مقاوم
04-23-2007, 07:14 AM
لا يا ابنتي .... إنه أكثر من قطعة قماش!!
زهير سالم
أتابع باهتمام بالغ الحراك الفكري الذي تقوده المرأة السورية على الساحة الوطنية. أرقب اتجاهات الريح، أتتبع ثورات الغضب الحقيقي والمفتعل، أستشعر نبضات الألم، أقرأ الهموم وأتفهم الأدوار. أرتاح إلى هذا الحراك، وإن كنت لا أوافق وهذا حقي كمواطن، على بعض ما يطرح في ثناياه، أرتاح إليه لأنني أعتبره التحدي الجدي الذي يستحق الاستجابة ويفرضها للخروج بمجتمعنا من حالة الركود والسبات..
في لحظة انفعال يغلب عليها الغضب تكتب إحداهن منددة بمجتمعنا.. إنه مجتمع أبوي !!لا أكتم كم شعرت بالجرح، وكم غارت الطعنة بعيداً في سويداء القلب!! وأنا أب لأربع بنات، أفرش أهداب عيني لتطأ الواحدة منهن عليها وأنا جذل فرحان.!!
قلت لعل السيدة الكاتبة، أو الآنسة الكاتبة، لا أدري، لا تريد أن تجعل من (الأبوة) سُبة تُسب بها المجتمعات!! وإنما أرادت شيئاً آخر، فخانها التعبير، أو عثر قلمها،أو خانتها عاطفتها، وهي تترجم عن تقرير صار إليها ، من عالم غير عالمنا فلم تع ِ ما قالت وما تقول !! وفي تقديري تنشأ ناشئة الفتيات فينا، وإن إحداهن إذا نابها من الدهر نائبة نادت بملء فيها: با أبة..
وانطلقت وهي حصان مغضبة
وصرخت من فزع أيا أبه
كل فتاة بأبيها معجبة !!!
معجبة!! حتى ولو كان أشعث أغبر شثن الكفين، غذاها جهدا، ونماها كدحا ، وحملها على كتفيه ولها ودلعا !!
عزيزة أخرى غزيرة المادة، طليقة القلم كتبت مقالاً عن الحجاب كرت فيه وفرت كحصان امرئ القيس حتى جعلتك لا تمسك لها ظلاً، ولعل هذا بعض براعتها، ثم انتهت كما ابتدأت إلى أن الحجاب بعض الحرية الشخصية ، وأنه لا يعدو أن يكون قطعة من قماش توضع على الرأس..!!
كنت أتمنى أن يشتغل قلم سيال مثل قلم صاحبة المقال هذا بالبحث عن تاريخ (اللباس) ومكانته في المدنية الإنسانية. وهل حقاً أن كل ما نلبسه على أجسامنا هو في الحقيقة، قطع من القماش، يمكننا ببساطة أن نستغني عنها لنعود كما كنا قبل أن يذوق أبوانا تلك الشجرة، و يخصفان عليهما من ورق الجنة؟! بحث غني حول فلسفة اللباس في تاريخ المدنية الإنسانية ،ومكانته بوصفه كما اعتبره القرآن الكريم كمالا وزينة.
أما الهدية التي أريد أن أهديها إلى صاحبة قطعة القماش هذه!! فهي محاضرة كاملة في عبارة واحدة سمعتها من سيدة سورية على شاشة إحدى الفضائيات، كانت تلك الكلمة من أبلغ وأوجز ما سمعت أوقرأت في الحجاب.
كان اللقاء أيضاً مع صحفية سورية شابة يتتبع جهدها ونشاطها المثير للإعجاب. وفي لقطة عابرة تظهر أم عظيمة،على رأسها قطعة القماش تلك؛ فيسألها الصحفي أمام ابنتها،أراك تلبسين الحجاب؟! قالت بكل الصدق والثقة:لأنني أريد أن أقف أمام الناس بإنسانيتي لا بأنوثتي!!
زهير سالم
أتابع باهتمام بالغ الحراك الفكري الذي تقوده المرأة السورية على الساحة الوطنية. أرقب اتجاهات الريح، أتتبع ثورات الغضب الحقيقي والمفتعل، أستشعر نبضات الألم، أقرأ الهموم وأتفهم الأدوار. أرتاح إلى هذا الحراك، وإن كنت لا أوافق وهذا حقي كمواطن، على بعض ما يطرح في ثناياه، أرتاح إليه لأنني أعتبره التحدي الجدي الذي يستحق الاستجابة ويفرضها للخروج بمجتمعنا من حالة الركود والسبات..
في لحظة انفعال يغلب عليها الغضب تكتب إحداهن منددة بمجتمعنا.. إنه مجتمع أبوي !!لا أكتم كم شعرت بالجرح، وكم غارت الطعنة بعيداً في سويداء القلب!! وأنا أب لأربع بنات، أفرش أهداب عيني لتطأ الواحدة منهن عليها وأنا جذل فرحان.!!
قلت لعل السيدة الكاتبة، أو الآنسة الكاتبة، لا أدري، لا تريد أن تجعل من (الأبوة) سُبة تُسب بها المجتمعات!! وإنما أرادت شيئاً آخر، فخانها التعبير، أو عثر قلمها،أو خانتها عاطفتها، وهي تترجم عن تقرير صار إليها ، من عالم غير عالمنا فلم تع ِ ما قالت وما تقول !! وفي تقديري تنشأ ناشئة الفتيات فينا، وإن إحداهن إذا نابها من الدهر نائبة نادت بملء فيها: با أبة..
وانطلقت وهي حصان مغضبة
وصرخت من فزع أيا أبه
كل فتاة بأبيها معجبة !!!
معجبة!! حتى ولو كان أشعث أغبر شثن الكفين، غذاها جهدا، ونماها كدحا ، وحملها على كتفيه ولها ودلعا !!
عزيزة أخرى غزيرة المادة، طليقة القلم كتبت مقالاً عن الحجاب كرت فيه وفرت كحصان امرئ القيس حتى جعلتك لا تمسك لها ظلاً، ولعل هذا بعض براعتها، ثم انتهت كما ابتدأت إلى أن الحجاب بعض الحرية الشخصية ، وأنه لا يعدو أن يكون قطعة من قماش توضع على الرأس..!!
كنت أتمنى أن يشتغل قلم سيال مثل قلم صاحبة المقال هذا بالبحث عن تاريخ (اللباس) ومكانته في المدنية الإنسانية. وهل حقاً أن كل ما نلبسه على أجسامنا هو في الحقيقة، قطع من القماش، يمكننا ببساطة أن نستغني عنها لنعود كما كنا قبل أن يذوق أبوانا تلك الشجرة، و يخصفان عليهما من ورق الجنة؟! بحث غني حول فلسفة اللباس في تاريخ المدنية الإنسانية ،ومكانته بوصفه كما اعتبره القرآن الكريم كمالا وزينة.
أما الهدية التي أريد أن أهديها إلى صاحبة قطعة القماش هذه!! فهي محاضرة كاملة في عبارة واحدة سمعتها من سيدة سورية على شاشة إحدى الفضائيات، كانت تلك الكلمة من أبلغ وأوجز ما سمعت أوقرأت في الحجاب.
كان اللقاء أيضاً مع صحفية سورية شابة يتتبع جهدها ونشاطها المثير للإعجاب. وفي لقطة عابرة تظهر أم عظيمة،على رأسها قطعة القماش تلك؛ فيسألها الصحفي أمام ابنتها،أراك تلبسين الحجاب؟! قالت بكل الصدق والثقة:لأنني أريد أن أقف أمام الناس بإنسانيتي لا بأنوثتي!!