FreeMuslim
04-08-2007, 05:48 AM
صحف بغداد: أربعة أعوام من تحكم المرتزقة والعملاء.. الصورة أصدق إنباءً من الكتب - صور -
2007-04-07 :: بغداد ـ القدس العربي ـ من ضياء السامرائي: ::
http://www.iraqirabita.org/upload/7857.jpgثكالى العراق ودموعهم لا نهاية لها
http://www.iraqirabita.org/upload/7858.jpgطوابير وازمات لا نهاية لها
http://www.iraqirabita.org/upload/7859.jpgالمزيد من الجثث
http://www.iraqirabita.org/upload/7860.jpgالمزيد من المجازر الطائفية - الامريكية
http://www.iraqirabita.org/upload/7861.jpgمحارق جيش الدجال الطائفية
http://www.iraqirabita.org/upload/7862.jpgالمزيد من المعتقلين
http://www.iraqirabita.org/upload/7863.jpgشكراً لمحريينا
فقد تحوّل العراق إلى ياباناً ثانية كما وعد العملاء وسادتهم الامريكان..؟!
تناولت الصحف العراقية مواضيع عدة بينها معاناة العراقيين من اعمال العنف وسوء الخدمات كانعدام الكهرباء والماء الصالح للشرب وغيرها من المقومات الاساسية للحياة. وتطرقت لاحوال البلاد في بداية العام الخامس تحت الاحتلال، وكذلك قضايا كركوك والاكراد.
ففي زاوية راي في صحيفة الاتجاه الآخر كتب رئيس التحرير مقالا حمل عنوان: اربعة اعوام من تحكم العملاء جاء فيه: اربعة اعوام مرت علي احتلال وتحكم العملاء ولن نسال عن اية منفعة جناها العراق من ديمقراطية امريكا او من حكم العملاء... ففاقد الشيء لا يعطيه... وما كان الاحتلال ذا نفع اياً كان مصدره ولونه، وما كان تحكم العملاء ذا فائدة مهما كانت الوجوه..
ان المحتل ياتي ليجني الفوائد لا ليهبها، والعميل يجيء ليرتزق لا لينفع ولو كان فيه نفع لما صار عميلاً...
اما عن الشرور فهي كثيرة بفضل امريكا والعملاء... فلقد عاش العراق، اربعة اعوام هي اسوأ السنين في تاريخه بلا شك واكثرها فجيعة دون ريب...
اربعة اعوام من القتل المنظم للمواطنين جملة وافراداً مرة علي ايدي جنود الاحتلال وعلي ايدي العملاء مرات...
اربعة اعوام زج فيها الي المعتقلات والسجون عشرات الالوف من المواطنين الاحرار دون ذنب سوي حب الوطن الذي صار ذنباً عند اقطاب الحكم الطائفي البغيض.. اربعة اعوام هدمت فيها جوامع وكنائس يذكر فيها اسم الله علي رؤوس المصلين واغتيل واعتقل وعذب العشرات من ائمة الجوامع ورجال الدين، لا لشيء الا لكونهم متدينين حقيقيين... اربعة اعوام قصفت فيها مدن بكاملها وهدمت فيها شواخص العمران وكانت الفلوجة شهيدة مدن العراق الاولي لكنها لم تكن الاخيرة...
اربعة اعوام وجهت فيها المدفعية والصواريخ الي الاحياء الآمنة فقتلت من قتلت من المواطنين وارغم الآخرون علي الرحيل تاركين بيوت الآباء والاجداد ليفترشوا الارض ويلتحفوا السماء في الحر والقر..
اربعة اعوام من الاقصاء المنظم علي اسس طائفية يأنف عنها كل انسان غيور...
اربعة اعوام وعصابات القتل الطائفية تصول وتجول تثقب البطون تحفر الرؤوس بالمثاقب، تذبح المواطنين من الوريد الي الوريد بالمناشير وتلقي بالجثث علي قارعة كل طريق... اربعة اعوام من الخطف المنظم وفق قوائم معدة صار لها مكان حتي في شبكة المعلومات الدولية وذلك لغرض القتل او لغرض ابتزاز الاموال.. وكثيراً ما كانوا يبتزون المال ثم يلقون الضحية جثة في باب الدار... اربعة اعوام هاجر فيها من العراقيين ما يقارب الاربعة ملايين فراراً من الموت الذي يطاردهم في كل مكان وبحثاً عن لقمة العيش التي عزت عليهم في بلد الخيرات. اربعة اعوام غادر فيها الوطن ذوو العلم، واهل المعرفة، والمثقفون، والفنانون هرباً من تسلط الجهلة والاميين والغوغاء الذين يضيرهم ان يعيش الي جانبهم انسان ذو عقل رشيد.. اربعة اعوام نهبت فيها المليارات من اموال العراق جهاراً، نهاراً وباعتراف الحكام اللصوص انفسهم مستخدمين كلمة (اختفت) وكانها لبست (كلاو الخناس) حتي لا يراها احد..
اربعة اعوام عاني فيها العراقيون البطالة والجوع والداء والحرمان.. فلم تبق لمواطن فرصة عمل، ولم يبق في المستشفي طبيب حاذق ولا سرير صالح ولا جهاز ولا دواء... وكيف تصلح المستشفيات ووزير الصحة ونائبه رئيسا عصابة للقتل والخطف!؟
اربعة اعوام بلا لقمة زاد هنية وانطفأت فيها الكثير من تنانير العراقيات التي كان يفوح منها اريج الخبز.. اربعة اعوام بلا كهرباء ولا ماء ولا وقود وقد عزت حتي الفوانيس.. اربعة اعوام وان كانت مليئة بالشرور فانها مفعمة بالفخر... فلقد ظهر العراقي بصورة النقيض لحكامه... فهو يقاوم المحتل ولا يساوم.
انتهازيو القطاف:
في افتتاحية البصائر كتب مثنى حارث الضاري مقالا حمل عنوان (انتهازيو القطاف) بين فية المواقف التي تغيرت منذ احتلال العراق وفق المصالح وجاء في المقال: لا يخفي علي ذي لب من ان الثمر لا ياتي الا بالتعب والجهد ....المتواصل والصبر علي المكاره فتكون الثمرة عند ذلك ادعي لان يحرص عليها من بذل جهده كي ينالها، كما لا يخفي ايضاً عند ساعة الحصاد يكثر المفرطون والخراصون ومتصيدو الفرص لينالوا ولو جزءاً من هذا الثمر.
ثمرة مناهضة الشعب العراقي للمحتل اينعت لذلك نجد كثيراً من ادوات المحتل غيروا النبرة وغيروا كلمات قاموسهم ليتلاءم مع ما سينجلي عليه الموقف كي يصلوا الي مبتغاهم وهو الالتفاف علي الانجاز.
ان انقلابية المفاهيم ومتطلبات التغيير والانصياع لما تمليه عليهم ارادة المحتل هو من دعا امثال هؤلاء الي ان لا يثبتوا علي مبدأ فهمهم الاول هو خدمة المحتل واذا استعرضنا مسيرتهم منذ بداية الاحتلال وحتي يومنا هذا نجدها تطبيقاً عملياً وفعلياً لما تفرضه الاجندات الخارجية التي جاءت متسترة بغبار دبابات المحتل.
فهم من دعم المحاصصة الطائفية وهم من غذي المشروع الطائفي والفئوي والعرقي في العراق وهم وهم..كيف يستوعب المراقب اليوم تحولهم المفاجئ من وصف الاحتلال بالتحرير الي وصفه بالاحتلال هذا امر لا يمكن استيعابه الا من باب (كلمة حق اريد بها باطل).بل كيف يفهم هذا التحول المفاجئ من مساواة المقاومة بالارهاب ثم الآن يقولون نحن كلنا مقاومون.
بل راح بعضهم يدعو الي الاسراع في طرد المحتل لانه الجالب للارهاب كل هذا وذاك يدعونا ان نوضح الامور وان نعيد الحق الي نصابه وان نسند الامر الي اهله. ان الشعب العراقي الذي انطلق في مقاومته ساعة سقوط النظام اعطي درساً كبيراً وشاملاً لكل شعوب الارض ان لا ارادة طاغوتية موجودة علي الارض تستطيع ان تكسر ارادة الشعوب وها هي ثمرة مناهضة الاحتلال قد اينعت وكان من الطبيعي ان تستفيد منها بشكل غير مباشر قوي دولية واخري اقليمية وقبل هذا وذاك صارت نبراساً يحتذي به عند الشعوب الحية.
فالقوي الدولية التي وجدت نفسها مستفيدة من خسائر قوات الاحتلال الامريكي وجدت نفسها ايضاً داخل قبة القرار الدولي لينتهي عهد الاستفراد الامريكي والقطبية الواحدة. اما القوي الاقليمية التي وجدت لنفسها ثغرة تتنفس منها الصعداء صار لها بعض من مقام الندية لتجلس مع القوي المستكبرة كما كانت تسميها وجهاً لوجه لتتفاوض علي مكتسبات وانجازات وتدخلات. لكن امراً في غاية الاهمية لا بد لنا ان نطرقه لكي لا يقول احد اننا انشغلنا بالثمرة عن تداعيات الموقف الدولي ومعطيات وتجاذبات القوي. فقد سبق مؤتمر القمة العربية اجتماع وزيرة خارجية ادارة الحرب الامريكية (كوندوليزا رايس) بوزراء الترويكا الاوروبية وقد خلص الاجتماع الي الاتفاق علي موقف موحد تجاه هذه التحديات كاسوأ موقف للتعاون الاوروبي الامريكي تجاه المنطقة باسرها فاضفاء الشرعية علي الانتهاكات التي تتعرض لها الشعوب من العراق الي لبنان مروراً بفلسطين والصومال والقائمة تطول مع ان كل المبررات التي سبقت لهذه الحروب ثبت كذبها وثبت عريها من الصحة.
الشيعة والسـُّنة بين كروكر وزلماي!
وفي صحيفة المشرق اليومية كتب حميد عبد الله مقالا افتتاحيا تحت عنوان الشيعة والسـُّنة بين كروكر وزلماي! جاء فيه: غادرَ السفير الامريكي زلماي خليل زاد مودعاً من (احبته) و(اصدقائه) من رجالات الحكومة العراقية الذين امطروه بسيل من القبل واطالوا فترات العناق معه اعترافا بالجميل وتعبيرا عن المحبة والوفاء، ليحل محله سفير صعب المراس اسمه (رايان سي كروكر)!
زلماي عمل في العراق عامين بحلوهما ومرّهما، وبكل ما حفلا به من مخاطر ومادبات سياسية دسمة، وجولات مكوكية بين السفارة الامريكية التي ما زالت (شامخة) في القصر الجمهوري العتيد، ومجلسي الوزراء والنواب اللذين ما زالا (شامخين) في المنطقة الخضراء المحروسة بعناية الله ورعايته!
ظل المزاج السياسي العراقي متقلباً ازاء السفير زلماي فمرة يتهم بالطائفية حتي انني سمعت سياسياً عراقياً يكني زلماي بـ(ابي عمر) تهكماً، وهذا التكني جاء مقترناً بعتب مرّ علي الرجل باعتباره ـ من وجهة نظر بعض الساسة العراقيين الطائفيين ـ كان يحابي جهة علي حساب اخري، او بتعاطف مع طائفة علي حساب غيرها، وكان الرجل يواجه ذلك بابتسامة استخفاف مرة وبصمت ابلغ من الكلام في مرات اخري، ويقول مع نفسه: اما اللغو فسيذهب سدي واما ما ينفع امريكا فسيزرع في ارض العراق ويسقي بدماء الامريكان والعراقيين معا!
واضاف الكاتب غادر زلماي وجاء كروكر وقبل ان تطأ قدماه بغداد سبقته تقارير في كبريات الصحف الامريكية تقول ان الرجل دبلوماسي، وله خبرة كبيرة وطويلة وعميقة في شؤون الشرق الاوسط، وقد عمل في العراق في فترتين متباعدتين الاولي عام 1979 التي اختار خلالها شريكة حياته ورفيقة دربه في عاصمة الرشيد والثانية عام 2003 بعد الاحتلال باشهر قليلة .
امهات العراقيين:
وتحت عنوان اقف امامك اجلالا....يا امي .. يا امهات العراقيين كتبت ليلي احمد مقالا نشرت صحيفة التحدي الاسبوعية ووصفت الكاتبة الام العراقية في ظل الظروف الماساوية حيث قالت صور تمزق قلبي، كلما طالعت صحف الصباح، المراة الام العراقية التي كانت وما زالت اولي ضحايا لعبة الساسة الاغبياء.
كانت ترتدي عباءة سوداء، انعكاسات الشمس وتعبها جعلا لون العباءة المهترئة خضراء كلون التعب.. تلف راسها المحتشم بـ (فوطة) وهي الحجاب الشعبي في العراق، ثيابها داكنة اللون بنكهة الحزن السرمدي الذي لا ينتهي، فضفاضة تتيح لها سهولة الحركة، ترتدي نعلا، طالما اخذها للبحث عن وليدها.. قدمان مشققتان بعمق الوادي ما بين دجلة والفرات.
وجه غاضب تلطم وجهها الباكي امام جثمان ضناها المسجي في تابوت خشبي يحمل في برواز انيق.. اسمه وتاريخ ميلاده.. ومقتله..
مشهد ـ نهار ـ خارجي
وجه باك لام فوق سن الاربعين، تبدو مع تعاريج العذاب كمن بلغت الستين.. تبكي امام كاميرات الفضائيات، وتشير لسقوط سقف بيتها علي رؤوس اطفالها الاربعة النائمين، حين كانت في السوق لتشتري طعامهم.وجه امراة عجوز، لا تنتهي تقاطيعه، ازمنة من الحزن الذي لا ينتهي، تجلس بكبرياء جبل فوق كومة صخر.. وتنظر للبعيد.. البعيد، تبدو كانها الزمن، تري بنظراتها الغارقة في المرارة والعناد هذا التاريخ الذي حول العراق المعاصر الي مجزرة من الدم. كانها التاريخ.. تري عصافير قلبها من الاحفاد وهم يقصفون رؤوسهم بموت مجاني.. وتقتل شباباً رهنت الامهات عمرهن.. ليستقيم عودهم.
مشهد ـ مساء ـ داخلي
هي رحم الارض، لا تفهم ما يدور في وطنها من توحش مستشر.. تنتظر في بيتها البدائي (خط) رسالة تاتيها من ابنه مغتربة.. تجلس امام (جولة) سوداء كالفحم فوقه ابريق شاي لا لون له غير السواد.. تنظر للنار التي تضرم حولها، ولا تدري ان كان هناك فجر سياتي ام انه بعيد المنال..
ام العراق الممتد عبر خريطة الكون الشاسعة العمق والاتساع، حفيدة حمورابي اول مشرع قانوني في التاريخ.. نخلة الارياف والصحاري والوديان والاهوار والمدن، والتي حملت في دمها ورحمها اسرار بناء حضارة آشور وبابل.. وثقت بالدنيا، فمنحت الحياة اطفالا لاعمار الارض بالحب والنبت والسلام.. وهي لا تحصد سوي قصف رؤوس احبتها ولا تاخذ سوي نهارات مليئة.. بالجثث.. والدم.
2007-04-07 :: بغداد ـ القدس العربي ـ من ضياء السامرائي: ::
http://www.iraqirabita.org/upload/7857.jpgثكالى العراق ودموعهم لا نهاية لها
http://www.iraqirabita.org/upload/7858.jpgطوابير وازمات لا نهاية لها
http://www.iraqirabita.org/upload/7859.jpgالمزيد من الجثث
http://www.iraqirabita.org/upload/7860.jpgالمزيد من المجازر الطائفية - الامريكية
http://www.iraqirabita.org/upload/7861.jpgمحارق جيش الدجال الطائفية
http://www.iraqirabita.org/upload/7862.jpgالمزيد من المعتقلين
http://www.iraqirabita.org/upload/7863.jpgشكراً لمحريينا
فقد تحوّل العراق إلى ياباناً ثانية كما وعد العملاء وسادتهم الامريكان..؟!
تناولت الصحف العراقية مواضيع عدة بينها معاناة العراقيين من اعمال العنف وسوء الخدمات كانعدام الكهرباء والماء الصالح للشرب وغيرها من المقومات الاساسية للحياة. وتطرقت لاحوال البلاد في بداية العام الخامس تحت الاحتلال، وكذلك قضايا كركوك والاكراد.
ففي زاوية راي في صحيفة الاتجاه الآخر كتب رئيس التحرير مقالا حمل عنوان: اربعة اعوام من تحكم العملاء جاء فيه: اربعة اعوام مرت علي احتلال وتحكم العملاء ولن نسال عن اية منفعة جناها العراق من ديمقراطية امريكا او من حكم العملاء... ففاقد الشيء لا يعطيه... وما كان الاحتلال ذا نفع اياً كان مصدره ولونه، وما كان تحكم العملاء ذا فائدة مهما كانت الوجوه..
ان المحتل ياتي ليجني الفوائد لا ليهبها، والعميل يجيء ليرتزق لا لينفع ولو كان فيه نفع لما صار عميلاً...
اما عن الشرور فهي كثيرة بفضل امريكا والعملاء... فلقد عاش العراق، اربعة اعوام هي اسوأ السنين في تاريخه بلا شك واكثرها فجيعة دون ريب...
اربعة اعوام من القتل المنظم للمواطنين جملة وافراداً مرة علي ايدي جنود الاحتلال وعلي ايدي العملاء مرات...
اربعة اعوام زج فيها الي المعتقلات والسجون عشرات الالوف من المواطنين الاحرار دون ذنب سوي حب الوطن الذي صار ذنباً عند اقطاب الحكم الطائفي البغيض.. اربعة اعوام هدمت فيها جوامع وكنائس يذكر فيها اسم الله علي رؤوس المصلين واغتيل واعتقل وعذب العشرات من ائمة الجوامع ورجال الدين، لا لشيء الا لكونهم متدينين حقيقيين... اربعة اعوام قصفت فيها مدن بكاملها وهدمت فيها شواخص العمران وكانت الفلوجة شهيدة مدن العراق الاولي لكنها لم تكن الاخيرة...
اربعة اعوام وجهت فيها المدفعية والصواريخ الي الاحياء الآمنة فقتلت من قتلت من المواطنين وارغم الآخرون علي الرحيل تاركين بيوت الآباء والاجداد ليفترشوا الارض ويلتحفوا السماء في الحر والقر..
اربعة اعوام من الاقصاء المنظم علي اسس طائفية يأنف عنها كل انسان غيور...
اربعة اعوام وعصابات القتل الطائفية تصول وتجول تثقب البطون تحفر الرؤوس بالمثاقب، تذبح المواطنين من الوريد الي الوريد بالمناشير وتلقي بالجثث علي قارعة كل طريق... اربعة اعوام من الخطف المنظم وفق قوائم معدة صار لها مكان حتي في شبكة المعلومات الدولية وذلك لغرض القتل او لغرض ابتزاز الاموال.. وكثيراً ما كانوا يبتزون المال ثم يلقون الضحية جثة في باب الدار... اربعة اعوام هاجر فيها من العراقيين ما يقارب الاربعة ملايين فراراً من الموت الذي يطاردهم في كل مكان وبحثاً عن لقمة العيش التي عزت عليهم في بلد الخيرات. اربعة اعوام غادر فيها الوطن ذوو العلم، واهل المعرفة، والمثقفون، والفنانون هرباً من تسلط الجهلة والاميين والغوغاء الذين يضيرهم ان يعيش الي جانبهم انسان ذو عقل رشيد.. اربعة اعوام نهبت فيها المليارات من اموال العراق جهاراً، نهاراً وباعتراف الحكام اللصوص انفسهم مستخدمين كلمة (اختفت) وكانها لبست (كلاو الخناس) حتي لا يراها احد..
اربعة اعوام عاني فيها العراقيون البطالة والجوع والداء والحرمان.. فلم تبق لمواطن فرصة عمل، ولم يبق في المستشفي طبيب حاذق ولا سرير صالح ولا جهاز ولا دواء... وكيف تصلح المستشفيات ووزير الصحة ونائبه رئيسا عصابة للقتل والخطف!؟
اربعة اعوام بلا لقمة زاد هنية وانطفأت فيها الكثير من تنانير العراقيات التي كان يفوح منها اريج الخبز.. اربعة اعوام بلا كهرباء ولا ماء ولا وقود وقد عزت حتي الفوانيس.. اربعة اعوام وان كانت مليئة بالشرور فانها مفعمة بالفخر... فلقد ظهر العراقي بصورة النقيض لحكامه... فهو يقاوم المحتل ولا يساوم.
انتهازيو القطاف:
في افتتاحية البصائر كتب مثنى حارث الضاري مقالا حمل عنوان (انتهازيو القطاف) بين فية المواقف التي تغيرت منذ احتلال العراق وفق المصالح وجاء في المقال: لا يخفي علي ذي لب من ان الثمر لا ياتي الا بالتعب والجهد ....المتواصل والصبر علي المكاره فتكون الثمرة عند ذلك ادعي لان يحرص عليها من بذل جهده كي ينالها، كما لا يخفي ايضاً عند ساعة الحصاد يكثر المفرطون والخراصون ومتصيدو الفرص لينالوا ولو جزءاً من هذا الثمر.
ثمرة مناهضة الشعب العراقي للمحتل اينعت لذلك نجد كثيراً من ادوات المحتل غيروا النبرة وغيروا كلمات قاموسهم ليتلاءم مع ما سينجلي عليه الموقف كي يصلوا الي مبتغاهم وهو الالتفاف علي الانجاز.
ان انقلابية المفاهيم ومتطلبات التغيير والانصياع لما تمليه عليهم ارادة المحتل هو من دعا امثال هؤلاء الي ان لا يثبتوا علي مبدأ فهمهم الاول هو خدمة المحتل واذا استعرضنا مسيرتهم منذ بداية الاحتلال وحتي يومنا هذا نجدها تطبيقاً عملياً وفعلياً لما تفرضه الاجندات الخارجية التي جاءت متسترة بغبار دبابات المحتل.
فهم من دعم المحاصصة الطائفية وهم من غذي المشروع الطائفي والفئوي والعرقي في العراق وهم وهم..كيف يستوعب المراقب اليوم تحولهم المفاجئ من وصف الاحتلال بالتحرير الي وصفه بالاحتلال هذا امر لا يمكن استيعابه الا من باب (كلمة حق اريد بها باطل).بل كيف يفهم هذا التحول المفاجئ من مساواة المقاومة بالارهاب ثم الآن يقولون نحن كلنا مقاومون.
بل راح بعضهم يدعو الي الاسراع في طرد المحتل لانه الجالب للارهاب كل هذا وذاك يدعونا ان نوضح الامور وان نعيد الحق الي نصابه وان نسند الامر الي اهله. ان الشعب العراقي الذي انطلق في مقاومته ساعة سقوط النظام اعطي درساً كبيراً وشاملاً لكل شعوب الارض ان لا ارادة طاغوتية موجودة علي الارض تستطيع ان تكسر ارادة الشعوب وها هي ثمرة مناهضة الاحتلال قد اينعت وكان من الطبيعي ان تستفيد منها بشكل غير مباشر قوي دولية واخري اقليمية وقبل هذا وذاك صارت نبراساً يحتذي به عند الشعوب الحية.
فالقوي الدولية التي وجدت نفسها مستفيدة من خسائر قوات الاحتلال الامريكي وجدت نفسها ايضاً داخل قبة القرار الدولي لينتهي عهد الاستفراد الامريكي والقطبية الواحدة. اما القوي الاقليمية التي وجدت لنفسها ثغرة تتنفس منها الصعداء صار لها بعض من مقام الندية لتجلس مع القوي المستكبرة كما كانت تسميها وجهاً لوجه لتتفاوض علي مكتسبات وانجازات وتدخلات. لكن امراً في غاية الاهمية لا بد لنا ان نطرقه لكي لا يقول احد اننا انشغلنا بالثمرة عن تداعيات الموقف الدولي ومعطيات وتجاذبات القوي. فقد سبق مؤتمر القمة العربية اجتماع وزيرة خارجية ادارة الحرب الامريكية (كوندوليزا رايس) بوزراء الترويكا الاوروبية وقد خلص الاجتماع الي الاتفاق علي موقف موحد تجاه هذه التحديات كاسوأ موقف للتعاون الاوروبي الامريكي تجاه المنطقة باسرها فاضفاء الشرعية علي الانتهاكات التي تتعرض لها الشعوب من العراق الي لبنان مروراً بفلسطين والصومال والقائمة تطول مع ان كل المبررات التي سبقت لهذه الحروب ثبت كذبها وثبت عريها من الصحة.
الشيعة والسـُّنة بين كروكر وزلماي!
وفي صحيفة المشرق اليومية كتب حميد عبد الله مقالا افتتاحيا تحت عنوان الشيعة والسـُّنة بين كروكر وزلماي! جاء فيه: غادرَ السفير الامريكي زلماي خليل زاد مودعاً من (احبته) و(اصدقائه) من رجالات الحكومة العراقية الذين امطروه بسيل من القبل واطالوا فترات العناق معه اعترافا بالجميل وتعبيرا عن المحبة والوفاء، ليحل محله سفير صعب المراس اسمه (رايان سي كروكر)!
زلماي عمل في العراق عامين بحلوهما ومرّهما، وبكل ما حفلا به من مخاطر ومادبات سياسية دسمة، وجولات مكوكية بين السفارة الامريكية التي ما زالت (شامخة) في القصر الجمهوري العتيد، ومجلسي الوزراء والنواب اللذين ما زالا (شامخين) في المنطقة الخضراء المحروسة بعناية الله ورعايته!
ظل المزاج السياسي العراقي متقلباً ازاء السفير زلماي فمرة يتهم بالطائفية حتي انني سمعت سياسياً عراقياً يكني زلماي بـ(ابي عمر) تهكماً، وهذا التكني جاء مقترناً بعتب مرّ علي الرجل باعتباره ـ من وجهة نظر بعض الساسة العراقيين الطائفيين ـ كان يحابي جهة علي حساب اخري، او بتعاطف مع طائفة علي حساب غيرها، وكان الرجل يواجه ذلك بابتسامة استخفاف مرة وبصمت ابلغ من الكلام في مرات اخري، ويقول مع نفسه: اما اللغو فسيذهب سدي واما ما ينفع امريكا فسيزرع في ارض العراق ويسقي بدماء الامريكان والعراقيين معا!
واضاف الكاتب غادر زلماي وجاء كروكر وقبل ان تطأ قدماه بغداد سبقته تقارير في كبريات الصحف الامريكية تقول ان الرجل دبلوماسي، وله خبرة كبيرة وطويلة وعميقة في شؤون الشرق الاوسط، وقد عمل في العراق في فترتين متباعدتين الاولي عام 1979 التي اختار خلالها شريكة حياته ورفيقة دربه في عاصمة الرشيد والثانية عام 2003 بعد الاحتلال باشهر قليلة .
امهات العراقيين:
وتحت عنوان اقف امامك اجلالا....يا امي .. يا امهات العراقيين كتبت ليلي احمد مقالا نشرت صحيفة التحدي الاسبوعية ووصفت الكاتبة الام العراقية في ظل الظروف الماساوية حيث قالت صور تمزق قلبي، كلما طالعت صحف الصباح، المراة الام العراقية التي كانت وما زالت اولي ضحايا لعبة الساسة الاغبياء.
كانت ترتدي عباءة سوداء، انعكاسات الشمس وتعبها جعلا لون العباءة المهترئة خضراء كلون التعب.. تلف راسها المحتشم بـ (فوطة) وهي الحجاب الشعبي في العراق، ثيابها داكنة اللون بنكهة الحزن السرمدي الذي لا ينتهي، فضفاضة تتيح لها سهولة الحركة، ترتدي نعلا، طالما اخذها للبحث عن وليدها.. قدمان مشققتان بعمق الوادي ما بين دجلة والفرات.
وجه غاضب تلطم وجهها الباكي امام جثمان ضناها المسجي في تابوت خشبي يحمل في برواز انيق.. اسمه وتاريخ ميلاده.. ومقتله..
مشهد ـ نهار ـ خارجي
وجه باك لام فوق سن الاربعين، تبدو مع تعاريج العذاب كمن بلغت الستين.. تبكي امام كاميرات الفضائيات، وتشير لسقوط سقف بيتها علي رؤوس اطفالها الاربعة النائمين، حين كانت في السوق لتشتري طعامهم.وجه امراة عجوز، لا تنتهي تقاطيعه، ازمنة من الحزن الذي لا ينتهي، تجلس بكبرياء جبل فوق كومة صخر.. وتنظر للبعيد.. البعيد، تبدو كانها الزمن، تري بنظراتها الغارقة في المرارة والعناد هذا التاريخ الذي حول العراق المعاصر الي مجزرة من الدم. كانها التاريخ.. تري عصافير قلبها من الاحفاد وهم يقصفون رؤوسهم بموت مجاني.. وتقتل شباباً رهنت الامهات عمرهن.. ليستقيم عودهم.
مشهد ـ مساء ـ داخلي
هي رحم الارض، لا تفهم ما يدور في وطنها من توحش مستشر.. تنتظر في بيتها البدائي (خط) رسالة تاتيها من ابنه مغتربة.. تجلس امام (جولة) سوداء كالفحم فوقه ابريق شاي لا لون له غير السواد.. تنظر للنار التي تضرم حولها، ولا تدري ان كان هناك فجر سياتي ام انه بعيد المنال..
ام العراق الممتد عبر خريطة الكون الشاسعة العمق والاتساع، حفيدة حمورابي اول مشرع قانوني في التاريخ.. نخلة الارياف والصحاري والوديان والاهوار والمدن، والتي حملت في دمها ورحمها اسرار بناء حضارة آشور وبابل.. وثقت بالدنيا، فمنحت الحياة اطفالا لاعمار الارض بالحب والنبت والسلام.. وهي لا تحصد سوي قصف رؤوس احبتها ولا تاخذ سوي نهارات مليئة.. بالجثث.. والدم.