تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدعاء اهم وسيله للنصره



احمد الجبوري
07-02-2007, 10:21 AM
من أهم الوسائل للنصرة الدعاء

وكم سمعنا من أخ يقول : لا تقل لنا الدعاء ، نريد شيئًا آخر ، نريد عملا لا كلاما ، وأقول لمثل هذا القول : أول أسباب الهزيمة ، وعدم الاجابة : هذه النظرة للدعاء ، وعدم إعطائه قدره ، وترك القيام به كما ينبغي بآدابه وشروطه وواجباته ، نعم أخي لقد جاء في الحديث : [ ادعوا الله وانتم موقنون بالإجابةِ ، واَعلموا أنَّ الله لا يستجيبُ دعاءً من قلبٍ غافلٍ لاهٍ ] .



أتسخر بالدعــاء وتزدريـه وما تدري بما صنع الدعاءُ

سهام الليل لا تُخطي ولكن لـها آمـدٌ وللأمـد انقضــاءُ



شأن الدعاء في كشف البلاء من الامور المعتقدة والمشاهدة ، وهو حسن الظن بالله ، وهو سلاح عظيم يُستدفع به البلاء ، ويرد به سوء القضاء ، وهل شيء اكرم على الله من الدعاء ؟ ! ولو لم يكن في الدعاء لإِخواننا إلا الشعور بالجسد الواحد ، والمواساة ورقة القلب ، لكفى { فَلَوْلا إِذْ جَاءهُمْ بَأْسُنَا تَضَرَّعُواْ وَلَـكِن قَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُواْ يَعْمَلُونَ } الأنعام43 ، ولو لم يكن في فضله إِلا هذه الآية لكفى { قُلْ مَا يَعْبَأُ بِكُمْ رَبِّي لَوْلَا دُعَاؤُكُمْ } الفرقان77 ، ويكفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم [ أفضل العبادة هو الدعاء ] أليس الدعاء تذللاً وخضوعاً ، وإِخباتاً وانطراحاً بين يدي الكريم المنان ، بل صح انه صلى الله عليه وسلم قال [ الدعاء هو العبادة ] فمتى يعرف المسلمون قيمة وقدر هذا السلاح ، فالدعاء سلاح الخطوب ، سلاح المؤمن الصادق في أيمانه ، لكنه يحتاج من يجيد الرماية ، ويحسن تسديد السهام ، يحتاج لاستمرار ومواصلة وصبر وجلد وعدم الملل ، ففي صحيح مسلم من حديث عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال ( . . . فاستقبل نبي الله صلى الله عليه وسلم القبلة ثم مد يديه فجعل يهتف بربه : اللهم أنجز لي ما وعدتني ، اللهم اتِ ما وعدتني ، اللهم ان تهلك هذه العصابة من اهل الاسلام لا تعبد في الارض ، فما زال يهتف بربه مـاداً يديه مستقبل القبلة حتى سقط رداؤهُ عن منكبيه فأتاه ابو بكر فأخذ رداءهُ فردهُ على منكبيه ، ثم التزمه من ورائه وقال : يا نبي الله ! كفاك مناشدتك ربك فإنه ُ سينجز لك ما وعدك فأنزل الله عز وجل { إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلآئِكَةِ مُرْدِفِينَ } فأمده الله بالملائكة . قال ابو زُمَيْل : فحدثني ابن عباس قال بينما رجل من المسلمين يومئذٍ يشتد في أثر رجُلٍ من المشركين أمامهُ إذ سمع ضربة بالسوطِ فوقهُ وصوت الفارس يقول : أقدم خيزوم ! فنظر الى المشرك أمامه فخر مستلقيا ، فنظر اليه فإذا هو قد خطم أنفه وشق وجهه كضربة السوط فاخضر ذلك أجمع . فجاء الانصاري فحدث بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال صدقت ، ذلك من مدد السماء الثالثة ) .

أخوة الايمان ! بمثل هذا الدعاء يكون النصر للمسلمين دعاء من قلب صادق وليس غافل لاه ، دعاء من قلب مليء بالثقة واليقين كلما رأى الامور تشتد ، والمكر والكيد يزداد ، قال { هَذَا مَا وَعَدَنَا اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَصَدَقَ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَمَا زَادَهُمْ إِلَّا إِيمَاناً وَتَسْلِيماً }الأحزاب22 . ثم زاد في دعائه وعمله وسعيه لفعل كل ما يستطيع من اسباب النصر دون تردد او خوف اما الدعاء من قلب ضعيف شاك بنصرة الله فما عساه ان يفعل ولم يؤثر بدءاً بقلب صاحبه ؟ فما أجمل الدعاء اذا كان من قلب قوي موقن بالأجابة ! وما أجمل الدعاء اذا أمتزج بالسعي والعمل ، والخضوع والانكسار ! وما أجمل أنتهاز فرص أوقات الاجابة كوقت السحر حين نزول ملك الملوك ، وناصر المستضعفين ، ووقت السجود ، والخلوات ! وكيف أذا صاحب هذا أيضا أنكسار وخشوع وبكاء ، وتوجهت الاحاسيس كلها الى بارئها تعالى ، هنا يكون للدعاء أثر . ومنا يكون الدعاء وسيلة فاعلة ، بل أعظم وأهم وسيلة للنصرة الحقيقية للمسلمين ، فليكن للعراق حظ من دعائك ، بل اليس القنوت في النوازل من سنن المصطفى صلى الله عليه وسلم ، فأين قنوتنا ؟ فإن لم يكن جماعة افلا يمكن ان يقنت العبد بمفرده من اجل إخوانه وعقيدته ؟ فادعُ ولا تيأس ولا تتعجل ، { وَلاَ تَيْأَسُواْ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِنَّهُ لاَ يَيْأَسُ مِن رَّوْحِ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْكَافِرُونَ } يوسف87 . إذاً فأنت مطالب بالدعاء لإِخوانك والتضرع والالحاح بالدعاء ، الدعاء الذي يتحرك به القلب قبل ان يلهج به اللسان ، دعاء القلب الذي يعتصره الالم ، ويحرقه الهم للمسلمين ، فمن منا أيها الاخوة رفع يديه الى السماء ، وتوجه الى الله بالدعاء ؟ من منا قنت في ليله ودعا على أعداء الإِسلام واليهود الغاصبين والامريكان المحتلين لبلاد المسلمين ؟
وسلاحنـا النووي تقـوى ربنـا فبهـا سنجعلهم هشيم المحتظرْ

ولنا سهــام الليـل تفعل فعـلهـا والأمر للمولـى كلمـح ٍ بالبصـرْ

جبناء يستخفون رغم رصاصهم يخشون طفلاً راح يقذف بالحجرْ



فإلى كل مسلم يريد نصرة إِخوانه : الله ، الله بالدعاء ، سبحان الله . . . أليس في المليار أشعث أغبر لو أقسم على الله لأبره ؟ فإياكم وقسوة القلب وشدة الغفلة ، والاغراق في الدنيا ونسيان مصاب أخوانكم ، إِن دمعة من عينيك ودعوة من قلبك وزفرة من صدرك لهي الدليل على صدق الانتساب لهذا الدين .