من قلب بغداد
04-09-2007, 02:42 PM
http://www4.0zz0.com/2007/04/09/14/43433498.jpg
لا تخافي .. !
بعدَ قليلٍِ سأقـتُلُ .. أبَاكِ .. !
و أهتِكُ عِرْضَ أُمكِ و
أنَسِفُ بِرشَاشي رأسَ أخَاكِ !
أجزَعي مَا شئتِ .. لَم يَعدْ يُجدي
و إنْ بدرت منك شتى التَوسُلاتِ !
أخَائِفَة ..!؟
لم تَرْيَ بَعدُ شَيئاً .. أقَسَمتُ بالمَسيحِ أن
أُيَتِمَكِ .. و أنَ أجعلكِ عُنواناً للمآسي !
أخَائفة .. !!؟
و لم أُريكِ بَعدُ أسْمَى المُعَاناةِ !
صَبراً .. فالدَمُ يغلي في عروقي !
صبراً سأجَعُلُ للرأسِ قبراً و لليَدِ و الأرجلِ آخَرْ
و تُشاهدي .. أنَني سأنَثُر أصابِعَهُم يَومَ أموتُ على رُفاتِ !!
هَا أنَـا سَترين كيف أنثُرهم لُعباً بِلا رَحـْمَاتِ !
:
:
كمْ مَضى .. !؟
اربع سنواتْ .. !؟
لا أذكر جيداً جدا .. !!
أذكر فقط أنّ الجميع كان يجلسُ مُحَملِقاً .. بِشاشةِ التلفاز !
مُغْرَقونَ بآلصَمتْ .. عيُونهم تَحدرتْ كالقنابل !!
أنـَا كنت أهرب من شكلهم هكذا .. و من كل الحقائق !
لكني اولاً و آخِراً رضيت و جلست .. كانو يدورون حول ساحة الفردوس .. و كان
هناك من يُوقِعُ التمْثَالْ .. أو يُجدي ذاك .. !؟
تسَاءلتُ في سري .. !
فالمُدن ليست بتماثيلها .. المُدنُ لا تسقط يَوم يسقط شيءٌ من أحجارِهَا .. !
المُدن تَسقطُ لإنَنـا .. نتخلى عنها .. و لإننا نتفرَّجُ على الذُلِ كيف يخترقنا بلا منازع !
أتعَجبني لم أبكِ يومها !!
رُبْمَا !
أتَدرونَ ما يُقال .. !؟
يُقال أنَ الأشيَاء التي يكون أثرها ذا وقع تجعلنا غير قادرين على البكاء !
لكِني رأيتُ أحدهم يبكي .. !
و تساءلت .. هل تحَجر القلب يَا بغداد !!؟
لم أعد أدري !!
:
كنتُ أُحَاول اقناعهم أن اليوم عطلة .. " رسمية " .. لإنَ بغداد سقطت .. !
أخي كان يقول .. عطلة " يوم القيامة " للفئة المسيحية .. !
أو حقاً .. يقول الجعفري ذلك .. !!
و منذ متـى كان يهتم لإمرهم !!
لا يُهِمْ .. !
أُريدُ أن اخبركم كيف كان الصباح هذا الصباح !!
كان المكان ساكنْ .. و جداً !
جداً !
لا أدري إن كان كل ما في بغداد يُعلِنُ الحِداد .. قلتُ لا بأسْ .. لعلَ بعد حينٍ
يَحدثُ شيءٌ مَا .. رصاصة تخترق الهدوء .. إنفجار ..
رتل يمر .. تفتيش .. أيَ شيء !
لكن لم يحدث !!
إكتـفى .. المْسجِدُ القريب .. بالبدءِ لإقامَةِ .. مراسيمِ العزاء .. حيثُ
بدأ بصوتٍ ينتحب .. يُرّتِل سورة " الكهف " و كان شيءٌ مَا يُجبرني على الإستْماعْ
و السكوتْ على الغرق في كُلِّ تفاصيل الذهابِ و الرجوع و رائِحَةُ الحريق و الجثث !
.. على الثقوب التي تملأُ كل مكانْ .. على الذلِ و الإنكسار !
على العزَةِ و الهزيمة .. الخديعة .. !
الخوفُ و الأمانْ .. و الشكر بإمتنَانٍ لذلك الذي يُرَّتِلْ !
.. اخرسوا جميعاً الآن .. لإنَ القارئ يقرأ على روحِ الميتة ..
و يُجدد الذكرى بموتها .. !
يجدد الذكرى برحيلها .. و قتلها .. و " هروبنا " !!
/
\
/
عّزيتُ نفسي .. لم أكن آخِرَ المُعزين .. كنُت أولَهم حضوراً .. آخِرُهم رحيلاً .. !
عزيّتُها .. و قدمتُ التهانيّ لهم ..
عَزيتُها ..و قبل الرحيلِ سألتهم .. : " أنَحضُرُ أيضاً في العَامِ القادم و في المكانِ ذاته ؟؟ "
/
/
لم أجبني .. و مَضيتْ !!
لا تخافي .. !
بعدَ قليلٍِ سأقـتُلُ .. أبَاكِ .. !
و أهتِكُ عِرْضَ أُمكِ و
أنَسِفُ بِرشَاشي رأسَ أخَاكِ !
أجزَعي مَا شئتِ .. لَم يَعدْ يُجدي
و إنْ بدرت منك شتى التَوسُلاتِ !
أخَائِفَة ..!؟
لم تَرْيَ بَعدُ شَيئاً .. أقَسَمتُ بالمَسيحِ أن
أُيَتِمَكِ .. و أنَ أجعلكِ عُنواناً للمآسي !
أخَائفة .. !!؟
و لم أُريكِ بَعدُ أسْمَى المُعَاناةِ !
صَبراً .. فالدَمُ يغلي في عروقي !
صبراً سأجَعُلُ للرأسِ قبراً و لليَدِ و الأرجلِ آخَرْ
و تُشاهدي .. أنَني سأنَثُر أصابِعَهُم يَومَ أموتُ على رُفاتِ !!
هَا أنَـا سَترين كيف أنثُرهم لُعباً بِلا رَحـْمَاتِ !
:
:
كمْ مَضى .. !؟
اربع سنواتْ .. !؟
لا أذكر جيداً جدا .. !!
أذكر فقط أنّ الجميع كان يجلسُ مُحَملِقاً .. بِشاشةِ التلفاز !
مُغْرَقونَ بآلصَمتْ .. عيُونهم تَحدرتْ كالقنابل !!
أنـَا كنت أهرب من شكلهم هكذا .. و من كل الحقائق !
لكني اولاً و آخِراً رضيت و جلست .. كانو يدورون حول ساحة الفردوس .. و كان
هناك من يُوقِعُ التمْثَالْ .. أو يُجدي ذاك .. !؟
تسَاءلتُ في سري .. !
فالمُدن ليست بتماثيلها .. المُدنُ لا تسقط يَوم يسقط شيءٌ من أحجارِهَا .. !
المُدن تَسقطُ لإنَنـا .. نتخلى عنها .. و لإننا نتفرَّجُ على الذُلِ كيف يخترقنا بلا منازع !
أتعَجبني لم أبكِ يومها !!
رُبْمَا !
أتَدرونَ ما يُقال .. !؟
يُقال أنَ الأشيَاء التي يكون أثرها ذا وقع تجعلنا غير قادرين على البكاء !
لكِني رأيتُ أحدهم يبكي .. !
و تساءلت .. هل تحَجر القلب يَا بغداد !!؟
لم أعد أدري !!
:
كنتُ أُحَاول اقناعهم أن اليوم عطلة .. " رسمية " .. لإنَ بغداد سقطت .. !
أخي كان يقول .. عطلة " يوم القيامة " للفئة المسيحية .. !
أو حقاً .. يقول الجعفري ذلك .. !!
و منذ متـى كان يهتم لإمرهم !!
لا يُهِمْ .. !
أُريدُ أن اخبركم كيف كان الصباح هذا الصباح !!
كان المكان ساكنْ .. و جداً !
جداً !
لا أدري إن كان كل ما في بغداد يُعلِنُ الحِداد .. قلتُ لا بأسْ .. لعلَ بعد حينٍ
يَحدثُ شيءٌ مَا .. رصاصة تخترق الهدوء .. إنفجار ..
رتل يمر .. تفتيش .. أيَ شيء !
لكن لم يحدث !!
إكتـفى .. المْسجِدُ القريب .. بالبدءِ لإقامَةِ .. مراسيمِ العزاء .. حيثُ
بدأ بصوتٍ ينتحب .. يُرّتِل سورة " الكهف " و كان شيءٌ مَا يُجبرني على الإستْماعْ
و السكوتْ على الغرق في كُلِّ تفاصيل الذهابِ و الرجوع و رائِحَةُ الحريق و الجثث !
.. على الثقوب التي تملأُ كل مكانْ .. على الذلِ و الإنكسار !
على العزَةِ و الهزيمة .. الخديعة .. !
الخوفُ و الأمانْ .. و الشكر بإمتنَانٍ لذلك الذي يُرَّتِلْ !
.. اخرسوا جميعاً الآن .. لإنَ القارئ يقرأ على روحِ الميتة ..
و يُجدد الذكرى بموتها .. !
يجدد الذكرى برحيلها .. و قتلها .. و " هروبنا " !!
/
\
/
عّزيتُ نفسي .. لم أكن آخِرَ المُعزين .. كنُت أولَهم حضوراً .. آخِرُهم رحيلاً .. !
عزيّتُها .. و قدمتُ التهانيّ لهم ..
عَزيتُها ..و قبل الرحيلِ سألتهم .. : " أنَحضُرُ أيضاً في العَامِ القادم و في المكانِ ذاته ؟؟ "
/
/
لم أجبني .. و مَضيتْ !!