FreeMuslim
05-22-2007, 06:41 AM
"فتح الإسلام".. مع القاعدة فكريا ومخترق مخابراتيا
المختصر/
إسلام أون لاين - أيمن المصري/ أعادت جماعة "فتح الإسلام" المسلحة بقوة أجواء العنف الداخلي إلى لبنان بعد نحو 17 عاما من انتهاء الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990؛ حيث تتواصل الاشتباكات منذ أمس الأحد وحتى اليوم الإثنين بينها وبين الجيش اللبناني في محيط مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة طرابلس شمالي البلاد.
وتشكل جماعة "فتح الإسلام" -الحديثة المنشأ- نموذجا فريدا مختلفا عن باقي الجماعات والتنظيمات المتمركزة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان؛ حيث ينظر إليها عدد من الخبراء والمختصين على أنها مقسمة إلى قسمين: الأول أنها مرتبطة أيديولوجيا وفكريا وليس تنظيميا بتنظيم "القاعدة" بانتهاجها الفكر التكفيري والانتحاري، والثاني أنها مخترقة من أكثر من جهة لبنانية وعربية تقوم بتوريطها في أعمال أمنية ذات أبعاد سياسية.
وتواجه سوريا اتهامات بتشكيل هذا التنظيم ليكون يدا لها في لبنان بعد خروج قواتها منه، الأمر الذي ينفيه التنظيم ودمشق معا.
وتربط الحكومة اللبنانية التطورات الأمنية التي دارت -وما زالت- في الشمال بقرار سياسي سوري يقضي بالتشويش على مسار المحكمة الدولية في مجلس الأمن لمحاكمة المشتبه بهم في مقتل رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري عام 2005.
وفي حديث لـ"إسلام أون لاين.نت" أوضحت شخصية سياسية فلسطينية مطلعة في لبنان أن "فتح الإسلام تختلف عن باقي التنظيمات الفلسطينية في لبنان من حيث إنها لا تقتصر على الفلسطينيين وحدهم، بل تضم سوريين ولبنانيين وخليجيين، في غالبهم غير منضبطين، ومطلوبون للقضاء".
واستطرد قائلا: تكوّن هذا التنظيم بعد انشقاق قادته عن جماعة "فتح الانتفاضة" الفلسطينية المتمركزة في لبنان، والمنشقة بدورها عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".
البدايات
وبدأت قصة هذا التنظيم -كما يروي المصدر نفسه- عندما التحق زعيمه شاكر العبسي العقيد الطيار في حركة فتح (سابقا) بحركة "فتح الانتفاضة" في ليبيا عند وقوع الانشقاق في حركة فتح عام 1983، وبعدها انتقل إلى دمشق، وأصبح مقربا من "أبو خالد العملة" الرجل الثاني في حركة "فتح الانتفاضة".
وعمل العبسي مع أبو خالد العملة فيما يسمى بـ"الجهاز الغربي" المكلف بتنفيذ عمليات الداخل الفلسطيني، إلى أن اعتقلته الأجهزة الأمنية في سوريا عام 2000، وبقي في سجونها لمدة ثلاث سنوات بتهمة تهريب أسلحة وذخيرة إلى الأردن، ومنها إلى الداخل.
وخرج من السجون السورية قبل احتلال العراق في 2003 بمدة قصيرة، وبعد سقوط بغداد انتقل إلى العراق؛ حيث شارك في القتال إلى جانب مجموعات إسلامية قريبة من تنظيم القاعدة، وتعرّف هناك على بعض قيادات "القاعدة".
وطيلة فترة وجوده في العراق بقي على صلة مع أبو خالد العملة نائب أمين سر حركة فتح الانتفاضة.
وبعد اشتعال الحرب المذهبية في العراق عاد العبسي إلى سوريا، وطلب من "العملة" أن ينتقل إلى لبنان، وأبلغه أن لديه عددا من الشباب المجاهد المستعد لأن يلتحق بحركة فتح الانتفاضة في القطاع الغربي، وأن الأولوية يجب أن تكون لصراع اليهود في فلسطين.
وهنا وجد أبو خالد العملة في الأمر فرصة له لتدعيم موقعه في لبنان لا سيما بعد صدور قرار مجلس الأمن 1559 عام 2005 الذي تحدث عن ضبط السلاح الفلسطيني، فطلب من شاكر العبسي أن يلتحق بمواقع "فتح الانتفاضة" بالبقاع الغربي في بلدة "حلوة" عام 2005؛ فانتقل إليها، والتحق به عدد من الشباب الذين كانوا معه في العراق وفي سجن سوريا سابقا.
وبقي هناك حوالي عام إلى أن وقع اشتباك بين مجموعته وبين الجيش اللبناني في مايو 2006، وقُتل من المجموعة شاب سوري كان مطلوبا للأجهزة السورية بتهمة القتال في العراق، وانتمائه لمجموعات تكفيرية، وعلى إثر دفنه في سوريا علمت أجهزة المخابرات السورية بالأمر، فطلبت من "العملة" تقديم تفسير لوجود هذا الشاب في صفوف "فتح الانتفاضة".
وبدأت تحقيقات أجهزة المخابرات السورية مع العملة عن هذه المجموعة، وشكّلت نتائج التحقيقات مفاجأة واستياءً كبيرا من السوريين؛ نظرا لأن علاقة شاكر العبسي والعملة كانت دون علم أمين سر فتح الانتفاضة أبو موسى الموالي لدمشق، ومن ثم دون علم الأجهزة السورية. وحينها طلب العملة من مجموعة شاكر العبسي الابتعاد عن الحدود السورية، والتوجه إلى مخيمات الساحل (بيروت والشمال)، ضمن مواقع فتح الانتفاضة؛ خوفا من أي استهداف سوري للمجموعة.
الشقاق والنشأة
وفي نهاية شهر نوفمبر عام 2006 وقع إشكال في مخيم البداوي (شمال لبنان) بين اللجنة الأمنية في المخيم ومجموعة العبسي المحسوبة على "فتح الانتفاضة"، وتم اعتقال شابين من المجموعة وتسليمهما إلى مخابرات الجيش اللبناني، وهو ما دفع العبسي لإعلان انشقاقه عن "فتح الانتفاضة"، وتشكيل حركة "فتح الإسلام" بعد ذلك الحادث بيومين.
واستولت الجماعة المنشقة على كافة مواقع "فتح الانتفاضة" في مخيم نهر البارد شمالا، وبدأت العناصر الإسلامية التي كانت تنضوي تحت "فتح الانتفاضة" في الانتقال من مخيمات بيروت والبداوي إلى مخيم نهر البارد؛ لتلتحق بـ"فتح الإسلام" ليصبح قوامها ما لا يقل عن 150 عنصرا، في حين تذهب تقديرات أخرى إلى أن العدد يناهز الـ500 عنصر.
كما التحق بهذه الحركة بعض العناصر اللبنانية من منطقة التعمير (قرب مخيم عين الحلوة جنوب لبنان) مثل المدعوّ "أبو هريرة شهاب قدور"، وهو لبناني كان منتظما مع تنظيم "جند الشام" في عين الحلوة، والذي يقود مجموعة من 30 عنصرا لبنانيا داخل "فتح الإسلام".
كما التحق بالحركة بعض الخليجيين وبعض اللبنانيين من بعض مناطق الشمال ذوي الفكر السلفي القريب من فكر تنظيم القاعدة.
وذكرت مصادر أن مراكزهم في مخيم البارد تحوي مخازن كبيرة من السلاح والذخيرة.
مع القاعدة
وتنظيم فتح الإسلام لا يربطه بالقاعدة صلة عضوية واضحة، لكنه يتلقى دعما ماديا ومعنويا من جهات سلفية جهادية لبنانية لها ارتباطات بالقاعدة، بحسب المصدر الفلسطيني نفسه.
وعلى الرغم من انقطاع الصلة المباشرة بين "فتح الإسلام" والقاعدة فإن الرابط الفكري والأيديولوجي واضح جدا في تأييدها لخطابات الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري، ورفضها توقيع حركة حماس لاتفاق مكة مع حركة فتح في فبراير الماضي، والذي اعتبرته تنازلا عن حقوق الشعب الفلسطيني.
كما ترفض الدخول في العمل التشريعي والحكومي؛ لأنه يخالف الإسلام، على حد وصفها، وتعتبر نفسها ناصرة الطائفة السنية في لبنان.
ومؤخرا أُرسلت مجموعة إلى العراق من مخيم نهر البارد لنصرة "دولة العراق الإسلامية"، واشتبكت مع أجهزة الأمن السوري على الحدود السورية، وقُتل أربعة منهم، أحدهم صهر شاكر العبسي، وهو سوري الجنسية.
الدور السوري
ويؤكد المصدر الفلسطيني المطلع أن هذه الحركة مخترقة من أكثر من جهة لبنانية وعربية، تقوم بتوريط الحركة في أعمال أمنية ذات أبعاد سياسية، متهما عناصرها بافتقارها إلى النضج السياسي والعلم الشرعي، وحتى الحس الأمني، حتى إنهم يقبلون في صفوفهم أيّ شاب يقيم الصلوات الخمس.
وأوضح أن "تيار المستقبل" اللبناني بزعامة سعد الحريري حاور حركة "فتح الإسلام" عبر شخصيات طرابلسية وسياسية محسوبة على تيار المستقبل؛ بهدف استمالتهم إلى الصراع مع حزب الله الشيعي المذهب، وعرض عليهم مغريات مادية، لكن الحركة رفضت التجاوب.
من جهته يُقسِّم مدير المركز اللبناني للإعلام أحمد الأيوبي حركة "فتح الإسلام" إلى قسمين: قسم جهادي يعتنق فكر تنظيم القاعدة، وقسم آخر يلعب دورا أمنيا بتوجيه من النظام السوري.
وأشار إلى أن الإستراتيجية السورية قضت بتفكيك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، إما من خلال صدام حزب الله مع قوات اليونيفيل الدولية المنتشرة في الجنوب، وهذا أمر مستبعد نظرا للتعقيدات المعروفة، وإما بخوض مجموعة مسلحة مواجهة مع اليونيفيل، أو مع الجيش اللبناني، وهذا ما يحاول النظام السوري الترتيب له عبر هذه المجموعة.
وحول سبب تمركز هذه المجموعة في مخيم البارد تحديدا، قال الأيوبي: إن هذا المخيم ترتكز فيه الفصائل الحليفة لدمشق، ولا يوجد حضور قوي لحركتي فتح وحماس في المخيم.
وواجهت الحركة اتهامات بتدبير تفجير عين علق في شرق بيروت يوم 14-2-2007 بتوجيه من المخابرات السورية، لكن العبسي نفى ذلك، وأشار إلى احتمالية أن تكون بعض عناصر فتح الانتفاضة التي لم تلتحق بفتح الإسلام هم من نفذ العملية.
في المقابل ترى المعارضة اللبنانية المؤيدة لدمشق أن هذا النوع من "الإسقاط السياسي" مفتعل، ولا أساس له، وتتساءل بعض شخصياتها: كيف يمكن أن تكون سوريا هي المسئولة عن رعاية حركة "فتح الإسلام بعدما تبين من التحقيق مع الموقوفين في جريمة عين علق أن من بين الخطط المعدّة السيطرة على جبل محسن في طرابلس المأهول بالعلويين، واغتيال شخصيات حليفة لدمشق؟".
المختصر/
إسلام أون لاين - أيمن المصري/ أعادت جماعة "فتح الإسلام" المسلحة بقوة أجواء العنف الداخلي إلى لبنان بعد نحو 17 عاما من انتهاء الحرب الأهلية التي دارت رحاها بين عامي 1975 و1990؛ حيث تتواصل الاشتباكات منذ أمس الأحد وحتى اليوم الإثنين بينها وبين الجيش اللبناني في محيط مخيم نهر البارد للاجئين الفلسطينيين قرب مدينة طرابلس شمالي البلاد.
وتشكل جماعة "فتح الإسلام" -الحديثة المنشأ- نموذجا فريدا مختلفا عن باقي الجماعات والتنظيمات المتمركزة في مخيمات اللاجئين الفلسطينيين بلبنان؛ حيث ينظر إليها عدد من الخبراء والمختصين على أنها مقسمة إلى قسمين: الأول أنها مرتبطة أيديولوجيا وفكريا وليس تنظيميا بتنظيم "القاعدة" بانتهاجها الفكر التكفيري والانتحاري، والثاني أنها مخترقة من أكثر من جهة لبنانية وعربية تقوم بتوريطها في أعمال أمنية ذات أبعاد سياسية.
وتواجه سوريا اتهامات بتشكيل هذا التنظيم ليكون يدا لها في لبنان بعد خروج قواتها منه، الأمر الذي ينفيه التنظيم ودمشق معا.
وتربط الحكومة اللبنانية التطورات الأمنية التي دارت -وما زالت- في الشمال بقرار سياسي سوري يقضي بالتشويش على مسار المحكمة الدولية في مجلس الأمن لمحاكمة المشتبه بهم في مقتل رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري عام 2005.
وفي حديث لـ"إسلام أون لاين.نت" أوضحت شخصية سياسية فلسطينية مطلعة في لبنان أن "فتح الإسلام تختلف عن باقي التنظيمات الفلسطينية في لبنان من حيث إنها لا تقتصر على الفلسطينيين وحدهم، بل تضم سوريين ولبنانيين وخليجيين، في غالبهم غير منضبطين، ومطلوبون للقضاء".
واستطرد قائلا: تكوّن هذا التنظيم بعد انشقاق قادته عن جماعة "فتح الانتفاضة" الفلسطينية المتمركزة في لبنان، والمنشقة بدورها عن حركة التحرير الوطني الفلسطيني "فتح".
البدايات
وبدأت قصة هذا التنظيم -كما يروي المصدر نفسه- عندما التحق زعيمه شاكر العبسي العقيد الطيار في حركة فتح (سابقا) بحركة "فتح الانتفاضة" في ليبيا عند وقوع الانشقاق في حركة فتح عام 1983، وبعدها انتقل إلى دمشق، وأصبح مقربا من "أبو خالد العملة" الرجل الثاني في حركة "فتح الانتفاضة".
وعمل العبسي مع أبو خالد العملة فيما يسمى بـ"الجهاز الغربي" المكلف بتنفيذ عمليات الداخل الفلسطيني، إلى أن اعتقلته الأجهزة الأمنية في سوريا عام 2000، وبقي في سجونها لمدة ثلاث سنوات بتهمة تهريب أسلحة وذخيرة إلى الأردن، ومنها إلى الداخل.
وخرج من السجون السورية قبل احتلال العراق في 2003 بمدة قصيرة، وبعد سقوط بغداد انتقل إلى العراق؛ حيث شارك في القتال إلى جانب مجموعات إسلامية قريبة من تنظيم القاعدة، وتعرّف هناك على بعض قيادات "القاعدة".
وطيلة فترة وجوده في العراق بقي على صلة مع أبو خالد العملة نائب أمين سر حركة فتح الانتفاضة.
وبعد اشتعال الحرب المذهبية في العراق عاد العبسي إلى سوريا، وطلب من "العملة" أن ينتقل إلى لبنان، وأبلغه أن لديه عددا من الشباب المجاهد المستعد لأن يلتحق بحركة فتح الانتفاضة في القطاع الغربي، وأن الأولوية يجب أن تكون لصراع اليهود في فلسطين.
وهنا وجد أبو خالد العملة في الأمر فرصة له لتدعيم موقعه في لبنان لا سيما بعد صدور قرار مجلس الأمن 1559 عام 2005 الذي تحدث عن ضبط السلاح الفلسطيني، فطلب من شاكر العبسي أن يلتحق بمواقع "فتح الانتفاضة" بالبقاع الغربي في بلدة "حلوة" عام 2005؛ فانتقل إليها، والتحق به عدد من الشباب الذين كانوا معه في العراق وفي سجن سوريا سابقا.
وبقي هناك حوالي عام إلى أن وقع اشتباك بين مجموعته وبين الجيش اللبناني في مايو 2006، وقُتل من المجموعة شاب سوري كان مطلوبا للأجهزة السورية بتهمة القتال في العراق، وانتمائه لمجموعات تكفيرية، وعلى إثر دفنه في سوريا علمت أجهزة المخابرات السورية بالأمر، فطلبت من "العملة" تقديم تفسير لوجود هذا الشاب في صفوف "فتح الانتفاضة".
وبدأت تحقيقات أجهزة المخابرات السورية مع العملة عن هذه المجموعة، وشكّلت نتائج التحقيقات مفاجأة واستياءً كبيرا من السوريين؛ نظرا لأن علاقة شاكر العبسي والعملة كانت دون علم أمين سر فتح الانتفاضة أبو موسى الموالي لدمشق، ومن ثم دون علم الأجهزة السورية. وحينها طلب العملة من مجموعة شاكر العبسي الابتعاد عن الحدود السورية، والتوجه إلى مخيمات الساحل (بيروت والشمال)، ضمن مواقع فتح الانتفاضة؛ خوفا من أي استهداف سوري للمجموعة.
الشقاق والنشأة
وفي نهاية شهر نوفمبر عام 2006 وقع إشكال في مخيم البداوي (شمال لبنان) بين اللجنة الأمنية في المخيم ومجموعة العبسي المحسوبة على "فتح الانتفاضة"، وتم اعتقال شابين من المجموعة وتسليمهما إلى مخابرات الجيش اللبناني، وهو ما دفع العبسي لإعلان انشقاقه عن "فتح الانتفاضة"، وتشكيل حركة "فتح الإسلام" بعد ذلك الحادث بيومين.
واستولت الجماعة المنشقة على كافة مواقع "فتح الانتفاضة" في مخيم نهر البارد شمالا، وبدأت العناصر الإسلامية التي كانت تنضوي تحت "فتح الانتفاضة" في الانتقال من مخيمات بيروت والبداوي إلى مخيم نهر البارد؛ لتلتحق بـ"فتح الإسلام" ليصبح قوامها ما لا يقل عن 150 عنصرا، في حين تذهب تقديرات أخرى إلى أن العدد يناهز الـ500 عنصر.
كما التحق بهذه الحركة بعض العناصر اللبنانية من منطقة التعمير (قرب مخيم عين الحلوة جنوب لبنان) مثل المدعوّ "أبو هريرة شهاب قدور"، وهو لبناني كان منتظما مع تنظيم "جند الشام" في عين الحلوة، والذي يقود مجموعة من 30 عنصرا لبنانيا داخل "فتح الإسلام".
كما التحق بالحركة بعض الخليجيين وبعض اللبنانيين من بعض مناطق الشمال ذوي الفكر السلفي القريب من فكر تنظيم القاعدة.
وذكرت مصادر أن مراكزهم في مخيم البارد تحوي مخازن كبيرة من السلاح والذخيرة.
مع القاعدة
وتنظيم فتح الإسلام لا يربطه بالقاعدة صلة عضوية واضحة، لكنه يتلقى دعما ماديا ومعنويا من جهات سلفية جهادية لبنانية لها ارتباطات بالقاعدة، بحسب المصدر الفلسطيني نفسه.
وعلى الرغم من انقطاع الصلة المباشرة بين "فتح الإسلام" والقاعدة فإن الرابط الفكري والأيديولوجي واضح جدا في تأييدها لخطابات الرجل الثاني في القاعدة أيمن الظواهري، ورفضها توقيع حركة حماس لاتفاق مكة مع حركة فتح في فبراير الماضي، والذي اعتبرته تنازلا عن حقوق الشعب الفلسطيني.
كما ترفض الدخول في العمل التشريعي والحكومي؛ لأنه يخالف الإسلام، على حد وصفها، وتعتبر نفسها ناصرة الطائفة السنية في لبنان.
ومؤخرا أُرسلت مجموعة إلى العراق من مخيم نهر البارد لنصرة "دولة العراق الإسلامية"، واشتبكت مع أجهزة الأمن السوري على الحدود السورية، وقُتل أربعة منهم، أحدهم صهر شاكر العبسي، وهو سوري الجنسية.
الدور السوري
ويؤكد المصدر الفلسطيني المطلع أن هذه الحركة مخترقة من أكثر من جهة لبنانية وعربية، تقوم بتوريط الحركة في أعمال أمنية ذات أبعاد سياسية، متهما عناصرها بافتقارها إلى النضج السياسي والعلم الشرعي، وحتى الحس الأمني، حتى إنهم يقبلون في صفوفهم أيّ شاب يقيم الصلوات الخمس.
وأوضح أن "تيار المستقبل" اللبناني بزعامة سعد الحريري حاور حركة "فتح الإسلام" عبر شخصيات طرابلسية وسياسية محسوبة على تيار المستقبل؛ بهدف استمالتهم إلى الصراع مع حزب الله الشيعي المذهب، وعرض عليهم مغريات مادية، لكن الحركة رفضت التجاوب.
من جهته يُقسِّم مدير المركز اللبناني للإعلام أحمد الأيوبي حركة "فتح الإسلام" إلى قسمين: قسم جهادي يعتنق فكر تنظيم القاعدة، وقسم آخر يلعب دورا أمنيا بتوجيه من النظام السوري.
وأشار إلى أن الإستراتيجية السورية قضت بتفكيك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 1701، إما من خلال صدام حزب الله مع قوات اليونيفيل الدولية المنتشرة في الجنوب، وهذا أمر مستبعد نظرا للتعقيدات المعروفة، وإما بخوض مجموعة مسلحة مواجهة مع اليونيفيل، أو مع الجيش اللبناني، وهذا ما يحاول النظام السوري الترتيب له عبر هذه المجموعة.
وحول سبب تمركز هذه المجموعة في مخيم البارد تحديدا، قال الأيوبي: إن هذا المخيم ترتكز فيه الفصائل الحليفة لدمشق، ولا يوجد حضور قوي لحركتي فتح وحماس في المخيم.
وواجهت الحركة اتهامات بتدبير تفجير عين علق في شرق بيروت يوم 14-2-2007 بتوجيه من المخابرات السورية، لكن العبسي نفى ذلك، وأشار إلى احتمالية أن تكون بعض عناصر فتح الانتفاضة التي لم تلتحق بفتح الإسلام هم من نفذ العملية.
في المقابل ترى المعارضة اللبنانية المؤيدة لدمشق أن هذا النوع من "الإسقاط السياسي" مفتعل، ولا أساس له، وتتساءل بعض شخصياتها: كيف يمكن أن تكون سوريا هي المسئولة عن رعاية حركة "فتح الإسلام بعدما تبين من التحقيق مع الموقوفين في جريمة عين علق أن من بين الخطط المعدّة السيطرة على جبل محسن في طرابلس المأهول بالعلويين، واغتيال شخصيات حليفة لدمشق؟".