أبورقية
02-25-2007, 08:18 PM
مفاهيم ينبغي أن تصحح تجاه القضية الفلسطينية الحمد لله رب العالمين والعاقبة للمتقين ولا عدوان إلا علي الظالمين وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له الملك وله الحمد بيده الخير يحي ويميت وهو علي كل شيء قدير رب إن الهدي هداك وآياتك تهدي بها من تشاء وإذا الهداية حلت في قلب نشطت للعبادة الأعضاء يا ذا العرش المجيد يا فعالا لما تريد أسألك بعزك الذي لا يضام وملكك الذي لا يرام أن ترفع عنا ما نزل بنا من البلاء اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت عليك توكلت وأنت رب العرش العظيم ما شاء الله كان وما لم يشأ لم يكن لا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم أعلم أن الله علي كل شيء قدير وأن الله قد أحاط بكل شيء علما اللهم إني أعوذ بك من شر نفسي ومن كل دابة أنت أخذ بناصيتها إن ربي علي صراط مستقيم وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له يقول الحق وهو يهدي السبيل وأشهد أن محمد عبده ورسوله بلغ الرسالة وأدي الأمانة ونصح الأمة وكشف الله به الغمة وجاهد في الله حق جهاده حتى أتاه اليقين فاللهم صلي وسلم وبارك علي سيدنا محمد وعلي أل سيدنا محمد كما صليت وباركت علي سيدنا إبراهيم وعلي أل سيدنا إبراهيم في العالمين انك حميد مجيد ثم أما بعد أخوة الإسلام في زمن اختلت فيه المفاهيم وزيفت فيه الحقائق وشوه فيه وجه الحق ولبس فيه الحق ثوب الباطل ونفر الناس منه ولبس الباطل فيه ثوب الحق وجمل وزين للناس وسط خضم هائل من الأباطيل والأكاذيب من بني جلدتنا وممن ينتسبون إلي ديننا ويتحدثون بألسنتنا وسط هذا كله يحتاج المسلم إلي وقفة مع الله يعيد بها الأمور إلي نصابها الصحيح الذي يرضي ربنا جل وعلا والحق جل وعلا علمنا أن المسلم إذا اختلطت عليه الأمور فإن له مرجعية ثابتة لا تتغير ولا تتبدل وإذا جاءهم أمر من الأمن أو الخوف أذاعوا به ولو ردوه إلي الرسول وإلي أولي الأمر منهم لعلمه الذين يستنبطونه منهم وأولي الأمر في القران عندما تذكر يقصد بها الفقهاء يحتاج المسلم إلي هذه المرجعية لأنه من المؤسف والمخزي أنه بمجرد أن يفتح ملف القضية الفلسطينية ويطرح للحوار حني تستمع إلي كم هائل من الأكاذيب والأباطيل التي وإن أقنعت الناس في الدنيا فهي لا تساوي شيئا عند الله . كلاما مزوقا من هؤلاء الذين أخبر عنهم الحق جل وعلا ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله علي ما في قلبه وهو ألد الخصام وإذا تولي سعي في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد من هؤلاء الصنف من الناس الذين لا يفعلون الخير ولا يريدون لأحد أن يفعله أصحاب النظرية القديمة الحديثة لو نعلم قتالا لأتبعناكم فمن قائل إن الفلسطينيين باعوا قضيتهم أو أننا لا شأن لنا بشئون الآخرين أو أننا أدينا ما علينا لهم وزيادة وينبغي أن نلتفت إلي مصالحنا وسط كل هذا ينبغي علي المسلم أن يتلمس طريقه إلي رضا خالقه بعيد عن أن يرضي الناس أو يسخطوا أخوة الإسلام يقول علماء الفقه أن هناك علي وجه الأرض ثلاثة أماكن تسمي في الفقه الإسلامي أرض أوقاف إسلامية ما معني أرض أوقاف إسلامية أرض أوقاف إسلامية معناها أنها ليست ملكا لأحد ليس من حق أحد أن يتصرف فيها ليس من حق أحد أن يتنازل عنها ليس من حق أحد أن يتفاوض حولها تماما كما لو دخلت أنت الآن إلي المسجد فوجدت داخله مصاحف مكتوب عليها وقف لله تعالي هذه المصاحف ملك لمن لله أنا أقرأ فيها وأتركها مكانها أنت تقرأ فيها وتتركها مكانها هل لو دخلت أنا الآن إلي المسجد وأخذت هذه المصاحف وقمت ببيعها ما حكم هذا البيع بيع باطل لأن من لا يملك تصرف فيما لا يملك التصرف فيه هذه الأماكن هي مكة المكرمة وبها المسجد الحرام والمدينة المنورة وبها مسجد النبي صلي الله عليه وسلم وفلسطين القدس الشريف وبها المسجد الأقصى هذه الأماكن تسمي أرض أوقاف إسلامية لأن الذي يزعم الآن أن الفلسطينيين باعوا فلسطين أسأله أنا الآن هل لو خرج أهل الحجاز الآن مثلا وقالوا سنسلم مكة للأمريكان هل يجرؤ مسلم علي وجه الأرض أن يقول وما دخلنا نحن بمكة الذي ذكر المسجد الحرام ذكر معه في نفس الآية المسجد الأقصى سبحان الذي أسري بعبده ليلا من المسجد الحرام إلي المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنه هو السميع البصير والنبي صلي الله عليه وسلم علمنا لا تشد الرحال إلا إلي ثلاثة مساجد المسجد الحرام ومسجد النبي صلي الله عليه وسلم والمسجد الأقصى علمنا رسول الله صلي الله عليه وسلم أن الصلاة في المسجد الحرام بمائة ألف صلاة والصلاة في مسجد النبي صلي الله عليه وسلم بألف صلاة والصلاة في المسجد الأقصى الأسير بألف صلاة علي الصحيح ما مستقبل هذه القضية ما مستقبل قضية فلسطين هل القضية ستحسم عبر مفاوضات السلام كما يزعمون أو عبر المفاوضات الثنائية أو عبر ما يسمي بمفاوضات الوضع النهائي أو عبر أغصان الزيتون مستقبل القضية حسمه الحق جل وعلا في آيتين في كتاب الله وحسمه رسول الله صلي الله عليه وسلم في حديث من أحاديثه يقول الحق جل وعلا في صدر سورة بني إسرائيل سورة الإسراء بعد أن سجل معجزة الإسراء بنبينا صلي الله عليه وسلم وقضينا إلي بني إسرائيل في الكتاب لتفسدن في الأرض مرتين ولتعلن علوا كبيرا فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا وتم القضاء علي الإفسادة الأولي لليهود يقول الحق جل وعلا مخاطبا اليهود ثم رددنا لكم الكرة عليهم يا يهود أعدنا لكم سبل الظهور مرة أخري وأمددناكم بأموال وبنين عندما تقرأ القران تقول صدق الله اليهود الآن يتحكمون في الاقتصاد العالمي فيفرضون الحصار علي من يشاءون ويصلون من يشاءون ويمنعون من يشاءون ثم تأتي قمة الإعجاز ألقراني وجعلناكم أكثر نفيرا ما معني وجعلناكم أكثر نفيرا أي جعلنا صوتكم هو المسموع في الدنيا بأسرها فالعالم الآن بأسره يتحدث بألسنة اليهود فيبحثون عن أمن اليهود وتأمين حياة اليهود وتأمين دولة اليهود بل إن بعض من ينتسبون إلي ديننا ويتحدثون بألسنتنا يتحدثون الآن بألسنة اليهود فتستمع إلي أحدهم وهو يحدثك بتأثر شديد جدا عن جندي الحراسة اليهودي المسكين الذي يقف ليؤدي دوره الوطني في الحراسة فيخرج عليه الطفل المتوحش الهمجي ليضربه بالحجارة الذي يقول هذا الكلام يزعم أنه مسلم أكثر من الجميع عندما تسمع هذا الكلام تقول صدق الله وجعلناكم أكثر نفيرا يا يهود أمامكم طريقين لا ثالث لهما إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها أي فلنفس المصير الذي أل إليه أمر الإفسادة الأولي فإذا جاء وعد الآخرة ليسوءوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أول مرة وليتبروا ما علو تتبيرا كيف دخلوه أول مرة بمفاوضات السلام أو بأغصان الزيتون أو بمفاوضات الوضع النهائي لا. دخلوه أول مرة بعباد لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا مستقبل القضية حسمه الحق جل وعلا في خاتمة سورة الإسراء بعد أن سجل الحق جل وعلا قصة كليم الله موسي مع فرعون يقول الحق جل وعلا ولقد أتينا موسي تسع آيات بينات فسئل بني إسرائيل إذ جاءهم فقال له فرعون إني لأظنك يا موسي مسحورا جاء كليم الله موسي إلي فرعون إني رسول رب العالمين قال له فرعون إني لأظنك يا موسي مسحورا قال ما دليل نبوتك فألقي عصاه فإذا هي ثعبان مبين ونزع يده فإذا هي بيضاء للناظرين فقال له فرعون هذا أمر يسير عندنا مثله الكثير سنأتي لك بمثله وأكثر منه قال كليم الله موسي لقد علمت ما أنزل هؤلاء إلا رب السماوات والأرض بصائر وإني لأظنك يا فرعون مثبورا فلما فشل في لغة الحوار لجأ كعادة الجبابرة إلي لغة البطش والتنكيل لا حوار بعد الآن سنحسم القضية بمنطق القوة والبطش فأراد أن يستفزهم من الأرض فأغرقناه ومن معه جميعا وطويت صفحة الفراعنة لتفتح صفحة من أسوء صفحات التاريخ البشري صفحة اليهود وقلنا من بعده لبني إسرائيل اسكنوا الأرض عيشوا في شتات لا تتجمعوا في مكان واحد فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا ليتحقق فيكم وعد الله عباد لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا يا رب هذا الكلام لا فصال ولا رجعة فيه ألا يمكن أن يكون هناك مستقبل أفضل للقضية خير من هذا الحسم الذي حسمت به قال وبالحق أنزلناه وبالحق نزل مستقبل القضية حسمه رسول الله صلي الله عليه وسلم في الحديث الذي رواه الإمام مسلم في صحيحه بسنده متصلا إلي سيدنا عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم لن تقوم الساعة حني يقاتل المسلمون اليهود فيختبئ اليهودي وراء الشجر والحجر فينطق الله الشجر والحجر فيقول ماذا سيقول يا مصري يا سوري يا فلسطيني يا عربي لا فينطق الله الشجر والحجر فيقول يا مسلم يا عبد الله وهذه هي جنسية المسلم الحقيقية جنسية المسلم عقيدته أينما ذكر اسم الله في بلد عددت هذا البلد من صلب أوطاني عددت هذا البلد من صلب أوطاني يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فاقتله إلا الغرقد فانه من شجر اليهود اليهود يؤمنون بكلام نبينا أكثر من إيمان بعض المسلمين به إنهم لا يقيمون مغتصبة من مغتصباتهم ولا مستوطنة من مستوطناتهم ولا بيت من بيوتهم إلا ويحيطونه بشجر الغرقد أحدهم في عام 1977 لما قلنا أنه ينبغي علينا أن ننسي الماضي ونفتح صفحة جديدة في التعامل مع اليهود فهؤلاء أبناء العمومة هؤلاء يهود معدل يهود محسن يهود طباقي هؤلاء غير اليهود السابقين جيء بأحد اليهود إلي بلد من بلاد المسلمين ليدعوا لفكرة السلام ويروج لها وظل هذا اليهودي يتحدث عن تقبل الأخر وعن المعايشة السلمية وما إلي ذلك وبعد أن انتهي تقدم إليه أحد الصحفيين الأجانب قائلا له أنت الآن تدعو إلي السلام هنا والناس من حولك لا يؤمنون بهذا الكلام إنهم يزعمون أن محمدا _يقصدون نبينا صلي الله عليه وسلم _ قال لن تقوم الساعة حني يقاتل المسلمون اليهود ما تعليقك علي هذا الكلام واليهودي أمام الدنيا بأسرها يقول مادام محمد قال فسيحدث لكن لا نحن ولاهم لا نحن اليهود الذين سنقتل ولا هؤلاء يصلحون أن يكونوا مسلمين سيقتلوننا وكل يعمل لعصره وظل يشرح قضية اليهود في العالم قائلا إن هرتزل مؤسس الصهيونية ظل يحلم بدولة اليهود خمسين عاما من 1897 إلي 1947 ومات قبل أن يري وجودها وجئنا نحن وأقمناها ونحن نعلم أن جيل الصابرة _جيل الصابرة هم اليهود الذين ولدوا في فلسطين بعد الاحتلال نسبة إلي مذبحة صابرا وشاتيلا لأن اليهودية ديانة وليست جنسية ولذلك كان اليهود عندما يتحدثون عن الجنسية لهم يقولون مثلا هذا يهودي ألماني يهودي مصري وهكذا _ فقال نحن نعلم أن جيل الصابرة لا يؤمن بالقضية ولكن كل يعمل لعصره كل واحد مسئول عن الفترة الزمنية التي يعيشها فسأله الصحفي متي تتوقع حدوث ذلك فقال يوم أن تدخل إلي مساجد المسلمين فتجد عدد المسلمين في صلاة الفجر كعددهم في صلاة الجمعة فأعلم أن هؤلاء أخذوا طريقهم إلي النصر لن تقوم الساعة حتي يقاتل المسلمون اليهود فيختبئ اليهودي وراء الشجر والحجر فينطق الله الشجر والحجر فيقول يا مسلم يا عبد الله هذا يهودي ورائي تعال فأقتله إلا الغرقد فإنها من شجر اليهود قد يقول قائل ويتساءل متسائل أليس الإسلام دين السلام أليس الإسلام دين الرحمة فلم لا تحل القضية سلميا وتجد من يسرع إلينا بمناسبة وبغير مناسبة ليقدموا لنا الشيخ الكذوب ليقرأ علي مسامعنا قول الحق جل وعلا
( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ) الذي يردد هذه الآية يصنع تماما كما لو جئت أنا الآن لأقول لك إنني لن أصلي بعد ذلك فإن سألتني لماذا لا تصلي أقول لك الله يقول لا تقربوا الصلاة ويقول فويل للمصلين فأنا لن أصلي ماذا فعلت أنا قطعت مراد الحق جل وعلا من سياقه فلم أكمل مراد الحق جل وعلا من كلامه لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذي يقول لنا وإن جنحوا للسلم فاجنح لها نسأله لماذا لا تقرأ علي مسامعنا الآية السابقة لهذه الآية وإن جنحوا للسلم فاجنح لها أية رقم 61 من سورة الأنفال قبلها مباشرة وفي الآية رقم 60 من نفس السورة يقول الحق جل وعلا ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) بعد أن تمتلكوا القوة التي تحمي أعراضكم وتحمي دمائكم وتحمي مقدساتكم إن أراد أعداء الإسلام بعدها أن يجنحوا للسلم فأجنح لها أما الحديث عن السلام بعيد عن القوة التي تحميه فإن اسمه الحقيقي استسلام اسمه هوان هكذا سماه الحق جل وعلا وهو يحدثنا في خاتمة سورة القتال سورة محمد صلي الله عليه وسلم ( فلا تهنوا _ ما علامة هذا الهوان يا رب قال _ وتدعوا إلي السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ) وانظر إلي إعجاز الحق جل وعلا في كلامه وهو يرد علي دعاوى المتخاذلين الذين يصدعون رؤوسنا ويصدعون أدمغتنا ليل نهار عن أن الميزان العسكري ليس في صالح المسلمين وأننا لا نملك من القوة والعتاد ما يكفل لنا مواجهة هؤلاء وأن أي تفكير في مواجهة هؤلاء يعتبر انتحار جماعي انظر إلي إعجاز الحق وهو يقول وأعدوا لهم وأعدوا لهم ماذا وأعدوا لهم ما استطعتم ولم يقل واعدوا لهم مثلما أعدوا لكم من قوة فلو قال وأعدوا لهم مثلما أعدوا لكم لكان من المفترض علي المليار ونصف مليار مسلم الموجودين علي ظهر الأرض أن يضعوا أحذيتهم في أفواههم تدنس المقدسات تنتهك الأعراض تسفك الدماء نحن لا نملك قوة نواجه بها هؤلاء أما وأعدوا لهم ما استطعتم فالمطلوب منا أن نأخذ بالأسباب ثم بعد ذلك وما النصر إلا من عند الله ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي ) يا رب هذه البشارة للنبي وحده قال لا وليبلي المؤمنين منه بلاء حسن كل من سيسير علي نهج النبي فله نفس البشارة وليبلي المؤمنين منه بلاء حسن رحم الله سيدنا عبد الله بن رواحة الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه القائد الثالث في غزوة مؤتة عندما فوجئ المسلمون بعدد الرومان وكانوا يومها مئتي ألف مقاتل 200ألف مقاتل يواجهون جيش المسلمين الذي كان تعداده ثلاثة ألاف 3 ألاف فعقد سيدنا زيد بن حارثة القائد العام للمسلمين مجلسا استشاريا لقادة أركان القوات المسلحة الإسلامية يشاورهم في طبيعة المواجهة وانحصرت الأراء في ثلاث مقترحات الأول كان يري أن يعود الجيش مرة أخري للنبي صلي الله عليه وسلم في المدينة ويعرضوا عليه طبيعة الأمر وينفذوا أوامره إما أن يأمرهم بالبقاء في المدينة ولا داعي لهذه المواجهة وإما أن يمدهم بمدد وإما أن يأمرهم بالعودة لمواجهة الرومان مهما كانت الظروف وهنا وقف سيدنا عبد الله بن رواحة رضي الله عنه وأرضاه ليقول كلمات ينبغي أن تكتب بماء الذهب بل إنها لو كتبت بماء الذهب لكان إجحافا لحقها وقيمتها فقال يا قوم إن التي تكرهون للذي خرجتم تطلبون _الشهادة في سبيل الله _ووالله ما نقاتل عدونا بعدد ولا عدة إنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فلنلحق بالإخوان نرافقهم في الجنان فكانت كلمات سيدنا عبد الله بن رواحة سببا في تثبيت المسلمين فأقبلوا علي المواجهة مع الرومان ولقنوهم درسا قاسيا يردد التاريخ أثاره إلي اليوم هذا هو منهج الإسلام في قضية القوة يقولون ألستم تزعمون أن الإسلام دين شامل لكل مناحي الحياة وأن الحق جل وعلا ما فرط في الكتاب من شيء نحن نريد الآن أن نوجد حلا سلميا لهذه القضية بعيدا عن المواجهة العسكرية وعن الحروب والقتال الحل السلمي لهذه القضية أن كل كلب من اليهود أتي من مكان يرمي فيه مرة أخري أين كانوا قبل أن يأتوا ويحتلوا فلسطين كانوا مشتتين في أنحاء العالم يعودون إلي شتاتهم تنتهي القضية أما إنهم لن يفعلوا فلا مستقبل للقضية إلا كما أخبر الحق في كتابه عباد لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا يقولون إن الحروب هلاك ودمار ولا تأتي بخير ولا تحسم قضايا ونتساءل من الذي يحدد الخير والشر للناس من الذي يحدد الخير والشر لبني البشر ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير سبحانه وتعالي قل أأنتم أعلم أم الله سبحان الله ونتساءل يا خالق ما حقيقة هذا الكلام المزعوم عن أن الحروب هلاك ودمار ولا تأتي بخير ولا تحسم قضايا وتجد الحق جل وعلا يجيبنا في سورة البقرة ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم _ أنتم تقولون الحروب هلاك ودمار ولا تأتي بخير ولا تحسم قضايا _فأين الحقيقة يا رب _قال وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) يقولون أنظل طوال أعمارنا نحارب عن الناس وتجد الحق يجيبنا في صدر سورة العنكبوت ( ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه ) أنت لا تقاتل نيابة عن الآخرين بل إنك تفعل ذلك لتحمي وتجير نفسك من موقف حساب عسير يكون الحساب فيه حساب فردي ويأتينا فردا ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفي بنا حاسبين ) يقولون لقد خضنا من الحروب وحدنا ما يكفي ويزيد كفانا قتالا الذي يردد هذه الكلمات يصنع تماما كما لو جئت أنا الآن لأقول إنني أصلي مثلا منذ عشرين عاما وأصوم منذ خمسة عشر عاما والآن سأكتفي بهذا الرصيد السابق من الصلاة والصيام ولن أصلي أو أصوم بعد ذلك هل يجدي مثل هذا الكلام الذي فرض الصلاة وفرض الصيام هو الذي فرض الجهاد الذي علمنا ( إن الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا ( وعلمنا (كتب عليكم الصيام ) هو الذي علمنا ( كتب عليكم القتال ) قد يقول قائل ويتساءل متسائل وماذا أفعل أنا ماذا بيدي أن أعمله مطلوب من كل واحد منا أربعة أشياء علي الأقل الذي يفرط في واحد من هذه الواجبات الأربعة يعتبر نفسه يشارك اليهود فيما يصنعونه في فلسطين ويشارك الأمريكان وغيرهم من أعداء الإسلام علي امتداد أرض الإسلام 1_ الواجب الأول الاستعداد النفسي والبدني للمواجهة المواجهة قادمة لا محالة بنا أو بغيرنا شئنا أم أبينا الموجهة قادمة لا محالة سواء زعمنا أننا دعاة سلام أو أن بيننا معاهدات والله إن كان اليهود قد صانوا عهدهم مع ولي نعمتهم مع خالقهم فليصونوا عهدهم معكم إن كان اليهود قد صانوا عهدهم مع خير خلق الله من الأنبياء والرسل وخاصة مع نبينا صلي الله عليهم جميعا وسلم فلننتظر نحن أن يصونوا عهودهم معنا لكن الأمر كما صوره الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما حدثت الفتنة في عهده قال أكلت يوم أكل الثور الأبيض تعرفون هذا المثل كانوا قديما قبل تطوير التعليم المزعوم يدرسوه لنا كانوا يقولون أن هناك ثلاثة من الثيران يعيشون في مكان واحد لهم كبير يرجعون إليه لهم خليفة يحمي أعراضهم ودمائهم ومقدساتهم وفي يوم من الأيام دخل الذئب في وسطهم فكان كلما أراد أن يعتدي عليهم أو ينتهك لهم عرضا أو يدنس لهم مقدسا اجتمعوا جميعا عليه ودفعوه وفي يوم انفرد الذئب بالثور الأحمر والثور الأسود فقال لهم أنتم الزعماء أنتم الكبار الثور الأبيض لا ينتمي إليكم فأنتم أرقي نوعا وجنسا ماذا تريد لا أريد منكم شيئا تلتزمون الصمت حتي أنتهي من الثور الأبيض ثم تصبح الأرض لكما بدلا من أن تقسم علي ثلاثة تقسم علي اثنين والتزمنا الصمت وضاعت الأندلس ونسينا الأندلس أصبحت أسبانيا والبرتغال وأصبح علينا أن لا نتدخل في شئون الآخرين وأن نكون أمة عقلانية أمة واقعية فالواقع يقول أنه لا وجود الآن للأندلس وأي حديث عن الأندلس الآن حديث بلا عقل وليس له قيمة أوثمن وأكل الثور الأبيض أيام وأحس الذئب بالجوع فكان كلما أراد أن يدنو من الثور الأحمر والثور الأسود اجتمعوا عليه ودفعوه كان كلما أراد أن ينتهك لهم عرضا أو يسفك لهم دما أو يدنس لهم مقدسا وجد من يقف أمامه ويقول إن فلسطين ليست ملكي ولا ملك أبائي إنها أرض أوقاف إسلامية تريدون أن تأخذوا فلسطين علي جثتي وبالفعل ما جروء اليهود أن يحتلوا فلسطين إلا بعد أن قضوا علي الخلافة الإسلامية العثمانية علي يد المجرم أتاتورك التي للأسف نعلم أبنائنا الأن الاحتلال العثماني للوطن العربي نعلم أبنائنا مساوئ الحكم العثماني ونعلمهم محاسن الحملة الفرنسية وانفرد الذئب بالثور الأسود فقال له أنت الزعيم الأوحد أنت الحكيم أنت كذا وأنت كذا ماذا تريد لا أريد منك شيء تلتزم الصمت حتي أنتهي من الثور الأحمر ثم تصبح الملك الأوحد الملك المتوج والتزمنا الصمت وضاعت فلسطين ولبنان والبوسنة والهرسك والشيشان وأفغانستان وتركستان الشرقية والغربية وكشمير والعراق وكل يوم جرح جديد ينسون بها الجراح القديمة وأكل الثور الأحمر أيام وأحس الذئب بالجوع فهجم علي الثور الأسود الثور الأسود لما رأي الذئب قادما نحوه قال أكلت يوم أكل الذئب الأبيض أنا ما ضعت اليوم لكني ضعت يوم أن سكت عنك وأنت تنتهك أعراضنا في العراق يوم أن سكت عنك وأنت تدنس مقدساتنا في فلسطين يوم أن سكت عنك وأنت تشرد أهلينا في أفغانستان والشيشان يوم أن سكت عنك وأنت تحاصر اخواننا في إيران وجنوب لبنان أكلت يوم أكل الثور الأبيض الواجب الأول الاستعداد النفسي والبدني للمواجهة فالنبي صلي الله عليه وسلم علمنا من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات علي فراشه 2_ الواجب الثاني التعريف بالقضية هذا الكلام الذي اطلعنا عليه ما كنا نسلي به مجالسنا ولكنه أصبح أمانة في عنق كل واحد منا نعلمه لأزواجنا ولأبنائنا ولأهالينا ولأصدقائنا ولمن نتعامل معهم أن القضية ليست قضية قومية ولا عربية ولا إقليمية ولكنها قضية إسلامية قضية عقيدة جنة أو نار هات زوجتك قل لها إن لك أخت في الله في مثل سنك ينتهك عرضها لأنها مسلمة هات ولدك الصغير قل له يا بني إن لك أخ في الله في مثل سنك يصطاده القناصة المجرمون ويتاجر به في سوق الرقيق وفي سوق تجارة الأعضاء البشرية ويصرف عن دينه ترغيبا أو ترهيبا لأنه مسلم 3_ الواجب الثالث المقاطعة الاقتصادية والدعم المادي لأهل الجهاد نعم المقاطعة الاقتصادية لكل ما هو يهودي أو أمريكي أو بريطاني أو أي من الدول التي تقف خلف جراحنا النازفة ولعل المنتج الذي يلوث معظم بيوت المسلمين إلا من رحم الله مسحوق التنظيف اريال وتجد المسلم الخائب يقول اريال بيقدم جوائز ونبحث عن الجنية الذهبي ثم ونحن في فصل الصيف نبحث عن كوكاكولا وبيبس وسفن أب وتجد من المغفلين من يقول يعني هذه الزجاجة هي التي ستقتل المسلمين الذي يدفع قرشا واحدا أو فلسا واحدا ثمنا لمنتج يهودي أو أمريكي أو بريطاني أو أي من الدول التي تقف خلف جراحنا يعلم أنه يدفع ثمن رصاصة يقتل بها مسلم فلينظر كيف سيلقي الله بعدها وأسمع إلي حديث النبي صلي الله عليه وسلم الذي رواه الإمام بن ماجة في سننه بسنده متصلا إلي سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( من أعان علي قتل امرئ مسلم ولو بشطر كلمة _ لو قال أق نصف كلمة أقتل فكانت سببا في مقتل امرئ مسلم _ وقبل أن يكمل كلمته كان المسلم قد قتل _ لقي الله يوم القيامة وقد كتب بين عينيه ايس من رحمة الله ) هذا لمن قال نصف كلمة فكيف بالذي يدفع ماله ليقتل به مسلم ثم الدعم المادي لأهل الجهاد ليس تبرع لهم ولا تفضل عليهم بل هو حقهم علينا في رقابنا سنسأل عنه يوم القيامة أمام الله يكفيهم شرفا أنهم يقفون علي ثغر الإسلام يدفعون عنه بل يزودون عن الأمة بأسرها كما أخبر النبي صلي الله عليه وسلم في حديثه ) من يرد الله به خيرا يفقه في الدين وإنما أنا قاسم والله سبحانه وتعالي يعطي ولا تزال طائفة من أمتي قائمين علي الحق لا يضرهم خذلان من خذلهم حتي يأتي أمر الله وهم علي ذلك ) في غير رواية الإمام مسلم ( قالوا وأين هم يا رسول الله قال يقاتلون علي أبواب بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس ) نحن لا نمتن عليهم هذا حقهم سنسأل عنه يوم القيامة 4_ الواجب الرابع وهو أخطر الأسلحة علي الإطلاق الدعاء الدعاء الدعاء الدعاء الدعاء أدع لإخوانك وأنت وحدك أدع لهم وأنت بين أهلك وأنت في عملك إذا ما جلست إلي مائدة طعامك وشرابك فتذكر أن لك اخوة في الله لا يجدون القوت الضروري فادع لهم إذا ما جلست في بيتك بين زوجتك وأولادك فتذكر أن لك اخوة في الله لا يجدون الأمن بين أهليهم وأزواجهم وأولادهم فادع لهم إذا ما ذهبت إلي عملك فتذكر أن لك اخوة في الله لا يجدون الأمن في أعمالهم فادع لهم إذا ما مشيت في الشارع فتذكر أن لك اخوة في الله لا يجدون الأمن في شوارعهم فادع لهم الدعاء الدعاء الدعاء الدعاء الدعاء إننا نستعين بالله علي الباغين بسهام السحر في الثلث الأخير من الليل عندما ينزل ربنا إلي السماء الدنيا فيقول هل من مستغفر فأغفر له هل من تائب فأتوب عليه هل من صاحب حاجة فأقضيها له وبدعاء كل أشعث أغبر لو أقسم علي الله لأبره فالنبي صلي الله عليه وسلم علمنا رب أشعث أغبر لا يؤبه له لو أقسم علي الله لأبره إن لم نفعل فلنسمع إلي تحذير الحق جل وعلا ( يا أيها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه ) ماذا سيحدث يا رب أيضيع الدين لأننا فرطنا فيه أيضيع الدين لأننا أدرنا ظهورنا له لا ) من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ) طيب ما إحنا بنحب ربنا و نزعم أننا نحب الله . لا حبهم غير حبنا . حبنا من ذلك النوع من الحب السلبي الذي لا قيمة له ولا ثمن الحب الجبان الحب الكلامي الذي لا قيمة له ولا ثمن لا يقيم حقا ولا يعيد مغتصبا ولا يحمي عرضا ولا يطهر مقدسا أما حبهم فهو من ذلك الحب العملي الإيجابي ما دليل حبهم لك يا رب قال ( يجاهدون في سبيل الله ) يا رب إن هذا الطريق غير مأمون العواقب سيجلب عليهم المتاعب والضغوط سيواجهون القوي العظمي قال ( ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ) يا رب النظام العالمي الجديد وفرض الحصار والتجويع والقتل والتشريد سيضعوننا علي قائمة الإرهاب الدولي وسيبدأون ضدنا حرب الإرهاب طويلة المدى سيفرضون علينا الحصار الاقتصادي ماذا نفعل مع كل هذا قال) إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنو الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ( يا رب وهل يجدي هذا مع قوة غاشمة لا تخضع لا لدين ولا لشرع مع قوة نووية قال ( ومن يتول الله ورسوله والذين امنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) إن لم نفعل فلنسمع إلي تحذير الحق جل وعلا في خاتمة سورة القتال سورة محمد صلي الله عليه وسلم يقول الحق جل وعلا ( هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا ) ماذا سيحدث يا رب أتضيع القضية لا ( يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) ولأمر ما تأتي هذه الآية خاتمة سورة القتال سورة محمد صلي الله عليه وسلم بعدها مباشرة قول الحق جل وعلا في فاتحة سورة الفتح ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) ما العلاقة بين قول الحق جل وعلا ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ) وبين قول الحق ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) كأن الحق جل وعلا يعلمنا وإن تتولوا عن نصرة دينكم يستبدل قوما غيركم يعملون لهذا الدين فيأتي الله بالفتح علي أيديهم ف ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) أخوة الإسلام تعلمنا في مدرسة الإسلام اعلموا ما شئتم أن تعلموا فلن تؤجروا علي علمكم حتي تعملوا بما علمتم والعلم يهتف بالعمل وإلا ارتحل سأل الفضيل بن عياض _ رضي الله عنه وأرضاه وهو من أئمة التابعين الكرام _ سأل رجلا ذات يوم أراد أن يعظه فسأله كم لك من العمر فقال الرجل ستون عاما وإذا بالفضيل بن عياض يتابع الموعظة إذن أنت منذ ستين عاما تقدم إلي ربك _ تقتطع من عمرك المحدد _ أوشكت أن تصل إليه فقال الرجل إنا لله وإنا إليه راجعون وإذا بالفضيل يتابع موعظته أتدري ما معني إنا لله وإنا إليه راجعون _ أم أنها كلمات ترددها بلسانك لا تعلم لها معني ولا تفهم لها فحوي _ من علم أنه إلي الله راجع فليعلم ِأنه بين يدي الله موقوف ومن علم أنه بين يدي الله موقوف فليعلم أنه بين يدي الله مسئول ومن علم أنه بين يدي الله مسئول فليعد لكل سؤال جوابه فليعد لكل سؤال جوابه فبكي الرجل وقال ما العمل يا فضيل ما النجاة ما المخرج كيف السبيل قال أحسن فيما بقي لك يغفر الله لك ما قد مضي وإن أسأت فيما بقي أخذت بما مضي وما بقي أسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلي الله إن الله بصير بالعباد هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده وله الحمد والمنة وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان الرجيم والله ورسوله منه براء وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه أسأل الله العلي القدير أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم أبو رقية وحذيفة وصهيب
( وإن جنحوا للسلم فاجنح لها ) الذي يردد هذه الآية يصنع تماما كما لو جئت أنا الآن لأقول لك إنني لن أصلي بعد ذلك فإن سألتني لماذا لا تصلي أقول لك الله يقول لا تقربوا الصلاة ويقول فويل للمصلين فأنا لن أصلي ماذا فعلت أنا قطعت مراد الحق جل وعلا من سياقه فلم أكمل مراد الحق جل وعلا من كلامه لا تقربوا الصلاة وأنتم سكارى فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذي يقول لنا وإن جنحوا للسلم فاجنح لها نسأله لماذا لا تقرأ علي مسامعنا الآية السابقة لهذه الآية وإن جنحوا للسلم فاجنح لها أية رقم 61 من سورة الأنفال قبلها مباشرة وفي الآية رقم 60 من نفس السورة يقول الحق جل وعلا ( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل الله يوف إليكم وأنتم لا تظلمون ) بعد أن تمتلكوا القوة التي تحمي أعراضكم وتحمي دمائكم وتحمي مقدساتكم إن أراد أعداء الإسلام بعدها أن يجنحوا للسلم فأجنح لها أما الحديث عن السلام بعيد عن القوة التي تحميه فإن اسمه الحقيقي استسلام اسمه هوان هكذا سماه الحق جل وعلا وهو يحدثنا في خاتمة سورة القتال سورة محمد صلي الله عليه وسلم ( فلا تهنوا _ ما علامة هذا الهوان يا رب قال _ وتدعوا إلي السلم وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم ) وانظر إلي إعجاز الحق جل وعلا في كلامه وهو يرد علي دعاوى المتخاذلين الذين يصدعون رؤوسنا ويصدعون أدمغتنا ليل نهار عن أن الميزان العسكري ليس في صالح المسلمين وأننا لا نملك من القوة والعتاد ما يكفل لنا مواجهة هؤلاء وأن أي تفكير في مواجهة هؤلاء يعتبر انتحار جماعي انظر إلي إعجاز الحق وهو يقول وأعدوا لهم وأعدوا لهم ماذا وأعدوا لهم ما استطعتم ولم يقل واعدوا لهم مثلما أعدوا لكم من قوة فلو قال وأعدوا لهم مثلما أعدوا لكم لكان من المفترض علي المليار ونصف مليار مسلم الموجودين علي ظهر الأرض أن يضعوا أحذيتهم في أفواههم تدنس المقدسات تنتهك الأعراض تسفك الدماء نحن لا نملك قوة نواجه بها هؤلاء أما وأعدوا لهم ما استطعتم فالمطلوب منا أن نأخذ بالأسباب ثم بعد ذلك وما النصر إلا من عند الله ( فلم تقتلوهم ولكن الله قتلهم وما رميت إذ رميت ولكن الله رمي ) يا رب هذه البشارة للنبي وحده قال لا وليبلي المؤمنين منه بلاء حسن كل من سيسير علي نهج النبي فله نفس البشارة وليبلي المؤمنين منه بلاء حسن رحم الله سيدنا عبد الله بن رواحة الأنصاري رضي الله عنه وأرضاه القائد الثالث في غزوة مؤتة عندما فوجئ المسلمون بعدد الرومان وكانوا يومها مئتي ألف مقاتل 200ألف مقاتل يواجهون جيش المسلمين الذي كان تعداده ثلاثة ألاف 3 ألاف فعقد سيدنا زيد بن حارثة القائد العام للمسلمين مجلسا استشاريا لقادة أركان القوات المسلحة الإسلامية يشاورهم في طبيعة المواجهة وانحصرت الأراء في ثلاث مقترحات الأول كان يري أن يعود الجيش مرة أخري للنبي صلي الله عليه وسلم في المدينة ويعرضوا عليه طبيعة الأمر وينفذوا أوامره إما أن يأمرهم بالبقاء في المدينة ولا داعي لهذه المواجهة وإما أن يمدهم بمدد وإما أن يأمرهم بالعودة لمواجهة الرومان مهما كانت الظروف وهنا وقف سيدنا عبد الله بن رواحة رضي الله عنه وأرضاه ليقول كلمات ينبغي أن تكتب بماء الذهب بل إنها لو كتبت بماء الذهب لكان إجحافا لحقها وقيمتها فقال يا قوم إن التي تكرهون للذي خرجتم تطلبون _الشهادة في سبيل الله _ووالله ما نقاتل عدونا بعدد ولا عدة إنما نقاتلهم بهذا الدين الذي أكرمنا الله به فلنلحق بالإخوان نرافقهم في الجنان فكانت كلمات سيدنا عبد الله بن رواحة سببا في تثبيت المسلمين فأقبلوا علي المواجهة مع الرومان ولقنوهم درسا قاسيا يردد التاريخ أثاره إلي اليوم هذا هو منهج الإسلام في قضية القوة يقولون ألستم تزعمون أن الإسلام دين شامل لكل مناحي الحياة وأن الحق جل وعلا ما فرط في الكتاب من شيء نحن نريد الآن أن نوجد حلا سلميا لهذه القضية بعيدا عن المواجهة العسكرية وعن الحروب والقتال الحل السلمي لهذه القضية أن كل كلب من اليهود أتي من مكان يرمي فيه مرة أخري أين كانوا قبل أن يأتوا ويحتلوا فلسطين كانوا مشتتين في أنحاء العالم يعودون إلي شتاتهم تنتهي القضية أما إنهم لن يفعلوا فلا مستقبل للقضية إلا كما أخبر الحق في كتابه عباد لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الديار وكان وعدا مفعولا يقولون إن الحروب هلاك ودمار ولا تأتي بخير ولا تحسم قضايا ونتساءل من الذي يحدد الخير والشر للناس من الذي يحدد الخير والشر لبني البشر ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير سبحانه وتعالي قل أأنتم أعلم أم الله سبحان الله ونتساءل يا خالق ما حقيقة هذا الكلام المزعوم عن أن الحروب هلاك ودمار ولا تأتي بخير ولا تحسم قضايا وتجد الحق جل وعلا يجيبنا في سورة البقرة ( كتب عليكم القتال وهو كره لكم _ أنتم تقولون الحروب هلاك ودمار ولا تأتي بخير ولا تحسم قضايا _فأين الحقيقة يا رب _قال وعسي أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسي أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون ) يقولون أنظل طوال أعمارنا نحارب عن الناس وتجد الحق يجيبنا في صدر سورة العنكبوت ( ومن جاهد فإنما يجاهد لنفسه ) أنت لا تقاتل نيابة عن الآخرين بل إنك تفعل ذلك لتحمي وتجير نفسك من موقف حساب عسير يكون الحساب فيه حساب فردي ويأتينا فردا ونضع الموازين القسط ليوم القيامة فلا تظلم نفس شيئا وإن كان مثقال حبة من خردل أتينا بها وكفي بنا حاسبين ) يقولون لقد خضنا من الحروب وحدنا ما يكفي ويزيد كفانا قتالا الذي يردد هذه الكلمات يصنع تماما كما لو جئت أنا الآن لأقول إنني أصلي مثلا منذ عشرين عاما وأصوم منذ خمسة عشر عاما والآن سأكتفي بهذا الرصيد السابق من الصلاة والصيام ولن أصلي أو أصوم بعد ذلك هل يجدي مثل هذا الكلام الذي فرض الصلاة وفرض الصيام هو الذي فرض الجهاد الذي علمنا ( إن الصلاة كانت علي المؤمنين كتابا موقوتا ( وعلمنا (كتب عليكم الصيام ) هو الذي علمنا ( كتب عليكم القتال ) قد يقول قائل ويتساءل متسائل وماذا أفعل أنا ماذا بيدي أن أعمله مطلوب من كل واحد منا أربعة أشياء علي الأقل الذي يفرط في واحد من هذه الواجبات الأربعة يعتبر نفسه يشارك اليهود فيما يصنعونه في فلسطين ويشارك الأمريكان وغيرهم من أعداء الإسلام علي امتداد أرض الإسلام 1_ الواجب الأول الاستعداد النفسي والبدني للمواجهة المواجهة قادمة لا محالة بنا أو بغيرنا شئنا أم أبينا الموجهة قادمة لا محالة سواء زعمنا أننا دعاة سلام أو أن بيننا معاهدات والله إن كان اليهود قد صانوا عهدهم مع ولي نعمتهم مع خالقهم فليصونوا عهدهم معكم إن كان اليهود قد صانوا عهدهم مع خير خلق الله من الأنبياء والرسل وخاصة مع نبينا صلي الله عليهم جميعا وسلم فلننتظر نحن أن يصونوا عهودهم معنا لكن الأمر كما صوره الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه لما حدثت الفتنة في عهده قال أكلت يوم أكل الثور الأبيض تعرفون هذا المثل كانوا قديما قبل تطوير التعليم المزعوم يدرسوه لنا كانوا يقولون أن هناك ثلاثة من الثيران يعيشون في مكان واحد لهم كبير يرجعون إليه لهم خليفة يحمي أعراضهم ودمائهم ومقدساتهم وفي يوم من الأيام دخل الذئب في وسطهم فكان كلما أراد أن يعتدي عليهم أو ينتهك لهم عرضا أو يدنس لهم مقدسا اجتمعوا جميعا عليه ودفعوه وفي يوم انفرد الذئب بالثور الأحمر والثور الأسود فقال لهم أنتم الزعماء أنتم الكبار الثور الأبيض لا ينتمي إليكم فأنتم أرقي نوعا وجنسا ماذا تريد لا أريد منكم شيئا تلتزمون الصمت حتي أنتهي من الثور الأبيض ثم تصبح الأرض لكما بدلا من أن تقسم علي ثلاثة تقسم علي اثنين والتزمنا الصمت وضاعت الأندلس ونسينا الأندلس أصبحت أسبانيا والبرتغال وأصبح علينا أن لا نتدخل في شئون الآخرين وأن نكون أمة عقلانية أمة واقعية فالواقع يقول أنه لا وجود الآن للأندلس وأي حديث عن الأندلس الآن حديث بلا عقل وليس له قيمة أوثمن وأكل الثور الأبيض أيام وأحس الذئب بالجوع فكان كلما أراد أن يدنو من الثور الأحمر والثور الأسود اجتمعوا عليه ودفعوه كان كلما أراد أن ينتهك لهم عرضا أو يسفك لهم دما أو يدنس لهم مقدسا وجد من يقف أمامه ويقول إن فلسطين ليست ملكي ولا ملك أبائي إنها أرض أوقاف إسلامية تريدون أن تأخذوا فلسطين علي جثتي وبالفعل ما جروء اليهود أن يحتلوا فلسطين إلا بعد أن قضوا علي الخلافة الإسلامية العثمانية علي يد المجرم أتاتورك التي للأسف نعلم أبنائنا الأن الاحتلال العثماني للوطن العربي نعلم أبنائنا مساوئ الحكم العثماني ونعلمهم محاسن الحملة الفرنسية وانفرد الذئب بالثور الأسود فقال له أنت الزعيم الأوحد أنت الحكيم أنت كذا وأنت كذا ماذا تريد لا أريد منك شيء تلتزم الصمت حتي أنتهي من الثور الأحمر ثم تصبح الملك الأوحد الملك المتوج والتزمنا الصمت وضاعت فلسطين ولبنان والبوسنة والهرسك والشيشان وأفغانستان وتركستان الشرقية والغربية وكشمير والعراق وكل يوم جرح جديد ينسون بها الجراح القديمة وأكل الثور الأحمر أيام وأحس الذئب بالجوع فهجم علي الثور الأسود الثور الأسود لما رأي الذئب قادما نحوه قال أكلت يوم أكل الذئب الأبيض أنا ما ضعت اليوم لكني ضعت يوم أن سكت عنك وأنت تنتهك أعراضنا في العراق يوم أن سكت عنك وأنت تدنس مقدساتنا في فلسطين يوم أن سكت عنك وأنت تشرد أهلينا في أفغانستان والشيشان يوم أن سكت عنك وأنت تحاصر اخواننا في إيران وجنوب لبنان أكلت يوم أكل الثور الأبيض الواجب الأول الاستعداد النفسي والبدني للمواجهة فالنبي صلي الله عليه وسلم علمنا من سأل الله الشهادة بصدق بلغه الله منازل الشهداء وإن مات علي فراشه 2_ الواجب الثاني التعريف بالقضية هذا الكلام الذي اطلعنا عليه ما كنا نسلي به مجالسنا ولكنه أصبح أمانة في عنق كل واحد منا نعلمه لأزواجنا ولأبنائنا ولأهالينا ولأصدقائنا ولمن نتعامل معهم أن القضية ليست قضية قومية ولا عربية ولا إقليمية ولكنها قضية إسلامية قضية عقيدة جنة أو نار هات زوجتك قل لها إن لك أخت في الله في مثل سنك ينتهك عرضها لأنها مسلمة هات ولدك الصغير قل له يا بني إن لك أخ في الله في مثل سنك يصطاده القناصة المجرمون ويتاجر به في سوق الرقيق وفي سوق تجارة الأعضاء البشرية ويصرف عن دينه ترغيبا أو ترهيبا لأنه مسلم 3_ الواجب الثالث المقاطعة الاقتصادية والدعم المادي لأهل الجهاد نعم المقاطعة الاقتصادية لكل ما هو يهودي أو أمريكي أو بريطاني أو أي من الدول التي تقف خلف جراحنا النازفة ولعل المنتج الذي يلوث معظم بيوت المسلمين إلا من رحم الله مسحوق التنظيف اريال وتجد المسلم الخائب يقول اريال بيقدم جوائز ونبحث عن الجنية الذهبي ثم ونحن في فصل الصيف نبحث عن كوكاكولا وبيبس وسفن أب وتجد من المغفلين من يقول يعني هذه الزجاجة هي التي ستقتل المسلمين الذي يدفع قرشا واحدا أو فلسا واحدا ثمنا لمنتج يهودي أو أمريكي أو بريطاني أو أي من الدول التي تقف خلف جراحنا يعلم أنه يدفع ثمن رصاصة يقتل بها مسلم فلينظر كيف سيلقي الله بعدها وأسمع إلي حديث النبي صلي الله عليه وسلم الذي رواه الإمام بن ماجة في سننه بسنده متصلا إلي سيدنا أبي هريرة رضي الله عنه قال قال رسول الله صلي الله عليه وسلم ( من أعان علي قتل امرئ مسلم ولو بشطر كلمة _ لو قال أق نصف كلمة أقتل فكانت سببا في مقتل امرئ مسلم _ وقبل أن يكمل كلمته كان المسلم قد قتل _ لقي الله يوم القيامة وقد كتب بين عينيه ايس من رحمة الله ) هذا لمن قال نصف كلمة فكيف بالذي يدفع ماله ليقتل به مسلم ثم الدعم المادي لأهل الجهاد ليس تبرع لهم ولا تفضل عليهم بل هو حقهم علينا في رقابنا سنسأل عنه يوم القيامة أمام الله يكفيهم شرفا أنهم يقفون علي ثغر الإسلام يدفعون عنه بل يزودون عن الأمة بأسرها كما أخبر النبي صلي الله عليه وسلم في حديثه ) من يرد الله به خيرا يفقه في الدين وإنما أنا قاسم والله سبحانه وتعالي يعطي ولا تزال طائفة من أمتي قائمين علي الحق لا يضرهم خذلان من خذلهم حتي يأتي أمر الله وهم علي ذلك ) في غير رواية الإمام مسلم ( قالوا وأين هم يا رسول الله قال يقاتلون علي أبواب بيت المقدس وفي أكناف بيت المقدس ) نحن لا نمتن عليهم هذا حقهم سنسأل عنه يوم القيامة 4_ الواجب الرابع وهو أخطر الأسلحة علي الإطلاق الدعاء الدعاء الدعاء الدعاء الدعاء أدع لإخوانك وأنت وحدك أدع لهم وأنت بين أهلك وأنت في عملك إذا ما جلست إلي مائدة طعامك وشرابك فتذكر أن لك اخوة في الله لا يجدون القوت الضروري فادع لهم إذا ما جلست في بيتك بين زوجتك وأولادك فتذكر أن لك اخوة في الله لا يجدون الأمن بين أهليهم وأزواجهم وأولادهم فادع لهم إذا ما ذهبت إلي عملك فتذكر أن لك اخوة في الله لا يجدون الأمن في أعمالهم فادع لهم إذا ما مشيت في الشارع فتذكر أن لك اخوة في الله لا يجدون الأمن في شوارعهم فادع لهم الدعاء الدعاء الدعاء الدعاء الدعاء إننا نستعين بالله علي الباغين بسهام السحر في الثلث الأخير من الليل عندما ينزل ربنا إلي السماء الدنيا فيقول هل من مستغفر فأغفر له هل من تائب فأتوب عليه هل من صاحب حاجة فأقضيها له وبدعاء كل أشعث أغبر لو أقسم علي الله لأبره فالنبي صلي الله عليه وسلم علمنا رب أشعث أغبر لا يؤبه له لو أقسم علي الله لأبره إن لم نفعل فلنسمع إلي تحذير الحق جل وعلا ( يا أيها الذين امنوا من يرتد منكم عن دينه ) ماذا سيحدث يا رب أيضيع الدين لأننا فرطنا فيه أيضيع الدين لأننا أدرنا ظهورنا له لا ) من يرتد منكم عن دينه فسوف يأتي الله بقوم يحبهم ويحبونه ) طيب ما إحنا بنحب ربنا و نزعم أننا نحب الله . لا حبهم غير حبنا . حبنا من ذلك النوع من الحب السلبي الذي لا قيمة له ولا ثمن الحب الجبان الحب الكلامي الذي لا قيمة له ولا ثمن لا يقيم حقا ولا يعيد مغتصبا ولا يحمي عرضا ولا يطهر مقدسا أما حبهم فهو من ذلك الحب العملي الإيجابي ما دليل حبهم لك يا رب قال ( يجاهدون في سبيل الله ) يا رب إن هذا الطريق غير مأمون العواقب سيجلب عليهم المتاعب والضغوط سيواجهون القوي العظمي قال ( ولا يخافون لومة لائم ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء والله واسع عليم ) يا رب النظام العالمي الجديد وفرض الحصار والتجويع والقتل والتشريد سيضعوننا علي قائمة الإرهاب الدولي وسيبدأون ضدنا حرب الإرهاب طويلة المدى سيفرضون علينا الحصار الاقتصادي ماذا نفعل مع كل هذا قال) إنما وليكم الله ورسوله والذين ءامنو الذين يقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة وهم راكعون ( يا رب وهل يجدي هذا مع قوة غاشمة لا تخضع لا لدين ولا لشرع مع قوة نووية قال ( ومن يتول الله ورسوله والذين امنوا فإن حزب الله هم الغالبون ) إن لم نفعل فلنسمع إلي تحذير الحق جل وعلا في خاتمة سورة القتال سورة محمد صلي الله عليه وسلم يقول الحق جل وعلا ( هاأنتم هؤلاء تدعون لتنفقوا في سبيل الله فمنكم من يبخل ومن يبخل فإنما يبخل عن نفسه والله الغني وأنتم الفقراء وإن تتولوا ) ماذا سيحدث يا رب أتضيع القضية لا ( يستبدل قوما غيركم ثم لا يكونوا أمثالكم ) ولأمر ما تأتي هذه الآية خاتمة سورة القتال سورة محمد صلي الله عليه وسلم بعدها مباشرة قول الحق جل وعلا في فاتحة سورة الفتح ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) ما العلاقة بين قول الحق جل وعلا ( وإن تتولوا يستبدل قوما غيركم ) وبين قول الحق ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) كأن الحق جل وعلا يعلمنا وإن تتولوا عن نصرة دينكم يستبدل قوما غيركم يعملون لهذا الدين فيأتي الله بالفتح علي أيديهم ف ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ) أخوة الإسلام تعلمنا في مدرسة الإسلام اعلموا ما شئتم أن تعلموا فلن تؤجروا علي علمكم حتي تعملوا بما علمتم والعلم يهتف بالعمل وإلا ارتحل سأل الفضيل بن عياض _ رضي الله عنه وأرضاه وهو من أئمة التابعين الكرام _ سأل رجلا ذات يوم أراد أن يعظه فسأله كم لك من العمر فقال الرجل ستون عاما وإذا بالفضيل بن عياض يتابع الموعظة إذن أنت منذ ستين عاما تقدم إلي ربك _ تقتطع من عمرك المحدد _ أوشكت أن تصل إليه فقال الرجل إنا لله وإنا إليه راجعون وإذا بالفضيل يتابع موعظته أتدري ما معني إنا لله وإنا إليه راجعون _ أم أنها كلمات ترددها بلسانك لا تعلم لها معني ولا تفهم لها فحوي _ من علم أنه إلي الله راجع فليعلم ِأنه بين يدي الله موقوف ومن علم أنه بين يدي الله موقوف فليعلم أنه بين يدي الله مسئول ومن علم أنه بين يدي الله مسئول فليعد لكل سؤال جوابه فليعد لكل سؤال جوابه فبكي الرجل وقال ما العمل يا فضيل ما النجاة ما المخرج كيف السبيل قال أحسن فيما بقي لك يغفر الله لك ما قد مضي وإن أسأت فيما بقي أخذت بما مضي وما بقي أسأل الله العلي العظيم أن يجعلنا ممن يستمعون القول فيتبعون أحسنه فستذكرون ما أقول لكم وأفوض أمري إلي الله إن الله بصير بالعباد هذا وما كان من توفيق فمن الله وحده وله الحمد والمنة وما كان من خطأ أو سهو أو نسيان فمني ومن الشيطان الرجيم والله ورسوله منه براء وأعوذ بالله أن أذكركم به وأنساه أسأل الله العلي القدير أن يجعلنا من الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخوكم أبو رقية وحذيفة وصهيب