طلال
03-16-2007, 05:41 PM
الاسبوع الماضي، كتبت صحيفة «كيهان» الايرانية المحافظة والقريبة من المرشد آية الله علي خامنئي، في إحدى افتتاحياتها، انه اذا أصر المجتمع الدولي على تفجير أزمة الملف النووي الايراني، فإن طهران ستخوض المعركة حتى
النهاية وستنقلها الى شوارع كل من بيروت وبغداد.
لم يكن ذلك التهديد الايراني هو الاول من نوعه. فقد سبق لكبار المسؤولين الايرانيين أن أنذروا أميركا مرارا بأن أي حرب على ايران ستؤدي الى إشعال المنطقة كلها بل العالم بأسره. الجديد هذه المرة هو إيراد اسم بغداد وبيروت تحديدا.. وايضا استثناء كابول وغيرها من العواصم التي تعني الاميركيين وتختصر مشروعهم العسكري والسياسي في العالمين العربي والاسلامي، والتي كانت العنوان الرئيسي والاول للتوافق الضمني الايراني الاميركي الذي ساد في أعقاب هجمات 11 أيلول العام .2001
كل الدلائل تشير الى أن تلك الازمة تقترب من ذروة جديدة، عنوانها القرار المرتقب من مجلس الامن الدولي خلال أيام أو ربما ساعات بتشديد العقوبات التي فرضت على ايران في 23 كانون الاول الماضي، لرفضها وقف تخصيب اليورانيوم الذي كانت ولا تزال تعتبره انتهاكاً لحقوقها الوطنية المشروعة، فيما كان الغرب ولا يزال يرى فيه شرطا ضروريا للتفاوض والمصالحة مع النظام الاسلامي الايراني.
ولعل هذه الذروة لا تقتصر على القرار الجديد لمجلس الامن، لان الاسبوع الماضي سجل نقطة تحول حاسمة في الموقف الدولي من ايران تمثل في تخلي روسيا صراحة عن تحفظاتها السابقة على بعض أشكال الحملة الغربية على طهران، ولجوئها الى الانسحاب الفعلي من مشروع بناء مفاعل بوشهر النووي الايراني.. مما أثار صدمة قوية لإيران التي كانت تراهن على موسكو لخرق جدار العزلة والحصار، وتستخدمها ورقة في مساوماتها الصعبة مع واشنطن.
في الايام القليلة الماضية، استعاد الخطاب الاميركي والايراني لهجته العالية، وعاد الاميركيون ومعهم الاسرائيليون الى التلويح بالحرب لمواجهة التهديد الاستراتيجي الاخطر الذي تمثله ايران، فيما أخرجت القيادة الايرانية الرئيس محمود أحمدي نجاد مجدداً عن صمته، وأطلقته في مهمة جديدة تستهدف تحذير المجتمع الدولي نفسه من مغبة الرد الايراني على أي ضربة، وتشترط على الدول النووية الكبرى التخلي عن قنابلها مقابل تخلي ايران عن تخصيب اليورانيوم.
وبالتوازي مع صراخ الرئيس نجاد وجهت ايران سلسلة من الرسائل التي توحي باستعدادها ورغبتها بالعودة الى طاولة التفاوض.. والتي لم تلق حتى الآن آذاناً صاغية من الغرب، الذي يميل كما يبدو الى استثمار المكاسب السياسية التي حققها في المواجهة مع طهران على أكثر من جبهة إقليمية وداخلية، من أجل إجبار القيادة الايرانية على التخلي المسبق عن التخصيب.
الازمة تتفاعل مجدداً. يسهل التكهن في الشكل الذي ستتخذه المواجهة الاميركية الايرانية في شوارع بغداد. أما في شوارع بيروت، فإنها لن تكتفي بإيقاع الحوار الطريف بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري!
ساطع نور الدين - السفير 16-03-07
النهاية وستنقلها الى شوارع كل من بيروت وبغداد.
لم يكن ذلك التهديد الايراني هو الاول من نوعه. فقد سبق لكبار المسؤولين الايرانيين أن أنذروا أميركا مرارا بأن أي حرب على ايران ستؤدي الى إشعال المنطقة كلها بل العالم بأسره. الجديد هذه المرة هو إيراد اسم بغداد وبيروت تحديدا.. وايضا استثناء كابول وغيرها من العواصم التي تعني الاميركيين وتختصر مشروعهم العسكري والسياسي في العالمين العربي والاسلامي، والتي كانت العنوان الرئيسي والاول للتوافق الضمني الايراني الاميركي الذي ساد في أعقاب هجمات 11 أيلول العام .2001
كل الدلائل تشير الى أن تلك الازمة تقترب من ذروة جديدة، عنوانها القرار المرتقب من مجلس الامن الدولي خلال أيام أو ربما ساعات بتشديد العقوبات التي فرضت على ايران في 23 كانون الاول الماضي، لرفضها وقف تخصيب اليورانيوم الذي كانت ولا تزال تعتبره انتهاكاً لحقوقها الوطنية المشروعة، فيما كان الغرب ولا يزال يرى فيه شرطا ضروريا للتفاوض والمصالحة مع النظام الاسلامي الايراني.
ولعل هذه الذروة لا تقتصر على القرار الجديد لمجلس الامن، لان الاسبوع الماضي سجل نقطة تحول حاسمة في الموقف الدولي من ايران تمثل في تخلي روسيا صراحة عن تحفظاتها السابقة على بعض أشكال الحملة الغربية على طهران، ولجوئها الى الانسحاب الفعلي من مشروع بناء مفاعل بوشهر النووي الايراني.. مما أثار صدمة قوية لإيران التي كانت تراهن على موسكو لخرق جدار العزلة والحصار، وتستخدمها ورقة في مساوماتها الصعبة مع واشنطن.
في الايام القليلة الماضية، استعاد الخطاب الاميركي والايراني لهجته العالية، وعاد الاميركيون ومعهم الاسرائيليون الى التلويح بالحرب لمواجهة التهديد الاستراتيجي الاخطر الذي تمثله ايران، فيما أخرجت القيادة الايرانية الرئيس محمود أحمدي نجاد مجدداً عن صمته، وأطلقته في مهمة جديدة تستهدف تحذير المجتمع الدولي نفسه من مغبة الرد الايراني على أي ضربة، وتشترط على الدول النووية الكبرى التخلي عن قنابلها مقابل تخلي ايران عن تخصيب اليورانيوم.
وبالتوازي مع صراخ الرئيس نجاد وجهت ايران سلسلة من الرسائل التي توحي باستعدادها ورغبتها بالعودة الى طاولة التفاوض.. والتي لم تلق حتى الآن آذاناً صاغية من الغرب، الذي يميل كما يبدو الى استثمار المكاسب السياسية التي حققها في المواجهة مع طهران على أكثر من جبهة إقليمية وداخلية، من أجل إجبار القيادة الايرانية على التخلي المسبق عن التخصيب.
الازمة تتفاعل مجدداً. يسهل التكهن في الشكل الذي ستتخذه المواجهة الاميركية الايرانية في شوارع بغداد. أما في شوارع بيروت، فإنها لن تكتفي بإيقاع الحوار الطريف بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري!
ساطع نور الدين - السفير 16-03-07