تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الطلاب والتيئيس



بشرى
04-12-2003, 10:32 AM
التيئيس والطلاب
من التحديات الكبيرة التي تواجه الطالب المسلم والشباب المسلم بشكل عام، تحدي التيئيس من أي عمل إسلامي جماعي يسوق إلى العزة ويقود إلى النصر.. وهذه الظاهرة من اليأس والقنوط إذ استفلحت في أمة، وترسخت في نفسية الشباب، ورجال الدعوة والإصلاح..

فإنها_في الحقيقة_ القاصمة التي تقصم مسيرة العمل الإسلامي وتشلّه.. فلا يبقى لإقامة العزة الإسلامية في النفوس رجاء، ولا يعود لاستعادة الأمجاد التاريخية في الأذهان أي أمل..

ويهمس اليائسون من العمل الإسلامي، والقانطون من التغيير والوصول إلى النصر فيقولون لك: ماذا نستطيع أن نفعل وأن نغير والقوى العالمية من رأسمالية وصهيونية وصليبية وتبشيرية.. تتآمر على بلاد الإسلام، وتسيطر بنفوذها وأساليبها على مواقع المسلمين الاستراتيجية وتضع يدها على المواد الخام، وتصطنع من البلاد الإسلامية أسواقا تجارية، ومنافذ اقتصادية، وقواعد عسكرية؟
وماذا نستطيع أن نفعل وأن نغير والحكومات العلمانية في البلاد العربية والإسلامية تتآمر على أنظمة الحكم، وتلاحق الإسلاميين بالبطش والقتل والإعتقال والتنكيل كما يحصل في البلاد؟؟
فبنظرهم أنه لا فائدة من العمل الإسلامي ولا رجاء من الإصلاح الإجتماعي... وخير للمسلم في هذا الزمان أن يعزل نفسه عن مجتمع الحركات الإسلامية والدعاة وأهل المساجد فرارا بدينه من الفتن التي تحصل باستمرار مع هؤلاء حتى يدركه الموت!

فهل يجوز للمسلم أن يقنط مما يعانيه المسلمون اليوم؟ وهل يصح للطالب المسلم أن يترك العمل الإسلامي وينصرف إلى العزلة؟؟
أقول: لا يجوز للمسلمين شرعا وعلى الأخص الشباب منهم والطلاب أن يستحوذ عليهم اليأس ويتملكهم القنوط للأسباب التالية:

*أولا، لأن القرآن الكريم حرّم اليأس وندّد باليائسين في كثير من الآيات الصريحة والواضحة. ولقد سمى القرآن الكريم الزمرة اليائسة الميئّسة من الناس بالمعوقين المثبطين فقال تعالى: "قد يعلم الله المعوقين منكم والقائلين لإخوانهم هلم إلينا ولا يأتون البأس إلا قليلا..." فتبين لنا من هذه الآية أن التيئيس والتثبيط من طبيعة النفاق وصفات المنافقين.. فالمسلم الصادق يربأ بنفسه من أن يتصف بخصلة من خصائل الكفر والنفاق أو أن ينحدر في هوّة التواكل والخذلان...

*ثانيا لأن النصوص الشرعية تؤكد أن الانتصار قائم لهذا الدين لا محالة، ومن هذه النصوص التي تبشر بالسيادة والنصر للإسلام في المستقبل ما رواه الشيخان وغيرهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا تزال طائفة من أمّتي ظاهرين على الحق حتى تقوم الساعة". وروى مسلم وأحمد عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "إن الله زوى لي الأرض فرأيت مشارقها ومغاربها وأن أمّتي سيبلغ ملكها ما زُوِي لي منها" وفي الحديث الذي يرويه ابن حبّان "لبيلغنّ هذا الأمر ما بلغ الليل والنهار بعز عزيز وبذل ذليل، عزّا يُعزّ الله به الإسلام وذلا يُذلّ به الكفر" فيتبين لنا أن هذا الدين لا بد أن ينتصر وأن الإسلام لا بد أن يرجع إلى مركز الريادة ومقام السيادة من شرق الدنيا إلى غربها لتحقق إرادة الله التي اقتضاها لأمة الإسلام منذ الأزل بانتشار الإسلام وظهوره على الأديان كلها.

*ثالثا لأن التاريخ برهن على انتصارات الأمم المغلوبة على أعدائها فمن كان يظن أن تقوم للمسلمين قائمة لما استولى الصليبيون على كثير من البلاد الإسلامية والمسجد الأقصى ما يقارب قرنا من الزمان، حتى ظنّ الكثير من مسلمين وغير مسلمين أن لا أمل في انتصار المسلمين على الصليبيين وأن لا رجاء في رد فلسطين مع المسجد الأقصى إلى حوزة المسلمين ولا سيّما بعد أن فتكوا في الأنفس وذبحوا من المسلمين في يوم واحد أكثر من سبعين ألفا حتى إن الدماء سالت أنهارا في شوارع القدس، وقد بلغت حدّ الركب!!
- من كان يظن أن هذه البلاد ستتحرر في يوم ما على يد البطل المغوار "صلاح الدين" في معركة حطين الحاسمة، ويصبح للمسلمين من الكيان والعزة والسيادة ما شرف التاريخ؟؟
- من كان يظن أن تقوم للمسلمين قائمة لما خرب المغول والتتار العالم الإسلامي من أقصاه إلى أقصاه، ونهبوا الأموال، وداسوا القيم، وفتكوا في الأنفس والأعراض فتكا ذريعا.. حتى قيل: إن جبالا شامخة وإهرامات عالية أقامها هولاكو من جماجم المسلمين!! من كان يظن أن بلاد الإسلام ستتحرر في يوم ما على يد البطل المقدام قطز في معركة عين جالوت الحاسمة ويصبح للمسلمين من المجد والسيادة والعز ما فخرت به الأجيال؟!

أجل، هكذا يصنع عظماء الرجال وأقوياء الإيمان..
ألا فليعلم الطلاب المسلمون وليعلم شباب الإسلام في كل مكان أن مسيرة التاريخ ستُتوّج بالنصر للمسلمين ولدين الله لا محالة مهما أصاب المسلمين من ذلة وهوان وكوارث عبر العصور وعبر التاريخ.. وإنا لندعو الله أن يوفّق إخواننا مجاهدي الانتفاضة المباركة في فلسطين المحتلة وفي كل مكان الذين يسطرون بدمائهم أروع صفحات البطولة والإباء في العصر الحديث كخطوة على طريق الانتصار الكبير بإذن الله.. فعلى شباب الإسلام أن يحرروا أنفسهم من اليأس وأن يطهروها من الخوف وان يعتقدوا اعتقادا جازما إن ما أخطأهم لم يكن ليصيبهم وإن ما أصابهم لم يكن ليخطئهم.. فأقبلوا بكليتكم إلى العمل الإسلامي وسيروا صادقين عازمين على طريق البناء والإصلاح والتغيير"تغيير ما بأنفسكم".. فإنكم منصورون وإن جند الله لهم الغالبون.. وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون..

لا يجوز للمسلمين وخاصة الشباب والطلاب أن يستحوذ عليهم اليأس ويتملكهم القنوط. وقفات مع إخوتي
فلا تقعدك كثرة الهموم وانتشار البلوى وتداعي المصائب عن عمل إيجابي ولو كان صغيرا ونحن أحوج ما نكون لتعميق هذا المبدأ في نفوسنا في هذه الأيام العصيبة التي تمر بها أمتنا، فقد تكالب عليها أعداؤها من كل حدب وصوب... وتذكروا معي قول الله تعالى: كنتم خير أمة أُخرجت للناس تأمرون بالمعروف وتنهون عن المنكر وتؤمنون بالله..

أم ورقة
12-07-2007, 09:52 PM
يستحق الرفع

كلسينا
12-07-2007, 10:07 PM
أختي الكريمة لا تحبيط ولا تثبيط .
ولكن مجتماعتنا ليست بحاجة للكلام وأهلنا لسنا بحاجة لنحمل عليهم سلاح .ولكننا بحاجة للعمل والعمل بجد وتفريغ الوقت وتركيز الجهود ومع الأسف ما نواجهه في شوارعنا ، أن من يفعل هذا فيفعله لنفسه ولدنياه وليس لله . أما اللآخر الذي يعمل لله فيعمل ولكن حسب فراغه وفضاوة وقته وبما لا يتعارض مع أي صغيرة بحياته . وهذا هو الشيء المؤسف ، فمن تتكلمين عنهم ضحوا بأموالهم وأهلهم وأنفسهم وباعوها رخيصة في سبيل الله ، ولكن مع الأسف اليوم إما أن تجد دكان إسلامي أو تجد نفسك مخلصاً لله وواقع بأيدي السماسرة يبيعونك ويشترون فيك . وقلة من المخلصين كي لا نظلم الجميع ممن باعوها رخيصة في سبيل الله ولكن متفرقين تائهين في تيه لجي الظلمات يكاد لا يظهر لهم نور من حلكة الظلمة .