FreeMuslim
02-24-2007, 11:36 AM
حسن الصفار إذ يستميت دفاعا عن السيستاني
22-2-2007
في الجمعة الماضية، نشر ملحق الرسالة الذي ينشر مرفقا مع جريدة المدينة مقالا جدليا لحسن الصفار، رمز من رمز الشيعة في المملكة..والملاحظ أن مقاله كان تعريفا في سياق الرد، فقد استمات فيه دفاعا عن رجل الدين الشيعي الإمامي المعروف بالسيستاني، واصفا إياه على نحو يختلف عما يراه المراقبون، وكان موضوع الرد هو فتوى نسبت إلى السيستاني، يقول فيها بالحكم على غير الإماميين الشيعة بكونهم على باطل!!! وقد طالب الدكتور سعد البريك في ملحق الرسالة الصفار بتوضيح موقفه من فتوى السيستاني هذه!!!
وظهر تعصب حسن الصفار جليا في مسألتين:
المسألة الأولى: نفيه القطعي لفتوى السيستاني بأسلوب التدليس والالتواء، بعيدا عن التحقيق الصحفي، إذ أكد في مستهل الكلام بوضوح أن السيستاني مرجعه في الناحية الدينية، وليس جديدا أن يصرح الصفار بكون مرجعية السيستاني أو غيره من الآيات، فهما أصلا على ملة واحدة ومذهب واحد ..
لكن الغريب أن يتجاوز الصفار حدود الموضوعية، فيغرق إلى النهاية في التعصب لمن يقلده، ولا يقف عند حد السكوت عن مواقف السيستاني الطائفية في المسألة العراقية، ومواقفه المشبوهة بل الغارقة في العمالة للاحتلال، وإنما يعمد إلى إعطاء السيستاني هالة من القداسة والنزاهة والبراءة، نافيا عنه بصيغة الجزم المشوبة بالتدليس والتلبيس، تهمة بث الكراهية والحكم على دين كل من ليس من الإمامية بالبطلان، وهو ما يعني تكفير الأمة كلها!! وهو ما ثبته السيستاني في إحدى فتاواه على موقعه الإليكتروني الرسمي.
فقد جعل حسن الصفار من مجرد عدم علمه بالفتوى، وعدم ورود الفتوى في فتاوى السيستاني المطبوعة، حجة كافية على أن تلك الفتوى منسوبة للسيستاني ..ولم يتطرق من قريب ولا من بعيد لحيثيات وسبب ورودها على موقع السيستاني الإليكتروني الرسمي، وإنما اكتفى بالقول: (وأستغرب جداً من الدكتور البريك، كيف أرسل هذا الاتهام إرسال المسلمات، ولم يذكر نص كلام السيد السيستاني ولا مصدر فتواه المزعومة.
وبين يديَّ رسالته الفقهية التي تضم فتاواه في جميع أبواب الفقه، وتقع في ثلاثة أجزاء تحت عنوان (منهاج الصالحين)، تحتوي على 3500 مسألة فقهية، والله ما وجدت فيها أثراً لمثل هذه الدعوى الخطيرة). انتهى.
لكن القارئ الكريم حينما يرجع إلى كلام الدكتور البريك، يجده قد نص على المصدر بالاسم وهو موقع السيستاني الإليكتروني وبين أن الفتوى سحبت في دلالة على خطورتها في الوقت الراهن!!!
فقال البريك بالنص: (أبهجني المقال الذي كتبه الأخ حسن الصفار في ملحق الرسالة قبل أسبوعين، وما تضمنه من دعوة إلى الوحدة والالتقاء ورص صفوف الأمة، لكن يعكر هذا الكلام الجميل فتوى السيد السيستاني التي نشرها في موقعه ثم سحبها.....) انتهى. لكن الصفار تعامى عن التطرق لمسألة الموقع وورود الفتوى التكفيرية فيه ثم سحبها منه...
الصفار دافع في مقاله المنشور في ملحق الرسالة عن السيستاني باستماتة المتعصب، ففكر وقدر وعلم أن الاعتراف بثبوت صحة نسبة الفتوى إلى السيستاني سيوقعه في حرج كبير، إذ سيعترف على مرجعه بالتحريض على الكراهية في أقل تقدير، وعلى التكفير في ما يحتمله معنى الكلام بلا زيادة أو نقصان..
وفي كلتا الحالتين، سيقع ويوقع معه مريديه والشيعة في حرج كبير معيب!! كيف لا وهو من اقترح في بيروت مؤخرا مشروع الحوار على أساس جملة من النقاط، كان من أهمها تجريم من يدعو للكراهية بين المذاهب..وإذن فالسيستاني، إذا ما ثبتت فتواه في تكفير الأمة والحكم على دينها بالباطل، سيكون حينها أول المجرمين ..والصفار هو من حكم عليه بذلك ...ولكي يتفادى الصفار كل هذا الحرج ولا يعاب عليه اتخاذه مرجعا (مجرما)، فقد عمد إلى النفي القطعي بطرق ملتوية تفتقر إلى أدنى درجات الموضوعية والتحقيق الصحفي في الخبر...
وهنا السؤال: هل الصفار لا يعلم أن الفتوى بقيت بعد مناقشتها على قناة المستقلة أمام العالم 48 ساعة في موقع السيستاني ليغلق الموقع بعدها ركن الفتاوى كلها منبها على أنها -تحت لمراجعة- ثم يحذفها بعد ذلك !! أم أنه لا يعلم أنها كانت ضمن فتاوى السيستاني الموجودة على موقعه أصلا!!
وسؤال آخر: هل الصفار لم يقرأ كلام الدكتور سعد البريك، وهو يحيله على مصدر الفتوى..فلماذا تحاشى الكلام عن ورودها في الموقع وسحبها منه، كما بين مقال الدكتور البريك!!!!
إن الصفار لا يجهل ذلك، وهو يعلم ورود الفتوى في الموقع أكثر من غيره، لكنه تعمد تحاشي ذكر سحب الفتاوى من الموقع بعد أيام من نقاشها، لأن عقل العاقل وحكمة الحكيم وفطنة الفطن، تأبى أن تقتنع أن الموقع تم استهدافه لتزرع فيه هذه الفتوى بالقوة من جهات مجهولة (هاكرز)، كما يروج له بعض أغبياء الشيعة ..وليس الصفار منهم!! فهو أذكى من أن يعمد إلى هذا النوع من المحاججة الباهتة، لذلك اقتفى أسلوب الالتواء والتعميم في النفي وتهميش الكلام عن الموقع بالكلية وبادر بالهجوم على الدكتور البريك، ملمحا إلى اتهامه بالكذب، إذ قال عنه: (ثم يقرر دعوى خطيرة هي اتهام أكبر مرجع للشيعة بتكفير أكثر من ألف وثلاثمائة مليون مسلم، مرسلاً لهذه الدعوى إرسال المسلمات دون أن يكلف نفسه ذكر نص الفتوى أو مصدرها) انتهى.
الصفار تعمد كل هذا الالتواء والتدليس حتى لا يقع في شبهة اتخاذ من يدعو للكراهية مرجعا أو من هو متلبس بشبهة التكفير (وهو السيستاني) فيحكم عليه بمقتضى مشروعه التصالحي بالإجرام!!
لكن الثابت في القضاء أن القرائن، إذا احتفت بالشبهة ربما رقيت إلى مستوى التهمة فالإدانة!!! والسيستاني سبق أن صدرت منه فتوى هي أطم وأنكى في التكفير من هذه الأخيرة، تلك هي الفتوى التي كفر فيها أغلب الصحابة رضي الله عنهم واستفاض ذكرها في الآفاق... فلما أحس موقع السيستاني ردة الفعل القوية من عموم المسلمين تم حجبها كما حجبت هذه الأخيرة !!!
وإذا صح أن موقع السيستاني قد تم اختراقه ودس مثل هذه الفتوى فيه، فقد يصح أن هاكرز من نوع آخر اخترق قبل اختراع الإنترنت (بطريقة ما نجهلها) كتب أسلافه من الإمامية الذين ثبت عنهم القول بتكفير غير الإمامية ورفع مقام الأئمة الإثنى عشر مقام الأنبياء ..وهو أمر معروف لدى صغار طلبة العلم والمختصين في الفرق والأديان والمذاهب!!وكلهم يترضى عنهم السيستاني والصفار معه!!
المسألة الثانية: تجاهله لدور السيستاني الخطير في نشر الطائفية بالعراق
إذ يقول الصفار واصفا السيستاني بحاقن دماء المسلمين بالعراق :( وكل سطور بياناته وآرائه تؤكد على رعاية حرمة المسلم سنياً كان أو شيعياً، بل على رعاية حرمة جميع المواطنين بمختلف دياناتهم. وتدعو إلى الوحدة والتعايش وحفظ الأمن والنظام.) وقال: (أعود لأقول إن ما أعرفه من فتوى ورأي السيد السيستاني هو رفض التكفير ورفض النزاعات والاحتراب الطائفي) انتهى
نسأل الصفار : منذ متى ودماء العراقيين تراق والدم يجري بالدم في شوارع بغداد ومدن السنة وقراهم ..ومنذ متى صدر بيان عن سماحة السيستاني ليدعو إلى حقن الدماء والسماحة!!! هل يمكن أن تذكر لنا متى احتلت بغداد ليبدأ الشيعة ومعهم الاحتلال بذبح السنة. أم أنك لا تدري؟!!!..ومتى بالضبط صدر أول بيان للسيستاني يدعو ليحقنها ولا يدين حتى المجريمن !؟؟ أليس الفارق بين بداية الاحتلال وأول بيان هو ما يزيد عن ألف يوم (ثلاث سنوات) هل هناك قيمة في مخيلة الصفار لتوقيت الموقف السياسي أم أن الوقت لا أهمية له ألبتة في المواقف!!!
لقد دخل الاحتلال بمباركة السيستاني والصفويين (راجع مذكرات بريمر) ..وذبح السنة على يد الطائفيين الصفويين وميلشياتهم المنظمة طيلة 3 سنوات كاملة ليصدر أول بيان بعدها من مكتب السيستاني ويستنكر بأسلوب تعميمي ما يجري ..ثم يأخذه الصفار ويصفه في ملحق الرسالة –سامح الله محررها عبد العزيز قاسم- بأنه قمة الجهاد ضد الطائفية وقمة السعي لحقن دماء السنة...على من تضحكون!!!
العالم كله أدرك ومنذ السنة الأولى وما تلاها بل الشهور الأولى أن ميلشيات بدر المدعومة إيرانيا وغيرها من الميليشيات ومعها مليشيات الحكومة العراقية الطائفية قد بدأت في مشروع التقسيم الذي يتناغم في الوقت نفسه مع أهداف الاحتلال ولأجل ذلك بدأ مشروع إبادة السنة بشكل سافر في كل مدن العراق واستفاضت أخبارها في العالم من تقتيل وهتك لأعراض السنة وتنكيل وتعذيب و تهجير(هجرة أكثر من أربعة مليون عراقي هربا من الإرهاب الشيعي في أكبر نزوح جماعي في هذا القرن) وشهد أعضاء في الحكومة العراقية وقتها على صحة ذلك (حازم الشعلان كمثال) ..والعالم كله سمع صيحات هيئة علماء المسلمين في العراق وهم يناشدون علماء الشيعة ومنهم آية الله العظمى السيستاني إدانة ما يجري والدعوة إلى الكف عن قتل السنة وتهجيرهم (وموقع الهيئة يحفظ هذه البيانات والدعوات) ...لكن آذان الآيات وقتها كانت معطلة بمن فيهم الآية السيستاني ..وفي الوقت نفسه لم يتوان هذا الأخير عن الموافقة على الدستور الطائفي ولا على المباركة على الحكومات الطائفية المتعاقبة ..ولم يعرف له بيان في إدانة المجرمين من ميليشيات الشيعة الصفويين ولا حتى في الدعوة إلى حقن الدماء ولو بشكل تعميمي (وموقعه اليوم شاهد على ذلك) ...إلا بعد ثلاث سنوات دعا فيها إلى حقن الدماء لا إلى تسمية المجرمين الذين أصبح العالم كله يعرفهم !!! وكل متتبع لسياق صدور تلك البيانات المتأخرة يدرك أن هدفها سياسي محض يخدم بالدرجة الأولى فرض سياسة الأمر الواقع لتمكين الحكومة العراقية من الحفاظ المكتسبات المتحققة للشيعة ومعهم إيران ولأهداف سياسية أخرى...
الصفار داس على هذه الحقائق وكأنه يعيش في المريخ ولا علاقة له بما يجري على كوكبنا ..وبرأ ساحة مرجعه السيستاني براءة تامة ..بل وصفه بعكس ما عليه حاله في المسألة العراقية!! الصفار يعرف أن أدنى ما يدان به السيستاني أمام الله وأمام الأمة وأمام التاريخ سكوته عن جرائم الشيعة في حق السنة في العراق إلى يومنا هذا!!! وكان على الصفار- على أقل تقدير- أن يثبت ذلك في معرض كلامه عن السيستاني ...إلا إذا كان يقلد السيستاني في سكوته (السياسي) فيسكت عنه (لهدف سياسي ) هو أيضا فهذا شأن آخر...!!! وحينئذ سيكون السيستاني مرجعا فعليا للصفار حتى في السياسة! خلافا لماذكر!
الصفار بتجاوزه للموضوعية في رسم صورة السيستاني كما هي حقيقتها في المشهد العراقي، وبنفيه القطعي الجازم دونما معالجة موضوعية لخبر فتوى التكفير الصادرة عن السيستاني، إنما أثبت تعصبه الشيعي المناقض لأسس الحوار البناء، وكل من يقرأ موقفه الرافض لمرجعية تكفيرية مهما كانت، يتوهم أن مثل هذا الموقف العام كاف ..
لكن الحقيقة أن أسلوب الصفار يتجاوز الخلاف على الشعارات إلى الخلاف على تطبيقاتها على أرض الواقع ..وتلعب التقية وأسلوب التعميم والالتواء، بل ادعاء البعد عن الجدل والإغراق فيما قد يؤدي إلى التشاحن طائفي ونحو ذلك من الذرائع... مسوغا لكثير من الشيعة، التنصل من المحاسبة على الشعارات العامة التي يعلنونها وتطبيقاتها في الواقع...وهو منهج الشيعة القديم!!
اللافت للانتباه، هو أن الصفار ـ ومعه السيستاني هذه المرة ـ يلقى مساندة من قبل بعض رموز الخط الليبرالي في المملكة بشكل ملحوظ في جدالاته مع علماء السنة والدعاة والمفكرين الإسلاميين!! وهنا سؤال يفرض نفسه: هل هي السنن...وهل امتدت عدوى تحالف الليبراليين والشيعة إلى خارج العراق؟!!! وهل الكوبوي الأمريكي، لازال يمسك بلجام الفرسين معا الليبرالي والشيعي في المنطقة!!
22-2-2007
في الجمعة الماضية، نشر ملحق الرسالة الذي ينشر مرفقا مع جريدة المدينة مقالا جدليا لحسن الصفار، رمز من رمز الشيعة في المملكة..والملاحظ أن مقاله كان تعريفا في سياق الرد، فقد استمات فيه دفاعا عن رجل الدين الشيعي الإمامي المعروف بالسيستاني، واصفا إياه على نحو يختلف عما يراه المراقبون، وكان موضوع الرد هو فتوى نسبت إلى السيستاني، يقول فيها بالحكم على غير الإماميين الشيعة بكونهم على باطل!!! وقد طالب الدكتور سعد البريك في ملحق الرسالة الصفار بتوضيح موقفه من فتوى السيستاني هذه!!!
وظهر تعصب حسن الصفار جليا في مسألتين:
المسألة الأولى: نفيه القطعي لفتوى السيستاني بأسلوب التدليس والالتواء، بعيدا عن التحقيق الصحفي، إذ أكد في مستهل الكلام بوضوح أن السيستاني مرجعه في الناحية الدينية، وليس جديدا أن يصرح الصفار بكون مرجعية السيستاني أو غيره من الآيات، فهما أصلا على ملة واحدة ومذهب واحد ..
لكن الغريب أن يتجاوز الصفار حدود الموضوعية، فيغرق إلى النهاية في التعصب لمن يقلده، ولا يقف عند حد السكوت عن مواقف السيستاني الطائفية في المسألة العراقية، ومواقفه المشبوهة بل الغارقة في العمالة للاحتلال، وإنما يعمد إلى إعطاء السيستاني هالة من القداسة والنزاهة والبراءة، نافيا عنه بصيغة الجزم المشوبة بالتدليس والتلبيس، تهمة بث الكراهية والحكم على دين كل من ليس من الإمامية بالبطلان، وهو ما يعني تكفير الأمة كلها!! وهو ما ثبته السيستاني في إحدى فتاواه على موقعه الإليكتروني الرسمي.
فقد جعل حسن الصفار من مجرد عدم علمه بالفتوى، وعدم ورود الفتوى في فتاوى السيستاني المطبوعة، حجة كافية على أن تلك الفتوى منسوبة للسيستاني ..ولم يتطرق من قريب ولا من بعيد لحيثيات وسبب ورودها على موقع السيستاني الإليكتروني الرسمي، وإنما اكتفى بالقول: (وأستغرب جداً من الدكتور البريك، كيف أرسل هذا الاتهام إرسال المسلمات، ولم يذكر نص كلام السيد السيستاني ولا مصدر فتواه المزعومة.
وبين يديَّ رسالته الفقهية التي تضم فتاواه في جميع أبواب الفقه، وتقع في ثلاثة أجزاء تحت عنوان (منهاج الصالحين)، تحتوي على 3500 مسألة فقهية، والله ما وجدت فيها أثراً لمثل هذه الدعوى الخطيرة). انتهى.
لكن القارئ الكريم حينما يرجع إلى كلام الدكتور البريك، يجده قد نص على المصدر بالاسم وهو موقع السيستاني الإليكتروني وبين أن الفتوى سحبت في دلالة على خطورتها في الوقت الراهن!!!
فقال البريك بالنص: (أبهجني المقال الذي كتبه الأخ حسن الصفار في ملحق الرسالة قبل أسبوعين، وما تضمنه من دعوة إلى الوحدة والالتقاء ورص صفوف الأمة، لكن يعكر هذا الكلام الجميل فتوى السيد السيستاني التي نشرها في موقعه ثم سحبها.....) انتهى. لكن الصفار تعامى عن التطرق لمسألة الموقع وورود الفتوى التكفيرية فيه ثم سحبها منه...
الصفار دافع في مقاله المنشور في ملحق الرسالة عن السيستاني باستماتة المتعصب، ففكر وقدر وعلم أن الاعتراف بثبوت صحة نسبة الفتوى إلى السيستاني سيوقعه في حرج كبير، إذ سيعترف على مرجعه بالتحريض على الكراهية في أقل تقدير، وعلى التكفير في ما يحتمله معنى الكلام بلا زيادة أو نقصان..
وفي كلتا الحالتين، سيقع ويوقع معه مريديه والشيعة في حرج كبير معيب!! كيف لا وهو من اقترح في بيروت مؤخرا مشروع الحوار على أساس جملة من النقاط، كان من أهمها تجريم من يدعو للكراهية بين المذاهب..وإذن فالسيستاني، إذا ما ثبتت فتواه في تكفير الأمة والحكم على دينها بالباطل، سيكون حينها أول المجرمين ..والصفار هو من حكم عليه بذلك ...ولكي يتفادى الصفار كل هذا الحرج ولا يعاب عليه اتخاذه مرجعا (مجرما)، فقد عمد إلى النفي القطعي بطرق ملتوية تفتقر إلى أدنى درجات الموضوعية والتحقيق الصحفي في الخبر...
وهنا السؤال: هل الصفار لا يعلم أن الفتوى بقيت بعد مناقشتها على قناة المستقلة أمام العالم 48 ساعة في موقع السيستاني ليغلق الموقع بعدها ركن الفتاوى كلها منبها على أنها -تحت لمراجعة- ثم يحذفها بعد ذلك !! أم أنه لا يعلم أنها كانت ضمن فتاوى السيستاني الموجودة على موقعه أصلا!!
وسؤال آخر: هل الصفار لم يقرأ كلام الدكتور سعد البريك، وهو يحيله على مصدر الفتوى..فلماذا تحاشى الكلام عن ورودها في الموقع وسحبها منه، كما بين مقال الدكتور البريك!!!!
إن الصفار لا يجهل ذلك، وهو يعلم ورود الفتوى في الموقع أكثر من غيره، لكنه تعمد تحاشي ذكر سحب الفتاوى من الموقع بعد أيام من نقاشها، لأن عقل العاقل وحكمة الحكيم وفطنة الفطن، تأبى أن تقتنع أن الموقع تم استهدافه لتزرع فيه هذه الفتوى بالقوة من جهات مجهولة (هاكرز)، كما يروج له بعض أغبياء الشيعة ..وليس الصفار منهم!! فهو أذكى من أن يعمد إلى هذا النوع من المحاججة الباهتة، لذلك اقتفى أسلوب الالتواء والتعميم في النفي وتهميش الكلام عن الموقع بالكلية وبادر بالهجوم على الدكتور البريك، ملمحا إلى اتهامه بالكذب، إذ قال عنه: (ثم يقرر دعوى خطيرة هي اتهام أكبر مرجع للشيعة بتكفير أكثر من ألف وثلاثمائة مليون مسلم، مرسلاً لهذه الدعوى إرسال المسلمات دون أن يكلف نفسه ذكر نص الفتوى أو مصدرها) انتهى.
الصفار تعمد كل هذا الالتواء والتدليس حتى لا يقع في شبهة اتخاذ من يدعو للكراهية مرجعا أو من هو متلبس بشبهة التكفير (وهو السيستاني) فيحكم عليه بمقتضى مشروعه التصالحي بالإجرام!!
لكن الثابت في القضاء أن القرائن، إذا احتفت بالشبهة ربما رقيت إلى مستوى التهمة فالإدانة!!! والسيستاني سبق أن صدرت منه فتوى هي أطم وأنكى في التكفير من هذه الأخيرة، تلك هي الفتوى التي كفر فيها أغلب الصحابة رضي الله عنهم واستفاض ذكرها في الآفاق... فلما أحس موقع السيستاني ردة الفعل القوية من عموم المسلمين تم حجبها كما حجبت هذه الأخيرة !!!
وإذا صح أن موقع السيستاني قد تم اختراقه ودس مثل هذه الفتوى فيه، فقد يصح أن هاكرز من نوع آخر اخترق قبل اختراع الإنترنت (بطريقة ما نجهلها) كتب أسلافه من الإمامية الذين ثبت عنهم القول بتكفير غير الإمامية ورفع مقام الأئمة الإثنى عشر مقام الأنبياء ..وهو أمر معروف لدى صغار طلبة العلم والمختصين في الفرق والأديان والمذاهب!!وكلهم يترضى عنهم السيستاني والصفار معه!!
المسألة الثانية: تجاهله لدور السيستاني الخطير في نشر الطائفية بالعراق
إذ يقول الصفار واصفا السيستاني بحاقن دماء المسلمين بالعراق :( وكل سطور بياناته وآرائه تؤكد على رعاية حرمة المسلم سنياً كان أو شيعياً، بل على رعاية حرمة جميع المواطنين بمختلف دياناتهم. وتدعو إلى الوحدة والتعايش وحفظ الأمن والنظام.) وقال: (أعود لأقول إن ما أعرفه من فتوى ورأي السيد السيستاني هو رفض التكفير ورفض النزاعات والاحتراب الطائفي) انتهى
نسأل الصفار : منذ متى ودماء العراقيين تراق والدم يجري بالدم في شوارع بغداد ومدن السنة وقراهم ..ومنذ متى صدر بيان عن سماحة السيستاني ليدعو إلى حقن الدماء والسماحة!!! هل يمكن أن تذكر لنا متى احتلت بغداد ليبدأ الشيعة ومعهم الاحتلال بذبح السنة. أم أنك لا تدري؟!!!..ومتى بالضبط صدر أول بيان للسيستاني يدعو ليحقنها ولا يدين حتى المجريمن !؟؟ أليس الفارق بين بداية الاحتلال وأول بيان هو ما يزيد عن ألف يوم (ثلاث سنوات) هل هناك قيمة في مخيلة الصفار لتوقيت الموقف السياسي أم أن الوقت لا أهمية له ألبتة في المواقف!!!
لقد دخل الاحتلال بمباركة السيستاني والصفويين (راجع مذكرات بريمر) ..وذبح السنة على يد الطائفيين الصفويين وميلشياتهم المنظمة طيلة 3 سنوات كاملة ليصدر أول بيان بعدها من مكتب السيستاني ويستنكر بأسلوب تعميمي ما يجري ..ثم يأخذه الصفار ويصفه في ملحق الرسالة –سامح الله محررها عبد العزيز قاسم- بأنه قمة الجهاد ضد الطائفية وقمة السعي لحقن دماء السنة...على من تضحكون!!!
العالم كله أدرك ومنذ السنة الأولى وما تلاها بل الشهور الأولى أن ميلشيات بدر المدعومة إيرانيا وغيرها من الميليشيات ومعها مليشيات الحكومة العراقية الطائفية قد بدأت في مشروع التقسيم الذي يتناغم في الوقت نفسه مع أهداف الاحتلال ولأجل ذلك بدأ مشروع إبادة السنة بشكل سافر في كل مدن العراق واستفاضت أخبارها في العالم من تقتيل وهتك لأعراض السنة وتنكيل وتعذيب و تهجير(هجرة أكثر من أربعة مليون عراقي هربا من الإرهاب الشيعي في أكبر نزوح جماعي في هذا القرن) وشهد أعضاء في الحكومة العراقية وقتها على صحة ذلك (حازم الشعلان كمثال) ..والعالم كله سمع صيحات هيئة علماء المسلمين في العراق وهم يناشدون علماء الشيعة ومنهم آية الله العظمى السيستاني إدانة ما يجري والدعوة إلى الكف عن قتل السنة وتهجيرهم (وموقع الهيئة يحفظ هذه البيانات والدعوات) ...لكن آذان الآيات وقتها كانت معطلة بمن فيهم الآية السيستاني ..وفي الوقت نفسه لم يتوان هذا الأخير عن الموافقة على الدستور الطائفي ولا على المباركة على الحكومات الطائفية المتعاقبة ..ولم يعرف له بيان في إدانة المجرمين من ميليشيات الشيعة الصفويين ولا حتى في الدعوة إلى حقن الدماء ولو بشكل تعميمي (وموقعه اليوم شاهد على ذلك) ...إلا بعد ثلاث سنوات دعا فيها إلى حقن الدماء لا إلى تسمية المجرمين الذين أصبح العالم كله يعرفهم !!! وكل متتبع لسياق صدور تلك البيانات المتأخرة يدرك أن هدفها سياسي محض يخدم بالدرجة الأولى فرض سياسة الأمر الواقع لتمكين الحكومة العراقية من الحفاظ المكتسبات المتحققة للشيعة ومعهم إيران ولأهداف سياسية أخرى...
الصفار داس على هذه الحقائق وكأنه يعيش في المريخ ولا علاقة له بما يجري على كوكبنا ..وبرأ ساحة مرجعه السيستاني براءة تامة ..بل وصفه بعكس ما عليه حاله في المسألة العراقية!! الصفار يعرف أن أدنى ما يدان به السيستاني أمام الله وأمام الأمة وأمام التاريخ سكوته عن جرائم الشيعة في حق السنة في العراق إلى يومنا هذا!!! وكان على الصفار- على أقل تقدير- أن يثبت ذلك في معرض كلامه عن السيستاني ...إلا إذا كان يقلد السيستاني في سكوته (السياسي) فيسكت عنه (لهدف سياسي ) هو أيضا فهذا شأن آخر...!!! وحينئذ سيكون السيستاني مرجعا فعليا للصفار حتى في السياسة! خلافا لماذكر!
الصفار بتجاوزه للموضوعية في رسم صورة السيستاني كما هي حقيقتها في المشهد العراقي، وبنفيه القطعي الجازم دونما معالجة موضوعية لخبر فتوى التكفير الصادرة عن السيستاني، إنما أثبت تعصبه الشيعي المناقض لأسس الحوار البناء، وكل من يقرأ موقفه الرافض لمرجعية تكفيرية مهما كانت، يتوهم أن مثل هذا الموقف العام كاف ..
لكن الحقيقة أن أسلوب الصفار يتجاوز الخلاف على الشعارات إلى الخلاف على تطبيقاتها على أرض الواقع ..وتلعب التقية وأسلوب التعميم والالتواء، بل ادعاء البعد عن الجدل والإغراق فيما قد يؤدي إلى التشاحن طائفي ونحو ذلك من الذرائع... مسوغا لكثير من الشيعة، التنصل من المحاسبة على الشعارات العامة التي يعلنونها وتطبيقاتها في الواقع...وهو منهج الشيعة القديم!!
اللافت للانتباه، هو أن الصفار ـ ومعه السيستاني هذه المرة ـ يلقى مساندة من قبل بعض رموز الخط الليبرالي في المملكة بشكل ملحوظ في جدالاته مع علماء السنة والدعاة والمفكرين الإسلاميين!! وهنا سؤال يفرض نفسه: هل هي السنن...وهل امتدت عدوى تحالف الليبراليين والشيعة إلى خارج العراق؟!!! وهل الكوبوي الأمريكي، لازال يمسك بلجام الفرسين معا الليبرالي والشيعي في المنطقة!!