هنا الحقيقه
07-17-2007, 07:23 PM
رفع ناظريه الى السماء وكانت هذه المرة الاولى التي يرفعها منذ اسبوع نظر اليها كأنه لم يراها من قبل جال ببصره المتعب بين اقطارها اعاد بصره الى الارض الملتهبه تحت قدميه رفع بصره مرة ثانية لعل المنظر يتغير لكن اي منظر يتغير وهو في الجحيم !!, فكبد السماء مشتعل كالارض التي جالس هو عليها ,
يا الله اين انا ؟
في اي سعير في اي جحيم ؟
!أخذ يحدث نفسه المرهقة من ايام طوال ليلها كنهارها نارا تلتهب وحمم تتقاذف كانها حمم براكين ,رفع خوذته الثقيلة ثقل الجبال ومسح رأسه الكبير براح يده المتسخه ,
وأخذ يسأل نفسه هل هذه بغداد التي اعرفها بغداد دار السلام ,
بغداد النعيم و بغداد المنصور .نبراس الخلافة وشعلة العلم ؟
وهل هذا هو حالي اصبح الان ؟ أين الدثار الوفير والملبس الانيق ؟اصبح فراشي خندقي ولحافي جعبتي! ,
مافرق بين هذا الخندق المظلم والقبر اليس سواء ؟
لا استطيع ان ارفع راسي خوف من رصاصة من قناص متلهف لسفك دمي لا استطيع الحراك وجثث رفاقي حولي فهذا بترت يداه وهذا شضايا قذيفة اخرجت أمعائه الى الارض
, متى ينتهي هذا كله متى ينتهي الكابو س المرعب ؟
ما هذه الحرب القذرة كانها رحى تلتهم الرجال وتسحقهم ,ووسط اتون تسائلاته التي لا جواب عنده لها
تفحص علبة الدخان التي طالما اعتبرها الرفاهية الوحيدة في وسط الموت ,فتشها لم يجد فيها سوا سكارة واحدة يتيمة وقد ارعبها صوت القذائف الحمراء والقنابل الزرقاء . وجدها مطوية على نفسها ربما خشية ان تصيبها شضية كان طريقها الى قلب صاحبها
سحب سكارته برفق باصبعيه المتربين نظر اليها نظرة العاشق الولهان نظرة من ترك خليلته ردحا من الزمان ورجع اليها بعد شوق كبير اخذ يتلمسها برفق وحنو يعدل جسمها النحيف المتيبس ويلملم التبغ الذهبي ويعيده الى مكانه وضع سكارته بين انفه وشفته العليا واخذ يمررها يمين ويسارا يستنشق عطرها بانتشاء , بحث عن عود ثقاب يشعل به سكارته , تفحص المكان لكن كل البحث لم يجدي نفعا , ورغم مرارة اللحظة تبسم ضاحكا بسخرية ويقول في نفسه كل هذا اللهب الذي حولي وانا في وسط النار ولا اجد نارا اشعل بها سكارتي ؟!! وما بين اليأس والقنوط مد يده بلا شعور كان الذي يحركها غيره مد يده في جيب رفيقه المتقطعه اوصاله قائلا عذرا يا رفيقي فلو كنت مكاني لفعلت كما افعل انا فكل شيء مباح في الحرب والحب ..تبسم الحظ له فوجد بضع اعواد ثقاب اشعل بها سكارته العزيزة ,اخذ نفسا عميقا ونفثه في الهواء بسرور .
لما هذه الحرب التي لا نريدها ؟
لما هؤلاء الاقوام عبروا هذه المحيطات وجاءوا فقط لقتلنا ؟
هل قصفناهم يوما ؟
هل تعدينا على حدودهم ؟
مالهم يحبون قتلنا واحتلال ارضنا التي طالما اكلنا منها وعشنا عليها وشربنا من ماءها فرات زلالا ؟
هل لا ارض عندهم ؟
لكن اعرف ان ارضهم شاسعه كبيره ,
هل لا ماء عندهم ؟
لكن اعرف ان السماء هناك في بلاد العجائب لا تبخل عليهم بالمطر ولهم انهار كبيره عذبة .
وهذا القناص ما له وما لي اراه حريصا على قتلي !! هل قتلت اباه ؟
هل انتهكت عرضه ؟
هل سرقت ماله ؟
لما هذا الحقد كله والشر المستطير كله علينا ؟!!
لا اعلم ابدا ولكن الذي اعلمه جيدا انه لمجيئه هدف وغاية وجاء لتحقيق هدفه وغايته , عموما ليس هدفه اسمى من هدفي ولا حرصه اكثر من حرصي ولا بندقيته اشرف من بندقيتي ولا دمه محرم اكثر من دمي ولا هو اشجع مني ولا يحمل ايمان في قلبه بقدر ايماني
لا اعرف من سوف يكون منا المنتصر .
لكن الذي اعرفه جيدا انه لن يمر من هنا الا على جثتي ,
اعلم اني اذا ما قتلت الجنة تنتظرني
واذا قتل هو فجحيم اشد من هذا الجحيم ينتظره .. ووسط حواره مع نفسه لم يقطع كلامه لا صوت القذائف ولا ازيز الطائرات
الا صوت رفاقه ينادوه ويشيرون بيديهم فرمى بعقب سجارته بعيدا وهو يتفحص عتاده بعد انتهاء استراحة محارب فتوسط رفاقه وساروا بلا خوف بعدما شحذوا همتهم والقنابل والقذائف تتساقط حولهم كالمطر ومنظار القناص يرقبهم
يا الله اين انا ؟
في اي سعير في اي جحيم ؟
!أخذ يحدث نفسه المرهقة من ايام طوال ليلها كنهارها نارا تلتهب وحمم تتقاذف كانها حمم براكين ,رفع خوذته الثقيلة ثقل الجبال ومسح رأسه الكبير براح يده المتسخه ,
وأخذ يسأل نفسه هل هذه بغداد التي اعرفها بغداد دار السلام ,
بغداد النعيم و بغداد المنصور .نبراس الخلافة وشعلة العلم ؟
وهل هذا هو حالي اصبح الان ؟ أين الدثار الوفير والملبس الانيق ؟اصبح فراشي خندقي ولحافي جعبتي! ,
مافرق بين هذا الخندق المظلم والقبر اليس سواء ؟
لا استطيع ان ارفع راسي خوف من رصاصة من قناص متلهف لسفك دمي لا استطيع الحراك وجثث رفاقي حولي فهذا بترت يداه وهذا شضايا قذيفة اخرجت أمعائه الى الارض
, متى ينتهي هذا كله متى ينتهي الكابو س المرعب ؟
ما هذه الحرب القذرة كانها رحى تلتهم الرجال وتسحقهم ,ووسط اتون تسائلاته التي لا جواب عنده لها
تفحص علبة الدخان التي طالما اعتبرها الرفاهية الوحيدة في وسط الموت ,فتشها لم يجد فيها سوا سكارة واحدة يتيمة وقد ارعبها صوت القذائف الحمراء والقنابل الزرقاء . وجدها مطوية على نفسها ربما خشية ان تصيبها شضية كان طريقها الى قلب صاحبها
سحب سكارته برفق باصبعيه المتربين نظر اليها نظرة العاشق الولهان نظرة من ترك خليلته ردحا من الزمان ورجع اليها بعد شوق كبير اخذ يتلمسها برفق وحنو يعدل جسمها النحيف المتيبس ويلملم التبغ الذهبي ويعيده الى مكانه وضع سكارته بين انفه وشفته العليا واخذ يمررها يمين ويسارا يستنشق عطرها بانتشاء , بحث عن عود ثقاب يشعل به سكارته , تفحص المكان لكن كل البحث لم يجدي نفعا , ورغم مرارة اللحظة تبسم ضاحكا بسخرية ويقول في نفسه كل هذا اللهب الذي حولي وانا في وسط النار ولا اجد نارا اشعل بها سكارتي ؟!! وما بين اليأس والقنوط مد يده بلا شعور كان الذي يحركها غيره مد يده في جيب رفيقه المتقطعه اوصاله قائلا عذرا يا رفيقي فلو كنت مكاني لفعلت كما افعل انا فكل شيء مباح في الحرب والحب ..تبسم الحظ له فوجد بضع اعواد ثقاب اشعل بها سكارته العزيزة ,اخذ نفسا عميقا ونفثه في الهواء بسرور .
لما هذه الحرب التي لا نريدها ؟
لما هؤلاء الاقوام عبروا هذه المحيطات وجاءوا فقط لقتلنا ؟
هل قصفناهم يوما ؟
هل تعدينا على حدودهم ؟
مالهم يحبون قتلنا واحتلال ارضنا التي طالما اكلنا منها وعشنا عليها وشربنا من ماءها فرات زلالا ؟
هل لا ارض عندهم ؟
لكن اعرف ان ارضهم شاسعه كبيره ,
هل لا ماء عندهم ؟
لكن اعرف ان السماء هناك في بلاد العجائب لا تبخل عليهم بالمطر ولهم انهار كبيره عذبة .
وهذا القناص ما له وما لي اراه حريصا على قتلي !! هل قتلت اباه ؟
هل انتهكت عرضه ؟
هل سرقت ماله ؟
لما هذا الحقد كله والشر المستطير كله علينا ؟!!
لا اعلم ابدا ولكن الذي اعلمه جيدا انه لمجيئه هدف وغاية وجاء لتحقيق هدفه وغايته , عموما ليس هدفه اسمى من هدفي ولا حرصه اكثر من حرصي ولا بندقيته اشرف من بندقيتي ولا دمه محرم اكثر من دمي ولا هو اشجع مني ولا يحمل ايمان في قلبه بقدر ايماني
لا اعرف من سوف يكون منا المنتصر .
لكن الذي اعرفه جيدا انه لن يمر من هنا الا على جثتي ,
اعلم اني اذا ما قتلت الجنة تنتظرني
واذا قتل هو فجحيم اشد من هذا الجحيم ينتظره .. ووسط حواره مع نفسه لم يقطع كلامه لا صوت القذائف ولا ازيز الطائرات
الا صوت رفاقه ينادوه ويشيرون بيديهم فرمى بعقب سجارته بعيدا وهو يتفحص عتاده بعد انتهاء استراحة محارب فتوسط رفاقه وساروا بلا خوف بعدما شحذوا همتهم والقنابل والقذائف تتساقط حولهم كالمطر ومنظار القناص يرقبهم