مقاوم
02-15-2007, 08:59 AM
التفجيرات المتنقلة ... أي رسالة تحمل؟
محمد مصطفى علوش
http://qawim.net/images/stories/bekfaya.jpg
يقع التفجير كعادته في منطقة مسيحية بل قريباً من بلدة "بكفيا" التي شيعت الوزير الكتائبي بيار جميل منذ وقت ليس ببعيد ، وتنهمر التحليلات من قبل السياسيين اللبنانيين ، وكل بحسب مشربه ومذاق مطعمه ، يفسر ويجتهد . إلا أن الكثرة الكاثرة من المسيحيين يتفقون على أن المقصود من هذه الاستهدافات هو الوجود المسيحي في لبنان.
فمن يا ترى الذي لا يريد للمسيحيين وجوداً في لبنان؟ هل هي المعارضة التي تعتمد في إثبات وطنيتها على ركن أصيل في نسيجها ، وهو "التيار الوطني الحر" الذي لا ينفي عن نفسه مرجعيته للمسيحيين وحقه في صون حقوقهم في هذا البلد؟ أم الموالاة والتي فيها اكثر من جناح مسيحي وصل بهم الإفراط في التعصب لمسيحيتهم في لبنان أبان الحرب الأهلية الى حد التعامل مع اسرائيل والدعوة إلى فدرالية للبنان تحافظ على وجودهم السياسي أمام التكاثر العددي والزحف الديموغرافي لشركائهم في الوطن من المسلمين بجناحيهم السني والشيعي؟
أم أن سوريا التي تحولت الى "الشيطان الأكبر في لبنان" هي التي تتربص بهم هذا الشر العظيم؟ وإذا كان كذلك فلم هم دون غيرهم من الطوائف اللبنانية؟
فلا المسيحيين وحدهم جاءوا بالقرار 1559 الذي دعا إلى خروج جميع الجيوش الأجنبية من لبنان! ولا هم وحدهم الذين طالبوا بإخراج سوريا من لبنان! ولا هم الذين انفردوا من بين الطوائف اللبنانية بالتوحد والإجماع حول العداء لسوريا ، ففهيم الجنرال عون الذي تتهمه الموالاة أنه رتب صفقة مع السوريين مفادها الكف عن اتهام سوريا أو التحريض عليها مقابل وصوله لرئاسة الجمهورية اللبنانية؟
ثم هل من مصلحة سوريا، إذا سايرنا-جدلاً- قوى الأكثرية بأن عون أصبح حليفاً لسوريا في لبنان، أن تضر بشعبية حليفها المسيحي الوحيد لصالح أحزاب مسيحية منافسة يطالبون علناً بمحاكمة سوريا وحصارتها وترحيل نظامها إلى الجحيم؟
ثم أليس أكثر الناس عداء لسوريا في لبنان هو الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ، الذي نادى صراحة عقب اغتيال الحريري برغبته في اجتياح أمريكي لسوريا ، على غرار ما فعلته بنظام صدام حسين؟ فلماذا لا تحصل هذه التفجيرات بين الدروز لترعيبهم وتمزيقهم وهم الذين يكادون يجمعون على جنبلاط زعيم لهم في لبنان؟
ثم أليس الطائفة السنية هي التي رجحت الكفة بإخراج سوريا من لبنان؟ فالقاصي والداني يعرف أن المسيحيين دائماً كانوا يرغبون برحيل سوريا من لبنان ، إلا أن مطالبهم كانت تذهب سدى لأنهم لا يشكلون الأكثرية الشعبية وقد كانوا بحاجة إلى طائفة أخرى من الطوائف الكبرى كالطائفة السنية أو الشيعية لدعمهم في هذا ، حتى جاء اغيتال الحريري في الرابع عشر من شباط 2004م لتميل الكفة السنية لصالح المسيحيين في المطالبة برحيل الجيش السوري عن لبنان.. بل ذهب الأمر بالطائفة السنية أنها تنازلت عن حقها في دم رئيس الوزراء اللبناني رشيد كرامي الذي اغتيل على يد سمير جعجع قائد القوات اللبنانية والذي صدر بحقه حكماً قضائياً بذلك.. حتى أن مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو قال في تصريح له ذات يوم أن السنة تحالفوا مع أكثر المسيحيين تطرفاً وهي القوات اللبنانية التي كانت تذبح السنة على الهوية وأنها تنازلت عن حقها في دم رشيد كرامي رغبة منها في بناء وطن جامع للبنانيين على اختلاف طوائفهم ، فلماذا لا تنتقم سوريا من السنة بوضع متفجرات في مناطقها وهم الذين كانوا السبب المباشر في إخراجها وهم أكثر الناس الآن مطالبة بالمحكمة الدولية؟
وقوع هذا التفجير في منطقة يتنافس عليها حزبين رئيسين هما حزب الكتائب المعادي لسوريا والمحارب لها، والحزب القومي السوري الاجتماعي ، الحزب الوحيد الذي خرق الطائفة المسيحية من بين الأحزاب الموالية لسوريا يطرح تساؤلاً حول ما إذا كانت هذه التفجيرات تستهدف وجود هذا الحزب داخل الطائفة المسيحية خصوصاً إذا علمنا أن قوى 14 آذار خرجت مباشرة مستبقة التحقيق كعادتها لتحمل سوريا مسئولية ما حدث بل إن الوزير مروان حمادة المعروف بكرهه الشديد للنظام السوري لوح به لتشابه العملية بمحاولة اغتيال سابقة وقعت لضابط لبناني معني بملف اغتيال الحريري.
نحن لسنا بصدد الدفاع عن النظام السوري ولا يعنينا ذلك ، ولكن يبدو من سياق الأحداث أن هناك جهات قد تكون داخلية أو خارجية أو داخلية وخارجية متضررة من أي وفاق يتم بين اللبنانيين من جهة حيث قبيل أي تقارب يحدث بين قوى الأكثرية والمعارضة يقع تفجير أو يطرأ إشكال يعرقل المساعي لذلك، وقد تكون هذه الجهة موجودة داخل قوى 14 آذار وداخل قوى 8 آذار أيضا.
ومن جهة ثانية فإن الواضع لهذه التفجيرات يريد أن يبعد المسيحيين في لبنان عن أي اندماج في مشروع الوطن الواحد لخلق فئات متطرفة داخل الطائفة تسعى إلى إيجاد امن ذاتي لها وللطائفة من بعدها وفق منطق "كل مين إيدو إلو" الذي سيؤدي في النهاية إلى إيجاد ميلشيات مسلحة تهدد أمن لبنان ككل وتعيد طرح موضع الفدرالية بزخم أكبر.
فهل سيعي اللبناني أي كان انتماؤه أو مذهبه بأنها فتنة القائم فيها خير من الساعي والقاعد خير من القائم والمحارب لها خير من الجميع؟
www.qawim.net (http://www.qawim.net)
محمد مصطفى علوش
http://qawim.net/images/stories/bekfaya.jpg
يقع التفجير كعادته في منطقة مسيحية بل قريباً من بلدة "بكفيا" التي شيعت الوزير الكتائبي بيار جميل منذ وقت ليس ببعيد ، وتنهمر التحليلات من قبل السياسيين اللبنانيين ، وكل بحسب مشربه ومذاق مطعمه ، يفسر ويجتهد . إلا أن الكثرة الكاثرة من المسيحيين يتفقون على أن المقصود من هذه الاستهدافات هو الوجود المسيحي في لبنان.
فمن يا ترى الذي لا يريد للمسيحيين وجوداً في لبنان؟ هل هي المعارضة التي تعتمد في إثبات وطنيتها على ركن أصيل في نسيجها ، وهو "التيار الوطني الحر" الذي لا ينفي عن نفسه مرجعيته للمسيحيين وحقه في صون حقوقهم في هذا البلد؟ أم الموالاة والتي فيها اكثر من جناح مسيحي وصل بهم الإفراط في التعصب لمسيحيتهم في لبنان أبان الحرب الأهلية الى حد التعامل مع اسرائيل والدعوة إلى فدرالية للبنان تحافظ على وجودهم السياسي أمام التكاثر العددي والزحف الديموغرافي لشركائهم في الوطن من المسلمين بجناحيهم السني والشيعي؟
أم أن سوريا التي تحولت الى "الشيطان الأكبر في لبنان" هي التي تتربص بهم هذا الشر العظيم؟ وإذا كان كذلك فلم هم دون غيرهم من الطوائف اللبنانية؟
فلا المسيحيين وحدهم جاءوا بالقرار 1559 الذي دعا إلى خروج جميع الجيوش الأجنبية من لبنان! ولا هم وحدهم الذين طالبوا بإخراج سوريا من لبنان! ولا هم الذين انفردوا من بين الطوائف اللبنانية بالتوحد والإجماع حول العداء لسوريا ، ففهيم الجنرال عون الذي تتهمه الموالاة أنه رتب صفقة مع السوريين مفادها الكف عن اتهام سوريا أو التحريض عليها مقابل وصوله لرئاسة الجمهورية اللبنانية؟
ثم هل من مصلحة سوريا، إذا سايرنا-جدلاً- قوى الأكثرية بأن عون أصبح حليفاً لسوريا في لبنان، أن تضر بشعبية حليفها المسيحي الوحيد لصالح أحزاب مسيحية منافسة يطالبون علناً بمحاكمة سوريا وحصارتها وترحيل نظامها إلى الجحيم؟
ثم أليس أكثر الناس عداء لسوريا في لبنان هو الزعيم الدرزي وليد جنبلاط ، الذي نادى صراحة عقب اغتيال الحريري برغبته في اجتياح أمريكي لسوريا ، على غرار ما فعلته بنظام صدام حسين؟ فلماذا لا تحصل هذه التفجيرات بين الدروز لترعيبهم وتمزيقهم وهم الذين يكادون يجمعون على جنبلاط زعيم لهم في لبنان؟
ثم أليس الطائفة السنية هي التي رجحت الكفة بإخراج سوريا من لبنان؟ فالقاصي والداني يعرف أن المسيحيين دائماً كانوا يرغبون برحيل سوريا من لبنان ، إلا أن مطالبهم كانت تذهب سدى لأنهم لا يشكلون الأكثرية الشعبية وقد كانوا بحاجة إلى طائفة أخرى من الطوائف الكبرى كالطائفة السنية أو الشيعية لدعمهم في هذا ، حتى جاء اغيتال الحريري في الرابع عشر من شباط 2004م لتميل الكفة السنية لصالح المسيحيين في المطالبة برحيل الجيش السوري عن لبنان.. بل ذهب الأمر بالطائفة السنية أنها تنازلت عن حقها في دم رئيس الوزراء اللبناني رشيد كرامي الذي اغتيل على يد سمير جعجع قائد القوات اللبنانية والذي صدر بحقه حكماً قضائياً بذلك.. حتى أن مفتي جبل لبنان الشيخ محمد علي الجوزو قال في تصريح له ذات يوم أن السنة تحالفوا مع أكثر المسيحيين تطرفاً وهي القوات اللبنانية التي كانت تذبح السنة على الهوية وأنها تنازلت عن حقها في دم رشيد كرامي رغبة منها في بناء وطن جامع للبنانيين على اختلاف طوائفهم ، فلماذا لا تنتقم سوريا من السنة بوضع متفجرات في مناطقها وهم الذين كانوا السبب المباشر في إخراجها وهم أكثر الناس الآن مطالبة بالمحكمة الدولية؟
وقوع هذا التفجير في منطقة يتنافس عليها حزبين رئيسين هما حزب الكتائب المعادي لسوريا والمحارب لها، والحزب القومي السوري الاجتماعي ، الحزب الوحيد الذي خرق الطائفة المسيحية من بين الأحزاب الموالية لسوريا يطرح تساؤلاً حول ما إذا كانت هذه التفجيرات تستهدف وجود هذا الحزب داخل الطائفة المسيحية خصوصاً إذا علمنا أن قوى 14 آذار خرجت مباشرة مستبقة التحقيق كعادتها لتحمل سوريا مسئولية ما حدث بل إن الوزير مروان حمادة المعروف بكرهه الشديد للنظام السوري لوح به لتشابه العملية بمحاولة اغتيال سابقة وقعت لضابط لبناني معني بملف اغتيال الحريري.
نحن لسنا بصدد الدفاع عن النظام السوري ولا يعنينا ذلك ، ولكن يبدو من سياق الأحداث أن هناك جهات قد تكون داخلية أو خارجية أو داخلية وخارجية متضررة من أي وفاق يتم بين اللبنانيين من جهة حيث قبيل أي تقارب يحدث بين قوى الأكثرية والمعارضة يقع تفجير أو يطرأ إشكال يعرقل المساعي لذلك، وقد تكون هذه الجهة موجودة داخل قوى 14 آذار وداخل قوى 8 آذار أيضا.
ومن جهة ثانية فإن الواضع لهذه التفجيرات يريد أن يبعد المسيحيين في لبنان عن أي اندماج في مشروع الوطن الواحد لخلق فئات متطرفة داخل الطائفة تسعى إلى إيجاد امن ذاتي لها وللطائفة من بعدها وفق منطق "كل مين إيدو إلو" الذي سيؤدي في النهاية إلى إيجاد ميلشيات مسلحة تهدد أمن لبنان ككل وتعيد طرح موضع الفدرالية بزخم أكبر.
فهل سيعي اللبناني أي كان انتماؤه أو مذهبه بأنها فتنة القائم فيها خير من الساعي والقاعد خير من القائم والمحارب لها خير من الجميع؟
www.qawim.net (http://www.qawim.net)