طلال
02-27-2007, 12:04 AM
الشراع - 2007 / 2 / 23
الاثنان من لبنان ومن جنوبه تحديداً.
الاول من بوابة جبل عامل صيدا، والثاني من قضاء صور البازورية..
الاثنان من اصول العمل في الارض أباً وجداً، والاثنان في مقتبل الشباب، الاول في الثلاثينيات من عمره والثاني يكاد يغادر الاربعينيات.
الاثنان قدما الأغلى للوطن، رفيق الحريري والد سعد الدين، وهادي نصرالله بكر حسن.
الاثنان اصبحا قدوة للشباب.. وان كان الاقتداء قادماً من مواقع مختلفة.
ومع هذا ومن هذه القدوة يبدأ الافتراق بين سعد الدين الحريري وحسن نصرالله.
لم يحمل سعدالدين الحريري سلاحاً في حياته.. وحياة حسن نصرالله كلها سلاح، وإذا اعطيت السلاح لسعد الدين ألغيت طبيعته وأصبح انساناً آخر، وإذا نـزعت السلاح من حسن نصرالله ألغيت طبيعته وأصبح انساناً آخر.. علماً بأن سعدالدين يملك ان يشتري السلاح ويكدسه من ماله الخاص ويستطيع ان يكون مستقلاً يصرف على السلاح والرجال، بينما لا يملك نصر الله ان يشتري مسدساً، وكل رصاصة في يده قيد عليه كما كل تومان ايراني او دولار اميركي.. مصدرا المال والسلاح يحددان مصيره الشخصي والحزبي والسياسي ويكاد يكون الديـني ايضاً.
لم يكن الموت يوماً هدف دعوة سعد الدين اللبنانيين في العمل، ولم تكن الحياة يوماً هدف دعوة نصر الله اللبنانيين في الجهاد.. سعد الدين يدعو للحياة ونصر الله يدعو للموت، الحياة في نظر سعد الدين هي فطرة الله في خلقه، والموت في نظر نصر الله هي في فطرة الله في نصره.
الموت في نظر نصر الله هي الطريق الى الحياة الآخرى، والحياة في الدنيا في نظر سعد الدين هي الطريق الى الحياة الآخرة.
افتح الطريق الى الحياة في نظر سعد الدين تكسب أجراً في الدنيا وفي الآخرة، وافتح الطريق الى الموت في نظر نصر الله تكسب أجراً في الآخرة على حساب الحياة في الدنيا.
سعد الدين الحريري وفي كل الوفاء لوالده الشهيد الذي سحب آلاف الشباب اللبناني من الشارع ليدخلوا الجامعات والمختبرات وليصبحوا اطباء ومهندسين وعلماء.. ومن كل الطوائف والمذاهب اللبنانية، ونصر الله كان وفياً لمراجعه ولشهدائه بضخ المزيد من الشباب الى القتال اقتداء بنجله البكر الشهيد وكلهم من الشيعة في الفعل ومن كل الطوائف والمذاهب في تحمل رد الفعل.
هكذا يتقابل سعد الدين الحريري وحسن نصر الله ليحددا أي لبنان ووطن يريد اللبنانيون.
لا يريد حسن نصر الله ترك السلاح سواء لقتال العدو او حتى لقتال من يقف في طريقه.. ولن يحمل سعد الدين الحريري السلاح وهو يؤمن ان هناك طرقاً اكثر فعالية وأقل تكلفة لقتال العدو والانتصار عليه..
كلما تصاعد دور سعد الدين في لبنان كما منطقه وفلسفته آمن اللبنانيون بالبقاء في وطنهم لإعادة إعماره مرات ومرات.
وكلما تصاعد دور نصر الله في لبنان كما منطقه وفلسفته، تنادى اللبنانيون لهجرة وطنهم يأساً من امكانية المحافظة على الذي عمروه مرات ومرات.
تشجيع العرب والعالم للمجيء الى لبنان والعمل فيه والاستثمار هي احدى وسائل سعد الدين لنهضة الوطن.
وتخويف العرب والعالم من المجيء الى لبنان والعمل فيه والاستثمار فيه هي احدى وسائل نصر الله للسيطرة على الوطن واخضاعه لمنطق الصراع.
يقول سعد الدين كفانا صراعاً وتحويلاً لوطننا الى ارض مستباحة يلعب فيها اصحاب المصالح من عرب ومسلمين اقرباء وبعداء على حساب اللبنانيين.
ويقول نصر الله يا أهلاً بالمعارك على ارض لبنان لهزيمة الصهيونية والاستعمار على حساب اللبنانيين بدءاً من تضحيات فقراء الشيعة اولاً.
يدعو سعد الدين الذين يريدون قتال اسرائيل واميركا ان يدعوهما الى بلادهم لقتالهما، بل وان يذهبوا اليهما لمواجهتهما ويفرجوا عن لبنان بعد ان تعب وقدم التضحيات ودمروه وهجروا أهله وشبابه وما زالوا.
ويدعو نصر الله الذين يريدون قتال اسرائيل واميركا الى منازلتهما في لبنان فيكون هو رأس الحربة.. لا هم ان دمّـر لبنان وهجره شبابه من قرى الجنوب الى كل بقعة في لبنان.
يريد سعد الدين الحريري صداقة العالم كله عرباً وأجانب ليساهموا في إعادة إعمار لبنان لإنعاش بنيه واقتصاده وخدماته، ليكون نموذجاً يواجه العدو الصهيوني، ولا يرى حسن نصرالله في العالم إلا من يساعده بالمال والسلاح على منازلة إسرائيل في كل لبنان.
يكسب سعدالدين الحريري صداقة العالم كله ما عدا إسرائيل وإيران وسوريا، ويخسر حسن نصرالله صداقة العالم كله ولا يبقى معه لمنازلة إسرائيل إلا إيران وحدها.. أما سوريا أو نظامها فينتظر رضى أميركا عليه لتساعده في عقد صفقة مع إسرائيل للتخلص من حسن نصرالله وحزبه.
واسمحوا لنا هنا لفتح مزدوجين نقول فيهما (إحدى نقاط التشابه والالتقاء مرة أخرى بين سعدالدين ونصرالله، هي نظرة النظام السوري إلى كليهما، فبعد ان قتل نظام الأسد رفيق الحريري كما قتل عشرات الكبار في هذا الوطن بدءاً من الشهيد كمال جنبلاط، واستعداده الدائم لقتل الكبار الآخرين أيضاً بدءاً من الشهيد الحي وليد جنبلاط، ها هو يعرض بضاعته على أميركا وإسرائيل لقتل كبار الوطن هذه المرة بدءاً من حسن نصرالله نفسه.. وما زالت الصفقة على الطاولة والخلاف فيها على الثمن.. فإسرائيل تريد من بشار الأسد الدخول إلى لبنان لتصفية حسن نصرالله وحزبه وأميركا تريد من بشار تصفية حسن نصرالله وحزبه.. إنما دون العودة إلى وصايته على لبنان).
هنا يبدأ الافتراق الأكبر بين سعدالدين ونصرالله.
سعدالدين الحريري يحذر نصرالله من سياسة النظام السوري المستعد للتضحية بكل اللبنانيين من أجل مصالحه الضيقة وهي السلطة العمياء والمال ((الغرّار)).. والقبضة الحديد ورغد العيش.
لكن نصرالله مستعد للتضحية بكل اللبنانيين من أجل المحافظة على ولائه للنظام السوري وهو أخبر بمصالحه الضيقة وجشع قادته للمال ولجوئهم إلى القبضة الحديد على الناس في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق والأردن.. من أجل ضمان بقائهم في مواقعهم ليتمكنوا من التمتع برغد العيش.
سعد الدين يحذر نصرالله بأن بشار الأسد لا يحب لبنان ولا يحب اللبنانيين، ويريد الانتقام منهم لأنهم أخرجوا نظامه الكريه من أرضهم بعد وصاية أشد سوءاً وإيلاماً من أي احتلال عرفه لبنان.
ونصرالله يأبى إلا أن يعيد بشار ونظامه ووصايته على لبنان.. حتى لو كان ثمن ذلك تصفية آخر بؤرة مقاومة ضد العدو الصهيوني على جبهة عربية وحيدة.
سعد الدين يحذر نصرالله من إصرار النظام السوري على إبقاء ساحة الجولان مغلقة في وجه المقاومة حرصاً على مصالح إسرائيل وأمنها.
ونصرالله يشارك الأسد إبقاء الجولان مقفلاً متعهداً له بأن يعوضها فتح جبهة لبنان للدمار والمقاومة وبقاء الجولان ممنوعاً على المجاهدين والمقاومين.
سعد الدين يحذر نصرالله من عرقنة لبنان، حيث كل حلفاء إيران يقاتلون مع الأميركان المحتلين معاركهم، ويحاربون المقاومين ضد الاحتلال، ويخضعون بلدهم لاحتلال فارس لبلاد الرافدين.
ونصرالله يرى في جماعة إيران في العراق نماذج له وحلفاء وأصحاب مصير مشترك معه.
سعد الدين يحذر نصرالله بأن ما يجري في العراق هو فتنة مذهبية تشارك فيها إيران عبر فرق الموت وعبر القاعدة التي أطلقتها من أراضيها لغزو العراق، وعبر تفتيت العراق إلى أقاليم مذهبية يقود دعوتها شريك نصرالله في التبعية لإيران عبد العزيز الحكيم وابنه عمار.
ونصرالله يرى ان انتصار جماعة إيران في العراق هو انتصار له وان هزيمة المقاومة ضد الاحتلالين الأميركي والإيراني، هو هزيمة له في لبنان.. وان قيام دولة شيعية في جنوبي العراق تحكمها إيران يجعل طهران قريبة أكثر من الحدود مع العدو الصهيوني.
سعد الدين يسأل نصرالله لماذا تتحالف مع أميركا في العراق؟ وكيف تقول انك ضد أميركا في لبنان، وكيف تسمح بأن ينهار العراق تحت وطأة الانتقام الصهيوني والانتقام الفارسي والاحتلال الأميركي.. وما هو مصير لبنان إذا عقدت صفقة بين طهران وإسرائيل كما اعتادت طهران الاسلامية ان تفعل.
ونصر الله لا يهتم الا بجعل ايران داخل لبنان قوية على حدود فلسطين المحتلة، تشعل نيران الحرب وتجعل اللبنانيين لها وقوداً والشيعة تحديداً.
سعد الدين يدعو نصر الله للايمان بالوطنية الجامعة، والعروبة الديموقراطية والاسلام التوحيدي.
ونصر الله لا يرى في العروبة الا نظام بشار الاكثر اجراماً في حق العروبة، ولا يرى في الاسلام الا بدع الفرس وحرصهم على تفتيت المسلمين بدءاً من العراق الى سوريا وفلسطين ولبنان دون ان ينسوا الفتنة داخل اليمن والسودان ومصر وتونس.. حتى الآن.
مرجعية سعد الدين هي لبنان واللبنانيين ومصالحهم وحياة ابنائهم وبناء وطنهم.
ومرجعية نصر الله هي ايران ومصالح نظام دمشق وبقاء قادته في مناصبهم على حساب لبنان واللبنانيين ووطنهم.
يقول نصر الله ان مرجعية سعد الدين هي اميركا وفرنسا والسعودية ومصر والامم المتحدة وقليلاً ما روسيا والصين وبريطانيا والاردن..
يقول نصر الله ان ما يبقي حكومة فؤاد السنيورة على قيد الحياة هو دعم الدنيا كلها، طبعاً ما عدا ايران وسوريا – لهذه الحكومة - .
يقول نصر الله لفؤاد السنيورة ما نفعك اذا كسبت الدنيا كلها وخسرت ثقة اللبنانيين.
ولا يقول سعد الدين انما المنطق نفسه يرد على نصر الله قائلاً له: هل هناك دولة واحدة في الدنيا عبر الزمان استطاعت ان تعيش وحدها دون تعاون مع الآخرين، هل كان آدم دون حواء.. وكانت الخليقة.
هل كان هو وحزبه شيئاً دون ايران، وماذا تريد ايران الآن أليس رضى اميركا حتى تعترف بها وتسمح لها، راقب يا سيد حسن ماذا نقول، تسمح لها.. نعم ايران تريد اخذ السماح من اميركا لتسمح لها بأن تبني ما هو حق من حقوقها.. ولكن فؤاد السنيورة لا يطلب اذناً من اميركا يا سيد.. وأنت تعرف انه لولا فؤاد السنيورة لما كان القرار 1701 الذي وافقت عليه بلهفة المشتاق بينما كانت اميركا تريد قراراً آخر يا سيد لكن وطنية فؤاد السنيورة وليست صفقات بشار الاسد وليس استجداء نظام طهران هي التي اتت بالقرار الدولي الذي حضنته باشتياق عندما جاءك خلال المعارك، وها انت ترسل صبيتك لمهاجمة عناصره في القوات الدولية لتعيد فتح الجبهة لمصلحة ايران التي ما زالت تنتظر سماحاً من اميركا لبناء قدرتها النووية.
بين سعد الدين ونصر الله هناك فرق؟.. نعم.
سعد الدين يريد استقلال لبنان، ونصر الله يريد تبعة الوطن لمصالح نظام بشار الاسد والنظام الفارسي في طهران.
سعد الدين يريد الحرية والسيادة والعيش بكرامة، ونصر الله يريد جعل المال الشريف والنظيف والعفيف المسروق من تعب فقراء ايران والعراق بديلاً عن الحرية والسيادة والعيش بكرامة.
وأخيراً،
ما هو هذا السر الذي يجعل المطلوبين للقتل من نظام بشار الاسد يعيشون الحياة على لائحة انتظار الموت، بينما الذين يقولون ان اسرائيل تهددهم يتجولون بكل حرية في كل ارجاء لبنان.
ما هو هذا السر الذي يجعل السيد حسن نصر الله يقبل الضمانة الفرنسية والحماية الالمانية والتعهد الاميركي بعدم تعرضه ومهرجاناته لأي عدوان صهيوني، بينما لا يثق سعد الدين الحريري بأي طمأنة تأتيه من أي جهة عربية او دولية بأن بشار الاسد لا يريد قتله او قتل وليد جنبلاط او قتل نسيب لحود او قتل الياس عطا الله او قتل نائلة معوض او قتل سمير فرنجية او قتل بطرس حرب او قتل شارل رزق او قتل الياس المر او قتل جهاد ازعور او سامي حداد او طارق متري او احمد فتفت او حسن السبع او باسم السبع..
الا يثبت كل ذلك بأن هناك فرقاً.؟؟؟؟
الاثنان من لبنان ومن جنوبه تحديداً.
الاول من بوابة جبل عامل صيدا، والثاني من قضاء صور البازورية..
الاثنان من اصول العمل في الارض أباً وجداً، والاثنان في مقتبل الشباب، الاول في الثلاثينيات من عمره والثاني يكاد يغادر الاربعينيات.
الاثنان قدما الأغلى للوطن، رفيق الحريري والد سعد الدين، وهادي نصرالله بكر حسن.
الاثنان اصبحا قدوة للشباب.. وان كان الاقتداء قادماً من مواقع مختلفة.
ومع هذا ومن هذه القدوة يبدأ الافتراق بين سعد الدين الحريري وحسن نصرالله.
لم يحمل سعدالدين الحريري سلاحاً في حياته.. وحياة حسن نصرالله كلها سلاح، وإذا اعطيت السلاح لسعد الدين ألغيت طبيعته وأصبح انساناً آخر، وإذا نـزعت السلاح من حسن نصرالله ألغيت طبيعته وأصبح انساناً آخر.. علماً بأن سعدالدين يملك ان يشتري السلاح ويكدسه من ماله الخاص ويستطيع ان يكون مستقلاً يصرف على السلاح والرجال، بينما لا يملك نصر الله ان يشتري مسدساً، وكل رصاصة في يده قيد عليه كما كل تومان ايراني او دولار اميركي.. مصدرا المال والسلاح يحددان مصيره الشخصي والحزبي والسياسي ويكاد يكون الديـني ايضاً.
لم يكن الموت يوماً هدف دعوة سعد الدين اللبنانيين في العمل، ولم تكن الحياة يوماً هدف دعوة نصر الله اللبنانيين في الجهاد.. سعد الدين يدعو للحياة ونصر الله يدعو للموت، الحياة في نظر سعد الدين هي فطرة الله في خلقه، والموت في نظر نصر الله هي في فطرة الله في نصره.
الموت في نظر نصر الله هي الطريق الى الحياة الآخرى، والحياة في الدنيا في نظر سعد الدين هي الطريق الى الحياة الآخرة.
افتح الطريق الى الحياة في نظر سعد الدين تكسب أجراً في الدنيا وفي الآخرة، وافتح الطريق الى الموت في نظر نصر الله تكسب أجراً في الآخرة على حساب الحياة في الدنيا.
سعد الدين الحريري وفي كل الوفاء لوالده الشهيد الذي سحب آلاف الشباب اللبناني من الشارع ليدخلوا الجامعات والمختبرات وليصبحوا اطباء ومهندسين وعلماء.. ومن كل الطوائف والمذاهب اللبنانية، ونصر الله كان وفياً لمراجعه ولشهدائه بضخ المزيد من الشباب الى القتال اقتداء بنجله البكر الشهيد وكلهم من الشيعة في الفعل ومن كل الطوائف والمذاهب في تحمل رد الفعل.
هكذا يتقابل سعد الدين الحريري وحسن نصر الله ليحددا أي لبنان ووطن يريد اللبنانيون.
لا يريد حسن نصر الله ترك السلاح سواء لقتال العدو او حتى لقتال من يقف في طريقه.. ولن يحمل سعد الدين الحريري السلاح وهو يؤمن ان هناك طرقاً اكثر فعالية وأقل تكلفة لقتال العدو والانتصار عليه..
كلما تصاعد دور سعد الدين في لبنان كما منطقه وفلسفته آمن اللبنانيون بالبقاء في وطنهم لإعادة إعماره مرات ومرات.
وكلما تصاعد دور نصر الله في لبنان كما منطقه وفلسفته، تنادى اللبنانيون لهجرة وطنهم يأساً من امكانية المحافظة على الذي عمروه مرات ومرات.
تشجيع العرب والعالم للمجيء الى لبنان والعمل فيه والاستثمار هي احدى وسائل سعد الدين لنهضة الوطن.
وتخويف العرب والعالم من المجيء الى لبنان والعمل فيه والاستثمار فيه هي احدى وسائل نصر الله للسيطرة على الوطن واخضاعه لمنطق الصراع.
يقول سعد الدين كفانا صراعاً وتحويلاً لوطننا الى ارض مستباحة يلعب فيها اصحاب المصالح من عرب ومسلمين اقرباء وبعداء على حساب اللبنانيين.
ويقول نصر الله يا أهلاً بالمعارك على ارض لبنان لهزيمة الصهيونية والاستعمار على حساب اللبنانيين بدءاً من تضحيات فقراء الشيعة اولاً.
يدعو سعد الدين الذين يريدون قتال اسرائيل واميركا ان يدعوهما الى بلادهم لقتالهما، بل وان يذهبوا اليهما لمواجهتهما ويفرجوا عن لبنان بعد ان تعب وقدم التضحيات ودمروه وهجروا أهله وشبابه وما زالوا.
ويدعو نصر الله الذين يريدون قتال اسرائيل واميركا الى منازلتهما في لبنان فيكون هو رأس الحربة.. لا هم ان دمّـر لبنان وهجره شبابه من قرى الجنوب الى كل بقعة في لبنان.
يريد سعد الدين الحريري صداقة العالم كله عرباً وأجانب ليساهموا في إعادة إعمار لبنان لإنعاش بنيه واقتصاده وخدماته، ليكون نموذجاً يواجه العدو الصهيوني، ولا يرى حسن نصرالله في العالم إلا من يساعده بالمال والسلاح على منازلة إسرائيل في كل لبنان.
يكسب سعدالدين الحريري صداقة العالم كله ما عدا إسرائيل وإيران وسوريا، ويخسر حسن نصرالله صداقة العالم كله ولا يبقى معه لمنازلة إسرائيل إلا إيران وحدها.. أما سوريا أو نظامها فينتظر رضى أميركا عليه لتساعده في عقد صفقة مع إسرائيل للتخلص من حسن نصرالله وحزبه.
واسمحوا لنا هنا لفتح مزدوجين نقول فيهما (إحدى نقاط التشابه والالتقاء مرة أخرى بين سعدالدين ونصرالله، هي نظرة النظام السوري إلى كليهما، فبعد ان قتل نظام الأسد رفيق الحريري كما قتل عشرات الكبار في هذا الوطن بدءاً من الشهيد كمال جنبلاط، واستعداده الدائم لقتل الكبار الآخرين أيضاً بدءاً من الشهيد الحي وليد جنبلاط، ها هو يعرض بضاعته على أميركا وإسرائيل لقتل كبار الوطن هذه المرة بدءاً من حسن نصرالله نفسه.. وما زالت الصفقة على الطاولة والخلاف فيها على الثمن.. فإسرائيل تريد من بشار الأسد الدخول إلى لبنان لتصفية حسن نصرالله وحزبه وأميركا تريد من بشار تصفية حسن نصرالله وحزبه.. إنما دون العودة إلى وصايته على لبنان).
هنا يبدأ الافتراق الأكبر بين سعدالدين ونصرالله.
سعدالدين الحريري يحذر نصرالله من سياسة النظام السوري المستعد للتضحية بكل اللبنانيين من أجل مصالحه الضيقة وهي السلطة العمياء والمال ((الغرّار)).. والقبضة الحديد ورغد العيش.
لكن نصرالله مستعد للتضحية بكل اللبنانيين من أجل المحافظة على ولائه للنظام السوري وهو أخبر بمصالحه الضيقة وجشع قادته للمال ولجوئهم إلى القبضة الحديد على الناس في سوريا ولبنان وفلسطين والعراق والأردن.. من أجل ضمان بقائهم في مواقعهم ليتمكنوا من التمتع برغد العيش.
سعد الدين يحذر نصرالله بأن بشار الأسد لا يحب لبنان ولا يحب اللبنانيين، ويريد الانتقام منهم لأنهم أخرجوا نظامه الكريه من أرضهم بعد وصاية أشد سوءاً وإيلاماً من أي احتلال عرفه لبنان.
ونصرالله يأبى إلا أن يعيد بشار ونظامه ووصايته على لبنان.. حتى لو كان ثمن ذلك تصفية آخر بؤرة مقاومة ضد العدو الصهيوني على جبهة عربية وحيدة.
سعد الدين يحذر نصرالله من إصرار النظام السوري على إبقاء ساحة الجولان مغلقة في وجه المقاومة حرصاً على مصالح إسرائيل وأمنها.
ونصرالله يشارك الأسد إبقاء الجولان مقفلاً متعهداً له بأن يعوضها فتح جبهة لبنان للدمار والمقاومة وبقاء الجولان ممنوعاً على المجاهدين والمقاومين.
سعد الدين يحذر نصرالله من عرقنة لبنان، حيث كل حلفاء إيران يقاتلون مع الأميركان المحتلين معاركهم، ويحاربون المقاومين ضد الاحتلال، ويخضعون بلدهم لاحتلال فارس لبلاد الرافدين.
ونصرالله يرى في جماعة إيران في العراق نماذج له وحلفاء وأصحاب مصير مشترك معه.
سعد الدين يحذر نصرالله بأن ما يجري في العراق هو فتنة مذهبية تشارك فيها إيران عبر فرق الموت وعبر القاعدة التي أطلقتها من أراضيها لغزو العراق، وعبر تفتيت العراق إلى أقاليم مذهبية يقود دعوتها شريك نصرالله في التبعية لإيران عبد العزيز الحكيم وابنه عمار.
ونصرالله يرى ان انتصار جماعة إيران في العراق هو انتصار له وان هزيمة المقاومة ضد الاحتلالين الأميركي والإيراني، هو هزيمة له في لبنان.. وان قيام دولة شيعية في جنوبي العراق تحكمها إيران يجعل طهران قريبة أكثر من الحدود مع العدو الصهيوني.
سعد الدين يسأل نصرالله لماذا تتحالف مع أميركا في العراق؟ وكيف تقول انك ضد أميركا في لبنان، وكيف تسمح بأن ينهار العراق تحت وطأة الانتقام الصهيوني والانتقام الفارسي والاحتلال الأميركي.. وما هو مصير لبنان إذا عقدت صفقة بين طهران وإسرائيل كما اعتادت طهران الاسلامية ان تفعل.
ونصر الله لا يهتم الا بجعل ايران داخل لبنان قوية على حدود فلسطين المحتلة، تشعل نيران الحرب وتجعل اللبنانيين لها وقوداً والشيعة تحديداً.
سعد الدين يدعو نصر الله للايمان بالوطنية الجامعة، والعروبة الديموقراطية والاسلام التوحيدي.
ونصر الله لا يرى في العروبة الا نظام بشار الاكثر اجراماً في حق العروبة، ولا يرى في الاسلام الا بدع الفرس وحرصهم على تفتيت المسلمين بدءاً من العراق الى سوريا وفلسطين ولبنان دون ان ينسوا الفتنة داخل اليمن والسودان ومصر وتونس.. حتى الآن.
مرجعية سعد الدين هي لبنان واللبنانيين ومصالحهم وحياة ابنائهم وبناء وطنهم.
ومرجعية نصر الله هي ايران ومصالح نظام دمشق وبقاء قادته في مناصبهم على حساب لبنان واللبنانيين ووطنهم.
يقول نصر الله ان مرجعية سعد الدين هي اميركا وفرنسا والسعودية ومصر والامم المتحدة وقليلاً ما روسيا والصين وبريطانيا والاردن..
يقول نصر الله ان ما يبقي حكومة فؤاد السنيورة على قيد الحياة هو دعم الدنيا كلها، طبعاً ما عدا ايران وسوريا – لهذه الحكومة - .
يقول نصر الله لفؤاد السنيورة ما نفعك اذا كسبت الدنيا كلها وخسرت ثقة اللبنانيين.
ولا يقول سعد الدين انما المنطق نفسه يرد على نصر الله قائلاً له: هل هناك دولة واحدة في الدنيا عبر الزمان استطاعت ان تعيش وحدها دون تعاون مع الآخرين، هل كان آدم دون حواء.. وكانت الخليقة.
هل كان هو وحزبه شيئاً دون ايران، وماذا تريد ايران الآن أليس رضى اميركا حتى تعترف بها وتسمح لها، راقب يا سيد حسن ماذا نقول، تسمح لها.. نعم ايران تريد اخذ السماح من اميركا لتسمح لها بأن تبني ما هو حق من حقوقها.. ولكن فؤاد السنيورة لا يطلب اذناً من اميركا يا سيد.. وأنت تعرف انه لولا فؤاد السنيورة لما كان القرار 1701 الذي وافقت عليه بلهفة المشتاق بينما كانت اميركا تريد قراراً آخر يا سيد لكن وطنية فؤاد السنيورة وليست صفقات بشار الاسد وليس استجداء نظام طهران هي التي اتت بالقرار الدولي الذي حضنته باشتياق عندما جاءك خلال المعارك، وها انت ترسل صبيتك لمهاجمة عناصره في القوات الدولية لتعيد فتح الجبهة لمصلحة ايران التي ما زالت تنتظر سماحاً من اميركا لبناء قدرتها النووية.
بين سعد الدين ونصر الله هناك فرق؟.. نعم.
سعد الدين يريد استقلال لبنان، ونصر الله يريد تبعة الوطن لمصالح نظام بشار الاسد والنظام الفارسي في طهران.
سعد الدين يريد الحرية والسيادة والعيش بكرامة، ونصر الله يريد جعل المال الشريف والنظيف والعفيف المسروق من تعب فقراء ايران والعراق بديلاً عن الحرية والسيادة والعيش بكرامة.
وأخيراً،
ما هو هذا السر الذي يجعل المطلوبين للقتل من نظام بشار الاسد يعيشون الحياة على لائحة انتظار الموت، بينما الذين يقولون ان اسرائيل تهددهم يتجولون بكل حرية في كل ارجاء لبنان.
ما هو هذا السر الذي يجعل السيد حسن نصر الله يقبل الضمانة الفرنسية والحماية الالمانية والتعهد الاميركي بعدم تعرضه ومهرجاناته لأي عدوان صهيوني، بينما لا يثق سعد الدين الحريري بأي طمأنة تأتيه من أي جهة عربية او دولية بأن بشار الاسد لا يريد قتله او قتل وليد جنبلاط او قتل نسيب لحود او قتل الياس عطا الله او قتل نائلة معوض او قتل سمير فرنجية او قتل بطرس حرب او قتل شارل رزق او قتل الياس المر او قتل جهاد ازعور او سامي حداد او طارق متري او احمد فتفت او حسن السبع او باسم السبع..
الا يثبت كل ذلك بأن هناك فرقاً.؟؟؟؟