من هناك
03-05-2007, 01:36 PM
!
بقلم: د. إبراهيم حمامي
محمد خلف، اسمٌ كغيره من الأسماء التي تطرق مسامعنا صباح مساء، ربما سمع به البعض لكنهم ويا اسفاه مرّوا عليه مر السحاب، وآخرون لم يسمعوا به، لكنه اسمٌ يستحق أن نتوقف عنده، وأن نستمع لقصته، وأن ندعم موقفه، فهو موقف شرف ورجولة في زمن عز فيه الرجال.
محمد خلف حسن إبراهيم، 38 سنة، اسكندراني من أرض الكنانة مصر الحبيبة، أُمِر فلم يطع، هدد فلم يخضع، عوقب فلم يخنع، هو مواطن مصري يعمل في وزارة الداخلية برتبة أمين شرطة، صدر له أمر بالانتقال لحراسة السفارة "الإسرائيلية" في القاهرة، فرفض الأمر، حادثة تُسجّل كل يوم لولا أن الأمر هذه المرة يخص سفارة الاحتلال، فكان تحويله وبشكل فوري لمجلس تأديبي.
رفض محمد قرار التحويل، صرخ بكل قوة لن أحرس سفارة الغاصب المحتل، ولن أترك عائلتي لحماية القتلة والمجرمين، تقررحبسه 15 يوماً إلى حين تحويله للقضاء العسكري، لم يخضع محمد، أعلن إضرابه عن الطعام والشراب، وأصر أنه لن يحرس من يقتل أبناء جلدته ومن ينتهكون حرمة الحجر والبشر.
محمد خلف حسن إبراهيم أدخل مستشفى أم المصريين بغرفة في قسم الباطنة/طواريء مكبل اليدين، وتحت حراسة جندي وأمين شرطة، حالته الصحية في تدهور وعنها يقول الدكتور محمد صلاح مدير الطوارئ بالمستشفي أن أمين الشرطة يعاني من مضاعفات اضرابهعن الطعام واصابته بالهزال ، ويتم اعطاؤه محاليل وجلوكوز ومقويات لتعويض رفضه تناولالطعام، أوضح مدير الطوارئ انه في حالة ازدياد سوء حالته الصحية، سيتمتسليمه إلى الداخلية لنقله إلى مستشفي الشرطة أو أي مكان آخر! في يوم الأحد 25/02/2007 عاقبت محكمة عسكرية مصرية المواطن محمد خلف حسن إبراهيم بالحبس ستة أشهر لرفضه حراسة سفارة "اسرائيل" في القاهرة، علماً بأن الشرطة المصرية تتبع قواعد شبيهة بالجيش ولديها محاكم عسكرية خاصة بها لا تخضع قراراتها للاستئناف، وهو حكم مشدد على أمين الشرطة محمد خلف خاصة أن القانون العسكري المصري ينص على معاقبة كل من يرفض الأوامر العسكرية بالسجن فترات تتراوح ما بين 24 ساعة إلى ثلاث سنوات.
محمد خلف حسن إبراهيم، واحد من عشرات ملايين المصريين الذين كانوا وما زالوا يرفضون التطبيع مع الكيان الغاصب، رغم كل المحاولات اليائسة منذ كامب ديفيد التي وُقعت عام 1979 وحتى يومنا هذا، هو نموذج للمواطن البسيط الرافض لوجود الغاصب على أرض الكنانة، لم يكن رفضه الأول ولن يكون الأخير، لكنه يستحق منا أن نقف تحية له على شجاعته وموقفه، وأن ندعمه معنوياً ومادياً أيضاً، فهو بالتأكيد يرعى أسرة مصرية بسيطة كغالبية أبناء الشعب المصري العظيم، ولا أقل من رعاية أسرته حتى يخرج لها وقد زيّن وسام الشرف صدره بعد 6 أشهر من حكم عسكري جائر لموقف وطني شجاع.
حتى تكتمل الصورة لابد من التذكير أن السفارة "الاسرائيلية" بالقاهرة تقع في 6 شارع الشهيد محمد الدرة (ابن مالك سابقا) بمحافظة الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل الذي تطل عليهالسفارة مباشرة من ارتفاع اربعة عشر طابقا، وقد افتتحت لاول مرة في فبراير/شباط من العام 1980 وكانتعبارة عن فيللا بحي الدقي ثم انتقلت الى البناية التي تتواجد بها حاليا، ويردد الكثيرون أن موقع السفارة ليس نتاج الصدفة، بل تعمدوا ان يكون غرب النيل نظرا لأن شعارهم الصهيوني يقول (أرضك يا اسرائيل .. من الفرات إلى النيل) وهذا لا يتحقق الا بوجود السفارة غرب نهر النيل لانه لا يجوز- حسب وجهة نظرهم - ان يقيموا سفارة لهم على ارض تتبعهم!!
اليوم يقضي محمد فترة عقوبته بسجن في الجيزة جنوب القاهرة، في نفس الحي الذي تجثم فيه سفارة الإرهاب!
محمد خلف حسن إبراهيم: لك منا كل التحية والاحترام، ولك من كل أحرار العالم أوسمة الفخر والشرف، ومعك كل أبناء مصر الشرفاء الذين يرفضون التطبيع مع الغاصب المحتل، وأعلم أنك بموقفك هذا ضربت مثلاً سيحتذي به الكثيرون، وأعلم أنك حر في سجنك، وأننا نحن السجناء وراء قضبان الصمت والعجز والرضوخ.
عن موقف ابن مصر محمد خلف كتب ابن فلسطين الأستاذ مجيد البرغوثي هذه الأبيات:
عمّ محمد
شرطي أمين
واقف حارس .. حارس مين؟
مصر الحرة
مصر الثورة
مصر الناس المحترمين
لما الضابط أمره يرابط
علشان يحمي سفارة .. مين؟
قاللو سفارة اسرائيل
عند الجيزة
جنب النيل
عم محمد رفض الأمر
أصله حالف ألف يمين
إنه حارس حارس مين
مصر الحرة
مصر الثورة
مصر الناس المحترمين
قام الضابط شاخط شايط
حبس محمد
ولما الناس بتشكي احوالها
تروح الشرطة
وعم محمد شرطي أمين
طيب يشكي يشكي لمين
ربك شايف
وهو العارف
وعم محمد ما هو خايف
صبّح صايم
صام وصلى مع المساجين
قوموا زيـه
وصوموا زيـه مع الصايمين
عم محمد
ينصر دينك
قولوا امين
قولوا امين
بقلم: د. إبراهيم حمامي
محمد خلف، اسمٌ كغيره من الأسماء التي تطرق مسامعنا صباح مساء، ربما سمع به البعض لكنهم ويا اسفاه مرّوا عليه مر السحاب، وآخرون لم يسمعوا به، لكنه اسمٌ يستحق أن نتوقف عنده، وأن نستمع لقصته، وأن ندعم موقفه، فهو موقف شرف ورجولة في زمن عز فيه الرجال.
محمد خلف حسن إبراهيم، 38 سنة، اسكندراني من أرض الكنانة مصر الحبيبة، أُمِر فلم يطع، هدد فلم يخضع، عوقب فلم يخنع، هو مواطن مصري يعمل في وزارة الداخلية برتبة أمين شرطة، صدر له أمر بالانتقال لحراسة السفارة "الإسرائيلية" في القاهرة، فرفض الأمر، حادثة تُسجّل كل يوم لولا أن الأمر هذه المرة يخص سفارة الاحتلال، فكان تحويله وبشكل فوري لمجلس تأديبي.
رفض محمد قرار التحويل، صرخ بكل قوة لن أحرس سفارة الغاصب المحتل، ولن أترك عائلتي لحماية القتلة والمجرمين، تقررحبسه 15 يوماً إلى حين تحويله للقضاء العسكري، لم يخضع محمد، أعلن إضرابه عن الطعام والشراب، وأصر أنه لن يحرس من يقتل أبناء جلدته ومن ينتهكون حرمة الحجر والبشر.
محمد خلف حسن إبراهيم أدخل مستشفى أم المصريين بغرفة في قسم الباطنة/طواريء مكبل اليدين، وتحت حراسة جندي وأمين شرطة، حالته الصحية في تدهور وعنها يقول الدكتور محمد صلاح مدير الطوارئ بالمستشفي أن أمين الشرطة يعاني من مضاعفات اضرابهعن الطعام واصابته بالهزال ، ويتم اعطاؤه محاليل وجلوكوز ومقويات لتعويض رفضه تناولالطعام، أوضح مدير الطوارئ انه في حالة ازدياد سوء حالته الصحية، سيتمتسليمه إلى الداخلية لنقله إلى مستشفي الشرطة أو أي مكان آخر! في يوم الأحد 25/02/2007 عاقبت محكمة عسكرية مصرية المواطن محمد خلف حسن إبراهيم بالحبس ستة أشهر لرفضه حراسة سفارة "اسرائيل" في القاهرة، علماً بأن الشرطة المصرية تتبع قواعد شبيهة بالجيش ولديها محاكم عسكرية خاصة بها لا تخضع قراراتها للاستئناف، وهو حكم مشدد على أمين الشرطة محمد خلف خاصة أن القانون العسكري المصري ينص على معاقبة كل من يرفض الأوامر العسكرية بالسجن فترات تتراوح ما بين 24 ساعة إلى ثلاث سنوات.
محمد خلف حسن إبراهيم، واحد من عشرات ملايين المصريين الذين كانوا وما زالوا يرفضون التطبيع مع الكيان الغاصب، رغم كل المحاولات اليائسة منذ كامب ديفيد التي وُقعت عام 1979 وحتى يومنا هذا، هو نموذج للمواطن البسيط الرافض لوجود الغاصب على أرض الكنانة، لم يكن رفضه الأول ولن يكون الأخير، لكنه يستحق منا أن نقف تحية له على شجاعته وموقفه، وأن ندعمه معنوياً ومادياً أيضاً، فهو بالتأكيد يرعى أسرة مصرية بسيطة كغالبية أبناء الشعب المصري العظيم، ولا أقل من رعاية أسرته حتى يخرج لها وقد زيّن وسام الشرف صدره بعد 6 أشهر من حكم عسكري جائر لموقف وطني شجاع.
حتى تكتمل الصورة لابد من التذكير أن السفارة "الاسرائيلية" بالقاهرة تقع في 6 شارع الشهيد محمد الدرة (ابن مالك سابقا) بمحافظة الجيزة على الضفة الغربية لنهر النيل الذي تطل عليهالسفارة مباشرة من ارتفاع اربعة عشر طابقا، وقد افتتحت لاول مرة في فبراير/شباط من العام 1980 وكانتعبارة عن فيللا بحي الدقي ثم انتقلت الى البناية التي تتواجد بها حاليا، ويردد الكثيرون أن موقع السفارة ليس نتاج الصدفة، بل تعمدوا ان يكون غرب النيل نظرا لأن شعارهم الصهيوني يقول (أرضك يا اسرائيل .. من الفرات إلى النيل) وهذا لا يتحقق الا بوجود السفارة غرب نهر النيل لانه لا يجوز- حسب وجهة نظرهم - ان يقيموا سفارة لهم على ارض تتبعهم!!
اليوم يقضي محمد فترة عقوبته بسجن في الجيزة جنوب القاهرة، في نفس الحي الذي تجثم فيه سفارة الإرهاب!
محمد خلف حسن إبراهيم: لك منا كل التحية والاحترام، ولك من كل أحرار العالم أوسمة الفخر والشرف، ومعك كل أبناء مصر الشرفاء الذين يرفضون التطبيع مع الغاصب المحتل، وأعلم أنك بموقفك هذا ضربت مثلاً سيحتذي به الكثيرون، وأعلم أنك حر في سجنك، وأننا نحن السجناء وراء قضبان الصمت والعجز والرضوخ.
عن موقف ابن مصر محمد خلف كتب ابن فلسطين الأستاذ مجيد البرغوثي هذه الأبيات:
عمّ محمد
شرطي أمين
واقف حارس .. حارس مين؟
مصر الحرة
مصر الثورة
مصر الناس المحترمين
لما الضابط أمره يرابط
علشان يحمي سفارة .. مين؟
قاللو سفارة اسرائيل
عند الجيزة
جنب النيل
عم محمد رفض الأمر
أصله حالف ألف يمين
إنه حارس حارس مين
مصر الحرة
مصر الثورة
مصر الناس المحترمين
قام الضابط شاخط شايط
حبس محمد
ولما الناس بتشكي احوالها
تروح الشرطة
وعم محمد شرطي أمين
طيب يشكي يشكي لمين
ربك شايف
وهو العارف
وعم محمد ما هو خايف
صبّح صايم
صام وصلى مع المساجين
قوموا زيـه
وصوموا زيـه مع الصايمين
عم محمد
ينصر دينك
قولوا امين
قولوا امين