تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الدعوة إلى الله



لحسن القنال
04-28-2007, 07:31 PM
- الدعوة إلى الله –

يقول الله جل و علا في كتابه العزيز : ( و من أحسن قولا ممن دعا إلى الله وعمل صالحا وقال إنني من المسلمين ) . و المعنى : لا أحد أحسن قولا منه لكونه دعا إلى الله و أرشد إليه و عمل بما يدعو إليه , يعني دعا إلى الحق و عمل به و أنكر الباطل و حذر منه و تركه , و مع ذلك صرح بما هو عليه لم يخجل بل قال : إنني من المسلمين . وفي هذا إشارة إلى طائفة ممن تقمصوا الإسلام ذريعة لتحقيق مآرب دنيوية فأحلوا دم المدني و البرئ مستندين في ذلك إلى تفسيرهم الساذج لآيات الله البينات .
فإذا كانت ترى هذه الطائفة بأفعالها تدعو إلى الله فأول شرط في الدعوة هي البصيرة أي العلم بما يدعو إليه و ما ينهى عنه , و في هذا شرف لهم و تفضيل , و قال النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في الحديث الصحيح : ( من دل على خير فله مثل أجر فاعله ) , و يتضح أن الداعي إلى الله يعطى مثل أجور من هداه الله على يديه و لو كان آلاف الملايين و تعطى أيها الداعي مثل أجورهم .
أما كيفية الدعوة فقد أوضحها سبحانه وتعالى و التي ينبغي أن يتصف بها الداعية و يسلكها , يبدأ أولا بالحكمة , و المراد بها الأدلة المقنعة الواضحة الكاشفة للحق و الداحضة للباطل .
فالحكمة كلمة تمنع من سمعها من المضي في الباطل و تدعوه إلى الأخذ بالحق و التأثير به و الوقوف عند الحد الذي حده الله عز و جل .
و قد علم النبي الكريم عليه الصلاة والسلام – حين نزلت عليه الآية التي تدعوه إلى اللين في الدعوة – أن الأسلوب الحكيم و الطريق المستقيم في الدعوة أن يكون الداعي حكيما في الدعوة بصيرا بأسلوبها لا يعجل و لا يعنف , بل يدعو بالحكمة .
لهذا فإن أهداف الجماعات التي تقتل و تفجر و تنسف لا تعتبر أهداف نبيلة بل هي سعي لنيل مرتبة دنيوية زائلة .
و يمكن المقارنة بين الأساليب في الدعوة بين صحابة النبي الكريم صلوات الله عليه و الجماعات التي تنشط في البلاد الإسلامية اليوم تحت إسم الإسلام , و ما الإسلام إلا دين الحق .
و سبيل الله عز و جل هو الإسلام و هو الصراط المستقيم و هو دين الله الذي بعث به نبيه محمدا عليه الصلاة والسلام , هذا هو الذي تجب الدعوة إليه , لا إلى مذهب فلان و لا إلى رأي فلان و لكن إلى دين الله .
إن الواجب على الداعية الإسلامي أن يدعو إلى الإسلام كله و لا يفرق بين الناس و أن لا يكون متعصبا لمذهب دون مذهب أو قبيلة دون قبيلة أو لشيخه أو رئيسه أو غير ذلك , بل الواجب أن يكون هدفه إثبات الحق و إيضاحه و إستقامة الناس عليه إن خالف رأي فلان أو فلان أو فلان , و لما نشأ في الناس من يتعصب للمذاهب و يقول : إن مذهب فلان أولى من مذهب فلان جاءت الفرقة و الإختلاف حتى آل ببعض الناس هذا الأمر إلى أن لا يصلي مع من هو على غير مذهبه , فلا يصلي الشافعي خلف الحنفي و لا الحنفي خلف المالكي و لا خلف الحنبلي , و هكذا وقع من بعض المتطرفين المتعصبين , و هذا من البلاء و من أتباع خطوات الشيطان .
فالأئمة أئمة هدى : الشافعي , مالك , أحمد , أبو حنيفة , الأوزاعي و إسحاق بن راهويه و أشباههم كلهم أئمة هدى و دعاة حق , دعوا الناس إلى الله و أرشدوهم إلى الحق , ووقع هناك مسائل بينهم إختلفوا فيها لخفاء الدليل على بعضهم , فهم بين مجتهد مصيب له أجران و بين مجتهد أخطأ الحق فله أجر واحد , فعليك أن تعرف لهم قدرهم و فضلهم , و أن تترحم عليهم و أن تعرف أنهم أئمة الإسلام و دعاة الهدى , و لكن لا يحملك ذلك على التعصب و التقليد الأعمى فتقول : مذهب فلان أولى بالحق بكل حال , أو مذهب فلان أولى بالحق لكل حال لا يخطئ , لا هذا غلط .
هذا ما جاء في فصل الحكمة و إنتظروا عناوين أخرى تمس البنية التحتية للإسلام و دور الشباب العربي في التغيير .