من هناك
07-15-2007, 06:09 AM
هل تحترم إمبراطورية Google خصوصية بياناتنا وسريتها؟
المستقبل - الاحد 15 تموز 2007 - العدد 2674 - نوافذ - صفحة 12
محمد الشيخلي
سألني زميل عن أضخم وكالة مخابرات وأكثرها انتشاراً في العالم. وكان يتوقع ان اجيبه: أنها وكالة المخابرات المركزية الاميركية (CIA)، أو وكالة المخابرات الروسية (KGB)، او الموساد الاسرائيلية.. أو... أو.. وقبل أن أجيب باستفسار عما يقصده بالأضخم والأكثر انتشاراً سارع زميل اخر بالقول ضاحكاً: سمعت ان الفاتيكان هي الأضخم والأكثر انتشاراً فلها اكثر من ثلثمئة الف كاهن ينتشرون في عموم العالم يعترف لهم كل يوم الاف البشر، من كل الطبقات، عما اقترفوه وعما ينوون فعله.
وعلى الرغم من سذاجه السؤال كما يبدو لأول وهلة، الا انه ينطوي على كثير الابهام يقتضي التفسير قبل تحديد الاجابة. فضخامة المخابرات يقصد بها (سابقا) كثرة عدد الجواسيس (الوكلاء أو العيون بتراثنا القديم) الذين ينقلون احداث الشارع وهمس البيوت الى اصحاب الشأن من الطبقة الحاكمة لتعرف نبض الشعب واتجاهات فكره ومعتقده، وعلى الأصح مقدار تذمره وما يضمره.
ومع تطور التكنولوجيا لم يعد عدد الوكلاء يقرر الضخامة، بل نوعية أجهزة التنصت والتجسس وكفاءة ادائها. ومع تطور أجيال ذكية من وسائل الاتصال بات لزاما التنصت على ما يدور بين مليارات الهواتف النقالة والثابتة فاستحدثت الدول الصناعية شبكة خاصة للتجسس اسمها "الاشيلون" تستخدم فيها كمبيوترات هائلة (هايبركمبيوترات) موزعة على ستة مواقع في العالم ترصد المكالمات جميعاً وتحدد منها ما يهمها لتسجل ما يدور بين المشتبه بانتمائهم او افكارهم او عصبيتهم من خلال وجهة نظر اميركية طبعاً.
وكما هو واضح، يتطلب هذا الامر كلفة عالية ويحتاج الي تضافر جهود عالمية فجاء الانترنت، وليد العولمة الشهير، ليفتح صفحة جديدة من صفحات التجسس العالمي المجاني (يسمى تخفيفا "انتهاك الخصوصية"). فلكي تستخدم البريد الالكتروني لا بد ان تستخدم الانترنت، او الشبكة العنكبوتية كما يحلو للعرب تسميتها، ولابد ان تبوح باسمك وعنوانك وتاريخ ميلادك.. و.. و. وفي الشبكة ايضاً مواقع متعددة للبيع والشراء او للتزود بالمعلومات لا تنجز ما تريده الا عند تزويدها بكافة المعلومات الخاصة بك وبحياتك. ثم ان العديد من السفارات الان لا تمنحك تأشيرة الدخول الا اذا تقدمت بالطلب من خلال الشبكة. والأنكى انك تقوم بهذه التقديمات المجانية دون ان تشعر بان خصوصيتك ومشاريعك اصبحت عرضة للانتهاك فليس من قانون يحمي هذه المعلومات من الاستغلال او الانتهاك في هذه المواقع.
وأخيراً دخلت محركات "البحث في هذا المضمار" فباتت تتبارى في تعدد خدماتها لكسب المستخدم. وعلى رأس هذه المحركات Google الذي صار من اكثر المحركات انتشاراً فعدد الداخلين اليه كل يوم يصل الى ملياري مستخدم في عموم العالم..
مزيد من المعلومات عن افكارك وبرامجك المستقبلية، فسجل التصفح للمواقع الذي توفره الشركة مقرونا بما تملكه من معلومات جمعتهاعنك من فقرات الخدمات مثلmail Calender, Ci و Google Desktop, Google Maps وغيرها تجعل من هذه الشركة الأكثر اطلاعاً على خصوصياتك ومشاريعك الحاضرة والمستقبلية. حتى لو سلمنا جدلا بصدقية وموثوقية هذه الشركة وحسن نيتها فهل يمكن ان نثق بالمجموعات الأخرى التي تتلصص على هذه المعلومات لانتهاكها، مثل بقية الوكالات الحكومية ولصوص الشبكة Hackers ورجال الأعمال وجواسيس الاقتصاد.. وغيرهم. وقد تعرضت شركات عدة الى أخطار الانتهاك لدى استخدامها برمجيات ومحركات بحث Google ومن هذه الاخطار فقدان الخصوصية، واختراق اقنية البيانات وحصانتها اضافة الى فقدان السيطرة علي استرجاع المعلومات او الحفاظ عليها.
والسؤال المهم من يملك الحق للوصول الى بيانات Google؟ وتحت اية ظروف. والجواب ان لـ Google فقط الحق في الدخول الى ملفاتك غير المرمزة. علما ان البحث عن البيانات المخزونة وفهرستها من اهم اختصاصات Google.
صفقة الـ Double Click
تعد شركة Google بامتلاكها خدمة Double Click الوصي الأكبر على خصوصيات معظم مستخدمي الشبكة من المتصفحين لتواريخ البحث. ونتيجة لعدم وجود ضمانات قانونية في حفظ هذه البيانات او المشاركة فيها مع طرف ثالث، اصبح من صلاحيات الشركة التصرف فيها او فقدانها او تسريبها.
وقد استلم مركز المعلومات الالكترونية الخصوصية، وهو المركز الاميركي الرسمي المعني بالمحافظة على خصوصية المستخدم عدداً من الشكاوى تحث على قبول فدرالية الاتصالات التلفونية ftc على المصادقة على قانون حفظ الخصوصية وان تحقق في قدرة google على تسجيل وحفظ البيانات التي يرسلها المستخدمون.
ولم تنفرد ftc بجديتها في متابعة هذه الخدمة فوكالة الخصوصية التابعة للاتحاد الأوروبي ووكالة حماية المستهلك الاميركي باتتا، هما ايضا، مهتمتين بموضوع تعرض خصوصية مستخدم Google للانتهاك.
من ناحيتها تصر Google في صفحة الأسئلة الأكثر الحاما (FAa) على نفي اية تهمة انتهاك وبأن الشركة حريصة وملتزمة على احترام خصوصية المستخدم لخدماتها.
مخاطر محتملة
من المخاطر الأخرى المحتملة، استخدام خدمات Google Docs، وSpread Sheets، و Google Calender. ومنها: فقدان امكانية المستخدم للدخول الى بياناته مجدداً لا سيما عند انطفاء وصلة DsL اثناء العمل او لدى اجراء تغيير طارئ لصفحة Spread sheet عندما يكون المستخدم مسافراً في طائرة تعبر المحيط مثلا. وبهذا الصدد تعتقد Google، ان اطلاقها قريبا لخدمة google Gearالتي تتيح للمستخدم الدخول الى هذا المحرك وغيره من خارج الشبكة، ستحل المشكلة، ولكن هذا الوعد لن يتحقق قبل مرور عدة شهور قادمة.
حتى لو حافظت google على وعودها في تأمين سرية البيانات الا انها لن تصمد امام منتهكي الشبكة Hackers ، او الشركات المتنافسة وجواسيس الاقتصاد من الدخول الى البيانات بوسائل عدة معظمها غير شرعية، وادناه جدول بخدمات Google المستخدمة حالياً وكيف يحصل فيها انتهاك محتمل للخصوصية.
ماذا يعرف عنك Google؟
إن الاعتماد على خدمات Google المجانية يعزز إنجازك ونشاطك المهني والمعرفي والترفيهي من ناحية، ولكنه أيضاً يضع خصوصيتك على المحك ويهدد سرية عملك، بياناتك بعيداً عن التناول بصورة انتقائية من ناحية ثانية. وإليك على هذه الخدمات والتهديد الذي يمكن أن يطالك لدى استخدامها.
التهديد المتوقع لكل خدمة
البحث Google Search ـ الخصوصية
ـ إن ربط تاريخ البحث (Search) مع نشاطات التصفح (Browsing) من خلال شبكة الاعلان (Double Click) يتيح للشركة مزيدا من المعرفة عن نشاطاتك الحالية.
***
البريد الالكتروني Email ـ الخصوصية
ـ يضع محتويات رسائلك وعناوين والجهات المرسلة إليها والمرفقات (Attachment)... إلخ، تحت طائل شركة Google دون أي تشفير أو ترميز أو تعمية ـ كما ان عدم التزام الشركة بأية مسؤولية قانونية في حرمانك من الدخول (دون علمها) الى مراسلات تخصك يزيد من تعريض خصوصياتك وأعمالك الوظيفية لعيون الشركة وأدواتها.
***
خدمات Docs وSpread Sheet ـ الخصوصية
ـ تخزن ملفاتك دون تشفير أو رومزة لدى الشركة، ولا تلتزم بأية مسؤولية قانونية تجاه حفظ هذه الملفات من التسريب أو الاستغلال. كما أنك تفقد حقك باسترجاع هذه الملفات لدى تعطل اتصالك بالشبكة.
***
ألبومات شبكة بكاسا Picasa Web Albums ـ الخصوصية
ـ بإمكان أي شخص أن يستعرض صورك الفوتوغرافية المخزنة بألبومات تحت عنوان (Unlisted). عدا أنك لا تمتلك أي خيار في أن تستعرض أو تستنسخ (Backup) صورك خارج الشبكة (Offline).
***
جدولة الأعمال Google Calender ـ الخصوصية
ـ تضع برامجك وجداول أعمالك وما يتصل بها من معلومات في يد الشركة ـ وليس للشركة أية مسؤولية قانونية تجاه فقد هذه المعلومات أو الدخول غير المشروع إليها أو الاستفادة مما فيها. ولا يمكنك الدخول الى جدولك من خارج الشبكة (Offline). وبهذا الخصوص تدعى شركة Google بأنها ستغيّر الأمر لدى وصول المعدات لتوسيع التصفح.
***
خدمة سطح المكتب Google Desktop ـ الخصوصية
ـ إذا نسيت أن تغلق فاعلية البحث. بإمكان أي شخص يستخدم كومبيوترك أن يدخل الى ملفاتك الشخصية وليس للشركة أية مسؤولية قانونية حيال خزن ملفاتك على محركات Google ما يجعلها عرضة للفقدان أو الانتهاك.
***
المحدث الصوتي Google Talk ـ الخصوصية
ـ يمكن أرشفة الرسائل النصية التي ترسلها والتعرف على محتوياتها وربطها بتأريخ البحث في Email.
***
البحث في ناتج المحرك Google Product Search ـ الخصوصية
ـ يتصل سجل البحث الحاوي على خصوصية منتجك أو حياتك الخاصة مع تاريخ التصفح من خلال استحواذ خدمة Double Click. ما يعرض منتجك ومراسلاتك الشخصية للانتهاك.
النكهة السرية للملفات
تبدو خدمة ONLINE TROVE التي تقدمها Google لرجال الاعمال وذوي المهن والمصالح الحساسة جذابة للمؤسسات والجهات التي يهمها تطبيق قوانين الخصوصية. وقد واجهت الشركة في العام الماضي عدداً كبيراً لاتهامات وطلبات التحقيق من مستخدمي هذه الخدمة الذين اعتبروا Google تنتهك خصوصيتهم بلا مقابل.
وبناء عليه استجابت الشركة بتقديم تنازل عن عناوين IP التي تطلبها من المستخدم وما تحتوية من معلومات يمكن استخدامها للتعرف على هويته. ولكن هذه الخطوة لم تكن كافية لضمان سرية المستخدمين. وبذلك يقول لورين فاينشتين، مؤسس برنامج الناس ومسؤولية الانترنت: "إنك حتى لو منحت ثقتك للشركة، وتنازلت عن شكوكك في قدرتها على حفظ سرية بياناتك، الا ان ذلك لا يعني ان جهة ما ستستحوذ على بياناتك آجلا ام عاجلاً. ويستطرد فاينشتين" انه من المقلق الا تأخذ Google دوراً أكثر جدية في حماية خصوصية المستهلك. وانها بذلك ستشجع مجاميع من المشرعين ووكالات السلطة التنفيذية على المحاسبة ما يجعل الشبكة في وضع يضطرها لتقديم حلول اكثر جدوى معتمدة بذلك على المثل الانكليزي: ان لا تكون شريراً امر حسن ولكنه ليس كافياً لوقف الشر. فالواجب ان لا تكتفي الشركة بالقول انها ليست شريرة وانما ان تحاول وقف الاخرين عن فعل الشر. فاللياقة والتنويه من بعيد في كثير من الأحيان لا يفيان بالغرض.
خاتمة
تطور مفهوم التجسس عبر الزمن وبتطور التكنولوجيا عوضت الآلة عن الآف الجواسيس ثم دخلنا عصر الانترنت والمعلوماتية فأصبح التجسس يمارس عليناً مجانا وبكل الوسائل رضينا ذلك ام لم نرض. ومحركات البحث ولا سيما المحرك Google مثل صارخ آخر على الاستحواذ على المعلومات الخاصة ومشاريع العمل الحاضرة والمستقبلية. وفي المقابل لا يوجد تشريع يجبر هذه الجهات على المحافظة على سرية معلوماتنا من التسرب او الضياع او الانتهاك. فلماذا نستجيب؟... والى متى؟
المستقبل - الاحد 15 تموز 2007 - العدد 2674 - نوافذ - صفحة 12
محمد الشيخلي
سألني زميل عن أضخم وكالة مخابرات وأكثرها انتشاراً في العالم. وكان يتوقع ان اجيبه: أنها وكالة المخابرات المركزية الاميركية (CIA)، أو وكالة المخابرات الروسية (KGB)، او الموساد الاسرائيلية.. أو... أو.. وقبل أن أجيب باستفسار عما يقصده بالأضخم والأكثر انتشاراً سارع زميل اخر بالقول ضاحكاً: سمعت ان الفاتيكان هي الأضخم والأكثر انتشاراً فلها اكثر من ثلثمئة الف كاهن ينتشرون في عموم العالم يعترف لهم كل يوم الاف البشر، من كل الطبقات، عما اقترفوه وعما ينوون فعله.
وعلى الرغم من سذاجه السؤال كما يبدو لأول وهلة، الا انه ينطوي على كثير الابهام يقتضي التفسير قبل تحديد الاجابة. فضخامة المخابرات يقصد بها (سابقا) كثرة عدد الجواسيس (الوكلاء أو العيون بتراثنا القديم) الذين ينقلون احداث الشارع وهمس البيوت الى اصحاب الشأن من الطبقة الحاكمة لتعرف نبض الشعب واتجاهات فكره ومعتقده، وعلى الأصح مقدار تذمره وما يضمره.
ومع تطور التكنولوجيا لم يعد عدد الوكلاء يقرر الضخامة، بل نوعية أجهزة التنصت والتجسس وكفاءة ادائها. ومع تطور أجيال ذكية من وسائل الاتصال بات لزاما التنصت على ما يدور بين مليارات الهواتف النقالة والثابتة فاستحدثت الدول الصناعية شبكة خاصة للتجسس اسمها "الاشيلون" تستخدم فيها كمبيوترات هائلة (هايبركمبيوترات) موزعة على ستة مواقع في العالم ترصد المكالمات جميعاً وتحدد منها ما يهمها لتسجل ما يدور بين المشتبه بانتمائهم او افكارهم او عصبيتهم من خلال وجهة نظر اميركية طبعاً.
وكما هو واضح، يتطلب هذا الامر كلفة عالية ويحتاج الي تضافر جهود عالمية فجاء الانترنت، وليد العولمة الشهير، ليفتح صفحة جديدة من صفحات التجسس العالمي المجاني (يسمى تخفيفا "انتهاك الخصوصية"). فلكي تستخدم البريد الالكتروني لا بد ان تستخدم الانترنت، او الشبكة العنكبوتية كما يحلو للعرب تسميتها، ولابد ان تبوح باسمك وعنوانك وتاريخ ميلادك.. و.. و. وفي الشبكة ايضاً مواقع متعددة للبيع والشراء او للتزود بالمعلومات لا تنجز ما تريده الا عند تزويدها بكافة المعلومات الخاصة بك وبحياتك. ثم ان العديد من السفارات الان لا تمنحك تأشيرة الدخول الا اذا تقدمت بالطلب من خلال الشبكة. والأنكى انك تقوم بهذه التقديمات المجانية دون ان تشعر بان خصوصيتك ومشاريعك اصبحت عرضة للانتهاك فليس من قانون يحمي هذه المعلومات من الاستغلال او الانتهاك في هذه المواقع.
وأخيراً دخلت محركات "البحث في هذا المضمار" فباتت تتبارى في تعدد خدماتها لكسب المستخدم. وعلى رأس هذه المحركات Google الذي صار من اكثر المحركات انتشاراً فعدد الداخلين اليه كل يوم يصل الى ملياري مستخدم في عموم العالم..
مزيد من المعلومات عن افكارك وبرامجك المستقبلية، فسجل التصفح للمواقع الذي توفره الشركة مقرونا بما تملكه من معلومات جمعتهاعنك من فقرات الخدمات مثلmail Calender, Ci و Google Desktop, Google Maps وغيرها تجعل من هذه الشركة الأكثر اطلاعاً على خصوصياتك ومشاريعك الحاضرة والمستقبلية. حتى لو سلمنا جدلا بصدقية وموثوقية هذه الشركة وحسن نيتها فهل يمكن ان نثق بالمجموعات الأخرى التي تتلصص على هذه المعلومات لانتهاكها، مثل بقية الوكالات الحكومية ولصوص الشبكة Hackers ورجال الأعمال وجواسيس الاقتصاد.. وغيرهم. وقد تعرضت شركات عدة الى أخطار الانتهاك لدى استخدامها برمجيات ومحركات بحث Google ومن هذه الاخطار فقدان الخصوصية، واختراق اقنية البيانات وحصانتها اضافة الى فقدان السيطرة علي استرجاع المعلومات او الحفاظ عليها.
والسؤال المهم من يملك الحق للوصول الى بيانات Google؟ وتحت اية ظروف. والجواب ان لـ Google فقط الحق في الدخول الى ملفاتك غير المرمزة. علما ان البحث عن البيانات المخزونة وفهرستها من اهم اختصاصات Google.
صفقة الـ Double Click
تعد شركة Google بامتلاكها خدمة Double Click الوصي الأكبر على خصوصيات معظم مستخدمي الشبكة من المتصفحين لتواريخ البحث. ونتيجة لعدم وجود ضمانات قانونية في حفظ هذه البيانات او المشاركة فيها مع طرف ثالث، اصبح من صلاحيات الشركة التصرف فيها او فقدانها او تسريبها.
وقد استلم مركز المعلومات الالكترونية الخصوصية، وهو المركز الاميركي الرسمي المعني بالمحافظة على خصوصية المستخدم عدداً من الشكاوى تحث على قبول فدرالية الاتصالات التلفونية ftc على المصادقة على قانون حفظ الخصوصية وان تحقق في قدرة google على تسجيل وحفظ البيانات التي يرسلها المستخدمون.
ولم تنفرد ftc بجديتها في متابعة هذه الخدمة فوكالة الخصوصية التابعة للاتحاد الأوروبي ووكالة حماية المستهلك الاميركي باتتا، هما ايضا، مهتمتين بموضوع تعرض خصوصية مستخدم Google للانتهاك.
من ناحيتها تصر Google في صفحة الأسئلة الأكثر الحاما (FAa) على نفي اية تهمة انتهاك وبأن الشركة حريصة وملتزمة على احترام خصوصية المستخدم لخدماتها.
مخاطر محتملة
من المخاطر الأخرى المحتملة، استخدام خدمات Google Docs، وSpread Sheets، و Google Calender. ومنها: فقدان امكانية المستخدم للدخول الى بياناته مجدداً لا سيما عند انطفاء وصلة DsL اثناء العمل او لدى اجراء تغيير طارئ لصفحة Spread sheet عندما يكون المستخدم مسافراً في طائرة تعبر المحيط مثلا. وبهذا الصدد تعتقد Google، ان اطلاقها قريبا لخدمة google Gearالتي تتيح للمستخدم الدخول الى هذا المحرك وغيره من خارج الشبكة، ستحل المشكلة، ولكن هذا الوعد لن يتحقق قبل مرور عدة شهور قادمة.
حتى لو حافظت google على وعودها في تأمين سرية البيانات الا انها لن تصمد امام منتهكي الشبكة Hackers ، او الشركات المتنافسة وجواسيس الاقتصاد من الدخول الى البيانات بوسائل عدة معظمها غير شرعية، وادناه جدول بخدمات Google المستخدمة حالياً وكيف يحصل فيها انتهاك محتمل للخصوصية.
ماذا يعرف عنك Google؟
إن الاعتماد على خدمات Google المجانية يعزز إنجازك ونشاطك المهني والمعرفي والترفيهي من ناحية، ولكنه أيضاً يضع خصوصيتك على المحك ويهدد سرية عملك، بياناتك بعيداً عن التناول بصورة انتقائية من ناحية ثانية. وإليك على هذه الخدمات والتهديد الذي يمكن أن يطالك لدى استخدامها.
التهديد المتوقع لكل خدمة
البحث Google Search ـ الخصوصية
ـ إن ربط تاريخ البحث (Search) مع نشاطات التصفح (Browsing) من خلال شبكة الاعلان (Double Click) يتيح للشركة مزيدا من المعرفة عن نشاطاتك الحالية.
***
البريد الالكتروني Email ـ الخصوصية
ـ يضع محتويات رسائلك وعناوين والجهات المرسلة إليها والمرفقات (Attachment)... إلخ، تحت طائل شركة Google دون أي تشفير أو ترميز أو تعمية ـ كما ان عدم التزام الشركة بأية مسؤولية قانونية في حرمانك من الدخول (دون علمها) الى مراسلات تخصك يزيد من تعريض خصوصياتك وأعمالك الوظيفية لعيون الشركة وأدواتها.
***
خدمات Docs وSpread Sheet ـ الخصوصية
ـ تخزن ملفاتك دون تشفير أو رومزة لدى الشركة، ولا تلتزم بأية مسؤولية قانونية تجاه حفظ هذه الملفات من التسريب أو الاستغلال. كما أنك تفقد حقك باسترجاع هذه الملفات لدى تعطل اتصالك بالشبكة.
***
ألبومات شبكة بكاسا Picasa Web Albums ـ الخصوصية
ـ بإمكان أي شخص أن يستعرض صورك الفوتوغرافية المخزنة بألبومات تحت عنوان (Unlisted). عدا أنك لا تمتلك أي خيار في أن تستعرض أو تستنسخ (Backup) صورك خارج الشبكة (Offline).
***
جدولة الأعمال Google Calender ـ الخصوصية
ـ تضع برامجك وجداول أعمالك وما يتصل بها من معلومات في يد الشركة ـ وليس للشركة أية مسؤولية قانونية تجاه فقد هذه المعلومات أو الدخول غير المشروع إليها أو الاستفادة مما فيها. ولا يمكنك الدخول الى جدولك من خارج الشبكة (Offline). وبهذا الخصوص تدعى شركة Google بأنها ستغيّر الأمر لدى وصول المعدات لتوسيع التصفح.
***
خدمة سطح المكتب Google Desktop ـ الخصوصية
ـ إذا نسيت أن تغلق فاعلية البحث. بإمكان أي شخص يستخدم كومبيوترك أن يدخل الى ملفاتك الشخصية وليس للشركة أية مسؤولية قانونية حيال خزن ملفاتك على محركات Google ما يجعلها عرضة للفقدان أو الانتهاك.
***
المحدث الصوتي Google Talk ـ الخصوصية
ـ يمكن أرشفة الرسائل النصية التي ترسلها والتعرف على محتوياتها وربطها بتأريخ البحث في Email.
***
البحث في ناتج المحرك Google Product Search ـ الخصوصية
ـ يتصل سجل البحث الحاوي على خصوصية منتجك أو حياتك الخاصة مع تاريخ التصفح من خلال استحواذ خدمة Double Click. ما يعرض منتجك ومراسلاتك الشخصية للانتهاك.
النكهة السرية للملفات
تبدو خدمة ONLINE TROVE التي تقدمها Google لرجال الاعمال وذوي المهن والمصالح الحساسة جذابة للمؤسسات والجهات التي يهمها تطبيق قوانين الخصوصية. وقد واجهت الشركة في العام الماضي عدداً كبيراً لاتهامات وطلبات التحقيق من مستخدمي هذه الخدمة الذين اعتبروا Google تنتهك خصوصيتهم بلا مقابل.
وبناء عليه استجابت الشركة بتقديم تنازل عن عناوين IP التي تطلبها من المستخدم وما تحتوية من معلومات يمكن استخدامها للتعرف على هويته. ولكن هذه الخطوة لم تكن كافية لضمان سرية المستخدمين. وبذلك يقول لورين فاينشتين، مؤسس برنامج الناس ومسؤولية الانترنت: "إنك حتى لو منحت ثقتك للشركة، وتنازلت عن شكوكك في قدرتها على حفظ سرية بياناتك، الا ان ذلك لا يعني ان جهة ما ستستحوذ على بياناتك آجلا ام عاجلاً. ويستطرد فاينشتين" انه من المقلق الا تأخذ Google دوراً أكثر جدية في حماية خصوصية المستهلك. وانها بذلك ستشجع مجاميع من المشرعين ووكالات السلطة التنفيذية على المحاسبة ما يجعل الشبكة في وضع يضطرها لتقديم حلول اكثر جدوى معتمدة بذلك على المثل الانكليزي: ان لا تكون شريراً امر حسن ولكنه ليس كافياً لوقف الشر. فالواجب ان لا تكتفي الشركة بالقول انها ليست شريرة وانما ان تحاول وقف الاخرين عن فعل الشر. فاللياقة والتنويه من بعيد في كثير من الأحيان لا يفيان بالغرض.
خاتمة
تطور مفهوم التجسس عبر الزمن وبتطور التكنولوجيا عوضت الآلة عن الآف الجواسيس ثم دخلنا عصر الانترنت والمعلوماتية فأصبح التجسس يمارس عليناً مجانا وبكل الوسائل رضينا ذلك ام لم نرض. ومحركات البحث ولا سيما المحرك Google مثل صارخ آخر على الاستحواذ على المعلومات الخاصة ومشاريع العمل الحاضرة والمستقبلية. وفي المقابل لا يوجد تشريع يجبر هذه الجهات على المحافظة على سرية معلوماتنا من التسرب او الضياع او الانتهاك. فلماذا نستجيب؟... والى متى؟