بشرى
03-04-2003, 10:22 AM
فيهم فجاهد
رفعت سماعة الهاتف وإذا بسائل أثقلته هموم الدنيا! لم يكتف بالهاتف لنقل مشكلته بل طلب موعدا! "وليكن على عجل فأمري لا يحتمل التأخير ولا التأجيل": قال محدثي..
وحين أمسى الليل وأضاءت أنوار المدينة إيذانا بغروب الشمس وحلول الظلام فإذا الرجل قادم يتلهف إلى جلسة طويلة وبسط مشكلة أرقت مضجعه كما قال!
استرسل في الحديث ومراجعة سنوات طويلة من عمره! قال: "تزوجت منذ 15 عاما من امرأة مستقيمة ولله الحمد ولكنها من بيت غير ذلك، وأردت بزواجي إخراجها من الظلمات إلى النور وأن تقر عينها بالطاعة وكان لها ولله الحمد! ولعل الله عز وجل أكرمني بحسن النية فأصبحت سعادة لي ونورا لمنزلي! وكانت تزور أهلها بين الحين والآخر في جفوة ظاهرة بيننا، مع أنهم يقدرون حضوري ويهشون لمقدمي كزوج لابنتهم! ولما كبر أبنائي بدأت المشكلة وهي التي أتيت إليك أبحث لها عن حل! هل أذهب بأبنائي إليهم أم لا؟ إنهم يجدون خلاف ما أقول أنا ووالدتهم! هناك عكس لجميع المفاهيم وخلط للقيم. وأحيانا بذاءة في الرد وفي شحن الأبناء ضدنا بكلمات قد لا يلقى لها بالا! وعندما رأيت خطورة الأمر قطعت صلة الرحم وقررت عدم زيارة أبنائي لأخوالهم وجدهم وجدتهم! نعم إلى هذا الحد ساءت الأمور" .
وعندما أتم حديثه سألته: منذ متى وأنت متزوج من هذه الفتاة؟ قال: منذ خمسة عشر عاما! فسألته: أين مجال الدعوة إلى الله طوال هذه السنوات الطوال خاصة أنك إنسان يُقبل منك ويسمع لك إرضاء لأختهم ومحافظة على بقائها؟ سنوات طويلة شب فيها الصغير حتى أصبح رجلا وأنت لم توجهه إلى الخير وتدله عليه! أخشى أن ما أصابك من شؤم الذنب..! قال الرجل: وأي ذنب جنيت؟ قلت: تقصيرك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طوال هذه السنوات المتتالية! مرات عديدة تزور ولا تنصح، ومرات كثيرة تأتي خالي اليدين من هدية! ومناسبات متعددة لم تستثمرها إلا لبطنك! وفرصا متوالية أضعتها ببلادة حسك! وإن كان العلاج فيما مضى سهلا وميسورا فقد أصبح اليوم أشد صعوبة وأكثر تعقيدا.. لكن مع ذلك التأخير لا تيأس ولا تتردد.. وحريّ بمثلك أن يدعو هذا البيت من أول يوم قدم إليه! هناك دعاة بدلوا مسار أمم كاملة، وهناك دعاة غيروا مجرى التاريخ، واليوم الكثير من المدرسين والمدرسات نفع الله بهم قرى كاملة ومدارس مختلفة وأنت تعجز عن إصلاح بيت!! والمصيبة أنك لم تبدأ حتى اللحظة.. وهذا صلب المشكلة التي أرقت مضجعك..!!!
عبد الملك قاسم
رفعت سماعة الهاتف وإذا بسائل أثقلته هموم الدنيا! لم يكتف بالهاتف لنقل مشكلته بل طلب موعدا! "وليكن على عجل فأمري لا يحتمل التأخير ولا التأجيل": قال محدثي..
وحين أمسى الليل وأضاءت أنوار المدينة إيذانا بغروب الشمس وحلول الظلام فإذا الرجل قادم يتلهف إلى جلسة طويلة وبسط مشكلة أرقت مضجعه كما قال!
استرسل في الحديث ومراجعة سنوات طويلة من عمره! قال: "تزوجت منذ 15 عاما من امرأة مستقيمة ولله الحمد ولكنها من بيت غير ذلك، وأردت بزواجي إخراجها من الظلمات إلى النور وأن تقر عينها بالطاعة وكان لها ولله الحمد! ولعل الله عز وجل أكرمني بحسن النية فأصبحت سعادة لي ونورا لمنزلي! وكانت تزور أهلها بين الحين والآخر في جفوة ظاهرة بيننا، مع أنهم يقدرون حضوري ويهشون لمقدمي كزوج لابنتهم! ولما كبر أبنائي بدأت المشكلة وهي التي أتيت إليك أبحث لها عن حل! هل أذهب بأبنائي إليهم أم لا؟ إنهم يجدون خلاف ما أقول أنا ووالدتهم! هناك عكس لجميع المفاهيم وخلط للقيم. وأحيانا بذاءة في الرد وفي شحن الأبناء ضدنا بكلمات قد لا يلقى لها بالا! وعندما رأيت خطورة الأمر قطعت صلة الرحم وقررت عدم زيارة أبنائي لأخوالهم وجدهم وجدتهم! نعم إلى هذا الحد ساءت الأمور" .
وعندما أتم حديثه سألته: منذ متى وأنت متزوج من هذه الفتاة؟ قال: منذ خمسة عشر عاما! فسألته: أين مجال الدعوة إلى الله طوال هذه السنوات الطوال خاصة أنك إنسان يُقبل منك ويسمع لك إرضاء لأختهم ومحافظة على بقائها؟ سنوات طويلة شب فيها الصغير حتى أصبح رجلا وأنت لم توجهه إلى الخير وتدله عليه! أخشى أن ما أصابك من شؤم الذنب..! قال الرجل: وأي ذنب جنيت؟ قلت: تقصيرك في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر طوال هذه السنوات المتتالية! مرات عديدة تزور ولا تنصح، ومرات كثيرة تأتي خالي اليدين من هدية! ومناسبات متعددة لم تستثمرها إلا لبطنك! وفرصا متوالية أضعتها ببلادة حسك! وإن كان العلاج فيما مضى سهلا وميسورا فقد أصبح اليوم أشد صعوبة وأكثر تعقيدا.. لكن مع ذلك التأخير لا تيأس ولا تتردد.. وحريّ بمثلك أن يدعو هذا البيت من أول يوم قدم إليه! هناك دعاة بدلوا مسار أمم كاملة، وهناك دعاة غيروا مجرى التاريخ، واليوم الكثير من المدرسين والمدرسات نفع الله بهم قرى كاملة ومدارس مختلفة وأنت تعجز عن إصلاح بيت!! والمصيبة أنك لم تبدأ حتى اللحظة.. وهذا صلب المشكلة التي أرقت مضجعك..!!!
عبد الملك قاسم