أبو جهاد الشامي
06-13-2007, 08:58 PM
أواب ابراهيم ـ
الجزيرة توك ـ بيروت
http://aljazeeratalk.net/upload/1/1181732586.jpg
افتتح موقع "google" الإلكتروني خدمة جديدة هي "street view" أو "رؤية الشارع"، وهي عبارة عن عرض صور قريبة للشوارع والأحياء في مناطق متفرقة من الولايات المتحدة. وقد أظهرت الصور الأولى التي عرضتها الخدمة أشخاصاً في أوضاع حرجة، كصورة من الخلف لرجل يتبول على ناصية الطريق، وأخرى لشاب يتسلق سياجاً، وأخرى لشاب يعانق فتاة... ووعدت "google" متصفّحيها بأن تمتد هذه الخدمة لتشمل سائر أنحاء العالم في وقت لاحق.
أطرقت قليلاً أفكر في هذه الخدمة وبالفوائد التي من الممكن تحصيلها. وبدأت أتأمل حال اللبنانيين فيما لو شملت هذه الخدمة لبنان. ورحت أطرح أسئلة تنتظر "street view" للإجابة عنها.
فماذا لو أظهرت صور google أن الجيش اللبناني أحرز تقدماً لأمتار معدودة فقط طوال الأسابيع الأربعة المنصرمة، وأن ما تنشره وسائل الإعلام عن قرب حسم المعركة يجافي الحقيقة والواقع.
http://aljazeeratalk.net/upload/1/1181733164.jpg
وماذا لو تبيّن من الصور المعروضة أن الذين يسقطون من عناصر الجيش اللبناني أكبر مما يتم الإعلان عنه، وأن الخسائر التي يتكبدها عناصر "فتح الإسلام" أقل بكثير مما يجري الحديث حوله.
وماذا لو أظهرت الصور شاكر العبسي وهو يتنقل بحرية في أزقة مخيم نهر البارد، وماذا لو نجحت إحدى الكاميرات من التقاط صورة له وهو مرتدٍ "شورت شرعي" يأخذ "برونزاج" على شاطئ البحر قريباً من أحد مراكز فتح الإسلام.
وماذا لو تبيّن من الصور أن مئات من عناصر فتح الإسلام مازالوا يقاتلون بشراسة على الجبهات، وأنه كلما سقط منهم واحد حل محلّه آخرون، وأن آليات كثيرة للجيش اللبناني تمكن عناصر فتح الإسلام من تعطيلها.
وماذا لو كشفت صور google أن من أطلق النار على عضو رابطة علماء فلسطين الشيخ محمد الحاج خلال مساعيه في مخيم نهر البارد هو أحمد عدنان ربيع وهو من كتيبة شهداء نهر البارد التابعة لحركة فتح (فتح وليس فتح الإسلام أرجو الانتباه).
وماذا لو تبين أن القذيفة التي أدت لاستشهاد مسعفيْن من الصليب الأحمر لم يكن مصدرها المناطق التي يتمركز فيها عناصر فتح الإسلام.
وماذا لو كشفت الصور أن جميع المساعي التي بذلت لإيجاد مخرج لأزمة نهر البارد سقطت نتيجة إطلاق نار مصدره أطراف لاعلاقة لفتح الإسلام بها.
وماذا لو كشفت صور google عن الأعداد الحقيقية التي تقوم الأجهزة الأمنية بتوقيفها للاشتباه بانتمائها لفتح الإسلام، وماذا لو تمكنت الصور من نقل ما يتعرض له الموقوفون أثناء احتجازهم.
وماذا لو تبين أن التفجيرات المتنقلة التي يعتقد اللبنانيون أن من يرتكبها عناصر من فتح الإسلام لاعلاقة بها، وأن طرفاً آخر يستغل الأزمة لارتكاب هذه الجرائم والتفجيرات.
http://aljazeeratalk.net/upload/1/1181734119.jpg
وماذا لو تبيّن من الصور أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأسبق أمين الجميّل والذي حذر فيه من أن المسيحيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما يجري في نهر البارد، تمّت طباعته على جهاز كومبيوتر في منطقة عوكر (مقر السفارة الأميركية) وليس في بكفيا.
وماذا لو تسللت كاميرا google إلى الغرفة التي يقطن فيها المحقق الدولي سيرج براميرتس، لتكشف الصور أن براميرتس يفلفش أوراق تحقيقاته وهو يقطر عرقاً، مرتبكاً، يحتار في اختيار الجهة التي سيتهمها باغتيال الرئيس الحريري.
وماذا لو أظهرت الصور أن الصواريخ التي يملكها حزب الله، لاتطال حيفا وما بعدها، بل باتت تطال تل أبيب وما بعد بعد تل أبيب.
وماذا لو تبين من الصور أن ترسانة الأسلحة التي تملكها الأطراف اللبنانية باتت أكبر مما يملكه الجيش اللبناني.
وماذا لو أظهرت صور google أن عشرات المسؤولين في لبنان يعبرون يومياً الحدود اللبنانية السورية.
صفعت وجهي براحة يدي، لقطع دابر أفكاري الشيطانية من التمادي في تخيلاتها، وتوجهت إلى القبلة رافعاً يدي متضرعاً إلى الله أن يؤخر وصول خدمة google إلى لبنان، لأنني أدركت أن الجهل في بعض الأحيان نعمة لانقمة.
الجزيرة توك ـ بيروت
http://aljazeeratalk.net/upload/1/1181732586.jpg
افتتح موقع "google" الإلكتروني خدمة جديدة هي "street view" أو "رؤية الشارع"، وهي عبارة عن عرض صور قريبة للشوارع والأحياء في مناطق متفرقة من الولايات المتحدة. وقد أظهرت الصور الأولى التي عرضتها الخدمة أشخاصاً في أوضاع حرجة، كصورة من الخلف لرجل يتبول على ناصية الطريق، وأخرى لشاب يتسلق سياجاً، وأخرى لشاب يعانق فتاة... ووعدت "google" متصفّحيها بأن تمتد هذه الخدمة لتشمل سائر أنحاء العالم في وقت لاحق.
أطرقت قليلاً أفكر في هذه الخدمة وبالفوائد التي من الممكن تحصيلها. وبدأت أتأمل حال اللبنانيين فيما لو شملت هذه الخدمة لبنان. ورحت أطرح أسئلة تنتظر "street view" للإجابة عنها.
فماذا لو أظهرت صور google أن الجيش اللبناني أحرز تقدماً لأمتار معدودة فقط طوال الأسابيع الأربعة المنصرمة، وأن ما تنشره وسائل الإعلام عن قرب حسم المعركة يجافي الحقيقة والواقع.
http://aljazeeratalk.net/upload/1/1181733164.jpg
وماذا لو تبيّن من الصور المعروضة أن الذين يسقطون من عناصر الجيش اللبناني أكبر مما يتم الإعلان عنه، وأن الخسائر التي يتكبدها عناصر "فتح الإسلام" أقل بكثير مما يجري الحديث حوله.
وماذا لو أظهرت الصور شاكر العبسي وهو يتنقل بحرية في أزقة مخيم نهر البارد، وماذا لو نجحت إحدى الكاميرات من التقاط صورة له وهو مرتدٍ "شورت شرعي" يأخذ "برونزاج" على شاطئ البحر قريباً من أحد مراكز فتح الإسلام.
وماذا لو تبيّن من الصور أن مئات من عناصر فتح الإسلام مازالوا يقاتلون بشراسة على الجبهات، وأنه كلما سقط منهم واحد حل محلّه آخرون، وأن آليات كثيرة للجيش اللبناني تمكن عناصر فتح الإسلام من تعطيلها.
وماذا لو كشفت صور google أن من أطلق النار على عضو رابطة علماء فلسطين الشيخ محمد الحاج خلال مساعيه في مخيم نهر البارد هو أحمد عدنان ربيع وهو من كتيبة شهداء نهر البارد التابعة لحركة فتح (فتح وليس فتح الإسلام أرجو الانتباه).
وماذا لو تبين أن القذيفة التي أدت لاستشهاد مسعفيْن من الصليب الأحمر لم يكن مصدرها المناطق التي يتمركز فيها عناصر فتح الإسلام.
وماذا لو كشفت الصور أن جميع المساعي التي بذلت لإيجاد مخرج لأزمة نهر البارد سقطت نتيجة إطلاق نار مصدره أطراف لاعلاقة لفتح الإسلام بها.
وماذا لو كشفت صور google عن الأعداد الحقيقية التي تقوم الأجهزة الأمنية بتوقيفها للاشتباه بانتمائها لفتح الإسلام، وماذا لو تمكنت الصور من نقل ما يتعرض له الموقوفون أثناء احتجازهم.
وماذا لو تبين أن التفجيرات المتنقلة التي يعتقد اللبنانيون أن من يرتكبها عناصر من فتح الإسلام لاعلاقة بها، وأن طرفاً آخر يستغل الأزمة لارتكاب هذه الجرائم والتفجيرات.
http://aljazeeratalk.net/upload/1/1181734119.jpg
وماذا لو تبيّن من الصور أن الخطاب الذي ألقاه الرئيس الأسبق أمين الجميّل والذي حذر فيه من أن المسيحيين لن يقفوا مكتوفي الأيدي أمام ما يجري في نهر البارد، تمّت طباعته على جهاز كومبيوتر في منطقة عوكر (مقر السفارة الأميركية) وليس في بكفيا.
وماذا لو تسللت كاميرا google إلى الغرفة التي يقطن فيها المحقق الدولي سيرج براميرتس، لتكشف الصور أن براميرتس يفلفش أوراق تحقيقاته وهو يقطر عرقاً، مرتبكاً، يحتار في اختيار الجهة التي سيتهمها باغتيال الرئيس الحريري.
وماذا لو أظهرت الصور أن الصواريخ التي يملكها حزب الله، لاتطال حيفا وما بعدها، بل باتت تطال تل أبيب وما بعد بعد تل أبيب.
وماذا لو تبين من الصور أن ترسانة الأسلحة التي تملكها الأطراف اللبنانية باتت أكبر مما يملكه الجيش اللبناني.
وماذا لو أظهرت صور google أن عشرات المسؤولين في لبنان يعبرون يومياً الحدود اللبنانية السورية.
صفعت وجهي براحة يدي، لقطع دابر أفكاري الشيطانية من التمادي في تخيلاتها، وتوجهت إلى القبلة رافعاً يدي متضرعاً إلى الله أن يؤخر وصول خدمة google إلى لبنان، لأنني أدركت أن الجهل في بعض الأحيان نعمة لانقمة.