تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مسألة التعايش .... أسس المسألة



فتحي قاسم
07-06-2007, 02:11 PM
مسألة التعايش ...
أسس المسألة


أثار الطرح الذي عرضته بخصوص مسألة التعايش قدرا من الاعتراض من قبل البعض ولما كانت أسباب الاعتراض قد تعددت وكان منها ما لا يجوز التعاطي معه لفقدانه خصائص الحوار الفكري المثمر فإني أقصر ردي هنا على ما بدا لي أنه اعتراض ناتج عن عدم استيعاب للأسس الفكرية التي بنيت تناولي للمسألة عليها وعلى ذلك فإني سأعمد في كلامي هذه المرة إلى محاولة عرض لهذه الأسس التي ذكرت مبينا المنطلقات التي اعتمدتها في كل ما قلته سابقا آملا من الكل التحلي بخصلتين حميدتين هما الصبر والموضوعية فبدونهما لا يكون للحوار أدنى قيمة والقاريء الذي يقرأ بتعجل يقع تماما كالقاريء الذي يقوده التعصب والهوى في سوء فهم لا سبيل للانفلات منه إلا أن يصبر وينظر بنظر طلب الحق حيثما كان .
فأقول متوكلا على الذي علم بالقلم علم الإنسان ما لم يعلم .
يبدأ الأصل الأول للموضوع من ملاحظة ما يتعرض له الإسلام في زمننا هذا من مؤامرات مقصودة ومحبوكة بإرادة واعية متسلحة بعلوم فهم الإنسان على تنوعها وكذلك من مخاطر ناجمة في مسارات أخرى عن عناصر ومركبات للحياة المعاصرة نتعاطى معها جميعا دون وعي بمدى ما تحدثه من تأثيرات على وعينا بالإسلام وتصورنا له . وقد بدا لي حسب ما وهبني الله تعالى من فهم قد يصيب وقد يخطيء كحال عقل الإنسان دائما أن المسألة الأولى بالنسبة للإسلام في زمننا هذا هي الذود عن حياض الوعي الإسلامي ذاته الذي يتعرض لانتهاكات لا حد لها تؤدي إلى خلخلة شدته وعزمه أحيانا وإلى حرفه وتشويهه أحيانا أخرى . والمسألة ليست هينة ولا ثانوية على الاطلاق إذ أن توطن الإسلام في نفوسنا محكوم بصفاء ونقاء تصورنا ل كما بقوة اواصر ارتباطنا به . ولذلك فإنه إذا كان الكثيرون قد انهجوا في اطار العمل الإسلامي خلال السنوات الماضية سبيل ما سماه البعض بأسلمة المجتمع فإن منطلقي هو الحاجة الملحة لأسلمة الوعي .
إن الخطر يأتي إذن من تهيد المرتكزات الإسلامية للوعي الذاتي للفرد المسلم وهو خطر يعتمد على اختراقات واسعة ومتتابعة لكل الجهاز الواعي للذات العقلي والنفسي معا وفي طبقاتهما المختلفة وينتج عن ذلك خلخلة في ركائزه الأساسية وإعادة تشكيلها وبنائها بأوصاف وملامح جديدة إلا أن هذا الخطر لا يأتي في صيغه الأساسية في صورة اطروحات فكرية ذات بنى عقلانية جادة ومنطقية غنما هو يعتمد على قدرات أكثر حداثة وأكثر خبثا في اشكال المواجهة الملتبسة والخفية التي تتخذها وأكثر قدرة على تعميم الرسالة المقصودة لمخاطبة الأعداد الغفيرة للجماهير في شتى بقاع المعمورة باستخدام وسائل الاعلام الحديثة التي يمر تأثيرها عبر العين والاذن بواسطة الصورة والصوت معا وهو تأثير يتيح لمستخدميه قدرا كبيرا من التأثير الايحائي الذي يترسب ثم يترسخ في طبقات الوعي الدنيا حيث تمثل الصورة في مثل هذه الحالة الأداة الأكثر فاعلية في تمرير الأثر المطلوب دون الاعتماد على الخطاب اللغوي المباشر الموجه للعقل وحين يدور الأمر على استخدام هذا الخطاب فإنه يتم باستخدام خدع وحيل أخرى تقوم على استخدام ملامسات خفيفة على سطح الوعي بواسطة كلمات ذات بريق لماع أو حدود بالغة المرونة مع بعض الملامح الموهمة بالحيادية والتي تكفل لها المرور السلس دون مقاومة أو احتجاج .
وقد يترافق كل ذلك مع بعض العمليات الأخرى التي يكون من شأنها خفض مستوى العزيمة وخلخلة التماسك الداخلي ورفع درجة الاحباط أو عدم المبالاة . وتتنوع العمليات في هذا الخصوص وتتلون بألوان الساسة والثقافة والرياضة وغير ذلك ومن التكتيكات المستخدمة في هذا الشأن دفع المسلمين إلى خوض معارك وهمية ومعدة سلفا – لا أقصد المعارك الحربية هنا – مع اعطائهم قدرا من الانتشاء بنصر زائف يكون من ثمرته الركون فوز موهوم يشيع في النفس قدرا مناسبا من الاحساس بالفخر والرضا عن النفس للقيام بالواجب تجاه الإسلام والأمة ولا يكون هذا النصر في حقيقته إلا فخر العاجز ورضى الحالم .
فإذا ما أضفنا للصورة هشاشة وسطحي الوعي المراد التعامل معه وحرفه وتشويهه وهو أمر لا سبيل لنكرانه كما أنه من قبيل الخيانة المجادلة في كشف حقيقته فإذا ما قمنا بذلك بصدق والتزام جاد اتضح لنا مدى لخطورة الكامنة في المسألة ومدى ثقل ودقة الالتزام الواجب على الفكر الإسلامي في المرحلة الراهنة أن يأخذه على عاتقه دون تردد أو مهادنة .
على أني إذا ما عدت إلى مستوى الخطاب اللغوي المباشر فبوسعي أن أطرح وأضيف منطلقا آخر هاما لي في المسألة يتمثل باختصار فيما يحتويه ما أسميه بالتفكير القيمي من خطورة على وعي المسلم وعلى الفكر الإسلامي وأقصد بالتفكير القيمي هنا التفكير الذي يعتمد على مباديء عقلية ذات طابع كلي ومطلق يتم استيعابها مسلمات ذات صبغة عامة تتجاوز حدود الفواصل الثقافية والحضارية والدينية أو هي تحمل في أحشائها مثل هذا التوجه حتى لو لم تقدم بوصفها حاملة لصورته ومعناه وهي مسألة تزداد استفحالا وخطورة في ظل غلبة الوعي السطحي والهش وتحول التكوين المعرفي من المصادر المقروءة إلى المصادر المسموعة والمرئية .
إن من خصائص التفكير القيمي كونه يطرح على الوعي أفكارا تمثل مرجعية عليا للحكم على الفكر والواقع وهي ذات استقلالية تامة خارج نطاق كل خصوصية ثقافية وبالتالي فهي إنسانية بأعم معاني هذه الكلمة ويوفلر لها القناع الإنساني جواز مرور يحول دون رفض النفوس لها . إلا أن خاصية التعالي هذه تتيح استخدام مثل هذه المفاهيم والأفكار مرتكزا لإحداث صياغة قانونية عالمية تعد لتكون مصدرا للحكم الأعلى الذي لا يعطي بالا للإختلافات الثقافية ذات الطابع الحضاري والمحلي . ويمكن ملاحظة وجود جهود داخل المنظمات والمؤتمرات الدولية تدفع باتجاه الإقرار بمثل هذا الأمر في مسائل وقضايا صارت مطروحة للبحث الدولي وعلى رأسها مسائل المرأة والأسرة .
إن التفكير القيمي يرفر أرضا واسعة لإقامة العولمة الثقافية والفكرية على أسس لا تثير الكثير من الجدل والمعارضة وهو يفعل ذلك بإظهار نمط من الاطار المرجعي الموحد الموسوم بالإنسانية الموحد الموسوم بالإنسانية . ولا يبعد مفهوم التعايش الذي يروج له البعض عن هذا المسار الذي يمكن رصده في خطوط عريضة تتسع بتزايد مستمر للعديد من التيارات والمفاهيم الفكرية ويحقق هذا المفهوم كافة المزايا المطلوبة للالتحاق بهذا المسار فهو يطرح مشحونا بحيادية متعالية ذات طابع إنساني تسمه بقدر من الخفوت والغلس مما يعمي العيون عن التفاصيل ودقائق الاختلاف المميزة ويبقى أمام النظر الهياكل الكلية التي بباختفاء تفاصيلها تظهر هياكلا متشابهة ومتقاربة .
ومن جهة أخرى يعطي مفهوم التعايش نموذجا للمفهوم أحادي التوجه على مستوى الخطاب إذ أن المخاطب المعني بهذا المفهوم هو نحن فقط دون سوانا وهذا يعني أن هذا المفهوم يلقي التزامات ومتطلبات على كاهلنا نحن فقط كما أنه يصنع توقعات تكون العيون معها متجهة نحونا انتظارا للحظة حدوثها . ويمكن تفسير أحادية التوجه في الخطاب هذه بأمرين 1 – الأمر الأول هو الاختلاف الهائل في مستويات القوة على تعدد وجوهها والذي يبقي المسألة دائما في اطار غالب ومغلوب حيث تبقى الممارسات العملية للتعايش المطلوب واقعيا أمرا مطلوبا من الطرف المغلوب في مسار تكييف واقعه مع واقع الطرف الغالب والمسيطر ولذلك فإن الإنسان الغربي غير معني بأية التزامات يمكن لهذا المفهوم أن يلقيها على عاتقه أما بالنسبة لنا نحن فإن التفاعل الذي حدث مع هذا المفهوم هو بحد ذاته مؤشر للإحساس العميق بهشاشة الرضى الذاتي في نفوسنا . وبذلك يكون مفهوم التعايش قد حمل في طواياه مفاهيم الاحساس بالدونية والنقص أو عدم الرضى عن الذات ومفاهيم الانقلاب على الذات أو الخروج عن الذات مع التوجه نحو التغريب أو الأمركة كما صار البعض يسميها أو بالتعابير الأكثر انتشارا ورقة وقبولا الحداثة أوالعلمنة .
2 – أما الأمر الثاني وهو أمر جد مهم فهو أنه يطرح في هذا الوقت الذي نقف فيه وحدنا في قفص الإتهام محاصرين بدعاوى الإرهاب وهي تهمة أجيد اختيارها وأحكم طرحها على مستوى الساسة الدولية مرفوقا بأزيز الطائرات وانفجارات القنابل مع بعض الصور والتقارير عن التعذيب في أبي غريب وفي غونتنامو والتي تسرب عمدا حتى تكتمل صورة الشراسة التي لا حد لها والتي لا يقيدها عرف ولا دين في محاولة لخلخلة النفوس وزرع الرعب والفع باتجاه ايثار السلامة برفع الأعلام البيضاء التي لن تكون في ظل إشاعة مثل هذه المفاهيم المغرضة والموبوءة رايات استسلام وإنما رايات تعايش وسلام وتحضر وإنسانية لا سيما أننا نبالغ ونتطرف ي التمسك بهذه المفاهيم الموهمة والمخادعة كما فعلنا مع السلام حينما جعلناه خيارا استراتيجيا لا رجعة عنه مع كل صلف ودناءة وخسة أفعال العدو معنا .
وعلى ذلك يفهم اتعايش في أول عناوينه بنبذ الإرهاب ولما كنا نحن الطرف الذي يمارس الإرهاب وجب هلينا نحن إذن أنةنتعايش دون أن يكون ثمة معنى لدعوة الطرف الآخر إلى التعايش ويبقى هذا الأمر لو حدث ذر للرماد في العيون ولإيهام بأن الأمر يتم بين ندين لهما ذات المزايا وذات الحقوق وهو ما لا يمكن أن يكون بين هيئة الإدعاء والقضاة من جهة والمتهم من جهة أخرى فلا أحد يعطي المتهم الحق في محاكمة قاضيه .
وبالنظر إلى ما يحدث على أرض الواقع يكون من السذاجة المفرطة بل من الغباء الشديد أن نتصور التعايش ونجعله شعارا و مطلبا في اللحظة التي صار فيها الهجوم علينا أشد عنفا وعزما وانفلاتا من التقيد بضوابط القانون أو الاخلاق وقبولا للإمتداد دون وجود خطوط حمراء .
ونتيجة لكل ذلك لا يكون مفهوم التعايش إلا تعبيرا عن الإنهزامية والتخاذل والقبول بالخضوع لقانون اآخر والدوران في فضائه .
وعلينا ألا نغفل أن هذه الانهزامية حاصلة حتى على مستوى الوعي بالذات أي الهوية ومن هذه ازاوية يكون الحديث عن التعايش هو في حقيقته حديث ن تفكيك الذا وحو لخصائصها المعبرة عن الخصوصية وهو ما يؤدي نظرا لمعوقات الواقع التي تمنع من التحول التام للذات إلى ظهور مجموعة من البشر مخنثي الهوية .

هنا الحقيقه
07-07-2007, 07:38 PM
1 – الأمر الأول هو الاختلاف الهائل في مستويات القوة على تعدد وجوهها والذي يبقي المسألة دائما في اطار غالب ومغلوب حيث تبقى الممارسات العملية للتعايش المطلوب واقعيا أمرا مطلوبا من الطرف المغلوب في مسار تكييف واقعه مع واقع الطرف الغالب والمسيطر ولذلك فإن الإنسان الغربي غير معني بأية التزامات يمكن لهذا المفهوم أن يلقيها على عاتقه أما بالنسبة لنا نحن فإن التفاعل الذي حدث مع هذا المفهوم هو بحد ذاته مؤشر للإحساس العميق بهشاشة الرضى الذاتي في نفوسنا . وبذلك يكون مفهوم التعايش قد حمل في طواياه مفاهيم الاحساس بالدونية والنقص أو عدم الرضى عن الذات ومفاهيم الانقلاب على الذات أو الخروج عن الذات مع التوجه نحو التغريب أو الأمركة كما صار البعض يسميها أو بالتعابير الأكثر انتشارا ورقة وقبولا الحداثة أوالعلمنة .
2 – أما الأمر الثاني وهو أمر جد مهم فهو أنه يطرح في هذا الوقت الذي نقف فيه وحدنا في قفص الإتهام محاصرين بدعاوى الإرهاب وهي تهمة أجيد اختيارها وأحكم طرحها على مستوى الساسة الدولية مرفوقا بأزيز الطائرات وانفجارات القنابل مع بعض الصور والتقارير عن التعذيب في أبي غريب وفي غونتنامو والتي تسرب عمدا حتى تكتمل صورة الشراسة التي لا حد لها والتي لا يقيدها عرف ولا دين في محاولة لخلخلة النفوس وزرع الرعب والفع باتجاه ايثار السلامة برفع الأعلام البيضاء التي لن تكون في ظل إشاعة مثل هذه المفاهيم المغرضة والموبوءة رايات استسلام وإنما رايات تعايش وسلام وتحضر وإنسانية لا سيما أننا نبالغ ونتطرف ي التمسك بهذه المفاهيم الموهمة والمخادعة كما فعلنا مع السلام حينما جعلناه خيارا استراتيجيا لا رجعة عنه مع كل صلف ودناءة وخسة أفعال العدو معنا .
وعلى ذلك يفهم اتعايش في أول عناوينه بنبذ الإرهاب ولما كنا نحن الطرف الذي يمارس الإرهاب وجب هلينا نحن إذن أنةنتعايش دون أن يكون ثمة معنى لدعوة الطرف الآخر إلى التعايش ويبقى هذا الأمر لو حدث ذر للرماد في العيون ولإيهام بأن الأمر يتم بين ندين لهما ذات المزايا وذات الحقوق وهو ما لا يمكن أن يكون بين هيئة الإدعاء والقضاة من جهة والمتهم من جهة أخرى فلا أحد يعطي المتهم الحق في محاكمة قاضيه .
وبالنظر إلى ما يحدث على أرض الواقع يكون من السذاجة المفرطة بل من الغباء الشديد أن نتصور التعايش ونجعله شعارا و مطلبا في اللحظة التي صار فيها الهجوم علينا أشد عنفا وعزما وانفلاتا من التقيد بضوابط القانون أو الاخلاق وقبولا للإمتداد دون وجود خطوط حمراء .


تحليل دقيق وكنت اتمنى من الكاتب ان يوضح اكثر ان التعايش الذي يروج له هؤلاء ما هو الا الاستسلام للعولمة او الامركة برداء اسلامي وديني

موضوع يستحق ان يناقش

فتحي قاسم
07-12-2007, 10:08 AM
لك الشكر أخي على اهتمامك وهذه هي الحقيقة فعلا وربما يكون لنا كلام آخر في الموضوع