سلطان المصري
02-25-2007, 09:12 PM
نعم هذا ما ادعاه الشيعه الكذابين .
تمسكت الشيعه بأن علي ابن ابي طالب هو الاحق بالخلافه وهذا حق الهي فقالوا : ان النبي لما نزل بغدير خم , في مكان بين مكه والمدينه اثناء رجوعه من حجه الوداع , فقام في الناس وخطب فيهم واعلن ان علي ابن ابي طالب : اخي ووصي وخليفتي والامام من بعدي وابلغهم ان الله تعالي انزل الايه الكريمه {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67 - لكن الصحيح ان هذه الايه نزلت في عام الحديبيه عند عوده النبي الي المدينه ولم تنزل في حجه الوداع وبين الحديبيه وحجه الوداع اربع سنوات . لكن التاريخ اثبت لنا بأنهم كذابون لقولهم ان النبي اوصي بخلافه علي بعده , في حين ان الخليفه بعد رسول الله كان ابو بكر الصديق ثم عمر ابن الخطاب فعثمان ( ولنا تعليق صغير ) اذا كان علي رضي الله عنه وارضاه يعلم بأنه خليفه من الله ومنصوص عليها , اذا فلماذا بايع ابو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ؟! فان كان ذلك عن عجز فعجزه ينفي صلاحيته للامامه وان كان عن علم واغضاء فذلك عصيان لله وامره وبقبول علي ابن ابي طالب التحكيم في موقعه صفين يكون قد تنازل عن اقراره بالولايه والوصايه وذلك معناه تأثيم علي كما ان زعم الشيعه بقبول علي التحكيم وقبوله الخلافه من سبقوه من الراشدين كان حقنا لدماء المسلمين , لكن نرد عليهم ونقول لهم انتم كذابين ونسألهم ما رأيكم ايها الشيعه في دماء حروب الجمل وصفين وغيرهما , ويزعم الشيعه ان النبي قال : من كنت مولاه فعلي مولاة , اللهم وال من والاه , وعاد من عاداه , وان كان هذا الحديث صحيحا فهو دعوه الي مناصره علي ومحاذرة الخروج عليه وليس دعوه الي تنصيبه ونسله من بعده ولاه للمسلمين من بعده للابد كما يراها الشيعه . أما عن قول نبينا : ( لو كان نبي بعدي لكان عمر ) وهذا قول شديد التذكيه لعمر واشد وضوحا واكثر دلاله مما قيل في علي . والاشد غرابه والمنافي للعقل والمنطق السليم :-ان يفرد النبي الجهد لتفاصيل الكثير من الامور الهامشيه – اذا قيست بأمور الخلافه والحكم بدليل تعرضه لامور الطهاره واداب قضاء الحاجه ثم يفوته الاعلان عن تلك الوصيه علي الملا والانسان المحايد ذو العقل يصعب عليه تصديق هذا التزوير . فرسولنا الكريم لم يسكت عن امر سهوا او غفله وحاشاه انما لحكم وغايه ومسأله الوصايا تلك – لو صحت جدلا فانها تحسب علي سيدنا علي ولا تحسب له فلو كان صدر اليه الامر النبوي بولايه الحكم والخلافه ثم لم يصدع به وتهاون في تنفيذه وقبول خلافه غيره من الصحابه .. يكون اذا قد خالف النبي وعصاه الامر الذي ننزه عليا ان يفعله , اذا ان هذا العصيان قد يقوض مسأله عصمه علي والائمه من بعده , فالعصمه لا تكون مع العصيان والمخالفه لكلام النبي , لذا نري ان الشيعه بأفتراء مسألة الوصيه هذه قد اساءوا الي سيدنا علي , والله لم يجعل النبوه او العصمه امرا يتوارثه الابناء والاحفاد . والامامه ليست منصبا الهيا , فالامام علي نفسه يقول وان تركتموني فأنا كأحدكم ولعلي اسمعكم واطوعكم لمن وليتموه أمركم , وأنا لكم وزيرا خيرا لكم مني اميرا , ويقول دعوني والتمسوا غيري ( نهج البلاغه ص 181) ولماذا يختص الله تعالي نبي الاسلام بتوريث الخلافه في نسله ؟ ولماذا لم يحدث ذلك لانبياء الله الاخرين وهم كُثر ؟ ولا يقولن قائل ان سليمان ورث النبوه عن ابيه ام ان اسماعيل ورث النبوه عن ابراهيم – صلوات الله عليهم جميعا –فتلك نبؤه يختار الله لها من يشاء , وهي غير الخلافه و حكم الناس . فالله لم يجعل الخلافه والحكم امرا يتوارثه الابناء والاحفاد , ولو اراد الله تعالي انتقال الحكم او توريث الخلافه والولايه في عقب النبي الكريم لابقي علي الذكور من ابنائه . اليس من الاولي ان يكون اخبار الله تعالي للنبي بوصايه سيدنا علي بن ابي طالب وبتوارث الامامه في عقبه موثقه في القران او منصوصا عليها في السنه وان يكون ذلك علنا ومؤكدا وعلي رؤس الاشهاد . والمساله كلها تتعارض مع اخبار الله لنا باكتمال الدين وتمام المله . وكيف يوصي النبي بالامامه للاثني عشر اماما , في حين لم يتولها منهم الا سيدنا علي وحده , والباقون لم يحكموا – باستثناء سته اشهر تولي فيها الخلافه الحسن بن علي وتنازل بعدها لمعاويه – وزعم الشيعه ان اخر ائمتهم قد اختفي في السرداب منذ اكثر من الف سنه , ولم يمت وسوف يعود في اخر الزمان ليحكم الدنيا بالعدل بعد ان ملئت جورا , وما زالوا ينتظرون امامهم عند باب السرداب , ولم يعد ولن يعود . أجل لقد قال الحبيب المصطفي أنه – صلي الله عليه وسلم –مدينه العلم وأن علي ابن ابي طالب بابها . ولكنه قال ايضا ان ابا عبيده بن الجراح امين هذه الامه , وما زعم احد من ابناء ابن الجراح وجوب النص بولايته بمقتضي امانته , ولم يقل اتباعه بأنهم احق بالامامه بزعم ان الامانه اولي من الباب .ويذكر المقريزي في ( الخطط -356- 357 ) والمعروف عن المقريزي بميوله الشيعيه – أن أبن سبأ هو اول من احدث في زمن علي رضي الله عنه القول بوصيه الرسول صلي الله عليه وسلم لعلي , واحدث القول برجعته بعد موته الي الحياه الدنيا ويري الشيعه ان الحكم لو كان بيد علي وذريته لاكل الناس من فوقهم ومن تحت ارجلهم لبنا وعسلا . والتاريخ يشهد بخلاف ذلك , فمده خلافه علي دامت حوالي خمس سنوات مضت كلها في صراعات دمويه راح ضحيتها الوف من المسلمين , في حين لم يتجاوز عدد شهداء المسلمين في جميع غزواتهم مع الحبيب المصطفي عده مئات من الشهداء . ويقول الشيعه ان النبي صلي الله عليه وسلم حين خرج الي غزوه تبوك خلف علي ابن ابي طالب علي النساء والاطفال في المدينه , في حين قلد محمد بن مسلمه رعايه شؤون المسلمين واداره الحكم في المدينه , فقال له علي : اتخلفني في النساء والصبيان , فقال له النبي : أما ترضي ان تكون مني بمترله هارون من موسي الا انه لا نبي بعدي . وليس في هذا الكلام ما يفيد اقتصار الامامه والخلافه علي سيدنا علي بن ابي طالب والا صح ذلك دليلا لكل من استخلفهم النبي في غزواته وجازت لهم الخلافه والحكم ومنهم ابو سلمه بن عبد الاسد وذيد بن حارثه , وابن ام مكتوم , ومحمد بن مسلمه وغيرهم , والقياس هنا غير صحيح لان موسي لم يكن حاكما بل كان نبيا ولم يستخلف هارون في الحكم وانما استخلفه في القيام بواجبات النبوه فهارون نبي وليس من سائر الناس , والحكم شئ والنبوه شئ اخر . ولو كان موصي بأستخلاف علي من الله بعد النبي لعهد اليه النبي بأدارة الحكم في جميع الغزوات التي تخلف فيها بدلا من اسنادها الي غيره . ويحكي الشيعه أن سيدنا علي بن ابي طالب قد تصدق وهو يصلي , اذ اعطي خاتمه لاحد السائلين , ويرون في ذلك ثبوت النص علي سيدنا علي بالخلافه بعد رسول الله بنص القران الكريم . ففي الايه 55 من سوره المائده ( {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } - ويرون أن الايه نزلت في حق علي بأتفاق المفسرين حيث اعطي السائل خاتمه وهو راكع في صلاته ( وما اشد تهافت هذه الحجه ) فحدوث ذلك الامر يطعن في خشوع سيدنا علي اثناء الصلاه , والخشوع شرط صحتها . ولو كانت المسأله صدقه بخاتم تثبت الخلافه , فما احق الخلفاء الراشدين بها , فابو بكر تبرع بكل ماله ولما سألة النبي ما تركت لعيالك , قال الله ورسوله , وكذلك عمر ابن الخطاب تبرع بنصف ماله , وعثمان بن عفان تبرع بقافله كامله من ثلاثمئه بعير والف دينار لتمويل جيش العسره , اين ذلك كله من خاتم دفعة صاحبه زكاة وليس تبرعا ؟؟ ومن جهه أخري فالبنيه اللغويه للايه المذكوره تفند ما ذهب الية الشيعه من انها تعني ولايه علي – فكلمة الذين يُقصد بها الجمع لا المفرد , اي ليس المقصود بها سيدنا علي –كذلك فان كلمه انما للحصر , فاذا خصت الولايه لمن يدفع الزكاه وهو راكع فغيره لا , وان كان الحصر هنا يشمل علي ابن ابي طالب , فلا تجوز الولايه لغيره ممن في عقبه . كذلك لم تكن الزكاه واجبه علي سيدنا علي لانه كان فقيرا حتي انه انه لم يجد غير درعه يدفعها مهرا لزوجته فاطمه والتي كانت تسأله خادما يساعدها في شؤون المنزل, ولكنه لم يجد ما يعينه علي ذلك . والله لا يثني علي عبده الا اذا فعل محمودا , واعطاء الذكاة في حال الركوع مكروه ان لم يكن محرما , وحمد الذكاة يكون في المبادره بها لا انتظار الفقير الذي يطلبها والمعني الصحيح للايه المذكوره كما يراه الالوسي في روح المعاني – وهم راكعون حال من فعل الفعلين , اي يعملون ما ذكر من اقامه الصلاه وايتاء الزكاة وهم خاشعون ومتواضعون لله تعالي . ويذكر محمد بن يعقوب الكليني – محدثهم الكبير الذي عرض كتابه علي الامام جعفر الصادق فأقره ومدحه – ان ابا جعفر قال : بني الاسلام علي خمس : الصلاة والذكاه , والصوم والحج والولايه ولم ينادي بشئ ما نودي بالولايه يوم الغدير ( الكافي في الاصول –باب دعائم الاسلام ص20 ) . ورووا عن ابي عبد الله أنه قال : ولايتنا ولايه الله التي لم يبعث نبيا قط الا بها ( بصائر الدرجات باب 9 ج2وايضل كتاب الحجه من الكافي للكليني ) وزعموا أن علي ابن ابي طالب قال : ان الله عرض ولايتي علي اهل السماوات وعلي اهل الارض , أقر بها من أقر , وانكر من انكر , انكرها يونس(عليه السلام ) فحبسه الله في بطن الحوت حتي اقر بها ( بصائر الدرجات ) وحرص الشيعه علي مسأله الولايه شديد فلن تتحقق مساعيهم الارتزاقيه والعدائيه للاسلام واهله , بالامور التعبديه من صلاه وزكاه ,وانما بالسلطه والولايه والنفوذ . ويقصرون معرفه الله وعبادته علي من عرف الامام من الشيعه ! وينسبون الي جعفر انه قال : انما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف الله وعرف امامه منا اهل البيت , ومن لم يعرف الله عز وجل ولا يعرف الامام منا أهل البيت , فأنما يعرف ويعبد غير الله ( كتاب الحجه من الكافي –باب معرفه الامام ) ويزعمون ان الله أخذ ميثاق النبيين علي ولايه علي وأخذ عهد النبيين بولايه علي (بصائر الدرجات ) أما عن التخريف : فيقولون ان الولايه ليست فقط عهد النبيين وميثاقهم بل هي الامانه التي عرضت علي السماوات . ويقولون : ما من نبي جاء قط الا بمعرفه حقنا وتفضيلنا علي من سوانا ( الكافي – كتاب الحجه ) ولا يخفي ما في هذا القول من عنصريه شديده ما جاء بها الاسلام الا ليقوض دعائمها وهي تفاضُل الناس بحكم العرق والمولد . والشيعه يزعمون فضلهم علي خلق الله بزعم الانتساب الي البيت النبوي , في حين أن النبي نفسه لم يقل بفضل التميز علي الناس بحكم العرق وقال في اكثر من مقام بما ينفي شبهات التمايز بالاعراق , كما أن الله لم يثبت له الفضل اذا ارسي القاعده الابديه في قرانه : (ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) وليس اغناكم او اكرمكم نسبا . ويغالي الشيعه في اثبات الفضل الموهوم لائمتهم فيقولون : والله ان في السماء لسبعين صفا من الملائكه وانهم ليدينون بولايتنا ( الكافي ) ويقولون : ان ولايه علي عليه السلام مكتوبه في جميع صحف الانبياء . ولن يبعث الله رسولا الا بنبوه محمد صلي الله عليه وسلم ( الكافي ) . وكيف يكون امر الوصايه بهذه الاهميه بحيث يكون مكتوبا علي ظهور الملائكه منذ الازل ومع هذا لم يرد ذكرها بايه واحده في القران الكريم . عن ابي جعفر قال : لو ان رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولايه الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته اليه ما كان له علي الله جل وعز حق في ثوابه ولا كان من اهل الايمان (الكافي ) وفي هذا الكلام تقويض للمله اذ يختصرون الدين كله في مجرد الاعتراف بالامامه , فلا قيمه في نظرهم للصلاه والزكاة والحج –وهي اصول الاسلام وأركانه –دون الاعتراف بالامامه . ويواصلون هذه المزاعم فيقولون : نزل جبريل علي النبي , فقال : يا محمد السلام يقرئك السلام , ويقول : خلقت السماوات السبع وما فيهن , والارضين السبع ومن عليهن , وما خلقت موضعا أعظم من الركن والمقام , ولو أن عبدا دعاني هناك منذ خلقت السماوات والارضين ثم لقيني جاحدا لولايه علي عليه السلام , لاكببته في سقر ( بحار الانوار ) محمد باقر المجلسي +ابن بابويه القمي . – بل يري الشيعه أن الله هو الذي سمي عليا بأمير المؤمنين !! سئل ابي جعفر : لم سمي علي ابن ابي طالب أمير المؤمنين ؟؟ قال : الله سماه , وهكذا أنزل في كتابه ( واذ أخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم علي انفسهم ألست بربكم وأن محمدا رسولي وان عليا امير المؤمنين –( اصول الكافي كتاب الحجه ص 479 ) . والشيعه يلوون معاني ايات القران الكريم كي توافق مراميهم في اثبات الولايه لائمتهم , وانظر ما يرونه في قول الله تعالي : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55 فيفسرونه علي انه استخلاف الائمه –(اصول الكافي )في حين ان المراد هو استخلاف المسلمين والتمكين لهم في الارض . وائمة الشيعه لم يتمكنوا من الخلافه غير خلافه علي بن ابي طالب – نحو خمس سنوات – وخلافه ابنه الحسن – سته اشهر – كما تقدم , وهذا يعود بالطعن علي الائمه – لو أخذنا بتفسيرهم – لان الايه تشترط الايمان والعمل الصالح وتحقيق عباده الله وحده من غير شرك لتحقيق الاستخلاف فكأنما يقول الشيعه لائمتهم :لم يستخلفكم الله لانكم لم تحققوا الشرط في . ويفسر الشيعه الايه الكريمه (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23- بأنها توصيه المسلمين بالحسن والحسين رضي الله عنهما , وهذا غير صحيح , لان الايه من سوره الشوري وهي كلها مكيه وقد نزلت قبل ان يتزوج علي بفاطمه فزواجهما كان بالمدينه في العام الثاني من الهجره وقبل ميلاد الحسن والحسين , واذ وُلدوافي العامين الثالث والرابع من الهجره . وكيف يكون الاسلام دينا انسانيا للعالم كافه شرقه وغربه شماله وجنوبه , لاسوده وابيضه , ثم نتحدث عن عنصريه وطائفيه واضحتين . كيف نتحدث عن وجوب ان يكون حاكم الامه الاسلاميه من نسل علي بن ابي طالب او قرشيا او حتي عربيا , وهي الامه الانسانيه التي يفترض نظريا انها تمتد لتشمل الالمين . ان الاسلام نظام لا يتفاضل فيه احد علي احد بالعرق او الجنس او اللون , وانما بالتقوي , اي يحكم المسلمين مسلم صح اسلامه ومشهود له بالتقوي ويمتلك القدرات الاداريه التي تمكنه من قيادة الامة . ولما كان ذلك الحُكم هو الممكن الوحيد عقلا وشرعا فكيف يمكن الحديث عن توارث امامه او خلافه في دين عالمي ارتضاه الله تعالي للانسانيه جمعاء . فماذا لو توافرت شروط التفوق والافضليه والخيريه لقوم من اسكتلندا او السويد مثلا مع انتفاء هذه الشروط والصلاحيات عن المسلمين العرب أيكون من الواجب تنصيب حاكم الامه الاسلاميه من البدو المتخلفين لمجرد انهم من العرب أبناء المسلمين الاوائل ؟ وكل كلام يصطدم مع عالميه الاسلام يكون كلاما مرفوضا .
( نقولات من امهات الكتب )
ورحم الله كاتبة
تمسكت الشيعه بأن علي ابن ابي طالب هو الاحق بالخلافه وهذا حق الهي فقالوا : ان النبي لما نزل بغدير خم , في مكان بين مكه والمدينه اثناء رجوعه من حجه الوداع , فقام في الناس وخطب فيهم واعلن ان علي ابن ابي طالب : اخي ووصي وخليفتي والامام من بعدي وابلغهم ان الله تعالي انزل الايه الكريمه {يَا أَيُّهَا الرَّسُولُ بَلِّغْ مَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِن رَّبِّكَ وَإِن لَّمْ تَفْعَلْ فَمَا بَلَّغْتَ رِسَالَتَهُ وَاللّهُ يَعْصِمُكَ مِنَ النَّاسِ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ }المائدة67 - لكن الصحيح ان هذه الايه نزلت في عام الحديبيه عند عوده النبي الي المدينه ولم تنزل في حجه الوداع وبين الحديبيه وحجه الوداع اربع سنوات . لكن التاريخ اثبت لنا بأنهم كذابون لقولهم ان النبي اوصي بخلافه علي بعده , في حين ان الخليفه بعد رسول الله كان ابو بكر الصديق ثم عمر ابن الخطاب فعثمان ( ولنا تعليق صغير ) اذا كان علي رضي الله عنه وارضاه يعلم بأنه خليفه من الله ومنصوص عليها , اذا فلماذا بايع ابو بكر وعمر وعثمان رضي الله عنهم ؟! فان كان ذلك عن عجز فعجزه ينفي صلاحيته للامامه وان كان عن علم واغضاء فذلك عصيان لله وامره وبقبول علي ابن ابي طالب التحكيم في موقعه صفين يكون قد تنازل عن اقراره بالولايه والوصايه وذلك معناه تأثيم علي كما ان زعم الشيعه بقبول علي التحكيم وقبوله الخلافه من سبقوه من الراشدين كان حقنا لدماء المسلمين , لكن نرد عليهم ونقول لهم انتم كذابين ونسألهم ما رأيكم ايها الشيعه في دماء حروب الجمل وصفين وغيرهما , ويزعم الشيعه ان النبي قال : من كنت مولاه فعلي مولاة , اللهم وال من والاه , وعاد من عاداه , وان كان هذا الحديث صحيحا فهو دعوه الي مناصره علي ومحاذرة الخروج عليه وليس دعوه الي تنصيبه ونسله من بعده ولاه للمسلمين من بعده للابد كما يراها الشيعه . أما عن قول نبينا : ( لو كان نبي بعدي لكان عمر ) وهذا قول شديد التذكيه لعمر واشد وضوحا واكثر دلاله مما قيل في علي . والاشد غرابه والمنافي للعقل والمنطق السليم :-ان يفرد النبي الجهد لتفاصيل الكثير من الامور الهامشيه – اذا قيست بأمور الخلافه والحكم بدليل تعرضه لامور الطهاره واداب قضاء الحاجه ثم يفوته الاعلان عن تلك الوصيه علي الملا والانسان المحايد ذو العقل يصعب عليه تصديق هذا التزوير . فرسولنا الكريم لم يسكت عن امر سهوا او غفله وحاشاه انما لحكم وغايه ومسأله الوصايا تلك – لو صحت جدلا فانها تحسب علي سيدنا علي ولا تحسب له فلو كان صدر اليه الامر النبوي بولايه الحكم والخلافه ثم لم يصدع به وتهاون في تنفيذه وقبول خلافه غيره من الصحابه .. يكون اذا قد خالف النبي وعصاه الامر الذي ننزه عليا ان يفعله , اذا ان هذا العصيان قد يقوض مسأله عصمه علي والائمه من بعده , فالعصمه لا تكون مع العصيان والمخالفه لكلام النبي , لذا نري ان الشيعه بأفتراء مسألة الوصيه هذه قد اساءوا الي سيدنا علي , والله لم يجعل النبوه او العصمه امرا يتوارثه الابناء والاحفاد . والامامه ليست منصبا الهيا , فالامام علي نفسه يقول وان تركتموني فأنا كأحدكم ولعلي اسمعكم واطوعكم لمن وليتموه أمركم , وأنا لكم وزيرا خيرا لكم مني اميرا , ويقول دعوني والتمسوا غيري ( نهج البلاغه ص 181) ولماذا يختص الله تعالي نبي الاسلام بتوريث الخلافه في نسله ؟ ولماذا لم يحدث ذلك لانبياء الله الاخرين وهم كُثر ؟ ولا يقولن قائل ان سليمان ورث النبوه عن ابيه ام ان اسماعيل ورث النبوه عن ابراهيم – صلوات الله عليهم جميعا –فتلك نبؤه يختار الله لها من يشاء , وهي غير الخلافه و حكم الناس . فالله لم يجعل الخلافه والحكم امرا يتوارثه الابناء والاحفاد , ولو اراد الله تعالي انتقال الحكم او توريث الخلافه والولايه في عقب النبي الكريم لابقي علي الذكور من ابنائه . اليس من الاولي ان يكون اخبار الله تعالي للنبي بوصايه سيدنا علي بن ابي طالب وبتوارث الامامه في عقبه موثقه في القران او منصوصا عليها في السنه وان يكون ذلك علنا ومؤكدا وعلي رؤس الاشهاد . والمساله كلها تتعارض مع اخبار الله لنا باكتمال الدين وتمام المله . وكيف يوصي النبي بالامامه للاثني عشر اماما , في حين لم يتولها منهم الا سيدنا علي وحده , والباقون لم يحكموا – باستثناء سته اشهر تولي فيها الخلافه الحسن بن علي وتنازل بعدها لمعاويه – وزعم الشيعه ان اخر ائمتهم قد اختفي في السرداب منذ اكثر من الف سنه , ولم يمت وسوف يعود في اخر الزمان ليحكم الدنيا بالعدل بعد ان ملئت جورا , وما زالوا ينتظرون امامهم عند باب السرداب , ولم يعد ولن يعود . أجل لقد قال الحبيب المصطفي أنه – صلي الله عليه وسلم –مدينه العلم وأن علي ابن ابي طالب بابها . ولكنه قال ايضا ان ابا عبيده بن الجراح امين هذه الامه , وما زعم احد من ابناء ابن الجراح وجوب النص بولايته بمقتضي امانته , ولم يقل اتباعه بأنهم احق بالامامه بزعم ان الامانه اولي من الباب .ويذكر المقريزي في ( الخطط -356- 357 ) والمعروف عن المقريزي بميوله الشيعيه – أن أبن سبأ هو اول من احدث في زمن علي رضي الله عنه القول بوصيه الرسول صلي الله عليه وسلم لعلي , واحدث القول برجعته بعد موته الي الحياه الدنيا ويري الشيعه ان الحكم لو كان بيد علي وذريته لاكل الناس من فوقهم ومن تحت ارجلهم لبنا وعسلا . والتاريخ يشهد بخلاف ذلك , فمده خلافه علي دامت حوالي خمس سنوات مضت كلها في صراعات دمويه راح ضحيتها الوف من المسلمين , في حين لم يتجاوز عدد شهداء المسلمين في جميع غزواتهم مع الحبيب المصطفي عده مئات من الشهداء . ويقول الشيعه ان النبي صلي الله عليه وسلم حين خرج الي غزوه تبوك خلف علي ابن ابي طالب علي النساء والاطفال في المدينه , في حين قلد محمد بن مسلمه رعايه شؤون المسلمين واداره الحكم في المدينه , فقال له علي : اتخلفني في النساء والصبيان , فقال له النبي : أما ترضي ان تكون مني بمترله هارون من موسي الا انه لا نبي بعدي . وليس في هذا الكلام ما يفيد اقتصار الامامه والخلافه علي سيدنا علي بن ابي طالب والا صح ذلك دليلا لكل من استخلفهم النبي في غزواته وجازت لهم الخلافه والحكم ومنهم ابو سلمه بن عبد الاسد وذيد بن حارثه , وابن ام مكتوم , ومحمد بن مسلمه وغيرهم , والقياس هنا غير صحيح لان موسي لم يكن حاكما بل كان نبيا ولم يستخلف هارون في الحكم وانما استخلفه في القيام بواجبات النبوه فهارون نبي وليس من سائر الناس , والحكم شئ والنبوه شئ اخر . ولو كان موصي بأستخلاف علي من الله بعد النبي لعهد اليه النبي بأدارة الحكم في جميع الغزوات التي تخلف فيها بدلا من اسنادها الي غيره . ويحكي الشيعه أن سيدنا علي بن ابي طالب قد تصدق وهو يصلي , اذ اعطي خاتمه لاحد السائلين , ويرون في ذلك ثبوت النص علي سيدنا علي بالخلافه بعد رسول الله بنص القران الكريم . ففي الايه 55 من سوره المائده ( {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُواْ الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلاَةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ } - ويرون أن الايه نزلت في حق علي بأتفاق المفسرين حيث اعطي السائل خاتمه وهو راكع في صلاته ( وما اشد تهافت هذه الحجه ) فحدوث ذلك الامر يطعن في خشوع سيدنا علي اثناء الصلاه , والخشوع شرط صحتها . ولو كانت المسأله صدقه بخاتم تثبت الخلافه , فما احق الخلفاء الراشدين بها , فابو بكر تبرع بكل ماله ولما سألة النبي ما تركت لعيالك , قال الله ورسوله , وكذلك عمر ابن الخطاب تبرع بنصف ماله , وعثمان بن عفان تبرع بقافله كامله من ثلاثمئه بعير والف دينار لتمويل جيش العسره , اين ذلك كله من خاتم دفعة صاحبه زكاة وليس تبرعا ؟؟ ومن جهه أخري فالبنيه اللغويه للايه المذكوره تفند ما ذهب الية الشيعه من انها تعني ولايه علي – فكلمة الذين يُقصد بها الجمع لا المفرد , اي ليس المقصود بها سيدنا علي –كذلك فان كلمه انما للحصر , فاذا خصت الولايه لمن يدفع الزكاه وهو راكع فغيره لا , وان كان الحصر هنا يشمل علي ابن ابي طالب , فلا تجوز الولايه لغيره ممن في عقبه . كذلك لم تكن الزكاه واجبه علي سيدنا علي لانه كان فقيرا حتي انه انه لم يجد غير درعه يدفعها مهرا لزوجته فاطمه والتي كانت تسأله خادما يساعدها في شؤون المنزل, ولكنه لم يجد ما يعينه علي ذلك . والله لا يثني علي عبده الا اذا فعل محمودا , واعطاء الذكاة في حال الركوع مكروه ان لم يكن محرما , وحمد الذكاة يكون في المبادره بها لا انتظار الفقير الذي يطلبها والمعني الصحيح للايه المذكوره كما يراه الالوسي في روح المعاني – وهم راكعون حال من فعل الفعلين , اي يعملون ما ذكر من اقامه الصلاه وايتاء الزكاة وهم خاشعون ومتواضعون لله تعالي . ويذكر محمد بن يعقوب الكليني – محدثهم الكبير الذي عرض كتابه علي الامام جعفر الصادق فأقره ومدحه – ان ابا جعفر قال : بني الاسلام علي خمس : الصلاة والذكاه , والصوم والحج والولايه ولم ينادي بشئ ما نودي بالولايه يوم الغدير ( الكافي في الاصول –باب دعائم الاسلام ص20 ) . ورووا عن ابي عبد الله أنه قال : ولايتنا ولايه الله التي لم يبعث نبيا قط الا بها ( بصائر الدرجات باب 9 ج2وايضل كتاب الحجه من الكافي للكليني ) وزعموا أن علي ابن ابي طالب قال : ان الله عرض ولايتي علي اهل السماوات وعلي اهل الارض , أقر بها من أقر , وانكر من انكر , انكرها يونس(عليه السلام ) فحبسه الله في بطن الحوت حتي اقر بها ( بصائر الدرجات ) وحرص الشيعه علي مسأله الولايه شديد فلن تتحقق مساعيهم الارتزاقيه والعدائيه للاسلام واهله , بالامور التعبديه من صلاه وزكاه ,وانما بالسلطه والولايه والنفوذ . ويقصرون معرفه الله وعبادته علي من عرف الامام من الشيعه ! وينسبون الي جعفر انه قال : انما يعرف الله عز وجل ويعبده من عرف الله وعرف امامه منا اهل البيت , ومن لم يعرف الله عز وجل ولا يعرف الامام منا أهل البيت , فأنما يعرف ويعبد غير الله ( كتاب الحجه من الكافي –باب معرفه الامام ) ويزعمون ان الله أخذ ميثاق النبيين علي ولايه علي وأخذ عهد النبيين بولايه علي (بصائر الدرجات ) أما عن التخريف : فيقولون ان الولايه ليست فقط عهد النبيين وميثاقهم بل هي الامانه التي عرضت علي السماوات . ويقولون : ما من نبي جاء قط الا بمعرفه حقنا وتفضيلنا علي من سوانا ( الكافي – كتاب الحجه ) ولا يخفي ما في هذا القول من عنصريه شديده ما جاء بها الاسلام الا ليقوض دعائمها وهي تفاضُل الناس بحكم العرق والمولد . والشيعه يزعمون فضلهم علي خلق الله بزعم الانتساب الي البيت النبوي , في حين أن النبي نفسه لم يقل بفضل التميز علي الناس بحكم العرق وقال في اكثر من مقام بما ينفي شبهات التمايز بالاعراق , كما أن الله لم يثبت له الفضل اذا ارسي القاعده الابديه في قرانه : (ان اكرمكم عند الله اتقاكم ) وليس اغناكم او اكرمكم نسبا . ويغالي الشيعه في اثبات الفضل الموهوم لائمتهم فيقولون : والله ان في السماء لسبعين صفا من الملائكه وانهم ليدينون بولايتنا ( الكافي ) ويقولون : ان ولايه علي عليه السلام مكتوبه في جميع صحف الانبياء . ولن يبعث الله رسولا الا بنبوه محمد صلي الله عليه وسلم ( الكافي ) . وكيف يكون امر الوصايه بهذه الاهميه بحيث يكون مكتوبا علي ظهور الملائكه منذ الازل ومع هذا لم يرد ذكرها بايه واحده في القران الكريم . عن ابي جعفر قال : لو ان رجلا قام ليله وصام نهاره وتصدق بجميع ماله وحج جميع دهره ولم يعرف ولايه الله فيواليه ويكون جميع أعماله بدلالته اليه ما كان له علي الله جل وعز حق في ثوابه ولا كان من اهل الايمان (الكافي ) وفي هذا الكلام تقويض للمله اذ يختصرون الدين كله في مجرد الاعتراف بالامامه , فلا قيمه في نظرهم للصلاه والزكاة والحج –وهي اصول الاسلام وأركانه –دون الاعتراف بالامامه . ويواصلون هذه المزاعم فيقولون : نزل جبريل علي النبي , فقال : يا محمد السلام يقرئك السلام , ويقول : خلقت السماوات السبع وما فيهن , والارضين السبع ومن عليهن , وما خلقت موضعا أعظم من الركن والمقام , ولو أن عبدا دعاني هناك منذ خلقت السماوات والارضين ثم لقيني جاحدا لولايه علي عليه السلام , لاكببته في سقر ( بحار الانوار ) محمد باقر المجلسي +ابن بابويه القمي . – بل يري الشيعه أن الله هو الذي سمي عليا بأمير المؤمنين !! سئل ابي جعفر : لم سمي علي ابن ابي طالب أمير المؤمنين ؟؟ قال : الله سماه , وهكذا أنزل في كتابه ( واذ أخذ ربك من بني ادم من ظهورهم ذريتهم واشهدهم علي انفسهم ألست بربكم وأن محمدا رسولي وان عليا امير المؤمنين –( اصول الكافي كتاب الحجه ص 479 ) . والشيعه يلوون معاني ايات القران الكريم كي توافق مراميهم في اثبات الولايه لائمتهم , وانظر ما يرونه في قول الله تعالي : {وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُم فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِن قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضَى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُم مِّن بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لَا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَن كَفَرَ بَعْدَ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ }النور55 فيفسرونه علي انه استخلاف الائمه –(اصول الكافي )في حين ان المراد هو استخلاف المسلمين والتمكين لهم في الارض . وائمة الشيعه لم يتمكنوا من الخلافه غير خلافه علي بن ابي طالب – نحو خمس سنوات – وخلافه ابنه الحسن – سته اشهر – كما تقدم , وهذا يعود بالطعن علي الائمه – لو أخذنا بتفسيرهم – لان الايه تشترط الايمان والعمل الصالح وتحقيق عباده الله وحده من غير شرك لتحقيق الاستخلاف فكأنما يقول الشيعه لائمتهم :لم يستخلفكم الله لانكم لم تحققوا الشرط في . ويفسر الشيعه الايه الكريمه (قُل لَّا أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلَّا الْمَوَدَّةَ فِي الْقُرْبَى وَمَن يَقْتَرِفْ حَسَنَةً نَّزِدْ لَهُ فِيهَا حُسْناً إِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ شَكُورٌ }الشورى23- بأنها توصيه المسلمين بالحسن والحسين رضي الله عنهما , وهذا غير صحيح , لان الايه من سوره الشوري وهي كلها مكيه وقد نزلت قبل ان يتزوج علي بفاطمه فزواجهما كان بالمدينه في العام الثاني من الهجره وقبل ميلاد الحسن والحسين , واذ وُلدوافي العامين الثالث والرابع من الهجره . وكيف يكون الاسلام دينا انسانيا للعالم كافه شرقه وغربه شماله وجنوبه , لاسوده وابيضه , ثم نتحدث عن عنصريه وطائفيه واضحتين . كيف نتحدث عن وجوب ان يكون حاكم الامه الاسلاميه من نسل علي بن ابي طالب او قرشيا او حتي عربيا , وهي الامه الانسانيه التي يفترض نظريا انها تمتد لتشمل الالمين . ان الاسلام نظام لا يتفاضل فيه احد علي احد بالعرق او الجنس او اللون , وانما بالتقوي , اي يحكم المسلمين مسلم صح اسلامه ومشهود له بالتقوي ويمتلك القدرات الاداريه التي تمكنه من قيادة الامة . ولما كان ذلك الحُكم هو الممكن الوحيد عقلا وشرعا فكيف يمكن الحديث عن توارث امامه او خلافه في دين عالمي ارتضاه الله تعالي للانسانيه جمعاء . فماذا لو توافرت شروط التفوق والافضليه والخيريه لقوم من اسكتلندا او السويد مثلا مع انتفاء هذه الشروط والصلاحيات عن المسلمين العرب أيكون من الواجب تنصيب حاكم الامه الاسلاميه من البدو المتخلفين لمجرد انهم من العرب أبناء المسلمين الاوائل ؟ وكل كلام يصطدم مع عالميه الاسلام يكون كلاما مرفوضا .
( نقولات من امهات الكتب )
ورحم الله كاتبة