المستقبل
05-30-2007, 03:39 PM
سعد الحريري: "فتح الإسلام" ثوب وسخ فصله بشار الأسد وآصف شوكت لإلباسه للبنان
http://www.free-syria.com/images/articles/18833.jpg
تصاعد الأزمة السياسية والعسكرية المتصلة بأحداث مخيم نهر البارد شمال لبنان, لم تحل دون متابعة ما يجري في أروقة مجلس الأمن الدولي في نيويورك, حيث ينتظر أن يوافق المجلس اليوم في جلسة تاريخية على إقرار المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. عبر الفصل السابع, بعد تعذر إقرارها في لبنان من خلال المؤسسات الدستورية, حيث توقعت المعلومات أن يقر مجلس الأمن المحكمة بأغلبية 11 صوتاً وامتناع 4 مندوبين عن التصويت, وقد أكدت مصادر قريبة من رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري ل¯"السياسة" أن إقرار مجلس الأمن للمحكمة سيشكل حدثاً بالغ الأهمية سيترك انعكاساته على الوضع الداخلي بعدما تكون المحكمة أصبحت وراءنا, ما يفتح المجال للبحث في حل الأزمة الداخلية في لبنان, انطلاقاً من الموافقة على البنود السبعة والقرار 1701 ومقررات الحوار الوطني.
وقال النائب الحريري ان القرار الميداني المتعلق بجماعة »فتح الاسلام« متروك للجيش نافيا ما تردد عن علاقة مزعومة ل¯»تيار المستقبل« ب¯»فتح الاسلام« وقال هذا الثوب الوسخ فصله بشار الاسد, وآصف شوكت لالباسه للبنان وهذا الثوب مردود على صاحبه ويتناسب مع قياسه ولا يتناسب مع اي لبناني.
وحذر الحريري من طابور خامس لاطلاق النار في الهواء والقيام بمحاولات استفزاز لخطة اقرار المحكمة الدولية, ودعا الى الاكتفاء بالتزام المنازل ورفع الاعلام اللبنانية واضاءة الشموع والدعاء لروح الرئيس رفيق الحريري.
واستناداً الى التجاذب القائم حول المحكمة الدولية بين اكثرية لبنانية مؤيدة واقلية معارضة يتوقع ان يكون الاسبوع الجاري صعبا على اللبنانيين لما قد يحمله من تطورات واحداث يعبر فيها معارضو المحكمة عن رفضهم لها, ويتوقع بعض المراقبين ان يشهد لبنان خلال الساعات القليلة المقبلة مزيداً من التوترات والاستهدافات سواء من خلال عمليات التفجيرات المتنقلة في المناطق اللبنانية من بيروت الى الجبل أو من خلال الاعتداءات على الجيش وقوى الامن الداخلي المنتشرة بشكل مكثف في العاصمة والمناطق اللبنانية لحفظ الامن, والتي ظهرت طلائعها منذ ثلاثة ايام عندما استهدفت قوة مشتركة من الجيش وقوى الامن الداخلي بقذيفة متفجرة, القيت من احدى السيارات التي مرت بسرعة على جسر البربير ضد الدورية التي كانت متمركزة تحت هذا الجسر.
وتعليقا على هذا الهجوم المفاجئ على الجيش اللبناني فان مصدرا في قوى الاكثرية اشار الى ان هذا الاعتداء كان بمثابة اختبار لردات فعل الجيش وانه سيتكرر في الايام المقبلة بهدف ارباك الجيش واشغاله في امور امنية ستظهر هنا وهناك وفي اكثر من منطقة, لاظهاره وكأنه عاجز عن حفظ الامن من جهة ومحاولة تخفيف الضغط عن مخيم نهر البارد بعد تطويقه منذ اكثر من اسبوع.
وعلى وقع التحضيرات الدولية لاقرار المحكمة الدولية تحرك الوضع الامني في مخيم نهر البارد حيث رفع عناصر »فتح الاسلام« من وتيرة اعتداءاتهم على الجيش واستهدفوا بعض مواقعه بالاسلحة الصاروخية الثقيلة, وقد رد الجيش على مصادر نيران المسلحين ومحاولتهم التمدد باتجاه الطريق الدولية لناحية شرق المخيم, حيث أفيد عن سقوط شهيد للجيش في بلدة المحمرة المطلة على المخيم, بالاضافة الى جرح مدني فيما استمرت عملية القنص التي يقوم بها عناصر "فتح الإسلام" على الأبنية السكنية المتاخمة للمخيم وعلى الطريق الدولية التي تصل مدينة طرابلس بعكار.
وكانت الاشتباكات العنيفة تجددت مساء اول من امس وتواصلت حتى فجر اليوم في الوقت الذي تبذل فيه جهود مكثفة لحل الازمة من خلال تسليم المطلوبين بتهمة الاعتداء على عناصر الجيش الى السلطات اللبنانية لمحاكمتهم وهو الحل الذي ترفضه عناصر »فتح الاسلام« وتتمسك به الحكومة اللبنانية التي لا تستعجل الحل للازمة التي طوت امس يومها الحادي عشر, وادت الى سقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم 34 قتيلا من افراد الجيش اللبناني.
ويبدي الجيش اللبناني التزاما تاما بضبط النفس وعدم الانجرار وراء استفزازات »فتح الاسلام« وتؤكد اوساط متابعة ان كل ما يذكر ويشاع عن حسم عسكري قريب ضد مخيم البارد يبقى في اطار الشائعات لاسيما وان الجيش لا يعطي اية تفاصيل حول ما ينوي فعله وهو يطوق المخيم بهدف استسلام او تسليم القتلة الذين اعتدوا على عناصره, ولغاية الآن لا تزال عناصر »فتح الاسلام« تتحصن بالمخيم المذكور ولم يعرف ما اذا كانت قيادة الجيش ستحسم هذا الموضوع عسكريا ام لا, ولكن من المؤكد بانها تشدد حصارها البري والبحري على المخيم ولم تسمح الا لسيارات التموين والصليب الاحمر من الدخول اليه وللمواطنين العزل بالخروج منه وكل مايقال وما تتناقله وسائل الاعلام يبقى مجرد تكهنات واجتهادات شخصية.
وتقول بعض المعلومات الخاصة ان قيادة الجيش لا تميل الى حسم خياراتها هذا الاسبوع, لكنها ستبقي على تشددها وحزمها في موضوع تطويق »فتح الاسلام«, لان هذا الاسبوع سيشهد التصويت على المحكمة الدولية ولذلك فان اي قرار عسكري اتجاه حسم الموضوع مع »فتح الاسلام« من شأنه ان يؤدي الى فتح ثغرات امنية جديدة بدأت المعارضة بالتلويح لها من خلال بياناتها وتحليلاتها!
وفي موازاة السخونة الامنية تواصلت امس مساعي الحل حيث جال وفد من الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية على عدد من الأحزاب والهيئات الإسلامية في طرابلس. وفي مخيم البداوي عقد الوفد مؤتمراً صحافياً دعا خلاله إلى تثبيت الهدنة والمطالبة بإعادة ترميم ما تهدم في المخيم, كما قام عدد من سكان مخيم البداوي بقطع الطريق الدولية بين طرابلس وعكار احتجاجاً على الوضع القائم.
وفي إطار الاتصالات التي يقوم بها لحل أزمة "البارد" مع البعثات الأجنبية, التقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عدداً من السفراء المعتمدين في لبنان وشرح لهم موقف الحكومة من أزمة البارد وما ستقوم به لمعالجة ظاهرة "فتح الإسلام".
وأمام خلية العمل التي أقيمت في رئاسة الحكومة لمتابعة أزمة البارد, أكد الرئيس السنيورة أنه "ضنين حتى بضربة كف يمكن أن توجه إلى أي فلسطيني في لبنان". وذكر أن "هذه الحكومة هي الأولى والسباقة التي أطلقت الاهتمام الفعلي والحقيقي والعميق بالفلسطينيين وسعت من خلال خطة عمل تولتها لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني إلى الحد من معاناتهم في مخيماتهم, ولها انجازات على امتداد عام ونصف وليست وليدة الظروف الحالية".
وقال: "تابعنا ملف الفلسطينيين على حد السكين, فقد خضعنا ولا نزال إلى الابتزاز المتواصل واتهمنا بأننا نعمل على التوطين".
وقال إن لبنان يخوض اليوم معركة "الدولة أو اللادولة". "ونحن في وضع لا يحتمل المساومة. ولا نستطيع أن نهادن في موضوع الإرهاب. ولسنا الدولة الوحيدة التي تفرض عليها مصلحتها العليا وأمن مواطنيها والمقيمين على أرضها أن تتخذ موقفا صعبا. كل الدول واجهت الإرهاب بما تفرضه هذه المصلحة العليا. ولا يمكن أن تدار أي دولة بالارتكاز على حالة اللاقرار. ونحن نفسح المجال لجميع المحاولات حتى نستنفد كل الحلول الممكنة".
وأضاف: "إن الدم الفلسطيني حار. ونحن لا نستطيع أن نحمل تبعات إراقته. نحن لسنا في هذه المعركة للاعتداء على الفلسطينيين, وإنما لرد الاعتداء الحاصل على الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء".
ونبه السنيورة إلى أن "الحملات التي يشنها البعض لغايات سياسية لا تفرق بين الحكومة والدولة. فالحكومات تتعاقب, أما الدولة فتبقى, ويجب أن تبقى قوية ومتماسكة بانفتاحها وتعدديتها وغناها. ومن كان منكم بلا خطيئة فيرجمنا بحجر. الكل بلل يديه بالدولة. واليوم يرشقون الدولة من خلال الحكومة في الوقت الذي نجهد بكل إمكاناتنا للمحافظة على وضع مخيم نهر البارد, ونحن في أتون المعركة التي يشنها الإرهاب ضد الجيش اللبناني. كذلك نحن حريصون على وضع النازحين من المخيم وعلى كل قطرة دم فلسطينية كحرصنا على كل قطرة دم لبنانية".
وذكر الرئيس السنيورة "أصحاب الحملات المزايدة على حماية المدنيين الفلسطينيين بأنه لم يغير قناعاته المنبثقة من خلفيته القومية ومن التزامه الثابت بعدالة القضية الفلسطينية وضرورة تحسين أوضاع الفلسطينيين الذين يعيشون إلى جانب اللبنانيين".
من جهته اكد وزير الاتصالات مروان حمادة بعد لقائه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون امس أن "الحكومة والجيش لن يتساهلا في تطبيق القانون في حق أفراد التنظيم الإرهابي "فتح الإسلام" الذين اعتدوا على القوى المسلحة وغدروا بأفراد من الجيش, مع الحرص الكامل من الحكومة والمؤسسة العسكرية على عدم تعريض المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين لأي مخاطر".
وقد تابع ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي مساعيه لحل أزمة مخيم نهر البارد, فزار لهذه الغاية النائبة بهية الحريري على رأس وفد من فصائل المنظمة في لبنان. وبعد اللقاء قال زكي: "ما زالت الأمور تراوح مكانها, فهناك استنفار وتطويق للمخيم وهناك تبادل دائم لإطلاق النار. وبالمقابل هناك مساع كثيرة من قبل العديد من القوى لبحث آلية كيفية القضاء على ظاهرة "فتح الإسلام" لأن الكل يتحدث عن إنهائها, ولكن الآليات قد تختلف بين جهة وأخرى. مؤكداً أن كل الفلسطينيين دانوا هذه الظاهرة وأعطوا الغطاء الكافي للجيش والتأييد للحكومة باعتبار أن أمن لبنان هو أمننا. وان انهيار الأمن كلفته عالية على الفلسطينيين, ووظيفتنا نحن أن نقف مع الأمن اللبناني لأن في ذلك انسجاما مع المصالح العليا للشعب اللبناني وأيضا حماية لجزء من شعبنا يعيش موقتاً كلاجئ في لبنان. وأن المطلوب منا كقيادة أن نخفف من متاعبه وأن نقلل من تضحياته, وبالتالي نحن حريصون على لبنان الموحد من خلال حرصنا على أن الجيش يجب أن يعيد لنفسه الاعتبار بتسليم هؤلاء القتلة أنفسهم للعدالة.
وفي المواقف رأى النائب سمير فرنجية أن الخط الاحمر بحماية الجيش اللبناني والخط الاحمر في عدم الدخول إلى نهر البارد هما عملياً لتعطيل إحالة المطلوبين إلى العدالة, مشدداً على أنه ليس على الجيش التفاوض مع هذه المجموعة الإرهابية أي "فتح الإسلام" التي لا تنتمي إلى الشعب الفلسطيني.
من جهته اعتبر النائب ايلي عون "أن كل من يحاول أن يعطي لأحداث الشمال وتحديداً ما يحصل في مخيم نهر البارد عنواناً فلسطينياً أو عنواناً يتصل بتنظيم »القاعدة«, يستهدف لبنان وسيادته", مشيراً بذلك إلى كلام السيد حسن نصر الله الذي حاول الإيحاء بأن معركة نهر البارد هي معركة الأميركيين مع القاعدة. بحسب عون الذي رأى "أن حزب الله" يجد صعوبة في صياغة موقفه من أحداث نهر البارد لارتباطه طبعاً بالموقف السوري", وتابع أن موقف "حزب الله" بموضوع الحكومة "يتناغم مع موقف نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قبل 48 ساعة (..) حيث قال حرفياً: "يتحمل مسؤولية »فتح الإسلام« من يرفض حكومة الوحدة الوطنية".
http://www.free-syria.com/images/articles/18833.jpg
تصاعد الأزمة السياسية والعسكرية المتصلة بأحداث مخيم نهر البارد شمال لبنان, لم تحل دون متابعة ما يجري في أروقة مجلس الأمن الدولي في نيويورك, حيث ينتظر أن يوافق المجلس اليوم في جلسة تاريخية على إقرار المحكمة الدولية لمحاكمة قتلة الرئيس رفيق الحريري ورفاقه. عبر الفصل السابع, بعد تعذر إقرارها في لبنان من خلال المؤسسات الدستورية, حيث توقعت المعلومات أن يقر مجلس الأمن المحكمة بأغلبية 11 صوتاً وامتناع 4 مندوبين عن التصويت, وقد أكدت مصادر قريبة من رئيس كتلة "المستقبل" النيابية النائب سعد الحريري ل¯"السياسة" أن إقرار مجلس الأمن للمحكمة سيشكل حدثاً بالغ الأهمية سيترك انعكاساته على الوضع الداخلي بعدما تكون المحكمة أصبحت وراءنا, ما يفتح المجال للبحث في حل الأزمة الداخلية في لبنان, انطلاقاً من الموافقة على البنود السبعة والقرار 1701 ومقررات الحوار الوطني.
وقال النائب الحريري ان القرار الميداني المتعلق بجماعة »فتح الاسلام« متروك للجيش نافيا ما تردد عن علاقة مزعومة ل¯»تيار المستقبل« ب¯»فتح الاسلام« وقال هذا الثوب الوسخ فصله بشار الاسد, وآصف شوكت لالباسه للبنان وهذا الثوب مردود على صاحبه ويتناسب مع قياسه ولا يتناسب مع اي لبناني.
وحذر الحريري من طابور خامس لاطلاق النار في الهواء والقيام بمحاولات استفزاز لخطة اقرار المحكمة الدولية, ودعا الى الاكتفاء بالتزام المنازل ورفع الاعلام اللبنانية واضاءة الشموع والدعاء لروح الرئيس رفيق الحريري.
واستناداً الى التجاذب القائم حول المحكمة الدولية بين اكثرية لبنانية مؤيدة واقلية معارضة يتوقع ان يكون الاسبوع الجاري صعبا على اللبنانيين لما قد يحمله من تطورات واحداث يعبر فيها معارضو المحكمة عن رفضهم لها, ويتوقع بعض المراقبين ان يشهد لبنان خلال الساعات القليلة المقبلة مزيداً من التوترات والاستهدافات سواء من خلال عمليات التفجيرات المتنقلة في المناطق اللبنانية من بيروت الى الجبل أو من خلال الاعتداءات على الجيش وقوى الامن الداخلي المنتشرة بشكل مكثف في العاصمة والمناطق اللبنانية لحفظ الامن, والتي ظهرت طلائعها منذ ثلاثة ايام عندما استهدفت قوة مشتركة من الجيش وقوى الامن الداخلي بقذيفة متفجرة, القيت من احدى السيارات التي مرت بسرعة على جسر البربير ضد الدورية التي كانت متمركزة تحت هذا الجسر.
وتعليقا على هذا الهجوم المفاجئ على الجيش اللبناني فان مصدرا في قوى الاكثرية اشار الى ان هذا الاعتداء كان بمثابة اختبار لردات فعل الجيش وانه سيتكرر في الايام المقبلة بهدف ارباك الجيش واشغاله في امور امنية ستظهر هنا وهناك وفي اكثر من منطقة, لاظهاره وكأنه عاجز عن حفظ الامن من جهة ومحاولة تخفيف الضغط عن مخيم نهر البارد بعد تطويقه منذ اكثر من اسبوع.
وعلى وقع التحضيرات الدولية لاقرار المحكمة الدولية تحرك الوضع الامني في مخيم نهر البارد حيث رفع عناصر »فتح الاسلام« من وتيرة اعتداءاتهم على الجيش واستهدفوا بعض مواقعه بالاسلحة الصاروخية الثقيلة, وقد رد الجيش على مصادر نيران المسلحين ومحاولتهم التمدد باتجاه الطريق الدولية لناحية شرق المخيم, حيث أفيد عن سقوط شهيد للجيش في بلدة المحمرة المطلة على المخيم, بالاضافة الى جرح مدني فيما استمرت عملية القنص التي يقوم بها عناصر "فتح الإسلام" على الأبنية السكنية المتاخمة للمخيم وعلى الطريق الدولية التي تصل مدينة طرابلس بعكار.
وكانت الاشتباكات العنيفة تجددت مساء اول من امس وتواصلت حتى فجر اليوم في الوقت الذي تبذل فيه جهود مكثفة لحل الازمة من خلال تسليم المطلوبين بتهمة الاعتداء على عناصر الجيش الى السلطات اللبنانية لمحاكمتهم وهو الحل الذي ترفضه عناصر »فتح الاسلام« وتتمسك به الحكومة اللبنانية التي لا تستعجل الحل للازمة التي طوت امس يومها الحادي عشر, وادت الى سقوط عشرات القتلى والجرحى بينهم 34 قتيلا من افراد الجيش اللبناني.
ويبدي الجيش اللبناني التزاما تاما بضبط النفس وعدم الانجرار وراء استفزازات »فتح الاسلام« وتؤكد اوساط متابعة ان كل ما يذكر ويشاع عن حسم عسكري قريب ضد مخيم البارد يبقى في اطار الشائعات لاسيما وان الجيش لا يعطي اية تفاصيل حول ما ينوي فعله وهو يطوق المخيم بهدف استسلام او تسليم القتلة الذين اعتدوا على عناصره, ولغاية الآن لا تزال عناصر »فتح الاسلام« تتحصن بالمخيم المذكور ولم يعرف ما اذا كانت قيادة الجيش ستحسم هذا الموضوع عسكريا ام لا, ولكن من المؤكد بانها تشدد حصارها البري والبحري على المخيم ولم تسمح الا لسيارات التموين والصليب الاحمر من الدخول اليه وللمواطنين العزل بالخروج منه وكل مايقال وما تتناقله وسائل الاعلام يبقى مجرد تكهنات واجتهادات شخصية.
وتقول بعض المعلومات الخاصة ان قيادة الجيش لا تميل الى حسم خياراتها هذا الاسبوع, لكنها ستبقي على تشددها وحزمها في موضوع تطويق »فتح الاسلام«, لان هذا الاسبوع سيشهد التصويت على المحكمة الدولية ولذلك فان اي قرار عسكري اتجاه حسم الموضوع مع »فتح الاسلام« من شأنه ان يؤدي الى فتح ثغرات امنية جديدة بدأت المعارضة بالتلويح لها من خلال بياناتها وتحليلاتها!
وفي موازاة السخونة الامنية تواصلت امس مساعي الحل حيث جال وفد من الفصائل الفلسطينية واللجان الشعبية على عدد من الأحزاب والهيئات الإسلامية في طرابلس. وفي مخيم البداوي عقد الوفد مؤتمراً صحافياً دعا خلاله إلى تثبيت الهدنة والمطالبة بإعادة ترميم ما تهدم في المخيم, كما قام عدد من سكان مخيم البداوي بقطع الطريق الدولية بين طرابلس وعكار احتجاجاً على الوضع القائم.
وفي إطار الاتصالات التي يقوم بها لحل أزمة "البارد" مع البعثات الأجنبية, التقى رئيس الحكومة فؤاد السنيورة عدداً من السفراء المعتمدين في لبنان وشرح لهم موقف الحكومة من أزمة البارد وما ستقوم به لمعالجة ظاهرة "فتح الإسلام".
وأمام خلية العمل التي أقيمت في رئاسة الحكومة لمتابعة أزمة البارد, أكد الرئيس السنيورة أنه "ضنين حتى بضربة كف يمكن أن توجه إلى أي فلسطيني في لبنان". وذكر أن "هذه الحكومة هي الأولى والسباقة التي أطلقت الاهتمام الفعلي والحقيقي والعميق بالفلسطينيين وسعت من خلال خطة عمل تولتها لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني إلى الحد من معاناتهم في مخيماتهم, ولها انجازات على امتداد عام ونصف وليست وليدة الظروف الحالية".
وقال: "تابعنا ملف الفلسطينيين على حد السكين, فقد خضعنا ولا نزال إلى الابتزاز المتواصل واتهمنا بأننا نعمل على التوطين".
وقال إن لبنان يخوض اليوم معركة "الدولة أو اللادولة". "ونحن في وضع لا يحتمل المساومة. ولا نستطيع أن نهادن في موضوع الإرهاب. ولسنا الدولة الوحيدة التي تفرض عليها مصلحتها العليا وأمن مواطنيها والمقيمين على أرضها أن تتخذ موقفا صعبا. كل الدول واجهت الإرهاب بما تفرضه هذه المصلحة العليا. ولا يمكن أن تدار أي دولة بالارتكاز على حالة اللاقرار. ونحن نفسح المجال لجميع المحاولات حتى نستنفد كل الحلول الممكنة".
وأضاف: "إن الدم الفلسطيني حار. ونحن لا نستطيع أن نحمل تبعات إراقته. نحن لسنا في هذه المعركة للاعتداء على الفلسطينيين, وإنما لرد الاعتداء الحاصل على الفلسطينيين واللبنانيين على حد سواء".
ونبه السنيورة إلى أن "الحملات التي يشنها البعض لغايات سياسية لا تفرق بين الحكومة والدولة. فالحكومات تتعاقب, أما الدولة فتبقى, ويجب أن تبقى قوية ومتماسكة بانفتاحها وتعدديتها وغناها. ومن كان منكم بلا خطيئة فيرجمنا بحجر. الكل بلل يديه بالدولة. واليوم يرشقون الدولة من خلال الحكومة في الوقت الذي نجهد بكل إمكاناتنا للمحافظة على وضع مخيم نهر البارد, ونحن في أتون المعركة التي يشنها الإرهاب ضد الجيش اللبناني. كذلك نحن حريصون على وضع النازحين من المخيم وعلى كل قطرة دم فلسطينية كحرصنا على كل قطرة دم لبنانية".
وذكر الرئيس السنيورة "أصحاب الحملات المزايدة على حماية المدنيين الفلسطينيين بأنه لم يغير قناعاته المنبثقة من خلفيته القومية ومن التزامه الثابت بعدالة القضية الفلسطينية وضرورة تحسين أوضاع الفلسطينيين الذين يعيشون إلى جانب اللبنانيين".
من جهته اكد وزير الاتصالات مروان حمادة بعد لقائه ممثل الأمين العام للأمم المتحدة غير بيدرسون امس أن "الحكومة والجيش لن يتساهلا في تطبيق القانون في حق أفراد التنظيم الإرهابي "فتح الإسلام" الذين اعتدوا على القوى المسلحة وغدروا بأفراد من الجيش, مع الحرص الكامل من الحكومة والمؤسسة العسكرية على عدم تعريض المدنيين اللبنانيين والفلسطينيين لأي مخاطر".
وقد تابع ممثل منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان عباس زكي مساعيه لحل أزمة مخيم نهر البارد, فزار لهذه الغاية النائبة بهية الحريري على رأس وفد من فصائل المنظمة في لبنان. وبعد اللقاء قال زكي: "ما زالت الأمور تراوح مكانها, فهناك استنفار وتطويق للمخيم وهناك تبادل دائم لإطلاق النار. وبالمقابل هناك مساع كثيرة من قبل العديد من القوى لبحث آلية كيفية القضاء على ظاهرة "فتح الإسلام" لأن الكل يتحدث عن إنهائها, ولكن الآليات قد تختلف بين جهة وأخرى. مؤكداً أن كل الفلسطينيين دانوا هذه الظاهرة وأعطوا الغطاء الكافي للجيش والتأييد للحكومة باعتبار أن أمن لبنان هو أمننا. وان انهيار الأمن كلفته عالية على الفلسطينيين, ووظيفتنا نحن أن نقف مع الأمن اللبناني لأن في ذلك انسجاما مع المصالح العليا للشعب اللبناني وأيضا حماية لجزء من شعبنا يعيش موقتاً كلاجئ في لبنان. وأن المطلوب منا كقيادة أن نخفف من متاعبه وأن نقلل من تضحياته, وبالتالي نحن حريصون على لبنان الموحد من خلال حرصنا على أن الجيش يجب أن يعيد لنفسه الاعتبار بتسليم هؤلاء القتلة أنفسهم للعدالة.
وفي المواقف رأى النائب سمير فرنجية أن الخط الاحمر بحماية الجيش اللبناني والخط الاحمر في عدم الدخول إلى نهر البارد هما عملياً لتعطيل إحالة المطلوبين إلى العدالة, مشدداً على أنه ليس على الجيش التفاوض مع هذه المجموعة الإرهابية أي "فتح الإسلام" التي لا تنتمي إلى الشعب الفلسطيني.
من جهته اعتبر النائب ايلي عون "أن كل من يحاول أن يعطي لأحداث الشمال وتحديداً ما يحصل في مخيم نهر البارد عنواناً فلسطينياً أو عنواناً يتصل بتنظيم »القاعدة«, يستهدف لبنان وسيادته", مشيراً بذلك إلى كلام السيد حسن نصر الله الذي حاول الإيحاء بأن معركة نهر البارد هي معركة الأميركيين مع القاعدة. بحسب عون الذي رأى "أن حزب الله" يجد صعوبة في صياغة موقفه من أحداث نهر البارد لارتباطه طبعاً بالموقف السوري", وتابع أن موقف "حزب الله" بموضوع الحكومة "يتناغم مع موقف نائب الرئيس السوري فاروق الشرع قبل 48 ساعة (..) حيث قال حرفياً: "يتحمل مسؤولية »فتح الإسلام« من يرفض حكومة الوحدة الوطنية".