تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الماسوني المجرم فؤاد علام: السنانيري مات منتحرا !



زيت الشوك
06-13-2007, 10:54 AM
3اللواء فؤاد علام.. شاهد علي ثلاثة عصور 1 السنانيري مات منتحرا وليس بالتعذيب

السبت 2 / 6 / 2007

خالد سليمان

استطاعت مجلة الأهرام العربي الحصول علي حق نشر كتاب ذكريات لا مذكرات للزميل الصحفي خالد سليمان, الكتاب تحت الطبع, ويتناول السيرة الذاتية لرجل أمن الدولة فؤاد علام الذي عاصر ثلاثة عصور في تاريخ مصر هي عصور عبدالناصر, السادات, مبارك, وذلك طوال33 عاما, هي سنوات خدمته في أمن الدولة, حيث بدأ حياته العملية عام1957 كضابط في محافظة السويس, ثم التحق بأمن الدولة مع أوائل الستينيات, وظل بها حتي عام1985, ثم عمل مديرا لشرطة السياحة عام1985, وطوال رحلة سنواته في أمن الدولة قابله العديد من القضايا المهمة.تحدث في هذا الكتاب عن الرئيس عبدالناصر, ورجال الثورة من خلال رؤيته لهم عن قرب, وانتقد المشير عبدالحكيم عامر بالأدلة والوقائع بأنه وراء ضعف وتراخي الجيش المصري, والمتسبب في هزيمة1967, وأكد أن مرشد الإخوان حسن البنا, وخليفته حسن الهضيبي, كانا علي علاقة بأجهزة المخابرات الأمريكية والبريطانية من خلال وثائق حصل عليها, وتحدث أيضا عن اعترافات علي أحمد عبده عشماوي, الرجل الثاني في تنظيم سيد قطب, الذي قال فيها إن الإخوان كانوا يحصلون علي تمويل من رجال أعمال يهود, وحصل فؤاد علام علي صور لهذه الشيكات قدمها له علي عشماوي, كما تحدث عن سيد قطب الأب الروحي للجماعات الإسلامية أثناء القبض عليه, ويوم إعدامه, وقال إنه لم يتعاطف معه.وفي هذه الأوراق تحدث فؤاد علام, للزميل خالد سليمان عن القرائن التي حصل عليها, والتي تثير الشك والريبة حول علاقة الإخوان المسلمين باليهود والمنظمات الصهيونية, كما تحدث عن الحاجة زينب الغزالي التي يعتبرها الإخوان المجاهدة والأم, كاشفا أنها لم تكن صادقة فيما كتبته بأنها تعرضت للتعذيب من جلد ونهش بجسدها بواسطة الكلاب والذئاب, وقدم أدلة قاطعة من وجهة نظره علي أن زينب الغزالي هي التي جعلت منزلها مقرا لتنظيم سيد قطب, الذي تم اكتشافه عام1965 ومحاولته لقلب نظام الحكم, كما تحدث أيضا عن قضية التجسس التي اتهم فيها الكاتب الصحفي الكبير مصطفي أمين, وقال فؤاد علام إنه كان مكلفا بمراقبة مصطفي أمين, وقد شاهده وهو يقابل ضابط المخابرات الأمريكي في الزمالك, وأكد أن مصطفي أمين كان جاسوسا بنسبة مائة في المائة.وتحدث عن اعترافات عمر التلمساني, أهم مرشد للإخوان المسلمين, والتي قال فيها إن حسن البنا شكل تنظيما بعنوان الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر, يقوم أفراده بحرق المحال والسيارات الخاصة بالمسيحيين.وانتقد فؤاد علام في الكتاب الجديد الذي يتناول جانبا كبيرا من سيرته الذاتية الرئيس السادات, خصوصا مبادرة السلام, وعملية أحداث11 سبتمبر, وقدم أدلة من وجهة نظره علي أن هذه العملية شارك فيها جهاز مخابرات كبير, ونفي تماما أن تكون العملية من تنفيذ تنظيم القاعدة. وسنبدأ بنشر قضية مهمة جدا في حياة فؤاد علام, نائب رئيس أمن الدولة الأسبق, وهي قضية مقتل كمال السنانيري الناشط الإخواني, هذه القضية المثيرة للجدل حيث مات السنانيري عام1981, وصمتت قيادات الإخوان25 عاما علي موته, ثم تذكر القضية العام الماضي محمد حبيب نائب المرشد الحالي, وكذلك المستشار علي جريشة عضو الجماعة القديم والناشط محمد عبدالقدوس, واتهموا اللواء فؤاد علام بأنه قتل كمال السنانيري وقالوا إنهم يمتلكون أدلة قاطعة لإدانته منذ عام1981, ولهذا سنبدأ بعرض القضية وردود فؤاد علام بالأدلة التي قدمتها وزارة الداخلية للنيابة التي تدحض روايات هؤلاء جميعا, وقبل الدخول في تفاصيل الحلقات المثيرة التي تتضمنها روايات فؤاد علام يتعين الإشارة إلي أنه ليس من حق أية جريدة أو مجلة نقل هذه الحلقات إلا بإذن من الزميل خالد سليمان حتي لا يقع تحت المساءلة القانونية..... وإلي الحلقة الأولي من إجابات فؤاد علام علي العديد من الأسئلة الساخنة.. كشاهد علي العصر* من هو كمال السنانيري؟كان شخصية لها تأثيرها في مرحلة معينة داخل جماعة الإخوان المسلمين, خصوصا في فترة الستينيات, ودائما ما كان يفرض آراءه بالقوة حتي في وجودالشيخ عمر التلمساني, الذي لا يحب التصادم خجلا, فكثيرا ما كان يترك له حرية التصرف في إدارة شئون الجماعة, وكان قد تزوج أخت المرحوم الشيخ سيد قطب, وهو داخل السجن وبعد الإفراج عنه تمت مراسم الزواج, وكان قد تم اعتقاله مع عدد كبير من الشخصيات العامة من كتاب ومفكرين ووزراء ورؤساء حكومات سابقة بقرار اتخذه النبوي إسماعيل وزير الداخلية في سبتمبر عام1981, وبعدها بفترة قصيرة انتحر كمال السنانيري داخل السجن, سألت فؤاد علام:* هل تقابلت مع كمال السنانيري؟لم أتقابل معه إطلاقا.* لماذا اتهمك الإخوان بقتل كمال السنانيري عام2006 بعد موته بخمسة وعشرين عاما؟أتمني أن يأتي أحد من جماعة الإخوان لي ليقول لماذا اتهموني؟, هذا السؤال أنا طرحته أكثر من مرة ولم أجد إجابة, وكان المدعو علي جريشة قد صرح للإعلام بأنه يمتلك أدلة تثبت أنني قتلت السنانيري وأنا تحديته إذا جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا علي ما فعلتم نادمين, هذا من ناحية لأنه لم يستوثق من معلوماته, وهذا رجل عمل في السلك القضائي يقول إنه مستشار, وهذا غير حقيقي لأنه لم يصل إلي درجة مستشار, ولم يصل إلي درجة وكيل نيابة ممتاز, وقلت أيضا كاتم الشهادة شيطان أخرس من عنده دليل واحد ضدي في هذا الشأن فليقدمه, وأنا أتحدي أي أحد من الإخوان يأتي بالأدلة المزعومة ضدي, وأسألكم جميعا لماذا يكتمون الشهادة لمدة25 عاما أو أكثر؟ وأقول لهم: كيف تكتمون الشهادة طوال هذه السنوات في أمر خطير جدا جدا, إنهم بذلك يخالفون شرع الله, تدعون أنكم تملكون معلومات مهمة لماذالا تقدمونها؟لكن إذا كنت تسأل لماذا الاتهام تم توجيهه لي بصفة خاصة؟هذا يعود لأنني من الشخصيات القليلة التي تتصدي لحركة الإخوان المسلمين عندما كنت ضابطا في أمن الدولة, وحتي بعد خروجي علي سن المعاش أنني أخذت علي عاتقي أمام الله أن أستمر في تحمل المسئولية لكي أكشف للمجتمع حقيقة هؤلاء بالأدلة الدامغة, لكن البعض من الإخوان المسلمين اتخذني عدوا لهم, فكانت زلة لسان من نائب المرشد العام محمد حبيب, والأخ محمد عبدالقدوس اللذين اتهماني هذا الاتهام في الإعلام, فتقدمت ببلاغ إلي النائب العام ضدهما, حتي تظهر الحقيقة أمام الناس, البعض منهم قال في الفضائيات كلام كثيرا ضدي, خصوصا المدعو علي جريشة الذي قال إنه يمتلكc.d به أدلة ضدي, وقال أشياء كثيرة في هذا الشأن, وأنا مازلت أتحدي هذا المدعو جريشة أن يقدم أي دليل في هذا الشأن له أي أساس من الصحة, وأتحداهم جميعا أن يقدموا أي مستند يثبت صحة كلامهم, وأقول إن كل الكلام الذي قيل ضدي في قضية السنانيري محض افتراء وكذب, لماذا لم يقدموا أدلتهم المزعومة للنيابة لو كانوا صادقين؟* ما الأدلة التي تثبت أن كمال السنانيري مات منتحرا؟هناك تحقيق قد تم وقت موت كمال السنانيري بمعرفة النيابة العامة, وقد ثبت من خلال تقرير الطب الشرعي أن كمال السنانيري قد مات منتحرا, وأن النيابة العامة لو وجدت أي شبهة جنائية في موته لكانت اتخذت إجراءات ضد من تثبت إدانته.الدليل الثاني: أن المدعو علي جريشة الذي يتشدق بأن السنانيري قد قتل ويردد هذا الكلام عام2006, أقول إني قد سافرت إلي ألمانيا مع بداية حكم الرئيس مبارك, وهناك تم طرح تساؤل من الأخ علي جريشة علي حقيقة موت كمال السنانيري, وعندما عدت إلي القاهرة تم الاتفاق مع ذرية أسرة السنانيري وأرسلنا التقارير والأدلة التي تفيد بأن السنانيري قد انتحر داخل السجن, وهذه الأدلة أرسلناها مع المرحوم الشيخ عمر التلمساني حتي لا تضيع أو يتم إنكارها, وكان رد فعل علي جريشة وقتها بأنه قام بإرسال خطاب بخط يده يفيد بأنه تسلم الأوراق من الشيخ عمر التلمساني, وأنه يراجع نفسه في هذا الشأن, وأنا قد نشرت هذا الخطاب وقتها أكثر من مرة في التسعينيات في مجلة روزاليوسف, وهو لم ينكر هذا الخطاب بعد نشره, صحيح أنه تنصل من كلامه, وعاد ليقول مرة أخري كلاما ليس له أي أساس من الحقيقة, وأنا أتهمه بكتمان الشهادة طوال هذه السنوات25 عاما أو أكثر.الدليل الثالث, الأهم من هذا الكلام أنه وقت تسليم جثمان كمال السنانيري وقد استلمه أخوه محمد شوقي السنانيري, وابن أخت زوجة كمال السنانيري الدكتور عزمي بكر شافع وكلاهما شهد شهادة حق أن الجثمان كان سليما وليس عليه أي آثار تعذيب بالمرة, وهذا دليل قاطع علي كذب ادعاءات هؤلاء.الدليل الرابع, أنه مع أوائل عام2007 استطاع أحد الصحفيين في جريدة العربي الناصري أن يصل إلي أحد أقارب كمال السنانيري, وهو زوج أخت كمال السنانيري, الذي أكد في الحوار الصحفي أن ما يدعيه الإخوان بأن كمال السنانيري قد قتل هو كذب وادعاء باطل, لأننا وقت تسلمنا للجثمان قمنا بمعاينته ولم تكن هناك أي آثار للتعذيب, وهذه شهادة من أهل السنانيري.* ماذا يقصد الإخوان من هذا الموقف باتهامك بقتل السنانيري؟الإخوان يظنون بهذه الطريقة وبهذا الأسلوب إنني سأتراجع عن كشفهم وتعريتهم أمام المجتمع, لكنني اتخذت عهدا أمام الله أن أتصدي لمثل هؤلاء وكشف الحقائق أمام المخدوعين بأساليبهم الملتوية.* وهل الأدلة التي ذكرتها لتثبت أن كمال السنانيري مات منتحرا مثبتة لدي النيابة؟هذه الأدلة مثبتة في النيابة من وقت إجراء التحقيقات عام1981, وأقرتها عندما تقدمت ببلاغ إليها وبها شهادة الدكتور عزمي بكر شافع, ابن أخت زوجته وشهادة محمد شوقي السنانيري أخو كمال السنانيري.* من المستشار علي جريشة؟هو شخص يعمل وكيل نيابة في السويس, وقتما كنت أعمل ضابطا هناك عام1959, وتعرفت إليه عن طريق أحد أقاربي, وهو المستشار جميل بسيوني, وكان علي جريشة وقتها شخصية منزوية علي نفسها, وقتها شعر بأنه لا يستطيع الاستمرار في النيابة, فلجأ للحصول علي دبلوم في الشريعة, واتجه للعمل في مجلس الدولة, وللأسف أنه حنث اليمين أكثر من مرة, حيث تم القبض عليه في قضية تنظيم سيد قطب عام1965 لقلب نظام الحكم, وحكم عليه بالسجن عشر سنوات أو خمسة عشر عاما, وتم الإفراج عنه بعد فترة, وبعد ثبوت التهمة تم فصله من مجلس الدولة, وقد استطاع الإخوان بعد خروجه من السجن أن يجدوا له عملا في السعودية, واستطاع الإخوان أن يجعلوه المسئول عن المركز الإسلامي في ميونيخ, ثم عاد مرة أخري للعمل في السعودية وبدأ ينتقل بين السعودية واليمن.* حكم التعويض لجريشة؟يواصل فؤاد علام ويقول في وقت من الأوقات كانت تربطني صداقة بالمدعو علي جريشة, لكني الشئ المؤسف الذي آلمني كثيرا أن القاضي الذي حكم للمدعو علي جريشة بصرف تعويضات عن فترة اعتقاله, كان شريكا له في مكتب محاماه.مقابلة أخري مع المدعو علي جريشة كانت مع بداية حكم الرئيس مبارك, حيث سافرت إلي ألمانيا لإقناع الإخوان بالحوار أن يستقبلوا الرئيس مبارك استقبالا جيدا.ولا داعي لإثارة المشكلات أثناء الزيارة, واقتنع علي جريشة من خلال الحوار بالالتزام أثناء الزيارة, لكن للأسف مرة أخري لم يلتزم الإخوان بوعدهم, وقاموا بطبع المنشورات وأثاروا المشكلات أثناء الزيارة, وهاجم علي جريشة مصر والزيارة والرئيس مبارك والدنيا كلها.* في اتهام علي جريشة الإعلامي لشخصك قال أنا عارف إن فؤاد علام ابن ناس, لكنني أتمني أن يتوب إلي الله.. ما تعليقك شهادة للتاريخ؟أنا أعتقد أن انتماء علي جريشة الحزبي يجعله يهاجم كل من هو علي خلاف مع الإخوان المسلمين, وهذه التصريحات التي نشرتها جريدة المصري اليوم التي هاجمني فيها علي جريشة أعتقد أن جزءا كبيرا منها فبركة صحفية لأنني لاحظت في الفترة الأخيرة أن المصري اليوم لا يلتزم الدقة أوالحرفية الصحفية, وإن كنت أعتبر أن وصف علي جريشة لي بأنني ابن ناس, هو اعتذار لي, وإن كنت مازلت مختلفا مع توجهاته الفكرية, وأحب أن أوضح أنني علي علاقة بعدد كبير من أقارب وأسرة علي جريشة, والجميل في الأمر أن ابن أخ علي جريشة واسمه أيمن جريشة, وهو يعمل في شركة توشيبا العربي دائم الاتصال بي, وأنا أعف نفسي عن طبيعة علاقتي بعائلة علي جريشة, لكنها علاقة طيبة.* شرور علي جريشة.يواصل فؤاد علام ويقول: إن علي جريشة عندما قبض عليه في قضية تنظيم سيد قطب عام1965, كان يزوره زميل لنا ضابط في أمن الدولة اسمه سيد صلاح لمواساته والوقوف بجانبه, لكن كان رد الجميل أن علي جريشة قام بتوريط سيد صلاح في القضية مما جعله يفقد منصبه ويضيع مستقبله كضابط نتيجة وشاية علي جريشة, افتراء, وكذبة أخري أطلقها علي جريشة عندما ذكر في إحدي القنوات الفضائية وهذا نقلا عن المصري اليوم ولم أسمع كلامه بأذني, إن فؤاد علام قال إن علي جريشة قد مات, وأنا أتحداه للمرة الألف أن يأتي بالشريط, أو البرنامج أو القناة الفضائية التي ذكرت فيها أن علي جريشة قد مات, أحب أن أؤكد أنني أعلم أن علي جريشة حي يرزق ويتنقل في معيشته بين اليمن والسعودية, وأعلم أيضا أنه تزوج أخيرا علي زوجته التي تحملته طوال سنوات السجن, هذا هو علي جريشة.* هل موقف الإخوان في اتهامك بقتل السنانيري جعلك تشعر بالندم علي أنك في يوم من الأيام مددت يد المساعدة لعدد كبير منهم؟أبدا هذه إستراتيجية لن أتراجع عنها, لأنني أعلم أن الأغلب الأعم من الإخوان مضللون, بعض القيادات سيئة النية مائة في المائة, البعض لا يعرف الحقيقة ويعيشون في حيرة من أمرهم, لكن من منطلق تقديم المساعدات أنني شاركت بنسبة كبيرة في القوانين التي بموجبها تصرف رواتب من تم اعتقاله طوال فترة التحقيقات, وإذا ثبتت إدانته يتم وقف صرف الرواتب, وأنني شاركت في إصدار قوانين بموجبها يتم صرف رواتب لعائلات المعتقلين من النقابات المهنية التي ينتمون إليها, وأن تقوم وزارة الشئون الاجتماعية بتقديم خدمات لهم ولأسرهم, وعندي الاستعداد لتقديم كشوف لمئات من الإخوان الذين استفادوا من هذه القوانين والخدمات التي كنت السبب في وصولها إليهم, وهذا ليس مجاملة للإخوان, لكن لقناعتي بأن أغلب الإخوان مضللون وأنهم فئة من فئات المجتمع, لكن القلة القليلة سيئة النية, فأنا كنت حازما وحاسما معهم أثناء الخدمة في أمن الدولة ومازلت علي قناعة تامة بعد خروجي للمعاش بأن أطاردهم بالفكر لكي نكشفهم أمام المجتمع ونحاكمهم بالقانون.* تردد داخل الكواليس أن الدكتور عصام العريان قال إننا متأكدون أن فؤاد علام برئ من دم كمال السنانيري.. ما تعليقك؟شهادة للتاريخ أنا لم أسمع هذا الكلام, لكن الدكتور عصام العريان من الشخصيات التي أقدرها وأكاد أصف العلاقة التي بيننا علي الأقل بالصداقة المبنية علي الاحترام المتبادل برغم اختلافنا الشديد في كثير من القضايا والأفكار, لكني أقدره في شجاعته بآرائه في كثير من القضايا, لكني آخذ عليه أنه عندما يرتدي ثوب الإخوانية وما تفرضه عليه انتماءاته الحزبية يتخذ آراء ومواقف ليست آراءه التي بداخله علي ما أعتقد هذا, لكنني أنا أحترمه وأقدره. كلامه هذا لم أسمعه بأذني, لكن هو يعبر عن حقيقة من خلال علاقاته بجماعة الإخوان المسلمين.* هل تعتقد أن المراجعات الفكرية التي تقدمت بها الجماعة الإسلامية في أوائل2000 كانت تحت ضغط الأمن ليخرجوا من السجن أم علي اقتناع؟لم يكن هناك ضغط من جانب الأمن علي الإطلاق, عندما أطلق أحد أفراد الجماعة الإسلامية أثناء محاكمته عام1997 بيانا من داخل السجن كان مضمونه أنهم يريدون وقف العنف وتراجعهم عن أفكارهم, وقت إصدار هذا البيان كانت لي تحفظات لأنه كلام شفوي, وأن هؤلاء الجماعة اندفعوا نحو العنف من منطلق عقائدي يبرر لهم استخدام العنف. الاستدلال عندهم خطأ لأنهم يفسرون بعض الآيات القرآنية خطأ ويستندون إلي أحاديث خطأ أو يفسرونها خطأ, لذلك قلت إننا يجب كعلماء مسلمين ومواطنين عاديين أن ننتظر ما يقدمونه من مراجعات وكيف اكتشفوا أن استدلالتهم كانت خطأ, وكيف عرفوا الطريق الصحيح بالطريقة السليمة, وعندما بدأت الجماعة الإسلامية في إصدار الكتب الأولي للمراجعة كان عندي بعض الملاحظات, لكن عندما وصلت الإصدارات إلي ثمانية أو تسعة كتب بدأوا يغطون بعض النواقص التي كانت في المراجعات الأولي, وأنا أري شهادة للتاريخ أنهم جادون في هذه المراجعات لأنهم لم يتراجعوا فقط عن أفكارهم, لكنهم بدأوا يصححون أفكار أناس من داخل السجن ومن خارج السجن, والدليل علي صحة تراجعهم أنهم طوال ثلاث سنوات بعد إصدارهم لهذه المراجعات لم يرتكبوا أي عمل إرهابي واحد.* هل تعتقد عندما أعلنت قادة الجماعة الإسلامية كرم زهدي وناجح إبراهيم أن مقتل الرئيس السادات كان خطأ.. كانوا علي اقتناع أم هربا من السجن؟من يعرف هؤلاء الناس عن قرب يتأكد أنهم لا يقولون شيئا مخالفا لعقيدتهم, العقائديون لا يتراجعون عن أفكارهم إلا بعد دراسة فقهية دقيقة وليسوا مثل من يأخذون بالمذهب الباطني بأن يحلقوا ذقونهم هربا من الأمن, العقائديون كمسلمين صادقون لا يتراجعون إلا عندما يدرسون ويتأكدون تماما أنهم كانوا علي خطأ, بدليل أنهم قالوا إن الرئيس السادات شهيد, وأنهم قدموا في مراجعاتهم شرحا وافيا لكل الأخطاء التي وقعوا فيها وقدموا أيضا كيف عرفوا الطريق الصحيح.* هل تعتقد أن جماعة الجهاد عندما أعلنت في عام2007 عزمها طرح كتب مراجعة فقهية, هل ذلك عن اقتناع أم هروب من السجن وفترات الاعتقال التي وصلت إلي25 عاما؟جماعة الجهاد مختلفة تماما عن الجماعة الإسلامية من الناحية العقائدية, لكن أنا أعتقد أنهم جادون في إعلانهم عن تقديم كتب مراجعة لفكرهم القديم, ربما جماعة الجهاد لا تملك العلماء والفقهاء المتوافرين لدي الجماعة الإسلامية الذين ساعدوهم في تقديم المراجعات الثماني, لكن جماعة الجهاد عليها أن تقدم الأبحاث والاستدلالات التي توضح لنا وللمجتمع عامة ما الأخطاء التي وقعوا فيها وكيف وصلوا للطريق الصحيح, وأعتقد أنهم جادون في مراجعاتهم ولا ينافقون من أجل خروجهم من السجن كما يتصور البعض, وعلينا أن ننتظر حتي تخرج مراجعاتهم إلي النور ونقرأ.. وقتها نحكم عليهم, لكنهم كما ذكرت لا يتراجعون عن أفكارهم إلا إذا تأكدوا تماما أنهم كانوا علي خطأ, وأكبر دليل علي صدق نياتهم تأييدهم لكتب المراجعة التي قدمتها الجماعة الإسلامية.* بدأت الدولة تفرج عن عناصر كبيرة من الجماعات الإسلامية وجماعة الجهاد نتيجة تقديم الأولي لكتب مراجعة فكرية تعترف بأخطائها وإعلان الثانية أنها في حالة دراسة لتقديم كتب مراجعة فكرية, لكن وزارة الداخلية تأخرت في صرف التعويضات لهؤلاء عن فترة اعتقالهم.. ما تعليقك؟وزارة الداخلية تفرج عن المساجين أو المعتقلين حسب معايير محددة ولا تنظر إذا كان ينتمي للجماعة الإسلامية أم جماعة الجهاد, وبخصوص التعويضات هناك محكمة, من يري أن له حقا في التعويضات يرفع قضية وهناك كثير من المعتقلين صرفوا تعويضات, لكن هناك جمعية رعاية المفرج عنهم من المسجونين, لابد من تفعيلها وإن كنت أدعو رجال الأعمال بالتبرع لهذه الجمعية, ولهؤلاء المعتقلين حتي يبدأوا حياة كريمة, وأنا متأكد أن وزارة الداخلية تراعي شئون المفرج عنهم من المعتقلين لأنها إستراتيجية ثابتة لا تتغير.* لماذا تأخرت الحوارات مع هذه الجماعات؟الحوارات مستمرة منذ الستينيات أي منذ عام1966 وتوقفت بعد حرب67 بعض الوقت واستؤنفت في أوائل68 ومع بداية الثمانينيات أجرينا حوارات فقهية وسياسية وكان يذيعها الإعلامي الكبير حلمي البلك في التليفزيون المصري, وتنشرها كل المجلات والجرائد, وكانت لها نتائج إيجابية كبيرة في المجتمع المصري, ووزير الداخلية حبيب العادلي عندما كان رئيسا لجهاز أمن الدولة وهو يجري حوارات لتصحيح الأفكار, لكن المسئولية هي ليست مسئولية وزارة الداخلية فقط* أين دور وزارة الثقافة؟ليس لها أي دور في هذا الشأن, ومن المفترض أن وزارة الثقافة تشارك في عمل البرامج وتدعو المفكرين والعلماء والكتاب الكبار لتصحيح أفكار هؤلاء المضلين, وأوجه اللوم إلي وزارة الأوقاف لأنها وزارة كبيرة لكنها لا تفعل شيئا في هذا الشأن, كما أوجه اللوم إلي الأزهر وشيخ الأزهر وأتساءل أين علماء الأزهر؟ لا يمكن أن نحمل وزارة الداخلية المسئولية كلها لأن القضية قضية فكرية بالدرجة الأولي, فلابد لأجهزة الدولة باختلاف أشكالها أن تشارك في تصحيح أفكار هؤلاء ولا يكون الحمل علي وزارة الداخلية فقط*

http://arabi.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=invs1.htm&DID=9235

زيت الشوك
06-13-2007, 11:15 AM
اللواء فؤاد علام‏..‏ شاهد علي ثلاثة عصور 2
صلتي بالإخوان بدأت في المدرسة السعيدية

السبت 9 / 6 / 2007http://arabi.ahram.org.eg/Arabi/ahram/2007/6/9/ta7qeek533.14.jpg
خالد سليمان



في الحلقة السابقة من كتاب‏(‏ ذكريات لا مذكرات ـ تحت الطبع‏)‏ ذكر اللواء فؤاد علام نائب رئيس أمن الدولة الأسبق أنه قدم للنيابة العامة الأدلة التي ثبت من خلالها أن الناشط الإخواني كمال السنانيري قد انتحر داخل السجن عام‏1981,‏ ومن ثم فإنه بريء من دمه واتهم الإخوان وخصوصا المستشار علي جريشة بأنه كان كاذبا في ادعاءاته‏,‏ كما اتهم الإخوان عموما بكتمانهم للشهادة طوال‏25‏ عاما في قضية خطيرة جدا مثل قضية السنانيري وكتمان الشهادة يخالف الشرع‏.‏
هذه الحلقة يتحدث عن أول احتكاك بينه وبين الإخوان ورأيه في الرئيس عبد الناصر‏,‏ ومن وراء نجاح ثورة يوليو؟ من خلال أدلة يمتلكها وأحداث عايشها ويتحدث عن محاولة اغتيال عبد الناصر في المنشية بمدينة الإسكندرية‏.‏




‏*‏ ما أول احتكاك بينك وبين الإخوان المسلمين؟


عندما كنت طالبا في المرحلة الثانوية بمدرسة السعيدية‏,‏ كان ضمن زملائي بالمدرسة المذيع اللامع المرحوم أحمد فراج‏..‏ كان يتميز بالخطابة وكيف يقنع من حوله‏,‏ كان أحد الأفراد المنتمين لجماعة الإخوان المسلمين‏,‏ استطاع أحمد فراج أن يحمل الطلبة علي المشاركة في مظاهرة كوبري عباس‏,‏ وهي مظاهرة مشهورة شارك فيها عدد كبير من فئات الشعب عمال وطلبة الجامعة وطلبة المدارس‏,‏ وقد شاركت أنا في هذه المظاهرة ضد الإنجليز‏(‏ الاستعمار الإنجليزي‏)‏ واستطاع الأمن أن يحاصر الطلبة والعمال المتظاهرين‏,‏ ولم يكن هناك منفذ لنا إلا الاتجاه نحو كوبري عباس‏,‏ وقتها كان هذا الكوبري يتم فتحه وإغلاقه‏,‏ وبالفعل فتح الإنجليز الكوبري علي المتظاهرين فسقط شباب موتي بالغرق في النيل‏,‏ في ذلك اليوم ظل والدي يبحث عني وكنا وقتها نقيم بحي الزمالك‏,‏ وقد انتابه شعور بأنني تعرضت لمكروه‏,‏ ولم تكن هناك وسيلة اتصال والطرق مسدودة ولم أصل إلي المنزل إلا بعد منتصف الليل‏...‏ وقتها عاقبني والدي عقابا شديدا لأني شاركت في هذه المظاهرة الشهيرة‏,‏ كانت هذه بداية معرفتي بالإخوان المسلمين‏,‏ وبعد ذلك بدأت أصطدم بهم في الجامعة قبل انتقالي إلي كلية الشرطة حيث كنت قد درست لفترة من الوقت في كلية التجارة‏,‏ وبرغم انتمائي لكلية التجارة رسميا إلا أنني كنت أواظب علي محاضراتي في كلية الهندسة علي أمل أن أنتقل إليها في الترم الثاني‏,‏ ولكن المظاهرات التي وقعت في ذلك العام مرة أخري منعتني من دخول كلية الهندسة‏,‏ خلال هذه الأشهر القليلة تعرفت إلي عناصر الإخوان داخل الجامعة قبل التحاقي بكلية الشرطة‏,‏ كان من أمنياتي أن ألتحق بكلية الهندسة البحرية لكي أصبح مهندسا بحريا لأنني كنت منذ طفولتي في حالة اشتياق لزيارة دول العالم للتعرف علي الشعوب وعاداتهم وتقاليدهم‏,‏ ولكن المصادفة لعبت دورا كبيرا في حياتي ففي مرحلة الثانوية العامة كنت مهووسا بالكمياء وكان لي عم عالم كبير في الكمياء وكان صديقا وزميلا للعالم الكبير علي مشرفة‏,‏ وكثيرا ما جلست مع هذا العم الذي كنت أعشقه‏,‏ فكان يشرح لي أصول الكيمياء‏,‏ النظريات الخاصة بها‏,‏ ولذلك عندما دخلت امتحان الكيمياء في الثانوية العامة‏,‏ كانت إجاباتي فوق مستوي المصحح نفسه‏!!‏ وكانت النتيجة أنني أخذت صفرا في تلك الفترة من الزمن ـ مع بداية عام‏1951‏ ـ كان مسموحا لطالب الثانوية العامة أن يدخل الامتحان مرة أخري في نفس العام‏,‏ ويكون له الحق في اختيار الكلية التي يريد دخولها‏,‏ ومن سوء حظي أن الدكتور طه حسين أصدر قرارا بأنه من يرسب في مادة ليس له الحق في الالتحاق بكليتي الطب‏,‏ الهندسة وبرغم مجموعي الكبير‏59‏ في المائة‏(‏ بدون درجات الكيمياء‏)‏ فقد حرمت من دخول كلية الهندسة والتحقت بكلية التجارة علي أمل التحويل في منتصف العام‏,‏ ولكن لم تفلح كل الطرق لدخولي كلية الهندسة مما اضطرتي للالتحاق بكلية الشرطة بدون علم والدي وهو ضابط شرطة‏,‏ وعندما وقفت في امتحان كشف الهيئة وكان رئيس اللجنة صديقا لوالدي وهو رجل صعيدي قال لي‏:‏اوعي يا ود تكون بتضحك علينا ودخلت كلية الشرطة‏,‏ وأثناء وجودي فيها وتحديدا في سنة التخرج لم أكن أجيد قفزة السباحة‏,‏ فتم حجزي داخل الكلية حتي تعلمت السباحة‏,‏ بعدها تم تعييني في محافظة السويس لأنني كنت من الدفعة المغضوب عليها‏,‏ وبعد أن أثبت وجودي في القبض علي لص في محل مجوهرات داخل فندق كبير بالسويس تحدث الناس عني في كل مكان‏..‏ وبعدها بسنوات قليلة التحقت بأمن الدولة‏.‏




‏*‏ هل شاهدت مفاسد الملك فاروق؟


شاهدت بعيني وجود الملك في بعض الكباريهات مع عدد كبير من الراقصات الشهيرات‏,‏ وكان المجتمع وقتها في حالة فساد وانحلال‏,‏ فالثورة قضت علي أخطاء كثيرة لا تتناسب مع أخلاقيات المجتمع‏..‏ ولم تكن هناك عدالة اجتماعية خلال حكم الملك فاروق وكانت حاشيته من الأجانب‏,‏ ولم يكن التعليم الجامعي متاحا للجميع‏,‏ لقد أحدثت الثورة تطورات كثيرة في المجتمع المصري‏...‏ الجميل أن الثورة كانت بيضاء لم ترق فيها قطرة دماء واحدة‏,‏ والشعب المصري بكل فئاته التف حول الثورة من الضباط الأحرار‏.‏




‏*‏ هل محمد علي الأسود الذي كان مسئولا عن التنظيم السري للإخوان عام‏1954‏ هو الذي نفذ عملية محاولة اغتيال عبد الناصر في المنشية بالإسكندرية؟


لم يكن محمد علي الأسود المسئول عن عملية اغتيال عبد الناصر في المنشية ولكن من خلال المستندات اتضح أن الذي كان مسئولا عن هذه العملية هو تنظيم في منطقة إمبابة وكان يرأس هذا التنظيم يوسف طلعت‏...‏ ومن المستندات الدامغة التي لا تقبل الشك الخطاب الذي وجد عند عبد الله الريس أحد كوادر الإخوان المهمين‏,‏ وكان مكتوبا في هذا الخطاب عتاب للجماعة ويقول لهم إنكم تسرعتم في تنفيذ هذه العملية وكان يجب أن نصبر فترة حتي نتوغل في الجيش وتصبح لنا قوة‏,‏ وهذا الخطاب قمت بنشره علي شبكة الإنترنت وموجود في دائرة المعارف البريطانية بما لا يسمح بالشك بأن الإخوان هم الذين دبروا لاغتيال عبد الناصر في الإسكندرية ولم تكن العملية تمثيلية كما أشاعت الجماعة فيما بعد‏,‏ فدائما رموزها لا يقولون الحقيقة وقاموا بتأليف مئات الكتب الكاذبة ليثبتوا من خلالها أن حادث المنشية تمثيلية‏.‏




‏*‏ متي أصبحت مسئولا عن ملفات الإخوان رسميا؟


بعد انتهاء التحقيقات في قضية تتنظيم‏1965‏ تم تكليفي من القيادة السياسية ومن الرئيس عبد الناصر بأني أكون المسئول الأول عن الإخوان ومن هنا بدأت في وضع خطة من محورين‏:‏

المحور الأول‏:‏ رفع القيود عن السجناء والسماح لهم بالزيارة وأن يتم تشغيلهم داخل السجن بأجر‏,‏ كما أن الموظفين منهم تصرف مرتباتهم لأسرهم ومن ليست له وظيفة وكان يعمل بالعمل الحر تتولي وزارة الشئون الاجتماعية صرف إعانة شهرية لهذا الفرد‏.‏
المحور الثاني‏:‏ أن من يثبت أنه بريء أو تراجع عن أفكاره وليس خطرا علي المجتمع يتم الإفراج عنه‏,‏ وبالفعل أفرجنا بعد فترة عن مجموعات‏,‏ وهذا جعلني أقيم معهم علاقات قوية وأصبحت هناك ثقة متبادلة‏.‏




صدامي بالرئيس جمال عبد الناصر‏:‏


يقول فؤاد علام بعد أن وضعت هذه الخطة التي وافق عليها الرئيس عبد الناصر فوجئت في يوم‏23‏ أو‏24‏ نوفمبر عام‏1965‏ أثناء خطاب الرئيس عبد الناصر ـ وكان مذاعا تليفزيونيا ـ بأنه يقول‏:‏أنا سوف أترك الإخوان في السجون حتي يموتوا ولن أفرج عنهم أبدا‏...‏ عندما سمعت هذا الكلام من الرئيس عبد الناصر لم أصدق أذني‏,‏ وفي حالة انفعال أمسكت بالقلم وكتبت مذكرة وقلت فيها‏:‏ إن هذا التصريح من الرئيس سوف يهدم كل ما قمنا به في الفترة السابقة وسيدمر العلاقة الجيدة التي بنيناها مع الإخوان‏.‏
الغريب أن هذه المذكرة وصلت إلي الرئيس عبد الناصر بخط يدي‏,‏ ولم يتدخل فيها أحد‏,‏ والأغرب أن الرئيس عبد الناصر قام بالموافقة علي استمرار خطتي وأشر بالموافقة ووقع عليها آنذاك وزير الإرشاد محمد فايق ووزير الداخلية شعراوي جمعة ولم أتوقف عن تنفيذ خطتي التي وضعتها بعد تكليفي بتولي ملف الإخوان‏.


‏*‏ ماذا تقول عن حسن الهضيبي ودوره في جماعة الإخوان؟ من وقائع عشتها؟




حين نتحدث عن حسن الهضيبي نبدأ بشخصيته‏,‏ ومن خلال معرفتي به أستطيع أن أقول‏:‏ إنه كان ضعيف الشخصية‏,‏ لا يقول رأيه بصراحة‏,‏ ودائما يترك الأمور معلقة وعائمة‏...‏ حسن الهضيبي لم يكن أبدا من الإخوان بل جاءوا به من أجل حل النزاع المرير الذي كان بين التنظيم السري والتنظيم المعلن‏,‏ وكانت هناك أعداد كبيرة من قيادات وشباب الإخوان لا تريده رئيسا لمكتب الإرشاد‏,‏ فقبل الثورة اقتحمت مكتبه مجموعة من شباب التنظيم السري واحتجزوه وكانوا يريدون قتله لولا أنه استنجد بالشرطة وهي التي أنقذته من أيديهم‏.‏
وكان ضمن من قام باحتجازه ـ وتحدثوا عن هذه الواقعة معي بالتفصيل وهي مثبتة تاريخيا ـ علي صديق البحطيطي وهو من إخوان الشرقية وأحمد عادل كمال الذي قام بالتخطيط قبل هذه الواقعة لاغتيال المستشار أحمد الخازندار وبرغم أنه هو المدبر‏,‏ وهو الذي درب المجموعة التي نفذت العملية معه إلا أنه أنكر أنه شارك في تنفيذ عملية قتل المستشار ولكن أصحابه اعترفوا بأنه هو المدبر والمخطط والمنفذ‏,‏ والعملية كاملة من إخراجه‏..‏ ولكن شهادة للتاريخ أن أحمد عادل كمال الذي تولي منصب نائب رئيس بنك فيصل الإسلامي فيما بعد‏,‏ وهو صديقي والوحيد الذي شهدته من الإخوان نادما علي ما ارتكبه من جرائم أثناء وجوده في التنظيم السري‏,‏ وكان كلما تذكر حادث المستشار أحمد الخازندار يبكي بحرقة شديدة‏,‏ نادما علي هذه الجريمة‏,‏ لأنه شعر بأنها جريمة لا يقرها شرع ولا دين وليست من الإسلام في شيء‏..‏ كما كان من ضمن هذه المجموعة التي اقتحمت مكتب حسن الهضيبي محمد السيد عزب‏,‏ وعبد العزيز السحرتي وأجبروه علي كتابة استقالته من التنظيم‏,‏ والذي أنقذ حياته أجهزة الشرطة واتخذوا ضد هؤلاء الشباب الإجراءات القانونية‏,‏ وهي واقعة مثبتة لا يستطيع أحد أن ينكرها‏,‏ الغريب فيما بعد قام بعمل تنظيم سري‏..‏ أنه المهم في هذه الجزئية هو العلاقة التي كانت تربط الإخوان بالضباط الأحرار فقد كان عبد الناصر وقتها منفتحا علي كل التيارات المختلفة من الشيوعيين والتقدميين واليساريين والملحدين والتيارات الشرعية متمثلة في الأحزاب‏,‏ واختار عبد الناصر جماعة الإخوان التي كانت من وجهة نظره مقبولة لدي الشارع المصري الذي كان يميل أكثر إلي التدين‏.‏
وبرغم أنه كان هناك أفراد في تنظيم الضباط الأحرار يميلون إلي الشيوعيين‏,‏ إلا أن عبد الناصر كان يميل أكثر إلي التدين‏,‏ ولعلمه أن الشعب المصري سيتقبل هذا التيار ولن يتقبل التيارات الأخري من الشيوعيين والتقدميين والعلمانيين‏,‏ واستطاع عبد الناصر أن يضم اثنين من الإخوان إلي الضباط الأحرار‏,‏ هما الطيار عبد المنعم عبد الرءوف‏,‏ وسالم عبد الحي وكان موجودا قبل ذلك كمال الدين حسين وهو الوحيد الذي كان ينتمي إلي الإخوان‏,‏ وكان يحضر جلسات الضباط الأحرار‏,‏ ويحضر أيضا جلسات الإخوان‏,‏ حتي صدر فيما بعد قرار من قيادة الثورة بعدم حضوره جلسات الإخوان‏,‏ والتزم بهذا القرار حتي بعد خروجه من العمل السياسي‏.‏
ولكن الذي أريد طرحه هو ما أكدته كل المصادر بمن فيهم عبد الناصر والإخوان أنفسهم‏,‏ وكتبه عبد الناصر بعد ذلك في كتابه‏:‏ أن قيادات الضباط الأحرار كانت تربطهم علاقات قوية بالشيخ حسن البنا قبل وفاته استنادا إلي أن دور جماعة الإخوان سيكون شعبيا وهذا ما وافق عليه حسن الهضيبي بعد ذلك‏,‏ أي أن جماعة الإخوان دورها يبدأ بعد تحرك القوات المسلحة المتمثلة في الضباط الأحرار‏,‏ وكان الاتفاق في البداية بين حسن الهضيبي والضباط الأحرار علي أن الثورة ستقوم عام‏1955,‏ ثم بعد ذلك تم الاتفاق علي تقريب الموعد ليكون في شهر أغسطس‏1952‏ ولكن سبقت هذا الموعد أحداث في غاية الأهمية‏,‏ وهي انتخابات نادي الضباط بالقوات المسلحة‏.‏




نقطة الصدام‏:‏


عندما حدثت انتخابات نادي الضباط بالقوات المسلحة وجدوها محكا وفرصة ليقوموا بمساندة بعض الضباط‏,‏ ليقفوا في وجه قائمة إسماعيل شرين فاختار مجلس قيادة الضباط الأحرار اللواء محمد نجيب‏..‏ وبالفعل اكتسحت قائمة محمد نجيب‏,‏ وكانت مؤشرا قويا لدي السرايا والملك أدركوا من خلالها أن هؤلاء الضباط أصبحوا أقوياء‏,‏ ولهم تأثير قوي في الجيش‏,‏ وذلك عن طريق المنشورات التي كان يجدها الملك علي سريره في غرفة نومه‏.‏
وأثناء وجودي في العراق عام‏1976‏ وكنت وقتها في مهمة في السفارة المصرية هناك لمدة عامين‏,‏ تقابلت مع عبد المنعم النجار الذي كان سفيرا بمصر في بغداد وأثناء أحاديثي معه‏,‏ وهو أحد الضباط الأحرار القدامي قال لي‏:‏ أنا كنت ضمن أفراد الحرس الملكي المكلف بالجناح الخاص بالملك وكان متيسرا لي دخول غرفة نومه‏,‏ وكنت مكلفا في نفس الوقت من الضباط الأحرار بتوصيل المنشورات إلي غرفة الملك ووضعها علي السرير الذي ينام عليه‏,‏ مما جنن الأمن في القصر‏,‏ وجنن الملك نفسه‏,‏ وأنا كنت أقوم بنقل أخبار القصر‏,‏ لأنه عندما نجحت مجموعة محمد نجيب في انتخابات نادي الضباط بدأت أجهزة الأمن داخل القصر تناقش من كان وراء نجاح محمد نجيب؟ فبدؤوا في رصد الضباط الأحرار وتتبعهم‏,‏ وأثناء طرحهم هذا الموضوع علي حيدر باشا اتفقوا علي تتبع هؤلاء الضباط وكما قال لي عبد المنعم النجار إنه نقل هذا الخبر إلي قيادة الضباط الأحرار وعلي الفور قام عبد الناصر بجمع المقربين منه من قيادات الثورة المشير عبد الحكيم عامر وزكريا محيي الدين وبدلا من الانتظار حتي شهر أغسطس‏1952‏ تم التعجيل بالثورة في‏23‏ يوليو لخوفهم من إفشال الثورة‏,‏ ولم يكن عندهم وقت لكي يخبروا الإخوان بالموعد الجديد‏,‏ ولكن الإخوان لم يصدقوا هذا الكلام‏,‏ وظنوا أن الضباط الأحرار أخفوا عنهم الموعد عن تعمد وعن سوء نية‏,‏ ولكن اليقين أن الضباط الأحرار كانوا لا يملكون الوقت لكي يخبروا الإخوان‏,‏ ومن هنا بدأ الصدام‏,‏ خصوصا لاقتناع قيادة الثورة بأن دور الإخوان سيبدأ بعد التحرك العسكري وأن دورهم شعبي‏,‏ وفعلا تحركت القوات المسلحة وأعلن أنور السادات في بيان الثورة نجاحها‏..‏ وقتها كان حسن الهضيبي مختفيا في الإسكندرية‏,‏ ولم يهرب إلا في يوم‏29‏ يوليو‏,‏ أي بعد نجاح الثورة بستة أيام‏,‏ وهو الذي قام بعد ذلك بعمل المشاكل واصطدم بالضباط الأحرار‏.‏




‏*‏ ما الأشياء التي تسببت في نجاح الثورة من خلال شهود عيان وقت قيامها؟

شهادة للتاريخ عندما كنت في اليمن عام‏1963‏ مكلفا وقتها برئاسة مكتب الأمن في مدينة الحديدة‏,‏ أتيحت لي الفرصة هناك أن أستمع من السيد شمس بدران والسيد علي شفيق اللذين قالا إن السبب في نجاح الثورة يرجع إلي السيد حسين الشافعي‏,‏ وكان له دور رئيسي في القبض علي القيادات التابعة للملك‏,‏ وكان وقتها قائدا لفصيلة من المدرعات التابعة لسلاح الفرسان‏,‏ ومعه يوسف صديق الذي جاء في هذا اليوم في الصباح الباكر‏,‏ لأنه كان شغوفا ومتحمسا للثورة واعتقل كل القيادات الموجودة داخل مجلس قيادة الجيش وكان معهم إسماعيل شيرين وكان وقتها وزيرا للدفاع‏,‏ ولولا هذا التصرف لاستطاعت قوات الملك أن تتصدي للثورة وتجهضها‏,‏ هذا الكلام علي لسان شمس بدران وأتيحت لي الفرصة أن أتحدث معه في أشياء كثيرة‏...‏ وشهادة للتاريخ أكد لي أن السيد حسين الشافعي له دور كبير في نجاح الثورة وشهادة شمس بدران مؤكدة وغريبة‏,‏ لأن وقت تصريحه بهذه الشهادة بفضل حسين الشافعي كان الذي يحاكم شمس بدران هو السيد حسين الشافعي في ذلك الوقت بسبب الإهمال في حرب‏1967‏ مع مجموعة كبيرة من دفعة‏1948(‏ دفعة شمس بدران‏).‏


‏*‏ ما رأيك في الرئيس عبد الناصر من خلال شواهد مررت بها‏...‏ ماذا تقول عنه؟

الرئيس عبد الناصر لا يستطيع أحد أن يشكك في وطنيته كرجل مخلص وطني محب لمصر‏,‏ هذا شيء يسلم به أنصاره وخصومه‏,‏ ولكن عندما ننظر إلي العلاقة التي كانت تربطه مع المشير عبد الحكيم عامر لا نستطيع أن نفك رموزها من حب وعلاقة قوية وثقة من عبد الناصر بلا حدود في المشير‏,‏ من ناحية أخري كانت قيادة الثورة متجهة إلي أمريكا وعندما ضغطت علي البنك الدولي لكي تمنعه من تمويل مشروع السد العالي وكشفت عن رفضها تسليح الجيش بالطريقة التي تقلق إسرائيل‏,‏ هذا جعل قيادة الثورة تتراجع وتتجه نحو تشيكوسلوفاكيا‏,‏ وبعد ذلك الاتحاد السوفيتي‏,‏ وفي هذا التوقيت بدأت إسرائيل تلعب لعبتها‏,‏ واتفقت مع فرنسا وإنجلترا وقاموا بالعدوان الثلاثي‏,‏ من هنا بدأ دور المشير عبد الحكيم عامر يزداد في القوات المسلحة‏..‏ لم يحسم عبد الناصر موقفه ضد المشير الذي لم يثبت كفاءة في هذا العدوان‏.‏ وعندما أقيمت الوحدة بين مصر وسوريا كانت التقارير والشكاوي تأتي من القيادات السورية المحبة للوحدة من تصرفات المشير وعدم قدرته علي إدارة القطر السوري مما جعل هذه القيادة المحبة للوحدة تتخذ موقفا سلبيا أثناء عملية الانفصال‏,‏ ولم يتدخل الرئيس عبد الناصر لحسم هذا الموقف‏,‏ وحتي بعد عودة المشير من سوريا في شكل مخز‏,‏ لم يتخذ عبد الناصر موقفا حاسما ضده‏,‏ والأكثر من ذلك في عام‏1962‏ اتخذ المشير موقفا أشبه بالانقلاب علي الرئيس عبد الناصر وقام بالاعتصام‏,‏ ولولا تدخل عبد اللطيف بغدادي لحل الأزمة لحدثت كارثة‏.‏
كان يجب علي الرئيس عبد الناصر أن يتخلي عن موقفه العاطفي ويحد من سلطات المشير‏,‏ ويتحذ موقفا حاسما ولكنه لم يفعل‏,‏ إلي أن جاءت الطامة الكبري وهي نكسة‏...1967‏ وفي أثناء التحقيقات التي أجريت وشاركت أنا فيها اتضح أن هناك من القيادات التي كانت تعاون المشير في إدارة الجيش لها علاقات نسائية وسلوكيات لم تكن يصح أن يرتكبها مثل هؤلاء في مواقعهم الحساسة‏,‏ ومن خلال ما رأيته وسمعته من القيادات في ذلك الوقت اتضح أن هناك ترهلا في المؤسسة العسكرية‏,‏ وللأسف أنه في ليلة‏5‏ يونيو كان هناك حفل غنائي‏,‏ أقيم في أهم موقع من مواقع الجيش في مركز قيادة سلاح الطيران بأنشاص‏,‏ هذا الحفل حضره كل قيادات الجيش وظلوا سهرانين حتي صباح يوم‏5‏ يونيو‏!!‏
وزاد الموقف سوءا أن صباح ذلك اليوم كانت طائرة المشير في الجو وصدرت الأوامر بمنع أسلحة الدفاع الجوي من الإطلاق‏,‏ كل هذه المواقف التي اتخذها المشير كان يجب علي الرئيس عبد الناصر أن يتخلي بسببها عن موقفه العاطفي تجاه المشير‏,‏ أو علي الأقل أن يحد من سلطاته الواسعة‏,‏ كما أن زواج المشير من فنانة واختلاط مساعديه من قيادات الجيش بعلاقات مشبوهة نسائية كانت أمور تستوجب أن يقوم عبد الناصر بحسمها ولم يكن من المصلحة العليا للبلد أن يتركه كل هذه السنوات‏.‏


ثقافة عبد الناصر‏:‏

ويواصل فؤاد علام‏..‏ ولكن برغم كل ذلك فقد كان الرئيس عبد الناصر شديد الاطلاع وعنده رؤية لم تكن متوافرة عند كثير من المثقفين‏,‏ لدرجة أنه عندما قام بقراءة كتاب سيد قطب‏(‏ معالم علي الطريق‏)‏ الذي اتخذته الجماعات الإسلامية المتطرفة دستورا لها عام‏1963‏ أي قبل كشف تنظيم سيد قطب بسنوات‏,‏ استدعي السيد سامي شرف ـ وهو الذي قال لي هذه المعلومة ـ وقال له إن هذا الكتاب يدعو إلي قيام تنظيم سري يكفر المجتمع‏,‏ وهذا يوضح قدرة عبد الناصر علي قراءة ما بين السطور‏,‏ كانت قدرة تنم عن ثقافته الواسعة وقد أكد لي السيد سامي شرف أنه أعطي المخابرات العامة تعليمات بما لاحظه عبد الناصر‏,‏ لكن علي ما يبدو أن أجهزة المخابرات وقتها لم تكن تتدخل في الأمور الداخلية‏,‏ فلم يكشف هذا التنظيم في وقتها لأسباب غير معروفة‏,‏ وهذا يوضح ذكاء عبد الناصر الحاد‏,‏ وكنا وقتها كأجهزة أمن لم نكن قد رصدنا تنظيم سيد قطب بعد‏.‏
وأنا رأيت عبد الناصر بعيني في مؤتمر القمة العربي عام‏1964‏ وكنت من المكلفين بحراسته وبتأمين المبني‏...‏ حين يدخل عليه السيد محمد أحمد ليعرض عليه البوسطة كان يظل يقرأ بتمعن لعدة ساعات برغم أن اجتماعات القمة كانت كثيرة ولكن هو كان يحب العمل لساعات قد تصل إلي أكثر من‏15‏ ساعة يوميا وكان حريصا علي قراءة التقارير بدقة شديدة‏.‏


‏*‏ هل تعتقد أن عبد الناصر هو الذي قتل المشير عبد الحكيم عامر كما صرحت برلنتي عبد الحميد في كتابها من خلال أحداث عاصرتها؟


الرئيس عبد الناصر في عام‏1967‏ وتحديدا في يوم‏23‏ نوفمبر قال في خطاب شهير أذاعه التليفزيون إنني سوف أترك الإخوان في السجن حتي الموت‏,‏ ولن أفرج عنهم أبدا‏,‏ والإخوان وقتها كانوا قوة لا يستهان بها‏,‏ ولكن عبد الناصر صرح بهذا التصريح كنوع من المواجهة‏,‏ فدائما ما كان صاحب قرارات ومواقف‏,‏ ولم يكن أبدا متآمرا‏,‏ بدليل أن المشير عبد الحكيم عندما كان في فيللته واستعان بمجموعة من الصعايدة وأفراد من العسكريين لحمايته‏,‏ ولو كان يريد عبد الناصر قتله ما قبض عليه‏,‏ وأمر إحدي القوات أن تقوم برمي قنبلة علي فيللا المشير ليموت هو ومن معه‏,‏ وبدون أن يقوم بالقبض عليه‏,‏ ولكن الحقيقة أن المشير عبد الحكيم انتحر ولم يقتل كما يدعي البعض‏,‏ ومن وجهة نظري أيضا أن الرئيس عبد الناصر مات في نكسة‏1967‏ وهو موعد موته الحقيقي‏.‏


‏*‏ محمد مهدي عاكف مرشد الإخوان صرح بأنك طلبت منه أن يقوم بكتابة إقرار بمبايعة عبد الناصر مقابل أن تفرج عنه ماذا حدث بالضبط؟


مع الأسف الشديد في أحد الحوارات التي أجراها محمد عبد القدوس مع محمد مهدي عاكف سأله عبد القدوس في سخرية ماذا فعل معك فؤاد علام داخل المعتقل؟ فرد محمد مهدي عاكف وقال‏:‏فؤاد علام حاول إجباري علي كتابة إقرار مبايعة للرئيس عبد الناصر‏,‏ وسوف أفتح لك باب السجن فورا‏,‏ هذه أكذوبة وهراء من مهدي عاكف لعدة أسباب‏,‏ أولا‏:‏ أنني أعلنت أنني أقمت حوارات مع سيد قطب ومحمد قطب ومصطفي مشهور‏,‏ ومع الدكتور أحمد الملط وأحمد عشماوي وحسن الهضيبي‏.‏
ولكن محمد مهدي عاكف لم أقابله لا داخل السجن ولا خارج السجن‏,‏ المرة الوحيدة التي كنت مقررا أن أقابله‏,‏ عندما كنت في ألمانيا في المركز الإسلامي لمقابلة المشرف علي المركز‏,‏ وقالوا لي إن محمد مهدي عاكف سوف يأتي لمقابلتك‏,‏ ولم يأت بعد أن انتظرته كثيرا‏,‏ وحتي الآن‏(‏ ونحن في عام‏2006)‏ لم أعرف لماذا لم يأت؟ وأحب أن أقول من هو محمد مهدي عاكف؟ لكي أجبره علي كتابة إقرار لمبايعة عبد الناصر‏,‏ ومن يكون وسط من كانوا داخل السجن؟ ومن هو فؤاد علام حتي يملك أن يفتح له باب السجن لكي يخرج؟ ولماذا؟


لم يذكر أحد غيره من قيادات الإخوان‏,‏ أنني طلبت منه أن يكتب إقرارا لمبايعة عبد الناصر فأنا دائما أؤمن بالفكر وبالرأي وبالعقيدة والمباديء‏,‏ ولا أوافق أبدا علي الزيف‏,‏ فهو لم يقل الحقيقة‏,‏ أما بخصوص محمد عبد القدوس الذي يشن ضدي حملة صحفية شعواء أقول له‏:‏ يا صحفي يا محترم من المفروض أن تكون علاقتنا طيبة فوالدك كان صديقي‏,‏ وأحب أن أذكره بواقعة هو لا ينساها‏,‏ عندما انتدبت لمقابلة‏1500‏ من المفكرين والكتاب والوزراء ورؤساء حكومات سابقة‏,‏ الذين اعتقلهم الرئيس السادات في أحداث سبتمبر‏,‏ وكان من ضمن المعتقلين هيكل وبعض المفكرين‏,‏ وقتها لم أعرف كيف سأقوم بمواجهة هؤلاء الكتاب والمفكرين؟‏!‏ ودارت مناقشات لمدة خمس ساعات علي أعلي مستوي‏,‏ وكان من ضمن المعتقلين‏,‏ محمد عبد القدوس فوجدته يطلب مقابلتي علي انفراد‏,‏ فوافقت فوجدته يطلب مني أن أرسل من يطمئن والدته علي أنه بصحة جيدة في السجن‏,‏ فاستدعيت علي الفور قائد المعتقل وطلبت منه أن يجعل محمد عبد القدوس يتكلم في التليفون فورا‏,‏ وطمأن والدته‏..‏ اسأله هل هذا رد الجميل يا محمد يا عبد القدوس يا محترم؟ وعندما يدعي محمد مهدي عاكف حكاية كاذبة من البداية للنهاية فهو يريد أن يجعل من نفسه بطلا‏,‏ ولكن لا يجب أن يدعي البطولة في شيء لم يحدث علي الإطلاق‏...‏ وهذا عيب كبير‏*‏

http://arabi.ahram.org.eg/Index.asp?CurFN=invs7.htm&DID=9242