مشاهدة النسخة كاملة : حزب التحرير: أكثر من عضو تعرّض للتحقيق من قبل السلطات وأكثر من عضو تم تسفيره من الكويت
ابو شجاع
07-07-2007, 12:27 PM
العضوان الضاحي والثويني يوضحان عدم وجود أمانة عامة أو مكاتب تنفيذية (2)
حزب التحرير: أكثر من عضو تعرّض للتحقيق من قبل السلطات وأكثر من عضو تم تسفيره من الكويت
كتب عبداللطيف الأشمر:
في الحلقة الثانية من اللقاء مع عضوي حزب التحرير الكويتي حسن الضاحي وأسامة الثويني ينفيان انهما قياديان ، الأمر الذي لم يذكراه في الحلقة الأولى، وقد استنتجنا انهما قياديان لأنهما تحدثا باسم الحزب، لكنهما يقولان ان أي عضو يتبنى ما تبناه الحزب ويحمل الدعوة بمنهجيته وطريقته يستطيع ان يتحدث.
كما ان لهما توضيحات أخرى وردت في الحلقة الأولى ننشرها للأمانة الصحافية ـ وكما اراداها ـ في آخر هذه الحلقة.
ويقولان ان أكثر من شاب تعرض للتحقيق اثر ندوة منعتها السلطة حول حرب اميركا على الاسلام قبل مدة وتم تسفير الكثيرين من غير ابناء البلد.
وعن هيكلية الحزب يوضحان انه ليس له امانة عامة أو مكاتب تنفيذية ولكن مكاتب إعلامية وسياسية في كثير من المناطق ويتحفظان على مصطلح (ناشطون دعويون).
ولكن على رأس الحزب هيكلية إدارية متمثلة بأمير الحزب وهي إدارية صرفة لم يعلن الحزب عنها لان الحزب عالمي والكويت جزء من هذا العالم.
ابو شجاع : هذا مثال على التلفيق فأمير حزب التحرير هو الاستاذ عطا ابو الرشتة الناطق الاعلامي السابق للحزب في الأردن اما قيادة الحزب فهي من شبابه المخلصين
وينفيان ان يكون الحزب مذهبا فكل من يقول بالشهادتين هو مسلم بالنسبة لهما، والحزب سياسي وكل من يرغب الانضمام إلى الحزب عليه ان يتبنى افكاره ومنها ان العصمة للانبياء والرسل فقط اما غيرهم من البشر فليسوا معصومين.
وينوهان إلى ان اعتراضهما لم يكن على «الخلايا» كمصطلح ولكن على «الخلايا النائمة» لان الحزب لم يكن يوماً نائماً. وعن الفترة التي رأى الكثيرون ان الحزب غاب عن الساحة السياسية قالا ان هذا ما بدا للناس إلا ان حراك الحزب تتم حسب الظروف.
وعن الفترة التي سبقت 11 سبتمبر أي أحداث اميركا ـ قالا ان أمير الحزب الشيخ تقي الدين النبهاني توفي ـ رحمه الله ـ مؤكدين ان الحزب لم يتوقف عن دعوته منذ تأسيسه إلى اليوم. ويحولان الاجابة عن حصول الحزب على الترخيص في لبنان عندما كان وزير الداخلية اللبنانية بالوكالة احمد فتفت إلى مسؤول المكتب الإعلامي في لبنان، وكذلك عن علاقة الحزب بالسلطات اللبنانية، مؤكدين ان لا علاقة للحزب بأي سلطة .
اما العلاقة مع «فتح الإسلام» فيقولان ان الحزب لا يدعم أحداً ولا يدعمه أحد ولا علاقة له بالأعمال المسلحة. وقالا ان مصطلح الإرهاب هو مصطلح اميركي وان ما يحدث في «نهر البارد» جريمة شنعاء وصراع مصالح بين اميركا وأوروبا يدفع ثمنه المسلمون.
وعن توصيف الدولار بأنه قذر أوضحا ان العملة الأميركية غير مغطاة وان ربط الدينار بالدولار كان ربطا للاقتصاد الكويتي بالاقتصاد الأميركي، وانها ـ أي اميركا ـ تقود العالم وهي سبب شقاء البشرية، وهي تصنف الحزب أنه أصولي وليس إرهابياً.
ويريان بأن الصراع العربي ـ الاسرائىلي صراع بين الإسلام والكفر وان لا علاج لقضية فلسطين إلا بتجييش الجيوش وإعلان الجهاد لتحرير بلاد المسلمين من خلال دولة الخلافة الراشدة.
ويطالبان بقطع العلاقات مع أميركا لأنها حاملة لواء الحرب على الإسلام، أما السلام مع إسرائيل فهو حرام.
ويقولان ان ازمة الملف النووي الايراني ازمة مفتعلة لتأزيم الخليج حتى يبقى تحت الحماية الأميركية. لان الخليج وغيره ليس بحاجة لهذه الحماية ولا يجوز ان تبقى أي قوات اجنبية في البلد. مطالبين بإلغاء الاتفاقية الأمنية.
ولا يريان صعوبة في الوصول الى الخلافة الراشدة، لان الصعوبة من المفترض ان تكون في الديمقراطية التي لا تمت إلى الإسلام بصلة، ويؤكدان ان استطلاعات الرأي في أميركا وغيرها تظهران أن أكثر من 70 % من المسلمين يريدون إقامة الخلافة.
ويشيران الى ان دولة الخلافة ليست للمسلمين فقط وأنها للبشرية جمعاء وتنطبق على غير المسلمين احكام أهل الذمة ، أي انهم في ذمة المسلمين دماؤهم واعراضهم وأموالهم. ويقولان ان كل ما يحدث في العالم هو نتاج لعدم وجود الخلافة الراشدة والحل في توحيد المسلمين في دولة واحدة وأمة قادرة على مواجهة الهجمة الشرسة على الإسلام والمسلمين.
وعن القضايا الكويتية فإن كل ما يهم البلد يهم الحزب، فقد تبنى قضية الخصخصة والمستثمر الأجنبي وبيّن حكم الشرع فيهما وتبنى قضية النفط وقضية الضريبة ، وان الحزب اصدر بيانا عندما انهارت البورصة وفصّل اسباب الانهيار وأوضح حكم الشرع في حرمة الشركات المساهمة، وكذلك فك ربط الدينار بالدولار، وإلغاء الاتفاقية الأمنية وعدم التواجد الاجنبي في البلاد. ويؤكدان ان آلية العمل هي الفكر والسياسة والمحاضرات والندوات والتصريحات ونشر الفكر في الديوانيات والمنتديات ويقولان ان الحزب يخاطب جميع الناس ومن الشرائح كافة وحتى المرأة، لأن الاسلام لم يحصر الدعوة بالرجل فقط، إلا ان هناك نظاماً إدارياً خاصاً بالنساء يمنع من الوقوع في أي شبهة اختلاط أو خلوة مع الرجل.
وعن ترشيح المرأة ومشاركتها في الانتخابات، يؤكدان ان الاسلام يحرم على الرجل والمرأة ان يشاركا في مجلس ديمقراطي، وان دستور الحزب هو دستور الخلافة الراشدة ، وان من حق المرأة ان تحاسب الخليفة وتشير عليه، لأن مجلس الأمة في الاسلام ليس تشريعياً بل هو للمحاسبة والمشورة فقط.
ويتطرق الضاحي والثويني إلى استراتيجية الحزب بشكل مقتضب لان هذا يحتاج إلى تفصيلات كثيرة. مذكِّرين بشهر رجب الذي يحمل ذكرى تنفطر لها القلوب وهي ذكرى إلغاء الخلافة من الوجود، وقد اعتاد الحزب ان يحيي هذه المناسبة باشكال مختلفة لتنشيط ذاكرة الأمة الإسلامية .. وفي ما يلي تفاصيل الحوار:
ابو شجاع
07-07-2007, 12:35 PM
{ ما دمتما لستما قياديين فكيف يتم تخويلكما بالتحدث عن حزب التحرير؟
- حسن الضاحي: لقد تميّز حزب التحرير بوحدة أفكاره، نتيجة لما يسمّى بالتبنّي، فالحزب يتبنى فكر ومنهج مستنبط من الأدلة الشرعية ليعمل من خلاله لإقامة الخلافة الراشدة، ولا يكون أي مسلم عضو في الحزب إلى أن يتبنى ما يتبناه الحزب ويحمل الدعوة بمنهجية الحزب وطريقته، فأي عضو في الحزب في كل أنحاء العالم يحمل نفس الفكر ويعمل بنفس المنهج، وهو يحمل الدعوة ويتحدث بأفكار الحزب ويعمل بطريقته.
{ ماذا تعتبركم السلطة .. وهل تعرضتم للملاحقة؟
- حسن الضاحي: نحن حزب فكري وسياسي، لا نقوم بأي عمل مادي سواء من حمل سلاح أو غيره، ونرى حرمة كل الأعمال التي يطلق عليها أعمال عنف كطريقة لتطبيق الإسلام، وإنما نعتمد فقط الوسائل الفكرية السياسية، هذا هو منهجنا المبني على الحكم الشرعي. أما ماذا تعتبرنا السلطة؟ فهذا سؤال يُوجّه للسلطة، هي المخوّلة للإجابة عليه وليس نحن. أما تعرضنا للملاحقة، فقد تم التحقيق مع أكثر من شاب في الحزب على إثر الندوة التي منعتها السلطة حول حرب أميركا على الإسلام قبل سنوات عدة، وتم تسفير أكثر من شاب من غير أبناء البلد لانتمائهم إلى الحزب. أما حالياً فليس لدينا أي عضو معتقل أو مسجون.
{ هل للحزب أمانة عامة .. أو مكاتب سياسية وتنفيذية وإعلامية .. وناشطون دعويون؟
- حسن الضاحي: ليس من هيكلية الحزب ما يسمى بالأمانة العامة، أما بالنسبة للمكاتب فهناك مكاتب إعلامية وسياسية في كثير من المناطق التي يعمل فيها الحزب. أما (ناشطون دعويون)، فنحن نتحفظ على هذا المصطلح، لأن أعضاء الحزب هم حَمَلَة دعوة يحملون الدعوة الإسلامية لغيرهم.
{ ما هيكلية الحزب وآلية اتخاذ القرار .. وأين تتخذ القرارات المتعلقة بالكويت؟
- حسن الضاحي: للحزب هيكلية إدارية على رأسها أمير الحزب، إلا أن هذه الهيكلية لم نعلن عنها، وهيكلية الحزب هي ناحية إدارية صرفة، لا علاقة لها بكون المبدأ عالمياً. والكويت جزء من هذه الأمة الإسلامية التي يفرض الإسلام رعاية الشؤون فيها على أساس الحكم الشرعي، والحزب يحمل الدعوة فيها على هذا الأساس.
{ الجعفري (الشيعي - الإثني عشري) أسماء لمذهب واحد وهم يعتقدون بعصمة الأئمة .. فهل تعتبرونهم مسلمين.. وهل يشترط عليهم التخلي عن اعتقادهم للإنضمام إلى الحزب؟
- حسن الضاحي: كل من يشهد الشهادتين هو مسلم ما لم يقم بفعل أو يتفوه بكلام يخرجه من الملة. ومذهب الإمام جعفر مذهب فقهي معتبر، وهو من المذاهب الخمسة المشهورة عند المسلمين: مذهب أبو حنيفة ومالك والشافعي وابن حنبل والإمام جعفر رحمهم الله جميعاً، وحزب التحرير ليس مذهباً ليقتصر على جزء من المسلمين دون غيرهم، وإنما هو حزب سياسي وليس مذهباً، له أفكاره وطريقته ومتبنياته، استنبطها باجتهاد صحيح من الكتاب والسنة وما أرشدا إليه من إجماع وقياس، وكل من يرى الانضمام إلى الحزب عليه أن يتبنى أفكاره وطريقته في حمل الدعوة بغض النظر عن مذهبه، وما يتبناه الحزب في موضوع العصمة هو أنها للأنبياء والرسل فقط، فهم المعصومين من الخطأ في التبليغ لأنهم حملة رسالة، أما غيرهم من البشر فليسوا معصومين، هذا ما يتبناه حزب التحرير ويتبناه كل عضو فيه.
{ في كل حزب خلايا .. وهذه مصطلحات حزبية وليست مصطلحات سلطوية وقد تمت استعارتها .. فماذا تعتبران مجاميع الحزب وهيكلياته؟
- حسن الضاحي: لم يكن اعتراضنا على مصطلح (خلايا) الذي ورد في اللقاء السابق، فهذا المصطلح موجود في ثقافتنا كتعبير عن أعضاء الحزب، ولكننا اعترضنا على ما ورد على لساننا ونحن لم نقله وهو (خلايا نائمة) لأن الحزب لم يكن يوماً نائماً.
{ كيف تعتبران الفترة التي غاب الحزب خلالها عن الساحة السياسة .. كما يرى الناس؟
- أسامة الثويني: إن حزب التحرير يواصل الليل بالنهار ويبذل جهوداً جبارة دون كلل أو ملل للوصول إلى غايته وهي استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة، وخلال سيره تتقلّب عليه الأجواء فيظهر للمراقب من بعيد أن في فترة كذا قل نشاطه وفي فترة كذا زاد نشاطه، إلا أن الحقيقة أن الظروف هي التي تتغيّر وليست الجهود.
{ لماذا توقف الأمير تقي الدين النبهاني في الفترة التي سبقت 11 سبتمبر؟
- حسن الضاحي: لقد توفي أمير الحزب الشيخ تقي الدين النبهاني في سنة 1978م، وأحداث 11سبتمبر كانت في عام 2001، فأي توقف هذا الذي توقفه الشيخ النبهاني رحمه الله. الأمر الآخر أن الحزب لم يتوقف في حمله للدعوة منذ تأسيسه إلى اليوم، وإصداراته وتفاعلاته مع الأحداث خير دليل على ذلك.
{ علم أن الحزب تقدم 5 مرات للحصول على ترخيص في لبنان في عهد الشهيد رفيق الحريري.. ورفض.. لكنه حصل عليه عندما كان الوزير أحمد فتفت وزيراً للداخلية بالوكالة .. بماذا تردان؟
- حسن الضاحي: هذه تفصيلات لا علم لنا بها، ويمكن توجيه هذا السؤال للمكتب الإعلامي لحزب التحرير في لبنان.
{ ما علاقة الحزب بالسلطات اللبنانية؟
- حسن الضاحي: ليست للحزب أي علاقة مع أي سلطة حاكمة سواء في لبنان أو غيره.
{ كيف تنظران إلى فتح الإسلام وما ردكما على من يتهم حزب التحرير بأنه يدعمه؟
- حسن الضاحي: حزب التحرير حزب له فكر واضح وطريقة سياسية واضحة وهو لا يدعم أحداً أبداً ولا يقبل أن يدعمه أحداً أبداً، وكل من يعرف الحزب يدرك أنه ليس له أي علاقة بالأعمال المادية كالأعمال المسلحة وغيرها، ويعتبرها أعمالاً غير شرعية للتغيير لأنها تخالف طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم.
{ ألا تعتبران أن المواجهات التي تحدث في مخيم نهر البارد أعمالاً إرهابية؟
- حسن الضاحي: نحن نعّرف الإرهاب بأنه إخافة العدو الذي ورد في قوله تعالى في سورة الأنفال: (تُرْهِبُونَ بِهِ عَدْوَّ اللّهِ وَعَدُوَّكُمْ...)، أما مصطلح الإرهاب الذي تتغنى به أميركا فنحن لا نستخدمه ولا نصف به أحداً. أما ما يحدث في نهر البارد فهي جريمة شنعاء وصراع مصالح بين أميركا وأوروبا يدفع ثمنه المسلمون بمباركة حكامهم.
{ إذا لم يكن الدولار قذراً .. وهو الأمر الذي لم تقولاه في اللقاء .. فماذا تعتبرونه وقد أقررتما أنه مغطى بالسلاح والحروب؟
- أسامة الثويني: أولاً لم أقل أن الدولار مغطى بالدبابة، بل قلت أن أميركا لها أدوات لسياستها الخارجية من أهمّها الدولار والدبابة، أي الناحية الاقتصادية والناحية العسكرية. ونحن نعتبر الدولار ورقة نقدية لا غطاء لها، وربط الدينار بالدولار كان ربطاً للاقتصاد الكويتي بالاقتصاد الأميركي.
{ كيف تصنف أميركا الحزب .. والحزب يصنفها بأنها وراء الشرور في العالم؟
- أسامة الثويني: أميركا هي الدولة الأولى في العالم وهي تقود العالم الغربي في الحرب على الإسلام، وهي سبب شقاء البشرية لأنها تفرض حضارة رأسمالية باطلة على البشر. أما تصنيفها لحزب التحرير فهي تصنفه كأصولي متطرّف وليس إرهابياً، وهي ترى الخطر كامناً في الدعوة إلى إقامة الخلافة.
{ ما موقف الحزب من الصراع العربي الإسرائيلي؟
- حسن الضاحي: نحن لا نوافق على مصطلح (الصراع العربي الإسرائيلي)، لأن الصراع هو بين الإسلام والكفر، وما احتلال فلسطين من قبل اليهود إلا أحد مظاهر هذا الصراع، ولا علاج لقضية فلسطين إلا بتجييش الجيوش وإعلان الجهاد، وهذا لا يتحقق إلا بإقامة الخلافة الراشدة، أما الآن والأمة غير قادرة على إزالة دولة يهود فالأصل أن تبقى حالة العداء مع رفض السلم حتى تتمكّن الأمة من إقامة الخلافة الراشدة.
ابو شجاع
07-07-2007, 12:38 PM
{ كيف ينظر الحزب إلى العلاقة مع أميركا .. والسلام مع إسرائيل؟
- أسامة الثويني: أميركا دولة أولى في العالم، وهي حاملة لواء الحرب على الإسلام، فالأصل قطع العلاقات معها. أما السلام مع إسرائيل فهو حرام ولا يجوز شرعاً لأن أرض فلسطين أرض إسلامية مغتصبة من قبل اليهود، ولا يجوز لأحد التنازل عن شبر منها.
{ ما حقيقة أزمة الملف النووي الإيراني - الأميركي؟
- أسامة الثويني: هي أزمة مفتعلة لتأزيم الأجواء في الخليج حتى يبقى تحت الحماية الأميركية، والدليل على ذلك أن الأزمة تراوح محلّها منذ أكثر من سنتين.
{ هل تقصد أن الخليج ليس بحاجة للحماية الأميركية؟
- أسامة الثويني: نعم، بل أكثر من ذلك، يجب أن يكون أمن المسلمين بيد المسلمين سواء في الخليج أو غيره.
{ وماذا عن التواجد العسكري الأميركي في الكويت؟
- أسامة الثويني: هو كذلك، ولا يجوز أن تبقى أي قوات أجنبية في البلد، وقد أصدرنا بياناً وتصريحاً صحافياً وزع على الصحف نبين فيه أن الكويت قادرة في ظل الظروف الحالية على إلغاء الاتفاقية الأمنية مع أميركا.
{ تحويل الأنظمة العربية إلى دولة الخلافة الراشدة مسألة صعبة لما في الدول العربية من مستجدات تفرض عليها الالتحاق بالمجتمع الدولي الذي يتجه إلى الديمقراطية .. فكيف تقرأون هذه القضية؟
- أسامة الثويني: كيف لا ترى صعوبة في تطبيق الديمقراطية وهي لا تمت بصلة لعقيدة المسلمين، ولا ترى صعوبة في الخضوع للقوانين الدولية والأعراف الدولية التي مؤدّاها إذلال المسلمين وتمزيقهم، ولا ترى صعوبة في إخضاع المسلمين لإرادات الغرب، ولكن ترى من الصعوبة بمكان تطبيق الإسلام على المسلمين!!!
إن الخلافة الراشدة تنبثق عن عقيدة المسلمين، والأحكام الشرعية مرتبطة بعقيدة المسلمين، وتطبيقها عليهم أيسر بكثير من إجبارهم على العيش تحت أحكام الكفر. وإن استطلاعات الرأي التي تقوم بها المنظمات البحثية في أميركا وغيرها تشير إلى أن أكثر من 70% من المسلمين يريدون إقامة الخلافة.
{ هل يرى حزب التحرير أن الخلافة علاج لجميع مشاكل الناس؟
- أسامة الثويني: نعم، إن الإسلام حضارة شاملة فيه علاج لجميع مشاكل الإنسان، وهو عملي أُنزل للتطبيق. وطريقة تطبيق الإسلام هي الخلافة، حيث إن الخلافة هي نظام الحكم في الإسلام ولا يطبّق الإسلام إلا بها، وبالتالي لا تعالج مشاكل الإنسان إلا عن طريق الخلافة، فالخلافة مسألة حضارية، فبها توجد الحضارة الإسلامية في واقع الحياة وتُحمل هذه الحضارة لباقي الشعوب. ولذلك تعتبر الخلافة تاج الفروض وتعتبر هي قضية المسلمين المصيرية. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: (من مات وليس في عنقه بيعة مات ميتة جاهلية).
{ المعروف أن الدول العربية فيها مسيحيون وأديان أخرى.. فهل سيعتبرهم الحزب من أهل الذمة؟
- حسن الضاحي: دولة الخلافة ليست دولة للمسلمين فقط، وإنما هي دولة بشرية للبشر أجمع، وكل من يحمل التابعية لهذه الدولة فله حقوق وعليه واجبات سواء كان مسلماً أم غير مسلم، وغير المسلمين ينطبق عليهم أحكام أهل الذمة، وهم في ذمة المسلمين دماءهم وأعراضهم وأموالهم. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (من آذى ذمياً فأنا خصمه، ومن كنت خصمه خصمته يوم القيامة).
{ واضح أن الخلافة هي محور اهتماماتكم، فهل تتغاضون عن أي قضية أخرى؟
- حسن الضاحي: أبداً، كل قضية تهمّ المسلمين هي قضيّتنا، فالرسول صلى الله عليه وسلم يقول: (من أصبح لا يهتمّ بأمر المسلمين فليس منهم)، لذلك نحن نتبنّى قضايا المسلمين ومصالحهم، ونطرح العلاج الجذري المبني على الحكم الشرعي، ولو أردت أن أعدد القضايا التي تبنيناها وما زلنا نتبنّاها لاحتجت لصفحات الجريدة بأكملها. إلا أن كل القضايا سواء احتلال اليهود لفلسطين، أو تقسيم السودان أو منع الحجاب في فرنسا أو احتلال أميركا لأفغانستان والعراق، وغيرها من القضايا هي نتاج لعدم وجود الخلافة الراشدة الراعية لمصالح المسلمين والمدافعة عن بيضتهم، كما يقول الرسول صلى الله عليه وسلم: (الإمام جنّة، يُقاتل من ورائه ويُتّقى به). لذلك فإن الحل الناجع لكل قضايا المسلمين هو توحيدهم في دولة واحدة هي الخلافة الراشدة، ليكونوا فعلاً أمة واحدة قادرة على مواجهة هذه الهجمة الشرسة على الأسلام والمسلمين.
{ وفي الكويت، ما القضايا التي تهتمّون بها؟
- حسن الضاحي: وفي الكويت كذلك، كل قضية تهم البلد وأهل البلد تهمّنا، ونتبنّاها لنبيّن حكم الشرع فيها، فقد تبنّينا قضية الخصخصة والمستثمر الأجنبي وبيّنا حكم الشرع فيها، وتبنّينا قضية النفط حيث هو المصدر الحيوي في البلد، وأصدرنا بيانات عدة حول قضية نفط الشمال، وتبنّينا قضية الضريبة التي ستفرضها الدولة على الناس وأقمنا لها محاضرة وأصدرنا فيها نشرة وبيان صحافي، وعندما انهارت البورصة مؤخراً أصدرنا بياناً مفصّلاً حول أسباب هذا الانهيار وحكم الشرع مفصّلاً في حرمة الشركات المساهمة. حتى ربط العملة قد أصدرنا فيه بياناً نطالب فيه بفك ارتباط الدينار بالدولار وهذا قبل أن يتم فك الارتباط. هذه أمثلة لا للحصر، فالقضايا التي تبنيناها كثيرة، والآن إضافة إلى هذه القضايا فنحن نتبنّى بشدّة قضية التواجد الأميركي في البلاد، ونطالب بجدّية إلغاء الاتفاقية الأمنية بين الكويت وأميركا.
{ ما آليّاتكم في العمل حين تتبنّون هذه القضايا؟
- حسن الضاحي: كما تعلم أخي الكريم، آلياتنا في العمل هي الفكر والسياسة، وأي وسيلة لا تخرج عن النطاق الفكري السياسي، وهناك أساليب كثيرة نقوم بها في حملنا للدعوة، كالمحاضرات والندوات وإصدار النشرات والبيانات الصحافية أو التصريح للصحف، هذا فضلاً عن تواجدنا الطبيعي في المجتمع، بين الأهل والأصدقاء والدواوين والمحاضرات والندوات، هذه هي وسائلنا وأساليبنا في العمل، واضعين نصب أعيننا قول الله سبحانه وتعالى: (ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ).
{ ما الشريحة التي تريدونها أن تسمع لكم؟
- أسامة الثويني: نحن نخاطب جميع الناس، لأن كل مسلم عليه واجب العمل لإقامة الخلافة، سواء أكان كبيراً في العمر أو شاباً، عالماً أو أميّاً، رجلاً كان أو امرأة، فنحن نخاطب الأمة جميعها بجميع فئاتها، ونريد لجميع الأمة الإسلامية أن تسمعنا وتحمل معنا هذه الأفكار لإقامة الخلافة الراشدة.
{ أيعني ذلك أنكم لا تمانعون من انضمام النساء لكم؟
- أسامة الثويني: في قول الرسول صلى الله عليه وسلم (لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر...) خطاب عام يشمل الرجل والمرأة، وقول الله سبحانه وتعالى: (وَلْتَكُن مِّنكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَأُوْلَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ) لم يحدد الرجل دون المرأة، وسيرة الرسول صلى الله عليه وسلم والصحابة الكرام زاخرة في مشاركة النساء في المحاسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أي بالعمل السياسي. علماً بأن أول إنسان آمن برسالة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم كان امرأة، وهي سيّدتنا خديجة عليها السلام. لذلك فإن الحزب يضم النساء كما يضم الرجال، إلا أن هناك نظام إداري خاص للنساء يمنع من الوقوع في أي شبهة اختلاط أو خلوة مع الرجال.
{ هذا يقودنا إلى سؤال آخر، هل توافقون على قانون المرأة؟
- أسامة الثويني: إن كنت تقصد السماح للنساء بالترشيح والانتخاب للمجلس فإن الإسلام يحرّم على الرجل والمرأة أن يشاركا في مجلس ديمقراطي يشرّع فيه من دون الله، قطعاً إنه لا يجوز أن يكون المسلم في مجلس تشريعي سواء كان رجلاً أم امرأة، لأن الله شرّع لنا الإسلام وحرم علينا الحكم بغير ما أنزل، قال تعالى: (وَأَنِ احْكُم بَيْنَهُم بِمَآ أَنزَلَ اللّهُ وَلاَ تَتَّبِعْ أَهْوَاءهُمْ...). أما في دولة الخلافة فكما نتبنى في الدستور الذي أعدّه الحزب ليكون دستوراً لدولة الخلافة الراشدة حين قيامها فإننا نقول بأن للمرأة أن تكون عضواً في مجلس الأمة ولها أن تحاسب الخليفة وتشير عليه، لأن مجلس الأمة في الإسلام ليس تشريعياً بل هو للمحاسبة والاستشارة.
{ ما استراتيجيتكم في العمل للمرحلة المقبلة؟
- حسن الضاحي: إن الحزب له غاية واضحة وهي استئناف الحياة الإسلامية بإقامة الخلافة الراشدة، وهو يسير وفق الطريقة الشرعية وهي طريقة الرسول صلى الله عليه وسلم في إقامة الدولة الإسلامية، وهذه الطريقة واضحة ومستقيمة لا اعوجاج فيها، وهي حمل الإسلام بصفته مبدأ أي عقيدة ينبثق عنها نظام، حملاً فكرياً سياسياً، لإيجاد الرأي العام في الأمة المنبثق عن وعي عام لتصبح آراؤنا هي آراء الأمة وقضيّتنا هي قضية الأمة، وهذا تحقق منه الكثير، وسنستمر في هذا العمل دون الحيد عنه قيد شعرة حتى نحقق الغاية.
طبعاً إن هذه الاستراتيجية فيها الكثير من التفصيلات التي تتغيّر وتتبدّل بحسب الظروف، فمثلاً نحن في الكويت تبنّينا قضايا منها الدعوة إلى إلغاء الاتفاقية الأمنية المبرمة مع أميركا، وهذا التبنّي لهذه القضية مرتبط بالظرف القائم في البلد، وإن تحقق بإذن الله وألغيت الاتفاقية سنتبنى قضية أخرى تضاف إلى قضايانا وهكذا حتّى تتحقق الغاية الأم، وهي إقامة الخلافة الراشدة.
{ قبل أن ننهي اللقاء، هل هناك كلمة أخيرة تودّون قولها؟
- حسن الضاحي: إن كانت لنا كلمة أخيرة فإني أحب أن ألفت نظر القارئ أننا على مشارف شهر رجب، وفي هذا الشهر مناسبة تنفطر لها القلوب، وتدمع لها الأعين، ألا وهي ذكرى إلغاء الخلافة من الوجود، حيث إنه في الثامن والعشرون من رجب سنة 1342هـ الذي سيوافق 11 أغسطس من هذه السنة تم إلغاء نظام الخلافة كنظام للحكم واستبدل بالنظام الجمهوري. وقد اعتاد الحزب أن يحيي هذه المناسبة في العالم الإسلامي بأشكال مختلفة من الأنشطة والأعمال ليجعل ذاكرة الأمة دائماً حاضرة متذكّرة لتاريخها كيف كانت وإلى أين وصلت اليوم.
جريدة الشاهد الكويتية
http://www.alshahed.com.kw/detail.asp?intTopicID=1758