علي عقيل الحمروني
02-05-2007, 02:21 PM
دعوني أسجل شيئاً هنا :
إنه ليس في نيتي ، ولا من همومي ، ولا من هواجسي أن أغرق قلمي في مداد موضوع مفخخ ، ملغوم ، متخم بأشد أنوع الخطورة ، والحساسية عند المؤمنين ، كموضوع (تحريف القرآن ) .
ولما كان بعض المشاركين الأعزاء قد حملوا ( الطائفة الشيعية ) المبجلة، رزيئة القول بالتحريف ، أردت أن ألفت النظر إلى وجوب توخي مبدأ العدل ، والإنصاف ، والنزاهة مع الآخر المختلف .
كما أردت أن ألفت النظر إلى أن الأحكام الصادرة في حق هذه الطائفة ، في حاجة إلى إعادة نظر جذرية ، وتمحيص كبير في تاريخنا المدون المليء بالمغالطات ، والمجازفات القيمية الكبرى .
ولهذا فقد عزمت على سوق بعض العينات ( البسيطة ) للتدليل على أن تاريخنا الخاص ليس نقياً جداً كما نحب أن نعتقد ، وإن ما نغالي فيه من أحكام متعالية على الآخرين ممن يختلفون معنا قد لا يكون دافعه مجرد رغبة بريئة لإحقاق الحق ، وإبطال الباطل ، والدليل أننا نحاسب غيرنا على العوم في البحيرة الملوثة ، في الوقت الذي نكون فيه نحن ، وإياه في مغطس واحد .
فإليك بعض النماذج ، وأعفني من المواصلة بعد ذلك :
1_ قال الإمام القرطبي في تفسيره :
* " وقال بعض من تعسف في كلامه : إن هذا غلط من الكتاب حين كتبوا مصحف الإمام ، قال : والدليل على ذلك ما روي عن عثمان أنه نظر في المصحف ، فقال : أرى فيه لحناً وستقيمه العرب بألسنتها .
وهكذا قال : في سورة النساء ( والمقيمين الصلاة ) وفي سورة المائدة ( والصابئون ) ".
تفسير القرطبي ج2صفحة 240
· - وقال في محل آخر :
" وقد خطأها قوم حتى قال أبو عمرو : إني لأستحي من الله أن أقرأ ( وإن هذان لساحران ) ، وروي عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنـها سألت عن قوله تعالى ( ولكن الراسخون في العلم ) ثم قال ( والمقيمين ) وفي المائدة ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئون ) ، ( وإن هذان لساحران ) فقالت : يا ابن أختي هذا من خطأ الكُـتـّاب. وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه : في المصحف لحن و ستقيمه العرب بألسنتها .
وقال أبان بن عثمان : قرأت هذه الآية عند أبي عثمان بن عفان فقال : لـحـن وخـطأ . فقال له قائل : ألا تغيّروه ؟ فقال : دَعوه ! فإنه لا يحرّم حلالا ولا يحلل حراماً .
الجامع لأحكام القرآن ج11صفحة 216
*- وقال في موضع ثالث :
وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا أياه )) الآية
" وفي مصحف ابن مسعود ( ووصى ) وفي قراءة أصحابه ، وقراءة ابن عباس أيضا وعلي ، وغيرهما وكذلك عند أبي بن كعب ، وقال ابن عباس :
إنـما هو ( و وصى ربك ) فالتصقت إحدى الواويين فقرئت (وقضى ربك ) إذ لو كانت على القضاء ما عصى الله أحد .
وقال الضحاك : تصحّفت على قوم ( وصى ) بـ ( قضى ) حين اختلطت الواو بالصاد وقت كتب المصحف ".
تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن ج10صفحة237
· وقال أيضا :
" وزعم ابن مسعود انّهما تعوّذ به وليسا من القرآن وخالف به الإجماع من الصحابة وأهل البيت " الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج 20 صفحة 251
2- قال ابن الجوزي في كتابه زاد المسير مايلي :
* " واختلفت القراء في قوله تعالى (قالوا إن هذان لساحران )(طه/63) فقرأ أبو عمرو بن العلاء إن هذين على إعمال إنّ ، وقال : إني لأستحي من الله أن أقرأ هذان "
" فأما قراءة أبي عمرو فاحتجاجه في مخالفة المصحف بما روي عن عثمان وعائشة أن هذا غلط من الكاتب ".
زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي ج5صفحة 297
· وقال في موضع آخر :
" وفي نصب المقيمين أربعة أقوال . أحدها :
أنه خطأ من الكاتب ، وهذا قول عائشة ، وروي عن عثمان بن عفان أنه قال : إن في المصحف لـحنا ستقيمه العرب بألسنتها ".
نفس المصدر . ج2صفحة151
· وقال في موضع ثالث :
" وَقَضَى رَبُّكَ روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال : أمر ربك . ونقل عنه الضحاك أنه قال : إنما هو ( وصى ربك ) فالتصقت إحدى الواوين بالصاد . وكذلك قرأ أبي بن كعب وأبو المتوكل وسعيد ابن جبير ووصى ، وهذا على خلاف ما انعقد عليه الإجماع فلا يلتفت إليه""
نفس المصدر السابق ج5صفحة 17
3- قال الإمام شهاب الدين القسطلاني مانصه :
" .......وعند الحافظ أبي يعلى عن علقمة قال : كان عبد الله يحك المعوذتين من المصحف ويقول : إنما أمر رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أن يتعوذ بـهما ولم يكن عبد الله يقرأ بـهما . ورواه عبد الله ابن الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن يزيد وزاد ، ويقول أنـهما ليستا من كتاب الله . وهذا مشهور عند كثير من القراء والفقهاء أن ابن مسعود كان لا يكتبهما في مصحفه ".
إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ج7صفحة 441-442
4- قال الإمام الطبري في تفسيره مايلي :
" اختلف أهل التأويل فيمن أخذ ميثاقه بالإيمان بمن جاءه من رسل الله مصدقا لما معه فقال بعضهم إنما أخذ الله بذلك ميثاق أهل الكتاب دون أنبيائهم … ذكر من قال ذلك" حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آ آتَيْتُكُمْ من كتاب وحكمة ) آل عمران :81. قال : هي خطأ من الكاتب ، وهي في قراءة ابن مسعود ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ) ".
" حدثني المثنى قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله "
" حدثني المثنى قال ثنا إسحاق قال ثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع في قوله ] ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين ( يقول : ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ) وكذلك كان يقرؤها الربيع ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ) إنما هي أهل الكتاب ، قال : وكذلك كان يقرؤها أبي بن كعب . قال الربيع : ألا ترى أنه يقول (ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه )آل عمران :81 يقول : لتؤمنن بمحمد ولتنصرنه ، قال : هم أهل الكتاب ".
نفس المرجع السابق ج3صفحة 331
· وقال في موضع آخر :
"حدثني المثنى قال ثنا الحجاج بن المنهال قال ثنا حماد بن سلمة عن الزبير قال : قلت لأبان بن عثمان ما شأنـها كتبت {لكن الراسخون في العلم منهم ...والمقيمين الصلاة ) النساء:62 ؟ قال : إن الكاتب لما كتب (لكن الراسخون في العلم منهم ) حتى إذا بلغ قال : ما أكتب ؟ قيل له : أكتب ( والمقيمين الصلاة ) ، فكتب ما قيل له .
حدثنا ابن حميد قال ثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه أنه سأل عائشة عن قوله ( والمقيمين الصلاة ) النساء : 62 ، وعن قوله ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون ) المائدة : 69 ، وعن قوله ( إن هذان لساحران ) طه :63 ، فقالت : يا ابن أختي هذا عمل الكُـتّاب أخطئوا في الكِتاب . وذكر أن ذلك في قراءة ابن مسعود ( والمقيمون الصلاة )".
جامع البيان للطبري ج6صفحة 18
· وقال في موضع ثالث :
" القول في تأويل قوله تعالى {يَا أيها الذين آمنوا لاتدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستانسوا وتسلموا على أهلها ....تذكرون ) النور : 27. اختلف أهل التأويل في ذلك ، فقال بعضهم تأويله : يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأذنوا ذكر من قال ذلك :
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه كان يقرأ ( لا تدخلوا بيوتا عير بيوتكم حتى تستأذنوا وتسلموا على أهلها ) قال : وإنما تستأنسوا وهم مِن الكُـتّـاب .
حدثنا ابن بشار قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في هذه الآية (لاَ تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا ...) الآية . وقال : إنـما هي خطأ من الكاتب ( حتى تستأذنوا وتسلموا ) .
حدثنا ابن المثنى قال ثنا وهب بن جرير قال ثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير بمثله غير أنه قال : إنما هي ( حتى تستأذنوا ) ولكنها سقط من الكاتب .
حدثنا أبو كريب قال ثنا ابن عطية قال ثنا معاذ بن سليمان عن جعفر بن إياس عن سعيد عن ابن عباس ( حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ) قال : أخطأ الكاتب ، وكان ابن عباس يقرأ ( حتى تستأذنوا وتسلموا ) ، وكان يقرؤها على قراءة أبي بن كعب .
حدثنا ابن بشار قال ثنا أبو عامر قال ثنا سفيان عن الأعمش أنه كان يقرؤها ( حتى تستأذنوا وتسلموا ) قال سفيان : وبلغني أن ابن عباس كان يـقرؤها ( حتى تستأذنوا وتسلموا) وقال : إنـها خطأ من الكاتب ".
" قال ثنا هشيم قال أخبرنا جعفر بن إياس عن سعيد عن ابن عباس : أنه كان يقرؤها ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تسلموا على أهلها وتستأذنوا ) قال : وإنما { تستأنسوا ) وهم الكُـتـّاب "
نفس المصدر ج18صفحة 10
6- يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى :
" وأيضا فإن السلف أخطأ كثير منهم في كثير من هذه المسائل ، واتفقوا على عدم التكفير بذلك ، مثل ما أنكر بعض الصحابة أن يكون الميت يسمع نداء الحي و أنكر بعضهم أن يكون المعراج يقظة وأنكر بعضهم رؤية محمد ربه ولبعضهم في الخلافة والتفضيل كلام معروف ، وكذلك لبعضهم في قتال بعض ولعن بعض وإطلاق تكفير بعض أقوال معروفة .
وكان القاضي شريح يذكر قراءة من قرأ ( بل عجبتُ ) ويقول : إن الله لا يعجب فبلغ ذلك إبراهيم النخعي فقال : إنما شريح شاعر يعجبه علمه ، وكان عبد الله أفقه منه ، فكان يقول ( بل عجبت ) فهذا قد أنكر قراءة ثابتة ، وأنكر صفة دل عليها الكتاب والسنّة ، واتفقت الأمة على أنه إمام من الأئمة ، وكذلك بـعـض السلـف أنـكـر بـعضهم حـروف الـقرآن ، من إنكار بعضهم قوله ( أفلم ييئس الذين آمنوا )لرعد :31 . وقال : إنـما هي ( أولم يتبين الذين آمنوا ) ، وأنكر الآخر قراءة قوله ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا أياه ) الإسراء : 23 وقال : إنـما هي ( ووصى ربك ) ، وبعضهم كان حذف المعوذتين ، آخر يكتب سورة القنوت .
وهذا خطأ معلوم بالإجماع والنقل المتواتر ، ومع هذا فلم يكن قد تواتر النقل عندهم بذلك لم يكفروا ، وإن كان يكفر بذلك من قامت عليه الحجة بالنقل المتواتر ".
مجموع فتاوى ابن تيمية ج12ص492
" وهذا يبين أن المصاحف التي نسخت كانت مصاحف متعددة وهذا معروف مشهور ، وهذا مما يبين غلط من قال في بعض الألفاظ إنه غلط من الكاتب أو نقل ذلك عن عثمان ".
كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير ج15ص252
وقال في موضع آخر:
· وقال أيضا : " فكيف يتفقون كلهم على أن يكتبوا ( إن هذان ) طه : 63 وهم يعلمون أن ذلك لـحن لا يجوز في شيء من لغاتـهم أو ( والمقيمين الصلاة ) النساء :62 وهم يعلمون أن ذلك لـحن كما زعم بـعضـهم ". نفس المصدر السابق صفحة 253
وقال في موضع ثالث :
" فهذا ونحوه مما يوجب القطع بـخطأ من زعم أن في المصحف لـحنا أو غلطا وإن نقل ذلك عن بعض الناس ممن ليس قوله حجة فالـخطأ جائز عليه فيما قاله ، بخلاف الذين نقلوا ما في المصحف وكتبوه وقرؤوه فإن الغلط ممتنع عليهم في ذلك ".
نفس المصدر السابق صفحة ص254
انتهى ...
وختاما ً /
لابد من أؤكد هنا :
بأن القول بعدم عصمة القرآن من التحريف سواء كان صراحة ، أو ضمناً كما مر بنا ، يعد من قبيل القول ( البائد ) ، ( المنقرض ) الذي هجرته عموم الطائفتين المحترمتين ، من السنة ، والشيعة ، منذ أمد بعيد .
ولهذا أرى أنه ليس من المفيد إثارته هنا في هذا المنتدى ، وبالذات إذا نظرنا إلى ما يكتنف هذا الطرح (العقيم) من تجاذبات ، واستقطابات حادة للتموضعات العدائية .
وهذا بطبيعة الحال ، سوف لن يكون في صالح أحد سوى الشيطان نفسه .
تحياتي ، وأسفي العميق
إنه ليس في نيتي ، ولا من همومي ، ولا من هواجسي أن أغرق قلمي في مداد موضوع مفخخ ، ملغوم ، متخم بأشد أنوع الخطورة ، والحساسية عند المؤمنين ، كموضوع (تحريف القرآن ) .
ولما كان بعض المشاركين الأعزاء قد حملوا ( الطائفة الشيعية ) المبجلة، رزيئة القول بالتحريف ، أردت أن ألفت النظر إلى وجوب توخي مبدأ العدل ، والإنصاف ، والنزاهة مع الآخر المختلف .
كما أردت أن ألفت النظر إلى أن الأحكام الصادرة في حق هذه الطائفة ، في حاجة إلى إعادة نظر جذرية ، وتمحيص كبير في تاريخنا المدون المليء بالمغالطات ، والمجازفات القيمية الكبرى .
ولهذا فقد عزمت على سوق بعض العينات ( البسيطة ) للتدليل على أن تاريخنا الخاص ليس نقياً جداً كما نحب أن نعتقد ، وإن ما نغالي فيه من أحكام متعالية على الآخرين ممن يختلفون معنا قد لا يكون دافعه مجرد رغبة بريئة لإحقاق الحق ، وإبطال الباطل ، والدليل أننا نحاسب غيرنا على العوم في البحيرة الملوثة ، في الوقت الذي نكون فيه نحن ، وإياه في مغطس واحد .
فإليك بعض النماذج ، وأعفني من المواصلة بعد ذلك :
1_ قال الإمام القرطبي في تفسيره :
* " وقال بعض من تعسف في كلامه : إن هذا غلط من الكتاب حين كتبوا مصحف الإمام ، قال : والدليل على ذلك ما روي عن عثمان أنه نظر في المصحف ، فقال : أرى فيه لحناً وستقيمه العرب بألسنتها .
وهكذا قال : في سورة النساء ( والمقيمين الصلاة ) وفي سورة المائدة ( والصابئون ) ".
تفسير القرطبي ج2صفحة 240
· - وقال في محل آخر :
" وقد خطأها قوم حتى قال أبو عمرو : إني لأستحي من الله أن أقرأ ( وإن هذان لساحران ) ، وروي عن عروة عن عائشة رضي الله عنها أنـها سألت عن قوله تعالى ( ولكن الراسخون في العلم ) ثم قال ( والمقيمين ) وفي المائدة ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والنصارى والصابئون ) ، ( وإن هذان لساحران ) فقالت : يا ابن أختي هذا من خطأ الكُـتـّاب. وقال عثمان بن عفان رضي الله عنه : في المصحف لحن و ستقيمه العرب بألسنتها .
وقال أبان بن عثمان : قرأت هذه الآية عند أبي عثمان بن عفان فقال : لـحـن وخـطأ . فقال له قائل : ألا تغيّروه ؟ فقال : دَعوه ! فإنه لا يحرّم حلالا ولا يحلل حراماً .
الجامع لأحكام القرآن ج11صفحة 216
*- وقال في موضع ثالث :
وقال القرطبي في تفسير قوله تعالى ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا أياه )) الآية
" وفي مصحف ابن مسعود ( ووصى ) وفي قراءة أصحابه ، وقراءة ابن عباس أيضا وعلي ، وغيرهما وكذلك عند أبي بن كعب ، وقال ابن عباس :
إنـما هو ( و وصى ربك ) فالتصقت إحدى الواويين فقرئت (وقضى ربك ) إذ لو كانت على القضاء ما عصى الله أحد .
وقال الضحاك : تصحّفت على قوم ( وصى ) بـ ( قضى ) حين اختلطت الواو بالصاد وقت كتب المصحف ".
تفسير القرطبي الجامع لأحكام القرآن ج10صفحة237
· وقال أيضا :
" وزعم ابن مسعود انّهما تعوّذ به وليسا من القرآن وخالف به الإجماع من الصحابة وأهل البيت " الجامع لأحكام القرآن للقرطبي ج 20 صفحة 251
2- قال ابن الجوزي في كتابه زاد المسير مايلي :
* " واختلفت القراء في قوله تعالى (قالوا إن هذان لساحران )(طه/63) فقرأ أبو عمرو بن العلاء إن هذين على إعمال إنّ ، وقال : إني لأستحي من الله أن أقرأ هذان "
" فأما قراءة أبي عمرو فاحتجاجه في مخالفة المصحف بما روي عن عثمان وعائشة أن هذا غلط من الكاتب ".
زاد المسير في علم التفسير لابن الجوزي ج5صفحة 297
· وقال في موضع آخر :
" وفي نصب المقيمين أربعة أقوال . أحدها :
أنه خطأ من الكاتب ، وهذا قول عائشة ، وروي عن عثمان بن عفان أنه قال : إن في المصحف لـحنا ستقيمه العرب بألسنتها ".
نفس المصدر . ج2صفحة151
· وقال في موضع ثالث :
" وَقَضَى رَبُّكَ روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال : أمر ربك . ونقل عنه الضحاك أنه قال : إنما هو ( وصى ربك ) فالتصقت إحدى الواوين بالصاد . وكذلك قرأ أبي بن كعب وأبو المتوكل وسعيد ابن جبير ووصى ، وهذا على خلاف ما انعقد عليه الإجماع فلا يلتفت إليه""
نفس المصدر السابق ج5صفحة 17
3- قال الإمام شهاب الدين القسطلاني مانصه :
" .......وعند الحافظ أبي يعلى عن علقمة قال : كان عبد الله يحك المعوذتين من المصحف ويقول : إنما أمر رسول الله صلى الله عليه (وآله) وسلم أن يتعوذ بـهما ولم يكن عبد الله يقرأ بـهما . ورواه عبد الله ابن الإمام أحمد عن عبد الرحمن بن يزيد وزاد ، ويقول أنـهما ليستا من كتاب الله . وهذا مشهور عند كثير من القراء والفقهاء أن ابن مسعود كان لا يكتبهما في مصحفه ".
إرشاد الساري لشرح صحيح البخاري ج7صفحة 441-442
4- قال الإمام الطبري في تفسيره مايلي :
" اختلف أهل التأويل فيمن أخذ ميثاقه بالإيمان بمن جاءه من رسل الله مصدقا لما معه فقال بعضهم إنما أخذ الله بذلك ميثاق أهل الكتاب دون أنبيائهم … ذكر من قال ذلك" حدثني محمد بن عمرو قال ثنا أبو عاصم عن عيسى عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين لما آ آتَيْتُكُمْ من كتاب وحكمة ) آل عمران :81. قال : هي خطأ من الكاتب ، وهي في قراءة ابن مسعود ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ) ".
" حدثني المثنى قال ثنا أبو حذيفة قال ثنا شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد مثله "
" حدثني المثنى قال ثنا إسحاق قال ثنا عبد الله بن أبي جعفر عن أبيه عن الربيع في قوله ] ( وإذ أخذ الله ميثاق النبيين ( يقول : ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ) وكذلك كان يقرؤها الربيع ( وإذ أخذ الله ميثاق الذين أوتوا الكتاب ) إنما هي أهل الكتاب ، قال : وكذلك كان يقرؤها أبي بن كعب . قال الربيع : ألا ترى أنه يقول (ثم جاءكم رسول مصدق لما معكم لتؤمنن به ولتنصرنه )آل عمران :81 يقول : لتؤمنن بمحمد ولتنصرنه ، قال : هم أهل الكتاب ".
نفس المرجع السابق ج3صفحة 331
· وقال في موضع آخر :
"حدثني المثنى قال ثنا الحجاج بن المنهال قال ثنا حماد بن سلمة عن الزبير قال : قلت لأبان بن عثمان ما شأنـها كتبت {لكن الراسخون في العلم منهم ...والمقيمين الصلاة ) النساء:62 ؟ قال : إن الكاتب لما كتب (لكن الراسخون في العلم منهم ) حتى إذا بلغ قال : ما أكتب ؟ قيل له : أكتب ( والمقيمين الصلاة ) ، فكتب ما قيل له .
حدثنا ابن حميد قال ثنا أبو معاوية عن هشام بن عروة عن أبيه أنه سأل عائشة عن قوله ( والمقيمين الصلاة ) النساء : 62 ، وعن قوله ( إن الذين آمنوا والذين هادوا والصابئون ) المائدة : 69 ، وعن قوله ( إن هذان لساحران ) طه :63 ، فقالت : يا ابن أختي هذا عمل الكُـتّاب أخطئوا في الكِتاب . وذكر أن ذلك في قراءة ابن مسعود ( والمقيمون الصلاة )".
جامع البيان للطبري ج6صفحة 18
· وقال في موضع ثالث :
" القول في تأويل قوله تعالى {يَا أيها الذين آمنوا لاتدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستانسوا وتسلموا على أهلها ....تذكرون ) النور : 27. اختلف أهل التأويل في ذلك ، فقال بعضهم تأويله : يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تستأذنوا ذكر من قال ذلك :
حدثني يعقوب بن إبراهيم قال ثنا هشيم عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس أنه كان يقرأ ( لا تدخلوا بيوتا عير بيوتكم حتى تستأذنوا وتسلموا على أهلها ) قال : وإنما تستأنسوا وهم مِن الكُـتّـاب .
حدثنا ابن بشار قال ثنا محمد بن جعفر قال ثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس في هذه الآية (لاَ تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا ...) الآية . وقال : إنـما هي خطأ من الكاتب ( حتى تستأذنوا وتسلموا ) .
حدثنا ابن المثنى قال ثنا وهب بن جرير قال ثنا شعبة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير بمثله غير أنه قال : إنما هي ( حتى تستأذنوا ) ولكنها سقط من الكاتب .
حدثنا أبو كريب قال ثنا ابن عطية قال ثنا معاذ بن سليمان عن جعفر بن إياس عن سعيد عن ابن عباس ( حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ) قال : أخطأ الكاتب ، وكان ابن عباس يقرأ ( حتى تستأذنوا وتسلموا ) ، وكان يقرؤها على قراءة أبي بن كعب .
حدثنا ابن بشار قال ثنا أبو عامر قال ثنا سفيان عن الأعمش أنه كان يقرؤها ( حتى تستأذنوا وتسلموا ) قال سفيان : وبلغني أن ابن عباس كان يـقرؤها ( حتى تستأذنوا وتسلموا) وقال : إنـها خطأ من الكاتب ".
" قال ثنا هشيم قال أخبرنا جعفر بن إياس عن سعيد عن ابن عباس : أنه كان يقرؤها ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتا غير بيوتكم حتى تسلموا على أهلها وتستأذنوا ) قال : وإنما { تستأنسوا ) وهم الكُـتـّاب "
نفس المصدر ج18صفحة 10
6- يقول ابن تيمية في مجموع الفتاوى :
" وأيضا فإن السلف أخطأ كثير منهم في كثير من هذه المسائل ، واتفقوا على عدم التكفير بذلك ، مثل ما أنكر بعض الصحابة أن يكون الميت يسمع نداء الحي و أنكر بعضهم أن يكون المعراج يقظة وأنكر بعضهم رؤية محمد ربه ولبعضهم في الخلافة والتفضيل كلام معروف ، وكذلك لبعضهم في قتال بعض ولعن بعض وإطلاق تكفير بعض أقوال معروفة .
وكان القاضي شريح يذكر قراءة من قرأ ( بل عجبتُ ) ويقول : إن الله لا يعجب فبلغ ذلك إبراهيم النخعي فقال : إنما شريح شاعر يعجبه علمه ، وكان عبد الله أفقه منه ، فكان يقول ( بل عجبت ) فهذا قد أنكر قراءة ثابتة ، وأنكر صفة دل عليها الكتاب والسنّة ، واتفقت الأمة على أنه إمام من الأئمة ، وكذلك بـعـض السلـف أنـكـر بـعضهم حـروف الـقرآن ، من إنكار بعضهم قوله ( أفلم ييئس الذين آمنوا )لرعد :31 . وقال : إنـما هي ( أولم يتبين الذين آمنوا ) ، وأنكر الآخر قراءة قوله ( وقضى ربك ألا تعبدوا إلا أياه ) الإسراء : 23 وقال : إنـما هي ( ووصى ربك ) ، وبعضهم كان حذف المعوذتين ، آخر يكتب سورة القنوت .
وهذا خطأ معلوم بالإجماع والنقل المتواتر ، ومع هذا فلم يكن قد تواتر النقل عندهم بذلك لم يكفروا ، وإن كان يكفر بذلك من قامت عليه الحجة بالنقل المتواتر ".
مجموع فتاوى ابن تيمية ج12ص492
" وهذا يبين أن المصاحف التي نسخت كانت مصاحف متعددة وهذا معروف مشهور ، وهذا مما يبين غلط من قال في بعض الألفاظ إنه غلط من الكاتب أو نقل ذلك عن عثمان ".
كتب ورسائل وفتاوى ابن تيمية في التفسير ج15ص252
وقال في موضع آخر:
· وقال أيضا : " فكيف يتفقون كلهم على أن يكتبوا ( إن هذان ) طه : 63 وهم يعلمون أن ذلك لـحن لا يجوز في شيء من لغاتـهم أو ( والمقيمين الصلاة ) النساء :62 وهم يعلمون أن ذلك لـحن كما زعم بـعضـهم ". نفس المصدر السابق صفحة 253
وقال في موضع ثالث :
" فهذا ونحوه مما يوجب القطع بـخطأ من زعم أن في المصحف لـحنا أو غلطا وإن نقل ذلك عن بعض الناس ممن ليس قوله حجة فالـخطأ جائز عليه فيما قاله ، بخلاف الذين نقلوا ما في المصحف وكتبوه وقرؤوه فإن الغلط ممتنع عليهم في ذلك ".
نفس المصدر السابق صفحة ص254
انتهى ...
وختاما ً /
لابد من أؤكد هنا :
بأن القول بعدم عصمة القرآن من التحريف سواء كان صراحة ، أو ضمناً كما مر بنا ، يعد من قبيل القول ( البائد ) ، ( المنقرض ) الذي هجرته عموم الطائفتين المحترمتين ، من السنة ، والشيعة ، منذ أمد بعيد .
ولهذا أرى أنه ليس من المفيد إثارته هنا في هذا المنتدى ، وبالذات إذا نظرنا إلى ما يكتنف هذا الطرح (العقيم) من تجاذبات ، واستقطابات حادة للتموضعات العدائية .
وهذا بطبيعة الحال ، سوف لن يكون في صالح أحد سوى الشيطان نفسه .
تحياتي ، وأسفي العميق