شام شريف
07-13-2007, 08:22 AM
المشروع الإيرانيّ الصفويّ الفارسيّ المشبوه في بلاد العرب والمسلمين
د/ محمد بسام
8/6/1428
الصفويون والصفوية
يُطلَق هذا الاسم على الدولة التي أسّسها (الشاه إسماعيل الصفويّ) وعلى أتباعه، وهو من سلالة الشيخ (صفيّ الدين الأردبيلي) الذي كان يسكن مدينة (أردبيل) التابعة لإقليم أذربيجان في شماليّ غرب إيران.. والشيخ الأردبيلي هو أحد مريدي الشيخ (تاج الدين الزاهد الكيلاني) صاحب إحدى الطرق الصوفية، وكان ينتمي إلى المذهب الشافعيّ.. وقد كان (صدر الدين خواجة علي) حفيد صفيّ الدين الأردبيلي أول مَن اعتنق الدين الشيعيّ بعد وراثة الطريقة الصوفية الأردبيلية عن والده (صدر الدين موسى)، ثم قام (شيخ شاه إبراهيم بن صدر الدين خواجة علي) باعتناق المذهب الشيعيّ على الطريقة (الشيعة الإمامية) وتحويل طريقته إلى طريقةٍ شيعيةٍ إمامية متعصّبةٍ غالية.. وسار على دربه ابنه الأصغر (جنيد) الذي قُتِلَ في إحدى حروبه، فخلفه ابنه (حيدر بن جنيد) الذي لُقِّبَ بلقب (سلطان)، وأمر أتباعه بأن يضعوا على رؤوسهم (قلنسواتٍ) من الجوخ الأحمر، تضمّ الواحدة منها اثنتي عشرة طيّةً، رمزاً للأئمّة الإثني عشر عند الشيعة الإمامية، وقد قُتِلَ (حيدر) أيضاً في إحدى حروب الثأر لوالده.. وخلفه ابنه (إسماعيل)، الذي أعلن فيما بعد عن تأسيس دولته الصفوية (في عام 1501م)، ووطّد دعائمها، فامتدّت من إيران إلى ما حولها من بلدان، حتى وصلت بغداد.
ورد في الوصية الشهيرة لمرشد الثورة الإيرانية: (الخميني)، ما يلي: (وأنا أزعم بجرأة، أنّ الشعبَ الإيرانيَّ بجماهيره المليونية في العصر الراهن أفضلُ من أهل الحجاز في عصر رسول الله)!
الدولة الصفوية :
كان المسلمون في إيران بأغلبيتهم الساحقة (90%) من أهل السنة الشافعية، إلى أن قامت الدولة الصفوية على يد (إسماعيل الصفويّ) كما ذكرنا في عام 1501م، الذي اتّخذ من مدينة (تبريز) عاصمةً له، وأعلن أنّ دولتَه (شيعية إمامية إثنا عشرية)، وقام بفرض عقيدته بالقوّة، على الرغم من أنّ علماء الشيعة حذّروه بأن لا يفعل ذلك، لأنّ الأغلبية الإيرانية الساحقة تنتمي إلى أهل السنة.. لكنه رفض وقال قولته المشهورة: (إنني لا أخاف من أحد، فإن تنطق الرعية بحرفٍ واحد، فسوف أمتشق الحسام، ولن أتركَ أحداً على قيد الحياة)!.. وقام بصكّ عملة الدولة، منقوشاً عليها مع اسمه عبارة: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي وَليّ الله)!.. ثم أمر جنوده بالسجود له كلما قابلوه، وقد اشتهر بدمويّته وساديّته الشديدة، فقام بقتل علماء المسلمين وعامّتهم، فقتل أكثر من مليون مسلمٍ سنيّ، ونهب أموالهم، وانتهك أعراضهم، وسبى نساءهم، وأمر خطباء المساجد من أهل السنة بسبّ الخلفاء الراشدين الثلاثة (أبي بكرٍ وعمر وعثمان) رضي الله عنهم، وبالمبالغة في تقديس الأئمة الإثني عشر.. ووصل الأمر به إلى أن ينبشَ قبور علماء المسلمين من أهل السنة ومشائخهم، ثم أن يحرقَ عظامهم!.. وهكذا كانت دولة الشاه (إسماعيل الصفوي) تأسيساً لكل الدول الإمامية الإثني عشرية، ومثالاً يُحتَذى بها شيعياً فيما بعد، من حيث ممارساتها وبدعها الشاذة!..
امتدّت الدولة الصفوية فيما بعد في كل أنحاء إيران وما جاورها، فقضى (الشاه إسماعيل) على الدولة التركمانية السنية في إيران، ثم سيطر على (فارس وكرمان وعربستان) وغيرها.. وكان في كل موقعةٍ يذبح عشرات الآلاف من أهل السنة.. إلى أن هاجم بغداد واستولى عليها، ومارس أفظع الأعمال فيها ضد أهل السنة، ومما فعله، أنه قام [بتهديم مدينة بغداد، وقَتل الآلاف من أهل السنّة، واستخدم التعذيب الشديد بحقّهم قبل قتلهم، ثم توجّه إلى مقابرهم، فنبش قبور موتاهم، وأحرق عظامهم!.. كما توجّه إلى قبر (أبي حنيفة) و(عبد القادر الجيلاني) -رحمهما الله- ونكّل بهما ونبشهما!.. وكذلك قام بقتل كل مَن ينتسب لذرية القائد المسلم (خالد بن الوليد) رضي الله عنه في بغداد، لمجرّد أنهم من نَسَبِه، وقَتَلهم قتلةً شنيعة]!.. (تحفة الأزهار وزلال الأنهار، لابن شدقم الشيعي).
السلطان العثماني سليم الأول يهزم الشاه (إسماعيل الصفويّ) :
المشروع الإيرانيّ الذي يتغلغل أصحابه في بلاد العرب والمسلمين، هو، في أصله، مشروع قوميّ صفويّ فارسيّ، يتستّر بالدين، ويعمل خلف قِناع الإسلام، ويتمدّد بمختلف طرائق التضليل
عندما وصلت أخبار المجازر الصفوية وممارساتها إلى السلطان العثماني (سليم الأول) عام 1514م، قام بتجهيز جيشه، واتجه به إلى بغداد، فحرّرها بعد ست سنواتٍ من الاحتلال الصفويّ، وأسر زوجة (إسماعيل الصفوي)، وقتل المتواطئين على احتلال العراق من عملاء الصفويين.. وبعد فراره، قام (إسماعيل الصفويّ) بإبرام حلفٍ مع الصليبيين البرتغاليين، على أن يحتل الصفويون (مصر والبحرين والقطيف)، ويحتل البرتغاليون (هرمز وفلسطين).. لكنّ العثمانيين أحبطوا مخطّطه هذا، إلى أن هلك (إسماعيل الصفوي) في (تبريز) عام 1524م.. فخلفه ابنه (طهمباسب الصفويّ).
الشاه طهماسب الصفويّ :
خلف (إسماعيل الصفويّ) ابنه (طهماسب)، الذي تحالف مع المجر (هنغارية) والنمسة، ضد الدولة العثمانية التي كان يحكمها السلطان (سليمان القانوني) عام 1525م.. واستعان (طهماسب) بأحد رجال الدين الشيعة اللبنانيين (نور الدين علي بن عبد العال الكركي)، فكتب له المؤلّفات التي برّرت ممارسات الشيعة ضد السنة، وأسّس بفكره ومؤلّفاته الشيعية لما يُسمى اليوم بـ (ولاية الفقيه)، بأن اعتبر زعيمَ الدولة الصفوية (نائباً للإمام المنتَظَر الغائب) وكالةً!.. وعاد نفوذ الصفويين إلى العراق عن طريق عملائهم الشيعة هناك، لكنّ السلطان العثماني (سليمان القانوني) أعاد فتح العراق من جديد، وقضى على حكّامه الموالين للصفويّين.
هلك (طهماسب) بالسمّ على يدي زوجته، فخلفه من بعده ابنه (إسماعيل الثاني) ثم ابنه الثاني (محمد خدابنده).. ثم آلَ الحكم إلى (عباس الكبير بن محمد خدابنده).
الشاه عباس الكبير بن محمد خدابنده :
تواطأ (عباس الكبير) مع بريطانية ضد العثمانيين، وحاصر المدن السنية، ونكّل بها وبأهلها، وقام بترحيل (1500) عائلةٍ سنيةٍ كردية، وقتل سبعين ألفاً من الأكراد السنة، ومنع الحج إلى مكة المكرّمة، وأجبر الناس على أن يحجّوا إلى قبر (الإمام موسى بن الرضا) في مدينة (مشهد)!.. بينما قام بتكريم النصارى والأوروبيين، وفتح لهم أبواب إيران على مصاريعها، وبنى لهم الكنائس، وأعفاهم من الضرائب، وشاركهم أعيادهم، واحتسى الخمر معهم!..
هاجم الشاهُ (عباس الكبير) العراقَ أيضاً، واستولى على بغداد والموصل وكركوك، ثم على معظم البلاد، وحاول فرض (التشيّع) بالقوة، لكنّ أهل العراق رفضوا ذلك، فنكّل بهم، قتلاً وتشريداً وتعذيباً، وسبى النساء والأطفال، وأعاد هدم مرقدي الشيخ (عبد القادر الجيلاني) و(أبي حنيفة النعمان)، وحوّل المدارس الدينية السنّية إلى (اصطبلات) لخيله وخيل جيشه، وقام بإعداد قوائم طويلةٍ لإبادة أهل السنّة في العراق.. إلى أن أهلكه الله، فخلفه الشاه (صفيّ الأول)، الذي حرّر العثمانيون العراقَ في عهده مرةً جديدةً وأخيرة!..
وانتهت الدولة الصفوية بعد مئة عامٍ تقريباً من عهد (صفيّ الأول)، أي في عام (1722م)، بعد أن استمرّت (221) سنة.. ولم يعد الصفويون إلى بغداد، إلا في عام 2003م، على ظهور الدبابات الأميركية الصليبية.. وذلك بعد أن عادوا إلى حكم بلاد فارس (إيران)، إثر انتصار ثورتهم الصفوية الشيعية بزعامة (الخميني) عام 1979م، وبعد أن رفعوا شعار: (تصدير الثورة الصفوية الخمينية) منذ ذلك الحين!..
البدع الصفوية :
استُحدِثَت مجموعة من البدع والمستحدَثات في العهد الصفويّ، ثم سار الشيعة على نهجها، وكأنها عقائد بدهية، ومن ذلك:
1- سَبّ الصحابة والخلفاء الراشدين الثلاثة (أبي بكرٍ وعمر وعثمان) رضوان الله عليهم، وذلك على المنابر وفي الشوارع والأسواق!..
2- الاحتفال سنوياً بذكرى مقتل الحسين رضوان الله عليه، وممارسة التطبير (ضرب الرؤوس بالسكاكين الحادة)، واللطم على الوجوه والصدور، وضرب الظهور بالجنازير، وارتداء الثياب السود، وإنشاد أشعار البكائيات.. وذلك منذ دخول شهر (المحرّم)، وحتى اليوم العاشر منه (يوم عاشوراء).. كما تم تحريم الزواج في هذا الشهر!..
3- إدخال الشهادة الثالثة على الأذان: (أشهد أنّ عليّاً وليّ الله)!..
4- السجود على التربة الحسينية (قطعة من طين كربلاء)!..
5- وجوب دفن الموتى الشيعة في النجف!..
6- تغيير اتجاه القبلة في مساجد الشيعة، مخالفةً لأهل السنة!..
7- إجازة سجود الإنسان للإنسان!..
8- رصد مرتّباتٍ ضخمةٍ لرجال الدين الشيعة، الذين مُنِحوا أيضاً إقطاعياتٍ وأوقافاً خاصة، وهي مستحدَثات مأخوذة عن (الفُرس الأوائل)، وذلك تأسيساً لما يُسمى عند الشيعة الإمامية اليوم بـ (الخُمس).. وكل ذلك لكي يقومَ رجال الدين بدعم الشاه أو السلطان، وتسويقه عند عامة الشعب!..
وهكذا، تميّزت حقبة الحكم الصفويّ بثلاثة أمورٍ رئيسة :
1- فرض التشيّع بالقوّة، وارتكاب مختلف أنواع الجرائم بحق أهل السنة، وتحويل إيران من دولةٍ سنّيةٍ خالصةٍ إلى دولةٍ ذات أغلبيةٍ شيعيةٍ صفوية (النسب الحالية هي: 63% شيعة، و35% سنّة، و2% نصارى وأرمن ويهود وزارادشت وبهائيون).. إذ يقدَّر عدد أهل السنة في إيران اليوم بخمسةٍ وعشرين مليون نسمة.
2- الغلوّ، وإدخال مختلف أنواع الخرافات والبدع والطقوس (اليهودية والمجوسية والنصرانية) إلى الشعائر الإسلامية وعقيدة الإسلام.
3- التحالف مع النصارى والصليبيين ضد المسلمين.
* * *
الفُرس والفارسية
لماذا نطلق اسم الفُرس على الإيرانيين؟!.. ولماذا نسمي مشروعَهم المشبوه بالمشروع (الفارسيّ)؟!.. لأسبابٍ كثيرة، أهمها:
1- القومية الرسمية الرئيسة المعتَمَدَة للإيرانيين هي القومية الفارسية، وإيران كانت تُسمى: (بلاد فارس)، إلى أن بدأ عهد الأسرة البهلوية، فسُمِّيَت في عهد الشاه (رضا بهلوي) بالاسم الحالي: (إيران)، وعُمِّمَ اسمها الجديد دبلوماسياً ودولياً، واعتُمِد رسمياً.. وذلك في عام 1925م.
2- إصرار إيران على تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي، وقد رفض زعيمها (الخميني) ثم قادتها تسميته بالخليج الإسلامي، الذي اقترحه عليهم، حلاً وسطاً، بعضُ قادة الحركات الإسلامية المغشوشة بالثورة الخمينية الشيعية الفارسية.
3- اللغة الرسمية في البلاد هي: الفارسية، وذلك بموجب المادة رقم (15) من الدستور الإيرانيّ الحاليّ، التي تنصّ حرفياً في شقِّها الأول على أنّ: (اللغة والكتابة الرسمية والمشتركة لشعب إيران هي الفارسية، فيجب أن تكونَ الوثائق والمراسلات والنصوص الرسمية والكتب الدراسية والكتابة.. بهذه اللغة)!.. ثم يتبعه الشقّ الثاني من نفس المادّة، الذي بقي مُعطّلاً لم يُعمَل به منذ اعتماد الدستور رسمياً، وذلك بأمر (الوليّ الفقيه): (ولكن يجوز استعمال اللغات المحلية والقومية الأخرى في مجال الصحافة ووسائل الإعلام العامة، وتدريس آدابها في المدارس إلى جانب اللغة الفارسية)!.. أي أنّ الشق الثاني من هذه المادة أدرِجَ لذرّ الرماد في العيون وحسب.
4- نظام الحكم الإيرانيّ يتّبع سياسة تمييزٍ عنصريٍ ضد كل الإيرانيين من غير الفرس (كالأذريين والبلوش والعرب والأكراد).. وقد وصف الرئيسُ (هاشمي رفسنجاني) العربَ الإيرانيين في عام 1985م بأنهم (غجر متخلّفون)، وكذلك وصفهم مرشدُ الثورة (علي خامنئي) في عام 1997م بأنهم (متخلّفون وجاهليون)!.. (من أين يأتي الخطر على إيران، صباح الموسوي).
5- تأكيداً على القومية الفارسية، وأنّ العمل لها وفي سبيلها (عنصرياً) كان حاضراً دوماً في عقول زعمائها وفقهاء الشيعة الإمامية عبر التاريخ.. يقول الطوسي في ص284 من كتابه (الغيبة): (اتّقِ العرب، فإنّ لهم خبرَ سوء، لم يخرج مع القائم منهم واحد)!.. (القائم: هو الإمام المهدي المنتَظَر عند الشيعة).. كما ورد في الجزء 52 ص231 من موسوعة (بحار الأنوار) للمجلسي ما يلي: (وليس بيننا وبين العرب إلا الذبح)!.. فهاذان الفقيهان من أكابر فقهاء الشيعة الإمامية، ينظران إلى العرب وغيرهم نظرةً عنصريةً شاذّة، بكل ما تحمل من حقدٍ تاريخيٍ عميق الجذور.
6- عرب الأحواز محرَّم عليهم أن يُسمّوا أبناءهم بأسماء عربية، أو أن يتقلّدوا أي منصبٍ حكوميّ، أو أن يتحدّثوا باللغة العربية، مع أنّ غالبيّتهم من الشيعة، فالتعصّب تعصّب قوميّ فارسيّ إذن!.. (هل الثورة الإيرانية إسلامية أم مذهبية قومية؟.. محمد أسعد بيّوض التميمي، موقع المقريزي).
7- أصدر الرئيس الإيرانيّ الحاليّ (أحمدي نجاد) قراراً في شهر آب 2006م، يقضي بـ (تفريس) كل جوانب الحياة الإيرانية، العلمية والثقافية والأدبية.. وغيرها. (من أين يأتي الخطر على إيران، صباح الموسوي).
8- ورد في الوصية السياسية الشهيرة للوليّ الفقيه مرشد الثورة الإيرانية: (الخميني)، في الصفحة23 ما يلي: (وأنا أزعم بجرأة، أنّ الشعبَ الإيرانيَّ بجماهيره المليونية في العصر الراهن أفضلُ من أهل الحجاز في عصر رسول الله)!.. هكذا، يعتبر الخميني أنّ الفُرس اليوم هم أعظم درجةً حتى من جيل الصحابة رضوان الله عليهم!..
9- انتشار اللغة الفارسية حالياً في جنوبيّ العراق الشيعيّ، بما في ذلك الأوراق الرسمية التي تقدَّم للمسافرين القادمين من الكويت، وذلك عند بوابات العبور إلى العراق (د. عبد الله النفيسي لقناة الجزيرة)!.. كما أنّ اللغة الفارسية بدأت تنتشر في إدارات الدولة ومعاملاتها الرسمية في محافظات جنوبيّ العراق الشيعية، وحول هذا يقول طبيب عراقي يعمل في البصرة: (صار علينا أن نتعلّمَ اللغة الفارسية، حتى نتمكّنَ من التفاهم مع الناس هنا).. (جريدة الشرق الأوسط، النفوذ الإيراني: المستور والمكشوف، 18/5/2007م).. وقد رصدت جريدة الشرق الأوسط -أيضاً- في الجنوب العراقيّ جيل الشباب هناك، (الذي يتعلّم اللغة الفارسية لغةً بديلةً عن الإنكليزية، وينخرط في الثقافة الفارسية إلى درجة اعتياد الاستماع إلى الأغاني الفارسية).. وهي دلالة أكيدة على عمق تغلغل الاحتلال الإيرانيّ القوميّ الفارسيّ للعراق!.. إذ لماذا تُستبدل اللغة الفارسية تحديداً باللغة العربية وهي لغة القرآن الكريم، وذلك في بلدٍ عربيٍ مسلم؟!..
10- بعض أهالي بلدة (المدائن) العراقية يقولون: (إنّ الهجمات التي استهدفتهم من قبل الميليشيات الطائفية المسلّحة العميلة لإيران، كان هدفها إخلاء المنطقة من سكّانها أهل السنة، ليُتاحَ للإيرانيين الاستيلاء على المدائن وإعادة ترميم (إيوان كسرى)، باعتباره صرحاً فارسياً يذكّرهم بأمجادهم التاريخية)!.. (جريدة الشرق الأوسط، النفوذ الإيراني: المستور والمكشوف، 18/5/2007م).
11- من المسؤولين الشيعة الفُرس في حكومة الاحتلال العراقية حالياً، الذين يُنكِّلون بأهل السنة، ويرتكبون الفظائع بحقّهم، وينتحلون أسماء عربية: (كريم شهبور=موفق الربيعي: مستشار الأمن القومي، وعبد العزيز طبطبائي=عبد العزيز الحكيم: رئيس ما يسمى بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، وإبراهيم الأشيقر=إبراهيم الجعفري: رئيس الوزراء السابق، وطارق مطر=صادق الموسوي: مستشار رئيس الحكومة العراقية، وعلي زندي=علي الأديب: قيادي بارز في حزب الدعوة الحاكم، وعادل أصفهاني=حامد البياتي: المندوب الدائم لحكومة الاحتلال في الأمم المتحدة، وباقر صولاغ غلام خسروي=بيان جبر: وزير الداخلية السفّاح السابق).. (المصدر: الملف نت، والجزيرة نت، 12/1/2007م). فضلاً عن المرجع الشيعيّ الفارسيّ الإيرانيّ (علي السيستاني)، الذي لا يتكلم اللغة العربية ولا يُجيدها، ومع ذلك له الكلمة الأولى في العراق الآن، وهو (مُحرِّك) التواطؤ مع المحتلّ الأميركي، وصمّام الأمان بالنسبة له.. وغيرهم الكثيرون.. وكل هؤلاء من أصولٍ فارسية، استولوا على السلطة في العراق، وسيطروا على مفاصل الدولة العراقية بحماية الحراب الأميركية.. فلماذا هؤلاء الفُرس بالتحديد يسيطرون على مقاليد الأمور في العراق؟!..
12- المادّة رقم (15) في الدستور الإيرانيّ الحاليّ، تنصّ في شقّها الثاني، كما ذكرنا في الفقرة رقم (3) آنفاً.. على حق الأقليات القومية بإيران في التمتع أو التعلم أو إصدار وسائل إعلامٍ بلغتها.. والمادّة رقم (19) تنصّ على أنه (يتمتع أفراد الشعب الإيرانيّ، من أي قوميةٍ أو قبيلةٍ كانوا، بالمساواة في الحقوق، ولا يُعتَبَر اللون أو العنصر أو اللغة أو ما شابه، سبباً للتفاضل).. كما تنصّ المادة رقم (20) على أنّ (حماية القانون تشمل جميعَ أفراد الشعب، نساءً ورجالاً، بصورةٍ متساوية، وهم يتمتّعون بجميع الحقوق الإنسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ضمن الموازين الإسلامية)!.. (الدستور الإيراني).. إلا أنّ هذه الموادّ الدستورية وغيرها، قد عُطِّلَت بأوامر رسميةٍ صادرةٍ عن (الوليّ الفقيه) الصفويّ الفارسيّ، وذلك منذ قيام الجمهورية الإيرانية الحالية، ومنذ تدوين الدستور الإيرانيّ الشيعيّ الجديد. (من أين يأتي الخطر على إيران، صباح الموسوي.. وموقع البيّنة: الدستور الإيراني والوحدة الإسلامية).
* * *
إنّ المشروع الإيرانيّ الذي يتغلغل أصحابه في بلاد العرب والمسلمين، هو، في أصله، مشروع قوميّ صفويّ فارسيّ، يتستّر بالدين، ويعمل خلف قِناع الإسلام، ويتمدّد بمختلف طرائق التضليل.. تضليل الدول والشعوب العربية والإسلامية، وهو لا يهدف إلا إلى أمرٍ واحدٍ فحسب: إخراج أهل السنّة من دينهم، ونشر خزعبلات الشيعة الإمامية الصفوية الفارسية، للسيطرة التامة على أمة الإسلام وأوطانها وشعوبها ومقدّراتها، بهدف إعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية، الآفلة على أيدي العرب والمسلمين منذ مرحلة صدر الإسلام!..
بقي أن ننوِّه، إلى أنّ إطلاقنا كلمة (الفارسية) على الفُرس، ليست شتيمةً ولا انتقاصاً عنصرياً، فهم يعتزّون بقوميتهم الفارسية، بل يتعصّبون لها ويسيرون على هَدْيها كما وجدنا آنفاً.. وعندما نُشير إلى أصحاب المشروع الإيرانيّ العدوانيّ في أوطاننا، فإننا نصفهم بأنهم (شيعة فُرس)، أو (صفويون فُرس)، ونصف مشروعَهم بأنه (مشروع صفويّ فارسيّ).. وفي كل هذه المصطلحات، إنما نقصد بها أصحابَ المشروع العدوانيّ الصفويّ الفارسيّ، الذين يهاجموننا ويعتدون علينا وينتهكون بلادنا ومجتمعاتنا وعقيدتنا وديننا ومقدّساتنا، بعقائدهم الشاذّة التي تُخرِج معتنقيها عن الإسلام، وبممارساتهم التبشيرية والإجرامية العنيفة المتطابقة مع ممارسات الصفويين الأوائل، وبعنصريّتهم القومية التي يتعصّبون لها، ويحاولون –بِها- إلغاء الآخرين وانتماءاتهم، لاسيما العرب، مادّة الإسلام وأهله.
* * *
عقائد الشيعة الإمامية الجعفرية الإثني عشرية
تقوم الشيعة الإمامية أو الجعفرية أو الإثنا عشرية.. على مجموعةٍ من العقائد الشاذّة، التي -كما سنرى- توقِع مَن يعتنقها (نقول: مَن يعتنقها) بالكفر الواضح الصريح، جملةً وتفصيلاً!.. ومعظم هذه العقائد أُخِذَت -كما ذكرنا في بحث: (الصفويون والصفوية)- من البدع والمستحدَثات الغريبة التي أدخِلَت على دين الإسلام، وذلك في العهود المختلفة للحكم الصفويّ، ثم تحوّلت عند أتباع الشيعة الإمامية إلى عقائد لا تقبل عندهم المناقشة ولا إعمال العقل ولا التغيير ولا التبديل.
من المهم -قبل أن نعرضَ أهم العقائد الخاصة بالشيعة الإمامية- أن نؤكِّد على النقاط التالية:
أولاً: عندما نتحدّث عن العقائد الشاذة، فإننا لا نُكفِّر أحداً، كما يفعل أصحاب تلك العقائد، الذين يُكَفِّرون كل مسلمٍ يخالف مِلّتهم، إلى درجة أنّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينجوا من قذفهم بالكفر، من قِبَل أولئك المفترين من أتباع تلك العقائد الشاذة.. وإنما نؤكّد، أنّ الحكم الإسلاميّ الشرعيّ خاص بمن يعتقد بهذه العقائد، ويؤمن بها، ويسعى لنصرتها بكل الأساليب.
ثانياً: إنّ الحديث عن عقائد الشيعة الإمامية، هو حلقة من حلقات الحديث عن المشروع الإيرانيّ الصفويّ الفارسيّ، لا يمكن إغفاله، لأنّها جوهر المشروع المشبوه، ووسيلته لاختراق مجتمعاتنا الإسلامية، وقد بدأ أصحابه هجومهم المسعور داخل أوطاننا، معتمدين على إفساد عقيدة الإسلام في نفوس الناس، ولابد إزاء هذا الهجوم الشرس المخطَّط له بعنايةٍ ودقة.. لابدّ من مقاومته عقدياً وفكرياً.. وأول خطوةٍ في كل ذلك، هي أن نُبيّن للناس حقيقة عقائد هؤلاء القوم، الذين يستخدمونها في خلخلة عقيدة الأمة، لخلخلة مجتمعاتنا، تمهيداً لزرع الفتنة داخلها، ثم للانقضاض عليها بخططهم الماكرة، كما سنرى في حلقاتٍ قادمةٍ بإذن الله.
ثالثاً: العقائد التي سنعرضها تالياً، مأخوذة من مراجعهم وكتبهم الأكثر اعتماداً لديهم، والصادرة عن متقدّميهم ومتأخّريهم، ومع ذلك، فقد أدرجناها شارحين بعضَ جوانبها، دون أن نتدخّل بالحكم على أصحابها.
رابعاً: قبل أن يبدأ القاذفون من بعض الإخوة الكرام بتوجيه قذائفهم نحونا، لأنّ الحديث في العقائد –حسب مفهومهم- خط أحمر، ننصحهم بأن يكونوا كما يريدهم الله عز وجل، أحرص الناس على عقيدة الإسلام، وعلى الدفاع عنه، من غير أن يخافوا في الله لومةَ لائم، وذلك بدلاً من تضييع الأوقات بالسياسات والسلوكيات التي تُغطّي في نتائجها على هذا المشروع المشبوه، وعلى وسائله وخططه وخلفياته العقدية والفكرية.. فعندما يهاجمك عدو بأسلحته العقدية والفكرية، عليك أن تتصدى له في ساحة المعركة التي صنعها لك، وبدأها وحدّد وجوهها، وفرضها عليك.. فإن لم تفعل، فانظر إلى نفسك، وراجع سلوكك، فقد تُحتَسَب عند الله عز وجل من المنهزمين الفارّين من الزحف، المتخلّين عن الدفاع عن أهم حصون الإسلام، فعند ساحة الصراع التي يُعتَدَى فيها على عقيدة الإسلام، يتوقّف كل هراء، ويدخل المسلم –لاسيما ابن الحركة الإسلامية- ساحةَ الصراع المفروضة عليه بكل التوهّج في عقيدته وفكره الأصيل، إذ لا وقت للانشغال عن الحرب الحقيقية التي يشنّها أعداؤنا بكل شراسةٍ ضدنا، ولا وقت للانشغال في ما بين السطور وأحرف الكلمات وعلامات الترقيم.. هنا وهناك.. فمَن كان (كبيراً) فليتفضّل وليخض معركته (الكبيرة) مع أصحاب العقائد الهدّامة، فهم العدو، وليس العدو مَن يتصدى لهم.. نعم، لا مجال للسفسطة والهراء في ساحات الصراع، ونسأل الله السلامة.
د/ محمد بسام
8/6/1428
الصفويون والصفوية
يُطلَق هذا الاسم على الدولة التي أسّسها (الشاه إسماعيل الصفويّ) وعلى أتباعه، وهو من سلالة الشيخ (صفيّ الدين الأردبيلي) الذي كان يسكن مدينة (أردبيل) التابعة لإقليم أذربيجان في شماليّ غرب إيران.. والشيخ الأردبيلي هو أحد مريدي الشيخ (تاج الدين الزاهد الكيلاني) صاحب إحدى الطرق الصوفية، وكان ينتمي إلى المذهب الشافعيّ.. وقد كان (صدر الدين خواجة علي) حفيد صفيّ الدين الأردبيلي أول مَن اعتنق الدين الشيعيّ بعد وراثة الطريقة الصوفية الأردبيلية عن والده (صدر الدين موسى)، ثم قام (شيخ شاه إبراهيم بن صدر الدين خواجة علي) باعتناق المذهب الشيعيّ على الطريقة (الشيعة الإمامية) وتحويل طريقته إلى طريقةٍ شيعيةٍ إمامية متعصّبةٍ غالية.. وسار على دربه ابنه الأصغر (جنيد) الذي قُتِلَ في إحدى حروبه، فخلفه ابنه (حيدر بن جنيد) الذي لُقِّبَ بلقب (سلطان)، وأمر أتباعه بأن يضعوا على رؤوسهم (قلنسواتٍ) من الجوخ الأحمر، تضمّ الواحدة منها اثنتي عشرة طيّةً، رمزاً للأئمّة الإثني عشر عند الشيعة الإمامية، وقد قُتِلَ (حيدر) أيضاً في إحدى حروب الثأر لوالده.. وخلفه ابنه (إسماعيل)، الذي أعلن فيما بعد عن تأسيس دولته الصفوية (في عام 1501م)، ووطّد دعائمها، فامتدّت من إيران إلى ما حولها من بلدان، حتى وصلت بغداد.
ورد في الوصية الشهيرة لمرشد الثورة الإيرانية: (الخميني)، ما يلي: (وأنا أزعم بجرأة، أنّ الشعبَ الإيرانيَّ بجماهيره المليونية في العصر الراهن أفضلُ من أهل الحجاز في عصر رسول الله)!
الدولة الصفوية :
كان المسلمون في إيران بأغلبيتهم الساحقة (90%) من أهل السنة الشافعية، إلى أن قامت الدولة الصفوية على يد (إسماعيل الصفويّ) كما ذكرنا في عام 1501م، الذي اتّخذ من مدينة (تبريز) عاصمةً له، وأعلن أنّ دولتَه (شيعية إمامية إثنا عشرية)، وقام بفرض عقيدته بالقوّة، على الرغم من أنّ علماء الشيعة حذّروه بأن لا يفعل ذلك، لأنّ الأغلبية الإيرانية الساحقة تنتمي إلى أهل السنة.. لكنه رفض وقال قولته المشهورة: (إنني لا أخاف من أحد، فإن تنطق الرعية بحرفٍ واحد، فسوف أمتشق الحسام، ولن أتركَ أحداً على قيد الحياة)!.. وقام بصكّ عملة الدولة، منقوشاً عليها مع اسمه عبارة: (لا إله إلا الله، محمد رسول الله، علي وَليّ الله)!.. ثم أمر جنوده بالسجود له كلما قابلوه، وقد اشتهر بدمويّته وساديّته الشديدة، فقام بقتل علماء المسلمين وعامّتهم، فقتل أكثر من مليون مسلمٍ سنيّ، ونهب أموالهم، وانتهك أعراضهم، وسبى نساءهم، وأمر خطباء المساجد من أهل السنة بسبّ الخلفاء الراشدين الثلاثة (أبي بكرٍ وعمر وعثمان) رضي الله عنهم، وبالمبالغة في تقديس الأئمة الإثني عشر.. ووصل الأمر به إلى أن ينبشَ قبور علماء المسلمين من أهل السنة ومشائخهم، ثم أن يحرقَ عظامهم!.. وهكذا كانت دولة الشاه (إسماعيل الصفوي) تأسيساً لكل الدول الإمامية الإثني عشرية، ومثالاً يُحتَذى بها شيعياً فيما بعد، من حيث ممارساتها وبدعها الشاذة!..
امتدّت الدولة الصفوية فيما بعد في كل أنحاء إيران وما جاورها، فقضى (الشاه إسماعيل) على الدولة التركمانية السنية في إيران، ثم سيطر على (فارس وكرمان وعربستان) وغيرها.. وكان في كل موقعةٍ يذبح عشرات الآلاف من أهل السنة.. إلى أن هاجم بغداد واستولى عليها، ومارس أفظع الأعمال فيها ضد أهل السنة، ومما فعله، أنه قام [بتهديم مدينة بغداد، وقَتل الآلاف من أهل السنّة، واستخدم التعذيب الشديد بحقّهم قبل قتلهم، ثم توجّه إلى مقابرهم، فنبش قبور موتاهم، وأحرق عظامهم!.. كما توجّه إلى قبر (أبي حنيفة) و(عبد القادر الجيلاني) -رحمهما الله- ونكّل بهما ونبشهما!.. وكذلك قام بقتل كل مَن ينتسب لذرية القائد المسلم (خالد بن الوليد) رضي الله عنه في بغداد، لمجرّد أنهم من نَسَبِه، وقَتَلهم قتلةً شنيعة]!.. (تحفة الأزهار وزلال الأنهار، لابن شدقم الشيعي).
السلطان العثماني سليم الأول يهزم الشاه (إسماعيل الصفويّ) :
المشروع الإيرانيّ الذي يتغلغل أصحابه في بلاد العرب والمسلمين، هو، في أصله، مشروع قوميّ صفويّ فارسيّ، يتستّر بالدين، ويعمل خلف قِناع الإسلام، ويتمدّد بمختلف طرائق التضليل
عندما وصلت أخبار المجازر الصفوية وممارساتها إلى السلطان العثماني (سليم الأول) عام 1514م، قام بتجهيز جيشه، واتجه به إلى بغداد، فحرّرها بعد ست سنواتٍ من الاحتلال الصفويّ، وأسر زوجة (إسماعيل الصفوي)، وقتل المتواطئين على احتلال العراق من عملاء الصفويين.. وبعد فراره، قام (إسماعيل الصفويّ) بإبرام حلفٍ مع الصليبيين البرتغاليين، على أن يحتل الصفويون (مصر والبحرين والقطيف)، ويحتل البرتغاليون (هرمز وفلسطين).. لكنّ العثمانيين أحبطوا مخطّطه هذا، إلى أن هلك (إسماعيل الصفوي) في (تبريز) عام 1524م.. فخلفه ابنه (طهمباسب الصفويّ).
الشاه طهماسب الصفويّ :
خلف (إسماعيل الصفويّ) ابنه (طهماسب)، الذي تحالف مع المجر (هنغارية) والنمسة، ضد الدولة العثمانية التي كان يحكمها السلطان (سليمان القانوني) عام 1525م.. واستعان (طهماسب) بأحد رجال الدين الشيعة اللبنانيين (نور الدين علي بن عبد العال الكركي)، فكتب له المؤلّفات التي برّرت ممارسات الشيعة ضد السنة، وأسّس بفكره ومؤلّفاته الشيعية لما يُسمى اليوم بـ (ولاية الفقيه)، بأن اعتبر زعيمَ الدولة الصفوية (نائباً للإمام المنتَظَر الغائب) وكالةً!.. وعاد نفوذ الصفويين إلى العراق عن طريق عملائهم الشيعة هناك، لكنّ السلطان العثماني (سليمان القانوني) أعاد فتح العراق من جديد، وقضى على حكّامه الموالين للصفويّين.
هلك (طهماسب) بالسمّ على يدي زوجته، فخلفه من بعده ابنه (إسماعيل الثاني) ثم ابنه الثاني (محمد خدابنده).. ثم آلَ الحكم إلى (عباس الكبير بن محمد خدابنده).
الشاه عباس الكبير بن محمد خدابنده :
تواطأ (عباس الكبير) مع بريطانية ضد العثمانيين، وحاصر المدن السنية، ونكّل بها وبأهلها، وقام بترحيل (1500) عائلةٍ سنيةٍ كردية، وقتل سبعين ألفاً من الأكراد السنة، ومنع الحج إلى مكة المكرّمة، وأجبر الناس على أن يحجّوا إلى قبر (الإمام موسى بن الرضا) في مدينة (مشهد)!.. بينما قام بتكريم النصارى والأوروبيين، وفتح لهم أبواب إيران على مصاريعها، وبنى لهم الكنائس، وأعفاهم من الضرائب، وشاركهم أعيادهم، واحتسى الخمر معهم!..
هاجم الشاهُ (عباس الكبير) العراقَ أيضاً، واستولى على بغداد والموصل وكركوك، ثم على معظم البلاد، وحاول فرض (التشيّع) بالقوة، لكنّ أهل العراق رفضوا ذلك، فنكّل بهم، قتلاً وتشريداً وتعذيباً، وسبى النساء والأطفال، وأعاد هدم مرقدي الشيخ (عبد القادر الجيلاني) و(أبي حنيفة النعمان)، وحوّل المدارس الدينية السنّية إلى (اصطبلات) لخيله وخيل جيشه، وقام بإعداد قوائم طويلةٍ لإبادة أهل السنّة في العراق.. إلى أن أهلكه الله، فخلفه الشاه (صفيّ الأول)، الذي حرّر العثمانيون العراقَ في عهده مرةً جديدةً وأخيرة!..
وانتهت الدولة الصفوية بعد مئة عامٍ تقريباً من عهد (صفيّ الأول)، أي في عام (1722م)، بعد أن استمرّت (221) سنة.. ولم يعد الصفويون إلى بغداد، إلا في عام 2003م، على ظهور الدبابات الأميركية الصليبية.. وذلك بعد أن عادوا إلى حكم بلاد فارس (إيران)، إثر انتصار ثورتهم الصفوية الشيعية بزعامة (الخميني) عام 1979م، وبعد أن رفعوا شعار: (تصدير الثورة الصفوية الخمينية) منذ ذلك الحين!..
البدع الصفوية :
استُحدِثَت مجموعة من البدع والمستحدَثات في العهد الصفويّ، ثم سار الشيعة على نهجها، وكأنها عقائد بدهية، ومن ذلك:
1- سَبّ الصحابة والخلفاء الراشدين الثلاثة (أبي بكرٍ وعمر وعثمان) رضوان الله عليهم، وذلك على المنابر وفي الشوارع والأسواق!..
2- الاحتفال سنوياً بذكرى مقتل الحسين رضوان الله عليه، وممارسة التطبير (ضرب الرؤوس بالسكاكين الحادة)، واللطم على الوجوه والصدور، وضرب الظهور بالجنازير، وارتداء الثياب السود، وإنشاد أشعار البكائيات.. وذلك منذ دخول شهر (المحرّم)، وحتى اليوم العاشر منه (يوم عاشوراء).. كما تم تحريم الزواج في هذا الشهر!..
3- إدخال الشهادة الثالثة على الأذان: (أشهد أنّ عليّاً وليّ الله)!..
4- السجود على التربة الحسينية (قطعة من طين كربلاء)!..
5- وجوب دفن الموتى الشيعة في النجف!..
6- تغيير اتجاه القبلة في مساجد الشيعة، مخالفةً لأهل السنة!..
7- إجازة سجود الإنسان للإنسان!..
8- رصد مرتّباتٍ ضخمةٍ لرجال الدين الشيعة، الذين مُنِحوا أيضاً إقطاعياتٍ وأوقافاً خاصة، وهي مستحدَثات مأخوذة عن (الفُرس الأوائل)، وذلك تأسيساً لما يُسمى عند الشيعة الإمامية اليوم بـ (الخُمس).. وكل ذلك لكي يقومَ رجال الدين بدعم الشاه أو السلطان، وتسويقه عند عامة الشعب!..
وهكذا، تميّزت حقبة الحكم الصفويّ بثلاثة أمورٍ رئيسة :
1- فرض التشيّع بالقوّة، وارتكاب مختلف أنواع الجرائم بحق أهل السنة، وتحويل إيران من دولةٍ سنّيةٍ خالصةٍ إلى دولةٍ ذات أغلبيةٍ شيعيةٍ صفوية (النسب الحالية هي: 63% شيعة، و35% سنّة، و2% نصارى وأرمن ويهود وزارادشت وبهائيون).. إذ يقدَّر عدد أهل السنة في إيران اليوم بخمسةٍ وعشرين مليون نسمة.
2- الغلوّ، وإدخال مختلف أنواع الخرافات والبدع والطقوس (اليهودية والمجوسية والنصرانية) إلى الشعائر الإسلامية وعقيدة الإسلام.
3- التحالف مع النصارى والصليبيين ضد المسلمين.
* * *
الفُرس والفارسية
لماذا نطلق اسم الفُرس على الإيرانيين؟!.. ولماذا نسمي مشروعَهم المشبوه بالمشروع (الفارسيّ)؟!.. لأسبابٍ كثيرة، أهمها:
1- القومية الرسمية الرئيسة المعتَمَدَة للإيرانيين هي القومية الفارسية، وإيران كانت تُسمى: (بلاد فارس)، إلى أن بدأ عهد الأسرة البهلوية، فسُمِّيَت في عهد الشاه (رضا بهلوي) بالاسم الحالي: (إيران)، وعُمِّمَ اسمها الجديد دبلوماسياً ودولياً، واعتُمِد رسمياً.. وذلك في عام 1925م.
2- إصرار إيران على تسمية الخليج العربي بالخليج الفارسي، وقد رفض زعيمها (الخميني) ثم قادتها تسميته بالخليج الإسلامي، الذي اقترحه عليهم، حلاً وسطاً، بعضُ قادة الحركات الإسلامية المغشوشة بالثورة الخمينية الشيعية الفارسية.
3- اللغة الرسمية في البلاد هي: الفارسية، وذلك بموجب المادة رقم (15) من الدستور الإيرانيّ الحاليّ، التي تنصّ حرفياً في شقِّها الأول على أنّ: (اللغة والكتابة الرسمية والمشتركة لشعب إيران هي الفارسية، فيجب أن تكونَ الوثائق والمراسلات والنصوص الرسمية والكتب الدراسية والكتابة.. بهذه اللغة)!.. ثم يتبعه الشقّ الثاني من نفس المادّة، الذي بقي مُعطّلاً لم يُعمَل به منذ اعتماد الدستور رسمياً، وذلك بأمر (الوليّ الفقيه): (ولكن يجوز استعمال اللغات المحلية والقومية الأخرى في مجال الصحافة ووسائل الإعلام العامة، وتدريس آدابها في المدارس إلى جانب اللغة الفارسية)!.. أي أنّ الشق الثاني من هذه المادة أدرِجَ لذرّ الرماد في العيون وحسب.
4- نظام الحكم الإيرانيّ يتّبع سياسة تمييزٍ عنصريٍ ضد كل الإيرانيين من غير الفرس (كالأذريين والبلوش والعرب والأكراد).. وقد وصف الرئيسُ (هاشمي رفسنجاني) العربَ الإيرانيين في عام 1985م بأنهم (غجر متخلّفون)، وكذلك وصفهم مرشدُ الثورة (علي خامنئي) في عام 1997م بأنهم (متخلّفون وجاهليون)!.. (من أين يأتي الخطر على إيران، صباح الموسوي).
5- تأكيداً على القومية الفارسية، وأنّ العمل لها وفي سبيلها (عنصرياً) كان حاضراً دوماً في عقول زعمائها وفقهاء الشيعة الإمامية عبر التاريخ.. يقول الطوسي في ص284 من كتابه (الغيبة): (اتّقِ العرب، فإنّ لهم خبرَ سوء، لم يخرج مع القائم منهم واحد)!.. (القائم: هو الإمام المهدي المنتَظَر عند الشيعة).. كما ورد في الجزء 52 ص231 من موسوعة (بحار الأنوار) للمجلسي ما يلي: (وليس بيننا وبين العرب إلا الذبح)!.. فهاذان الفقيهان من أكابر فقهاء الشيعة الإمامية، ينظران إلى العرب وغيرهم نظرةً عنصريةً شاذّة، بكل ما تحمل من حقدٍ تاريخيٍ عميق الجذور.
6- عرب الأحواز محرَّم عليهم أن يُسمّوا أبناءهم بأسماء عربية، أو أن يتقلّدوا أي منصبٍ حكوميّ، أو أن يتحدّثوا باللغة العربية، مع أنّ غالبيّتهم من الشيعة، فالتعصّب تعصّب قوميّ فارسيّ إذن!.. (هل الثورة الإيرانية إسلامية أم مذهبية قومية؟.. محمد أسعد بيّوض التميمي، موقع المقريزي).
7- أصدر الرئيس الإيرانيّ الحاليّ (أحمدي نجاد) قراراً في شهر آب 2006م، يقضي بـ (تفريس) كل جوانب الحياة الإيرانية، العلمية والثقافية والأدبية.. وغيرها. (من أين يأتي الخطر على إيران، صباح الموسوي).
8- ورد في الوصية السياسية الشهيرة للوليّ الفقيه مرشد الثورة الإيرانية: (الخميني)، في الصفحة23 ما يلي: (وأنا أزعم بجرأة، أنّ الشعبَ الإيرانيَّ بجماهيره المليونية في العصر الراهن أفضلُ من أهل الحجاز في عصر رسول الله)!.. هكذا، يعتبر الخميني أنّ الفُرس اليوم هم أعظم درجةً حتى من جيل الصحابة رضوان الله عليهم!..
9- انتشار اللغة الفارسية حالياً في جنوبيّ العراق الشيعيّ، بما في ذلك الأوراق الرسمية التي تقدَّم للمسافرين القادمين من الكويت، وذلك عند بوابات العبور إلى العراق (د. عبد الله النفيسي لقناة الجزيرة)!.. كما أنّ اللغة الفارسية بدأت تنتشر في إدارات الدولة ومعاملاتها الرسمية في محافظات جنوبيّ العراق الشيعية، وحول هذا يقول طبيب عراقي يعمل في البصرة: (صار علينا أن نتعلّمَ اللغة الفارسية، حتى نتمكّنَ من التفاهم مع الناس هنا).. (جريدة الشرق الأوسط، النفوذ الإيراني: المستور والمكشوف، 18/5/2007م).. وقد رصدت جريدة الشرق الأوسط -أيضاً- في الجنوب العراقيّ جيل الشباب هناك، (الذي يتعلّم اللغة الفارسية لغةً بديلةً عن الإنكليزية، وينخرط في الثقافة الفارسية إلى درجة اعتياد الاستماع إلى الأغاني الفارسية).. وهي دلالة أكيدة على عمق تغلغل الاحتلال الإيرانيّ القوميّ الفارسيّ للعراق!.. إذ لماذا تُستبدل اللغة الفارسية تحديداً باللغة العربية وهي لغة القرآن الكريم، وذلك في بلدٍ عربيٍ مسلم؟!..
10- بعض أهالي بلدة (المدائن) العراقية يقولون: (إنّ الهجمات التي استهدفتهم من قبل الميليشيات الطائفية المسلّحة العميلة لإيران، كان هدفها إخلاء المنطقة من سكّانها أهل السنة، ليُتاحَ للإيرانيين الاستيلاء على المدائن وإعادة ترميم (إيوان كسرى)، باعتباره صرحاً فارسياً يذكّرهم بأمجادهم التاريخية)!.. (جريدة الشرق الأوسط، النفوذ الإيراني: المستور والمكشوف، 18/5/2007م).
11- من المسؤولين الشيعة الفُرس في حكومة الاحتلال العراقية حالياً، الذين يُنكِّلون بأهل السنة، ويرتكبون الفظائع بحقّهم، وينتحلون أسماء عربية: (كريم شهبور=موفق الربيعي: مستشار الأمن القومي، وعبد العزيز طبطبائي=عبد العزيز الحكيم: رئيس ما يسمى بالمجلس الأعلى للثورة الإسلامية، وإبراهيم الأشيقر=إبراهيم الجعفري: رئيس الوزراء السابق، وطارق مطر=صادق الموسوي: مستشار رئيس الحكومة العراقية، وعلي زندي=علي الأديب: قيادي بارز في حزب الدعوة الحاكم، وعادل أصفهاني=حامد البياتي: المندوب الدائم لحكومة الاحتلال في الأمم المتحدة، وباقر صولاغ غلام خسروي=بيان جبر: وزير الداخلية السفّاح السابق).. (المصدر: الملف نت، والجزيرة نت، 12/1/2007م). فضلاً عن المرجع الشيعيّ الفارسيّ الإيرانيّ (علي السيستاني)، الذي لا يتكلم اللغة العربية ولا يُجيدها، ومع ذلك له الكلمة الأولى في العراق الآن، وهو (مُحرِّك) التواطؤ مع المحتلّ الأميركي، وصمّام الأمان بالنسبة له.. وغيرهم الكثيرون.. وكل هؤلاء من أصولٍ فارسية، استولوا على السلطة في العراق، وسيطروا على مفاصل الدولة العراقية بحماية الحراب الأميركية.. فلماذا هؤلاء الفُرس بالتحديد يسيطرون على مقاليد الأمور في العراق؟!..
12- المادّة رقم (15) في الدستور الإيرانيّ الحاليّ، تنصّ في شقّها الثاني، كما ذكرنا في الفقرة رقم (3) آنفاً.. على حق الأقليات القومية بإيران في التمتع أو التعلم أو إصدار وسائل إعلامٍ بلغتها.. والمادّة رقم (19) تنصّ على أنه (يتمتع أفراد الشعب الإيرانيّ، من أي قوميةٍ أو قبيلةٍ كانوا، بالمساواة في الحقوق، ولا يُعتَبَر اللون أو العنصر أو اللغة أو ما شابه، سبباً للتفاضل).. كما تنصّ المادة رقم (20) على أنّ (حماية القانون تشمل جميعَ أفراد الشعب، نساءً ورجالاً، بصورةٍ متساوية، وهم يتمتّعون بجميع الحقوق الإنسانية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية، ضمن الموازين الإسلامية)!.. (الدستور الإيراني).. إلا أنّ هذه الموادّ الدستورية وغيرها، قد عُطِّلَت بأوامر رسميةٍ صادرةٍ عن (الوليّ الفقيه) الصفويّ الفارسيّ، وذلك منذ قيام الجمهورية الإيرانية الحالية، ومنذ تدوين الدستور الإيرانيّ الشيعيّ الجديد. (من أين يأتي الخطر على إيران، صباح الموسوي.. وموقع البيّنة: الدستور الإيراني والوحدة الإسلامية).
* * *
إنّ المشروع الإيرانيّ الذي يتغلغل أصحابه في بلاد العرب والمسلمين، هو، في أصله، مشروع قوميّ صفويّ فارسيّ، يتستّر بالدين، ويعمل خلف قِناع الإسلام، ويتمدّد بمختلف طرائق التضليل.. تضليل الدول والشعوب العربية والإسلامية، وهو لا يهدف إلا إلى أمرٍ واحدٍ فحسب: إخراج أهل السنّة من دينهم، ونشر خزعبلات الشيعة الإمامية الصفوية الفارسية، للسيطرة التامة على أمة الإسلام وأوطانها وشعوبها ومقدّراتها، بهدف إعادة أمجاد الإمبراطورية الفارسية، الآفلة على أيدي العرب والمسلمين منذ مرحلة صدر الإسلام!..
بقي أن ننوِّه، إلى أنّ إطلاقنا كلمة (الفارسية) على الفُرس، ليست شتيمةً ولا انتقاصاً عنصرياً، فهم يعتزّون بقوميتهم الفارسية، بل يتعصّبون لها ويسيرون على هَدْيها كما وجدنا آنفاً.. وعندما نُشير إلى أصحاب المشروع الإيرانيّ العدوانيّ في أوطاننا، فإننا نصفهم بأنهم (شيعة فُرس)، أو (صفويون فُرس)، ونصف مشروعَهم بأنه (مشروع صفويّ فارسيّ).. وفي كل هذه المصطلحات، إنما نقصد بها أصحابَ المشروع العدوانيّ الصفويّ الفارسيّ، الذين يهاجموننا ويعتدون علينا وينتهكون بلادنا ومجتمعاتنا وعقيدتنا وديننا ومقدّساتنا، بعقائدهم الشاذّة التي تُخرِج معتنقيها عن الإسلام، وبممارساتهم التبشيرية والإجرامية العنيفة المتطابقة مع ممارسات الصفويين الأوائل، وبعنصريّتهم القومية التي يتعصّبون لها، ويحاولون –بِها- إلغاء الآخرين وانتماءاتهم، لاسيما العرب، مادّة الإسلام وأهله.
* * *
عقائد الشيعة الإمامية الجعفرية الإثني عشرية
تقوم الشيعة الإمامية أو الجعفرية أو الإثنا عشرية.. على مجموعةٍ من العقائد الشاذّة، التي -كما سنرى- توقِع مَن يعتنقها (نقول: مَن يعتنقها) بالكفر الواضح الصريح، جملةً وتفصيلاً!.. ومعظم هذه العقائد أُخِذَت -كما ذكرنا في بحث: (الصفويون والصفوية)- من البدع والمستحدَثات الغريبة التي أدخِلَت على دين الإسلام، وذلك في العهود المختلفة للحكم الصفويّ، ثم تحوّلت عند أتباع الشيعة الإمامية إلى عقائد لا تقبل عندهم المناقشة ولا إعمال العقل ولا التغيير ولا التبديل.
من المهم -قبل أن نعرضَ أهم العقائد الخاصة بالشيعة الإمامية- أن نؤكِّد على النقاط التالية:
أولاً: عندما نتحدّث عن العقائد الشاذة، فإننا لا نُكفِّر أحداً، كما يفعل أصحاب تلك العقائد، الذين يُكَفِّرون كل مسلمٍ يخالف مِلّتهم، إلى درجة أنّ أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم لم ينجوا من قذفهم بالكفر، من قِبَل أولئك المفترين من أتباع تلك العقائد الشاذة.. وإنما نؤكّد، أنّ الحكم الإسلاميّ الشرعيّ خاص بمن يعتقد بهذه العقائد، ويؤمن بها، ويسعى لنصرتها بكل الأساليب.
ثانياً: إنّ الحديث عن عقائد الشيعة الإمامية، هو حلقة من حلقات الحديث عن المشروع الإيرانيّ الصفويّ الفارسيّ، لا يمكن إغفاله، لأنّها جوهر المشروع المشبوه، ووسيلته لاختراق مجتمعاتنا الإسلامية، وقد بدأ أصحابه هجومهم المسعور داخل أوطاننا، معتمدين على إفساد عقيدة الإسلام في نفوس الناس، ولابد إزاء هذا الهجوم الشرس المخطَّط له بعنايةٍ ودقة.. لابدّ من مقاومته عقدياً وفكرياً.. وأول خطوةٍ في كل ذلك، هي أن نُبيّن للناس حقيقة عقائد هؤلاء القوم، الذين يستخدمونها في خلخلة عقيدة الأمة، لخلخلة مجتمعاتنا، تمهيداً لزرع الفتنة داخلها، ثم للانقضاض عليها بخططهم الماكرة، كما سنرى في حلقاتٍ قادمةٍ بإذن الله.
ثالثاً: العقائد التي سنعرضها تالياً، مأخوذة من مراجعهم وكتبهم الأكثر اعتماداً لديهم، والصادرة عن متقدّميهم ومتأخّريهم، ومع ذلك، فقد أدرجناها شارحين بعضَ جوانبها، دون أن نتدخّل بالحكم على أصحابها.
رابعاً: قبل أن يبدأ القاذفون من بعض الإخوة الكرام بتوجيه قذائفهم نحونا، لأنّ الحديث في العقائد –حسب مفهومهم- خط أحمر، ننصحهم بأن يكونوا كما يريدهم الله عز وجل، أحرص الناس على عقيدة الإسلام، وعلى الدفاع عنه، من غير أن يخافوا في الله لومةَ لائم، وذلك بدلاً من تضييع الأوقات بالسياسات والسلوكيات التي تُغطّي في نتائجها على هذا المشروع المشبوه، وعلى وسائله وخططه وخلفياته العقدية والفكرية.. فعندما يهاجمك عدو بأسلحته العقدية والفكرية، عليك أن تتصدى له في ساحة المعركة التي صنعها لك، وبدأها وحدّد وجوهها، وفرضها عليك.. فإن لم تفعل، فانظر إلى نفسك، وراجع سلوكك، فقد تُحتَسَب عند الله عز وجل من المنهزمين الفارّين من الزحف، المتخلّين عن الدفاع عن أهم حصون الإسلام، فعند ساحة الصراع التي يُعتَدَى فيها على عقيدة الإسلام، يتوقّف كل هراء، ويدخل المسلم –لاسيما ابن الحركة الإسلامية- ساحةَ الصراع المفروضة عليه بكل التوهّج في عقيدته وفكره الأصيل، إذ لا وقت للانشغال عن الحرب الحقيقية التي يشنّها أعداؤنا بكل شراسةٍ ضدنا، ولا وقت للانشغال في ما بين السطور وأحرف الكلمات وعلامات الترقيم.. هنا وهناك.. فمَن كان (كبيراً) فليتفضّل وليخض معركته (الكبيرة) مع أصحاب العقائد الهدّامة، فهم العدو، وليس العدو مَن يتصدى لهم.. نعم، لا مجال للسفسطة والهراء في ساحات الصراع، ونسأل الله السلامة.