من هناك
05-12-2007, 01:13 AM
بين حين وأخر تتسرب لوسائل الاعلام تفاصيل عن تصرفات مشينة لجنود امريكيين, تضرب تلك التصرفات بعرض الحائط كل القيم الانسانية والاخلاقية وتنتهك مجمل الاتفاقات الدولية وتهزأ بالحد الادنى من القيم التي تعارفت عليها المجتمعات المتحضرة منها والمتخلفة على حد سواء. التعذيب في ابوغريب, لم يكن تعذيبا لمشتبه بهم أنهم من المقاومين بغية أخذ إعترافاتهم فحسب, كان الامر اسوأ من ذلك بكثير, إنه الامعان في امتهان كرامة الانسان والتحرش الجنسي والاخلاقي بالمعتقلين والذي ينم عن نفوس غير سوية , مريضة وعن انحطاط في المفاهيم والقيم.
تدنيس القرآن الكريم ورميه في الحمامات والاعتداء على كتاب مقدس في غوانتناموا يشير ايضا الى طريقة في التفكير تظهر بان الامر ليس حربا على الارهاب بقدر ما هو حرب على الاخلاق السوية والقيم الانسانية. في نهاية عام 2005, عرضت محطة التلفزيون الاسترالي اس بي اس شريطا مصورا يظهر جنودا أمريكيين يحرقون جثث قتلى من طالبان. وقالت المحطة إن الشريط جرى تصويره بواسطة المذيع ستيفن دي بونت في قرية غوبينز القريبة من مدينة قندهار، بينما كان المذيع يرافق القوات الأمريكية. وأظهر الشريط خمسة جنود أمريكيين يقفون على حافة مكان صخري، يرقبون جثتين تحترقان وقد بدت الأيدي والسيقان متدلية خارج النيران فيما الجنود يعزفون موسيقى صاخبة بدرجة عالية. غير أن أكثر المناظر بشاعة كانت لجثتين لشخصين يفترض أنهما أعضاء في حركة طالبان وقد سجيتا في اتجاه الكعبة بمكة قبل إشعال النيران فيهما. وأكد مراسل تلفزيون في تعليقه أن هذه العملية كانت ترمي إلى تدنيس المعتقدات الإسلامية عن قصد.
اغتصاب القاصرات والطاهرات, وانتهاك الحرمات والاذلال المتعمد للإنسان وإنتهاك كرامته, وقتل الابرياء اصبحت من سمات العسكرية الامريكية, والتي نشرت الارهاب تحت مسمى الحرب عليه. وحملت إلينا ثقافة القتل والصدمة والترويع والوحشية والتوحش في إطار اصلاحاتها الديمقراطية المزعومة وسعيها الحثيث للحفاظ على "حقوق الانسان" و"تحريره".
أخر الصرعات الامريكية والتي تناقلتها وكالات الانباء حديثا هو في التبول على جثث القتلى. فقد اعترف جندي امريكي منمشاة البحرية الأمريكية انه تبول على جثة عراقي كان بين 24 مدنيا عراقيا قتلهمأفراد وحدته في بلدة حديثة بعد ان غضبوا لمقتل زميل لهم في انفجار, وأضافالسارجنت سانيك ديلا كروز الذي حصل على حصانة من المحاكمة بعد ان تم إسقاط تهمالقتل التي وجهت إليه أنه شاهد قائد مجموعته وهو يطلق النار على خمسة مدنيينعراقيين كانوا يحاولون الاستسلام.وأبلغ ديلا كروز محكمةعسكرية بأنه تبولعلى رأس عراقي لإنه كان غاضبا لمقتل صديقه. وأضاف أنه شاهد قائد المجموعة السارجنت فرانك وتريتش وهويطلق النار على خمسة رجال كانت أيديهم مقيدة قرب سيارة. وقال ديلا كروز انه أيضاأطلق النار على الرجال الخمسة بعد ان سقطوا على الارض.وتتعلق القضية بما حدث في 19 نوفمبر 2005 عندما انفجرت قنبلة علىطريق فقتلت أحد مشاة البحرية وأصابت اثنين آخرين. فما كان من جنود مشاة البحريةالناجين إلا أن أوقفو سيارة وأطلقوا النار على ركابها الخمسة ثم اقتحموا منزلينوقتلوا من كانوا في داخلها.
تكرار تلك الأحداث، والتي تأتي عبر تسرب أشرطة أو صور او اعترافات، توحي بأن تلك التصرفات ليست استثناء أو شذوذا، بل هي على الأغلب السلوك العام الطاغي والمنتشر في أخلاقيات الجنود الأمريكيين. فالكاميرات وأجهزة الرصد ليست موجودة وبشكل دائم، وحتى إن وجدت فإن احتمالية تسربها ليست كبيرة. فمقاربة إحصائية لتلك الأحداث المتسربة، تشير على أنها أسلوب عام وداء متفش داخل صفوف العسكرية الأمريكية. ومما يِؤكد هذا الاستنتاج هو سعي الإدارة الأمريكية الدائم والحثيث والحاسم لمنح جنودها الحصانة القضائية، إن كان عبر الأمم المتحدة أو من خلال قوانين تسنها قوات الاحتلال والحكومات المرتبطة بها كما حصل في العراق أو أفغانستان. فلماذا يحرص الامريكيون بشدة على منح الحصانة القضائية لجنودهم، إن لم تكن الجرائم والانتهاكات الاخلاقية وسيلة من وسائل العسكرية الأمريكية في السيطرة والهيمنة ؟
لقد نشرت قوات جورج بوش ثقافة القتل والكراهية والعنف في عالمنا، ومما يزيد من بؤس تلك الثقافة الدموية وغير الإنسانية، والتي تقوم القوات الأمريكية بعولمتها، هو في الادعاءاتالبائسة والكاذبة للإدارة الأمريكية حول نشر الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وحريته. لقد دمرت القوات الامريكية العراق وطنا ومقدرات وإنسانا, ونشرت فيه الكراهية والبؤس والموت والمفخخات وحولت الحياة الى مآساة متواصلة وجحيما لا يطاق.
إن قوات الامريكية كقوة إحتلال مسؤولة مسؤولية قانونية وادبية ومادية ومعنوية عن كل قتيل او جريح يسقط في بلاد الرافدين, حتى لو أفترضنا بصحة إدعاءات بوش وهو الكذوب بأن الارهابيين هم من يقف خلف التفجيرات الاجرامية في العراق, فإن هذا الفكر "الارهابي" نما وترعرع في أجواء الاحتلال وثقافته الموغلة بالإنحطاط والانحدار والتي من عناوينها وراس جبل الجليد فيها التبول على جثث الابرياء والرقص على انغام موسيقى مصاخبة مع احراق الجثث وغيرهما كثير, وما خفي بطبيعة الحال اعظم واشد هولا.
د. ياسر سعد
تدنيس القرآن الكريم ورميه في الحمامات والاعتداء على كتاب مقدس في غوانتناموا يشير ايضا الى طريقة في التفكير تظهر بان الامر ليس حربا على الارهاب بقدر ما هو حرب على الاخلاق السوية والقيم الانسانية. في نهاية عام 2005, عرضت محطة التلفزيون الاسترالي اس بي اس شريطا مصورا يظهر جنودا أمريكيين يحرقون جثث قتلى من طالبان. وقالت المحطة إن الشريط جرى تصويره بواسطة المذيع ستيفن دي بونت في قرية غوبينز القريبة من مدينة قندهار، بينما كان المذيع يرافق القوات الأمريكية. وأظهر الشريط خمسة جنود أمريكيين يقفون على حافة مكان صخري، يرقبون جثتين تحترقان وقد بدت الأيدي والسيقان متدلية خارج النيران فيما الجنود يعزفون موسيقى صاخبة بدرجة عالية. غير أن أكثر المناظر بشاعة كانت لجثتين لشخصين يفترض أنهما أعضاء في حركة طالبان وقد سجيتا في اتجاه الكعبة بمكة قبل إشعال النيران فيهما. وأكد مراسل تلفزيون في تعليقه أن هذه العملية كانت ترمي إلى تدنيس المعتقدات الإسلامية عن قصد.
اغتصاب القاصرات والطاهرات, وانتهاك الحرمات والاذلال المتعمد للإنسان وإنتهاك كرامته, وقتل الابرياء اصبحت من سمات العسكرية الامريكية, والتي نشرت الارهاب تحت مسمى الحرب عليه. وحملت إلينا ثقافة القتل والصدمة والترويع والوحشية والتوحش في إطار اصلاحاتها الديمقراطية المزعومة وسعيها الحثيث للحفاظ على "حقوق الانسان" و"تحريره".
أخر الصرعات الامريكية والتي تناقلتها وكالات الانباء حديثا هو في التبول على جثث القتلى. فقد اعترف جندي امريكي منمشاة البحرية الأمريكية انه تبول على جثة عراقي كان بين 24 مدنيا عراقيا قتلهمأفراد وحدته في بلدة حديثة بعد ان غضبوا لمقتل زميل لهم في انفجار, وأضافالسارجنت سانيك ديلا كروز الذي حصل على حصانة من المحاكمة بعد ان تم إسقاط تهمالقتل التي وجهت إليه أنه شاهد قائد مجموعته وهو يطلق النار على خمسة مدنيينعراقيين كانوا يحاولون الاستسلام.وأبلغ ديلا كروز محكمةعسكرية بأنه تبولعلى رأس عراقي لإنه كان غاضبا لمقتل صديقه. وأضاف أنه شاهد قائد المجموعة السارجنت فرانك وتريتش وهويطلق النار على خمسة رجال كانت أيديهم مقيدة قرب سيارة. وقال ديلا كروز انه أيضاأطلق النار على الرجال الخمسة بعد ان سقطوا على الارض.وتتعلق القضية بما حدث في 19 نوفمبر 2005 عندما انفجرت قنبلة علىطريق فقتلت أحد مشاة البحرية وأصابت اثنين آخرين. فما كان من جنود مشاة البحريةالناجين إلا أن أوقفو سيارة وأطلقوا النار على ركابها الخمسة ثم اقتحموا منزلينوقتلوا من كانوا في داخلها.
تكرار تلك الأحداث، والتي تأتي عبر تسرب أشرطة أو صور او اعترافات، توحي بأن تلك التصرفات ليست استثناء أو شذوذا، بل هي على الأغلب السلوك العام الطاغي والمنتشر في أخلاقيات الجنود الأمريكيين. فالكاميرات وأجهزة الرصد ليست موجودة وبشكل دائم، وحتى إن وجدت فإن احتمالية تسربها ليست كبيرة. فمقاربة إحصائية لتلك الأحداث المتسربة، تشير على أنها أسلوب عام وداء متفش داخل صفوف العسكرية الأمريكية. ومما يِؤكد هذا الاستنتاج هو سعي الإدارة الأمريكية الدائم والحثيث والحاسم لمنح جنودها الحصانة القضائية، إن كان عبر الأمم المتحدة أو من خلال قوانين تسنها قوات الاحتلال والحكومات المرتبطة بها كما حصل في العراق أو أفغانستان. فلماذا يحرص الامريكيون بشدة على منح الحصانة القضائية لجنودهم، إن لم تكن الجرائم والانتهاكات الاخلاقية وسيلة من وسائل العسكرية الأمريكية في السيطرة والهيمنة ؟
لقد نشرت قوات جورج بوش ثقافة القتل والكراهية والعنف في عالمنا، ومما يزيد من بؤس تلك الثقافة الدموية وغير الإنسانية، والتي تقوم القوات الأمريكية بعولمتها، هو في الادعاءاتالبائسة والكاذبة للإدارة الأمريكية حول نشر الديمقراطية واحترام حقوق الإنسان وحريته. لقد دمرت القوات الامريكية العراق وطنا ومقدرات وإنسانا, ونشرت فيه الكراهية والبؤس والموت والمفخخات وحولت الحياة الى مآساة متواصلة وجحيما لا يطاق.
إن قوات الامريكية كقوة إحتلال مسؤولة مسؤولية قانونية وادبية ومادية ومعنوية عن كل قتيل او جريح يسقط في بلاد الرافدين, حتى لو أفترضنا بصحة إدعاءات بوش وهو الكذوب بأن الارهابيين هم من يقف خلف التفجيرات الاجرامية في العراق, فإن هذا الفكر "الارهابي" نما وترعرع في أجواء الاحتلال وثقافته الموغلة بالإنحطاط والانحدار والتي من عناوينها وراس جبل الجليد فيها التبول على جثث الابرياء والرقص على انغام موسيقى مصاخبة مع احراق الجثث وغيرهما كثير, وما خفي بطبيعة الحال اعظم واشد هولا.
د. ياسر سعد