الحسني
03-14-2007, 08:44 AM
الحكومة تعلن «إنجاز» الكشف عن «شبكة عين علق» ... والسبع يتهم المخابرات السورية
الرياض تستقبل الحل ولا تصنعه ... وتتخوّف من «اغتياله» بالأمن
بـري لاستثمار القمة العربية من أجـل تسوية لبـنانية ... وقـوى 14 آذار تؤجّـل اجتماعها
(السفير 14/3/2007 م)
بدا تقدم الملف الأمني، أمس، في توقيته وعنوانه وتغطيته على عناوين البحث السياسي الجاري بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري، مؤشرا لمخاوف جعلت حتى غلاة المتفائلين في الأيام الأخيرة، يطرحون أسئلة حول وجود نية ما للتخريب أو للتوظيف السياسي في هذا الاتجاه أو ذاك، خاصة وأن أعلى رأس الهرم الأمني في لبنان، أي وزير الداخلية حسن السبع، سارع الى اتهام المخابرات السورية بالضلوع في جريمة عين علق، بينما كانت الفضائيات العربية تنسب قبل ذلك الى مصادر أمنية لبنانية أن المجموعة التي القي القبض عليها تأتمر بأوامر تنظيم «القاعدة»!
كما كان لافتا للانتباه، أن التوقيت جاء ايضا عشية وصول المنسق الاعلى للخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الى العاصمة السورية، في أول اتصال اوروبي رفيع المستوى بدمشق منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط ,2005 خاصة وأنه سينقل لائحة مطالب لبنانية الى دمشق تدعو الى وقف أعمال تهريب السلاح والمسلحين الى لبنان وإقامة علاقات دبلوماسية والموافقة على المحكمة الدولية وتنفيذ الشق السوري من القرار ,1559 وهي المطالب التي قالت مصادر حكومية لبنانية انها ستكون «المدخل إما لشراكة اوروبية مع سوريا او اتخاذ قرار أوروبي بالمقاطعة بالاجماع» على حد تعبير المصادر اللبنانية، وهو الامر الذي قلّلت من أهميته بعض المصادر السورية.
وفيما لاحظت مصادر حكومية وأمنية لبنانية وجود ما أسمتها «شبهة تسريب معلومات مشوهة حول شبكة «فتح الاسلام» وارتباطها بـ«القاعدة» (أكدت أن هذا الامر لا أساس له من الصحة جملة وتفصيلا استنادا الى التحقيقات!)، خاصة أنه لم يكن قد اتخذ القرار حتى عصر يوم امس بالاعلان عن هذا «الانجاز الامني» الذي «مضى عليه حوالى الاسبوع»، فان بعض المراقبين طرحوا اسئلة حول ما اذا كانت هناك ملامح عودة متجددة لصراع أجهزة استخباراتية وأمنية داخلية
وخارجية لم يتوقف طيلة السنوات الأخيرة.
ولوحظ ان بعض العائدين من العاصمة السورية، وضعوا مسألة اتهام دمشق رسميا بالضلوع في جريمة عين علق «في خانة التشويش على المساعي الهادفة الى اعادة تطبيع العلاقات السورية السعودية والسورية المصرية»، وسألوا «هل تساعد هكذا خطوة زيارة السيد خافيير سولانا الى دمشق أم تقطع الطريق عليه، خاصة وان الاوروبيين مهتمون أكثر من دمشق بتوقيع اتفاقية الشراكة الاوروبية السورية الموقعة بالاحرف الاولى منذ ثماني سنوات»؟.
وفيما كان المسار اللبناني والاقليمي والدولي يشي بانفراجات متتالية يمكن أن يستفيد منها لبنان بتسوية داخلية ناجزة قبل القمة العربية، تتوّج باجتماع القيادات اللبنانية في المملكة العربية السعودية برعاية الملك عبدالله، فان تطورات، يوم أمس، الأمنية زادت منسوب التفاؤل الحذر والمعطوف في آن معا على المخاوف، حيث كان ينتظر أن تكون عملية الكشف للمرة الاولى عن متورطين في جريمة تفجير منذ انطلاق هذا المسلسل قبل سنتين، حدثا سياسيا وامنيا يجد صداه في الشارع اللبناني الموالي والمعارض، لولا أن فريقا سياسيا وأمنيا معينا حاول وضع «الانجاز» في خانة واحدة (اتهام سوريا وتبرئة «القاعدة»)، بينما لم يكن الامر كذلك على مستوى باقي الاجهزة الامنية الرسمية التي قيل انها كانت شريكة في الكشف عن «الشبكة» والتزمت بالصمت أو اتهمت بانها تقف وراء «تضخيم» موضوع «القاعدة»!.
قوى 14 تؤجل اجتماع البريستول
على الصعيد السياسي، يستعد كل من الرئيس بري والنائب الحريري لجولة جديدة من المحادثات السياسية في غضون الساعات القليلة المقبلة.
وقرّرت قوى الرابع عشر من آذار في وقت متأخر ليلاً إلغاء الاجتماع الذي كان مقرراً عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، في البريستول، وذلك لمناسبة الذكرى السنوية الثانية لتظاهرة الرابع عشر من آذار. وتردد أن التأجيل مرده تعذر عودة النائب وليد جنبلاط فيما قالت مصادر أخرى إن أسباب التأجيل أمنية خاصة في ضوء تطورات الساعات الأخيرة.
بري يريد تسوية قبل القمة العربية
وفي الوقت نفسه، واصلت قوى المعارضة مشاوراتها، وقال الرئيس بري لـ«السفير» انه ما زال على تفاؤله الحذر، واشار الى أنه يأمل بالتوصل الى تسوية قبل موعد القمة العربية، وأن ذلك يعني أن الايام القليلة المقبلة من هذا الاسبوع ستكون حاسمة، من أجل اعطاء مهلة زمنية للجان وصولا الى تكريس الاجماع حول القضايا المطروحة ولا سيما المحكمة والحكومة وقانون الانتخاب.
وقال الرئيس بري انه اذا لم نتوصل الى تسوية قبيل القمة العربية، فان الامور لن تكون سهلة بعدها، وأوضح ان الموفد الاوروبي خافيير سولانا ابلغه دعم الاتحاد الاوروبي للحوار ولاية تسوية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب وأنه شدد أمامه بان هناك اكثر من ضرورة بالتوصل الى حل للازمة في لبنان قبل موعد القمة العربية.
وأوضح بري أن البحث مع سولانا تناول المحكمة الدولية وان الموفد الاوروبي شدد على إقرارها عبر الآليات الدستورية اللبنانية ملمحا الى وجود خيارات أخرى لدى المجتمع الدولي بينها الفصل السابع، وأنه ردّ عليه بانكم اذا كنتم حريصين على اقرارها من خلال الاجماع اللبناني عليكم أن تقنعوا صديقكم الرئيس فؤاد السنيورة بتشكيل حكومة وحدة وطنية تشكل المدخل لقرار المحكمة بأسرع وقت ممكن.
وردا على سؤال حول امكان التوجه الى الرياض، قال بري انه لا مانع من ذلك بعد التفاهم اللبناني اللبناني في سبيل تحصين التسوية الداخلية وجعلها اكثر مناعة وثباتا من خلال الرعاية السعودية التاريخية.
السعودية ترحب باللبنانيين بعد التوافق
وكان السفير السعودي عبد العزيز خوجة قد زار امس الرئيس بري والنائب الحريري واطلع منهما على مجريات الحوار الثنائي الدائر بينهما، وقال لـ«السفير» انه مرتاح للاجواء الايجابية جدا بين بري والحريري، لكنه أعرب عن تخوفه من محاولات التخريب الامني لاجهاض محاولات الحل السياسي.
وردا على سؤال حول المعلومات القائلة بان الرياض ستستقبل عددا من القيادات اللبنانية أجاب خوجة بعد اجتماعه بالرئيس بري «المهم ان يتم الاتفاق هنا بين جميع الفرقاء. وإذا تم هذا الاتفاق وقرورا ان يأتوا الى المملكة، فالمملكة ترحب بهم من دون شك».
وتزامن موقف خوجة مع اعلان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في تصريح صحافي مشترك مع سولانا في الرياض نفيه نية المملكة استضافة القادة اللبنانيين، وقال أنه «إذا كانت الارضية قوية ستكون مساعدة لايجاد الحلول، فإن المملكة ترحب بأي جهود لحل المشكلة اللبنانية»، مشيرا إلى أن المملكة «تبذل الجهود لمساعدة لبنان». وأضاف «إذا كان دورهم (الفرقاء اللبنانيون) هنا سيؤدي إلى الاستقرار بطبيعة الحال مرحب بهم في المملكة لعقد لقاء بين الفرقاء».
وسبق موقف الفيصل ما اوردته وكالة «فرانس برس» عن سفير عربي في الرياض بان الرياض ستستضيف لقاء للقيادات اللبنانية سيكون «تتويجا لاتفاق بين المعارضة والاكثرية النيابية، ويتخلله توقيع وثيقة تتضمن تفاصيل الاتفاق على غرار اتفاق مكة».
وفي السياق نفسه، أعربت مصادر حكومية لبنانية (الاكثرية) عن اعتقادها بان هناك مطبخا يعمل على ضخ المعلومات المضخمة حول نتائج الحوار «بهدف اجهاض المفاوضات نفسها واغراقها بكم من التوقعات لم تصل اليها فعليا»، وتوقفت المصادر نفسها عند معاني نفي كل من الوزير الفيصل وكلام خوجة أمس، خاصة وانه ابدى حرصه على عدم تسريب معلومات حول نتائج المفاوضات.
فرع المعلومات يكشف.. ومجلس الوزراء يعلن
أمنيا، كشف فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي عن توقيف مجموعة مؤلفة من أربعة أشخاص سوريين ينتمون إلى تنظيم «فتح الاسلام»، ضالعة في تفجير حافلتي نقل الركاب في بلدة عين علق في 13 شباط الفائت.
وقد اطلع مجلس الوزراء، في جلسته، مساء أمس، من وزير الداخلية حسن السبع والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي المقدم وسام الحسن على كل المعطيات المتصلة بتوقيف المجموعة منذ حوالي الاسبوع وكيف كان يتم اطلاع رئيس الحكومة يوميا على تقدم التحقيقات وانه كان مطروحا أن يتم الاعلان عن الامر اليوم أو غدا على ابعد تقدير، وهو الامر الذي جرى تداوله في الاجتماع الامني الموسع الذي عقد في السرايا الحكومية، لولا أن بعض الاجهزة قامت بتسريب الامر الى بعض الفضائيات العربية واللبنانية.
وقد اتهم وزير الداخلية حسن السبع المخابرات السورية صراحة بالوقوف وراء هذا التفجير انطلاقاً من «الارتباط القوي» القائم بينها وبين «فتح الاسلام». ونفى أن تكون هذه المجموعة قد خطّطت لاغتيال 36 شخصية سياسية ومهاجمة «اليونيفيل» في الجنوب، ولكنه قال إنها كانت تنوي تفجير بيت حزب الكتائب في بلدة بكفيا عبر وضع عبوة ناسفة في دراجة نارية، ملمحاً إلى أنه «كان هناك إصرار للقيام بالتفجير في منطقة لها صبغة سياسية معينة من أجل إيجاد احداث فتنة بين اهالي هذه المنطقة».
وأضاف السبع بأن الموقوفين اعترفوا بأنّهم ينتمون لتنظيم «فتح الاسلام»، وان التمويل كان ذاتياً أي عبر السطو على المصارف وقد اعترفوا بانهم سرقوا مصرفين في مدينتي طرابلس وصيدا.
وأكدت مصادر أمنية موثوقة لـ«السفير» أن أحد الموقوفين اعترف بأنه هو من فجر الحافلة الأولى في عين علق بينما تولى رفيقه تفجير الحافلة الثانية ولم تستطع القوى الأمنية توقيفه او العثور عليه لأنه استطاع الفرار إلى خارج لبنان ويعتقد أنه العقل المدبر وهو مواطن أردني من أصل فلسطيني يدعى شاكر عبسي، وكان قد حكم غيابيا بالاعدام في الاردن بتهمة قتل مواطن أميركي وقد القي القبض عليه في سوريا وأدى اعتقاله الى ازمة دبلوماسية بين عمان ودمشق التي افرجت عنه لاحقا حيث تنقل في أكثر من منطقة سورية قبل أن يصل الى مخيم برج البراجنة ومن ثم الى مخيم نهر البارد قبل حرب تموز الاخيرة.
الرياض تستقبل الحل ولا تصنعه ... وتتخوّف من «اغتياله» بالأمن
بـري لاستثمار القمة العربية من أجـل تسوية لبـنانية ... وقـوى 14 آذار تؤجّـل اجتماعها
(السفير 14/3/2007 م)
بدا تقدم الملف الأمني، أمس، في توقيته وعنوانه وتغطيته على عناوين البحث السياسي الجاري بين الرئيس نبيه بري والنائب سعد الحريري، مؤشرا لمخاوف جعلت حتى غلاة المتفائلين في الأيام الأخيرة، يطرحون أسئلة حول وجود نية ما للتخريب أو للتوظيف السياسي في هذا الاتجاه أو ذاك، خاصة وأن أعلى رأس الهرم الأمني في لبنان، أي وزير الداخلية حسن السبع، سارع الى اتهام المخابرات السورية بالضلوع في جريمة عين علق، بينما كانت الفضائيات العربية تنسب قبل ذلك الى مصادر أمنية لبنانية أن المجموعة التي القي القبض عليها تأتمر بأوامر تنظيم «القاعدة»!
كما كان لافتا للانتباه، أن التوقيت جاء ايضا عشية وصول المنسق الاعلى للخارجية والامن في الاتحاد الاوروبي خافيير سولانا الى العاصمة السورية، في أول اتصال اوروبي رفيع المستوى بدمشق منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط ,2005 خاصة وأنه سينقل لائحة مطالب لبنانية الى دمشق تدعو الى وقف أعمال تهريب السلاح والمسلحين الى لبنان وإقامة علاقات دبلوماسية والموافقة على المحكمة الدولية وتنفيذ الشق السوري من القرار ,1559 وهي المطالب التي قالت مصادر حكومية لبنانية انها ستكون «المدخل إما لشراكة اوروبية مع سوريا او اتخاذ قرار أوروبي بالمقاطعة بالاجماع» على حد تعبير المصادر اللبنانية، وهو الامر الذي قلّلت من أهميته بعض المصادر السورية.
وفيما لاحظت مصادر حكومية وأمنية لبنانية وجود ما أسمتها «شبهة تسريب معلومات مشوهة حول شبكة «فتح الاسلام» وارتباطها بـ«القاعدة» (أكدت أن هذا الامر لا أساس له من الصحة جملة وتفصيلا استنادا الى التحقيقات!)، خاصة أنه لم يكن قد اتخذ القرار حتى عصر يوم امس بالاعلان عن هذا «الانجاز الامني» الذي «مضى عليه حوالى الاسبوع»، فان بعض المراقبين طرحوا اسئلة حول ما اذا كانت هناك ملامح عودة متجددة لصراع أجهزة استخباراتية وأمنية داخلية
وخارجية لم يتوقف طيلة السنوات الأخيرة.
ولوحظ ان بعض العائدين من العاصمة السورية، وضعوا مسألة اتهام دمشق رسميا بالضلوع في جريمة عين علق «في خانة التشويش على المساعي الهادفة الى اعادة تطبيع العلاقات السورية السعودية والسورية المصرية»، وسألوا «هل تساعد هكذا خطوة زيارة السيد خافيير سولانا الى دمشق أم تقطع الطريق عليه، خاصة وان الاوروبيين مهتمون أكثر من دمشق بتوقيع اتفاقية الشراكة الاوروبية السورية الموقعة بالاحرف الاولى منذ ثماني سنوات»؟.
وفيما كان المسار اللبناني والاقليمي والدولي يشي بانفراجات متتالية يمكن أن يستفيد منها لبنان بتسوية داخلية ناجزة قبل القمة العربية، تتوّج باجتماع القيادات اللبنانية في المملكة العربية السعودية برعاية الملك عبدالله، فان تطورات، يوم أمس، الأمنية زادت منسوب التفاؤل الحذر والمعطوف في آن معا على المخاوف، حيث كان ينتظر أن تكون عملية الكشف للمرة الاولى عن متورطين في جريمة تفجير منذ انطلاق هذا المسلسل قبل سنتين، حدثا سياسيا وامنيا يجد صداه في الشارع اللبناني الموالي والمعارض، لولا أن فريقا سياسيا وأمنيا معينا حاول وضع «الانجاز» في خانة واحدة (اتهام سوريا وتبرئة «القاعدة»)، بينما لم يكن الامر كذلك على مستوى باقي الاجهزة الامنية الرسمية التي قيل انها كانت شريكة في الكشف عن «الشبكة» والتزمت بالصمت أو اتهمت بانها تقف وراء «تضخيم» موضوع «القاعدة»!.
قوى 14 تؤجل اجتماع البريستول
على الصعيد السياسي، يستعد كل من الرئيس بري والنائب الحريري لجولة جديدة من المحادثات السياسية في غضون الساعات القليلة المقبلة.
وقرّرت قوى الرابع عشر من آذار في وقت متأخر ليلاً إلغاء الاجتماع الذي كان مقرراً عند الحادية عشرة من قبل ظهر اليوم، في البريستول، وذلك لمناسبة الذكرى السنوية الثانية لتظاهرة الرابع عشر من آذار. وتردد أن التأجيل مرده تعذر عودة النائب وليد جنبلاط فيما قالت مصادر أخرى إن أسباب التأجيل أمنية خاصة في ضوء تطورات الساعات الأخيرة.
بري يريد تسوية قبل القمة العربية
وفي الوقت نفسه، واصلت قوى المعارضة مشاوراتها، وقال الرئيس بري لـ«السفير» انه ما زال على تفاؤله الحذر، واشار الى أنه يأمل بالتوصل الى تسوية قبل موعد القمة العربية، وأن ذلك يعني أن الايام القليلة المقبلة من هذا الاسبوع ستكون حاسمة، من أجل اعطاء مهلة زمنية للجان وصولا الى تكريس الاجماع حول القضايا المطروحة ولا سيما المحكمة والحكومة وقانون الانتخاب.
وقال الرئيس بري انه اذا لم نتوصل الى تسوية قبيل القمة العربية، فان الامور لن تكون سهلة بعدها، وأوضح ان الموفد الاوروبي خافيير سولانا ابلغه دعم الاتحاد الاوروبي للحوار ولاية تسوية على قاعدة لا غالب ولا مغلوب وأنه شدد أمامه بان هناك اكثر من ضرورة بالتوصل الى حل للازمة في لبنان قبل موعد القمة العربية.
وأوضح بري أن البحث مع سولانا تناول المحكمة الدولية وان الموفد الاوروبي شدد على إقرارها عبر الآليات الدستورية اللبنانية ملمحا الى وجود خيارات أخرى لدى المجتمع الدولي بينها الفصل السابع، وأنه ردّ عليه بانكم اذا كنتم حريصين على اقرارها من خلال الاجماع اللبناني عليكم أن تقنعوا صديقكم الرئيس فؤاد السنيورة بتشكيل حكومة وحدة وطنية تشكل المدخل لقرار المحكمة بأسرع وقت ممكن.
وردا على سؤال حول امكان التوجه الى الرياض، قال بري انه لا مانع من ذلك بعد التفاهم اللبناني اللبناني في سبيل تحصين التسوية الداخلية وجعلها اكثر مناعة وثباتا من خلال الرعاية السعودية التاريخية.
السعودية ترحب باللبنانيين بعد التوافق
وكان السفير السعودي عبد العزيز خوجة قد زار امس الرئيس بري والنائب الحريري واطلع منهما على مجريات الحوار الثنائي الدائر بينهما، وقال لـ«السفير» انه مرتاح للاجواء الايجابية جدا بين بري والحريري، لكنه أعرب عن تخوفه من محاولات التخريب الامني لاجهاض محاولات الحل السياسي.
وردا على سؤال حول المعلومات القائلة بان الرياض ستستقبل عددا من القيادات اللبنانية أجاب خوجة بعد اجتماعه بالرئيس بري «المهم ان يتم الاتفاق هنا بين جميع الفرقاء. وإذا تم هذا الاتفاق وقرورا ان يأتوا الى المملكة، فالمملكة ترحب بهم من دون شك».
وتزامن موقف خوجة مع اعلان وزير الخارجية السعودي الامير سعود الفيصل في تصريح صحافي مشترك مع سولانا في الرياض نفيه نية المملكة استضافة القادة اللبنانيين، وقال أنه «إذا كانت الارضية قوية ستكون مساعدة لايجاد الحلول، فإن المملكة ترحب بأي جهود لحل المشكلة اللبنانية»، مشيرا إلى أن المملكة «تبذل الجهود لمساعدة لبنان». وأضاف «إذا كان دورهم (الفرقاء اللبنانيون) هنا سيؤدي إلى الاستقرار بطبيعة الحال مرحب بهم في المملكة لعقد لقاء بين الفرقاء».
وسبق موقف الفيصل ما اوردته وكالة «فرانس برس» عن سفير عربي في الرياض بان الرياض ستستضيف لقاء للقيادات اللبنانية سيكون «تتويجا لاتفاق بين المعارضة والاكثرية النيابية، ويتخلله توقيع وثيقة تتضمن تفاصيل الاتفاق على غرار اتفاق مكة».
وفي السياق نفسه، أعربت مصادر حكومية لبنانية (الاكثرية) عن اعتقادها بان هناك مطبخا يعمل على ضخ المعلومات المضخمة حول نتائج الحوار «بهدف اجهاض المفاوضات نفسها واغراقها بكم من التوقعات لم تصل اليها فعليا»، وتوقفت المصادر نفسها عند معاني نفي كل من الوزير الفيصل وكلام خوجة أمس، خاصة وانه ابدى حرصه على عدم تسريب معلومات حول نتائج المفاوضات.
فرع المعلومات يكشف.. ومجلس الوزراء يعلن
أمنيا، كشف فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي عن توقيف مجموعة مؤلفة من أربعة أشخاص سوريين ينتمون إلى تنظيم «فتح الاسلام»، ضالعة في تفجير حافلتي نقل الركاب في بلدة عين علق في 13 شباط الفائت.
وقد اطلع مجلس الوزراء، في جلسته، مساء أمس، من وزير الداخلية حسن السبع والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي ورئيس فرع المعلومات في قوى الامن الداخلي المقدم وسام الحسن على كل المعطيات المتصلة بتوقيف المجموعة منذ حوالي الاسبوع وكيف كان يتم اطلاع رئيس الحكومة يوميا على تقدم التحقيقات وانه كان مطروحا أن يتم الاعلان عن الامر اليوم أو غدا على ابعد تقدير، وهو الامر الذي جرى تداوله في الاجتماع الامني الموسع الذي عقد في السرايا الحكومية، لولا أن بعض الاجهزة قامت بتسريب الامر الى بعض الفضائيات العربية واللبنانية.
وقد اتهم وزير الداخلية حسن السبع المخابرات السورية صراحة بالوقوف وراء هذا التفجير انطلاقاً من «الارتباط القوي» القائم بينها وبين «فتح الاسلام». ونفى أن تكون هذه المجموعة قد خطّطت لاغتيال 36 شخصية سياسية ومهاجمة «اليونيفيل» في الجنوب، ولكنه قال إنها كانت تنوي تفجير بيت حزب الكتائب في بلدة بكفيا عبر وضع عبوة ناسفة في دراجة نارية، ملمحاً إلى أنه «كان هناك إصرار للقيام بالتفجير في منطقة لها صبغة سياسية معينة من أجل إيجاد احداث فتنة بين اهالي هذه المنطقة».
وأضاف السبع بأن الموقوفين اعترفوا بأنّهم ينتمون لتنظيم «فتح الاسلام»، وان التمويل كان ذاتياً أي عبر السطو على المصارف وقد اعترفوا بانهم سرقوا مصرفين في مدينتي طرابلس وصيدا.
وأكدت مصادر أمنية موثوقة لـ«السفير» أن أحد الموقوفين اعترف بأنه هو من فجر الحافلة الأولى في عين علق بينما تولى رفيقه تفجير الحافلة الثانية ولم تستطع القوى الأمنية توقيفه او العثور عليه لأنه استطاع الفرار إلى خارج لبنان ويعتقد أنه العقل المدبر وهو مواطن أردني من أصل فلسطيني يدعى شاكر عبسي، وكان قد حكم غيابيا بالاعدام في الاردن بتهمة قتل مواطن أميركي وقد القي القبض عليه في سوريا وأدى اعتقاله الى ازمة دبلوماسية بين عمان ودمشق التي افرجت عنه لاحقا حيث تنقل في أكثر من منطقة سورية قبل أن يصل الى مخيم برج البراجنة ومن ثم الى مخيم نهر البارد قبل حرب تموز الاخيرة.