخلوديا جبهة الشمس للوجود
بغداد التي غنتها اجمل الاصوات وهتفت بصوتها الجميل فيروز
بغداد والشعراء والصور ذهب الزمان وفمه العطر
فبغداد تطوقها بساتين النخيل والأعناب والحمضيات والرمان من كل الجهات كالسِوَارِ حول المعصم إن اطلعت عليها من السماء وجدتها خضراء تسر الناظرين وإن مشيت في انحاءها انشرح صدرك . تلك البساتين الغناء يغذيها ويسقيها نهران جميلان ازرقان عذبان ماءهما فرات زلال
فلو زرتنا يا صاحبي في بغداد لوجدتنا نحن الضيوف وأنت صاحب المنزل وعلى ذكر المنازل فبيوت بغداد كبيرة واسعة فاهلها لا يحبون الشقق العموديه يحبون المنازل الفارهة وغالبا ما تكون طابقين فيها حدائق خضراء واشجار من نخيل وحمضيات من برتقال ونارنج ورمان يندر ما تجد ابنية سكنية عمودية اللهم الا تلك التي بنتها الدولة في الثمانينات ووزعتها على اصحاب الشهادات العليا والإخوة من فلسطين ورغم ان هذه المجمعات بنيت في الثمانينات لكنها تعتبر حديثة قياساً لما هو موجود في البلاد العربية ، ففي دبي مثلا أجد البنايات والمجمعات السكنية قد بنوها في القرن الواحد والعشرين بينما في بغداد قد بنيت في الثمانينات لكن وسائل الراحة نفسها موجوده في بغداد أي البنايات الموجودة في دبي موجودة في بغداد قبل 20 سنة إلا اللهم ارتفاع البناية يختلف لأن قانون العراق لا يسمح بالبنيان الشاهق ، نعم اخي لا تتعجب ولا ابالغ فمجمعات الصالحية وشارع فلسطين الذي دمره الإحتلال الذي تسمعون عنه بالأخبار وتروه في شاشات التلفزيون كان شارع حضاري متطور جداً علماً أن شققه بنيت قبل 20 سنة ، دبي والقاهرة والخليج وغيرها من البلدان تتفاخر اليوم بمجمعات التسوق وكيف هي كبيره وضخمه ومبردة وفيها كل شيء علماً انها قد بنيت حديثاً(حفظ الله اهلها وادام نعمته عليهم) .. لعمرك أنها كانت موجودة في بغداد قبل 22 سنة فقد بنتها الدولة في ذلك الوقت وليس اليوم ، مجمعات كبيرة جداً مبردة فيها اجود البضائع وانفسها نعم يا صاحبي ليت شعري زرتنا قبل الإحتلال لوجدت ما اتكلم عنه شاخصاً امام ناظريك ، نعم هذه المجمعات كانت موجوده قبل 22 سنة وبغداد في حالة حرب مع ايران فما توقف البناء وما توقف التقدم .
حنانيك السلم الكهربائي الذي في المجمعات والمطارات في جميع البلدان وكانت موجودة في بغداد قبل 20 سنة لكن ليست قي المجمعات التسوق والمطارات فقط إنما كانت موجوده في الشوارع العامة فجسور عبور المشاة ما بين جهتي الشارع كانت جسور وسلالم كهربائية فما كان عليك فقط ان تضع رجلك وهي تصعدك فوق وتنزلك على الجهة المقابلة لا تعب ولا نصب ولا عناء ، نعم يا اخي كانت تلك بغداد وصلت الرفاهية في بغداد أن جعلوا سلالم ومصاعد كهربائية في الطرقات .. اما شوارع بغداد العريضة المضاءه كالشمس حيث لا تحتاج أن تشعل مصابيح سيارتك مشجرة ومزروعة بالشجر على جانبي الطريق وبين طريق الذهاب والإياب مزروعة بالنخيل أو البرتقال أو النارنج أو السدر أو الزيتون فلا يكاد يوجد شارع إلا وفيه أشجار مما ذكرته لك حتى سمينا الشوارع بأسماء الأشجار المزروعة فيه فهناك شارع الزيتون لكثرة الزيتون المزروع فيه في قلب بغداد وهناك شارع المشجر فلو سرت بهذا الشارع لن تجد لشعاع الشمس عليك سبيل فضلال الأشجار تُغطي السيارة وصاحبها والمشاة والمارة ، وأهالي بغداد لا يختلفون عن اخوانهم العرب والمسلمين فلو زرتنا يوم الجمعة وبت عندنا لخرجنا أنا و أنت في وقت صلاة الجمعة وتجد الناس تذهب للصلاة مشاة وركباناً يلبون من دعاهم ، وتلك الثياب البيضاء الجميلة تدل على بياض قلوبهم وإيمانهم لكن قبل ذهابنا لصلاة الجمعة تكون قد فطرت عندنا فلا ضيف يأتينا ويخرج حتى يأكل قيمر العرب والخبز الحار فأهل بغداد يُحبون قيمر العرب فهو ليس مثل أي قيمر المهم بعد صلاة الجمعة يا صديقي نخرج أنا وأنت وإخوتي واصحابنا إلى البساتين وهي ليست ببعيده في اطراف بغداد ونترك لك اختيار البستان الذي تُحب أن تجلس فيه فكلها مفتوحه تستقبلنا فلا ممنوع ولا حارس يمنعك ولا رقيب إلا الله وإن أعجبك البستان وفواكه البستان فاذهب واقطف أي فاكهة تعجبك وكل منها فهو حل لك فصاحب البستان علق لافتة على الباب مكتوب عليها كلوا هنيئا مريئا وصدقة حتى تشبعوا نعم كل البساتين مفتوحة ابوابها على مصراعيها لكل من هب ودب جائع يستظل بظلها وينام تحت شجرها ويأكل من ثمرها .
ماذا تريد أن احدثك عن بغداد ؟
أُحدثك عن جامعاتها الراقية والمعتبرة جامعة بغداد جامعة المستنصرية جامعة صدام ، الجامعة التكنلوجية أي الجامعات احدثك فكلها متطورة حضارية معترف بها عالمياً بشهاداتها ومناهجها هل أُحدثك عن ادباءها اراك أنك تعلم بهم اكثر مني أم عن علمائها الكبار ورجال الدين فيها الأجلاء كل هؤلاء أنت تعرفهم اكثر مني فاسمائهم وكلامهم طبق الافاق .. عن ماذا احدثك عن مطاعمها ؟ طيب سوف احدثك عن مطاعمها فـجملها تلك المطاعم الموجوده على ضفاف النهر فمثلاً إن احببت أن تذهب أنت وصاحبيك اذهب الى مطاعم العطيفية تجد أجمل المطاعم وارقاها وهي على النهر فلو مددت قدمك لغسلتها من ماء دجلة .سوف تلاحظ عند جلوسك يأتي رجل بصحون كثيرة ويضعها على مائدتك تتتعجب ما هذا تجد أكثر من 15 صحن ممتلئ بالمقبلات اللبنانية والعراقية فكل هنيئاً مريئاً وإذا نفذ أي نوعٍ من هذه المقبلات سوف يسارع عامل المقبلات بسحب الصحن ووضع صحن ممتلئ غيره لكن لا تخف على جيبك وعلى ثقل الحساب فالمقبلات مجانية في المطاعم البغدادية ليس مثل أي مطعم في العالم فاصحاب المطاعم لا يأخذون أثمان المقبلات لأنهم يعتبروها ضيافة ويخجلون من أخذ ثمنها حسب تقاليد بغداد . اكيد سوف تعجبك المقبلات لأنها طازجة فلا غرف تبريد ولا تجميد ولا كيمياويات ولا معالج جينياً ولا هم يحزنون ، فالخضار في بغداد من الأرض ثم تغسل وبعدها تقدم على المائدة ، دع اصحابك يطلبون ما يشتهون وانصح صاحبك المقرب أن يطلب وجبة (كباب بغداد ) فلن يجد الذ منه فكباب بغداد لا يشبه أي كباب في العالم بالإضافة الى أن الكباب لحم ضأن 100\100 فإن لحم الضأن العراقي ألذ لحم بالعالم و أجود لحم سوف يأتي لصاحبك صحن الكباب وعليه 4 اسياخ من الحجم الكبير الذي يأكل منه اثنين ويشبعان هنيئاً على قلب صاحبك . اما صاحبك الذي تظن أن اسنانه لا تساعده على المضغ فاطلب له (تكة) وعند اللبنانيون يسموها( شقف) اطلبها له وإذا احتج صاحبك عليك لأنه لا يستطيع المضغ طمأنه وقل له تكة بغداد ليست مثل تكة الدنيا كلها إنها تذوب في الفم قبل المضغ وإلاّ لما الاغنام العراقية أغلى الأغنام في العالم ولحمها اجود اللحوم ولما تهرّب إلى جميع العالم إبتداءً من السعودية والكويت والأردن وسوريا وانتهاءاً باسرائيل نعم اسرائيل فلا تعجب !!! اما أنت يا صاحبي فانت عزيز علي فأوصيك وكما تعلم المستشار مؤتمن أًشير عليك أن تطلب سمك واحرص على أن تقول له ( سمك نهري مسقوف ) واختر أي نوعٍ فكله لذيذ فاسماك بغداد ليست ككل الأسماك أطلب (كارب ، بنيه ، شبوط ، قطان) فكلها لذيذه كلها وقل له أن يسقفها لك عندها سوف يفتح بطنها ويعلقها على جنبها بسفودين بحيث تكون السمكة مثل العلم ويشعل الخشب والحطب بمسافة عنها حوالي ربع متر والسمكة امامك تنظر لها كيف تسقف فبطنها وردي ثم يبيض لحمها ثم يحمر ، لن تأكل سمك في العالم مثل طعم سمك بغداد فكل هنيئاً مريئاً وكما يقول لك من بقدم السمك (كل بالعافية) فما لك إلا أن ترد عليه وتقول (الله يعافيك) وبعد أن تأكل وتتلذذ بالطعام الشهي أنت واصحابك يأتيك الشاي البغدادي فاشرب وتلذذ بطعمه وتذكر أن الشاي ايضاً مجاناً اشرب بقدر ما تستطيع فالشاي العراقي يختلف عن شاي العالم فطريقة تحضيره خاصة بأهل بغداد فهم يضعون الأبريق على ماء مغلي فلا يطبخ الشاي إلا على بخار الماء فتشرب شاي لن تنساه فشاي بغداد مهيّل وبعدما تنتهي اطلب الحساب فيأتيك الحساب حوالي (6000)الآف دينار يعني يساوي (4دولارات) لا تتعجب فبغداد أسعارها رخيصة جداً وهذه الأكله لو اكلتها في دبي مثلاً لكان الحساب أنت واصحابك 100 دولار نعم يا صاحبي فسعر كيلو اللحم في بغداد دولار واحد والخروف كامل بشحمه ولحمه وجلده ورأسه سعره في بغداد (15)دولار فلهذا لا تتعجب عندما يقول لك العراقي رغم سلبيات صدام حسين لكن نترحم على زمانه فلم يكن في زمن صدام حسين متوفر شيء سوى الرخص والأمان
على العموم نكتفي الآن ولنذهب كل منا الى مطبخه لنرى ما فيه فقد جعنا ونكمل كلامنا في وقت لاحق لأحدثك مزيداً عن بغداد
هذه الكلمات
غالباً ما يتصور الشخص الذي لم يرَ بغداد من قبل الإحتلال أن بغداد ليست بجمال الشام أو بيروت أو القاهرة ودبي , وجاء هذا التصور لِمَا مرت به بغداد من حروب طاحنة على مر العقود
لكن بغداد التي سوف اكلمكم عنها ليست هي نفسها التي ترونها اليوم ، بغداد أمس كانت عروس المدن الحسناء ذات الوجه النظر المشرق جذائلها السوداء الطويلة بطول نخيلها الفارع ، ليست بغداد اليوم ذات الوجه الشاحب حليقة الرأس بعدما شاب شعرها الأسود وتقرح معصمها من طوق الأسر ، فلا معتصم يسمع وينتخي لصراخها ولا منصور يشمّر عن ساعديه ويعيد بنائها .. فبغداد التي اتكلم عنها تلك التي غنتها ام كلثوم وصدح صوتها بإسمها ووصفت رجالها
بغداد يا قلعة الأسود يا كعبة المجد والخلوديا جبهة الشمس للوجود
بغداد التي غنتها اجمل الاصوات وهتفت بصوتها الجميل فيروز
بغداد والشعراء والصور ذهب الزمان وفمه العطر
فبغداد تطوقها بساتين النخيل والأعناب والحمضيات والرمان من كل الجهات كالسِوَارِ حول المعصم إن اطلعت عليها من السماء وجدتها خضراء تسر الناظرين وإن مشيت في انحاءها انشرح صدرك . تلك البساتين الغناء يغذيها ويسقيها نهران جميلان ازرقان عذبان ماءهما فرات زلال
فلو زرتنا يا صاحبي في بغداد لوجدتنا نحن الضيوف وأنت صاحب المنزل وعلى ذكر المنازل فبيوت بغداد كبيرة واسعة فاهلها لا يحبون الشقق العموديه يحبون المنازل الفارهة وغالبا ما تكون طابقين فيها حدائق خضراء واشجار من نخيل وحمضيات من برتقال ونارنج ورمان يندر ما تجد ابنية سكنية عمودية اللهم الا تلك التي بنتها الدولة في الثمانينات ووزعتها على اصحاب الشهادات العليا والإخوة من فلسطين ورغم ان هذه المجمعات بنيت في الثمانينات لكنها تعتبر حديثة قياساً لما هو موجود في البلاد العربية ، ففي دبي مثلا أجد البنايات والمجمعات السكنية قد بنوها في القرن الواحد والعشرين بينما في بغداد قد بنيت في الثمانينات لكن وسائل الراحة نفسها موجوده في بغداد أي البنايات الموجودة في دبي موجودة في بغداد قبل 20 سنة إلا اللهم ارتفاع البناية يختلف لأن قانون العراق لا يسمح بالبنيان الشاهق ، نعم اخي لا تتعجب ولا ابالغ فمجمعات الصالحية وشارع فلسطين الذي دمره الإحتلال الذي تسمعون عنه بالأخبار وتروه في شاشات التلفزيون كان شارع حضاري متطور جداً علماً أن شققه بنيت قبل 20 سنة ، دبي والقاهرة والخليج وغيرها من البلدان تتفاخر اليوم بمجمعات التسوق وكيف هي كبيره وضخمه ومبردة وفيها كل شيء علماً انها قد بنيت حديثاً(حفظ الله اهلها وادام نعمته عليهم) .. لعمرك أنها كانت موجودة في بغداد قبل 22 سنة فقد بنتها الدولة في ذلك الوقت وليس اليوم ، مجمعات كبيرة جداً مبردة فيها اجود البضائع وانفسها نعم يا صاحبي ليت شعري زرتنا قبل الإحتلال لوجدت ما اتكلم عنه شاخصاً امام ناظريك ، نعم هذه المجمعات كانت موجوده قبل 22 سنة وبغداد في حالة حرب مع ايران فما توقف البناء وما توقف التقدم .
حنانيك السلم الكهربائي الذي في المجمعات والمطارات في جميع البلدان وكانت موجودة في بغداد قبل 20 سنة لكن ليست قي المجمعات التسوق والمطارات فقط إنما كانت موجوده في الشوارع العامة فجسور عبور المشاة ما بين جهتي الشارع كانت جسور وسلالم كهربائية فما كان عليك فقط ان تضع رجلك وهي تصعدك فوق وتنزلك على الجهة المقابلة لا تعب ولا نصب ولا عناء ، نعم يا اخي كانت تلك بغداد وصلت الرفاهية في بغداد أن جعلوا سلالم ومصاعد كهربائية في الطرقات .. اما شوارع بغداد العريضة المضاءه كالشمس حيث لا تحتاج أن تشعل مصابيح سيارتك مشجرة ومزروعة بالشجر على جانبي الطريق وبين طريق الذهاب والإياب مزروعة بالنخيل أو البرتقال أو النارنج أو السدر أو الزيتون فلا يكاد يوجد شارع إلا وفيه أشجار مما ذكرته لك حتى سمينا الشوارع بأسماء الأشجار المزروعة فيه فهناك شارع الزيتون لكثرة الزيتون المزروع فيه في قلب بغداد وهناك شارع المشجر فلو سرت بهذا الشارع لن تجد لشعاع الشمس عليك سبيل فضلال الأشجار تُغطي السيارة وصاحبها والمشاة والمارة ، وأهالي بغداد لا يختلفون عن اخوانهم العرب والمسلمين فلو زرتنا يوم الجمعة وبت عندنا لخرجنا أنا و أنت في وقت صلاة الجمعة وتجد الناس تذهب للصلاة مشاة وركباناً يلبون من دعاهم ، وتلك الثياب البيضاء الجميلة تدل على بياض قلوبهم وإيمانهم لكن قبل ذهابنا لصلاة الجمعة تكون قد فطرت عندنا فلا ضيف يأتينا ويخرج حتى يأكل قيمر العرب والخبز الحار فأهل بغداد يُحبون قيمر العرب فهو ليس مثل أي قيمر المهم بعد صلاة الجمعة يا صديقي نخرج أنا وأنت وإخوتي واصحابنا إلى البساتين وهي ليست ببعيده في اطراف بغداد ونترك لك اختيار البستان الذي تُحب أن تجلس فيه فكلها مفتوحه تستقبلنا فلا ممنوع ولا حارس يمنعك ولا رقيب إلا الله وإن أعجبك البستان وفواكه البستان فاذهب واقطف أي فاكهة تعجبك وكل منها فهو حل لك فصاحب البستان علق لافتة على الباب مكتوب عليها كلوا هنيئا مريئا وصدقة حتى تشبعوا نعم كل البساتين مفتوحة ابوابها على مصراعيها لكل من هب ودب جائع يستظل بظلها وينام تحت شجرها ويأكل من ثمرها .
ماذا تريد أن احدثك عن بغداد ؟
أُحدثك عن جامعاتها الراقية والمعتبرة جامعة بغداد جامعة المستنصرية جامعة صدام ، الجامعة التكنلوجية أي الجامعات احدثك فكلها متطورة حضارية معترف بها عالمياً بشهاداتها ومناهجها هل أُحدثك عن ادباءها اراك أنك تعلم بهم اكثر مني أم عن علمائها الكبار ورجال الدين فيها الأجلاء كل هؤلاء أنت تعرفهم اكثر مني فاسمائهم وكلامهم طبق الافاق .. عن ماذا احدثك عن مطاعمها ؟ طيب سوف احدثك عن مطاعمها فـجملها تلك المطاعم الموجوده على ضفاف النهر فمثلاً إن احببت أن تذهب أنت وصاحبيك اذهب الى مطاعم العطيفية تجد أجمل المطاعم وارقاها وهي على النهر فلو مددت قدمك لغسلتها من ماء دجلة .سوف تلاحظ عند جلوسك يأتي رجل بصحون كثيرة ويضعها على مائدتك تتتعجب ما هذا تجد أكثر من 15 صحن ممتلئ بالمقبلات اللبنانية والعراقية فكل هنيئاً مريئاً وإذا نفذ أي نوعٍ من هذه المقبلات سوف يسارع عامل المقبلات بسحب الصحن ووضع صحن ممتلئ غيره لكن لا تخف على جيبك وعلى ثقل الحساب فالمقبلات مجانية في المطاعم البغدادية ليس مثل أي مطعم في العالم فاصحاب المطاعم لا يأخذون أثمان المقبلات لأنهم يعتبروها ضيافة ويخجلون من أخذ ثمنها حسب تقاليد بغداد . اكيد سوف تعجبك المقبلات لأنها طازجة فلا غرف تبريد ولا تجميد ولا كيمياويات ولا معالج جينياً ولا هم يحزنون ، فالخضار في بغداد من الأرض ثم تغسل وبعدها تقدم على المائدة ، دع اصحابك يطلبون ما يشتهون وانصح صاحبك المقرب أن يطلب وجبة (كباب بغداد ) فلن يجد الذ منه فكباب بغداد لا يشبه أي كباب في العالم بالإضافة الى أن الكباب لحم ضأن 100\100 فإن لحم الضأن العراقي ألذ لحم بالعالم و أجود لحم سوف يأتي لصاحبك صحن الكباب وعليه 4 اسياخ من الحجم الكبير الذي يأكل منه اثنين ويشبعان هنيئاً على قلب صاحبك . اما صاحبك الذي تظن أن اسنانه لا تساعده على المضغ فاطلب له (تكة) وعند اللبنانيون يسموها( شقف) اطلبها له وإذا احتج صاحبك عليك لأنه لا يستطيع المضغ طمأنه وقل له تكة بغداد ليست مثل تكة الدنيا كلها إنها تذوب في الفم قبل المضغ وإلاّ لما الاغنام العراقية أغلى الأغنام في العالم ولحمها اجود اللحوم ولما تهرّب إلى جميع العالم إبتداءً من السعودية والكويت والأردن وسوريا وانتهاءاً باسرائيل نعم اسرائيل فلا تعجب !!! اما أنت يا صاحبي فانت عزيز علي فأوصيك وكما تعلم المستشار مؤتمن أًشير عليك أن تطلب سمك واحرص على أن تقول له ( سمك نهري مسقوف ) واختر أي نوعٍ فكله لذيذ فاسماك بغداد ليست ككل الأسماك أطلب (كارب ، بنيه ، شبوط ، قطان) فكلها لذيذه كلها وقل له أن يسقفها لك عندها سوف يفتح بطنها ويعلقها على جنبها بسفودين بحيث تكون السمكة مثل العلم ويشعل الخشب والحطب بمسافة عنها حوالي ربع متر والسمكة امامك تنظر لها كيف تسقف فبطنها وردي ثم يبيض لحمها ثم يحمر ، لن تأكل سمك في العالم مثل طعم سمك بغداد فكل هنيئاً مريئاً وكما يقول لك من بقدم السمك (كل بالعافية) فما لك إلا أن ترد عليه وتقول (الله يعافيك) وبعد أن تأكل وتتلذذ بالطعام الشهي أنت واصحابك يأتيك الشاي البغدادي فاشرب وتلذذ بطعمه وتذكر أن الشاي ايضاً مجاناً اشرب بقدر ما تستطيع فالشاي العراقي يختلف عن شاي العالم فطريقة تحضيره خاصة بأهل بغداد فهم يضعون الأبريق على ماء مغلي فلا يطبخ الشاي إلا على بخار الماء فتشرب شاي لن تنساه فشاي بغداد مهيّل وبعدما تنتهي اطلب الحساب فيأتيك الحساب حوالي (6000)الآف دينار يعني يساوي (4دولارات) لا تتعجب فبغداد أسعارها رخيصة جداً وهذه الأكله لو اكلتها في دبي مثلاً لكان الحساب أنت واصحابك 100 دولار نعم يا صاحبي فسعر كيلو اللحم في بغداد دولار واحد والخروف كامل بشحمه ولحمه وجلده ورأسه سعره في بغداد (15)دولار فلهذا لا تتعجب عندما يقول لك العراقي رغم سلبيات صدام حسين لكن نترحم على زمانه فلم يكن في زمن صدام حسين متوفر شيء سوى الرخص والأمان
على العموم نكتفي الآن ولنذهب كل منا الى مطبخه لنرى ما فيه فقد جعنا ونكمل كلامنا في وقت لاحق لأحدثك مزيداً عن بغداد