من هناك
02-03-2007, 02:44 AM
لا ادري لماذا كلما ابتعدت عن اليسار اعود واقترب منه
«أنا حدا مش مع حدا»: نكهة يساريّة
«العدالة الاجتماعية ـــ إلغاء المحاصصة ـــ العلمانية ـــ المساواة». هذه المطالب أطلقها تجمع «أنا حدا مش مع حدا» في 14 كانون الأول الفائت من أمام مقهى الويمبي، احتجاجاً على الفرز السياسي الحاصل. مجموعة من الأصدقاء قرروا تخطي الحواجز الآذارية ليطلقوا صرختهم: «نحن مش مليون بس موجودين»، إلا أنّهم اصطدموا بحواجز أخرى، وضعها المواطنون اللبنانيون، المتمثلة بتقديس الزعماء والطوائف والمصالح الشخصية.
يطرح هذا التجمّع إمكان تأييد المقاومة والبقاء خارج 8 آذار، أو القدرة على حب الحياة والحرية دون الانتماء إلى14 آذار، إضافة إلى المطالبة بالحقيقة: «من هم أمراء الحرب الأهلية، من في السلطة، من مسؤول عن حجم الدين، من وافق على السياسات السابقة». أسوة بالتجمّعين السابقين، لا يهدف هؤلاء الشبان إلى إنشاء خط ثالث بل إظهار حقيقة وجود مواطنين خارج الطرفين المتنازعين يئسوا من «الطبقة الحاكمة» التي لا تنتفض إلا للمحافظة على مصالحها. كما أنهم لا يملكون «حلاً سحرياً» للأزمة، علماً أنهم يرفضون أي تسوية تطبخ، في الداخل أو في الخارج، على اعتبار أنها ستعيد إنتاج النظام نفسه عبر الشخصيات نفسها والبرامج والمصالح نفسها.
وبعيداً من القضايا السياسية التي أنتجت المزيد من الاختلاف والتشرذم والاحتقان في الشارع اللبناني، أطلّ «الحدا» في تحرك آخر أمام مبنى الإدارة المركزية للجامعة اللبنانية يوم 28 من الشهر نفسه، احتجاجاً على وضع الجامعة الوطنية وأزمتها المزمنة. فطالبوا بتوحيد مباني الجامعة وإتاحة التعليم للجميع دون اعتبار الطائفة والانتماء الحزبي وإبعادهما عن الحركة الطلابية، إضافةً إلى تطهير الجسم الإداري. وطرحوا أيضاً شعاراً بدا واقعياً اليوم «إذا تصالحوا بيدفّعونا ضرائب، وإذا اختلفوا بيدفّعونا دم».
كما سيعمل الناشطون في «حدا مش مع حدا» على إعداد ورقة إصلاحية تطرح وجهة نظرهم في كيفية توزيع الأموال المستحصل عليها في باريس ـــ 3، لتتناسب مع الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين، و«كي لا نضطر إلى الوصول إلى باريس ـــ 4».
لـ«حدا مش مع حدا» هوية يسارية مستقلة عن التنظيمات والأحزاب الموجودة على الساحة، وترفض وضع اليسار الحالي، على اعتبار أنّ غياب اليساريين ومواقفهم ومبادئهم في الفترة السابقة والحالية سمح بالوصول للأوضاع الراهنة.
وبعيداً من رجال الأعمال، يعتمد هذا التجمّع على التمويل الذاتي لتحركاته «الخفيفة»، إذ تقتصر النشاطات على رفع بعض لافتات الكرتون وتوزيع القصاصات المصوّرة «بالأبيض والأسود».
التجمّعات المدنيّة: مشقّة الذهاب بعيداً!
ليست هذه التجمّعات إلا عيّنة من مجموعات لبنانية منظّمة أو غير منظّمة بدأت تبدي استياءها من الانقسام السياسي الحاد في البلاد. لكنّها تجمّعات، وإن كانت تبتعد فعلياً عن الطرفين المتنازعين فهي تسعى بوعي إلى إيقاف النزاع الدامي بين الحكومة والمعارضة، إلا أنّ صيغ تشكّلها لا يسمح لها، على الأرجح، بالذهاب بعيداً في إنجاز تغييرات جدية في الساحة اللبنانية.
فتجمّع المواطنين اللبنانيين وأصدقاء لبنان لا ينشط إلا في العاصمة الفرنسية، حيث يتابع أعضاؤه الواقع اللبناني وظروفه الصعبة عبر وسائل الإعلام وما يحكى فيها من آراء ونقل للأحداث المحلية. ولا يبدو أنّ التجمّع قد وجد حتى الآن صيغة لطرح المواطنية والعلمانية وتوعية المجتمع اللبناني إلا من خلال نشاطه في الخارج. كما يمكن ملاحظة أنّ التجمّع لا ينشر قضاياه عبر موقعه الإلكتروني إلا باللغة الفرنسية، علماً أنّ من أهدافه «إعلام وسائل الإعلام والرأي العام في فرنسا والعالم بالأوضاع اللبنانية الحالية إضافةً إلى تاريخ لبنان وثقافته».
أما تجمّع «11 آذار» المدعوم من رجال أعمال وأصحاب مصالح اقتصادية، فهو «ينتهي فور انتهاء الأزمة الحالية». إذ لا يسعى هؤلاء المتمولون إلا إلى المطالبة ببسط الاستقرار في لبنان كي تتحسن استثماراتهم وأرصدتهم. فـ«الاستياء من الوضع الحالي» ليس مماثلاً لاستياء المواطن «العادي» الذي قضى الاقتتال الداخلي على لقمة عيشه.
أما في ما يخص «حدا مش مع حدا»، فمن الواضح أنها مجموعة من الشبان والشابات اليساريين الذين ضاقت بهم الخلافات التنظيمية أو الشخصية ـــ الضيّقة مع التنظيمات اليسارية الكبيرة. وأغلب الظنّ أنّ هذه الخلافات هي مع الحزب الشيوعي إذ إنّ القضايا التي تطرحها مجموعة «الحدا» متطابقة في كلّ المجالات مع طرح «الشيوعي».
«أنا حدا مش مع حدا»: نكهة يساريّة
«العدالة الاجتماعية ـــ إلغاء المحاصصة ـــ العلمانية ـــ المساواة». هذه المطالب أطلقها تجمع «أنا حدا مش مع حدا» في 14 كانون الأول الفائت من أمام مقهى الويمبي، احتجاجاً على الفرز السياسي الحاصل. مجموعة من الأصدقاء قرروا تخطي الحواجز الآذارية ليطلقوا صرختهم: «نحن مش مليون بس موجودين»، إلا أنّهم اصطدموا بحواجز أخرى، وضعها المواطنون اللبنانيون، المتمثلة بتقديس الزعماء والطوائف والمصالح الشخصية.
يطرح هذا التجمّع إمكان تأييد المقاومة والبقاء خارج 8 آذار، أو القدرة على حب الحياة والحرية دون الانتماء إلى14 آذار، إضافة إلى المطالبة بالحقيقة: «من هم أمراء الحرب الأهلية، من في السلطة، من مسؤول عن حجم الدين، من وافق على السياسات السابقة». أسوة بالتجمّعين السابقين، لا يهدف هؤلاء الشبان إلى إنشاء خط ثالث بل إظهار حقيقة وجود مواطنين خارج الطرفين المتنازعين يئسوا من «الطبقة الحاكمة» التي لا تنتفض إلا للمحافظة على مصالحها. كما أنهم لا يملكون «حلاً سحرياً» للأزمة، علماً أنهم يرفضون أي تسوية تطبخ، في الداخل أو في الخارج، على اعتبار أنها ستعيد إنتاج النظام نفسه عبر الشخصيات نفسها والبرامج والمصالح نفسها.
وبعيداً من القضايا السياسية التي أنتجت المزيد من الاختلاف والتشرذم والاحتقان في الشارع اللبناني، أطلّ «الحدا» في تحرك آخر أمام مبنى الإدارة المركزية للجامعة اللبنانية يوم 28 من الشهر نفسه، احتجاجاً على وضع الجامعة الوطنية وأزمتها المزمنة. فطالبوا بتوحيد مباني الجامعة وإتاحة التعليم للجميع دون اعتبار الطائفة والانتماء الحزبي وإبعادهما عن الحركة الطلابية، إضافةً إلى تطهير الجسم الإداري. وطرحوا أيضاً شعاراً بدا واقعياً اليوم «إذا تصالحوا بيدفّعونا ضرائب، وإذا اختلفوا بيدفّعونا دم».
كما سيعمل الناشطون في «حدا مش مع حدا» على إعداد ورقة إصلاحية تطرح وجهة نظرهم في كيفية توزيع الأموال المستحصل عليها في باريس ـــ 3، لتتناسب مع الأوضاع الاجتماعية والاقتصادية للمواطنين، و«كي لا نضطر إلى الوصول إلى باريس ـــ 4».
لـ«حدا مش مع حدا» هوية يسارية مستقلة عن التنظيمات والأحزاب الموجودة على الساحة، وترفض وضع اليسار الحالي، على اعتبار أنّ غياب اليساريين ومواقفهم ومبادئهم في الفترة السابقة والحالية سمح بالوصول للأوضاع الراهنة.
وبعيداً من رجال الأعمال، يعتمد هذا التجمّع على التمويل الذاتي لتحركاته «الخفيفة»، إذ تقتصر النشاطات على رفع بعض لافتات الكرتون وتوزيع القصاصات المصوّرة «بالأبيض والأسود».
التجمّعات المدنيّة: مشقّة الذهاب بعيداً!
ليست هذه التجمّعات إلا عيّنة من مجموعات لبنانية منظّمة أو غير منظّمة بدأت تبدي استياءها من الانقسام السياسي الحاد في البلاد. لكنّها تجمّعات، وإن كانت تبتعد فعلياً عن الطرفين المتنازعين فهي تسعى بوعي إلى إيقاف النزاع الدامي بين الحكومة والمعارضة، إلا أنّ صيغ تشكّلها لا يسمح لها، على الأرجح، بالذهاب بعيداً في إنجاز تغييرات جدية في الساحة اللبنانية.
فتجمّع المواطنين اللبنانيين وأصدقاء لبنان لا ينشط إلا في العاصمة الفرنسية، حيث يتابع أعضاؤه الواقع اللبناني وظروفه الصعبة عبر وسائل الإعلام وما يحكى فيها من آراء ونقل للأحداث المحلية. ولا يبدو أنّ التجمّع قد وجد حتى الآن صيغة لطرح المواطنية والعلمانية وتوعية المجتمع اللبناني إلا من خلال نشاطه في الخارج. كما يمكن ملاحظة أنّ التجمّع لا ينشر قضاياه عبر موقعه الإلكتروني إلا باللغة الفرنسية، علماً أنّ من أهدافه «إعلام وسائل الإعلام والرأي العام في فرنسا والعالم بالأوضاع اللبنانية الحالية إضافةً إلى تاريخ لبنان وثقافته».
أما تجمّع «11 آذار» المدعوم من رجال أعمال وأصحاب مصالح اقتصادية، فهو «ينتهي فور انتهاء الأزمة الحالية». إذ لا يسعى هؤلاء المتمولون إلا إلى المطالبة ببسط الاستقرار في لبنان كي تتحسن استثماراتهم وأرصدتهم. فـ«الاستياء من الوضع الحالي» ليس مماثلاً لاستياء المواطن «العادي» الذي قضى الاقتتال الداخلي على لقمة عيشه.
أما في ما يخص «حدا مش مع حدا»، فمن الواضح أنها مجموعة من الشبان والشابات اليساريين الذين ضاقت بهم الخلافات التنظيمية أو الشخصية ـــ الضيّقة مع التنظيمات اليسارية الكبيرة. وأغلب الظنّ أنّ هذه الخلافات هي مع الحزب الشيوعي إذ إنّ القضايا التي تطرحها مجموعة «الحدا» متطابقة في كلّ المجالات مع طرح «الشيوعي».