FreeMuslim
05-12-2007, 08:29 AM
لمن لم يتعرف على الممارسات (العقائدية) لجيش المهدي: إقرأوا هذه الحادثة - تقرير مصور خاص بالرابطة
2007-05-10 :: إعداد: الرابطة العراقية - مكتب حقوق الانسان ::
http://www.iraqirabita.org/upload/8144.jpg
http://www.iraqirabita.org/upload/8151.jpg
http://www.iraqirabita.org/upload/8146.jpg
http://www.iraqirabita.org/upload/8150.jpg
http://www.iraqirabita.org/upload/8149.jpg
الرابطة العراقية/خاص:
أجرت الرابطة العراقية لقاءا في غاية الأهمية مع أحد ضحايا الاعتقال والتعذيب على أيدي جيش المهدي (أ. الجبوري) والذي أطلق سراحه بأعجوبة قبل بضعة أيام، وها نحن ننقل لكم القصة كما تحدث لنا بها:
مهنتي هي سائق سيارة GMC على الطريق السريع بين بغداد وسوريا، وقد اشتريت سيارتي الجديدة بالأقساط حيث أسدد أقساطها شهريا وأعول بما يتبقى زوجتي وأولادي. في يوم الخميس 3 أيار وصلت الى بغداد حاملا معي عددا من الركاب القادمين من سوريا، وقد أصروا علي أن أوصلهم الى ساحة اللقاء والتي كنت أرفض على الدوام الوصول اليها، بسبب انتشار الميليشيات التي تنطلق من منطقة الوشاش القريبة. لكن الركاب أصروا على ذلك وطمأننوني الى أنهم شيعة وأنهم سيتدخلون لصالحي اذا ما حصل شيء!
حالما وصلنا الى الساحة نزل عدد من الأشخاص بلباس مدني من سيارة موديل (برنس) سوداء اللون وتقدموا صوبي يسألون: ما هذه الملصقات على سيارتك؟ الملصق الأول كان: لا اله الا الله محمد رسول الله، والملصق الثاني: اللهم أغث العراق! يبدو أن هذه العبارت لم تناسبهم وكانت توحي بأنني لست طائفيا مثلهم، فطلبوا هويتي وبدأوا يوجهون أسئلة تنم عن نوايا شريرة يضمرونها. وحيث أنهم كانوا مدنيين بملابس عادية فقد طلبت منهم ما يثبت أن لهم حقا في استجوابي. عند ذاك أخرج أحدهم مسدس كلوك كان تحت قميصه وطلب مني أن أجيب تحت تهديد السلاح وهو يكيل السباب البشع.
أجبتهم أني عراقي لا غير! فقال لي أحدهم: (عوفك من هاي السالفة.. أنت سني أم شيعي؟) فأجبت بأنني مسلم، فاستشاطوا غضبا وقال أحدهم لايجيب بمثل هذه الاجابة الا النواصب (الأنجاس)، ثم قام بسحب أقسام المسدس وطلبوا مني أن أرافقهم فرفضت، ورأيت على مقربة مني رجال شرطة في الشارع العام في نقطة تفتيش على بعد 200 متر فحسب، كانوا يراقبون ما يجري لي دون أن يتحرك أحدهم أو يتدخل وكأن الأمر لم يكن يعنيهم! عندذاك وبينما هم يسحبوني وأنا أرفض وجه الي أحدهم ضربة على رأسي بمؤخرة مسدسه فأفقدني الوعي قليلا، ثم سحبوني الى خلف سيارتي، أما المسافرين فقد رأيتهم يتحدثون مع هذه الميليشيات بعيدا عني ثم تركوهم يذهبون بعد أن تأكدوا من (شيعية) مذهبهم.
بينما أنا في مؤخرة السيارة أوثقوا عيناي ويدي ثم قام أحدهم بقيادة السيارة الى مكان أجهله، لكنني علمت من أصوات الأذان أنني في منطقة شيعية. كانت أول أسئلتهم عن رأيي بجيش المهدي، ثم تبعتها اسئلة أخرى لم أجد مناصا من أن (أعترف) بأني جبوري (سني) لكن والدتي خزعلية (شيعية)، كما هو حال كثير من العراقيين.. وما أن تأكدوا من جريمة ولادتي على المذهب السني حتى انهالوا علي بأشد أنواع الضرب والشتائم، ففقدت الوعي أكثر من مرة ولم أستفق إلا بعد أن سكبوا الماء على وجهي وجسدي.
بينما أنا على هذه الحالة حان وقت صلاة المغرب، فطلبت من الخاطفين أن يسمحوا لي بالصلاة، وياليتني لم أسأل مثل هذا السؤال، فكأنني نطقت بكلمة الكفر أمامهم، فاشتاطوا غضبا وضاعفوا التعذيب، بل إن أحدهم لفرط غضبه رفع نعاله وبدأ يضربني على رأسي وجسدي، ثم أمرني أن أخرج لساني ليضربه بالنعال بسبب ما تفوهت به، لأني في نظرهم كنت كافرا لا استحق الحياة.. وكان مما اتهموني به من جريمة أننا (السنة النواصب) نكره ائمة آل البيت وأننا السبب وراء إقصاء الشيعة في العالم، وأنه آن الأوان لاعادة (الحق) لأهله!
بعد ذلك بدأ التحقيق باستعمال موبايلي والأرقام والأسماء التي فيه، فأخذوا يسألونني عن كل اسم وهل هو سني أم شيعي وفي أي منطقة يسكن، وبدأوا بآخر 10 أرقام موبايل كنت قد اتصلت بها. ولكي لا أورط هؤلاء الأشخاص وأتسبب لهم بمشكلة فقد كنت أعطي عناوينهم في مناطق شيعية، لكنني فوجئت بأن الشخص الذي يستجوبني قام بالاتصال بشركة (عراقنا) وتحدث مع أحد الأشخاص طالبا منه التحقق من أسماء وعناوين هذه الأرقام باستعمال حاسوب الشركة، وكانت جميع المعلومات التي أدلى بها ذلك الموظف صحيحة ومناقضة بطبيعة الحال لما أدليت به، فاشتد علي التعذيب. وبينما كان يتحدث مع هذا الموظف كان يقول له اسمع بنفسك كيف سنقتل هذا الحيوان، فكان يقفز على صدري ويقول له (بعد شوية راح يفطس) !
فبعد أن قيدوا يدي الى الخلف أصعدوني فوق برميل بلاستيك ثم رفعوا يدي وربطوهما بعروة مثبتة في السقف، ثم أخذوا ينهالون علي بالضرب بالكيبلات، ثم قالوا لي أنني (ترقيت) الآن واستبدلوا الكيبل بعصا سميكة يسمونها (البيزبول)، وكانوا كلما سألوني سؤالا يحركون البرميل البلاستيك ويهددوني بدفعه لكي أسقط، وفعلا بينما هم يشبعونني ضربا تحرك البرميل من تحت قدمي وسقطت بينما يداي معلقتان في السقف خلف ظهري، فانخلعت أكتافي على الفور وأحسست بألم فائق أفقدني الوعي على الفور، فأيقظوني بسكب الماء فوق وجهي.. لا رافة بي، لكن لانتزاع أكبر قدر من المعلومات التي تؤدي الى اعتقال وقتل زملائي وسرقة أموالهم.
عندذاك إتصل أهلي بي على هاتفي بعد أن انتابهم القلق من تأخري، اذ أنني كنت قد أخبرتهم بعد تجاوزي الرمادي أنني سأكون معهم قريبا. فأجاب خاطفي على الهاتف وقالوا لهم انه قيد التحقيق لدى جيش المهدي. فطلب أهلي من أخوالي (الشيعة) الاتصال بالخاطفين وأخذوا يفاوضونهم على إطلاق سراحي لقاء مبلغ من المال، وحيث أن والدتي كانت خزعلية فقد كان لأخوالي صلات بشخصيات متنفذة في جيش المهدي رغم أنهم يكنون لهم ولكل معممي الخيانة كل كره وبغضاء .. وأدرك الخاطفون أنهم قد يتورطون بقتلي خصوصا بعد أن اتصل بهم شخص يبدو من لهجة حديثهم معه أنه متنفذ في جيش المهدي، فأكدوا له أنهم يحققون معي فقط ولن يصيبني سوء، لكنهم لن يطلقوا سراحي حتى يأخذون مني (حقهم) و (خمس السيد)!
بعد هذه المكالمة أخذ هذا المجرم السافل بمساومتي في أن يطلق سراحي لقاء أن آتي له بشباب من السنة بأن أتواعد معهم في مكان ثم يعتقلوهم ويطلقون سراحي، لم يكن عنده مهما أي شخص طالما كان سني المذهب! لكنني رفضت رفضا قاطعا وقلت له ماذا أقول لرب العالمين اذا ورطت هؤلاء الأبرياء وما ذنبهم، وأنا مقتول في كلتا الحالتين.. وما ذنب هؤلاء المساكين؟ فقال لي أن جميع السنة هم كفار ومجرمون ويستحقون القتل! ثم أخذ يفاوضني على أملاكي، فأخبرته أنه ليس لدي سوى هذه السيارة والتي ما زلت أسدد أقساطها للشركة الفلانية في المنصور، أما ما لدي الآن فهو 400 دولار وهي (الكروة) أي أجرة النقل للمسافرين الذين أتيت بهم من سوريا، وهذا المال في حوزتكم بعد اعتقالي.
ثم عرضت عليه أن أعطيه السيارة وأتكاتب معه ليحولها باسمه أو باسم من يشاء خشية أن يرتكبوا بها جرائم أو يفخخوها ثم يلقى اللوم علي لأن السيارة باسمي، فقال "شنو تخاف لانفخخها؟ لا تخاف فعندنا أسواق لتفصيخ السيارات نفعل فيها ما نشاء".. قلت له خذا السيارة ورب العالمين يعوضني، فقال لي: ليش انته تعرف الله؟ أنتم السنة لاتعترفون بآل البيت.. فقلت له سبحان الله وهل هناك سني لا يحب آل البيت؟ فقال: "عوفك من هاي السالفة، راح نخلي بغداد محرمة على كل سني".. خلي خوالك يساومونا على راسك، فذهب الى الغرفة الثانية يتفاوض معهم ولا أعرف للآن كم دفع أخولي لاطلاق سراحي! أما سيارتي التي هي مصدر رزقي الوحيد -والرزق من الله- فقد سلبوها مني ولا حول ولا قوة الا بالله.
في مساء تلك الليلة قرروا إطلاق سراحي، فترجيتهم أن يبقوني الى الصباح لأنني كنت متأكدا أنهم لو أطلقوا سراحي ليلا ستقوم مجموعة أخرى بخطفي، أو يقتلني الحرس الوطني أو الأمريكان أثناء حظر التجوال. فأخذوني في الصباح مقيد اليدين ومعصوب العينين، وألقوني قرب سكة الحديد في منطقة الاسكان، وكنت أشعر بجسمي وكنه يحترق من شدة الألم. تجمع الأطفال والناس حولي ظانين أنني ميت، فبدأت أحرك يداي ورجلاي، حينذاك اتصل الناس بالشرطة الذين أحاطوا بي ولم يتقربوا ظنا منهم أن تحتي عبوة ناسفة، فطلبوا مني أن أتقلب أكثر من مرة وكان أمرا في غاية الصعوبة لما بجسمي من آلام، فما تيقنوا من عدم وجود شيء أخذوني الى مستشفى الاسكان.
وما أن وضعت على سرير حتى جائني أحد أفراد الشرطة وسألني بصوت خافت إن كنت سنيا أم شيعيا، ولماذا تعرضت للتعذيب، فخشيت على نفسي كثيرا لم أعرف بماذا أجيب حتى خيل لي أنني سأعود بيد مجموعة أخرى من الخاطفين! إلا أن هذا الشرطي أكد لي أنه من عائلة سنية وأن كل أشقاءه تعرضوا للتصفية على أيدي هذه الميليشيات، فلما أخبرته بأني سني نصحني أن يأخذني بسيارته الى مستشفى اليرموك ثم أذهب من هناك لعائلتي، لأن مستشفى الاسكان تحت سيطرة ميليشيات جيش الدجال وحال معرفتهم بوجود سني في المستشفى سوف يقومون بقتلي عاجلا أم آجلا!
استجبت لنصيحة هذا الشرطي الشريف والذي أخذني فعلا لمستشفى اليرموك، ونصحني أن لا أبقى في المستشفى إنما أغادرها على الفور، وفعلا حالما ذهبت الطبيبة لتأتي ببعض الأبر توجهت نحو الباب وأنا أتكئ على الجدران، فرآني أحد الممرضين وأراد منعي من الخروج لكنني قلت له أن أهلي في الباب ولايقبلون دخولهم وأنا ذاهب لادخالهم.. لكنني حالما خرجت أوقفت سيارة تاكسي وانطلقت الى أهلي، ثم بقيت طوال اليوم أتقيؤ كل ما أتناوله بسبب الآلام الشديدة التي كنت أعاني منها.
الخاطفون كانوا سمر البشرة تعلو وجوههم لحية خفيفة يلبسون قمصانا فوق البناطيل، وأستطيع تمييزهم جميعا ولو بعد أعوام، وأنصح جميع السواق السنة تجنب الوصول الى ساحة اللقاء مهما كان الثمن.. وأدعو الله أن يقتص من الظالمين.
2007-05-10 :: إعداد: الرابطة العراقية - مكتب حقوق الانسان ::
http://www.iraqirabita.org/upload/8144.jpg
http://www.iraqirabita.org/upload/8151.jpg
http://www.iraqirabita.org/upload/8146.jpg
http://www.iraqirabita.org/upload/8150.jpg
http://www.iraqirabita.org/upload/8149.jpg
الرابطة العراقية/خاص:
أجرت الرابطة العراقية لقاءا في غاية الأهمية مع أحد ضحايا الاعتقال والتعذيب على أيدي جيش المهدي (أ. الجبوري) والذي أطلق سراحه بأعجوبة قبل بضعة أيام، وها نحن ننقل لكم القصة كما تحدث لنا بها:
مهنتي هي سائق سيارة GMC على الطريق السريع بين بغداد وسوريا، وقد اشتريت سيارتي الجديدة بالأقساط حيث أسدد أقساطها شهريا وأعول بما يتبقى زوجتي وأولادي. في يوم الخميس 3 أيار وصلت الى بغداد حاملا معي عددا من الركاب القادمين من سوريا، وقد أصروا علي أن أوصلهم الى ساحة اللقاء والتي كنت أرفض على الدوام الوصول اليها، بسبب انتشار الميليشيات التي تنطلق من منطقة الوشاش القريبة. لكن الركاب أصروا على ذلك وطمأننوني الى أنهم شيعة وأنهم سيتدخلون لصالحي اذا ما حصل شيء!
حالما وصلنا الى الساحة نزل عدد من الأشخاص بلباس مدني من سيارة موديل (برنس) سوداء اللون وتقدموا صوبي يسألون: ما هذه الملصقات على سيارتك؟ الملصق الأول كان: لا اله الا الله محمد رسول الله، والملصق الثاني: اللهم أغث العراق! يبدو أن هذه العبارت لم تناسبهم وكانت توحي بأنني لست طائفيا مثلهم، فطلبوا هويتي وبدأوا يوجهون أسئلة تنم عن نوايا شريرة يضمرونها. وحيث أنهم كانوا مدنيين بملابس عادية فقد طلبت منهم ما يثبت أن لهم حقا في استجوابي. عند ذاك أخرج أحدهم مسدس كلوك كان تحت قميصه وطلب مني أن أجيب تحت تهديد السلاح وهو يكيل السباب البشع.
أجبتهم أني عراقي لا غير! فقال لي أحدهم: (عوفك من هاي السالفة.. أنت سني أم شيعي؟) فأجبت بأنني مسلم، فاستشاطوا غضبا وقال أحدهم لايجيب بمثل هذه الاجابة الا النواصب (الأنجاس)، ثم قام بسحب أقسام المسدس وطلبوا مني أن أرافقهم فرفضت، ورأيت على مقربة مني رجال شرطة في الشارع العام في نقطة تفتيش على بعد 200 متر فحسب، كانوا يراقبون ما يجري لي دون أن يتحرك أحدهم أو يتدخل وكأن الأمر لم يكن يعنيهم! عندذاك وبينما هم يسحبوني وأنا أرفض وجه الي أحدهم ضربة على رأسي بمؤخرة مسدسه فأفقدني الوعي قليلا، ثم سحبوني الى خلف سيارتي، أما المسافرين فقد رأيتهم يتحدثون مع هذه الميليشيات بعيدا عني ثم تركوهم يذهبون بعد أن تأكدوا من (شيعية) مذهبهم.
بينما أنا في مؤخرة السيارة أوثقوا عيناي ويدي ثم قام أحدهم بقيادة السيارة الى مكان أجهله، لكنني علمت من أصوات الأذان أنني في منطقة شيعية. كانت أول أسئلتهم عن رأيي بجيش المهدي، ثم تبعتها اسئلة أخرى لم أجد مناصا من أن (أعترف) بأني جبوري (سني) لكن والدتي خزعلية (شيعية)، كما هو حال كثير من العراقيين.. وما أن تأكدوا من جريمة ولادتي على المذهب السني حتى انهالوا علي بأشد أنواع الضرب والشتائم، ففقدت الوعي أكثر من مرة ولم أستفق إلا بعد أن سكبوا الماء على وجهي وجسدي.
بينما أنا على هذه الحالة حان وقت صلاة المغرب، فطلبت من الخاطفين أن يسمحوا لي بالصلاة، وياليتني لم أسأل مثل هذا السؤال، فكأنني نطقت بكلمة الكفر أمامهم، فاشتاطوا غضبا وضاعفوا التعذيب، بل إن أحدهم لفرط غضبه رفع نعاله وبدأ يضربني على رأسي وجسدي، ثم أمرني أن أخرج لساني ليضربه بالنعال بسبب ما تفوهت به، لأني في نظرهم كنت كافرا لا استحق الحياة.. وكان مما اتهموني به من جريمة أننا (السنة النواصب) نكره ائمة آل البيت وأننا السبب وراء إقصاء الشيعة في العالم، وأنه آن الأوان لاعادة (الحق) لأهله!
بعد ذلك بدأ التحقيق باستعمال موبايلي والأرقام والأسماء التي فيه، فأخذوا يسألونني عن كل اسم وهل هو سني أم شيعي وفي أي منطقة يسكن، وبدأوا بآخر 10 أرقام موبايل كنت قد اتصلت بها. ولكي لا أورط هؤلاء الأشخاص وأتسبب لهم بمشكلة فقد كنت أعطي عناوينهم في مناطق شيعية، لكنني فوجئت بأن الشخص الذي يستجوبني قام بالاتصال بشركة (عراقنا) وتحدث مع أحد الأشخاص طالبا منه التحقق من أسماء وعناوين هذه الأرقام باستعمال حاسوب الشركة، وكانت جميع المعلومات التي أدلى بها ذلك الموظف صحيحة ومناقضة بطبيعة الحال لما أدليت به، فاشتد علي التعذيب. وبينما كان يتحدث مع هذا الموظف كان يقول له اسمع بنفسك كيف سنقتل هذا الحيوان، فكان يقفز على صدري ويقول له (بعد شوية راح يفطس) !
فبعد أن قيدوا يدي الى الخلف أصعدوني فوق برميل بلاستيك ثم رفعوا يدي وربطوهما بعروة مثبتة في السقف، ثم أخذوا ينهالون علي بالضرب بالكيبلات، ثم قالوا لي أنني (ترقيت) الآن واستبدلوا الكيبل بعصا سميكة يسمونها (البيزبول)، وكانوا كلما سألوني سؤالا يحركون البرميل البلاستيك ويهددوني بدفعه لكي أسقط، وفعلا بينما هم يشبعونني ضربا تحرك البرميل من تحت قدمي وسقطت بينما يداي معلقتان في السقف خلف ظهري، فانخلعت أكتافي على الفور وأحسست بألم فائق أفقدني الوعي على الفور، فأيقظوني بسكب الماء فوق وجهي.. لا رافة بي، لكن لانتزاع أكبر قدر من المعلومات التي تؤدي الى اعتقال وقتل زملائي وسرقة أموالهم.
عندذاك إتصل أهلي بي على هاتفي بعد أن انتابهم القلق من تأخري، اذ أنني كنت قد أخبرتهم بعد تجاوزي الرمادي أنني سأكون معهم قريبا. فأجاب خاطفي على الهاتف وقالوا لهم انه قيد التحقيق لدى جيش المهدي. فطلب أهلي من أخوالي (الشيعة) الاتصال بالخاطفين وأخذوا يفاوضونهم على إطلاق سراحي لقاء مبلغ من المال، وحيث أن والدتي كانت خزعلية فقد كان لأخوالي صلات بشخصيات متنفذة في جيش المهدي رغم أنهم يكنون لهم ولكل معممي الخيانة كل كره وبغضاء .. وأدرك الخاطفون أنهم قد يتورطون بقتلي خصوصا بعد أن اتصل بهم شخص يبدو من لهجة حديثهم معه أنه متنفذ في جيش المهدي، فأكدوا له أنهم يحققون معي فقط ولن يصيبني سوء، لكنهم لن يطلقوا سراحي حتى يأخذون مني (حقهم) و (خمس السيد)!
بعد هذه المكالمة أخذ هذا المجرم السافل بمساومتي في أن يطلق سراحي لقاء أن آتي له بشباب من السنة بأن أتواعد معهم في مكان ثم يعتقلوهم ويطلقون سراحي، لم يكن عنده مهما أي شخص طالما كان سني المذهب! لكنني رفضت رفضا قاطعا وقلت له ماذا أقول لرب العالمين اذا ورطت هؤلاء الأبرياء وما ذنبهم، وأنا مقتول في كلتا الحالتين.. وما ذنب هؤلاء المساكين؟ فقال لي أن جميع السنة هم كفار ومجرمون ويستحقون القتل! ثم أخذ يفاوضني على أملاكي، فأخبرته أنه ليس لدي سوى هذه السيارة والتي ما زلت أسدد أقساطها للشركة الفلانية في المنصور، أما ما لدي الآن فهو 400 دولار وهي (الكروة) أي أجرة النقل للمسافرين الذين أتيت بهم من سوريا، وهذا المال في حوزتكم بعد اعتقالي.
ثم عرضت عليه أن أعطيه السيارة وأتكاتب معه ليحولها باسمه أو باسم من يشاء خشية أن يرتكبوا بها جرائم أو يفخخوها ثم يلقى اللوم علي لأن السيارة باسمي، فقال "شنو تخاف لانفخخها؟ لا تخاف فعندنا أسواق لتفصيخ السيارات نفعل فيها ما نشاء".. قلت له خذا السيارة ورب العالمين يعوضني، فقال لي: ليش انته تعرف الله؟ أنتم السنة لاتعترفون بآل البيت.. فقلت له سبحان الله وهل هناك سني لا يحب آل البيت؟ فقال: "عوفك من هاي السالفة، راح نخلي بغداد محرمة على كل سني".. خلي خوالك يساومونا على راسك، فذهب الى الغرفة الثانية يتفاوض معهم ولا أعرف للآن كم دفع أخولي لاطلاق سراحي! أما سيارتي التي هي مصدر رزقي الوحيد -والرزق من الله- فقد سلبوها مني ولا حول ولا قوة الا بالله.
في مساء تلك الليلة قرروا إطلاق سراحي، فترجيتهم أن يبقوني الى الصباح لأنني كنت متأكدا أنهم لو أطلقوا سراحي ليلا ستقوم مجموعة أخرى بخطفي، أو يقتلني الحرس الوطني أو الأمريكان أثناء حظر التجوال. فأخذوني في الصباح مقيد اليدين ومعصوب العينين، وألقوني قرب سكة الحديد في منطقة الاسكان، وكنت أشعر بجسمي وكنه يحترق من شدة الألم. تجمع الأطفال والناس حولي ظانين أنني ميت، فبدأت أحرك يداي ورجلاي، حينذاك اتصل الناس بالشرطة الذين أحاطوا بي ولم يتقربوا ظنا منهم أن تحتي عبوة ناسفة، فطلبوا مني أن أتقلب أكثر من مرة وكان أمرا في غاية الصعوبة لما بجسمي من آلام، فما تيقنوا من عدم وجود شيء أخذوني الى مستشفى الاسكان.
وما أن وضعت على سرير حتى جائني أحد أفراد الشرطة وسألني بصوت خافت إن كنت سنيا أم شيعيا، ولماذا تعرضت للتعذيب، فخشيت على نفسي كثيرا لم أعرف بماذا أجيب حتى خيل لي أنني سأعود بيد مجموعة أخرى من الخاطفين! إلا أن هذا الشرطي أكد لي أنه من عائلة سنية وأن كل أشقاءه تعرضوا للتصفية على أيدي هذه الميليشيات، فلما أخبرته بأني سني نصحني أن يأخذني بسيارته الى مستشفى اليرموك ثم أذهب من هناك لعائلتي، لأن مستشفى الاسكان تحت سيطرة ميليشيات جيش الدجال وحال معرفتهم بوجود سني في المستشفى سوف يقومون بقتلي عاجلا أم آجلا!
استجبت لنصيحة هذا الشرطي الشريف والذي أخذني فعلا لمستشفى اليرموك، ونصحني أن لا أبقى في المستشفى إنما أغادرها على الفور، وفعلا حالما ذهبت الطبيبة لتأتي ببعض الأبر توجهت نحو الباب وأنا أتكئ على الجدران، فرآني أحد الممرضين وأراد منعي من الخروج لكنني قلت له أن أهلي في الباب ولايقبلون دخولهم وأنا ذاهب لادخالهم.. لكنني حالما خرجت أوقفت سيارة تاكسي وانطلقت الى أهلي، ثم بقيت طوال اليوم أتقيؤ كل ما أتناوله بسبب الآلام الشديدة التي كنت أعاني منها.
الخاطفون كانوا سمر البشرة تعلو وجوههم لحية خفيفة يلبسون قمصانا فوق البناطيل، وأستطيع تمييزهم جميعا ولو بعد أعوام، وأنصح جميع السواق السنة تجنب الوصول الى ساحة اللقاء مهما كان الثمن.. وأدعو الله أن يقتص من الظالمين.