الحسني
03-03-2007, 10:50 AM
الجماعة الاسلامية تتموضع في البنود الستة التي أعلنها الشيخ عمار في 14 شباط
بابتي: التشكيلات الاخيرة والتغيير في رئاسة المكتب السياسي استحقاق في أوانه
الايوبي: الجماعة ملتزمة بالخط الوسطي وبالوفاء للرئيس الشهيد الحريري
(اللواء)
تعد الجماعة الاسلامية في لبنان من أول الاحزاب الوطنية التي ظهرت في الساحة اللبنانية منذ ظهور العمل الحزبي في لبنان وتعد هذه الحركة الاسلامية الام الشرعية لكثير من الحركات والاحزاب الاسلامية التي ظهرت في زمن الوصاية والتي كان الكثيرون من مؤسسي هذه الاحزاب أعضاءً وفي مراكز القيادة في الجماعة الاسلامية·
واليوم بعد الخروج من زمن الوصاية تعود الجماعة لتلعب دوراً بارزاً في الحياة السياسية اللبنانية متخذة الوسطية ونهج الاعتدال والتوافق وتلمع مواقفها السياسية في الاجواء اللبنانية الملبدة من جراء الانقسام السياسي الكبير الذي يعيشه الوطن وخاصة من خلال تحركها النوعي الذي برز أخيراً في النقاط الست التي تموضعت فيها والتي أعلن عنها الرئيس الجديد لمكتبها السياسي الدكتور علي الشيخ عمار في أحياء الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط وتضمنت مبادرة وسطية لحل الازمة السياسية الراهنة في لبنان وهي تخفيف الاحتقان السياسي والعودة الى الحوار بدل اللجوء الى الشارع وإقرار المحكمة ذات الطابع الدولي بعد الاتفاق على صيغتها النهائية وتوسعة الحكومة الحالية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية يحظى بثقة الجميع وصياغة قانون جديد للانتخابات ووضع خطة دفاعية شاملة قادرة على حماية لبنان وتحفظ دور الجيش والمقاومة·
واللافت في الآونة الاخيرة بروز النائب السابق ورئيس المكتب السياسي في الجماعة المحامي أسعد هرموش خطيباً في منابر الاحتفالات والمناسبات التي تنظمها قوى الرابع عشر من آذار والذي أظهر في محطة من محطات هذا الاحتقان خطاباً من عيار خطابات قوى الرابع عشر من آذار مع التأكيد الكامل من قياداتها على موقفها الوسطي وعدم تموضعها مع أحد من القوى المتناحرة على الساحة اللبنانية، ثم ليتزامن ذلك مع تغييرات موضوعة في التركيبة السياسية فيقصى المحامي هرموش عن موقعه وينتخب الدكتور علي الشيخ عمار رئيساً للمكتب السياسي وتثار حول هذا التغيير تساؤلات عدة عن موقع الجماعة في الساحة اليوم وموقفها من ما يجري وعن سبب استبدال هرموش وإن كان قد نجح في توليه منبر الجماعة في الساحة اللبنانية؟؟ ومواقفها من خطابات بعض أركان قوى الرابع عشر من آذار كرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط؟؟ وماذا عن البنود الست التي أطلقها الشيخ عمار في مهرجان الوفاء للشهيد الرئيس رفيق الحريري؟ هذا ما كان محور لقائنا في لواء الفيحاء والشمال مع عضو المكتب السياسي في لبنان للجماعة الاسلامية المهندس عبد الله بابتي ومسؤولها السياسي في الشمال الشيخ عزام الايوبي اللذين أكدا على موقف الجماعة الوسطي من مجريات الاحداث على الساحة اللبنانية الهادف الى التقريب بين وجهات النظر بين الجهات المتناحرة للوصول الى قواسم مشتركة تحل الأزمة الراهنة في لبنان وأكدا أيضاً أن التشكيلات الاخيرة كانت نتيجة انتهاء الدورة التنظيمية في الجماعة الاسلامية مع نهاية العام 2006 وكان لا بد من انتخابات جديدة لرئيس وأعضاء المكتب السياسي فيها وهذا ما حصل وأدى الى بعض التغييرات في مراكز الجماعة وتحديداً في رئاسة المكتب السياسي وإن الجماعة الاسلامية في الموقف الوسط بين الافرقاء المتناحرة من قوى الرابع والثامن عشر من آذار أي المعارضة والموالاة وهي تعول على العقلاء من كلا الطرفين في تحكيم العقل على المصلحة الذاتية لايجاد حل توافقي يرضي جميع الاطراف ولا ينصر فئة أو فريق على فئة أو فريق آخر·
بابتي
عضو القيادة المركزية للجماعة الاسلامية المهندس عبد الله بابتي تحدث بهذا السياق محدداً النقاط الأساس في تحرك الجماعة الاسلامية وقال:
تؤكد الجماعة الاسلامية التزامها بمصلحة البلد العليا وتحاول عبر قنوات عديدة أن تعمل على التقريب بين وجهات النظر من أجل اراحة الاجواء والوصول الى قواسم مشتركة يلتقي عندها الطرفان واضعة نصب عينيها أن لا نصل بالبلد الى ما لا تحمد عقباه لشعبنا الذي يتوق للاستقرار والاطمئنان الحاضر والمستقبل·
ورأى بابتي أن الجماعة لم تكن يوماً عضواً في تجمع الرابع عشر من آذار ولا متحالفة معه بمعنى الحلف المعلن وإنما تأتي المشاركة في مناسبتي استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2006- 2007 تعبيراً عن ايمانها بأن جريمة الاغتيال كانت تآمراً على البلد ورجالاته الذين جاءت تصفيتهم ضرباً من الاجرام الشنيع ولا بد من المطالبة والمشاركة في كل جهد يكشف المرتكبين ويقتص من القتلة المجرمين اضافة الى ما هنالك من قضايا تجعل التعاون ملحاً ومطلوباً على أكثر من صعيد لحماية البلد والطائفة ومن ثم العيش المشترك والاستقرار الصحيح·
ولفت بابتي الى أن كلام رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عن الخطأ الذي ارتكب عام 2005 بعدم مراعاة تمثيل الجماعة الاسلامية في المجلس النيابي· ذلك دليل على دور الجماعة الاسلامية في الشوف وفي الاقليم بالذات حيث أثبتت قدرتها من خلال نجاح مرشحيها في الانتخابات البلدية لدورتين متواليتين وفي المنحى العام فإن المصداقية التي تحلت الجماعة بها في كل معركة والتزمتها قد أعطت الدليل لكل محور سياسي أن يدرك نجاح التعامل معها ناهيك عن مسارها السياسي المعتدل والحريص على التعاون على خير البلد مع سائر الاطراف في المجتمع اللبناني لكل قضاياه العادلة·
وأشار بابتي الى التشكيلات الاخيرة وخلفياتها التي حدثت بالجماعة الاسلامية قائلاً لقد انتهت الدورة التنظيمية في الجماعة مع نهاية العام 2006 وكان لا بد من اجراء عملية انتخاب دورية لتجديد الكادرات التنظيمية بدءاً من أعضاء الشورى الى كل المجالس والمكاتب العاملة في مختلف المناطق وأولها القيادة المركزية فيها التي جرى انتخاب أعضائها ومنهم رئيس المكتب السياسي حيث اختير لهذا الموقع الدكتور علي الشيخ عمار باعتباره ممارساً لهذه المهمة قبل الفترة السابقة وأستطيع القول ان الثوابت في سياسة الجماعة لا تتغير مع تغيير الأشخاص ولهذا فالنجاح خاضع لعملية التقييم باستمرار في القيادة وعليه فكل منا له وعليه·
وعن موقف الجماعة من خطابات بعض زعماء 14 آذار (جعجع وجنبلاط تحديداً) رأى بابتي ان للجماعة موقفاً مبدئياً بأن لا تتعرض للأشخاص وإنما للقضايا ووجهات النظر التي يعرضونها·
وتبقى الممارسة السياسية من شتى الاطراف مليئة بالتناقضات لكننا نحرص على أن يكون خطابنا هادفاً مترفعاً عن أية انزلاقات كي لا تعرقل وصول الرأي الذي نريد عملاً بالقول المأثور "وارسل حكيماً ولا توصه فلعل الموقف وقوة الحجة تستدعي استخدام ما يناسبه من ألفاظ وعبارات لتحقيق المرتجى منه ولكل أسلوبه"·
وأكد بابتي أنه في ظل الطروحات المتعددة ووقوف كل طرف عند ثوابته ان ما طرحه الدكتور عمار باسم الجماعة في مهرجان 14 شباط من نقاط هي الثوابت الاساسية لها ولا نجد في سواها حلاً لما هو قائم وآخذ بالتصعيد في وقت يكاد معه أن ينفد صبر الناس عن تحمل حدة الصراع وعدم ايجاد الحل الذي يطمئنهم·
وانتهى بابتي الى القول لا بد من أن يضع الطرفان في الساحة اللبنانية اليوم مصلحة البلد قبل أي اعتبار ولا بد أن يتقدم كل منهما بخطوات باتجاه الحل ولو كان فيه أحياناً بعض التنازلات، اذ ما هو معروف ان لبنان لا يحكم من طرف واحد مهما كان شأنه وقوته كما أن ما يُجمع عليه العقلاء في لبنان وحده يجعل اية مبادرة من الخارج ذات مفعول ونجاح فليتق الله الذين تروق لهم مظاهر القوة والهيمنة فلو دامت لسواهم ما وصلت اليهم وإن نشوة الانتصار لا تدوم بينما حكم العقل وإخلاص النية لا بد أن يحققا الانقاذ المنتظر ان شاء الله·
الايوبي
من جهته المسؤول السياسي في الجماعة في الشمال الشيخ عزام الايوبي قال: ان الجماعة الاسلامية حتى الآن واضحة في تعريف نفسها وتحديد موقعها وهي ليست في جهة لا في 14 آذار ولا في 8 آذار ومن الواضح للعيان أن هناك الكثير من المواقف التي تتقاطع فيها رؤية الجماعة الاسلامية مع جماعة الرابع عشر من آذار وهذا ما يظهرها في كثير من الاحيان في نفس الاتجاه مع هذه القوى إلا أنه من الناحية الفعلية الجماعة لا يجمعها حتى هذه اللحظة مع قوى الرابع عشر من آذار أي وجود عضوي لذلك نحن لا نحضر لقاءات ولسنا جزءاً من هذا التشكيل·
وإن مشاركة الجماعة في احتفالات فريق الرابع عشر من آذار تترجم على انها في مواضيع هذه الاحتفالات تتشارك مع هذه القوى في رؤياها كموضوع ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري وهذه من الامور التي تبنتها الجماعة منذ اليوم الاول وأعلنت انها تقف الى مظلومية هذا الاغتيال ووافقت على المحكمة ذات الطابع الدولي وعلى كل ما يؤدي الى اظهار الحقيقة ومن اغتيال الرئيس الحريري، لذلك فإن هذه المشاركة تأتي ضمن سياق موقف الجماعة مع مواقف الرابع عشر من آذار·
وعن خطابات بعض أركان قوى الرابع عشر من آذار سمير جعجع ووليد جنبلاط تحديداً يقول الايوبي هناك اختلاف كبير جداً خاصة في اللقاءات العامة حيث تبرز فوارق شاسعة في المواقف فالجماعة رأيها وموقفها عبرت عنه بنفسها من خلال الكلمة التي ألقاها رئيس مكتبها السياسي الدكتور علي الشيخ عمار الوسطي وليس الحيادي لذلك نأخذ موقفاً وسطاً، وإن رأيها من مواقف البعض من قوى الرابع عشر من آذار حتماً هي ليست مع المواقف التصعيدية التي تأخذ منحاً يأخذ بالصراع السياسي الى حافة الهاوية ونرجو من الجميع أن يبقى معتدلاً في طموحاته لذلك نحن لا نوافق على فحوى بعض الكلمات التي جاءت في ذكرى الرئيس الحريري وعلى الاقل على صياغتها التي تخرج عن الاطار المقبول في الصراع السياسي·
وحول ما قاله رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط عن الخطأ الذي حصل عن عدم مراعاة تمثيل الجماعة في المجلس النيابي قال الايوبي ان هذا الكلام قبل الانتخابات في عام 2005 وبعدها وفي لقاءات معه أكد هذا الكلام ونحن نؤكد في ذلك انه لا يداهن ونظن انه كان فعلاً من الانصاف أن تتمثل الجماعة الاسلامية في الندوة النيابية·
ورأى الايوبي ان اداء الرئيس السابق للمكتب السياسي أسعد هرموش كان جيداً وأن ما يشاع من الذين لا يحبون أن يروا الجماعة قريبة من قوى الرابع عشر من آذار والذي يحب أن يراها في الجهة المناوئة لهذه القوى يحلو له ان يلبس موقف الجماعة لشخص الاخ أسعد هرموش تحديداً لما يعرف عنه انه يميل ولو من الناحية القلبية للرئيس الشهيد رفيق الحريري ضمن علاقته الشخصية وهذا أمر خاص وما يعنينا أن سياسة الجماعة لا تصاغ من قبل أي شخص فينا بدءاً من أمينها العام وصولاً الى رئيس مكتبها السياسي مروراً بأي شخص على انفراد فقراتها يؤخذ بالشورى وضمن مؤسسات الجماعة·
والأخ أسعد كان ملتزماً بقرارات الجماعة وما يعبر عنه في بعض ألفاظه فهذا الامر يختلف بين شخص وآخر وما يمكن قوله ان اداء الاخ أسعد كان ضمن إطار القرار السياسي المعتمد لمؤسسات الجماعة الاسلامية·
وأضاف يحلو للبعض أن يصف التغيير في المكتب السياسي في الجماعة على انه انقلاب في مواقف الجماعة أو أنه عودة بالجماعة الى إطار معين وإن مواقف الجماعة اليوم هي نفس المواقف التي كان يعبر عنها الاخ أسعد هرموش وخاصة من خلال البنود الست التي أعلنها الرئيس الجديد للمكتب السياسي الدكتور علي الشيخ عمار في كل المواضيع الحساسة وكان أعلنها الامين العام العام في الجماعة الاسلامية الشيخ فيصل مولوي في افطارها الرمضاني منذ ما يقارب الستة أشهر وكان يحضره كل أطياف السياسة من حزب الله حتى القوات اللبنانية وسمعوا هذه الرؤية·
بابتي: التشكيلات الاخيرة والتغيير في رئاسة المكتب السياسي استحقاق في أوانه
الايوبي: الجماعة ملتزمة بالخط الوسطي وبالوفاء للرئيس الشهيد الحريري
(اللواء)
تعد الجماعة الاسلامية في لبنان من أول الاحزاب الوطنية التي ظهرت في الساحة اللبنانية منذ ظهور العمل الحزبي في لبنان وتعد هذه الحركة الاسلامية الام الشرعية لكثير من الحركات والاحزاب الاسلامية التي ظهرت في زمن الوصاية والتي كان الكثيرون من مؤسسي هذه الاحزاب أعضاءً وفي مراكز القيادة في الجماعة الاسلامية·
واليوم بعد الخروج من زمن الوصاية تعود الجماعة لتلعب دوراً بارزاً في الحياة السياسية اللبنانية متخذة الوسطية ونهج الاعتدال والتوافق وتلمع مواقفها السياسية في الاجواء اللبنانية الملبدة من جراء الانقسام السياسي الكبير الذي يعيشه الوطن وخاصة من خلال تحركها النوعي الذي برز أخيراً في النقاط الست التي تموضعت فيها والتي أعلن عنها الرئيس الجديد لمكتبها السياسي الدكتور علي الشيخ عمار في أحياء الذكرى الثانية لاستشهاد الرئيس رفيق الحريري في الرابع عشر من شباط وتضمنت مبادرة وسطية لحل الازمة السياسية الراهنة في لبنان وهي تخفيف الاحتقان السياسي والعودة الى الحوار بدل اللجوء الى الشارع وإقرار المحكمة ذات الطابع الدولي بعد الاتفاق على صيغتها النهائية وتوسعة الحكومة الحالية وانتخاب رئيس جديد للجمهورية يحظى بثقة الجميع وصياغة قانون جديد للانتخابات ووضع خطة دفاعية شاملة قادرة على حماية لبنان وتحفظ دور الجيش والمقاومة·
واللافت في الآونة الاخيرة بروز النائب السابق ورئيس المكتب السياسي في الجماعة المحامي أسعد هرموش خطيباً في منابر الاحتفالات والمناسبات التي تنظمها قوى الرابع عشر من آذار والذي أظهر في محطة من محطات هذا الاحتقان خطاباً من عيار خطابات قوى الرابع عشر من آذار مع التأكيد الكامل من قياداتها على موقفها الوسطي وعدم تموضعها مع أحد من القوى المتناحرة على الساحة اللبنانية، ثم ليتزامن ذلك مع تغييرات موضوعة في التركيبة السياسية فيقصى المحامي هرموش عن موقعه وينتخب الدكتور علي الشيخ عمار رئيساً للمكتب السياسي وتثار حول هذا التغيير تساؤلات عدة عن موقع الجماعة في الساحة اليوم وموقفها من ما يجري وعن سبب استبدال هرموش وإن كان قد نجح في توليه منبر الجماعة في الساحة اللبنانية؟؟ ومواقفها من خطابات بعض أركان قوى الرابع عشر من آذار كرئيس الهيئة التنفيذية في القوات اللبنانية سمير جعجع ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط؟؟ وماذا عن البنود الست التي أطلقها الشيخ عمار في مهرجان الوفاء للشهيد الرئيس رفيق الحريري؟ هذا ما كان محور لقائنا في لواء الفيحاء والشمال مع عضو المكتب السياسي في لبنان للجماعة الاسلامية المهندس عبد الله بابتي ومسؤولها السياسي في الشمال الشيخ عزام الايوبي اللذين أكدا على موقف الجماعة الوسطي من مجريات الاحداث على الساحة اللبنانية الهادف الى التقريب بين وجهات النظر بين الجهات المتناحرة للوصول الى قواسم مشتركة تحل الأزمة الراهنة في لبنان وأكدا أيضاً أن التشكيلات الاخيرة كانت نتيجة انتهاء الدورة التنظيمية في الجماعة الاسلامية مع نهاية العام 2006 وكان لا بد من انتخابات جديدة لرئيس وأعضاء المكتب السياسي فيها وهذا ما حصل وأدى الى بعض التغييرات في مراكز الجماعة وتحديداً في رئاسة المكتب السياسي وإن الجماعة الاسلامية في الموقف الوسط بين الافرقاء المتناحرة من قوى الرابع والثامن عشر من آذار أي المعارضة والموالاة وهي تعول على العقلاء من كلا الطرفين في تحكيم العقل على المصلحة الذاتية لايجاد حل توافقي يرضي جميع الاطراف ولا ينصر فئة أو فريق على فئة أو فريق آخر·
بابتي
عضو القيادة المركزية للجماعة الاسلامية المهندس عبد الله بابتي تحدث بهذا السياق محدداً النقاط الأساس في تحرك الجماعة الاسلامية وقال:
تؤكد الجماعة الاسلامية التزامها بمصلحة البلد العليا وتحاول عبر قنوات عديدة أن تعمل على التقريب بين وجهات النظر من أجل اراحة الاجواء والوصول الى قواسم مشتركة يلتقي عندها الطرفان واضعة نصب عينيها أن لا نصل بالبلد الى ما لا تحمد عقباه لشعبنا الذي يتوق للاستقرار والاطمئنان الحاضر والمستقبل·
ورأى بابتي أن الجماعة لم تكن يوماً عضواً في تجمع الرابع عشر من آذار ولا متحالفة معه بمعنى الحلف المعلن وإنما تأتي المشاركة في مناسبتي استشهاد الرئيس الشهيد رفيق الحريري في 14 شباط 2006- 2007 تعبيراً عن ايمانها بأن جريمة الاغتيال كانت تآمراً على البلد ورجالاته الذين جاءت تصفيتهم ضرباً من الاجرام الشنيع ولا بد من المطالبة والمشاركة في كل جهد يكشف المرتكبين ويقتص من القتلة المجرمين اضافة الى ما هنالك من قضايا تجعل التعاون ملحاً ومطلوباً على أكثر من صعيد لحماية البلد والطائفة ومن ثم العيش المشترك والاستقرار الصحيح·
ولفت بابتي الى أن كلام رئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط عن الخطأ الذي ارتكب عام 2005 بعدم مراعاة تمثيل الجماعة الاسلامية في المجلس النيابي· ذلك دليل على دور الجماعة الاسلامية في الشوف وفي الاقليم بالذات حيث أثبتت قدرتها من خلال نجاح مرشحيها في الانتخابات البلدية لدورتين متواليتين وفي المنحى العام فإن المصداقية التي تحلت الجماعة بها في كل معركة والتزمتها قد أعطت الدليل لكل محور سياسي أن يدرك نجاح التعامل معها ناهيك عن مسارها السياسي المعتدل والحريص على التعاون على خير البلد مع سائر الاطراف في المجتمع اللبناني لكل قضاياه العادلة·
وأشار بابتي الى التشكيلات الاخيرة وخلفياتها التي حدثت بالجماعة الاسلامية قائلاً لقد انتهت الدورة التنظيمية في الجماعة مع نهاية العام 2006 وكان لا بد من اجراء عملية انتخاب دورية لتجديد الكادرات التنظيمية بدءاً من أعضاء الشورى الى كل المجالس والمكاتب العاملة في مختلف المناطق وأولها القيادة المركزية فيها التي جرى انتخاب أعضائها ومنهم رئيس المكتب السياسي حيث اختير لهذا الموقع الدكتور علي الشيخ عمار باعتباره ممارساً لهذه المهمة قبل الفترة السابقة وأستطيع القول ان الثوابت في سياسة الجماعة لا تتغير مع تغيير الأشخاص ولهذا فالنجاح خاضع لعملية التقييم باستمرار في القيادة وعليه فكل منا له وعليه·
وعن موقف الجماعة من خطابات بعض زعماء 14 آذار (جعجع وجنبلاط تحديداً) رأى بابتي ان للجماعة موقفاً مبدئياً بأن لا تتعرض للأشخاص وإنما للقضايا ووجهات النظر التي يعرضونها·
وتبقى الممارسة السياسية من شتى الاطراف مليئة بالتناقضات لكننا نحرص على أن يكون خطابنا هادفاً مترفعاً عن أية انزلاقات كي لا تعرقل وصول الرأي الذي نريد عملاً بالقول المأثور "وارسل حكيماً ولا توصه فلعل الموقف وقوة الحجة تستدعي استخدام ما يناسبه من ألفاظ وعبارات لتحقيق المرتجى منه ولكل أسلوبه"·
وأكد بابتي أنه في ظل الطروحات المتعددة ووقوف كل طرف عند ثوابته ان ما طرحه الدكتور عمار باسم الجماعة في مهرجان 14 شباط من نقاط هي الثوابت الاساسية لها ولا نجد في سواها حلاً لما هو قائم وآخذ بالتصعيد في وقت يكاد معه أن ينفد صبر الناس عن تحمل حدة الصراع وعدم ايجاد الحل الذي يطمئنهم·
وانتهى بابتي الى القول لا بد من أن يضع الطرفان في الساحة اللبنانية اليوم مصلحة البلد قبل أي اعتبار ولا بد أن يتقدم كل منهما بخطوات باتجاه الحل ولو كان فيه أحياناً بعض التنازلات، اذ ما هو معروف ان لبنان لا يحكم من طرف واحد مهما كان شأنه وقوته كما أن ما يُجمع عليه العقلاء في لبنان وحده يجعل اية مبادرة من الخارج ذات مفعول ونجاح فليتق الله الذين تروق لهم مظاهر القوة والهيمنة فلو دامت لسواهم ما وصلت اليهم وإن نشوة الانتصار لا تدوم بينما حكم العقل وإخلاص النية لا بد أن يحققا الانقاذ المنتظر ان شاء الله·
الايوبي
من جهته المسؤول السياسي في الجماعة في الشمال الشيخ عزام الايوبي قال: ان الجماعة الاسلامية حتى الآن واضحة في تعريف نفسها وتحديد موقعها وهي ليست في جهة لا في 14 آذار ولا في 8 آذار ومن الواضح للعيان أن هناك الكثير من المواقف التي تتقاطع فيها رؤية الجماعة الاسلامية مع جماعة الرابع عشر من آذار وهذا ما يظهرها في كثير من الاحيان في نفس الاتجاه مع هذه القوى إلا أنه من الناحية الفعلية الجماعة لا يجمعها حتى هذه اللحظة مع قوى الرابع عشر من آذار أي وجود عضوي لذلك نحن لا نحضر لقاءات ولسنا جزءاً من هذا التشكيل·
وإن مشاركة الجماعة في احتفالات فريق الرابع عشر من آذار تترجم على انها في مواضيع هذه الاحتفالات تتشارك مع هذه القوى في رؤياها كموضوع ذكرى استشهاد الرئيس رفيق الحريري وهذه من الامور التي تبنتها الجماعة منذ اليوم الاول وأعلنت انها تقف الى مظلومية هذا الاغتيال ووافقت على المحكمة ذات الطابع الدولي وعلى كل ما يؤدي الى اظهار الحقيقة ومن اغتيال الرئيس الحريري، لذلك فإن هذه المشاركة تأتي ضمن سياق موقف الجماعة مع مواقف الرابع عشر من آذار·
وعن خطابات بعض أركان قوى الرابع عشر من آذار سمير جعجع ووليد جنبلاط تحديداً يقول الايوبي هناك اختلاف كبير جداً خاصة في اللقاءات العامة حيث تبرز فوارق شاسعة في المواقف فالجماعة رأيها وموقفها عبرت عنه بنفسها من خلال الكلمة التي ألقاها رئيس مكتبها السياسي الدكتور علي الشيخ عمار الوسطي وليس الحيادي لذلك نأخذ موقفاً وسطاً، وإن رأيها من مواقف البعض من قوى الرابع عشر من آذار حتماً هي ليست مع المواقف التصعيدية التي تأخذ منحاً يأخذ بالصراع السياسي الى حافة الهاوية ونرجو من الجميع أن يبقى معتدلاً في طموحاته لذلك نحن لا نوافق على فحوى بعض الكلمات التي جاءت في ذكرى الرئيس الحريري وعلى الاقل على صياغتها التي تخرج عن الاطار المقبول في الصراع السياسي·
وحول ما قاله رئيس اللقاء الديمقراطي وليد جنبلاط عن الخطأ الذي حصل عن عدم مراعاة تمثيل الجماعة في المجلس النيابي قال الايوبي ان هذا الكلام قبل الانتخابات في عام 2005 وبعدها وفي لقاءات معه أكد هذا الكلام ونحن نؤكد في ذلك انه لا يداهن ونظن انه كان فعلاً من الانصاف أن تتمثل الجماعة الاسلامية في الندوة النيابية·
ورأى الايوبي ان اداء الرئيس السابق للمكتب السياسي أسعد هرموش كان جيداً وأن ما يشاع من الذين لا يحبون أن يروا الجماعة قريبة من قوى الرابع عشر من آذار والذي يحب أن يراها في الجهة المناوئة لهذه القوى يحلو له ان يلبس موقف الجماعة لشخص الاخ أسعد هرموش تحديداً لما يعرف عنه انه يميل ولو من الناحية القلبية للرئيس الشهيد رفيق الحريري ضمن علاقته الشخصية وهذا أمر خاص وما يعنينا أن سياسة الجماعة لا تصاغ من قبل أي شخص فينا بدءاً من أمينها العام وصولاً الى رئيس مكتبها السياسي مروراً بأي شخص على انفراد فقراتها يؤخذ بالشورى وضمن مؤسسات الجماعة·
والأخ أسعد كان ملتزماً بقرارات الجماعة وما يعبر عنه في بعض ألفاظه فهذا الامر يختلف بين شخص وآخر وما يمكن قوله ان اداء الاخ أسعد كان ضمن إطار القرار السياسي المعتمد لمؤسسات الجماعة الاسلامية·
وأضاف يحلو للبعض أن يصف التغيير في المكتب السياسي في الجماعة على انه انقلاب في مواقف الجماعة أو أنه عودة بالجماعة الى إطار معين وإن مواقف الجماعة اليوم هي نفس المواقف التي كان يعبر عنها الاخ أسعد هرموش وخاصة من خلال البنود الست التي أعلنها الرئيس الجديد للمكتب السياسي الدكتور علي الشيخ عمار في كل المواضيع الحساسة وكان أعلنها الامين العام العام في الجماعة الاسلامية الشيخ فيصل مولوي في افطارها الرمضاني منذ ما يقارب الستة أشهر وكان يحضره كل أطياف السياسة من حزب الله حتى القوات اللبنانية وسمعوا هذه الرؤية·