Free14March
07-13-2007, 11:16 AM
لمّح في تقريره الثامن الى دوافع للجريمة مرتبطة بالقرار 1559 والتمديد للحود ... براميرتز قلق من «وضع أمني قاتم» :أبو عدس ليس انتحاري الشاحنة وقضية بنك المدينة لم تكن الدافع الرئيسي لاغتيال الحريري
--> حدد القاضي سيرج براميرتز رئيس اللجنة الدولية المكلفة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، أولويته للفترة المقبلة في مواصلة التحقيق مع "عدد من الاشخاص المثيرين للاهتمام اكثر من غيرهم، ممن قد يكونون متورطين" بإعداد جريمة الاغتيال وتغطيتها.
وأعلن في تقريره الثامن (السابع في 15 آذار/ مارس الماضي)، انه تمكن من تحديد هوية "عدد من الاشخاص" ممن يحتمل ان يكونوا شاركوا في اغتيال الحريري. وقال ان فريق لجنة التحقيق سيواصل عمله في غضون الاشهر المقبل، مؤكداً التخطيط لاجراء اكثر من مئتي مقابلة في شأن هذه الجريمة، فضلاً عن مئة مقابلة أخرى في خصوص الاعتداء على حياة 17 شخصية من السياسيين والاعلاميين اللبنانيين.
وقال براميرتز ان اللجنة الدولية أعدت تقريراً شاملاً من 2400 صفحة حول التحقيقات، وصفه بأنه "خطوة مهمة" في إطار الاستعداد لنقل الملف الى المحكمة الدولية، معلناً ان الحكومة اللبنانية و12 دولة أخرى ابدت "تعاوناً كاملاً وسريعاً" مع طلبات اللجنة، وان التعاون من الجانب السوري "مُرضٍ في شكل عام". وشدد على ان اللجنة ستستمر في "طلب تعاون سورية الكامل، إذ يعتبر هذا التعاون اساسياً لتنهي اللجنة مهمتها بنجاح".
وإذ كشف التقرير ان اللجنة ستكون بحاجة الى "لقاء بعض الاشخاص، ومن ضمنهم مسؤولون حكوميون سابقون وحاليون" لم يحددهم، ابدى تخوفه من مستقبل الوضع الأمني في لبنان والذي يبدو "قاتماً".
وابرز الجديد في التقرير الثامن للجنة التحقيق الدولية يمكن ايراده على النحو الآتي:
1- تحديد هوية "عدد من الأشخاص" ممن يحتمل ان يكونوا شاركوا في تخطيط الجريمة وتنفيذها.
2- الاستنتاج ان "ملف بنك المدينة لم يكن الدافع الاساسي لاغتيال" الحريري.
3- ترجيح اللجنة ان تكون الأحداث المتصلة بالقرار الدولي 1559 "لعبت دوراً مهماً في صقل البيئة التي ولدت فيها دوافع اغتيال رفيق الحريري".
4- تسليط الضوء على تعديل الدستور اللبناني بهدف التمديد للرئيس اميل لحود، وعلى "الوضع الذي ربما نتج من ذلك وأدى الى الإقدام على التفجير".
5- رصدت اللجنة عدداً من الأشخاص "المثيرين للاهتمام اكثر من غيرهم ممن قد يكونون متورطين ببعض مظاهر إعداد الجريمة وتغطيتها، أو ربما كانوا على اطلاع مسبق".
6- تستمر اللجنة في "استكشاف النظريات البديلة (...) وإمكانية ان يكون الحريري استهدف من مجموعات متطرفة لأنه اعتُبر شخصية رائدة في مجتمعه في لبنان والعالم العربي".
7- أحمد أبو عدس ليس الانتحاري الذي فجّر الشاحنة. -->
وهنا النص الكامل للتقرير:
ملخص
طلب مجلس الأمن من لجنة التحقيق الدولية إعداد تقرير للمجلس حول التقدم المحرز في الاستقصاء بما في ذلك تعاون السلطات السورية معها.
يلخص هذا التقرير التقدم المحرز في الأوجه المختلفة من التحقيقات في اغتيال رفيق الحريري وفي 17 قضية أخرى كُلّفت اللجنة توفير الدعم الفني فيها الى السلطات اللبنانية، بما في ذلك اغتيال النائب وليد عيدو في حزيران (يونيو) 2007.
ومنذ تقريرها الأخير الى مجلس الأمن في 15 آذار (مارس) 2007، وبالإضافة الى متابعة هذه التحقيقات بجهد كبير، أنجزت اللجنة مراجعة شاملة لكل المعلومات والتحاليل والنتائج التي توصلت إليها في التحقيقات السابقة والحالية كافة. وأفضى هذا المسعى المهم الذي شمل كل فريق التحقيق في اللجنة، الى نتائج إيجابية عدة ترد في هذا التقرير. وسمح هذا الجهد، من جملة جهود أخرى، للجنة بتحسين خطط عملها لفترة إعداد التقرير المقبلة، باستعمال مواردها المحدودة بالطرق الفضلى.
خلال فترة إعداد هذا التقرير، واصلت اللجنة عموماً تلقّي إجابات إيجابية على طلباتها تقديم المساعدة من لبنان والجمهورية العربية السورية ودول أخرى. ويبقى تعاون الدول كلها أساسياً لعمل اللجنة وهي تناشد الدول كافة إظهار استعدادها لتلبية طلبات المساعدة الصادرة عن اللجنة.
وتعرب اللجنة عن قلقها لتدهور البيئتين السياسية والأمنية في لبنان منذ صدور تقريرها الأخير الى مجلس الأمن. وعلى رغم أن اللجنة – وبتعاون وثيق مع السلطات اللبنانية – اتخذت إجراءات تخفيفية لحماية فريقها ومواقع عملها، قد يخلّف تدهور البيئتين السياسية والأمنية آثاراً سلبية على أنشطة اللجنة في الأشهر المقبلة.
وعلى ضوء إنشاء مجلس الأمن محكمة خاصة للبنان بموجب القرار رقم 1757 (2007)، اتخذت اللجنة خطوات عدة لتسهيل انتقال القضية من لجنة التحقيق الى المحكمة الخاصة بلبنان في الوقت الذي يتعيّن على هذه الأخيرة مباشرة عملها.
I. المقدمة
1- تم تقديم هذا التقرير طبقاً لقرارات مجلس الأمن رقم 1595 (2005) و1636 (2005) و1644 (2005) و1686 (2006) و1748 (2007) التي طلب فيها المجلس من لجنة التحقيق المستقلة الدولية التابعة للأمم المتحدة ("اللجنة") إعداد تقرير كل أربعة أشهر يرفعه الى مجلس الأمن حول التقدم المحرز في التحقيق والتعاون الدولي، بما في ذلك تعاون السلطات السورية.
2- هذا التقرير هو الثامن الذي تصدره لجنة التحقيق، وهو يطلع مجلس الأمن على التطورات الأخيرة في المسائل التي شملتها التقارير السابقة، وعلى التقدم المحرز في عمل لجنة التحقيق منذ إصدار آخر تقرير لها في 15 آذار (مارس) 2007 (S/2007/150).
3- كما ورد في التقارير السابقة، لا تزال لجنة التحقيق تدرك بشكل خاص واجباتها لجهة حماية سرية التحقيقات بهدف ضمان سلامة العملية القانونية من ناحية، وحماية الأشخاص الذين وفّروا معلومات ومساعدة الى اللجنة من ناحية أخرى. وتتم هذه المقاربة بالاتفاق الكامل مع السلطات القضائية اللبنانية.
4- منذ تقديم آخر تقرير الى مجلس الأمن، تدهورت الحالة الأمنية في لبنان بشكل كبير، كما ظهر في النزاع الطويل بين الجيش اللبناني ومسلحين شمال البلاد، وفي اغتيال النائب وليد عيدو وسبعة أشخاص آخرين وسط بيروت في 13 حزيران (يونيو) 2007، وفي الهجوم على موكب "يونيفيل" جنوب لبنان في 27 حزيران 2007 الذي أسفر عن مقتل ستة عناصر من قوات حفظ السلام. كما شهدت فترة إعداد هذا التقرير تفجيرات كبرى عدة في كل أنحاء البلاد.
5- ويتزامن هذا التدهور في الحالة الأمنية مع تنامي التوتر السياسي في لبنان وفي المنطقة. وتواصل لجنة التحقيق بالتعاون الوثيق مع القوى الأمنية اللبنانية ومع هيئات أخرى تابعة للأمم المتحدة، متابعة هذه التطورات عن كثب وتسعى الى التخفيف من حدة آثارها المحتملة على تحقيقاتها وعلى أمن فريق عملها.
6- تشير لجنة التحقيق الى تبني قرار مجلس الأمن رقم 1757 (2007) في 30 أيار (مايو) 2007 الذي يدعو الى إنشاء محكمة خاصة بلبنان. وتتطلع اللجنة الى التعاون الوثيق مع المحكمة الخاصة بلبنان خلال مرحلة انتقالية سينقل خلالها عمل لجنة التحقيق الى مكتب مدعي عام المحكمة. وقد اتخذت اللجنة خطوات عدة مهمة لضمان سهولة تسلّم الملف في الوقت الملائم في المستقبل القريب.
7- في هذا الخصوص، شهدت فترة إعداد التقرير عمليات مهمة لتوحيد معلومات لجنة التحقيق ونتائجها وتوصياتها في كل الاستقصاءات التي تجريها. وقد أدت هذه العملية المعقدة الى وضع تقارير موحّدة سرية شاملة مؤلفة من أكثر من 2400 صفحة، ومن بينها تقرير من 2000 صفحة حول تحقيق اللجنة في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري و22 شخصاً آخرين في بيروت في 14 شباط (فبراير) 2005، وأصبحت اللجنة جاهزة لتسليمها الى مدعي المحكمة الخاصة للبنان في الوقت المناسب.
8- علاوة على ذلك، أحرزت اللجنة خلال فترة إعداد التقرير تقدماً في مجالات متعددة من التحقيق في اغتيال الحريري. وبناء على طلب مجلس الأمن، واصلت لجنة التحقيق أيضاً توفير الدعم الفني الى السلطات اللبنانية في تحقيقاتها في 17 قضية أخرى، ومن بينها قضية اغتيال وليد عيدو، واستمرت في التحقيق في أي صلات محتملة بين هذه القضايا وقضية الحريري. وفي المجموع، أجرت اللجنة 84 مقابلة خلال فترة إعداد التقرير شملت الاستقصاءات الحالية كافة.
II. توحيد النتائج والتقدم المحرز في التحقيقات
9- منذ صدور آخر تقرير الى مجلس الأمن، كانت إحدى المهمات الأساسية التي تولتها لجنة التحقيق عملية توحيد داخلية شاملة للمعلومات التي كانت تحتفظ بها من أجل تقييم التقدم الذي حققته في مجالات التحقيق كافة، ولإعطاء الأولوية الى الخطوات الاستقصائية القادمة. وبموازاة ذلك، تابعت اللجنة تحقيقاتها في قضية الحريري وواصلت توفير المساعدة الى السلطات اللبنانية في القضايا السبع عشرة الأخرى، ومن بينها اغتيال وليد عيدو.
أ. توحيد النتائج والتحاليل والتوصيات
10- أُطلقت عملية توحيد النتائج والتحاليل والتوصيات في شهر آذار 2007 وهي تتألف من مراجعة معمّقة لكميات كبيرة من المعلومات لدى اللجنة متعلقة بكل استقصاءاتها. وقد أُنجزت هذه العملية في حزيران 2007 ونتج منها وضع عدد من التقارير التحليلية المفصلة تشمل أوجهاً مختلفة من التحقيق وتتألف من أكثر من 2400 صفحة.
11- ولبلوغ هدف التوحيد المشترك، اختلف الشكل والمنهجية المعتمدان لكل مشروع استقصائي باختلاف الموضوع المتداول. وقدم كل تقرير مراجعة دقيقة لكل النتائج الفعلية لدى لجنة التحقيق، بما في ذلك النتائج التي برزت في استقصاءات أجرتها السلطات اللبنانية. كما نظّمت التقارير وأجرت تقييماً للفرضيات الاستقصائية السابقة والحالية التي توصلت إليها اللجنة حيثما كان ذلك ملائماً. وتقدم التقارير أيضاً تقييماً مفصلاً للنتائج التي توصلت إليها حتى تاريخه، فضلاً عن الفجوات في معلومات اللجنة وفهمها، وترتّب بحسب الأولوية التوصيات الخاصة بالخطوات المقبلة الواجب اتخاذها في كل مشروع استقصائي.
12- أسفر عن هذا المشروع الذي استغرق وقتاً طويلاً نتائج إيجابية عدة. أولاً، مكّن لجنة التحقيق من إجراء تقييم دقيق وشامل لكل المعلومات والتحاليل التي جمعتها منذ انطلاق الاستقصاءات وللتقدم المحرز لغاية الآن. ثانياً، من خلال توفير نظرة عامة حديثة للجنة التحقيق حول الخيوط المختلفة في التحقيقات، سمحت هذه العملية للجنة باستعمال مواردها المحدودة بحسب الأولوية وبفعالية في الأشهر المقبلة. كما ساعدت عملية التوحيد في تحديد أوجه مهمة وأفراد ذي مصالح مشتركة في مجالات عدة من التحقيقات.
13- وأخيراً، على خلفية القرار رقم 1757 (2007) الصادر عن مجلس الأمن والذي يؤسس المحكمة الخاصة لأجل لبنان، ستوفِّر التقارير المجمّعة - التي سيصار إلى تحديثها بحيث تتضمن النتائج والتحاليل الجديدة - نقطة انطلاق مفيدة في المرحلة الانتقالية من اللجنة إلى المحكمة.
لجنة التحقيق حددت هوية عدد من الأشخاص قد يكونون متورطين باغتيال الحريري
14- في موازاة هذا الجهد، أحصت اللجنة بدقة بالغة المعطيات المتوافرة لها خلال فترة إعداد التقرير. وتظهر هذه الجردة أنّ اللجنة، ومنذ تشكيلها في العام 2005، جمعت أكثر من9200 مستند فردي يقع في أكثر من 120 ألف صفحة من المعلومات المتصلة بالتحقيقات، كما جمعت نحو 1200 إفادة و1800 ملاحظة من المحققين وأكثر من 6200 مستند آخر تتضمن التقارير التحليلية الداخلية والمستندات المتعددة التي تم الحصول عليها بناءً على طلبات المساعدة الموجهة إلى لبنان وسورية ودول أخرى.
15- وكما ورد في التقارير السابقة، وبغية تعزيز فعالية التحقيقات وتسهيلها، وضعت اللجنة وطبّقت نظاماً معيارياً لإدارة المعلومات يضمن حفظ المعلومات المهمة المتاحة لها بطريقة نظامية وآمنة وسهلة الاستعمال. إضافة إلى ذلك، يزوِّد هذا النظام المستخدمين وظائف بحث فعالة وأدوات تحليلية. وقد طُوِّر هذا النظام استناداً إلى الممارسات الفضلى المتبعة في المحاكم الدولية القائمة لهذه الغاية- ومن المتوقع أن يشكِّل أداة مفيدة خصوصاً للمحكمة الخاصة بلبنان. إنها لمهمة كبيرة تتوقع اللجنة، بالنظر إلى الموارد المتاحة حالياً، أن تُنجَز بعد انتهاء فترة عملها. -->
ب- التحقيق في جريمة اغتيال الحريري
16- خلال فترة إعداد التقرير، كرّست اللجنة معظم مواردها للتحقيق في اغتيال الحريري. وإن تعزيز المعلومات والتحاليل الملموسة المتوافرة للجنة في هذه القضية بمثابة مراجعة شاملة للعمل الذي أُنجز حتى تاريخه في نواحي التحقيق المختلفة، بما فيها الكميات الكبيرة من التحليل الجنائي وتحليل الاتصالات دعماً للتحقيقات، وأفضى هذا الجهد إلى إعداد تقرير مجمّع من 2000 صفحة يغطي نواحي التحقيق كلها في اغتيال الحريري.
17- كما واصلت اللجنة اتخاذ الخطوات الحثيثة في مجال التحقيق خلال الفترة المذكورة. ومنذ تقريرها الأخير إلى مجلس الأمن، أجرت 32 مقابلة مرتبطة بالتحقيق في اغتيال الحريري، منها مقابلات مهمة وشاملة في لبنان وسورية ودول أخرى.
ساحة الجريمة ومواضيع متصلة
18- عززت اللجنة في صورة منهجية المعلومات والنتائج المهمة التي توصلت إليها حول النواحي الجنائية المتعلقة بالتحقيقات في قضية الحريري. وتتضمن هذه النتائج سلسلة من التقارير التحليلية المفصلة التي أعدتها اللجنة والسلطات اللبنانية بالتعاون مع خبراء دوليين حول المتفجرات والنواحي الجنائية الأخرى المتعلقة بالتحقيق في ساحة الجريمة، وجُمعت هذه التقارير التحليلية استناداً إلى 58 عملية معاينة جنائية مختلفة قامت بها اللجنة وخبراء في قضية الحريري - علماً أنّ اللمسات الأخيرة وُضعت على معظم هذه المعاينات. وإجمالاً أعد أكثر من 10 آلاف صفحة من المعلومات حول نواحي التحقيق في ساحة الجريمة.
19- أما النتائج وتحليل المعاينات والتقارير الخاص بالنواحي الجنائية في التحقيق في قضية الحريري فقد لُخّصت وقيّمت في تقرير مجمّع واحد. كما يسلِّط التقرير الضوء على بعض المسائل الباقية التي لا تزال موضع تحقيق.
جهاز التفجير اليدوي الصنع
20- في ما يتعلق بجهاز التفجير اليدوي الصنع المستخدم في الهجوم، عززت اللجنة النتائج التي توصلت إليها حول نوع المتفجرات المستخدمة وكميتها، ونوع نظام التفجير المستخدم والحاوية التي نقلت جهاز التفجير. ومنذ تشكيل اللجنة، اختُبرت فرضيات عدة حول هذه النقاط من خلال تحليل الأدلة التي وُجدت في ساحة الجريمة وإجراء تجارب تفجير حقيقية والاعتماد على نتائج فحوص بقع الدم وتحليل المستندات والتركيبات المعدنية والطلاء وبصمات الأصابع والحمض النووي والجروح (الإصابات) وتحليل حجم الضرر الذي لحق بالمباني المجاورة وإجراء 14 اختبار تفجير وإعادة تصور رقمية بناء على طلب اللجنة. كما راجعت اللجنة نتائج تحاليل حركة الزلازل لاختبار الفرضيات حول عدد التفجيرات وتوقيتها وشارتها الصوتية.
21- وفي ما يتعلق بطبيعة المتفجرات المستخدمة في الهجوم، جمعت اللجنة النتائج التي حصلت عليها من العينات التي استُخرجت من ساحة الجريمة والتحاليل الكيميائية. وأكدت أن المتفجرات المستخدمة هي مزيج من "RDX" و "PETN" و "TNT". أما تعزيز اللجنة تحليلها للفجوة التي خلّفها الانفجار، مقارنة بالنتائج التي حصلت عليها من تجارب التفجير فضلاً عن نواحي التحقيق الأخرى، فيؤكد الاستنتاجات السابقة ومفادها وقوع انفجار واحد بسبب عبوة فوق الأرض مصنوعة من نحو 1800 كلغ من المتفجرات وفُجّرت عند الساعة 12:55:05. وفي هذا السياق، ستنصب الجهود المتواصلة باتجاه تحديد مصدر هذه المتفجرات والروابط الجنائية الممكنة مع قضايا أخرى، وستقع في صلب الأولويات في المرحلة المقبلة.
22- شملت المعلومات التي جمعتها اللجنة حول طبيعة الجهاز المستخدم في التفجير فرضيات محتملة عبر معاينة القطع الإلكترونية من ساحة الجريمة والتحقيق في وضع التدابير المضادة الإلكترونية المستخدمة في موكب الحريري. إن هذه التحاليل ووجود عدد من الأشلاء العائدة إلى ذكر لم تحدد هويته في ساحة الجريمة، تؤكد الخلاصات السابقة التي توصلت إليها اللجنة ومفادها أنّ انتحارياً قام على الأرجح بتشغيل جهاز التفجير اليدوي الصنع. كما استبعدت اللجنة إلى حد كبير الفرضية القائلة بوقوع هجوم جوي.
23- كذلك، عززت اللجنة المعلومات والنتائج حول الحاوية التي نقلت جهاز التفجير اليدوي الصنع- وقد عاينت اللجنة مجدداً الأدلة التي جمعتها في ساحة الجريمة كما النتائج التي حصلت عليها من تحليل خصائص كرة النار التي تسبب بها الانفجار والآثار الحرارية التي تركها الانفجار على الأشياء المحيطة بالموقع وتحليل خصائص الفجوة التي خلّفها الانفجار، إلى جانب النتائج التي حصلت عليها من تجارب التفجير وتحليل مسار أجزاء المركبات. وجاء تعزيز النتائج ليؤكد الخلاصة السابقة التي رجّحت تشغيل جهاز التفجير اليدوي من شاحنة "ميتسوبيشي كانتر". -->
ب- التحقيقات المتعلقة بشاحنة الميتسوبيشي
24- خلال الفترة الأخيرة لإعداد التقرير، أحرز تقدم في شأن التحقيقات المتعلقة بشاحنة الميتسوبيشي التي يرجّح استخدامها لنقل المتفجرات. إذ حُدّد مصدرها ومسار تنقلاتها الأخيرة. واستناداً إلى التحقيقات التي أجرتها اللجنة والسلطات اللبنانية، تبين أن الشاحنة خرجت من مصنع تابع لمجموعة ميتسوبيشي في اليابان في شباط (فبراير) 2002، وأُبلغ عن سرقتها في مدينة كناغاوا - اليابان في تشرين الأول (أكتوبر) 2004. وبعدها، شُحنت إلى الإمارات ونُقلت في كانون الأول (ديسمبر) 2004 إلى صالة عرض تقع على مقربة من طرابلس، شمال لبنان حيث بيعت. وحصلت اللجنة أخيراً على معلومات تشير إلى أن الجهات التي اشترت الشاحنة قد تكون مرتبطة بالتجهيزات الأخيرة التي تمت على متن الشاحنة للتحضير للاعتداء الذي استهدف رفيق الحريري.
ج- هوية الانتحاري المزعوم
25- في ما يتعلق بهوية الانتحاري، حصدت اللجنة واطلعت على نتائج عدد كبير من التحاليل والفحوصات التحقيقية الجارية والمتممة المتعلقة بأسنان الشخص المعني، وبتواتر الدلائل، والنظائر. واستناداً إلى النتائج الأولية، خلصت اللجنة إلى أن الانتحاري يُرجّح ان يكون ذكراً يراوح عمره بين 20 و25 سنة، وأن شعره قصير أسود، وأنه أتى في الأصل من منطقة أكثر جفافاً من لبنان وأنه لم يمض شبابه فيه بل سكنه في الأشهر الاثنين أو الثلاثة التي سبقت وفاته، وهو ما يتطابق مع النتائج التي توصلت إليها اللجنة في إطار تحقيقات أخرى. كذلك، توصل خبراء اللجنة في نتائج أولية إلى أن الانتحاري عاش في المدينة في السنوات العشر الأولى من حياته، وأمضى آخر عشر سنوات من حياته في محيط قروي.
26- لا تزال التجارب جارية لمعرفة البلد الذي ينتمي إليه الذكر المجهول الهوية الذي يعتقد أنه الانتحاري الذي نفذ الاعتداء. وكما ورد في التقرير السابق للجنة، فقد جمعت 112 عينة مائية وترابية من 28 موقعاً في سورية ولبنان بهدف مقارنتها مع عينات أخرى. هذا وجُمعت سلسلة من العينات من 26 موقعاً في بلدان أخرى خلال فترة إعداد هذا التقرير. وانطلاقاً من النتائج الأولية، تمكنت اللجنة من تحديد عدد قليل من البلدان التي من الممكن أن يكون انتحاري قد انتمى إليها.
27- تمكنت اللجنة من التأكيد على صحة النتائج السابقة التي أشارت إلى أن أحمد أبو عدس - الشخص الذي تبنى العملية في شريط فيديو ـ ليس الانتحاري الذي نفذ الاعتداء.
28- في إطار الجهود الهادفة إلى توحيد الأدلة المتوافرة، تعمل اللجنة حالياً على إنشاء قاعدة بيانات تضم بصمات وعينات حمض نووي بهدف تخزين عينات الحمض النووي البالغ عددها 256 عينة واستخدامها، فضلاً عن عينات الحمض النووي المستأصل من الحبيبة الفتيلية البالغ عددها 66 عينة، وبصمات الأصابع البالغ عددها 159 بصمة، وبصمتي راحة اليد، التي جُمعت كلها من مسرح الجريمة ومن الأغراض التي صودرت نتيجة لصلتها بالتحقيقات. وتقُارن هذه العينات حالياً مع تلك المتوافرة في قواعدة بيانات تابعة لعدد من وكالات تطبيق القانون المحلية والدولية.
29- خلال فترة إعداد هذا التقرير، باشرت اللجنة بوضع قائمة بالأدلة المادية والبيولوجية التي تمكنت من جمعها في إطار تحقيقاتها. واستهلت هذه المبادرة بإنشاء قاعدة بيانات خاصة، ووضع بروتوكولات تشغيلية منمطة، وإنشاء مختبر لغايات التحقيق. وأدخل حتى الآن نحو 2200 دليل في قاعدة البيانات المذكورة، وهو عدد يمثل نحو نصف الأدلة الجنائية التي هي حالياً بحوذة اللجنة. واستناداً الى القدرات المتوافرة الآن، يُتوقع أن تنتهي عملية إدخال الأدلة في قاعدة البيانات التي تستهلك الكثير من الوقت، في نهاية فترة إعداد التقرير المقبلة.
30- إلى ذلك، جمعت اللجنة نتائج الفحوصات البيولوجية، بما فيها النتائج الدقيقة التي توصلت إليها إثر التحقق من هوية القتلى الذين قضوا في اعتداء 14 شباط (فبراير) 2005. وأجري ما مجموعه 300 فحص بيولوجي، ووُحّدت كافة نتائج هذه الفحوصات، بما فيها تلك المتعلقة بعينات الحمض النووي، وعينات الأسنان والوثائق المصورة، في تقرير واحد
--> حدد القاضي سيرج براميرتز رئيس اللجنة الدولية المكلفة التحقيق في اغتيال رئيس الوزراء اللبناني السابق رفيق الحريري، أولويته للفترة المقبلة في مواصلة التحقيق مع "عدد من الاشخاص المثيرين للاهتمام اكثر من غيرهم، ممن قد يكونون متورطين" بإعداد جريمة الاغتيال وتغطيتها.
وأعلن في تقريره الثامن (السابع في 15 آذار/ مارس الماضي)، انه تمكن من تحديد هوية "عدد من الاشخاص" ممن يحتمل ان يكونوا شاركوا في اغتيال الحريري. وقال ان فريق لجنة التحقيق سيواصل عمله في غضون الاشهر المقبل، مؤكداً التخطيط لاجراء اكثر من مئتي مقابلة في شأن هذه الجريمة، فضلاً عن مئة مقابلة أخرى في خصوص الاعتداء على حياة 17 شخصية من السياسيين والاعلاميين اللبنانيين.
وقال براميرتز ان اللجنة الدولية أعدت تقريراً شاملاً من 2400 صفحة حول التحقيقات، وصفه بأنه "خطوة مهمة" في إطار الاستعداد لنقل الملف الى المحكمة الدولية، معلناً ان الحكومة اللبنانية و12 دولة أخرى ابدت "تعاوناً كاملاً وسريعاً" مع طلبات اللجنة، وان التعاون من الجانب السوري "مُرضٍ في شكل عام". وشدد على ان اللجنة ستستمر في "طلب تعاون سورية الكامل، إذ يعتبر هذا التعاون اساسياً لتنهي اللجنة مهمتها بنجاح".
وإذ كشف التقرير ان اللجنة ستكون بحاجة الى "لقاء بعض الاشخاص، ومن ضمنهم مسؤولون حكوميون سابقون وحاليون" لم يحددهم، ابدى تخوفه من مستقبل الوضع الأمني في لبنان والذي يبدو "قاتماً".
وابرز الجديد في التقرير الثامن للجنة التحقيق الدولية يمكن ايراده على النحو الآتي:
1- تحديد هوية "عدد من الأشخاص" ممن يحتمل ان يكونوا شاركوا في تخطيط الجريمة وتنفيذها.
2- الاستنتاج ان "ملف بنك المدينة لم يكن الدافع الاساسي لاغتيال" الحريري.
3- ترجيح اللجنة ان تكون الأحداث المتصلة بالقرار الدولي 1559 "لعبت دوراً مهماً في صقل البيئة التي ولدت فيها دوافع اغتيال رفيق الحريري".
4- تسليط الضوء على تعديل الدستور اللبناني بهدف التمديد للرئيس اميل لحود، وعلى "الوضع الذي ربما نتج من ذلك وأدى الى الإقدام على التفجير".
5- رصدت اللجنة عدداً من الأشخاص "المثيرين للاهتمام اكثر من غيرهم ممن قد يكونون متورطين ببعض مظاهر إعداد الجريمة وتغطيتها، أو ربما كانوا على اطلاع مسبق".
6- تستمر اللجنة في "استكشاف النظريات البديلة (...) وإمكانية ان يكون الحريري استهدف من مجموعات متطرفة لأنه اعتُبر شخصية رائدة في مجتمعه في لبنان والعالم العربي".
7- أحمد أبو عدس ليس الانتحاري الذي فجّر الشاحنة. -->
وهنا النص الكامل للتقرير:
ملخص
طلب مجلس الأمن من لجنة التحقيق الدولية إعداد تقرير للمجلس حول التقدم المحرز في الاستقصاء بما في ذلك تعاون السلطات السورية معها.
يلخص هذا التقرير التقدم المحرز في الأوجه المختلفة من التحقيقات في اغتيال رفيق الحريري وفي 17 قضية أخرى كُلّفت اللجنة توفير الدعم الفني فيها الى السلطات اللبنانية، بما في ذلك اغتيال النائب وليد عيدو في حزيران (يونيو) 2007.
ومنذ تقريرها الأخير الى مجلس الأمن في 15 آذار (مارس) 2007، وبالإضافة الى متابعة هذه التحقيقات بجهد كبير، أنجزت اللجنة مراجعة شاملة لكل المعلومات والتحاليل والنتائج التي توصلت إليها في التحقيقات السابقة والحالية كافة. وأفضى هذا المسعى المهم الذي شمل كل فريق التحقيق في اللجنة، الى نتائج إيجابية عدة ترد في هذا التقرير. وسمح هذا الجهد، من جملة جهود أخرى، للجنة بتحسين خطط عملها لفترة إعداد التقرير المقبلة، باستعمال مواردها المحدودة بالطرق الفضلى.
خلال فترة إعداد هذا التقرير، واصلت اللجنة عموماً تلقّي إجابات إيجابية على طلباتها تقديم المساعدة من لبنان والجمهورية العربية السورية ودول أخرى. ويبقى تعاون الدول كلها أساسياً لعمل اللجنة وهي تناشد الدول كافة إظهار استعدادها لتلبية طلبات المساعدة الصادرة عن اللجنة.
وتعرب اللجنة عن قلقها لتدهور البيئتين السياسية والأمنية في لبنان منذ صدور تقريرها الأخير الى مجلس الأمن. وعلى رغم أن اللجنة – وبتعاون وثيق مع السلطات اللبنانية – اتخذت إجراءات تخفيفية لحماية فريقها ومواقع عملها، قد يخلّف تدهور البيئتين السياسية والأمنية آثاراً سلبية على أنشطة اللجنة في الأشهر المقبلة.
وعلى ضوء إنشاء مجلس الأمن محكمة خاصة للبنان بموجب القرار رقم 1757 (2007)، اتخذت اللجنة خطوات عدة لتسهيل انتقال القضية من لجنة التحقيق الى المحكمة الخاصة بلبنان في الوقت الذي يتعيّن على هذه الأخيرة مباشرة عملها.
I. المقدمة
1- تم تقديم هذا التقرير طبقاً لقرارات مجلس الأمن رقم 1595 (2005) و1636 (2005) و1644 (2005) و1686 (2006) و1748 (2007) التي طلب فيها المجلس من لجنة التحقيق المستقلة الدولية التابعة للأمم المتحدة ("اللجنة") إعداد تقرير كل أربعة أشهر يرفعه الى مجلس الأمن حول التقدم المحرز في التحقيق والتعاون الدولي، بما في ذلك تعاون السلطات السورية.
2- هذا التقرير هو الثامن الذي تصدره لجنة التحقيق، وهو يطلع مجلس الأمن على التطورات الأخيرة في المسائل التي شملتها التقارير السابقة، وعلى التقدم المحرز في عمل لجنة التحقيق منذ إصدار آخر تقرير لها في 15 آذار (مارس) 2007 (S/2007/150).
3- كما ورد في التقارير السابقة، لا تزال لجنة التحقيق تدرك بشكل خاص واجباتها لجهة حماية سرية التحقيقات بهدف ضمان سلامة العملية القانونية من ناحية، وحماية الأشخاص الذين وفّروا معلومات ومساعدة الى اللجنة من ناحية أخرى. وتتم هذه المقاربة بالاتفاق الكامل مع السلطات القضائية اللبنانية.
4- منذ تقديم آخر تقرير الى مجلس الأمن، تدهورت الحالة الأمنية في لبنان بشكل كبير، كما ظهر في النزاع الطويل بين الجيش اللبناني ومسلحين شمال البلاد، وفي اغتيال النائب وليد عيدو وسبعة أشخاص آخرين وسط بيروت في 13 حزيران (يونيو) 2007، وفي الهجوم على موكب "يونيفيل" جنوب لبنان في 27 حزيران 2007 الذي أسفر عن مقتل ستة عناصر من قوات حفظ السلام. كما شهدت فترة إعداد هذا التقرير تفجيرات كبرى عدة في كل أنحاء البلاد.
5- ويتزامن هذا التدهور في الحالة الأمنية مع تنامي التوتر السياسي في لبنان وفي المنطقة. وتواصل لجنة التحقيق بالتعاون الوثيق مع القوى الأمنية اللبنانية ومع هيئات أخرى تابعة للأمم المتحدة، متابعة هذه التطورات عن كثب وتسعى الى التخفيف من حدة آثارها المحتملة على تحقيقاتها وعلى أمن فريق عملها.
6- تشير لجنة التحقيق الى تبني قرار مجلس الأمن رقم 1757 (2007) في 30 أيار (مايو) 2007 الذي يدعو الى إنشاء محكمة خاصة بلبنان. وتتطلع اللجنة الى التعاون الوثيق مع المحكمة الخاصة بلبنان خلال مرحلة انتقالية سينقل خلالها عمل لجنة التحقيق الى مكتب مدعي عام المحكمة. وقد اتخذت اللجنة خطوات عدة مهمة لضمان سهولة تسلّم الملف في الوقت الملائم في المستقبل القريب.
7- في هذا الخصوص، شهدت فترة إعداد التقرير عمليات مهمة لتوحيد معلومات لجنة التحقيق ونتائجها وتوصياتها في كل الاستقصاءات التي تجريها. وقد أدت هذه العملية المعقدة الى وضع تقارير موحّدة سرية شاملة مؤلفة من أكثر من 2400 صفحة، ومن بينها تقرير من 2000 صفحة حول تحقيق اللجنة في اغتيال رئيس الوزراء السابق رفيق الحريري و22 شخصاً آخرين في بيروت في 14 شباط (فبراير) 2005، وأصبحت اللجنة جاهزة لتسليمها الى مدعي المحكمة الخاصة للبنان في الوقت المناسب.
8- علاوة على ذلك، أحرزت اللجنة خلال فترة إعداد التقرير تقدماً في مجالات متعددة من التحقيق في اغتيال الحريري. وبناء على طلب مجلس الأمن، واصلت لجنة التحقيق أيضاً توفير الدعم الفني الى السلطات اللبنانية في تحقيقاتها في 17 قضية أخرى، ومن بينها قضية اغتيال وليد عيدو، واستمرت في التحقيق في أي صلات محتملة بين هذه القضايا وقضية الحريري. وفي المجموع، أجرت اللجنة 84 مقابلة خلال فترة إعداد التقرير شملت الاستقصاءات الحالية كافة.
II. توحيد النتائج والتقدم المحرز في التحقيقات
9- منذ صدور آخر تقرير الى مجلس الأمن، كانت إحدى المهمات الأساسية التي تولتها لجنة التحقيق عملية توحيد داخلية شاملة للمعلومات التي كانت تحتفظ بها من أجل تقييم التقدم الذي حققته في مجالات التحقيق كافة، ولإعطاء الأولوية الى الخطوات الاستقصائية القادمة. وبموازاة ذلك، تابعت اللجنة تحقيقاتها في قضية الحريري وواصلت توفير المساعدة الى السلطات اللبنانية في القضايا السبع عشرة الأخرى، ومن بينها اغتيال وليد عيدو.
أ. توحيد النتائج والتحاليل والتوصيات
10- أُطلقت عملية توحيد النتائج والتحاليل والتوصيات في شهر آذار 2007 وهي تتألف من مراجعة معمّقة لكميات كبيرة من المعلومات لدى اللجنة متعلقة بكل استقصاءاتها. وقد أُنجزت هذه العملية في حزيران 2007 ونتج منها وضع عدد من التقارير التحليلية المفصلة تشمل أوجهاً مختلفة من التحقيق وتتألف من أكثر من 2400 صفحة.
11- ولبلوغ هدف التوحيد المشترك، اختلف الشكل والمنهجية المعتمدان لكل مشروع استقصائي باختلاف الموضوع المتداول. وقدم كل تقرير مراجعة دقيقة لكل النتائج الفعلية لدى لجنة التحقيق، بما في ذلك النتائج التي برزت في استقصاءات أجرتها السلطات اللبنانية. كما نظّمت التقارير وأجرت تقييماً للفرضيات الاستقصائية السابقة والحالية التي توصلت إليها اللجنة حيثما كان ذلك ملائماً. وتقدم التقارير أيضاً تقييماً مفصلاً للنتائج التي توصلت إليها حتى تاريخه، فضلاً عن الفجوات في معلومات اللجنة وفهمها، وترتّب بحسب الأولوية التوصيات الخاصة بالخطوات المقبلة الواجب اتخاذها في كل مشروع استقصائي.
12- أسفر عن هذا المشروع الذي استغرق وقتاً طويلاً نتائج إيجابية عدة. أولاً، مكّن لجنة التحقيق من إجراء تقييم دقيق وشامل لكل المعلومات والتحاليل التي جمعتها منذ انطلاق الاستقصاءات وللتقدم المحرز لغاية الآن. ثانياً، من خلال توفير نظرة عامة حديثة للجنة التحقيق حول الخيوط المختلفة في التحقيقات، سمحت هذه العملية للجنة باستعمال مواردها المحدودة بحسب الأولوية وبفعالية في الأشهر المقبلة. كما ساعدت عملية التوحيد في تحديد أوجه مهمة وأفراد ذي مصالح مشتركة في مجالات عدة من التحقيقات.
13- وأخيراً، على خلفية القرار رقم 1757 (2007) الصادر عن مجلس الأمن والذي يؤسس المحكمة الخاصة لأجل لبنان، ستوفِّر التقارير المجمّعة - التي سيصار إلى تحديثها بحيث تتضمن النتائج والتحاليل الجديدة - نقطة انطلاق مفيدة في المرحلة الانتقالية من اللجنة إلى المحكمة.
لجنة التحقيق حددت هوية عدد من الأشخاص قد يكونون متورطين باغتيال الحريري
14- في موازاة هذا الجهد، أحصت اللجنة بدقة بالغة المعطيات المتوافرة لها خلال فترة إعداد التقرير. وتظهر هذه الجردة أنّ اللجنة، ومنذ تشكيلها في العام 2005، جمعت أكثر من9200 مستند فردي يقع في أكثر من 120 ألف صفحة من المعلومات المتصلة بالتحقيقات، كما جمعت نحو 1200 إفادة و1800 ملاحظة من المحققين وأكثر من 6200 مستند آخر تتضمن التقارير التحليلية الداخلية والمستندات المتعددة التي تم الحصول عليها بناءً على طلبات المساعدة الموجهة إلى لبنان وسورية ودول أخرى.
15- وكما ورد في التقارير السابقة، وبغية تعزيز فعالية التحقيقات وتسهيلها، وضعت اللجنة وطبّقت نظاماً معيارياً لإدارة المعلومات يضمن حفظ المعلومات المهمة المتاحة لها بطريقة نظامية وآمنة وسهلة الاستعمال. إضافة إلى ذلك، يزوِّد هذا النظام المستخدمين وظائف بحث فعالة وأدوات تحليلية. وقد طُوِّر هذا النظام استناداً إلى الممارسات الفضلى المتبعة في المحاكم الدولية القائمة لهذه الغاية- ومن المتوقع أن يشكِّل أداة مفيدة خصوصاً للمحكمة الخاصة بلبنان. إنها لمهمة كبيرة تتوقع اللجنة، بالنظر إلى الموارد المتاحة حالياً، أن تُنجَز بعد انتهاء فترة عملها. -->
ب- التحقيق في جريمة اغتيال الحريري
16- خلال فترة إعداد التقرير، كرّست اللجنة معظم مواردها للتحقيق في اغتيال الحريري. وإن تعزيز المعلومات والتحاليل الملموسة المتوافرة للجنة في هذه القضية بمثابة مراجعة شاملة للعمل الذي أُنجز حتى تاريخه في نواحي التحقيق المختلفة، بما فيها الكميات الكبيرة من التحليل الجنائي وتحليل الاتصالات دعماً للتحقيقات، وأفضى هذا الجهد إلى إعداد تقرير مجمّع من 2000 صفحة يغطي نواحي التحقيق كلها في اغتيال الحريري.
17- كما واصلت اللجنة اتخاذ الخطوات الحثيثة في مجال التحقيق خلال الفترة المذكورة. ومنذ تقريرها الأخير إلى مجلس الأمن، أجرت 32 مقابلة مرتبطة بالتحقيق في اغتيال الحريري، منها مقابلات مهمة وشاملة في لبنان وسورية ودول أخرى.
ساحة الجريمة ومواضيع متصلة
18- عززت اللجنة في صورة منهجية المعلومات والنتائج المهمة التي توصلت إليها حول النواحي الجنائية المتعلقة بالتحقيقات في قضية الحريري. وتتضمن هذه النتائج سلسلة من التقارير التحليلية المفصلة التي أعدتها اللجنة والسلطات اللبنانية بالتعاون مع خبراء دوليين حول المتفجرات والنواحي الجنائية الأخرى المتعلقة بالتحقيق في ساحة الجريمة، وجُمعت هذه التقارير التحليلية استناداً إلى 58 عملية معاينة جنائية مختلفة قامت بها اللجنة وخبراء في قضية الحريري - علماً أنّ اللمسات الأخيرة وُضعت على معظم هذه المعاينات. وإجمالاً أعد أكثر من 10 آلاف صفحة من المعلومات حول نواحي التحقيق في ساحة الجريمة.
19- أما النتائج وتحليل المعاينات والتقارير الخاص بالنواحي الجنائية في التحقيق في قضية الحريري فقد لُخّصت وقيّمت في تقرير مجمّع واحد. كما يسلِّط التقرير الضوء على بعض المسائل الباقية التي لا تزال موضع تحقيق.
جهاز التفجير اليدوي الصنع
20- في ما يتعلق بجهاز التفجير اليدوي الصنع المستخدم في الهجوم، عززت اللجنة النتائج التي توصلت إليها حول نوع المتفجرات المستخدمة وكميتها، ونوع نظام التفجير المستخدم والحاوية التي نقلت جهاز التفجير. ومنذ تشكيل اللجنة، اختُبرت فرضيات عدة حول هذه النقاط من خلال تحليل الأدلة التي وُجدت في ساحة الجريمة وإجراء تجارب تفجير حقيقية والاعتماد على نتائج فحوص بقع الدم وتحليل المستندات والتركيبات المعدنية والطلاء وبصمات الأصابع والحمض النووي والجروح (الإصابات) وتحليل حجم الضرر الذي لحق بالمباني المجاورة وإجراء 14 اختبار تفجير وإعادة تصور رقمية بناء على طلب اللجنة. كما راجعت اللجنة نتائج تحاليل حركة الزلازل لاختبار الفرضيات حول عدد التفجيرات وتوقيتها وشارتها الصوتية.
21- وفي ما يتعلق بطبيعة المتفجرات المستخدمة في الهجوم، جمعت اللجنة النتائج التي حصلت عليها من العينات التي استُخرجت من ساحة الجريمة والتحاليل الكيميائية. وأكدت أن المتفجرات المستخدمة هي مزيج من "RDX" و "PETN" و "TNT". أما تعزيز اللجنة تحليلها للفجوة التي خلّفها الانفجار، مقارنة بالنتائج التي حصلت عليها من تجارب التفجير فضلاً عن نواحي التحقيق الأخرى، فيؤكد الاستنتاجات السابقة ومفادها وقوع انفجار واحد بسبب عبوة فوق الأرض مصنوعة من نحو 1800 كلغ من المتفجرات وفُجّرت عند الساعة 12:55:05. وفي هذا السياق، ستنصب الجهود المتواصلة باتجاه تحديد مصدر هذه المتفجرات والروابط الجنائية الممكنة مع قضايا أخرى، وستقع في صلب الأولويات في المرحلة المقبلة.
22- شملت المعلومات التي جمعتها اللجنة حول طبيعة الجهاز المستخدم في التفجير فرضيات محتملة عبر معاينة القطع الإلكترونية من ساحة الجريمة والتحقيق في وضع التدابير المضادة الإلكترونية المستخدمة في موكب الحريري. إن هذه التحاليل ووجود عدد من الأشلاء العائدة إلى ذكر لم تحدد هويته في ساحة الجريمة، تؤكد الخلاصات السابقة التي توصلت إليها اللجنة ومفادها أنّ انتحارياً قام على الأرجح بتشغيل جهاز التفجير اليدوي الصنع. كما استبعدت اللجنة إلى حد كبير الفرضية القائلة بوقوع هجوم جوي.
23- كذلك، عززت اللجنة المعلومات والنتائج حول الحاوية التي نقلت جهاز التفجير اليدوي الصنع- وقد عاينت اللجنة مجدداً الأدلة التي جمعتها في ساحة الجريمة كما النتائج التي حصلت عليها من تحليل خصائص كرة النار التي تسبب بها الانفجار والآثار الحرارية التي تركها الانفجار على الأشياء المحيطة بالموقع وتحليل خصائص الفجوة التي خلّفها الانفجار، إلى جانب النتائج التي حصلت عليها من تجارب التفجير وتحليل مسار أجزاء المركبات. وجاء تعزيز النتائج ليؤكد الخلاصة السابقة التي رجّحت تشغيل جهاز التفجير اليدوي من شاحنة "ميتسوبيشي كانتر". -->
ب- التحقيقات المتعلقة بشاحنة الميتسوبيشي
24- خلال الفترة الأخيرة لإعداد التقرير، أحرز تقدم في شأن التحقيقات المتعلقة بشاحنة الميتسوبيشي التي يرجّح استخدامها لنقل المتفجرات. إذ حُدّد مصدرها ومسار تنقلاتها الأخيرة. واستناداً إلى التحقيقات التي أجرتها اللجنة والسلطات اللبنانية، تبين أن الشاحنة خرجت من مصنع تابع لمجموعة ميتسوبيشي في اليابان في شباط (فبراير) 2002، وأُبلغ عن سرقتها في مدينة كناغاوا - اليابان في تشرين الأول (أكتوبر) 2004. وبعدها، شُحنت إلى الإمارات ونُقلت في كانون الأول (ديسمبر) 2004 إلى صالة عرض تقع على مقربة من طرابلس، شمال لبنان حيث بيعت. وحصلت اللجنة أخيراً على معلومات تشير إلى أن الجهات التي اشترت الشاحنة قد تكون مرتبطة بالتجهيزات الأخيرة التي تمت على متن الشاحنة للتحضير للاعتداء الذي استهدف رفيق الحريري.
ج- هوية الانتحاري المزعوم
25- في ما يتعلق بهوية الانتحاري، حصدت اللجنة واطلعت على نتائج عدد كبير من التحاليل والفحوصات التحقيقية الجارية والمتممة المتعلقة بأسنان الشخص المعني، وبتواتر الدلائل، والنظائر. واستناداً إلى النتائج الأولية، خلصت اللجنة إلى أن الانتحاري يُرجّح ان يكون ذكراً يراوح عمره بين 20 و25 سنة، وأن شعره قصير أسود، وأنه أتى في الأصل من منطقة أكثر جفافاً من لبنان وأنه لم يمض شبابه فيه بل سكنه في الأشهر الاثنين أو الثلاثة التي سبقت وفاته، وهو ما يتطابق مع النتائج التي توصلت إليها اللجنة في إطار تحقيقات أخرى. كذلك، توصل خبراء اللجنة في نتائج أولية إلى أن الانتحاري عاش في المدينة في السنوات العشر الأولى من حياته، وأمضى آخر عشر سنوات من حياته في محيط قروي.
26- لا تزال التجارب جارية لمعرفة البلد الذي ينتمي إليه الذكر المجهول الهوية الذي يعتقد أنه الانتحاري الذي نفذ الاعتداء. وكما ورد في التقرير السابق للجنة، فقد جمعت 112 عينة مائية وترابية من 28 موقعاً في سورية ولبنان بهدف مقارنتها مع عينات أخرى. هذا وجُمعت سلسلة من العينات من 26 موقعاً في بلدان أخرى خلال فترة إعداد هذا التقرير. وانطلاقاً من النتائج الأولية، تمكنت اللجنة من تحديد عدد قليل من البلدان التي من الممكن أن يكون انتحاري قد انتمى إليها.
27- تمكنت اللجنة من التأكيد على صحة النتائج السابقة التي أشارت إلى أن أحمد أبو عدس - الشخص الذي تبنى العملية في شريط فيديو ـ ليس الانتحاري الذي نفذ الاعتداء.
28- في إطار الجهود الهادفة إلى توحيد الأدلة المتوافرة، تعمل اللجنة حالياً على إنشاء قاعدة بيانات تضم بصمات وعينات حمض نووي بهدف تخزين عينات الحمض النووي البالغ عددها 256 عينة واستخدامها، فضلاً عن عينات الحمض النووي المستأصل من الحبيبة الفتيلية البالغ عددها 66 عينة، وبصمات الأصابع البالغ عددها 159 بصمة، وبصمتي راحة اليد، التي جُمعت كلها من مسرح الجريمة ومن الأغراض التي صودرت نتيجة لصلتها بالتحقيقات. وتقُارن هذه العينات حالياً مع تلك المتوافرة في قواعدة بيانات تابعة لعدد من وكالات تطبيق القانون المحلية والدولية.
29- خلال فترة إعداد هذا التقرير، باشرت اللجنة بوضع قائمة بالأدلة المادية والبيولوجية التي تمكنت من جمعها في إطار تحقيقاتها. واستهلت هذه المبادرة بإنشاء قاعدة بيانات خاصة، ووضع بروتوكولات تشغيلية منمطة، وإنشاء مختبر لغايات التحقيق. وأدخل حتى الآن نحو 2200 دليل في قاعدة البيانات المذكورة، وهو عدد يمثل نحو نصف الأدلة الجنائية التي هي حالياً بحوذة اللجنة. واستناداً الى القدرات المتوافرة الآن، يُتوقع أن تنتهي عملية إدخال الأدلة في قاعدة البيانات التي تستهلك الكثير من الوقت، في نهاية فترة إعداد التقرير المقبلة.
30- إلى ذلك، جمعت اللجنة نتائج الفحوصات البيولوجية، بما فيها النتائج الدقيقة التي توصلت إليها إثر التحقق من هوية القتلى الذين قضوا في اعتداء 14 شباط (فبراير) 2005. وأجري ما مجموعه 300 فحص بيولوجي، ووُحّدت كافة نتائج هذه الفحوصات، بما فيها تلك المتعلقة بعينات الحمض النووي، وعينات الأسنان والوثائق المصورة، في تقرير واحد