تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مساجين فلسطينيين في سجون سوريا يناشدوا الضمير العالمي



ابن خلدون
02-28-2007, 09:19 PM
إن السجون السورية تعج أيضا بالسجناء الفلسطينيين واللبنانيين تحديدا، ومنهم من مات في السجن مثل المناضل الفلسطيني المعروف (عبد المجيد الزغموت)الذي اعتقل عام 1966 وظلّ في السجن 34 عاما حتى وفاته في فبراير من عام2000، وقد أرسل آنذاك فاروق القدومي (الحليف الاستراتيجي للنظام السوري حاليا) برقية للرئيس عرفات قال فيها: (أنعي لكم بمزيد من الأسى وفاة المناضل الشهيد عبد المجيد الزغموت بعد أن أمضى 34 عاما في غياهب السجن وجدرانه المغلقة. مضى عبد المجيد رحمه الله يحمل شهادة البراءة بعد أن حرره الموت من ظلم الإنسان وقسوته، بعد أن حرره الموت وأنقذه من حياة السجون). وقد رصدت الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان حتى يونيو عام 2000 أسماء 28 فلسطينيا ماتوا في السجون السورية منهم : (النقيب أبو الفخر، أبو رمزي قدورة، المقدم أحمد أبو عيشة، الرائد حسام االبعلبكي، الرائد علي فتحي كريمة، الدكتور محي الدين الأسطل، الرائد نبهان الشيخ، و علي يوسف زعيتر). وقائمة ألأسماء وبرقية فاروق القدومي منشورتان في العددين الخامس والسادس (يونيو 2002) من مجلة (النشرة) التي كانت تصدرها (الجمعية الفلسطينية لحقوق الإنسان)، وقد رصدت الجمعية حتى ذلك التاريخ عدد 494 سجينا فلسطينيا في السجون السورية، ونشرت أمام كل اسم تاريخ سجنه وعمره ومسقط رأسه وعنوان وهاتف أسرته للاتصال بها إن توفرت معلومات لدى أي شخص أو مصدر. ومن الحالات المعروفة العقيد توفيق الطيراوي مدير المخابرات الفلسطينية في الضفة الغربية الآن، الذي اختطفته المخابرات السورية من بيروت في 23 يوليو 1986 وبقي في سجن المزة حتى 2 نوفمبر 1989، وقد خرج من السجن مصابا بكسور في العمود الفقري وضعف في البصر من جراء التعذيب، وحالة المناضل الفلسطيني المعروف اللواء أبو طعان (مصطفي ذيب خليل) قائد الكفاح الفلسطيني المسلح في بيروت الذي سلمّه أحمد جبريل و أبو خالد العملة للمخابرات السورية عقب انشقاق العملة وأبو موسى عن حركة فتح عام 1983 وبقي في السجن السوري 21 عاما حتى فبراير من عام 2004 حيث أفرج عنه بسبب تردي حالته الصحية ومخافة أن يموت في السجن، وهو يعيش اليوم في مخيم عين الحلوة بالجنوب اللبناني، ولا بد من توثيق تجربته المريرة لتبقى شاهدا على جرائم وطغيان هذا النظام
ما هو ذنب الطالبة (وفاء عبيدات) التي تم خطفها للسجن وهي تدرس طب الأسنان بجامعة دمشق؟ هل هددت الأمن القومي وهي التي كانت لا تعرف في دمشق سوى الطريق من شقتها إلى الكلية ؟ وما هو ذنب شقيقها (ماهر) وغيره أمثال الفتيات المذكورات في القائمة المعلنة؟. هل يقرأ هؤلاء فقرات من حديث والدتهما (أم هاني) ل (عمان نت) في الحادي عشر من كانون أول 2006، علّ خلية واحدة في ضمير واحد منهم تتحرك: (جننت وأصبحت أعيش على المهدئات وأهذي باستمرار منادية بإسمهما على المارة في الطريق. أصبت بهشاشة العظام، أصبحت ضعيفة القوى، عيوني لا تعرف النوم، أما زوجي فقد أصيب بنزيف في دماغه انتهى به إلى الشلل النصفي ثم فارق الحياة بعد رحلة طويلة من الألم والمرض.....لا تصلنا رسائل منهما إلا بعض الاتصالات من أشخاص سوريين أجهل هويتهم ويطلبون مبالغ طائلة كنا غير قادرين على تحملها تصل إلى 50 ألف دينار أردنيا من أجل أن يفرج عنهم).
أتمنى أن يقرأ الرئيس الشاب بشار الأسد هذه الكلمات!. أتمنى أن يشعر الرئيس الشاب لحظة واحدة بمعاناة الأمهات والآباء والأطفال وهو الطبيب أساسا ليسأل مسؤولي السجون عنده: بأي ذنب يستمر هؤلاء الشباب والفتيات والرجال في السجون هذه السنين الطويلة؟ وإن كانوا مذنبين فكيف يطلب من ذويهم هذه الرشاوي الباهظة؟. وحكاية الرشاوي والابتزاز الذي يتعرض له ذوي السجناء والمخطوفين الأردنيين ومن جنسيات عربية أخرى التي أشارت لها (أم هاني) حقيقة معروفة في سورية، وقد عايشت في عام 1987 قصة مماثلة، فقد تمّ اعتقال واحدا من معارف عائلتي القريبين (.....الحمايدة)، وقد كان اعتقاله أثناء دخوله للحدود السورية في (درعا) للمرة الأولى في حياته لحضور عرس أحد أقاربه، وفور الاعتقال طلب منهم موظف برتبة (ملازم) مبلغ مائتي ألف ليرة سورية للإفراج عنه، و إلا سيلفق له تهمة العمل مع المخابرات الأردنية. اتصل بي أهله وذهبت للمقدم (مروان بنورة) نفسه وكان جوابه : (ما دام تدخل في الموضوع ضابط آخر وطلب هكذا مبلغ فلا أستطيع مجرد السؤال عنه). وحتى عام 1996 ظلّ ذلك الشخص غائبا في السجون السورية ولم أسمع عن حالته شيئا بعد تلك السنة.

احمد ابومطر - ايلاف