سـمـاح
06-20-2007, 09:45 PM
من يوقف انتحار الأطفال؟
بيسان الشيخ الحياة - 19/06/07//
لم تتوقف تداعيات بث إعدام الرئيس العراقي السابق مباشرة على الهواء بعد، إذ تناقلت الصحافة المكتوبة وبعض مواقع الإنترنت حادثة انتحار فتى سعودي في الثامنة من عمره شنقاً، مقلداً الطريقة التي أُعدِم بها صدام من دون أن يجد الخبر المفجع حيزاً له في فضاء القنوات التلفزيونية العربية إلا المحلية منها.
الحادثة هي الخامسة في السعودية وحدها، وهي تأتي بعد سلسلة حوادث مشابهة في دول كاليمن وباكستان والجزائر وتركيا وحتى الولايات المتحدة، قد يقول قائل إن الأحداث في فلسطين والعراق ولبنان لا يمكن تجاوزها، وأن لها الأولوية في التغطية، وهو أمر صحيح لكنه لا يبرر إغفال أخبار بهذه الأهمية، خصوصاً أنها باتت تقارب الظاهرة التي تعنى بحياتنا اليومية وحياة أجيال من ورائنا، ولنا المسؤولية المباشرة فيها.
ولعل اللافت هذه المرة أن الإضافة لا تقتصر على تكرار حوادث من هذا النوع بين أطفال لم يتجاوز أكبرهم الثانية عشرة من عمره، وارتفاع عدد ضحايا البث المباشر لعملية الإعدام مراراً وتكراراً على قنوات التلفزيون، إنما الاتهام المباشر الذي وجهه الوالد المفجوع لوسائل الإعلام، محملاً إياها علناً مسؤولية ما جرى لابنه، ومندداً بغياب الرقابة وعدم وجود رادع لمقاضاة تلك القنوات.
ليس الاتهام من دون دلالة، فهو يعيدنا إلى نقاش جوهري حول أخلاقيات المهنة في شكل عام، وجدلية البث الفضائي المباشر لمشاهد العنف والقتل، وقبل هذا وذاك كيفية اختيار الأخبار وتقديمها وتقدير نتائجها على العامة.
وتلك نقاط أساسية نتجاوزها في أحيان كثيرة لتحقيق سبق صحافي أو بدعوى نقل الحقيقة وسط تسابق مسعور لا يرحم.
بيسان الشيخ الحياة - 19/06/07//
لم تتوقف تداعيات بث إعدام الرئيس العراقي السابق مباشرة على الهواء بعد، إذ تناقلت الصحافة المكتوبة وبعض مواقع الإنترنت حادثة انتحار فتى سعودي في الثامنة من عمره شنقاً، مقلداً الطريقة التي أُعدِم بها صدام من دون أن يجد الخبر المفجع حيزاً له في فضاء القنوات التلفزيونية العربية إلا المحلية منها.
الحادثة هي الخامسة في السعودية وحدها، وهي تأتي بعد سلسلة حوادث مشابهة في دول كاليمن وباكستان والجزائر وتركيا وحتى الولايات المتحدة، قد يقول قائل إن الأحداث في فلسطين والعراق ولبنان لا يمكن تجاوزها، وأن لها الأولوية في التغطية، وهو أمر صحيح لكنه لا يبرر إغفال أخبار بهذه الأهمية، خصوصاً أنها باتت تقارب الظاهرة التي تعنى بحياتنا اليومية وحياة أجيال من ورائنا، ولنا المسؤولية المباشرة فيها.
ولعل اللافت هذه المرة أن الإضافة لا تقتصر على تكرار حوادث من هذا النوع بين أطفال لم يتجاوز أكبرهم الثانية عشرة من عمره، وارتفاع عدد ضحايا البث المباشر لعملية الإعدام مراراً وتكراراً على قنوات التلفزيون، إنما الاتهام المباشر الذي وجهه الوالد المفجوع لوسائل الإعلام، محملاً إياها علناً مسؤولية ما جرى لابنه، ومندداً بغياب الرقابة وعدم وجود رادع لمقاضاة تلك القنوات.
ليس الاتهام من دون دلالة، فهو يعيدنا إلى نقاش جوهري حول أخلاقيات المهنة في شكل عام، وجدلية البث الفضائي المباشر لمشاهد العنف والقتل، وقبل هذا وذاك كيفية اختيار الأخبار وتقديمها وتقدير نتائجها على العامة.
وتلك نقاط أساسية نتجاوزها في أحيان كثيرة لتحقيق سبق صحافي أو بدعوى نقل الحقيقة وسط تسابق مسعور لا يرحم.