ابو شجاع
06-20-2007, 02:32 PM
الكلمة المسؤولة في خطر
نص الكلمة التي ألقاها رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في لبنان، د.أيمن القادري، في المؤتمر الصحافي الذي انعقد في فندق ميريديان كومودور، صباح السبت، الأول من جمادى الآخرة 1428هـ، 16 حزيران 2007م تناول فيه التضييق على صوت المحاسبة والإعلام المسؤول وأصحاب القلم الجريء
http://hizb-ut-tahrir.info/arabic/images/uploads/htlb.JPG
لليوم الثاني عشر على التوالي، ما زال ثلاثة من شباب حزب التحرير قابعين في السجن، ذنبهم أنهم استصرخوا الناس منبّهين إلى المأساة الإنسانية التي يعاني منها مخيم "نهر البارد". فبعد النداءات المتكررة التي أطلقها حزب التحرير – ولاية لبنان، للتحذير من سوء معالجة أزمة مخيم نهر البارد، أُوقفوا في محلة "الطريق الجديدة" في بيروت، ثمّ تعرّض للملاحقة والاستدعاء كلّ من رئيس اللجنة المركزية للحزب، ورئيس المكتب الإعلامي للحزب في لبنان، خلافاً للأصول القضائية المرعيّة الإجراء!
نعم، حرّكت السلطة أجهزة الأمن لملاحقة شباب حزب التحرير، معتقلة بعضاً، ومستدعية بعضاً آخر!! بحجة إصدار بيان عن المكتب الإعلامي، بلهجة هادئة، إذا قيست بحجم الأزمة، وبردّات أفعال أطراف أخرى، لم تُمَسّ! وفي البيان دعوة إلى إيلاء من لا ناقة لهم ولا جمل، في مخيم نهر البارد، فرصة للنزوح، كي لا يبقوا عرضة للنيران، وفيه دعوة إلى إخراج الجيش من مستنقع الأزمة، وإفساح المجال لحلّ سياسي عادل.
أمثال هذه المضامين، باتت تزخر بها خطابات السياسيين في لبنان، وتملأ عناوين الصفحات الأولى في الصحف، مدعّمة بوثائق إحصائية، تتضمّن أعداد القتلى والجرحى، من المدنيين، علاوة على أعداد قتلى الجيش، الذين قتلوا أبشع قتلة، أو سقطوا لاحقاً أثناء تبادل النار، على جبهة المخيم.
ثمّ إنّ الدولة نفسها، بكل أجهزتها وأطيافها، تفتح باب التفاوض، وترسل مبعوثين، من أطراف إسلامية، أو فلسطينية، إلى فتح الإسلام، مقرّة بلسان الحال، أنّ الحسم العسكري، ليس السبيل الأصلح، إذ يكبّد الجيش وأبناء المخيّم، خسائر بشرية، ينبغي تجنّبها قدر المستطاع. فلماذا تكون الكلمة ذاتها حين تصدر من حزب التحرير، تودي بشبابه إلى السجون، وإذا صدرت، مشفوعة بأفعال وتحرّكات، من الدولة ومؤسساتها، صارت حنكة لم يَجُدِ الزمانُ بمثلِها؟؟؟
كما أنّ بياننا المذكور، طرق أبواب السياسيين، على اختلاف مشاربهم، بمضمونه قبل نصه، في زيارات مكثّفة، ولم يلق الاستهجان، كما بلغ وسائل الإعلام قاطبة، بنصّه، ولم يفهم منه أيّ من محلّلي هذه الوسائل، أنّنا خرجنا عن الأصول، رغم مرور أيام عديدة، على صدوره!!
أمّا أن تتواتر إشاعات، وتتضافر تحليلات، حول ضلوع فريق سياسي بارز، في دعم "فتح الإسلام"، منذ أشهر، بالمال، والسلاح، وكفّ أعين الأمن عن تعقّبهم، فإنّ هذا كلّه لم يكن كافياً لتحريك أيّ جهاز أمني، ولو على سبيل قطع ألسنة المتّهمين! وأما أن يعلن أحد الزعماء الأقطاب أنّ عقيدة الجيش، القائمة على اعتبار "إسرائيل" العدو، بحاجة إلى إعادة نظر، فأمر لا يعني تجاوز العنوان العريض "الجيش خطّ أحمر"، ولا يستحقّ أيّ مساءلة قانونية! وأما أن يعلن قطب آخر أنّ المخيمات خط أحمر، وهو أمر صحيح بالمعنى الإنساني للكلمة وبمعنى عدم زج الجيش في مستنقع ضبابي، فأمر، وإن أثار حفيظة كثيرين، إلاّ أنه لم يستدع تحريك أيّ جهاز أمني، لا مساءلة، ولا اعتقالاً.
صيف وشتاء، تحت سقف واحد!!! كيف؟! ولماذا؟!
أما من يريد من حزب التحرير، في كل بيان يصدره، أن يردّد معزوفة ما، ويكرّر شرح موقفه، فنقول له إن هذا يُطالَب به المشبوهون. فالذي يُكثِر القسِم، ليقنع الناس بصدقه، إنما يثبت لهم أنّ ثقتهم به مهزوزة. إنّ حزب التحرير فوق الشبهات، لا يملك أحدٌ أن يصمه بغير حمل لواء الفكر، وبغير طرح الرأي السياسي حرصاً على مصالح الأمة الحقيقية، فتاريخه ناصع، رغم المحاولات المفلسة لتشويه هذا التاريخ!
لقد سبق الاستدعاءات والاعتقالات حملة منظّمة، شنّها، من يُقال لهم: «مفكّرون»، أو «محلِّلون»، تناولوا الأحداث التي رافقت اشتباكات مخيّم نهر البارد، وخلصوا منها إلى أنّ حزب التحرير يدعم الأعمال العسكرية في المخيم!! وبعضهم أطاح بكلّ مقوّمات الصواب، فقال إنّ الحزب قدّم دعماً "لوجستياً"، لفتح الإسلام!!!
ومع أنّ إيضاح ما هو في غنى عن الإيضاح، إهدار للوقت في عبثٍ صراح، فقد أرسل المكتب الإعلامي للحزب في لبنان، بياناً إلى الإعلام، وبيّن الصّواب، ليفوّت على أصحاب المآرب الوضيعة تصيّد الفرص.
وليست هذه هي المرّة الأولى التي يقع فيها بعض الإعلام، وبعض أصحاب الأقلام، في فخّ أخبار ملفّقة، لا تلبث أن تزول كفقاعات الصابون، ويبقى شأن الحزب على ما يعرفه القاصي والداني، لا يضيره أيّ افتراء.
وكان حزب التحرير- ولاية لبنان، قد أصدر، في بداية الاشتباكات، بياناً واضحاً في الأمر، وصل إلى كلّ وسائل الإعلام، التي أبرزت مضمونه، وفيه وصف الاشتباكات بـ«الأحداث الأليمة»، و«الأحداث الدامية»، و«الجريمة الفظيعة»، و«التصرفات الانفعالية»، وتحميلُ أصحاب القرار، في أي جهة كانوا، مسؤولية دماء الأبرياء، التي يُكشَف النقاب عن بعضها، ويُحاصِر بعضُ الجهاتِ الإعلامَ، لئلا ينشر البعض الآخر!
نص الكلمة التي ألقاها رئيس المكتب الإعلامي لحزب التحرير في لبنان، د.أيمن القادري، في المؤتمر الصحافي الذي انعقد في فندق ميريديان كومودور، صباح السبت، الأول من جمادى الآخرة 1428هـ، 16 حزيران 2007م تناول فيه التضييق على صوت المحاسبة والإعلام المسؤول وأصحاب القلم الجريء
http://hizb-ut-tahrir.info/arabic/images/uploads/htlb.JPG
لليوم الثاني عشر على التوالي، ما زال ثلاثة من شباب حزب التحرير قابعين في السجن، ذنبهم أنهم استصرخوا الناس منبّهين إلى المأساة الإنسانية التي يعاني منها مخيم "نهر البارد". فبعد النداءات المتكررة التي أطلقها حزب التحرير – ولاية لبنان، للتحذير من سوء معالجة أزمة مخيم نهر البارد، أُوقفوا في محلة "الطريق الجديدة" في بيروت، ثمّ تعرّض للملاحقة والاستدعاء كلّ من رئيس اللجنة المركزية للحزب، ورئيس المكتب الإعلامي للحزب في لبنان، خلافاً للأصول القضائية المرعيّة الإجراء!
نعم، حرّكت السلطة أجهزة الأمن لملاحقة شباب حزب التحرير، معتقلة بعضاً، ومستدعية بعضاً آخر!! بحجة إصدار بيان عن المكتب الإعلامي، بلهجة هادئة، إذا قيست بحجم الأزمة، وبردّات أفعال أطراف أخرى، لم تُمَسّ! وفي البيان دعوة إلى إيلاء من لا ناقة لهم ولا جمل، في مخيم نهر البارد، فرصة للنزوح، كي لا يبقوا عرضة للنيران، وفيه دعوة إلى إخراج الجيش من مستنقع الأزمة، وإفساح المجال لحلّ سياسي عادل.
أمثال هذه المضامين، باتت تزخر بها خطابات السياسيين في لبنان، وتملأ عناوين الصفحات الأولى في الصحف، مدعّمة بوثائق إحصائية، تتضمّن أعداد القتلى والجرحى، من المدنيين، علاوة على أعداد قتلى الجيش، الذين قتلوا أبشع قتلة، أو سقطوا لاحقاً أثناء تبادل النار، على جبهة المخيم.
ثمّ إنّ الدولة نفسها، بكل أجهزتها وأطيافها، تفتح باب التفاوض، وترسل مبعوثين، من أطراف إسلامية، أو فلسطينية، إلى فتح الإسلام، مقرّة بلسان الحال، أنّ الحسم العسكري، ليس السبيل الأصلح، إذ يكبّد الجيش وأبناء المخيّم، خسائر بشرية، ينبغي تجنّبها قدر المستطاع. فلماذا تكون الكلمة ذاتها حين تصدر من حزب التحرير، تودي بشبابه إلى السجون، وإذا صدرت، مشفوعة بأفعال وتحرّكات، من الدولة ومؤسساتها، صارت حنكة لم يَجُدِ الزمانُ بمثلِها؟؟؟
كما أنّ بياننا المذكور، طرق أبواب السياسيين، على اختلاف مشاربهم، بمضمونه قبل نصه، في زيارات مكثّفة، ولم يلق الاستهجان، كما بلغ وسائل الإعلام قاطبة، بنصّه، ولم يفهم منه أيّ من محلّلي هذه الوسائل، أنّنا خرجنا عن الأصول، رغم مرور أيام عديدة، على صدوره!!
أمّا أن تتواتر إشاعات، وتتضافر تحليلات، حول ضلوع فريق سياسي بارز، في دعم "فتح الإسلام"، منذ أشهر، بالمال، والسلاح، وكفّ أعين الأمن عن تعقّبهم، فإنّ هذا كلّه لم يكن كافياً لتحريك أيّ جهاز أمني، ولو على سبيل قطع ألسنة المتّهمين! وأما أن يعلن أحد الزعماء الأقطاب أنّ عقيدة الجيش، القائمة على اعتبار "إسرائيل" العدو، بحاجة إلى إعادة نظر، فأمر لا يعني تجاوز العنوان العريض "الجيش خطّ أحمر"، ولا يستحقّ أيّ مساءلة قانونية! وأما أن يعلن قطب آخر أنّ المخيمات خط أحمر، وهو أمر صحيح بالمعنى الإنساني للكلمة وبمعنى عدم زج الجيش في مستنقع ضبابي، فأمر، وإن أثار حفيظة كثيرين، إلاّ أنه لم يستدع تحريك أيّ جهاز أمني، لا مساءلة، ولا اعتقالاً.
صيف وشتاء، تحت سقف واحد!!! كيف؟! ولماذا؟!
أما من يريد من حزب التحرير، في كل بيان يصدره، أن يردّد معزوفة ما، ويكرّر شرح موقفه، فنقول له إن هذا يُطالَب به المشبوهون. فالذي يُكثِر القسِم، ليقنع الناس بصدقه، إنما يثبت لهم أنّ ثقتهم به مهزوزة. إنّ حزب التحرير فوق الشبهات، لا يملك أحدٌ أن يصمه بغير حمل لواء الفكر، وبغير طرح الرأي السياسي حرصاً على مصالح الأمة الحقيقية، فتاريخه ناصع، رغم المحاولات المفلسة لتشويه هذا التاريخ!
لقد سبق الاستدعاءات والاعتقالات حملة منظّمة، شنّها، من يُقال لهم: «مفكّرون»، أو «محلِّلون»، تناولوا الأحداث التي رافقت اشتباكات مخيّم نهر البارد، وخلصوا منها إلى أنّ حزب التحرير يدعم الأعمال العسكرية في المخيم!! وبعضهم أطاح بكلّ مقوّمات الصواب، فقال إنّ الحزب قدّم دعماً "لوجستياً"، لفتح الإسلام!!!
ومع أنّ إيضاح ما هو في غنى عن الإيضاح، إهدار للوقت في عبثٍ صراح، فقد أرسل المكتب الإعلامي للحزب في لبنان، بياناً إلى الإعلام، وبيّن الصّواب، ليفوّت على أصحاب المآرب الوضيعة تصيّد الفرص.
وليست هذه هي المرّة الأولى التي يقع فيها بعض الإعلام، وبعض أصحاب الأقلام، في فخّ أخبار ملفّقة، لا تلبث أن تزول كفقاعات الصابون، ويبقى شأن الحزب على ما يعرفه القاصي والداني، لا يضيره أيّ افتراء.
وكان حزب التحرير- ولاية لبنان، قد أصدر، في بداية الاشتباكات، بياناً واضحاً في الأمر، وصل إلى كلّ وسائل الإعلام، التي أبرزت مضمونه، وفيه وصف الاشتباكات بـ«الأحداث الأليمة»، و«الأحداث الدامية»، و«الجريمة الفظيعة»، و«التصرفات الانفعالية»، وتحميلُ أصحاب القرار، في أي جهة كانوا، مسؤولية دماء الأبرياء، التي يُكشَف النقاب عن بعضها، ويُحاصِر بعضُ الجهاتِ الإعلامَ، لئلا ينشر البعض الآخر!