اليتيم
04-28-2003, 10:00 AM
( هل ابن لادن من الدعاة على أبواب جهنم ؟!!! . )
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين ، وبعد :
لقد أكثر قراء ##### في هذا الزمان المدح والثناء والإطراء على #### أرض الأفغان من العرب والطالبان ، حتى وصل بهم الأمر من الكذب وتزييف الحقائق إلى تشبيه دولتهم ودعوتهم وقتالهم بدعوة وجهاد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين ، من دون اعتبار منهم لما هم عليه من ضلال في الاعتقاد وانحراف عن سوي الصراط ، #### منهم وجرأة ظالمة في التشبيه مع علمهم ووقوعهم على أكثر الحقائق المشهورة في أمر تلك الزمرة الضالة عن سبيل الهدى ، المجانبة لسبيل الحق والرشاد.
فبلغ بهم المدى من الكذب أن شبهوا حركتهم #### (طالبان) بغلام الأخدود ، وتشبيه إمامهم الأعجمي الأعور ملا عمر بالفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال قائل منهم مؤيدا هذا التشبيه الجائر : ( لقد حكمتم بالسوية وعدلتم بالقضية حتى لو قيل أن الذئب يرعى ......) (1)إلى آخره من التطبيل والتزمير لضالهم الكبير، ونادى مُنظر تلك الزمرة وعميدها أسامة بن لادن بالبيعة العامة #### داعيا الأمة بزعمه إلى وجوب مبايعة إمامه الأعجمي وعدم الخروج عن أمره ، متجاهلا شروط الإمامة الشرعية ومنها أن يكون الإمام الأعظم قرشي النسب ، وأن يدين بدين الحق ، وغيرها من الشروط التي أجمعت عليها الأمة .
وبناءا على هذا الأمر ومن باب إحقاق الحق وإبطال زيف قراء السوء والدجل في تلبيسهم على الناس في أمر هذه #####، كان ولابد من فضح هؤلاء ###والتشهير بهم وتبيين ماهم عليه من مخالفة لدين الله القويم وهدي محمد الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
ولما كان أنصار المهدي عليه السلام من أكثر الناس وقوفاً ومعاصرة لواقع الحال في بلاد الأفغان في وقت حكم الطالبان ، أحببنا نحن أنصار المهدي تبيين هذا الأمر العظيم الذي طالما كُذب على الناس فيه وزُيفت حقيقته عليهم ، والذي قد يخفى على كثير من طلاب الحق ممن التبس عليهم أمر زمرة الطالبان ### ومن معها من العرب ### المناصرين لها ، والذين قد يخفى عليهم أيضا حقيقة منظر تلك الزمرة ##### أسامة بن لادن هل كان حقا من دعاة الحق إلى الحق ؟ أم أنه من الدعاة إلى النار على أبواب جهنم ؟ والعياذ بالله ، دعاة النار الذين أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خروجهم آخر الزمان فقال : ( دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها ...).
فنسأل الله أن يعيننا على البيان وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل إنه ولى ذلك والقادر عليه.
توضيحات لابد منها
حركة طالبان نشأة مريبة واكتساح عجيب !! بين استنكار العرب وذهول الأفغان :
في بداية عام 1995 تقريبا وبينما كانت أحزاب الجماعات الأفغانية المختلفة تتناحر فيما بينها على السلطة وعلى توسيع نفوذها في أرض الأفغان وكان رؤوس هذه الأحزاب ( مسعود ، حكمتيار ، سياف ، ... ) يعدون هم أهل السيادة والنفوذ القوي في ذلك الوقت ، بحكم الخبرة الطويلة في الحرب ضد الروس ولم يكونوا يحسبون أي حساب لأي حركة من الحركات الصغيرة التي تنشأ بين فينة وأخرى فسرعان ما تندثر ويقضى عليها ، فكل واحد منهم على درجة كبيرة من الحذر والحيطة من الآخر .
وبينما هم كذلك خرج مجموعة من طلاب المدارس الدينية الحنفية من باكستان بداعي إنكار المنكرات وبطلب من الملا عمر ### كما زعم الزاعمون في ذلك الوقت تضخيما منهم في شأن هذا الدعي المجهول فأكثروا التمجيد والمديح وألفوا قصصا كاذبة لتزيد من شعبيته بين الناس ، وكانت إنطلاقة حركتهم وبداية دخولها للمنافسة على السلطة من أرض الباكستان حيث كثرت مدارس الطرق الصوفية ##### هناك ، فبدأوا يتوافدون إلى أفغانستان من جهة قندهار وجلال آباد وخوست توافدا عجيبا ، وبعد فترة وجيزة استطاعوا السيطرة على قندهار وما حولها ومن ثم خوست وجلال آباد وهرات ومن ثم بدأوا الزحف على العاصمة كابل ، وكل هذا وسط ذهول قادة الحرب هناك زعماء أكبر الأحزاب الأفغانية المسيطرة على أراضي أفغانستان ، أما العرب المقاتلون المتواجدون في أفغانستان في تلك الفترة فكان أغلبهم من مؤيدي حكمتيار قائد الحزب الإسلامي في ذلك الوقت بل كان أكثرهم من أركان جيشه المعتمد عليهم في إدارة المعارك وقيادتها ( أمثال أبو محجن الجزائري ، وأبو عبد الله التبوكي ، ونعيم الجزائري ، وصلاح الدين المغربي وغيرهم ) ، وأما باقي العرب فهم من المتوافدين على أفغانستان المنشغلين في التدريب العسكري في معسكرات جلال أباد و خوست ( خلدن والفاروق والصديق ) التابعة للعرب هناك ، وكان رأي كل العرب المعاصرين لبداية ظهور حركة طالبان أن هذه الحركة ما هي إلا صنيع أمريكي جديد بقيادة الاستخبارات الباكستانية ، بل أكد أكثرهم أن معارك الطالبان التي خاضوها للسيطرة على المدن الكبرى كان بدعم جوي من سلاح الجو الباكستاني ، بل إن عرب حكمتيار قتلوا في جلال آباد وسروبي مجموعة كبيرة من أفراد هذه الحركة في أثناء تقدم قواتها للسيطرة على جلال آباد وما جاورها ، وكان قدوم هذه الحركة وانطلاقها من أراضي باكستان حجة قوية للعرب للقتال ضد أفرادها إذ علل أكثرهم بأن للباكستانيين دعم قوي لها بإيعاز الأمريكان وأن سبب اظهار هذه الحركة في هذا الوقت كان لتأمين عدم وصول نفوذ الفرس الأفغان إلى المناطق المجاورة للحدود الباكستانية بعدما بدأ حكمتيار البشتوني حليف الباكستانين بالتقهقر إلى جلال أباد والاقتصار عليها ، فالفرس الأفغان وعلى رأسهم الهالك أحمد شاه مسعود هم حلفاء الهند عدوة الباكستان اللدودة ، فليس من مصلحة الباكستانين تسلط الفرس على المناطق المتاخمة لها ، فكان مما لا بد منه إنشاء حركة بشتونية أفغانية موالية تحافظ على أمن الحدود الباكستانية من داخل أفغانستان ، وذلك بسبب وجود سيطرة للقبائل البشتونية على المنطقة الكائنة بين البلدين فالعرق البشتوني يعد من ركائز البلدين ، وبعد أقل من عام على ظهور حركة طالبان إستطاعة الحركة السيطرة على العاصمة الأفغانية ( كابل ) وطرد جميع الأحزاب المتنازعة عليها في ذلك الوقت ، وسط دهشة الجميع فكيف لحركة مثل طالبان تستطيع السيطرة على أهم المدن الأفغانية وبهذه السرعة بل كيف يتم لها هذا وهي لا تملك من الكوادر العسكرية من يستطيع إدارة المعارك وتسيير شؤون الحرب ضد مختلف الأحزاب المناوئة لها والعريقة في القتال أمثال حكمتيار ومسعود وسياف ورباني ودستم وإسماعيل خان !! وغيرهم .
تناقض الطالبان بين مزاعم الإنتماء للإسلام والإنخراط في المجتمع الدولي
بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابل ، بدأت الحركة بترتيب شؤونها الإدارية المتعلقة بجميع الأمور الكفيلة بإدارة أفغانستان وجعل الحركة تنهض لمواكبة باقي الدول ، وقامت الحركة بإدعاء تطبيق الشريعة وذلك بقتل بعض قطاع الطرق ورجم وجلد بعض الزناة وغيرها من أصناف حدود الشريعة الأخرى ، وقاموا أيضا بإنشاء المحاكم والهيئات الخاصة لإنكار المنكر ، وكونوا أيضا لجنة للإفتاء يقوم عليها مجموعة من زاعمي العلم والمعرفة من المتصوفة وغيرهم من الطوائف الأُخرى .
وعلى النقيض من هذا الأمر قام رئيس الحكومة الانتقالية للحركة والمكلف رسميا من قبل الملا عمر ، الملا محمد رباني قام بتولي شؤون الدولة وعلاقاتها الخارجية مع المجتمع الدولي ، فتبنى في ذلك الوقت المطالبة بمقعد في هيئة الأمم المتحدة ، وتبنى أيضا تنسيق العلاقات الخارجية مع أكثر الدول المختلفة ، وقام أيضا بالأمر بترميم السفارات والقنصليات الدولية الموجودة سابقا في كابل وغيرها من المدن ومن ذلك السفارة الأمريكية والصينية والباكستانية والسعودية وغيرها من السفارات والقناصل المتعددة ، وهذا الأمر كان مشاهدا لكل من قام بالمرور من أمام هذه السفارات ، فسيرى وجود حراسة على هذه السفارات ، وكذلك بعض الموظفين الغير رسميين فيها ، بل إن أعلام كل دولة كان يرى مرفرفا على كل مقر للسفارة الخاصة به .
وقام ملا محمد رباني ( نائب الملا عمر ورئيس الحكومة الإنتقالية ) أيضا بالسماح للهيئات الصليبية المختلفة بالعمل على أرض أفغانستان ، مثل الأمم المتحدة ! ، والصليب الأحمر ! ، والإتحاد الأوروبي وغير ذلك من المؤسسات الغربية ، وأيضا السماح لبعض الهيئات التابعة للأنظمة العربية الكافرة للعمل في أرض أفغانستان مثل مؤسسة القذافي الإغاثية وغيرها من المؤسسات .
حركة طالبان ومظاهر الشرك في أفغانستان
لا يخفى على العاقل العالم بالتوحيد المدرك للواقع أن أرض أفغانستان كانت وما زالت مليئة بمظاهر الشرك الأكبر ، هذه المظاهر التي لا تكاد تخلو منها مدينة أو قرية أو حتى هجرة نائية صغيرة من أراضي أفغانستان الشاسعة ، بل حتى الفيافي الغير مأهولة لا تخلو من ضريح يعبد ، وهذا والله يقر به كل من تنقل بين مدن أفغانستان ومناطقها المختلفة ، فقبل الحرب الأولى التي خاضها الأفغان ضد الروس ومنذ حكم الملك ظاهر شاه ، بل قبل ذلك بعدة عصور طويلة ، وتلك البلاد كان قد انتشرت فيها الشركيات والبدع والخرافات بل وحتى الإلحاد ، وذلك بسبب تفشي الجهل بين الأعاجم وبعدهم عن تلقي العلم الشرعي الصحيح ، وكان للعقائد الصوفية المخرفة النصيب الأكبر من مجمل العقائد المنتشرة بين الأفغان ، وتسلط رؤوسها ومشائخها على مناهج الناس هناك وقاموا بتسيير الشؤون المتعلقة بدين الأفغان وصياغتها على وفق مناهج الصوفية ### وطرقها ، وتصدروا للإفتاء وأنشأوا المدارس الدينية وفقا لمعتقداتهم ### ، وأصبحت الطرق الصوفية وعلمائها المرجع المعتمد عليه في جميع مسائل الدين لدى الأفغان .
فانتشرت بذلك الأضرحة وشيدت على القبور القباب المزخرفة ، واتخذت هذه الأضرحة مزارات تؤدى عندها العبادات ويطلب من أصحابها استجابة الدعوات وقضاء الحاجات ، وصارت هذه المزارات من أهم معالم أفغانستان التي يعتز بها الأفغان والعياذ بالله ، فلا تكاد تمر بمدينة أو قرية إلا وتجد فيها من الأضرحة ما يزيد عن عدد المساجد فيها ، وحتى المساجد لا تخلو أيضا من هذه الأضرحة .
وبقيت الحال على ما ذكر سابقا حتى بعد قدوم الطالبان وسيطرتها على الحكم هناك ، فلم يكن مستغربا بقاء الوضع على ما هو عليه في السابق وذلك لأن حركة طالبان ما هي إلا نتاجا للفكر الصوفي ### المتأصل في شعوب تلك المنطقة وما جاورها من مناطق ، هذا الفكرالصوفي الخرافي السائد في بلاد الأفغان كان لزاما أن لا تظهر أي حركة أفغانية تخالف أصوله ومبادئه ، بل كيف لمن لم يتلقى العلم الشرعي الصحيح أن يهدى لنبذ هذه المعتقدات الضالة ويتبرأ منها وهو لم يخرج نفسه من رق العبودية للصوفية المخرفة وشيوخها ### ، فكان من الطبيعي أن تنهج حركة طالبان المنهج الصوفي وذلك لأن قادتها وأفرادها كانوا طلبة في المدارس الصوفية المنتشرة في باكستان أو في أفغانستان نفسها .
فقامت الحركة بعد سيطرتها على أغلب مدن أفغانستان بترميم كثير من الأضرحة والمزارات المنتشرة في الميادين العامة في كابل وجلال آباد وقندهار وغيرها من المدن ، بل إن قادة الحركة كانوا يرون أن الاهتمام بالأضرحة والمزارات يعود على الحركة بالبركة والتوفيق لمستقبل حركتهم والعياذ بالله ، وأيضا لكسب رضى الشعب الأفغاني الذي يقدس هذه المعالم الشركية ويعظمها ، ومن أهم مظاهر الشرك هناك الأضرحة المنتشرة في الميادين العامة في أغلب مدن وقرى أفغانستان وأهم هذه المدن هي كابل وجلال آباد وتوابعها وخوست وكارديز وقندهار وهرات وغزني ومزار شريف ، وهذه المدينة الأخيرة بالذات سميت بهذا الإسم نسبة إلى المزار الكبير الموجود فيها الذي يعتقد الأفغان أن الضريح الموجود فيه هو ضريح على بن أبي طالب رضي الله عنه ويعد هذا المزار من أكبر المزارات في أفغانستان ، ولذلك نجد أن كل الأطراف المتناحرة على مدينة مزار شريف تبادر وتسارع في السيطرة عليها لما يعتقدونه من أن للمزار تأثيرا مباشرا على مباركة الحركة المسيطرة على المدينة ، وهذا ما فعله الطالبان عندما استطاعوا في عام 1998 السيطرة على مزار شريف وطرد الشيوعيين منها .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحابته أجمعين ، وبعد :
لقد أكثر قراء ##### في هذا الزمان المدح والثناء والإطراء على #### أرض الأفغان من العرب والطالبان ، حتى وصل بهم الأمر من الكذب وتزييف الحقائق إلى تشبيه دولتهم ودعوتهم وقتالهم بدعوة وجهاد النبي صلى الله عليه وسلم وصحابته رضوان الله عليهم أجمعين ، من دون اعتبار منهم لما هم عليه من ضلال في الاعتقاد وانحراف عن سوي الصراط ، #### منهم وجرأة ظالمة في التشبيه مع علمهم ووقوعهم على أكثر الحقائق المشهورة في أمر تلك الزمرة الضالة عن سبيل الهدى ، المجانبة لسبيل الحق والرشاد.
فبلغ بهم المدى من الكذب أن شبهوا حركتهم #### (طالبان) بغلام الأخدود ، وتشبيه إمامهم الأعجمي الأعور ملا عمر بالفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، فقال قائل منهم مؤيدا هذا التشبيه الجائر : ( لقد حكمتم بالسوية وعدلتم بالقضية حتى لو قيل أن الذئب يرعى ......) (1)إلى آخره من التطبيل والتزمير لضالهم الكبير، ونادى مُنظر تلك الزمرة وعميدها أسامة بن لادن بالبيعة العامة #### داعيا الأمة بزعمه إلى وجوب مبايعة إمامه الأعجمي وعدم الخروج عن أمره ، متجاهلا شروط الإمامة الشرعية ومنها أن يكون الإمام الأعظم قرشي النسب ، وأن يدين بدين الحق ، وغيرها من الشروط التي أجمعت عليها الأمة .
وبناءا على هذا الأمر ومن باب إحقاق الحق وإبطال زيف قراء السوء والدجل في تلبيسهم على الناس في أمر هذه #####، كان ولابد من فضح هؤلاء ###والتشهير بهم وتبيين ماهم عليه من مخالفة لدين الله القويم وهدي محمد الصادق الأمين عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم .
ولما كان أنصار المهدي عليه السلام من أكثر الناس وقوفاً ومعاصرة لواقع الحال في بلاد الأفغان في وقت حكم الطالبان ، أحببنا نحن أنصار المهدي تبيين هذا الأمر العظيم الذي طالما كُذب على الناس فيه وزُيفت حقيقته عليهم ، والذي قد يخفى على كثير من طلاب الحق ممن التبس عليهم أمر زمرة الطالبان ### ومن معها من العرب ### المناصرين لها ، والذين قد يخفى عليهم أيضا حقيقة منظر تلك الزمرة ##### أسامة بن لادن هل كان حقا من دعاة الحق إلى الحق ؟ أم أنه من الدعاة إلى النار على أبواب جهنم ؟ والعياذ بالله ، دعاة النار الذين أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن خروجهم آخر الزمان فقال : ( دعاة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها ...).
فنسأل الله أن يعيننا على البيان وأن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل إنه ولى ذلك والقادر عليه.
توضيحات لابد منها
حركة طالبان نشأة مريبة واكتساح عجيب !! بين استنكار العرب وذهول الأفغان :
في بداية عام 1995 تقريبا وبينما كانت أحزاب الجماعات الأفغانية المختلفة تتناحر فيما بينها على السلطة وعلى توسيع نفوذها في أرض الأفغان وكان رؤوس هذه الأحزاب ( مسعود ، حكمتيار ، سياف ، ... ) يعدون هم أهل السيادة والنفوذ القوي في ذلك الوقت ، بحكم الخبرة الطويلة في الحرب ضد الروس ولم يكونوا يحسبون أي حساب لأي حركة من الحركات الصغيرة التي تنشأ بين فينة وأخرى فسرعان ما تندثر ويقضى عليها ، فكل واحد منهم على درجة كبيرة من الحذر والحيطة من الآخر .
وبينما هم كذلك خرج مجموعة من طلاب المدارس الدينية الحنفية من باكستان بداعي إنكار المنكرات وبطلب من الملا عمر ### كما زعم الزاعمون في ذلك الوقت تضخيما منهم في شأن هذا الدعي المجهول فأكثروا التمجيد والمديح وألفوا قصصا كاذبة لتزيد من شعبيته بين الناس ، وكانت إنطلاقة حركتهم وبداية دخولها للمنافسة على السلطة من أرض الباكستان حيث كثرت مدارس الطرق الصوفية ##### هناك ، فبدأوا يتوافدون إلى أفغانستان من جهة قندهار وجلال آباد وخوست توافدا عجيبا ، وبعد فترة وجيزة استطاعوا السيطرة على قندهار وما حولها ومن ثم خوست وجلال آباد وهرات ومن ثم بدأوا الزحف على العاصمة كابل ، وكل هذا وسط ذهول قادة الحرب هناك زعماء أكبر الأحزاب الأفغانية المسيطرة على أراضي أفغانستان ، أما العرب المقاتلون المتواجدون في أفغانستان في تلك الفترة فكان أغلبهم من مؤيدي حكمتيار قائد الحزب الإسلامي في ذلك الوقت بل كان أكثرهم من أركان جيشه المعتمد عليهم في إدارة المعارك وقيادتها ( أمثال أبو محجن الجزائري ، وأبو عبد الله التبوكي ، ونعيم الجزائري ، وصلاح الدين المغربي وغيرهم ) ، وأما باقي العرب فهم من المتوافدين على أفغانستان المنشغلين في التدريب العسكري في معسكرات جلال أباد و خوست ( خلدن والفاروق والصديق ) التابعة للعرب هناك ، وكان رأي كل العرب المعاصرين لبداية ظهور حركة طالبان أن هذه الحركة ما هي إلا صنيع أمريكي جديد بقيادة الاستخبارات الباكستانية ، بل أكد أكثرهم أن معارك الطالبان التي خاضوها للسيطرة على المدن الكبرى كان بدعم جوي من سلاح الجو الباكستاني ، بل إن عرب حكمتيار قتلوا في جلال آباد وسروبي مجموعة كبيرة من أفراد هذه الحركة في أثناء تقدم قواتها للسيطرة على جلال آباد وما جاورها ، وكان قدوم هذه الحركة وانطلاقها من أراضي باكستان حجة قوية للعرب للقتال ضد أفرادها إذ علل أكثرهم بأن للباكستانيين دعم قوي لها بإيعاز الأمريكان وأن سبب اظهار هذه الحركة في هذا الوقت كان لتأمين عدم وصول نفوذ الفرس الأفغان إلى المناطق المجاورة للحدود الباكستانية بعدما بدأ حكمتيار البشتوني حليف الباكستانين بالتقهقر إلى جلال أباد والاقتصار عليها ، فالفرس الأفغان وعلى رأسهم الهالك أحمد شاه مسعود هم حلفاء الهند عدوة الباكستان اللدودة ، فليس من مصلحة الباكستانين تسلط الفرس على المناطق المتاخمة لها ، فكان مما لا بد منه إنشاء حركة بشتونية أفغانية موالية تحافظ على أمن الحدود الباكستانية من داخل أفغانستان ، وذلك بسبب وجود سيطرة للقبائل البشتونية على المنطقة الكائنة بين البلدين فالعرق البشتوني يعد من ركائز البلدين ، وبعد أقل من عام على ظهور حركة طالبان إستطاعة الحركة السيطرة على العاصمة الأفغانية ( كابل ) وطرد جميع الأحزاب المتنازعة عليها في ذلك الوقت ، وسط دهشة الجميع فكيف لحركة مثل طالبان تستطيع السيطرة على أهم المدن الأفغانية وبهذه السرعة بل كيف يتم لها هذا وهي لا تملك من الكوادر العسكرية من يستطيع إدارة المعارك وتسيير شؤون الحرب ضد مختلف الأحزاب المناوئة لها والعريقة في القتال أمثال حكمتيار ومسعود وسياف ورباني ودستم وإسماعيل خان !! وغيرهم .
تناقض الطالبان بين مزاعم الإنتماء للإسلام والإنخراط في المجتمع الدولي
بعد سيطرة حركة طالبان على العاصمة كابل ، بدأت الحركة بترتيب شؤونها الإدارية المتعلقة بجميع الأمور الكفيلة بإدارة أفغانستان وجعل الحركة تنهض لمواكبة باقي الدول ، وقامت الحركة بإدعاء تطبيق الشريعة وذلك بقتل بعض قطاع الطرق ورجم وجلد بعض الزناة وغيرها من أصناف حدود الشريعة الأخرى ، وقاموا أيضا بإنشاء المحاكم والهيئات الخاصة لإنكار المنكر ، وكونوا أيضا لجنة للإفتاء يقوم عليها مجموعة من زاعمي العلم والمعرفة من المتصوفة وغيرهم من الطوائف الأُخرى .
وعلى النقيض من هذا الأمر قام رئيس الحكومة الانتقالية للحركة والمكلف رسميا من قبل الملا عمر ، الملا محمد رباني قام بتولي شؤون الدولة وعلاقاتها الخارجية مع المجتمع الدولي ، فتبنى في ذلك الوقت المطالبة بمقعد في هيئة الأمم المتحدة ، وتبنى أيضا تنسيق العلاقات الخارجية مع أكثر الدول المختلفة ، وقام أيضا بالأمر بترميم السفارات والقنصليات الدولية الموجودة سابقا في كابل وغيرها من المدن ومن ذلك السفارة الأمريكية والصينية والباكستانية والسعودية وغيرها من السفارات والقناصل المتعددة ، وهذا الأمر كان مشاهدا لكل من قام بالمرور من أمام هذه السفارات ، فسيرى وجود حراسة على هذه السفارات ، وكذلك بعض الموظفين الغير رسميين فيها ، بل إن أعلام كل دولة كان يرى مرفرفا على كل مقر للسفارة الخاصة به .
وقام ملا محمد رباني ( نائب الملا عمر ورئيس الحكومة الإنتقالية ) أيضا بالسماح للهيئات الصليبية المختلفة بالعمل على أرض أفغانستان ، مثل الأمم المتحدة ! ، والصليب الأحمر ! ، والإتحاد الأوروبي وغير ذلك من المؤسسات الغربية ، وأيضا السماح لبعض الهيئات التابعة للأنظمة العربية الكافرة للعمل في أرض أفغانستان مثل مؤسسة القذافي الإغاثية وغيرها من المؤسسات .
حركة طالبان ومظاهر الشرك في أفغانستان
لا يخفى على العاقل العالم بالتوحيد المدرك للواقع أن أرض أفغانستان كانت وما زالت مليئة بمظاهر الشرك الأكبر ، هذه المظاهر التي لا تكاد تخلو منها مدينة أو قرية أو حتى هجرة نائية صغيرة من أراضي أفغانستان الشاسعة ، بل حتى الفيافي الغير مأهولة لا تخلو من ضريح يعبد ، وهذا والله يقر به كل من تنقل بين مدن أفغانستان ومناطقها المختلفة ، فقبل الحرب الأولى التي خاضها الأفغان ضد الروس ومنذ حكم الملك ظاهر شاه ، بل قبل ذلك بعدة عصور طويلة ، وتلك البلاد كان قد انتشرت فيها الشركيات والبدع والخرافات بل وحتى الإلحاد ، وذلك بسبب تفشي الجهل بين الأعاجم وبعدهم عن تلقي العلم الشرعي الصحيح ، وكان للعقائد الصوفية المخرفة النصيب الأكبر من مجمل العقائد المنتشرة بين الأفغان ، وتسلط رؤوسها ومشائخها على مناهج الناس هناك وقاموا بتسيير الشؤون المتعلقة بدين الأفغان وصياغتها على وفق مناهج الصوفية ### وطرقها ، وتصدروا للإفتاء وأنشأوا المدارس الدينية وفقا لمعتقداتهم ### ، وأصبحت الطرق الصوفية وعلمائها المرجع المعتمد عليه في جميع مسائل الدين لدى الأفغان .
فانتشرت بذلك الأضرحة وشيدت على القبور القباب المزخرفة ، واتخذت هذه الأضرحة مزارات تؤدى عندها العبادات ويطلب من أصحابها استجابة الدعوات وقضاء الحاجات ، وصارت هذه المزارات من أهم معالم أفغانستان التي يعتز بها الأفغان والعياذ بالله ، فلا تكاد تمر بمدينة أو قرية إلا وتجد فيها من الأضرحة ما يزيد عن عدد المساجد فيها ، وحتى المساجد لا تخلو أيضا من هذه الأضرحة .
وبقيت الحال على ما ذكر سابقا حتى بعد قدوم الطالبان وسيطرتها على الحكم هناك ، فلم يكن مستغربا بقاء الوضع على ما هو عليه في السابق وذلك لأن حركة طالبان ما هي إلا نتاجا للفكر الصوفي ### المتأصل في شعوب تلك المنطقة وما جاورها من مناطق ، هذا الفكرالصوفي الخرافي السائد في بلاد الأفغان كان لزاما أن لا تظهر أي حركة أفغانية تخالف أصوله ومبادئه ، بل كيف لمن لم يتلقى العلم الشرعي الصحيح أن يهدى لنبذ هذه المعتقدات الضالة ويتبرأ منها وهو لم يخرج نفسه من رق العبودية للصوفية المخرفة وشيوخها ### ، فكان من الطبيعي أن تنهج حركة طالبان المنهج الصوفي وذلك لأن قادتها وأفرادها كانوا طلبة في المدارس الصوفية المنتشرة في باكستان أو في أفغانستان نفسها .
فقامت الحركة بعد سيطرتها على أغلب مدن أفغانستان بترميم كثير من الأضرحة والمزارات المنتشرة في الميادين العامة في كابل وجلال آباد وقندهار وغيرها من المدن ، بل إن قادة الحركة كانوا يرون أن الاهتمام بالأضرحة والمزارات يعود على الحركة بالبركة والتوفيق لمستقبل حركتهم والعياذ بالله ، وأيضا لكسب رضى الشعب الأفغاني الذي يقدس هذه المعالم الشركية ويعظمها ، ومن أهم مظاهر الشرك هناك الأضرحة المنتشرة في الميادين العامة في أغلب مدن وقرى أفغانستان وأهم هذه المدن هي كابل وجلال آباد وتوابعها وخوست وكارديز وقندهار وهرات وغزني ومزار شريف ، وهذه المدينة الأخيرة بالذات سميت بهذا الإسم نسبة إلى المزار الكبير الموجود فيها الذي يعتقد الأفغان أن الضريح الموجود فيه هو ضريح على بن أبي طالب رضي الله عنه ويعد هذا المزار من أكبر المزارات في أفغانستان ، ولذلك نجد أن كل الأطراف المتناحرة على مدينة مزار شريف تبادر وتسارع في السيطرة عليها لما يعتقدونه من أن للمزار تأثيرا مباشرا على مباركة الحركة المسيطرة على المدينة ، وهذا ما فعله الطالبان عندما استطاعوا في عام 1998 السيطرة على مزار شريف وطرد الشيوعيين منها .