14_Azar
07-06-2007, 08:37 AM
ماذا يجري في بلاد جبيل؟
ربيع يعقوب
أسئلة بسيطة ومهمة: هل إن دعم حزب الله للتيار العوني وتعويمه له بعد تدهور مستوى شعبيته يدفع هذا التيار الى تقديم تنازلات لحزب الله عن بعض المصالح الحيوية المسيحية؟ أم أن التيار يقدم تنازلات لحزب الله لدفعه نحو أهداف معينة؟ وهل تأتي هجمة التيار العوني على القوى المسيحية في 14 آذار لتغطية استراتيجية ما بدأت معالمها تتضح في بلاد جبيل؟
المعلومات الواردة من بلاد جبيل تشير الى ان نائب شيعي من جبيل يستثمر في عمليات شراء الأراضي من المسيحيين بمساعدة بعض مسؤولي التيار هناك الذين يتقاضون سمسرات كبيرة مقابل كل قطعة أرض ينجحون بإقناع مالكيها ببيعها إما الى شيعة جبيل أو الى شيعة قادمين من خارجها ينتمون حصراً الى حزب الله
كما تؤكد هذه المعلومات على ان مؤسسة جهاد البناء التابعة لحزب الله تعمل بالتنسيق مع هذا النائب ورئيس بلدية شيعية والجمعية الخيرية للمسلمين في بلاد جبيل على شق طريق من بلدة لاسا الشيعية الى قرقريا مروراً بوادي جنة لربط مناطق الإنتشار الشيعي في أعالي جبيل ووسطها، وصولاً الى تأمين اتصال جغرافي ببعض القرى الشيعية الموجودة في أعالي كسروان الفتوح. وبهذا يتأمن ارتباط أفقي للشيعة في قلب المناطق المسيحية، إلا أن الإعاقة تأتي من كون العقارات المنوي شق الطريق عليها هي أملاك وقفية أي أملاك تابعة للكنيسة المتمسكة بعدم بيع أملاكها
وتضيف هذه المعلومات أن شراء الأراضي مستمر انطلاقاً من خط حدث بعلبك الى أفقا ولاسا ومنها الى علمات وطورزيا وحجولا بمساعدة مسؤول عوني معروف في جبيل الذي يُعتقد أنه أصبح من الأثرياء بسبب السمسرة. وتجدر الإشارة الى أن كثيرا من العقارات التي يجري شراؤها مملوكة من قبل مغتربين مسيحيين يتم الإتصال بهم من خلال أقرباء لهم
وأخطر ما في هذه المعلومات تلك التي تقول إن حزب الله نقل قسما من ترسانته العسكرية الى جرود جبيل ونقل معها مجموعة عسكرية تتولى صيانة هذه الترسانة وتشرف عليها. وبالطبع فإن هذه المجموعة انتقلت مع عائلاتها الى جبيل
يبدو أن حزب الله طامح الى إقامة مربع شيعي صافٍ في بلاد جبيل يمتد أفقياً وعامودياً ويشكل رأس جسر في المناطق المسيحية ويشرف عليها تمهيداً للإنقضاض عليها من أكثر من محور إذا ما وجد أن الظروف تسمح له باستكمال مخططه الإنقلابي
هل إن جائزة الترضية عن السكوت عن هكذا مخطط والإشتراك فيه كانت في تدبير حزب الله لزيارة ذات طابع إستعراضي الى دولة إقليمية؟
بالطبع لا. إن الجائزة الوحيدة التي يرغب بها زعيم "تيار نفسه" هي جائزة الرئاسة الأولى، وهو بزيارته الى قطر، بدأ يفعل ما يتهم الأكثرية به، إذ أنه بدأ يستجدي الدعم الخارجي الإقليمي للحفاظ على موقع بدأ يفقده شعبياً
هو أولاً يريد أن يبقى بيدقاً في رقعة شطرنج القوى الإقليمية، لأنه خائف من التخلي عنه لصالح حماية أحجار أكثر أهمية منه على رقعة الشطرنج هذه. ومن هذا المنطلق فإن حديث حزب الله والرئيس برّي عن رئيس توافقي يقلقه ولا يدعه ينام، وهو ثانياً يريد دفع حزب الله الى خوض المعركة حتى نهايتها، بحيث لا يصبح التوافق ممكناً فتعود حظوظه قوية للرئاسة في حال نجح حزب الله في انقلابه. لذلك فإنه يمكننا القول إن تشجيع حزب الله على التمدد في جبيل، ناتج عن رغبة لدى زعيم "تيار نفسه" في جعل حزب الله يظن أنه قادر على السيطرة على المناطق المسيحية انطلاقاً من مربع جديد في جبيل. وهذا ما سيجعله أكثر ثقة بالحسم وبالتالي سيدفعه الى تغليب منطق القوة على التوافق
إن المتضرر الأكبر من أي توافق إقليمي- دولي هو معروف، لكن لا شك أن الحسابات الإقليمية، وخصوصا الإيرانية، أكبر من أن تجعل حزب الله يذهب في إتجاه الإنقلاب، إلا في حالة وصول المفاوضات مع الولايات المتحدة الى حائط مسدود، وهو احتمال وارد يتمناه بعض من يدعي تمثيل المسيحيين
ربيع يعقوب
أسئلة بسيطة ومهمة: هل إن دعم حزب الله للتيار العوني وتعويمه له بعد تدهور مستوى شعبيته يدفع هذا التيار الى تقديم تنازلات لحزب الله عن بعض المصالح الحيوية المسيحية؟ أم أن التيار يقدم تنازلات لحزب الله لدفعه نحو أهداف معينة؟ وهل تأتي هجمة التيار العوني على القوى المسيحية في 14 آذار لتغطية استراتيجية ما بدأت معالمها تتضح في بلاد جبيل؟
المعلومات الواردة من بلاد جبيل تشير الى ان نائب شيعي من جبيل يستثمر في عمليات شراء الأراضي من المسيحيين بمساعدة بعض مسؤولي التيار هناك الذين يتقاضون سمسرات كبيرة مقابل كل قطعة أرض ينجحون بإقناع مالكيها ببيعها إما الى شيعة جبيل أو الى شيعة قادمين من خارجها ينتمون حصراً الى حزب الله
كما تؤكد هذه المعلومات على ان مؤسسة جهاد البناء التابعة لحزب الله تعمل بالتنسيق مع هذا النائب ورئيس بلدية شيعية والجمعية الخيرية للمسلمين في بلاد جبيل على شق طريق من بلدة لاسا الشيعية الى قرقريا مروراً بوادي جنة لربط مناطق الإنتشار الشيعي في أعالي جبيل ووسطها، وصولاً الى تأمين اتصال جغرافي ببعض القرى الشيعية الموجودة في أعالي كسروان الفتوح. وبهذا يتأمن ارتباط أفقي للشيعة في قلب المناطق المسيحية، إلا أن الإعاقة تأتي من كون العقارات المنوي شق الطريق عليها هي أملاك وقفية أي أملاك تابعة للكنيسة المتمسكة بعدم بيع أملاكها
وتضيف هذه المعلومات أن شراء الأراضي مستمر انطلاقاً من خط حدث بعلبك الى أفقا ولاسا ومنها الى علمات وطورزيا وحجولا بمساعدة مسؤول عوني معروف في جبيل الذي يُعتقد أنه أصبح من الأثرياء بسبب السمسرة. وتجدر الإشارة الى أن كثيرا من العقارات التي يجري شراؤها مملوكة من قبل مغتربين مسيحيين يتم الإتصال بهم من خلال أقرباء لهم
وأخطر ما في هذه المعلومات تلك التي تقول إن حزب الله نقل قسما من ترسانته العسكرية الى جرود جبيل ونقل معها مجموعة عسكرية تتولى صيانة هذه الترسانة وتشرف عليها. وبالطبع فإن هذه المجموعة انتقلت مع عائلاتها الى جبيل
يبدو أن حزب الله طامح الى إقامة مربع شيعي صافٍ في بلاد جبيل يمتد أفقياً وعامودياً ويشكل رأس جسر في المناطق المسيحية ويشرف عليها تمهيداً للإنقضاض عليها من أكثر من محور إذا ما وجد أن الظروف تسمح له باستكمال مخططه الإنقلابي
هل إن جائزة الترضية عن السكوت عن هكذا مخطط والإشتراك فيه كانت في تدبير حزب الله لزيارة ذات طابع إستعراضي الى دولة إقليمية؟
بالطبع لا. إن الجائزة الوحيدة التي يرغب بها زعيم "تيار نفسه" هي جائزة الرئاسة الأولى، وهو بزيارته الى قطر، بدأ يفعل ما يتهم الأكثرية به، إذ أنه بدأ يستجدي الدعم الخارجي الإقليمي للحفاظ على موقع بدأ يفقده شعبياً
هو أولاً يريد أن يبقى بيدقاً في رقعة شطرنج القوى الإقليمية، لأنه خائف من التخلي عنه لصالح حماية أحجار أكثر أهمية منه على رقعة الشطرنج هذه. ومن هذا المنطلق فإن حديث حزب الله والرئيس برّي عن رئيس توافقي يقلقه ولا يدعه ينام، وهو ثانياً يريد دفع حزب الله الى خوض المعركة حتى نهايتها، بحيث لا يصبح التوافق ممكناً فتعود حظوظه قوية للرئاسة في حال نجح حزب الله في انقلابه. لذلك فإنه يمكننا القول إن تشجيع حزب الله على التمدد في جبيل، ناتج عن رغبة لدى زعيم "تيار نفسه" في جعل حزب الله يظن أنه قادر على السيطرة على المناطق المسيحية انطلاقاً من مربع جديد في جبيل. وهذا ما سيجعله أكثر ثقة بالحسم وبالتالي سيدفعه الى تغليب منطق القوة على التوافق
إن المتضرر الأكبر من أي توافق إقليمي- دولي هو معروف، لكن لا شك أن الحسابات الإقليمية، وخصوصا الإيرانية، أكبر من أن تجعل حزب الله يذهب في إتجاه الإنقلاب، إلا في حالة وصول المفاوضات مع الولايات المتحدة الى حائط مسدود، وهو احتمال وارد يتمناه بعض من يدعي تمثيل المسيحيين