ابو شجاع
05-09-2007, 01:07 PM
نائب الأمين العام للجماعة الإسلامية في لبنان إبراهيم المصري لـ«المشاهد السياسي»:
بيروت ـ أديب نجيب
حسمت «الجماعة الإسلامية» في لبنان خياراتها السياسية على ما يبدو، وحجزت لنفسها موقعاً ضمن صفوف قوى الرابع عشر من آذار (مارس)، بعد فترة من التردّد الذي اكتنفه التباس في حقيقة موقف هذه الحركة الإسلامية، فبقيت ظاهرياً ـ على الأقلّ ـ في الوسط، الذي يكاد ينعدم وجوده في ظلّ الانقسام الحاد على الساحة السياسية منذ نهاية العام ٢٠٠٤ وحتى اليوم.
لقاءات كثيرة واجتماعات عقدتها الجامعة مع كلا الطرفين السياسيين ٨ و١٤ آذار، للوصول الى تفاهم هنا أو اتفاق هناك.. لكن يبدو أن كفّة التلاقي مالت صوب قوى الأكثرية، فأعلنوا، بعد آخر اجتماع لهم مع ١٤ آذار، عن العمل سوياً في المرحلة المقبلة، لا سيما على مستوى الانتخابات النقابية والطلابية منها وحتى النيابية.. علماً أن (موضوع الانتخابات واللوائح) ربما تعتبر السبب الأبرز في التباعد الذي كان يحكم علاقة الجماعة بهذه القوى، فللجماعة رصيد شعبي كبير في غير منطقة وقطاع، وما انتخابات نقابة المهندسين الأخيرة في بيروت إلا شاهد على ذلك!
قرار الجماعة هذا، بنته الحركة على اعتبارات واقتناعات عدة أنتجتها تطوّرات الأزمة السياسية الحالية في لبنان، سواء لجهة القوى والأحزاب اللبنانية، أو لجهة سورية (صديق الأمس)، أو لجهة الإخوان المسلمين في المنطقة والحركات الإسلامية بجناحيها السنّي والشيعي.
لماذا تغيّرت نظرة «الجماعة الإسلامية» تجاه سورية وحزب الله، وما الذي قصّر المسافة مع تيار المستقبل وحلفائه، وما هي ملاحظات هذه «الحركة الإسلامية السنّيّة» على دار الفتوى اللبنانية؟؟
نائب أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان إبراهيم المصري تحدّث لـ«المشاهد السياسي»:
> إذا أردنا تحديد موقع الجماعة الإسلامية في الخريطة السياسية اللبنانية، في ضوء الانقسام الحاصل، كيف يمكن تحديد هذا الموقع؟
< بسم الله الرحمن الرحيم، الساحة اللبنانية تشهد اصطفافات حادّة بالنسبة لكل القضايا المطروحة، وبالنسبة لمستقبل البلد ومؤسّساته الدستورية، ونحن نفهم مبرر هذه الاصطفافات الموجودة، ذلك أن هناك التزامات لمعظم القوى اللبنانية، سواء بالنسبة للقضايا المحلّيّة أو بالنسبة لعلاقاتها الإقليمية، لذلك نحن نفهم أن تكون مواقف هذه القوى مرهونة بتحوّلات إقليمية ودولية، وهذا طبعاً ينعكس على الساحة اللبنانية، مما يلحق أذى كبيراً بمصلحة المواطن والوطن.
بالنسبة لنا كجماعة إسلامية نحمد الله على أننا أحرار في اتخاذ قرارنا، وعلاقاتنا مفتوحة على الجميع، سواء داخل لبنان أو بالنسبة للمحيط الإقليمي، لكننا نحتفظ بحرّيتنا في اتخاذ القرار، وبدا هذا واضحاً منذ انطلاق التحوّل الأخير في الشـأن اللبناني، منذ التمديد للرئيس إميل لحود، فقد كنا وقتها على علاقة طيّبة مع السوريين، واعتمدت الجماعة في ذلك الوقت موقفاً معترضاً وبحدّة على مبدأ التمديد للرئيس لحود، وعلى تعديل الدستور وما لحق بذلك. وأذكر أن الإخوة السوريين تفّهموا موقف الجماعة على الرغم من أنهم اندفعوا في الاتجاه الآخر، ولا أدري إن كانوا يومها يدركون كم كان هذا القرار خاطئاً تجاه مصالحهم ليس في لبنان فقط، وإنما في العالم، وعلى المصلحة اللبنانية خصوصاً، ولا يخفى حجم الضرر الذي لحق بمصالح الوطن والأمّة الإسلامية بسبب هذا التمديد، وبعده اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أو بسبب التفاعلات التي نشأت بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز ٢٠٠٦.
> واضح أن الاصطفاف اليوم أخذ بعداً طائفياً، وكاد الوضع ينفجر في إطار زرع الفتنة في لبنان، واليوم يكثر الحديث عن مشروع (شيعي إيراني) في المنطقة، ما موقفكم؟
< الخلاف اللبناني خلال سياسي ولا علاقة له بالطائفية ولا بالطوائف. اللبنانيون لم يختلفوا قط، حتى خلال الحرب اللبنانية الطويلة التي حملت عناوين طائفية، وأحياناً سمّيت حرباً أهلية، إنما تلك الحرب لم تكن طائفية قط، وبقيت الكنائس في مناطق المسلمين والمساجد في مناطق المسيحيين، والاحتقان الطائفي القائم الآن هو احتقان سياسي.. لكن مع الأسف الشديد، يجري توظيف المذهب في خدمة المشروع السياسي، على أي شيء يختلف السنّة والشيعة في لبنان؟ لا يختلفون قط على قضايا تمسّ بالاعتبارات الطائفية أو المذهبية، هم يختلفون سياسياً، هناك فريق لبناني له وجهة نظر والفريق الآخر يستعمل كل الوسائل المتاحة من أجل مواجهة المشروع الآخر.. وأبرز هذه الوسائل هي القضية المذهبية، فعندما تعجز الأدوات السياسية عن أن تكون مؤثّرة في الساحة، يجري استحضار العنصر المذهبي من أجل القذف به الى الساحة السياسية، حتى تكون الساحة فاعلة.
> ما رأيكم بموقف دار الفتوى تجاه الأحداث الأخيرة، وكذلك بعض المرجعيات الدينية في الحقل السياسي؟
< مع الأسف الشديد، المرجعيات الدينية اللبنانية باتت الآن تسير خلف القوى السياسية، وسواء موقف المرجعية الإسلامية الشيعية أو المرجعية الإسلامية السنّيّة، هاتان مرجعيتان تقفان خلف المرجعية السياسية، من أجل دعم مشروعها وترجيح كفّتها في البلد، وهذا لا يعني أن تكون المرجعية الدينية بعيدة عن الساحة السياسية، لكن بشرط أن تكون مفاهيمها هي الحاكمة.
> إذاً أنتم غير راضين عن تحرّك دار الفتوى في المدة الأخيرة؟!
< هذا التحرّك هو جزء من توجيه دار الفتوى حيال الأزمة السياسية، ولكن انعكس ذلك سلباً على مكانة المرجعية الإسلامية على الساحة، وأعود فأقول بأن رجل الدين واجبه أن يكون له موقف، وأن يصبّ في المصلحة الإسلامية العليا، وليس في مصلحة رجل السياسة.
> بعدما أعلن رئيس المكتب السياسي (للجماعة) أسعد هرموش، أن ساحة ١٤ آذار «هي ساحتنا»، قمتم بعزله من منصبه، فهل هناك خلاف داخلي حول التوجّه، وهذا سبب لالتباس مواقفكم؟
< الأخ أسعد هرموش لم يرتكب خطأ في جنازة الوزير بيار الجميّل، وتحدّث ارتجالياً، فاعتبر البعض أن الجماعة اقتربت من ١٤ آذار، وأخرجت الجماعة من موقفها المحايد. في اليوم التالي، التقى المجلس السياسي وأكّد حيادية الجماعة، وأن كلمة هرموش كانت غير مدروسة مما قد يوحي بأنها حملت بعض العبارات العاطفية.
> ولكن لم نرَ الجماعة في أي مهرجان لقوى الثامن من آذار؟!
< لم تكن هناك أي مناسبة مشابهة لدى هذا الفريق، فكل الذين يسقطون (اغتيالاً) هم من ١٤ آذار، أما المناسبات السياسية فلا نشارك فيها، سواء تلك التي تعقدها قوى الثامن أو الرابع عشر من آذار (مارس).
> هل سنراكم مستقبلاً على لائحة واحدة مع قوى ١٤ آذار (مارس)؟
< هذا سابق لأوانه.
> نحن نعرف أن جزءاً من كلامكم مع ١٤ آذار هو عدم إدخالكم في لوائحهم الانتخابية؟
< نحن في الانتخابات النيابية الماضية، آثرنا أن ننسحب من المعركة، لأن ساحتنا وساحة تيار المستقبل تكاد تكون واحدة، ولم نرغب في أجواء الحزن التي عمّت البلاد، الاندفاع في مواجهة مع تيار المستقبل أو في أي سجال سياسي، وفاء للرئيس الشهيد، لذلك قرّرنا الانسحاب.. خلال هذه الفترة حصلت مناسبات كثيرة، كان هناك انتخابات نقابية، وأحياناً كنا نقف مع هذا الفريق أو مع الآخر، ففي انتخابات نقابة المهندسين الأخيرة، انسحبت الجماعة في بيروت بعد أن كانت أقرب الى تيار ١٤ آذار (مارس) في الانتخابات، والكل يدرك أن انسحابها كان له أثر واضح في خسارة تيار ١٤ آذار (مارس) المعركة في بيروت (٥/٢)، وكسبها في الشمال حين تحالف مع الجماعة.. والآن أمامنا انتخابات نقابة الأطباء، والتأكيد واضح من فريق ١٤ آذار (مارس) بضرورة المشاركة بيننا وهذا سيحصل إن شاء الله.
> كيف تقيّمون أداء تيار المستقبل؟
< تيار ١٤ آذار (مارس) سياسي، وهو مجموعة متحالفة نقبل بعضها ولا تربطنا علاقة مع البعض الآخر، كما أن تيار ٨ آذار (مارس) بالمواصفات نفسها.
> ولكن تحديداً تيار المستقبل؟!
< نلتقي مع «المستقبل» في معظم القضايا المطروحة الآن، نلتقي على ضرورة تشكيل محكمة لمحاكمة المسؤولين عن الاغتيالات.. وعلى أن الحكومة الحالية شرعية، طالما تتمتّع بثقة المجلس النيابي.. نلتقي في الحفاظ على مصلحة البلد وتجنّبه الارتدادات الصعبة.
> في المقابل أداء حزب الله وانتقاله من المقاومة الى المواجهة الداخلية؟
< نحن نحرص على علاقاتنا مع حزب الله، وأن لا تتأثّر بالاحتكاكات الداخلية التي يقوم بها، وهذا لا ينفي أننا نختلف سياسياً بالرغم من لقاءاتنا الدورية، لكننا نوضح للإخوة في حزب الله هذا الاختلاف، ونتمنى عليهم أن يعودوا الى موقفهم الجامع الذي كان يحرص على ريادته في المقاومة، لأن إنجاز المقاومة هو أكبر من كل الانجازات السياسية في الداخل.
لكن هم لهم حساباتهم والتزاماتهم، ونلتمس لهم عذراً فيها، لكننا نتمنى أن لا يُفرطوا في إدخال البلد في أزمات تؤثّر في مستقبله.
> حتى الآن هل ترون أن حزب الله أدخل البلد فعلاً في أزمة؟
< هذا ما نعتقده، ونعتبر أن هناك التزامات يصرّ حزب الله على أن يحملها، لا سيما في موضوع المحكمة الدولية، في حين نحن نعتبر أن موضوع المحكمة ليس قضية سياسية، بل قضية إنسانية وأخلاقية، وينبغي أن يحاسب من ارتكب الجرائم، وهذا ما وافق عليه حزب الله في مجلس الوزراء في وقت سابق، وقد سمعنا ثناءً كبيراً من حزب الله ومن السوريين على عمل المحقّق الدولي الحالي (سيرج براميرتس)، وبديهي أنه عندما يكون هناك تحقيق دولي أن يكون هناك محكمة دوليّة، وقضية الملاحظات على نظام المحكمة هي قضية فرعية لم تكن تستحق كل هذا السجال الطويل.
> هل تستحق كلمة السيد نصر الله حول المحكمة (نقطة على السطر)؟
< ليس هناك نقطة على السطر في أي قضية، ويجب أن يصل الجميع الى الاستماع الى الآخر. الآن نرى أن المستشار القانوني للأمين العام جاء والتقى الجميع، وقال كلاماً مطمئناً جداً، وأن الأمين العام قام بجولة في المنطقة.. وبالنتيجة سيتابع من يكتب تاريخ هذا الوطن أداءه، وسيلغي النقطة التي على السطر.. وإذا كانت هناك ملاحظات فينبغي أن تقال، والتكتم على الملاحظات حتى تشكيل حكومة وحدة وطنية، أمر غير مقبول، ولا يجوز أبداً ربط موضوع المحكمة بأي شأن سياسي آخر.
> في ضوء ذلك، هل فقدت المقاومة بريقها الذي كوّنه بدماء الشهداء، لدى دخولها المعترك الداخلي بهذا الأسلوب؟
< المقاومة خسرت الكثير من وهجها لأكثر من سبب، الأول هو أن الجنوب بات الآن غير مؤهّل لأي عملية للمقاومة، في جنوب نهر الليطاني هناك ألوية عدّة للجيش اللبناني، وثلاثة عشر ألف جندي (يونيفيل) وأي عملية للمقاومة هو أمر مستحيل في المستقبل المنظور، وهذا ما يحول دون أن يكون للمقاومة أي مهمة كبيرة على الساحة اللبنانية. الأمر الثاني هو الإيغال في الصراع السياسي وإقفال الأبواب أمام الحلول المطروحة، وهذا غير مقبول، الاضراب قد يكون مقبولاً وكذلك التظاهر ويكون حرّاً.. أما قطع الطرق وطريق المطار وخنق البلد، واحتلال الوسط التجاري وإقامة مخيّمات لمجرّد أننا نمارس حقنا... فإني لم أر أي نموذج في العالم يحتل الساحات ويمنع الناس من النزول الى أعمالهم ومتاجرهم ومدارسهم، كما فعلوا هم في وسط بيروت، وأرى أن هذا إن سجّل شيئاً فهو سجّل نقطة إيجابية في سجلّ الحكومة اللبنانية، التي أتاحت كثيراً الفرص أمام هذه القوى للتعبير عن نفسها.. لكن هذا التعبير تجاوز كل حدود الديمقراطية.
> حزب الله يطرح مؤخّراً، بالسرّ والعلن، موضوع الأكثرية العدديّة، هل تتخوّفون من طغيان لون طائفي (شيعي) على الساحة؟
< الأكثرية العددّية غير واردة في سجلاّتنا اللبنانية، فهذه الأكثرية لا تنعكس في التمثيل النيابي ولا في الوظائف العامة، ومعروف أن التمثيل مناصفة (مسلمين ومسيحيين)، ولا يستطيع أحد الاخلال في موضوع التمثيل، وإن اتفاق الطائف يحكمنا جميعاً وهذا فيه مصلحة للجميع.. من قال أن استفتاءً إن حصل في لبنان سيعطي هذا أو ذاك أغلبية، الاستفتاء لن يكون على الولاء للطائفة..
ومن قال إن الإخوة الشيعة كلّهم يؤيّدون حزب الله، أو العماد عون كرئيس للجمهورية، ومن قال أن كل السنّة سوف يمنحون تأييدهم لفؤاد السنيورة أو لمرشّحه لرئاسة الجمهورية! علينا أن لا ندخل في هذا البازار الذي دفع لبنان ثمناً باهظاً بسببه سابقاً حتى وصل الى الطائف، ونتمنى أن لا نضطر الى طائف جديد.
> نرى اليوم مجلس النواب مقفلاً، فيما المطلوب إقرار المحكمة وفق الآلية الدستورية، ما هي قراءتكم لذلك؟
< مؤسف أن يقفل مجلس النواب أمام ممثّلي الأمّة وهذا خطأ كبير، تتحمل مسؤوليته القوى السياسية التي يمتنع نوابها عن المطالبة بفتح المجلس.
> هل تعتبرون أن الرئيس بري فقد موقعه (كمدير للحوار)؟
< الرئيس بري هو رئيس حركة أمل، وهو حريص على حفظ خط الحركة السياسي، ولا ينبغي أن ننسى أن الطائفة الشيعية لديها موقعان، حزب الله والرئيس بري، والأخير لا يستطيع الخروج على الاجماع الشيعي، وهو يستعمل المجلس النيابي من دون وجه حق، وكان ينبغي للمجلس أن يكون له دور كبير في ظل الأزمة الحالية، لكن تعطيله أدّى الى غيابه عن أي دور للحل.
> ما مدى التنسيق بينكم وبين الإخوان المسلمين في سورية، وهم يتحركون مؤخّراً في الخارج اتجاه إحداث تغيير في سورية!، أين موقفكم أنتم في لبنان؟
< تكفينا قضايانا اللبنانية، ولكن يبدو أن القرار الاتهامي في التحقيق الدولي (والمحكمة الدوليّة) سيحدث في حال صدوره اهتزازات سياسية في المنطقة، وعلاقات التنظيمات الإسلامية لا تحكمها قرارات مركزية، وكانت علاقتنا مفتوحة مع سورية.. فيما الإخوان في سورية كانت علاقتهم متوتّرة مع النظام.. الآن أنا لا أرى أن الساحة السوريّة معرّضة لاهتزازات وشيكة.. وأرى أن الراعي الأميركي في المنطقة لا مصلحة له بإسقاط النظام السوري، فهو يريد حصار النظام السوري من أجل قضايا معروفة.. ليس هناك بدائل على الساحة السورية حالياً، وهناك مثال عراقي أمامنا، الولايات المتحدة ساعدت المعارضة العراقية ووفّرت لها كل شيء.. ولكن تحوّلت الساحة العراقية الى حقل ألغام.. الإخوان المسلمون في سورية لهم علاقات مع بعض الفصائل في سورية التي لا ترقى الى مستوى أن تكون بديلاً للنظام القائم، لذلك، لا نرى أي فرصة لتحوّل كبير على الساحة السورية، ولكن يبقى من حق المعارضة السورية أن تعبّر عن نفسها.
> وماذا عن تنسيقكم مع الإخوان في مصر؟
< نحن لنا تنسيق مع كل الجهات الإسلامية على الساحة العربية والإسلامية، وبأنسجتها السنّيّة والشيعية على مستوى العالم.
> في إطار الحديث عن الحركات الإسلامية، هناك جهات متطرّفة وآخرها (فتح الإسلام)، كيف تنظرون الى مثل هذه الحالات؟
< التطرّف الإسلامي أمر طبيعي. إذا رجعنا الى الحركة الشيوعية خلال الخمسينيات، ثم الشيوعية الصينية واليوغوسلافية والألوية الحمراء، والحركة الإسلامية لديها اندفاع كبير للالتزام بالإسلام، وبديهي أن يكون هناك توجّهات عدّة في الاطار العقيدي، من حركات سلفية، منذ تأسيس الإخوان في مصر عام ١٩٢٨.. لكن الخطر في الأمر، حين لا يستطيع بعض الشبّان التعبير عن رأيه بشكل ديمقراطي، لذلك، يلجأ الى مثل هذه الأساليب ليعبّر عن نفسه بشكل خاطئ، وهكذا تظهر حركات دمويّة نحن نستنكرها، وما يحدث في فلسطين سبب لتطرّف البعض.
> أخيراً، ولأن موقعكم في الوسط على الساحة اللبنانية، لماذا لا تبادرون الى تقريب وجهات النظر بين الفريقين المتصارعين، وتحاولون إيجاد حل للأزمة اللبنانية؟
< نحن سنقوم بذلك فعلاً بالتعاون مع الرئيس الحص، ونعمل الآن على بلورة صيغة مبادرة سنطرحها على أطراف النزاع في وقت قريب.
عن المشاهد السياسي (http://www.almushahidassiyasi.com/ar/4/3945/)
http://www.almushahidassiyasi.com/ar/4/3945/
بيروت ـ أديب نجيب
حسمت «الجماعة الإسلامية» في لبنان خياراتها السياسية على ما يبدو، وحجزت لنفسها موقعاً ضمن صفوف قوى الرابع عشر من آذار (مارس)، بعد فترة من التردّد الذي اكتنفه التباس في حقيقة موقف هذه الحركة الإسلامية، فبقيت ظاهرياً ـ على الأقلّ ـ في الوسط، الذي يكاد ينعدم وجوده في ظلّ الانقسام الحاد على الساحة السياسية منذ نهاية العام ٢٠٠٤ وحتى اليوم.
لقاءات كثيرة واجتماعات عقدتها الجامعة مع كلا الطرفين السياسيين ٨ و١٤ آذار، للوصول الى تفاهم هنا أو اتفاق هناك.. لكن يبدو أن كفّة التلاقي مالت صوب قوى الأكثرية، فأعلنوا، بعد آخر اجتماع لهم مع ١٤ آذار، عن العمل سوياً في المرحلة المقبلة، لا سيما على مستوى الانتخابات النقابية والطلابية منها وحتى النيابية.. علماً أن (موضوع الانتخابات واللوائح) ربما تعتبر السبب الأبرز في التباعد الذي كان يحكم علاقة الجماعة بهذه القوى، فللجماعة رصيد شعبي كبير في غير منطقة وقطاع، وما انتخابات نقابة المهندسين الأخيرة في بيروت إلا شاهد على ذلك!
قرار الجماعة هذا، بنته الحركة على اعتبارات واقتناعات عدة أنتجتها تطوّرات الأزمة السياسية الحالية في لبنان، سواء لجهة القوى والأحزاب اللبنانية، أو لجهة سورية (صديق الأمس)، أو لجهة الإخوان المسلمين في المنطقة والحركات الإسلامية بجناحيها السنّي والشيعي.
لماذا تغيّرت نظرة «الجماعة الإسلامية» تجاه سورية وحزب الله، وما الذي قصّر المسافة مع تيار المستقبل وحلفائه، وما هي ملاحظات هذه «الحركة الإسلامية السنّيّة» على دار الفتوى اللبنانية؟؟
نائب أمين عام الجماعة الإسلامية في لبنان إبراهيم المصري تحدّث لـ«المشاهد السياسي»:
> إذا أردنا تحديد موقع الجماعة الإسلامية في الخريطة السياسية اللبنانية، في ضوء الانقسام الحاصل، كيف يمكن تحديد هذا الموقع؟
< بسم الله الرحمن الرحيم، الساحة اللبنانية تشهد اصطفافات حادّة بالنسبة لكل القضايا المطروحة، وبالنسبة لمستقبل البلد ومؤسّساته الدستورية، ونحن نفهم مبرر هذه الاصطفافات الموجودة، ذلك أن هناك التزامات لمعظم القوى اللبنانية، سواء بالنسبة للقضايا المحلّيّة أو بالنسبة لعلاقاتها الإقليمية، لذلك نحن نفهم أن تكون مواقف هذه القوى مرهونة بتحوّلات إقليمية ودولية، وهذا طبعاً ينعكس على الساحة اللبنانية، مما يلحق أذى كبيراً بمصلحة المواطن والوطن.
بالنسبة لنا كجماعة إسلامية نحمد الله على أننا أحرار في اتخاذ قرارنا، وعلاقاتنا مفتوحة على الجميع، سواء داخل لبنان أو بالنسبة للمحيط الإقليمي، لكننا نحتفظ بحرّيتنا في اتخاذ القرار، وبدا هذا واضحاً منذ انطلاق التحوّل الأخير في الشـأن اللبناني، منذ التمديد للرئيس إميل لحود، فقد كنا وقتها على علاقة طيّبة مع السوريين، واعتمدت الجماعة في ذلك الوقت موقفاً معترضاً وبحدّة على مبدأ التمديد للرئيس لحود، وعلى تعديل الدستور وما لحق بذلك. وأذكر أن الإخوة السوريين تفّهموا موقف الجماعة على الرغم من أنهم اندفعوا في الاتجاه الآخر، ولا أدري إن كانوا يومها يدركون كم كان هذا القرار خاطئاً تجاه مصالحهم ليس في لبنان فقط، وإنما في العالم، وعلى المصلحة اللبنانية خصوصاً، ولا يخفى حجم الضرر الذي لحق بمصالح الوطن والأمّة الإسلامية بسبب هذا التمديد، وبعده اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري، أو بسبب التفاعلات التي نشأت بعد العدوان الإسرائيلي على لبنان في تموز ٢٠٠٦.
> واضح أن الاصطفاف اليوم أخذ بعداً طائفياً، وكاد الوضع ينفجر في إطار زرع الفتنة في لبنان، واليوم يكثر الحديث عن مشروع (شيعي إيراني) في المنطقة، ما موقفكم؟
< الخلاف اللبناني خلال سياسي ولا علاقة له بالطائفية ولا بالطوائف. اللبنانيون لم يختلفوا قط، حتى خلال الحرب اللبنانية الطويلة التي حملت عناوين طائفية، وأحياناً سمّيت حرباً أهلية، إنما تلك الحرب لم تكن طائفية قط، وبقيت الكنائس في مناطق المسلمين والمساجد في مناطق المسيحيين، والاحتقان الطائفي القائم الآن هو احتقان سياسي.. لكن مع الأسف الشديد، يجري توظيف المذهب في خدمة المشروع السياسي، على أي شيء يختلف السنّة والشيعة في لبنان؟ لا يختلفون قط على قضايا تمسّ بالاعتبارات الطائفية أو المذهبية، هم يختلفون سياسياً، هناك فريق لبناني له وجهة نظر والفريق الآخر يستعمل كل الوسائل المتاحة من أجل مواجهة المشروع الآخر.. وأبرز هذه الوسائل هي القضية المذهبية، فعندما تعجز الأدوات السياسية عن أن تكون مؤثّرة في الساحة، يجري استحضار العنصر المذهبي من أجل القذف به الى الساحة السياسية، حتى تكون الساحة فاعلة.
> ما رأيكم بموقف دار الفتوى تجاه الأحداث الأخيرة، وكذلك بعض المرجعيات الدينية في الحقل السياسي؟
< مع الأسف الشديد، المرجعيات الدينية اللبنانية باتت الآن تسير خلف القوى السياسية، وسواء موقف المرجعية الإسلامية الشيعية أو المرجعية الإسلامية السنّيّة، هاتان مرجعيتان تقفان خلف المرجعية السياسية، من أجل دعم مشروعها وترجيح كفّتها في البلد، وهذا لا يعني أن تكون المرجعية الدينية بعيدة عن الساحة السياسية، لكن بشرط أن تكون مفاهيمها هي الحاكمة.
> إذاً أنتم غير راضين عن تحرّك دار الفتوى في المدة الأخيرة؟!
< هذا التحرّك هو جزء من توجيه دار الفتوى حيال الأزمة السياسية، ولكن انعكس ذلك سلباً على مكانة المرجعية الإسلامية على الساحة، وأعود فأقول بأن رجل الدين واجبه أن يكون له موقف، وأن يصبّ في المصلحة الإسلامية العليا، وليس في مصلحة رجل السياسة.
> بعدما أعلن رئيس المكتب السياسي (للجماعة) أسعد هرموش، أن ساحة ١٤ آذار «هي ساحتنا»، قمتم بعزله من منصبه، فهل هناك خلاف داخلي حول التوجّه، وهذا سبب لالتباس مواقفكم؟
< الأخ أسعد هرموش لم يرتكب خطأ في جنازة الوزير بيار الجميّل، وتحدّث ارتجالياً، فاعتبر البعض أن الجماعة اقتربت من ١٤ آذار، وأخرجت الجماعة من موقفها المحايد. في اليوم التالي، التقى المجلس السياسي وأكّد حيادية الجماعة، وأن كلمة هرموش كانت غير مدروسة مما قد يوحي بأنها حملت بعض العبارات العاطفية.
> ولكن لم نرَ الجماعة في أي مهرجان لقوى الثامن من آذار؟!
< لم تكن هناك أي مناسبة مشابهة لدى هذا الفريق، فكل الذين يسقطون (اغتيالاً) هم من ١٤ آذار، أما المناسبات السياسية فلا نشارك فيها، سواء تلك التي تعقدها قوى الثامن أو الرابع عشر من آذار (مارس).
> هل سنراكم مستقبلاً على لائحة واحدة مع قوى ١٤ آذار (مارس)؟
< هذا سابق لأوانه.
> نحن نعرف أن جزءاً من كلامكم مع ١٤ آذار هو عدم إدخالكم في لوائحهم الانتخابية؟
< نحن في الانتخابات النيابية الماضية، آثرنا أن ننسحب من المعركة، لأن ساحتنا وساحة تيار المستقبل تكاد تكون واحدة، ولم نرغب في أجواء الحزن التي عمّت البلاد، الاندفاع في مواجهة مع تيار المستقبل أو في أي سجال سياسي، وفاء للرئيس الشهيد، لذلك قرّرنا الانسحاب.. خلال هذه الفترة حصلت مناسبات كثيرة، كان هناك انتخابات نقابية، وأحياناً كنا نقف مع هذا الفريق أو مع الآخر، ففي انتخابات نقابة المهندسين الأخيرة، انسحبت الجماعة في بيروت بعد أن كانت أقرب الى تيار ١٤ آذار (مارس) في الانتخابات، والكل يدرك أن انسحابها كان له أثر واضح في خسارة تيار ١٤ آذار (مارس) المعركة في بيروت (٥/٢)، وكسبها في الشمال حين تحالف مع الجماعة.. والآن أمامنا انتخابات نقابة الأطباء، والتأكيد واضح من فريق ١٤ آذار (مارس) بضرورة المشاركة بيننا وهذا سيحصل إن شاء الله.
> كيف تقيّمون أداء تيار المستقبل؟
< تيار ١٤ آذار (مارس) سياسي، وهو مجموعة متحالفة نقبل بعضها ولا تربطنا علاقة مع البعض الآخر، كما أن تيار ٨ آذار (مارس) بالمواصفات نفسها.
> ولكن تحديداً تيار المستقبل؟!
< نلتقي مع «المستقبل» في معظم القضايا المطروحة الآن، نلتقي على ضرورة تشكيل محكمة لمحاكمة المسؤولين عن الاغتيالات.. وعلى أن الحكومة الحالية شرعية، طالما تتمتّع بثقة المجلس النيابي.. نلتقي في الحفاظ على مصلحة البلد وتجنّبه الارتدادات الصعبة.
> في المقابل أداء حزب الله وانتقاله من المقاومة الى المواجهة الداخلية؟
< نحن نحرص على علاقاتنا مع حزب الله، وأن لا تتأثّر بالاحتكاكات الداخلية التي يقوم بها، وهذا لا ينفي أننا نختلف سياسياً بالرغم من لقاءاتنا الدورية، لكننا نوضح للإخوة في حزب الله هذا الاختلاف، ونتمنى عليهم أن يعودوا الى موقفهم الجامع الذي كان يحرص على ريادته في المقاومة، لأن إنجاز المقاومة هو أكبر من كل الانجازات السياسية في الداخل.
لكن هم لهم حساباتهم والتزاماتهم، ونلتمس لهم عذراً فيها، لكننا نتمنى أن لا يُفرطوا في إدخال البلد في أزمات تؤثّر في مستقبله.
> حتى الآن هل ترون أن حزب الله أدخل البلد فعلاً في أزمة؟
< هذا ما نعتقده، ونعتبر أن هناك التزامات يصرّ حزب الله على أن يحملها، لا سيما في موضوع المحكمة الدولية، في حين نحن نعتبر أن موضوع المحكمة ليس قضية سياسية، بل قضية إنسانية وأخلاقية، وينبغي أن يحاسب من ارتكب الجرائم، وهذا ما وافق عليه حزب الله في مجلس الوزراء في وقت سابق، وقد سمعنا ثناءً كبيراً من حزب الله ومن السوريين على عمل المحقّق الدولي الحالي (سيرج براميرتس)، وبديهي أنه عندما يكون هناك تحقيق دولي أن يكون هناك محكمة دوليّة، وقضية الملاحظات على نظام المحكمة هي قضية فرعية لم تكن تستحق كل هذا السجال الطويل.
> هل تستحق كلمة السيد نصر الله حول المحكمة (نقطة على السطر)؟
< ليس هناك نقطة على السطر في أي قضية، ويجب أن يصل الجميع الى الاستماع الى الآخر. الآن نرى أن المستشار القانوني للأمين العام جاء والتقى الجميع، وقال كلاماً مطمئناً جداً، وأن الأمين العام قام بجولة في المنطقة.. وبالنتيجة سيتابع من يكتب تاريخ هذا الوطن أداءه، وسيلغي النقطة التي على السطر.. وإذا كانت هناك ملاحظات فينبغي أن تقال، والتكتم على الملاحظات حتى تشكيل حكومة وحدة وطنية، أمر غير مقبول، ولا يجوز أبداً ربط موضوع المحكمة بأي شأن سياسي آخر.
> في ضوء ذلك، هل فقدت المقاومة بريقها الذي كوّنه بدماء الشهداء، لدى دخولها المعترك الداخلي بهذا الأسلوب؟
< المقاومة خسرت الكثير من وهجها لأكثر من سبب، الأول هو أن الجنوب بات الآن غير مؤهّل لأي عملية للمقاومة، في جنوب نهر الليطاني هناك ألوية عدّة للجيش اللبناني، وثلاثة عشر ألف جندي (يونيفيل) وأي عملية للمقاومة هو أمر مستحيل في المستقبل المنظور، وهذا ما يحول دون أن يكون للمقاومة أي مهمة كبيرة على الساحة اللبنانية. الأمر الثاني هو الإيغال في الصراع السياسي وإقفال الأبواب أمام الحلول المطروحة، وهذا غير مقبول، الاضراب قد يكون مقبولاً وكذلك التظاهر ويكون حرّاً.. أما قطع الطرق وطريق المطار وخنق البلد، واحتلال الوسط التجاري وإقامة مخيّمات لمجرّد أننا نمارس حقنا... فإني لم أر أي نموذج في العالم يحتل الساحات ويمنع الناس من النزول الى أعمالهم ومتاجرهم ومدارسهم، كما فعلوا هم في وسط بيروت، وأرى أن هذا إن سجّل شيئاً فهو سجّل نقطة إيجابية في سجلّ الحكومة اللبنانية، التي أتاحت كثيراً الفرص أمام هذه القوى للتعبير عن نفسها.. لكن هذا التعبير تجاوز كل حدود الديمقراطية.
> حزب الله يطرح مؤخّراً، بالسرّ والعلن، موضوع الأكثرية العدديّة، هل تتخوّفون من طغيان لون طائفي (شيعي) على الساحة؟
< الأكثرية العددّية غير واردة في سجلاّتنا اللبنانية، فهذه الأكثرية لا تنعكس في التمثيل النيابي ولا في الوظائف العامة، ومعروف أن التمثيل مناصفة (مسلمين ومسيحيين)، ولا يستطيع أحد الاخلال في موضوع التمثيل، وإن اتفاق الطائف يحكمنا جميعاً وهذا فيه مصلحة للجميع.. من قال أن استفتاءً إن حصل في لبنان سيعطي هذا أو ذاك أغلبية، الاستفتاء لن يكون على الولاء للطائفة..
ومن قال إن الإخوة الشيعة كلّهم يؤيّدون حزب الله، أو العماد عون كرئيس للجمهورية، ومن قال أن كل السنّة سوف يمنحون تأييدهم لفؤاد السنيورة أو لمرشّحه لرئاسة الجمهورية! علينا أن لا ندخل في هذا البازار الذي دفع لبنان ثمناً باهظاً بسببه سابقاً حتى وصل الى الطائف، ونتمنى أن لا نضطر الى طائف جديد.
> نرى اليوم مجلس النواب مقفلاً، فيما المطلوب إقرار المحكمة وفق الآلية الدستورية، ما هي قراءتكم لذلك؟
< مؤسف أن يقفل مجلس النواب أمام ممثّلي الأمّة وهذا خطأ كبير، تتحمل مسؤوليته القوى السياسية التي يمتنع نوابها عن المطالبة بفتح المجلس.
> هل تعتبرون أن الرئيس بري فقد موقعه (كمدير للحوار)؟
< الرئيس بري هو رئيس حركة أمل، وهو حريص على حفظ خط الحركة السياسي، ولا ينبغي أن ننسى أن الطائفة الشيعية لديها موقعان، حزب الله والرئيس بري، والأخير لا يستطيع الخروج على الاجماع الشيعي، وهو يستعمل المجلس النيابي من دون وجه حق، وكان ينبغي للمجلس أن يكون له دور كبير في ظل الأزمة الحالية، لكن تعطيله أدّى الى غيابه عن أي دور للحل.
> ما مدى التنسيق بينكم وبين الإخوان المسلمين في سورية، وهم يتحركون مؤخّراً في الخارج اتجاه إحداث تغيير في سورية!، أين موقفكم أنتم في لبنان؟
< تكفينا قضايانا اللبنانية، ولكن يبدو أن القرار الاتهامي في التحقيق الدولي (والمحكمة الدوليّة) سيحدث في حال صدوره اهتزازات سياسية في المنطقة، وعلاقات التنظيمات الإسلامية لا تحكمها قرارات مركزية، وكانت علاقتنا مفتوحة مع سورية.. فيما الإخوان في سورية كانت علاقتهم متوتّرة مع النظام.. الآن أنا لا أرى أن الساحة السوريّة معرّضة لاهتزازات وشيكة.. وأرى أن الراعي الأميركي في المنطقة لا مصلحة له بإسقاط النظام السوري، فهو يريد حصار النظام السوري من أجل قضايا معروفة.. ليس هناك بدائل على الساحة السورية حالياً، وهناك مثال عراقي أمامنا، الولايات المتحدة ساعدت المعارضة العراقية ووفّرت لها كل شيء.. ولكن تحوّلت الساحة العراقية الى حقل ألغام.. الإخوان المسلمون في سورية لهم علاقات مع بعض الفصائل في سورية التي لا ترقى الى مستوى أن تكون بديلاً للنظام القائم، لذلك، لا نرى أي فرصة لتحوّل كبير على الساحة السورية، ولكن يبقى من حق المعارضة السورية أن تعبّر عن نفسها.
> وماذا عن تنسيقكم مع الإخوان في مصر؟
< نحن لنا تنسيق مع كل الجهات الإسلامية على الساحة العربية والإسلامية، وبأنسجتها السنّيّة والشيعية على مستوى العالم.
> في إطار الحديث عن الحركات الإسلامية، هناك جهات متطرّفة وآخرها (فتح الإسلام)، كيف تنظرون الى مثل هذه الحالات؟
< التطرّف الإسلامي أمر طبيعي. إذا رجعنا الى الحركة الشيوعية خلال الخمسينيات، ثم الشيوعية الصينية واليوغوسلافية والألوية الحمراء، والحركة الإسلامية لديها اندفاع كبير للالتزام بالإسلام، وبديهي أن يكون هناك توجّهات عدّة في الاطار العقيدي، من حركات سلفية، منذ تأسيس الإخوان في مصر عام ١٩٢٨.. لكن الخطر في الأمر، حين لا يستطيع بعض الشبّان التعبير عن رأيه بشكل ديمقراطي، لذلك، يلجأ الى مثل هذه الأساليب ليعبّر عن نفسه بشكل خاطئ، وهكذا تظهر حركات دمويّة نحن نستنكرها، وما يحدث في فلسطين سبب لتطرّف البعض.
> أخيراً، ولأن موقعكم في الوسط على الساحة اللبنانية، لماذا لا تبادرون الى تقريب وجهات النظر بين الفريقين المتصارعين، وتحاولون إيجاد حل للأزمة اللبنانية؟
< نحن سنقوم بذلك فعلاً بالتعاون مع الرئيس الحص، ونعمل الآن على بلورة صيغة مبادرة سنطرحها على أطراف النزاع في وقت قريب.
عن المشاهد السياسي (http://www.almushahidassiyasi.com/ar/4/3945/)
http://www.almushahidassiyasi.com/ar/4/3945/