ابو شجاع
04-25-2007, 12:21 PM
حزب التحرير يعلن جهارًا إعادة المسيحيين أهل الذمة!
الكاتب نوال نصر - المسيرة
شعرنا، صدقا، بقشعريرة باردة جدا تسري في أجسادنا. وراودتنا ونحن نستمع الى مشروعهم أفكار ومشاهد وخيالات وتوجسات.
وشعرنا لأول مرة ربما بأننا لسنا في القرن الحادي والعشرين، وأن العولمة والديمقراطية والتوافق والتعايش والانفتاح والعيش المشترك رياء سياسي وضحك على الذقون! نحن "مسيحيو هذا الشرق"، وهم "أهل الخلافة" الذين يدعوننا جهارا، تحت قرص الشمس، الى أن نعود أهل ذمة!
هناك، في معرض الكتاب، حيث افترضنا تمركز الثقافة والعلم والانفتاح مطرح الانغلاق والقوقعة والعودة الى لغة أهل الذمة والتكفير، وجدناهم. شابان ملتحيان يرتديان بزتين من دون ربطات عنق، يوزعان في جناح مفتوح تملأه الأعلام السوداء المدون على قماشتها لا إله إلا الله، كتيبات بيضاء مدون عليها بالأحمر الفاقع عناوين: حزب التحرير. الخلافة. مشروع دستور دولة الخلافة. منهج حزب التحرير في التغيير. الديمقراطية نظام كفر. التغيير حتمية الدولة الاسلامية. نظام الحكم في الاسلام...
ماذا يفعل دعاة الخلافة في معرض الكتاب؟ كيف يتجرأون على الدعوة جهارا الى تغيير النظام وقهر الدولة وإلغاء الدستور؟ من هم هؤلاء "الطامحون"؟ وكيف يحققون مشروعهم؟ بالسيف؟ بالقتل؟ كيف يقمعون "أهل الذمة" وينصبون خليفة للمسلمين يحول بلادنا التي نتناتشها دار إسلام، ويهدمون أنظمة الكفر؟! وما موقف هؤلاء من مسلمي بلادنا، ممن هم في الموالاة والمعارضة، من الشيعة والسنة، من حزب الله ومن تيار المستقبل؟
كما الأسطوانة الممغنطة التي تنساب الكلمات منها متأنقة، هادفة وملغومة أحيانا، تكرج العبارات جهارا من أفواه المنتمين الى "حزب التحرير" متشابهة، سريعة، مدروسة، ملغومة. فحزب التحرير إسلامي، غير الاسلام الموجود، هدفه إعادة حكم الخلافة على "أرض المسلمين"! أين تقع هذه الأرض؟ ما حدودها؟ أين لبنان فيها؟ لا شيء اسمه لبنان في رؤوس هؤلاء، وبالتالي "ليس لبنان نقطة ارتكازهم، فدولة لبنان التي نعرفها نحن وينكرونها هم، وضعها بحسب مفهومهم المستعمر في اتفاق سايكس ـ بيكو. ولبنان لا يصلح لإقامة دولة فيه ولا يستحق، ودائما بحسب ما يقولون ويدعون، أن يكون دولة".
كيف سيواجه "الطامحون" الدولة اللبنانية والكيان اللبناني؟
ضمّ لبنان الى المحيط، الى العالم الاسلامي، الى بلاد الشام، الى سوريا والأردن وفلسطين واليمن، لأن النظام الاسلامي، والكلام لهؤلاء، هو الوحيد الصالح لاشباع غرائز الناس وحاجاتهم العضوية، وما عداه، في رؤوسهم، لا شيء! فها هو مايكل جاكسون يمارس الفحشاء وغريزته تتنامى ولا تشبع، بدأ الزنى مع النساء ثم تطور الى الحيوانات، وها هو يمارس تلك الغرائز مع الصغار. لا شيء صالحًا في الكون إلا الاسلام الذي أتى لمعالجة كل مشاكل الناس وإشباع غرائزهم!".
كلام كثير يسيء الى لبنان واللبنانيين، الى المسيحيين والاسلام، تفاخر تلك الجماعة بترويجه في دار الثقافة والكتاب في لبنان. فهل هذه ديمقراطية؟ هل هي حرية رأي وتعبير؟ لا تعترف تلك الجماعة أساسا بشيء اسمه ديمقراطية وحرية، "فالديمقراطية التي سوقها الغرب الكافر الى بلاد المسلمين هي نظام كفر، لا علاقة لها بالاسلام، لا من بعيد ولا من قريب. لذلك يحرم على المسلمين أخذها أو تطبيقها أو الدعوة إليها تحريما جازما. الديمقراطية فكرة خيالية غير قابلة للتطبيق. والحرية الشخصية جعلت من المجتمعات بهيمية منحطة. والحريات العامة الأربع لا وجود لها في الاسلام وهي: حرية الاعتقاد، حرية الرأي، التملك والحرية الشخصية".
حزب التحرير الذي نال العلم والخبر في لبنان، ممنوع في الدول العربية! لا يؤمن هذا الحزب بتشريع غير الشرع الاسلامي، ولا يقبل بجماعة غير الاسلام "شرّع رسول الله الجهاد وفرضه على المسلمين لحمل العقيدة الاسلامية للناس". ويستند دعاته الى كلام عبدالله بن عمر: "أمرت من الرسول أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله".
المسيحيون مضطرون إذا الى الجهارة، بالسيف، بالاسلام؟! يجيب المنتمي الى هذه الحركة الغريبة: "المسلمون منذ وجدوا يحكمون النصارى واليهود. المسيحيون طيلة عمرهم كانوا أهل ذمة، يعني تحت ذمتنا، ذمة الاسلام. ومن آذى ذميا آذاني، مما يعني، والكلام طبعا للمبشر بالخلافة، يكون حال المسيحي أفضل من المسلم. فالمسلم يجاهد في الحروب والمسيحي يستسلم للمسلم، وكل ما عليه فعله هو دفع جزية، وأداء فرض مقابل أن نحميه. يعني مثلما يدفع اليوم المسيحي ضريبة "تي في آ" للدولة اللبنانية، سيدفع لحكم الخلافة "الموعودة" جزية للمسلم"!
يشعر المسيحي أمام هذا الجناح في معرض الكتاب بالقلق مضاعفا، فلبنان الكيان، أمام جماعة كهذه تدلي بدلوها جهارا في مركز ثقافي علمي، مستباح. والسيف القديم للشهادة بمحمد رسول الله قد يعود وسيلة جديدة أمام هذا الطرح المفتوح. فكيف يجرؤ هؤلاء على المناداة بإعادة المسيحيين أهل ذمة؟ يجيب "المبشر": مثلما يجرؤ الحزب الشيوعي على المطالبة بالنظام الشيوعي، ومثلما ينشد الحزب القومي مشروعه، ومثلما يطمح أخواننا في حزب الله الى تغيير وجه الدولة".
يبدو أن كل شيء عندنا بات مباحا. دعاة الخلافة يعملون بجدّ لتحقيق نظامهم. فمن يضخّ لهم المال؟ كم عددهم؟ أين مركزهم؟ من زعيمهم؟ "الزعيم"، عضو اللجنة المركزية في "ولاية لبنان" هو عثمان بخاش، ومركز "الولاية" الرئيسي في منطقة البربير. أما المال الذي يجمعونه، فبحسب قولهم، من القادرين منهم. وعددهم ليس قليلا... ويزيد". نصدق؟ كيف يسمحون لهم بطرح كهذا؟ ما هو موقفهم من حزب الله؟ وما موقفهم من السعودية وايران؟
يجيب هؤلاء المسيحيين الذين يستهجنون طروحاتهم: "ألستم أهل ذمة عند الدولة اللبنانية؟". ويسهبون في الإجابة عن الأسباب التي جعلتهم ينالون العلم والخبر من وزارة الداخلية: "شاءت هذه الوزارة أم أبت كنا سنروّج أفكارنا. أساسا نحن لا نعترف بالعلم والخبر المنبثق من القانون العثماني". ويعطون تحليلا: "الانقسام السياسي الموجود والتناقضات الموجودة جعلت أحمد فتفت يعطينا العلم والخبر، ظنا منه بأن لدينا الكثير الكثير من المعتقلين في سوريا، ووجودنا قد يؤثر في شكل أو في آخر على النظام السوري، لكننا مبدئيين ولا نعترف لا بفتفت ولا بالدولة اللبنانية ولا بالمملكة السعودية. أراد فتفت أن يكشف عنا بقوله أننا مثل اللحم المثلج في البراد، حين يذوب يعفن. أخطأ الوزير، فنحن ذهب وحين ذاب الثلج عنا بتنا أكثر لمعانا ووهجا"!
نظام الحكم في الاسلام لا امبراطوريا ولا ملكيا ولا جمهوريا. وبالتالي لا تحكم لا السعودية ولا ايران ولا سوريا، في مفهوم هؤلاء، حسب الشرع الاسلامي. وماذا عن حزب الله؟ يجيب "المبشرون بالخلافة": "انهم يمررون أسلحتهم من سوريا، وهي دولة عميلة لأميركا وليست ممانعة، فحزب الله الذي يستقدم السلاح عبر سوريا، كما المجاهدون الأفغان الذين يأخذون السلاح من الباكستانيين".
وماذا عن تيار المستقبل؟ يجيبون: "غريب أمرهم، ينادون بالعلمانية ونحن نقول بعدم فصل الدين عن الدولة. مشروعنا يتناقض تماما مع مشروعهم".
لا يميز هؤلاء بين شيعة وسنة، ولا يعترفون بأي تسمية غير الاسلام. ونراهم، من هناك، من المعرض الثقافي، يصدرون الأحكام ويصنفون البشر ويطلقون مشروعا ليس من عالمنا! من هناك، من بيال، نسمع بدستور يعدّ للبنان تحت اسم دولة الخلافة، يقول في مادته السابعة: "يعامل غير المسلمين من مسيحيين أهل ذمة في أمور المطعومات والملبوسات ضمن ما تجيزه الأحكام الشرعية". يعني، بكلام آخر، قد يأتي يوم، نكون فيه لا نزال منهمكين بالشرذمة المسيحية المستشرية، ويأتي من يتدخل، لا في سياستنا وحسب، إنما في ما نأكل ونلبس أيضا!!
انه لبنان الجديد؟ انه لبنان الذي يسرح فيه ويمرح قائل: المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ويجير عليهم أقصاهم، وهم يدٌ على من سواهم". وقبل أن نسكت عن الكلام المباح، نُذكر من يهمه الأمر بأن تلك الجماعة، جماعة الخلافة المنشودة، تنظم الأحد في معرض بيال محاضرة تحمل عنوان: الحضارة الغربية مأساة الانسانية. يقدمها "زعيم الولاية" ويضمنها مسار حزب التحرير في جعلنا أهل ذمة
http://www.lebanese-forces.org/vbullet/sho...ead.php?t=24216 (http://www.lebanese-forces.org/vbullet/sho...ead.php?t=24216)
او مجلة المسيره
http://www.almassira.com/ (http://www.almassira.com/)
**********
لي عودة للتعليق على مقال الكاتبة
الكاتب نوال نصر - المسيرة
شعرنا، صدقا، بقشعريرة باردة جدا تسري في أجسادنا. وراودتنا ونحن نستمع الى مشروعهم أفكار ومشاهد وخيالات وتوجسات.
وشعرنا لأول مرة ربما بأننا لسنا في القرن الحادي والعشرين، وأن العولمة والديمقراطية والتوافق والتعايش والانفتاح والعيش المشترك رياء سياسي وضحك على الذقون! نحن "مسيحيو هذا الشرق"، وهم "أهل الخلافة" الذين يدعوننا جهارا، تحت قرص الشمس، الى أن نعود أهل ذمة!
هناك، في معرض الكتاب، حيث افترضنا تمركز الثقافة والعلم والانفتاح مطرح الانغلاق والقوقعة والعودة الى لغة أهل الذمة والتكفير، وجدناهم. شابان ملتحيان يرتديان بزتين من دون ربطات عنق، يوزعان في جناح مفتوح تملأه الأعلام السوداء المدون على قماشتها لا إله إلا الله، كتيبات بيضاء مدون عليها بالأحمر الفاقع عناوين: حزب التحرير. الخلافة. مشروع دستور دولة الخلافة. منهج حزب التحرير في التغيير. الديمقراطية نظام كفر. التغيير حتمية الدولة الاسلامية. نظام الحكم في الاسلام...
ماذا يفعل دعاة الخلافة في معرض الكتاب؟ كيف يتجرأون على الدعوة جهارا الى تغيير النظام وقهر الدولة وإلغاء الدستور؟ من هم هؤلاء "الطامحون"؟ وكيف يحققون مشروعهم؟ بالسيف؟ بالقتل؟ كيف يقمعون "أهل الذمة" وينصبون خليفة للمسلمين يحول بلادنا التي نتناتشها دار إسلام، ويهدمون أنظمة الكفر؟! وما موقف هؤلاء من مسلمي بلادنا، ممن هم في الموالاة والمعارضة، من الشيعة والسنة، من حزب الله ومن تيار المستقبل؟
كما الأسطوانة الممغنطة التي تنساب الكلمات منها متأنقة، هادفة وملغومة أحيانا، تكرج العبارات جهارا من أفواه المنتمين الى "حزب التحرير" متشابهة، سريعة، مدروسة، ملغومة. فحزب التحرير إسلامي، غير الاسلام الموجود، هدفه إعادة حكم الخلافة على "أرض المسلمين"! أين تقع هذه الأرض؟ ما حدودها؟ أين لبنان فيها؟ لا شيء اسمه لبنان في رؤوس هؤلاء، وبالتالي "ليس لبنان نقطة ارتكازهم، فدولة لبنان التي نعرفها نحن وينكرونها هم، وضعها بحسب مفهومهم المستعمر في اتفاق سايكس ـ بيكو. ولبنان لا يصلح لإقامة دولة فيه ولا يستحق، ودائما بحسب ما يقولون ويدعون، أن يكون دولة".
كيف سيواجه "الطامحون" الدولة اللبنانية والكيان اللبناني؟
ضمّ لبنان الى المحيط، الى العالم الاسلامي، الى بلاد الشام، الى سوريا والأردن وفلسطين واليمن، لأن النظام الاسلامي، والكلام لهؤلاء، هو الوحيد الصالح لاشباع غرائز الناس وحاجاتهم العضوية، وما عداه، في رؤوسهم، لا شيء! فها هو مايكل جاكسون يمارس الفحشاء وغريزته تتنامى ولا تشبع، بدأ الزنى مع النساء ثم تطور الى الحيوانات، وها هو يمارس تلك الغرائز مع الصغار. لا شيء صالحًا في الكون إلا الاسلام الذي أتى لمعالجة كل مشاكل الناس وإشباع غرائزهم!".
كلام كثير يسيء الى لبنان واللبنانيين، الى المسيحيين والاسلام، تفاخر تلك الجماعة بترويجه في دار الثقافة والكتاب في لبنان. فهل هذه ديمقراطية؟ هل هي حرية رأي وتعبير؟ لا تعترف تلك الجماعة أساسا بشيء اسمه ديمقراطية وحرية، "فالديمقراطية التي سوقها الغرب الكافر الى بلاد المسلمين هي نظام كفر، لا علاقة لها بالاسلام، لا من بعيد ولا من قريب. لذلك يحرم على المسلمين أخذها أو تطبيقها أو الدعوة إليها تحريما جازما. الديمقراطية فكرة خيالية غير قابلة للتطبيق. والحرية الشخصية جعلت من المجتمعات بهيمية منحطة. والحريات العامة الأربع لا وجود لها في الاسلام وهي: حرية الاعتقاد، حرية الرأي، التملك والحرية الشخصية".
حزب التحرير الذي نال العلم والخبر في لبنان، ممنوع في الدول العربية! لا يؤمن هذا الحزب بتشريع غير الشرع الاسلامي، ولا يقبل بجماعة غير الاسلام "شرّع رسول الله الجهاد وفرضه على المسلمين لحمل العقيدة الاسلامية للناس". ويستند دعاته الى كلام عبدالله بن عمر: "أمرت من الرسول أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله، ويقيموا الصلاة ويؤتوا الزكاة، فإذا فعلوا عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله".
المسيحيون مضطرون إذا الى الجهارة، بالسيف، بالاسلام؟! يجيب المنتمي الى هذه الحركة الغريبة: "المسلمون منذ وجدوا يحكمون النصارى واليهود. المسيحيون طيلة عمرهم كانوا أهل ذمة، يعني تحت ذمتنا، ذمة الاسلام. ومن آذى ذميا آذاني، مما يعني، والكلام طبعا للمبشر بالخلافة، يكون حال المسيحي أفضل من المسلم. فالمسلم يجاهد في الحروب والمسيحي يستسلم للمسلم، وكل ما عليه فعله هو دفع جزية، وأداء فرض مقابل أن نحميه. يعني مثلما يدفع اليوم المسيحي ضريبة "تي في آ" للدولة اللبنانية، سيدفع لحكم الخلافة "الموعودة" جزية للمسلم"!
يشعر المسيحي أمام هذا الجناح في معرض الكتاب بالقلق مضاعفا، فلبنان الكيان، أمام جماعة كهذه تدلي بدلوها جهارا في مركز ثقافي علمي، مستباح. والسيف القديم للشهادة بمحمد رسول الله قد يعود وسيلة جديدة أمام هذا الطرح المفتوح. فكيف يجرؤ هؤلاء على المناداة بإعادة المسيحيين أهل ذمة؟ يجيب "المبشر": مثلما يجرؤ الحزب الشيوعي على المطالبة بالنظام الشيوعي، ومثلما ينشد الحزب القومي مشروعه، ومثلما يطمح أخواننا في حزب الله الى تغيير وجه الدولة".
يبدو أن كل شيء عندنا بات مباحا. دعاة الخلافة يعملون بجدّ لتحقيق نظامهم. فمن يضخّ لهم المال؟ كم عددهم؟ أين مركزهم؟ من زعيمهم؟ "الزعيم"، عضو اللجنة المركزية في "ولاية لبنان" هو عثمان بخاش، ومركز "الولاية" الرئيسي في منطقة البربير. أما المال الذي يجمعونه، فبحسب قولهم، من القادرين منهم. وعددهم ليس قليلا... ويزيد". نصدق؟ كيف يسمحون لهم بطرح كهذا؟ ما هو موقفهم من حزب الله؟ وما موقفهم من السعودية وايران؟
يجيب هؤلاء المسيحيين الذين يستهجنون طروحاتهم: "ألستم أهل ذمة عند الدولة اللبنانية؟". ويسهبون في الإجابة عن الأسباب التي جعلتهم ينالون العلم والخبر من وزارة الداخلية: "شاءت هذه الوزارة أم أبت كنا سنروّج أفكارنا. أساسا نحن لا نعترف بالعلم والخبر المنبثق من القانون العثماني". ويعطون تحليلا: "الانقسام السياسي الموجود والتناقضات الموجودة جعلت أحمد فتفت يعطينا العلم والخبر، ظنا منه بأن لدينا الكثير الكثير من المعتقلين في سوريا، ووجودنا قد يؤثر في شكل أو في آخر على النظام السوري، لكننا مبدئيين ولا نعترف لا بفتفت ولا بالدولة اللبنانية ولا بالمملكة السعودية. أراد فتفت أن يكشف عنا بقوله أننا مثل اللحم المثلج في البراد، حين يذوب يعفن. أخطأ الوزير، فنحن ذهب وحين ذاب الثلج عنا بتنا أكثر لمعانا ووهجا"!
نظام الحكم في الاسلام لا امبراطوريا ولا ملكيا ولا جمهوريا. وبالتالي لا تحكم لا السعودية ولا ايران ولا سوريا، في مفهوم هؤلاء، حسب الشرع الاسلامي. وماذا عن حزب الله؟ يجيب "المبشرون بالخلافة": "انهم يمررون أسلحتهم من سوريا، وهي دولة عميلة لأميركا وليست ممانعة، فحزب الله الذي يستقدم السلاح عبر سوريا، كما المجاهدون الأفغان الذين يأخذون السلاح من الباكستانيين".
وماذا عن تيار المستقبل؟ يجيبون: "غريب أمرهم، ينادون بالعلمانية ونحن نقول بعدم فصل الدين عن الدولة. مشروعنا يتناقض تماما مع مشروعهم".
لا يميز هؤلاء بين شيعة وسنة، ولا يعترفون بأي تسمية غير الاسلام. ونراهم، من هناك، من المعرض الثقافي، يصدرون الأحكام ويصنفون البشر ويطلقون مشروعا ليس من عالمنا! من هناك، من بيال، نسمع بدستور يعدّ للبنان تحت اسم دولة الخلافة، يقول في مادته السابعة: "يعامل غير المسلمين من مسيحيين أهل ذمة في أمور المطعومات والملبوسات ضمن ما تجيزه الأحكام الشرعية". يعني، بكلام آخر، قد يأتي يوم، نكون فيه لا نزال منهمكين بالشرذمة المسيحية المستشرية، ويأتي من يتدخل، لا في سياستنا وحسب، إنما في ما نأكل ونلبس أيضا!!
انه لبنان الجديد؟ انه لبنان الذي يسرح فيه ويمرح قائل: المسلمون تتكافأ دماؤهم، ويسعى بذمتهم أدناهم، ويجير عليهم أقصاهم، وهم يدٌ على من سواهم". وقبل أن نسكت عن الكلام المباح، نُذكر من يهمه الأمر بأن تلك الجماعة، جماعة الخلافة المنشودة، تنظم الأحد في معرض بيال محاضرة تحمل عنوان: الحضارة الغربية مأساة الانسانية. يقدمها "زعيم الولاية" ويضمنها مسار حزب التحرير في جعلنا أهل ذمة
http://www.lebanese-forces.org/vbullet/sho...ead.php?t=24216 (http://www.lebanese-forces.org/vbullet/sho...ead.php?t=24216)
او مجلة المسيره
http://www.almassira.com/ (http://www.almassira.com/)
**********
لي عودة للتعليق على مقال الكاتبة