farahfarah
07-23-2007, 06:57 AM
_أليست الغربة افتقاد الحبيب؟
ما لبثت أن سمعت منه هذه الكلمات حتى تقاذفتها الأفكار كقشة ضعيفة وسط أمواج عاتية.. و راحت تفكر في هذه الليالي و الأيام التي تعاقبت عليها مدة عشرين عاما و هالها سرعة مضي الوقت و كم رأت نفسها صغيرة أمام عمر الأرض و المجرات و الكون برمته... و كم رأت عمرها ضئيلا حين تذكرت ما بعد الموت من خلود... ثم راحت تنقّب عن لحظاتها السعيدة و هي طفلة و حين كانت مراهقة و هي الآن شابة تنبض بالحياة, ووجدت الكثير منها.
تذكرت ذلك الفستان الأحمر الجميل الذي كانت تلبسها إياه والدتها و كم قالت لامها "ماما صوريني" و هي تقطف زهرة, "ماما صوريني" و هي "تتمختر" كملكة مزهوة بنفسها, "ماما صوريني" و هي تركب الدراجة..
و تذكرت شاطئ البحر و تعلمها السباحة, كانت تقبع في الماء و بطنها يلامس الأرض و تنتظر أن تتجه صوبها موجة صغيرة كحجمها لتغطي جسدها النحيل فتسرع بتحريك يديها و تركل الماء بقدميها و تنظر إلى أمها بلهفة و تقول لها "ماما شوفي شوفي عم اسبح!" و ما تلبث الموجة أن تتراجع لتكشف جسدها المنبطح على الأرض غير أنها تصرّ على أنها صارت تتقن السباحة!
و تذكرت حين اكتشفت طريقة "مبتكرة" لصيد السمك مع أخيها , لم يستعملا الصنارة و لا الشبك و لكن احضرا علبة صغيرة لها غطاء و وضعا داخلها طعاما , المسألة سهلة الخطوة الأولى هي أن تبقي العلبة في يدك على مسافة قريبة نسبيا من السطح أما الخطوة الثانية فهي أكثر سهولة! عليك فقط أن تبقى بلا حراك حتى تأتي السمكة الجائعة و تدخل العلبة حينها و حينها فقط_القصة تحتاج إلى خبرة_ يجب أن ترفع العلبة برشاقة بالغة خارج الماء لتنعم بصيدك الثمين, سمكة لا يتعدى طولها الخمس سنتيمترات! و في اليوم الذي اكتشفت فيه هذه الطريقة اختفى الأطفال من على الشاطئ و قبعوا جميعهم في الماء بلا حراك!..
و تتذكر مشاجراتها اللطيفة مع أخيها و قيادتها له في أعمال الشيطنة و المغامرات و تذكرت الحروب الوهمية التي كانا يفتعلانها في البستان. كان لكل منهما معسكر بنياه من جذوع الأشجار و أوراقها و كان لا يفصل بين المعسكرين سوى أمتار قليلة و لكنهما على صغرهما كانا يجدانها مسافة مناسبة! و تبدأ الحرب و يبدأ القصف بحبات صغيرة من شجرة في البستان لا تؤذي و لكنها تؤدي الغرض.. و تتوالى المناورات ثم ينزل الجيشين _المكون منها و منه فقط_ ليلتقيا على ارض المعركة و تسمع حينها قرع السيوف_ التي كانت عبارة عن جذع شجرة رفيع جرداه من الأوراق_ و صراخ المقاتلين و لكن الفارسان لا ينزفان دما أبدا على رغم أصوات الألم المتصاعدة..
تتذكر طفولتها و تبتسم... ثم تنتقل إلى المراهقة فتعبس فتهرب إلى شبابها فيزيد عبوسها.. حينها أدركت أنها لم تكن حقا سعيدة سوى عندما كانت طفلة...
_ كم هي تافهة هذه الحياة !
هذا ما قالته لوالدتها في جلسة صفاء مع الطبيعة على رغم الحياة الرغيدة التي تعيشها . هي ليست متشائمة أبدا, بل على العكس كانت تنشر الفرح و السرور و الأمل بالمستقبل أينما حلت, كانت تمنح صديقاتها دفعا معنويا كبيرا , كانت طاقة ايجابية... و لكنه شعور يراودها, هذا الشعور العميق في القلب و في الوجدان. تشغل نفسها, تضحك و تتنزه و لكن ما إن يأتي الليل و تضع رأسها على وسادتها لتنام حتى يعاودها هذا الشعور القاتل!... لا تعرف كنهه و لا مصدره و لكنه يتملك روحها الفتية... قضت الليالي و هي تبحث عن حقيقة هذا الشعور, سألت من تعرفهم, بحثت بجد, غير أنها لم تفلح في معرفة مرضها إلا حين سمعت كلماته....
هي تشعر بالغربة...
ما لبثت أن سمعت منه هذه الكلمات حتى تقاذفتها الأفكار كقشة ضعيفة وسط أمواج عاتية.. و راحت تفكر في هذه الليالي و الأيام التي تعاقبت عليها مدة عشرين عاما و هالها سرعة مضي الوقت و كم رأت نفسها صغيرة أمام عمر الأرض و المجرات و الكون برمته... و كم رأت عمرها ضئيلا حين تذكرت ما بعد الموت من خلود... ثم راحت تنقّب عن لحظاتها السعيدة و هي طفلة و حين كانت مراهقة و هي الآن شابة تنبض بالحياة, ووجدت الكثير منها.
تذكرت ذلك الفستان الأحمر الجميل الذي كانت تلبسها إياه والدتها و كم قالت لامها "ماما صوريني" و هي تقطف زهرة, "ماما صوريني" و هي "تتمختر" كملكة مزهوة بنفسها, "ماما صوريني" و هي تركب الدراجة..
و تذكرت شاطئ البحر و تعلمها السباحة, كانت تقبع في الماء و بطنها يلامس الأرض و تنتظر أن تتجه صوبها موجة صغيرة كحجمها لتغطي جسدها النحيل فتسرع بتحريك يديها و تركل الماء بقدميها و تنظر إلى أمها بلهفة و تقول لها "ماما شوفي شوفي عم اسبح!" و ما تلبث الموجة أن تتراجع لتكشف جسدها المنبطح على الأرض غير أنها تصرّ على أنها صارت تتقن السباحة!
و تذكرت حين اكتشفت طريقة "مبتكرة" لصيد السمك مع أخيها , لم يستعملا الصنارة و لا الشبك و لكن احضرا علبة صغيرة لها غطاء و وضعا داخلها طعاما , المسألة سهلة الخطوة الأولى هي أن تبقي العلبة في يدك على مسافة قريبة نسبيا من السطح أما الخطوة الثانية فهي أكثر سهولة! عليك فقط أن تبقى بلا حراك حتى تأتي السمكة الجائعة و تدخل العلبة حينها و حينها فقط_القصة تحتاج إلى خبرة_ يجب أن ترفع العلبة برشاقة بالغة خارج الماء لتنعم بصيدك الثمين, سمكة لا يتعدى طولها الخمس سنتيمترات! و في اليوم الذي اكتشفت فيه هذه الطريقة اختفى الأطفال من على الشاطئ و قبعوا جميعهم في الماء بلا حراك!..
و تتذكر مشاجراتها اللطيفة مع أخيها و قيادتها له في أعمال الشيطنة و المغامرات و تذكرت الحروب الوهمية التي كانا يفتعلانها في البستان. كان لكل منهما معسكر بنياه من جذوع الأشجار و أوراقها و كان لا يفصل بين المعسكرين سوى أمتار قليلة و لكنهما على صغرهما كانا يجدانها مسافة مناسبة! و تبدأ الحرب و يبدأ القصف بحبات صغيرة من شجرة في البستان لا تؤذي و لكنها تؤدي الغرض.. و تتوالى المناورات ثم ينزل الجيشين _المكون منها و منه فقط_ ليلتقيا على ارض المعركة و تسمع حينها قرع السيوف_ التي كانت عبارة عن جذع شجرة رفيع جرداه من الأوراق_ و صراخ المقاتلين و لكن الفارسان لا ينزفان دما أبدا على رغم أصوات الألم المتصاعدة..
تتذكر طفولتها و تبتسم... ثم تنتقل إلى المراهقة فتعبس فتهرب إلى شبابها فيزيد عبوسها.. حينها أدركت أنها لم تكن حقا سعيدة سوى عندما كانت طفلة...
_ كم هي تافهة هذه الحياة !
هذا ما قالته لوالدتها في جلسة صفاء مع الطبيعة على رغم الحياة الرغيدة التي تعيشها . هي ليست متشائمة أبدا, بل على العكس كانت تنشر الفرح و السرور و الأمل بالمستقبل أينما حلت, كانت تمنح صديقاتها دفعا معنويا كبيرا , كانت طاقة ايجابية... و لكنه شعور يراودها, هذا الشعور العميق في القلب و في الوجدان. تشغل نفسها, تضحك و تتنزه و لكن ما إن يأتي الليل و تضع رأسها على وسادتها لتنام حتى يعاودها هذا الشعور القاتل!... لا تعرف كنهه و لا مصدره و لكنه يتملك روحها الفتية... قضت الليالي و هي تبحث عن حقيقة هذا الشعور, سألت من تعرفهم, بحثت بجد, غير أنها لم تفلح في معرفة مرضها إلا حين سمعت كلماته....
هي تشعر بالغربة...