الحسني
01-29-2007, 10:21 AM
مقابلة جديدة مع الشيخ هاشم منقارة حفظه الله تعالى
رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الاسلامي وعضو جبهة العمل الاسلامي
(الديار - 29/1/2007 - حاوره جهاد نافع)
«مبتغانا ان نستظل في ظلّ حكومة اسلامية على نهج النبوة والخلافة الراشدة»
منقارة لـ«الديار» : مفتي الجمهورية لا يمثل الا نفسه وتحول الى رئيس ميليشيا
«المستقبل» ليس تياراً سنياً وما يمارس حالياً أشدّ من ممارسات النظام الامني السابق
على امتداد اسابيع كانت شوارع طرابلس وساحاتها، ومعها عكار والضنية مسرحا للتظاهرات والمسيرات والاحتفالات الداعمة لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة مما طبع الشمال بطابع الموالاة.. واوحى بأن الشارع الاسلامي السني هو شارع بمجمله داعم لتيار المستقبل وللرئيس السنيورة..
لكن هناك قوى اسلامية ذات حضور وقاعدة شعبية لا يستهان بها لا سيما تلك التي انضوت في جبهة واحدة تحت اسم جبهة العمل الاسلامي.
من هذه القوى «حركة التوحيد الاسلامي» التي يترأس مجلس قيادتها الشيخ هاشم منقارة..وللشيخ منقارة باع طويل في العمل الاسلامي على الساحة الشمالية، وله مواقف متمايزة وواضحة من مجمل الشؤون الراهنة.
وفي الآونة الاخيرة تعرض مقره الكائن في مسجد عيسى بن مريم في الميناء - طرابلس الى محاولات استفزاز من قبل متظاهرين اطلقوا العنان لشتائم ولاناشيد مبتذلة، نتيجة مواقف الشيخ منقارة ولخطبه التي يلقيها كل يوم جمعة الداعمة لقوى 8 آذار والرافضة لقوى 14 آذار.
يؤكد الشيخ منقارة في حديثه لـ«الديار» انه قريبا سوف يعلم الجميع قدرات جبهة العمل الاسلامي وبالتالي القاعدة الشعبية «لحركة التوحيد الاسلامي»، وان الساحة الاسلامية السنية ليست ممسوكة من تيار ما.
وكان لافتاً موقفه من مفتي الجمهورية حيث اعتبره رئيس ميليشيا.
وفي ما يلي نصر الحوار مع الشيخ منقارة :
* ما هو موقفكم من الشحن المذهبي الذي يسود الساحة الاسلامية السنية وما هي الاهداف الكامنة خلف هذا الشحن من وجهة نظركم؟
- الشحن المذهبي لا يخدم الا اعداء الامة، وقد تفرقت الامة بسبب الانقسام المذهبي، ونحن نعتقد ان الذي يقف وراء التحريض المذهبي الذي يجعل الناس اعداء بعضهم البعض، اعداء لانفسهم اولا واعداء لبعضهم البعض ... الذي يقف وراء هذا التحريض هم اصحاب المشروع الاميركي، والهدف من هذا واضح تماما الا وهو ضرب الامة من داخلها وتدمير اي قوة قائمة على اساس الوئام.وربما هؤلاء يفكرون ان لم يستطيعوا ان يدمروا الامة من خلال ضربهم كما فعلوا بالعراق وفلسطين ان لم يستطعيوا ان يأخذوا من هذه الامة العزة والشرف وان يقفوا وهم وقفوا فعلا خصوصا في حرب تموز لم يستطيعوا ان يدمروا هذه المعنويات في الامة، ارادوا ان يدخلوا في معمعة التحريض المذهبي التي تشكل اداة قوية في يد اعداء الامة.
* كيف تقوم الاضراب الذي قامت به المعارضة ؟
- ان الاضراب الذي قامت به المعارضة الوطنية جاء لتحويل الصراع من صراع مذهبي الى صراع سياسي حيث اثبت الاضراب ان كل المناطق اللبنانية تفاعلت معه بايجابية بعد المحاولات بتوصيف المعارضة بانها شيعية فقط او مناطقية. وبالنسبة للشمال عموما ولطرابلس خصوصا كان الشلل رغم كل المضايقات والتعديات من قبل بعض اطراف السلطة خير دليل على نجاح الاضراب. وبالنسبة للاعتداءات التي حصلت من قبل السلطة وتحديدا من «القوات اللبنانية» والحزب الاشتراكي كانت نتيجة للنجاح الذي حققته المعارضة باضرابها، ومن اجل ذلك تمت الاعتداءات وتحويل الصراع الى فوضى غير سلمية للضغط على المعارضة التي تحمل اهدافا سياسية ولتحويلها عن اهدافها الحقيقية.اما بالنسبة لاتهام سمير جعجع لـ«حزب الله» والاسلاميين وتسميتهم بقوى الانقلاب يجب علينا ان لا نستغرب كلام جعجع والذي يضع جعجع بخانة الوطنية عليه ان يعلم انه احد دعاة التقسيم والارتباط بالمشروع الاميركي - الصهيوني وتنفيذ مشروع الفوضى والاقتتال الداخلي ويعيش عليه. وتسمية الاسلاميين وقوى المعارضة بقوى الانقلاب اين كان جعجع من موضوع الانقلاب على الاتفاق الرباعي واين كان هو بالنسبة للانقلاب على مشروع الدولة والبيان الوزاري والدستور وايضا تهميش رئاسة الجمهورية وتحويل رئاسة الوزراء الى طرف سياسي وليس لكل لبنان؟
* برزت اخيرا دعوات الى الفدرالية وعودة الحديث عن كيان مسيحي - ماروني بعد بروز مواقف للمفتي قباني ولتيار المستقبل اللذين اعتبرا ان رئاسة الحكومة رمز للسنة وخط احمر، وخوف المسيحيين من ايصبحوا اهل ذمة فما هو رأيكم بذلك؟
- الدعوات الى الفيدرالية والتقسيم لم تلغ ولم تنكفىء، هذه المشاريع (الفيدرالية والتقسيمية) تصب بالنتيجة في مصلحة اليهود. ولا يمكن للكيان الصهيوني ان يحافظ على نفسه الا بتقسيم امتنا الى اتنيات واقليات، وبالتحصيل الحاصل تصبح دولة الكيان الغاصب احدى دول المنطقة على اساس العرقيات.اما بالنسبة لموضوع رمز السنة فقد كان لدينا موقف واضح وصريح وهو ان من يريد ان يمثل السنة فعليه ان يلتزم سنة النبي صل الله عليه وسلم، والسنة ليست مجموعات بشرية او تياراً او فئة بل هي التزام بما جاء به الرسول، ونقول ذلك اننا في بلد واحد بكل معتقداته ونطمئن الكل اننا في هذا البلد محكوم علينا بالتوافق وليس اكثر او اقل من ذلك وان كان هنالك من دعي يدعي غير ذلك فليأتنا ويرينا موقفه، ونطمئن المسيحيين في هذا الشرق انه لا يوجد ذمة او اهل ذمة... والشحن المذهبي تواجهه بوحدة النداء ان هذه امتكم امة واحدة... تكون منطلقاً لوحدة وطنية جامعة وعندما نطالب بان تكون هناك حكومة من التيارات السياسية المختلفة، هذه الدعوة المتمثلة بجميع الطوائف والمذاهب وجمع الكل في الكل ليكون الامر بين الكل برضى وتوافق وتعاضد وتساند فيما بينهم وهكذا تكون المواجهة الحقيقية بان تكون وحدة وطنية يترأسها من يريد ان يوحد بين ابناء الوطن الواحد...
الصدّيق بايديهم ولا يفعلون شيئاً
* الا تلاحظ ان الشارع الاسلامي السني حالياً محتقن جداً مذهبياً؟
- لا، لا، صحيح كان محتقناً لكن بفضل الله ارادوا امراً واراد الله امرراً آخر فظهرت هذه الوثيقة الاقتصادية التي عرّت من كان ينادي السنّة، هذه الوثيقة عرّت الوضع الحكومي الى اقصى مداه وانا يأتيني الكثير ممن ينتقدون الحكومة مما كان ممنوعاً ان ينتقدهم منذ فترة قصيرة...
* لكن نلاحظ ان عدداً من المفتيين ومن رجال الدين الاسلامي السني ما زالوا يمارسون التحريض الطائفي المذهبي في خطبهم وتصاريحهم؟
- اظن الآن بدأ الامر يتراجع، الكل يعود الى المنطق السليم وليس الى عواطف جيّاشة.
* لكن التجييش ما يزال قائماً والاتهامات ما زالت تطلق على المعارضة وبعض اركانها؟
- هذا الصدّيق الشاهد الملك هو بأيديهم ولا يفعلون شيئاً، لِمَ هذا التكتم والتستر، لِمَ هذه الافعال، وقد ظهر تقرير براميرتز وقال ان الدولة الوحيدة التي تعاونت مع التحقيق هي سوريا وهذا من المفارقات وهناك دول كثيرة ومنها فرنسا ودول اجنبية وعربية لم تتعاون فلماذا هذا التكتم وما هو السر، فليذيعوا هذا السر وارجو الله ان تتضح حقيقة مقتل الرئيس رفيق الحريري لتنكشف هناك عورات لم تُكشف من قبل.
* لكن انتم متهمون بانكم ادوات لدى المحور السوري - الايراني؟
- من كان عنده الدليل فليأتنا به. نحن في موقع المجابهة للمشروع الاميركي - الصهيوني في هذه المنطقة، نحن في مشروع المقاومة ولسنا في مشروع الاستسلام للمشاريع الاميركية في هذ المنطقة.. مشاريع التحريض المذهبي، ومشاريع الحكومات العميلة لقوى اساسية معروفة هدفها معروفة توجهاتها، معروفة عمّن تدافع في هذه المنطقة.
* هناك هواجس طرحها مارون خليل في «الديار»، ربما تمثل واقع الشارع المسيحي بعد مواقف المفتي قباني ما هو موقفكم منها؟
- نحن ضده بالمطلق، لقد جربوا الفيدرالية، وسمير جعجع ليس عنها ببعيد، ولم ينجح اي مشروع تقسيمي في لبنان لا الفيدراليات ولا التقسيم ولا الاقتتال وقاعدة لبنان الحقيقية لا غالب ولا مغلوب يجب ان تُراعى، التوافق والتعايش والاشتراك في حكومة تحكم البلد هذا هو المطلوب ليس لاحد على احد استعلاء او استقواء. الكل يجب ان يتعاون في حكم هذا البلد..
* يتحدثون ان الشارع في الشمال هو شارع ممسوك من تيار المستقبل، وان جبهة العمل الاسلامي وايضاً حركة التوحيد الاسلامي لا تمثل الا نسبة ضئيلة من المسلمين السنة في الشمال؟
- سوف يرون من هو يعتمد على قاعدته واطمئن هؤلاء الذين يشككون في مقدرتنا على تجييش الشارع من يمتلك القاعدة الشعبية الحقيقية في وقت قريب جداً.
ليس هناك دعوة لسقوط الحكومة
* الاعتصام السلمي طال امده وفي ظل الدعم الدولي والعربي للحكومة يبدو ان المعارضة غير قادرة على تحقيق اهدافها حيث بدت خطواتها تراوح مكانها خاصة ان الشحن المذهبي قد لجّم تحرك المعارضة فالى اين تتجه المعارضة في خطواتها؟
- الاعتصام السلمي له تدرجات، مثل التدرج في قضية التنبيه «فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن» يعني الضرب يأتي في النهاية، فلماذا الاستعجال: لنبدأ بـ «فعظوهن» الوعظ كان في الحوار... وانتهينا من الحوار، وصار «الهجر» ومرحلة الهجر الآن تتصاعد، بعدها التحرك الفعلي... الان الدولة كلها في حالة غير طبيعية نتيجة تحرك المعارضة، ربما المرحلة المقبلة من التصعيد تعتمد العصيان المدني ربما ليوم واحد... نحن ننادي بانهاء الامر، ولا ادري لماذا هذا الموقف، والان هناك بعض الاشارات الايجابية... فالتحرك سلمي حضاري وليس كما حصل حين حصلت اضرابات في 6 ايار ضد حكومة الرئيس عمر كرامي.
* تقول اشارات ايجابية هل تعني المبادرة السعودية الاخيرة والتحرك السعودي لحل الازمة؟
- المبادرة السعودية لا شك جيدة، لكن هناك خطط اميركية في المنطقة، واظن ان السعودية تشعر بان هناك تدخلاً داخلياً عندها، وهذا ما سرّع الاتصال بين السعودية وايران، وهذا ما يجعل ادارة الملف للوصول الى خير.المشروع الاميركي يريد ان يذل المنطقة، ويسعى الى خربطة في الحكم يتماشى مع المخطط الاميركي في المنطقة، وهذه وزيرة خارجية اميركا كونداليزا رايس تجول في المنطقة تسعى لان تستعدي الناس بعضهم على بعضهم، وتسعى لتمرير المشروع الاميركي ـ الصهيوني في المنطقة.
* هل تتوقع تغييراً في لبنان او سقوطاً للحكومة؟
- ليس هناك دعوة لسقوط الحكومة انما هناك دعوة للمشاركة. هناك ابناء وطن واحد... ناس اخطأوا في السياسة.. هناك قرار والمطلوب حكومة للجميع، في البلد، معارضة وموالاة يجب ان تجتمعا لتأليف حكومة وحدة وطنية الكل يشعر فيها بأمان، والكل تحت سقفها، المعارضة تشعر بالامان والموالاة تشعر بالامان.
* هل تعتقد ان مفتي الجمهورية الشيخ قباني، يمثل حالياً المرجعية الاسلامية الاولى في لبنان؟
- ابدا، لا يمثل الا نفسه هو ومن شاكله في موقفه، هو اصبح الآن رئيس ميليشيا لبعض المشايخ ولم يكن مفتيا ابدا على مستوى لبنان، هو رئيس ميليشيا لبعض المشايخ الذين يطلقون التهم من هنا وهناك، ومعروف من يتكلم عنا وعن اخواننا وان كان في الجبهة او في الحركة، حيث يتكلمون كلاماً هم يعرفون انه باطل، وان لم يعرفوا فهذه مصيبة كبرى، فكيف إذاً يتكلمون بكلام باطل واذكرهم الآية: «إن جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة...» فهم الآن يتكلمون بغير علم، وحرام عليهم ما يفعلونه بهذا البلد، كان يجب ان يكون دعامة حقيقية للطائفة الاسلامية السنية...
استفزازات
* نعرف انكم تعرضتم لاستفزازات خلال المظاهرات التي حصلت في طرابلس دعما لحكومة الرئيس السنيورة، كيف واجهتم هذه الاستفزازات؟ وهل تعتقد انها كانت استفزازات عفوية «بنت وقتها»ام هي مخطط لها؟
- انها استفزازات مخطط لها، بعض المناطق في ابو سمرا مثلا حصلت اعتداءات على بعض الاشخاص، وفي تكريت وعكار وغيرها واغلب الذين افتعلوا هذه الاستفزازات لهم علاقة امنية ونحن نعرف علاقتهم الامنية، وهذه الاستفزازات اتت عكس ما يريدون، فالناس اشاروا اليهم على ان اعمالهم اقرب «للزعرنة» منها لقضايا سياسية. فمثلا على سبيل المثال انهم كانوا يطلقون النار من اسلحة حربية على مرأى ومسمع من الدرك وهم لا يفعلون شيئا وحين سئلوا عن ذلك قالوا لا نستطيع ان نفعل شيئا... الجيش قام ببعض دوره لكن ليس كل الامن يتحمله الجيش لوحده، يجب المؤازرة له من قوى امنية اخرى.. والامر الواقع الذي يعرفه الجميع انه جرى اطلاق النار تحت منزل اللواء ريفي.. فهذا الانسان الذي يطلق النار هل يستطيع بهذه الجرأة اطلاق النار». واكثر من ذلك يظهر سلاحه من السيارة ويعمد على استفزاز الناس باطلاق الاغاني الساقطة والتي فيها استهزاء للمرجعيات الدينية والسياسية وللناس الكبار، هل يقبل اي عاقل بأن يستفز الانسان بسبه وشتمه وبشتم مذهبه او حزبه؟ ويقول سبحانه تعالى: «ولا تسبوا الله عدوا بغير علم» بدأوا يسبون الناس والاعتداء على الناس والرقص والغناء الفاحش الذي فيه السفاهة والتفاهة والاعتداء على اعراض الناس والاستفزازات التي حصلت تحت اعين القوى الامنية، والكل يعرف ذلك، وهذا الامر حصل لفترة قصيرة واكثر من ذلك انه في باب التبانة كانوا يعطون الاوامر لاطلاق النار لازعاج الناس من خلال التطبيل والتزمير حتى في انصاف الليالي خصوصا الامر الذي حصل امام مسجدنا في الميناء ويعتدى بشكل او بآخر والى الآن هناك من يستفز.. الواضح ان هناك ارتباطات امنية لهؤلاء الذين يستفزوننا، والبعض من هؤلاء يلاحق خاصة ان الذين ليس لهم ظهر امني حيث الجيش اعتقل بعضهم.. وما يمارس حاليا هو اشد مما قالوا ان النظام الامني السابق كان يمارسه، حاليا اشد واعظم، افتراءات واتهامات...
* انتم في حركة التوحيد الاسلامي هل تدعون الى قيام دولة اسلامية: ما هو موقفكم من الدعوات للخلافة الاسلامية التي تطرحها بعض القوى الاسلامية؟
- وكأنك تسألني هل تترك الصلاة ام لا... المسلم او الانسان ولد ليكون خليفة الله في ارضه والخليفة يجب ان يكون ملتزماً باحكام ربه، فانت من هذا الباب اقول لك كيف تسألني هذا وكأنك تريد ان تسألني هل الصلاة فرض ام لا.. الخلافة والدولة دين، فنحن في حركة التوحيد حركة اسلامية دعوية مبتغانا وامانينا هو ان نستظل في ظل حكومة اسلامية على منهج النبوة والخلافة الراشدة، واعتبر ان العدل الحقيقي والعيش الحقيقي بين ابناء الوطن الواحد يقوم تحت هذه الدولة او هذا الحكم الرباني العادل الذي ليس بعده حكم ولا عدل او غير ذلك، اما ان كان هناك فريق لا يعتقد هذا الاعتقاد، فهناك قواعد العيش المشترك.. وقواعد التوافق فيما بيننا على اسس لكم دينكم ولي دين. لكل قاعدته، ولكل مرجعيته ولكل اساسه وعلى هذا الاساس نبني الوطن، اما ان تسألني وكأن الخوف من هذه الدولة، فالدولة تراعي الكل 1400 سنة من تاريخ الدولة الاسلامية حكمت وكأن فيها المسلم والنصراني والملحد واليهودي، كلهم كانوا في هذه الدولة.. ما يحصل معنا اليوم الا مراعاة للمشاعر والقواعد التي ترعى مصالحنا فيما بيننا البعض والدولة الاسلامية تراعي هذه المشاعر والقواعد، لكن اراء الاخرين في عدم قبول هذه الدولة فهذا شأنهم، كل يدعو الى فكرته، ونحن نعتقد ان خير ما يمكن للبشر ان تكون هناك خلافة ودولة اسلامية.
قيام الدولة الاسلامية
* لكن قيام هذه الدولة الاسلامية يخيف المسيحيين خاصة في منطقة وواقع مثل لبنان فيه تعدد الطوائف والمذاهب؟
- الاسلام يراعي الكل، الدين يراعي الكل، فلهذا لا اقول مواطن اول ومواطن ثان في الدولة الاسلامية، هناك ايمان وهناك كفر، الايمان والكفر شيء آخر اما قضية المواطنة فأمر آخر اما القضايا الدينية فعند الله المؤمن واحد وان اكرمكم عند الله اتقاكم هذا في الميزان الشرعي، اما في الميزان الوطني فالموضوع هذا له قواعده وله اساسه ... اما بيننا وبين المسيحيين فبيننا وبينهم وطن نشترك فيه نعيش فيه ويجب ان نعيش فيه على خير ووئام وود ومحبة، وفي هذا الوطن ندعوهم الى الاسلام ولكن لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي، لكن الواقع الجغرافي السكاني اللبناني لا يسمح بإقامة هذه الدولة ما لم تكن امتداد طبيعي لخلافته على الاراض العربية وبعض الدول الاسلامية...
* يعتبر تيار المستقبل ان الشمال هو خزانه البشري خاصة بعد ان استطاع هذا التيار من الامساك بالساحة الاسلامية السنية سواء على مستوى لبنان ام على مستوى الشمال فأين هو موقعكم من هذه الساحة الممسوكة بيد تيار المستقبل؟
- الساحة السنية من الصعب القول ان تيار المستقبل قد امسك بها فلا احد يستطيع ان يدّعي انه يمسك بها لأن الافكار والتيارات الفكرية والعقائدية والمدارس الفقهية كثيرة ووافرة وهذا من دلائل العافية والحرية الفكرية والثقافية فلا يستطيع اي تيار ان يمسك بالساحة السنية، اما موجة التعاطف مع الرئيس الحريري فإنما وجدت لمظلومية الدم الذي سفك ونحن ندينه وادناه في عدة مواقف، والمظلومية تجرّ العطف والتعاطف مع المظلوم، وتيار المستقبل هو تيار علماني وليس تيارا سنيا، هو اقرب الى العلمانية، والعلمانية لا تعترف بالقضية الاسلامية فالتيار هو علماني يضم في صفوفه اعضاء مسلمين وغير مسلمين ملحدين وغير ملحدين، لكنه الان رأى تيار المستقبل ان من مصلحته الاحتماء بالمذهبية السنيّة ليس من دافع ديني انما من دافع مصلحي، حيث يتمترس حين تدعو الحاجة بالسنة، لهذا نقول ان الساحة السنية غير ممسوكة بالشكل المنظم، وفي الآونة الاخيرة انه بجهود اهل السنة في لبنان استطعنا تشكيل جبهة العمل الاسلامي والتي لا تدعي ايضا انها تمثل الشارع السني في لبنان لكنها تقف على ثغرة مهمة من ثغور وحدة هذه الطائفة وان كنت لا احب تسميته الطائفية وهي تحاول الان قدر الامكان توجيه البوصلة الى المكان الصحيح في مسألة الصراع بين المشروع المقاوم والمشروع الاميركي الصهيوني للمنطقة.
اعدام صدام حسين
* هل تعتقد بوجود تنظيم للقاعدة في لبنان؟
- سمعت وقرأت ان هناك تنظيم قاعدة في لبنان، القاعدة في الاصل هي تقاتل من؟ تقاتل حكومات ام اميركا؟ تقاتل المسلمين او اليهود؟ من تقاتل القاعدة؟ لماذا تأخذها بعبعا او فزاغة للانظمة، دعونا نتفق ان هناك دول ممانعة في هذا العالم وان هناك عدواً واحداً يجب ان نتوجه اليه، عدو اخذ ارضنا وشرّد اهلنا وشعبنا، اما ان هناك قاعدة فلم اسمع بذلك سمعت ان هناك عناصر جاءت من هنا وهناك واعتصمت في المخيمات واعرف ان هناك بعض العناصر لكنها ليست عناصر قاعدة، انما عناصر اسلامية مجاهدة ماتت في العراق... فلا اظن انه يوجد تنظيم بمعنى التنظيم للقاعدة لكن هنالك تعاطف مع القاعدة كونها اعلنت خيارها من مسألة الصراع مع الاستكبار العـالمي وهذا دليـل ايضا بالنسبة للساحة السنية انها غير ممسوكة، بدليل تعاطف ليس فقط مع تنظيم القاعدة بل مع كل حركة او تنظيم يواجه المشروع الاميركي.
* كيف تنظرون الى اعدام صدام حسين وهل تخشون من امتداد فتنة سنية - شيعية من العراق الى لبنان وهل بامكانكم مواجهة هذه الفتنة؟
- الذين اعدموا صدام حسين والذين فعلوا الامر أكانوا مسلمين ام غير مسلمين خصوصا في يوم صبيحة عيد الاضحى، ان الطلقة التي اطلقتها اميركا هي الطلقة الاخيرة التي اطلقتها على جسد هذه الامة ان ما يريده المخطط الاميركي الصهيوني هو اظهار الشيعة انهم في حالة فوقية وهذا مخطط رهيب وقد اشتد امره واشتعلت فتنته في لبنان، وقد انعكس ما حصل في العراق سلبا على موضوع الشيعة وموضوع السنة، ... الاحتلال في العراق قتل شعب العراق واعتقلت صدام حسين وسلمه الى ميليشيات تأتمر بأوامر الاميركان واراد الاحتلال تحريضا مذهبيا وعرقيا وفي الحقيقة فتنة عمياء صماء بكماء.اني اناشد كل المرجعيات ان يقولوا الحق ولو كان على انفسهم وأخص بالذات المرجعيات الشيعية في ايران وفي لبنان يجب ان نستنكر الاجرام من هنا ومن هناك، وان نحسن وضع النقاط على الحروف، اعدام صدام حسين ليس كشخص الذي نعرف تماما من هو، لكن نقول ان التشفّي والحقد الذي مورس هو الذي اشعل فتيل الحقد بين الامة الواحدة، فلهذا يجب ان نحسن صياغة سياستنا على اساس من الحكمة والمواعظة الحسنة، فاعدام صدام حسين كان غلطة كبيرة ربما كان في مكان آخر وزمان آخر كان يمكن ان يكون الامر غير ذلك.اميركا في العراق حاولت رمي آخر اوراقها بعد ان ادركت ان مشروعـها قد هزم فلجأت الى المناورة الاخيرة إن لم نقل الى الطلقة الاخيرة وقد كانت تراهن على ان اعدام صدام حسين سيشعل فتيلا ليس فقط في العراق بل في المنطقة وعلى قاعدة فليهدم الهيكل على رؤوس الجميع.نحن نعتمد على الله عز وجل من اجل وأد هذه الفتنة في العراق ونحن في جبهة العمل الاسلامي في لبنان نقوم بعمل الاطفائي، الفتنة نار ملعونة عندما تنطلق ستحرق الجميع.
رئيس مجلس قيادة حركة التوحيد الاسلامي وعضو جبهة العمل الاسلامي
(الديار - 29/1/2007 - حاوره جهاد نافع)
«مبتغانا ان نستظل في ظلّ حكومة اسلامية على نهج النبوة والخلافة الراشدة»
منقارة لـ«الديار» : مفتي الجمهورية لا يمثل الا نفسه وتحول الى رئيس ميليشيا
«المستقبل» ليس تياراً سنياً وما يمارس حالياً أشدّ من ممارسات النظام الامني السابق
على امتداد اسابيع كانت شوارع طرابلس وساحاتها، ومعها عكار والضنية مسرحا للتظاهرات والمسيرات والاحتفالات الداعمة لحكومة الرئيس فؤاد السنيورة مما طبع الشمال بطابع الموالاة.. واوحى بأن الشارع الاسلامي السني هو شارع بمجمله داعم لتيار المستقبل وللرئيس السنيورة..
لكن هناك قوى اسلامية ذات حضور وقاعدة شعبية لا يستهان بها لا سيما تلك التي انضوت في جبهة واحدة تحت اسم جبهة العمل الاسلامي.
من هذه القوى «حركة التوحيد الاسلامي» التي يترأس مجلس قيادتها الشيخ هاشم منقارة..وللشيخ منقارة باع طويل في العمل الاسلامي على الساحة الشمالية، وله مواقف متمايزة وواضحة من مجمل الشؤون الراهنة.
وفي الآونة الاخيرة تعرض مقره الكائن في مسجد عيسى بن مريم في الميناء - طرابلس الى محاولات استفزاز من قبل متظاهرين اطلقوا العنان لشتائم ولاناشيد مبتذلة، نتيجة مواقف الشيخ منقارة ولخطبه التي يلقيها كل يوم جمعة الداعمة لقوى 8 آذار والرافضة لقوى 14 آذار.
يؤكد الشيخ منقارة في حديثه لـ«الديار» انه قريبا سوف يعلم الجميع قدرات جبهة العمل الاسلامي وبالتالي القاعدة الشعبية «لحركة التوحيد الاسلامي»، وان الساحة الاسلامية السنية ليست ممسوكة من تيار ما.
وكان لافتاً موقفه من مفتي الجمهورية حيث اعتبره رئيس ميليشيا.
وفي ما يلي نصر الحوار مع الشيخ منقارة :
* ما هو موقفكم من الشحن المذهبي الذي يسود الساحة الاسلامية السنية وما هي الاهداف الكامنة خلف هذا الشحن من وجهة نظركم؟
- الشحن المذهبي لا يخدم الا اعداء الامة، وقد تفرقت الامة بسبب الانقسام المذهبي، ونحن نعتقد ان الذي يقف وراء التحريض المذهبي الذي يجعل الناس اعداء بعضهم البعض، اعداء لانفسهم اولا واعداء لبعضهم البعض ... الذي يقف وراء هذا التحريض هم اصحاب المشروع الاميركي، والهدف من هذا واضح تماما الا وهو ضرب الامة من داخلها وتدمير اي قوة قائمة على اساس الوئام.وربما هؤلاء يفكرون ان لم يستطيعوا ان يدمروا الامة من خلال ضربهم كما فعلوا بالعراق وفلسطين ان لم يستطعيوا ان يأخذوا من هذه الامة العزة والشرف وان يقفوا وهم وقفوا فعلا خصوصا في حرب تموز لم يستطيعوا ان يدمروا هذه المعنويات في الامة، ارادوا ان يدخلوا في معمعة التحريض المذهبي التي تشكل اداة قوية في يد اعداء الامة.
* كيف تقوم الاضراب الذي قامت به المعارضة ؟
- ان الاضراب الذي قامت به المعارضة الوطنية جاء لتحويل الصراع من صراع مذهبي الى صراع سياسي حيث اثبت الاضراب ان كل المناطق اللبنانية تفاعلت معه بايجابية بعد المحاولات بتوصيف المعارضة بانها شيعية فقط او مناطقية. وبالنسبة للشمال عموما ولطرابلس خصوصا كان الشلل رغم كل المضايقات والتعديات من قبل بعض اطراف السلطة خير دليل على نجاح الاضراب. وبالنسبة للاعتداءات التي حصلت من قبل السلطة وتحديدا من «القوات اللبنانية» والحزب الاشتراكي كانت نتيجة للنجاح الذي حققته المعارضة باضرابها، ومن اجل ذلك تمت الاعتداءات وتحويل الصراع الى فوضى غير سلمية للضغط على المعارضة التي تحمل اهدافا سياسية ولتحويلها عن اهدافها الحقيقية.اما بالنسبة لاتهام سمير جعجع لـ«حزب الله» والاسلاميين وتسميتهم بقوى الانقلاب يجب علينا ان لا نستغرب كلام جعجع والذي يضع جعجع بخانة الوطنية عليه ان يعلم انه احد دعاة التقسيم والارتباط بالمشروع الاميركي - الصهيوني وتنفيذ مشروع الفوضى والاقتتال الداخلي ويعيش عليه. وتسمية الاسلاميين وقوى المعارضة بقوى الانقلاب اين كان جعجع من موضوع الانقلاب على الاتفاق الرباعي واين كان هو بالنسبة للانقلاب على مشروع الدولة والبيان الوزاري والدستور وايضا تهميش رئاسة الجمهورية وتحويل رئاسة الوزراء الى طرف سياسي وليس لكل لبنان؟
* برزت اخيرا دعوات الى الفدرالية وعودة الحديث عن كيان مسيحي - ماروني بعد بروز مواقف للمفتي قباني ولتيار المستقبل اللذين اعتبرا ان رئاسة الحكومة رمز للسنة وخط احمر، وخوف المسيحيين من ايصبحوا اهل ذمة فما هو رأيكم بذلك؟
- الدعوات الى الفيدرالية والتقسيم لم تلغ ولم تنكفىء، هذه المشاريع (الفيدرالية والتقسيمية) تصب بالنتيجة في مصلحة اليهود. ولا يمكن للكيان الصهيوني ان يحافظ على نفسه الا بتقسيم امتنا الى اتنيات واقليات، وبالتحصيل الحاصل تصبح دولة الكيان الغاصب احدى دول المنطقة على اساس العرقيات.اما بالنسبة لموضوع رمز السنة فقد كان لدينا موقف واضح وصريح وهو ان من يريد ان يمثل السنة فعليه ان يلتزم سنة النبي صل الله عليه وسلم، والسنة ليست مجموعات بشرية او تياراً او فئة بل هي التزام بما جاء به الرسول، ونقول ذلك اننا في بلد واحد بكل معتقداته ونطمئن الكل اننا في هذا البلد محكوم علينا بالتوافق وليس اكثر او اقل من ذلك وان كان هنالك من دعي يدعي غير ذلك فليأتنا ويرينا موقفه، ونطمئن المسيحيين في هذا الشرق انه لا يوجد ذمة او اهل ذمة... والشحن المذهبي تواجهه بوحدة النداء ان هذه امتكم امة واحدة... تكون منطلقاً لوحدة وطنية جامعة وعندما نطالب بان تكون هناك حكومة من التيارات السياسية المختلفة، هذه الدعوة المتمثلة بجميع الطوائف والمذاهب وجمع الكل في الكل ليكون الامر بين الكل برضى وتوافق وتعاضد وتساند فيما بينهم وهكذا تكون المواجهة الحقيقية بان تكون وحدة وطنية يترأسها من يريد ان يوحد بين ابناء الوطن الواحد...
الصدّيق بايديهم ولا يفعلون شيئاً
* الا تلاحظ ان الشارع الاسلامي السني حالياً محتقن جداً مذهبياً؟
- لا، لا، صحيح كان محتقناً لكن بفضل الله ارادوا امراً واراد الله امرراً آخر فظهرت هذه الوثيقة الاقتصادية التي عرّت من كان ينادي السنّة، هذه الوثيقة عرّت الوضع الحكومي الى اقصى مداه وانا يأتيني الكثير ممن ينتقدون الحكومة مما كان ممنوعاً ان ينتقدهم منذ فترة قصيرة...
* لكن نلاحظ ان عدداً من المفتيين ومن رجال الدين الاسلامي السني ما زالوا يمارسون التحريض الطائفي المذهبي في خطبهم وتصاريحهم؟
- اظن الآن بدأ الامر يتراجع، الكل يعود الى المنطق السليم وليس الى عواطف جيّاشة.
* لكن التجييش ما يزال قائماً والاتهامات ما زالت تطلق على المعارضة وبعض اركانها؟
- هذا الصدّيق الشاهد الملك هو بأيديهم ولا يفعلون شيئاً، لِمَ هذا التكتم والتستر، لِمَ هذه الافعال، وقد ظهر تقرير براميرتز وقال ان الدولة الوحيدة التي تعاونت مع التحقيق هي سوريا وهذا من المفارقات وهناك دول كثيرة ومنها فرنسا ودول اجنبية وعربية لم تتعاون فلماذا هذا التكتم وما هو السر، فليذيعوا هذا السر وارجو الله ان تتضح حقيقة مقتل الرئيس رفيق الحريري لتنكشف هناك عورات لم تُكشف من قبل.
* لكن انتم متهمون بانكم ادوات لدى المحور السوري - الايراني؟
- من كان عنده الدليل فليأتنا به. نحن في موقع المجابهة للمشروع الاميركي - الصهيوني في هذه المنطقة، نحن في مشروع المقاومة ولسنا في مشروع الاستسلام للمشاريع الاميركية في هذ المنطقة.. مشاريع التحريض المذهبي، ومشاريع الحكومات العميلة لقوى اساسية معروفة هدفها معروفة توجهاتها، معروفة عمّن تدافع في هذه المنطقة.
* هناك هواجس طرحها مارون خليل في «الديار»، ربما تمثل واقع الشارع المسيحي بعد مواقف المفتي قباني ما هو موقفكم منها؟
- نحن ضده بالمطلق، لقد جربوا الفيدرالية، وسمير جعجع ليس عنها ببعيد، ولم ينجح اي مشروع تقسيمي في لبنان لا الفيدراليات ولا التقسيم ولا الاقتتال وقاعدة لبنان الحقيقية لا غالب ولا مغلوب يجب ان تُراعى، التوافق والتعايش والاشتراك في حكومة تحكم البلد هذا هو المطلوب ليس لاحد على احد استعلاء او استقواء. الكل يجب ان يتعاون في حكم هذا البلد..
* يتحدثون ان الشارع في الشمال هو شارع ممسوك من تيار المستقبل، وان جبهة العمل الاسلامي وايضاً حركة التوحيد الاسلامي لا تمثل الا نسبة ضئيلة من المسلمين السنة في الشمال؟
- سوف يرون من هو يعتمد على قاعدته واطمئن هؤلاء الذين يشككون في مقدرتنا على تجييش الشارع من يمتلك القاعدة الشعبية الحقيقية في وقت قريب جداً.
ليس هناك دعوة لسقوط الحكومة
* الاعتصام السلمي طال امده وفي ظل الدعم الدولي والعربي للحكومة يبدو ان المعارضة غير قادرة على تحقيق اهدافها حيث بدت خطواتها تراوح مكانها خاصة ان الشحن المذهبي قد لجّم تحرك المعارضة فالى اين تتجه المعارضة في خطواتها؟
- الاعتصام السلمي له تدرجات، مثل التدرج في قضية التنبيه «فعظوهن واهجروهن في المضاجع واضربوهن» يعني الضرب يأتي في النهاية، فلماذا الاستعجال: لنبدأ بـ «فعظوهن» الوعظ كان في الحوار... وانتهينا من الحوار، وصار «الهجر» ومرحلة الهجر الآن تتصاعد، بعدها التحرك الفعلي... الان الدولة كلها في حالة غير طبيعية نتيجة تحرك المعارضة، ربما المرحلة المقبلة من التصعيد تعتمد العصيان المدني ربما ليوم واحد... نحن ننادي بانهاء الامر، ولا ادري لماذا هذا الموقف، والان هناك بعض الاشارات الايجابية... فالتحرك سلمي حضاري وليس كما حصل حين حصلت اضرابات في 6 ايار ضد حكومة الرئيس عمر كرامي.
* تقول اشارات ايجابية هل تعني المبادرة السعودية الاخيرة والتحرك السعودي لحل الازمة؟
- المبادرة السعودية لا شك جيدة، لكن هناك خطط اميركية في المنطقة، واظن ان السعودية تشعر بان هناك تدخلاً داخلياً عندها، وهذا ما سرّع الاتصال بين السعودية وايران، وهذا ما يجعل ادارة الملف للوصول الى خير.المشروع الاميركي يريد ان يذل المنطقة، ويسعى الى خربطة في الحكم يتماشى مع المخطط الاميركي في المنطقة، وهذه وزيرة خارجية اميركا كونداليزا رايس تجول في المنطقة تسعى لان تستعدي الناس بعضهم على بعضهم، وتسعى لتمرير المشروع الاميركي ـ الصهيوني في المنطقة.
* هل تتوقع تغييراً في لبنان او سقوطاً للحكومة؟
- ليس هناك دعوة لسقوط الحكومة انما هناك دعوة للمشاركة. هناك ابناء وطن واحد... ناس اخطأوا في السياسة.. هناك قرار والمطلوب حكومة للجميع، في البلد، معارضة وموالاة يجب ان تجتمعا لتأليف حكومة وحدة وطنية الكل يشعر فيها بأمان، والكل تحت سقفها، المعارضة تشعر بالامان والموالاة تشعر بالامان.
* هل تعتقد ان مفتي الجمهورية الشيخ قباني، يمثل حالياً المرجعية الاسلامية الاولى في لبنان؟
- ابدا، لا يمثل الا نفسه هو ومن شاكله في موقفه، هو اصبح الآن رئيس ميليشيا لبعض المشايخ ولم يكن مفتيا ابدا على مستوى لبنان، هو رئيس ميليشيا لبعض المشايخ الذين يطلقون التهم من هنا وهناك، ومعروف من يتكلم عنا وعن اخواننا وان كان في الجبهة او في الحركة، حيث يتكلمون كلاماً هم يعرفون انه باطل، وان لم يعرفوا فهذه مصيبة كبرى، فكيف إذاً يتكلمون بكلام باطل واذكرهم الآية: «إن جاءكم فاسق بنبا فتبينوا ان تصيبوا قوماً بجهالة...» فهم الآن يتكلمون بغير علم، وحرام عليهم ما يفعلونه بهذا البلد، كان يجب ان يكون دعامة حقيقية للطائفة الاسلامية السنية...
استفزازات
* نعرف انكم تعرضتم لاستفزازات خلال المظاهرات التي حصلت في طرابلس دعما لحكومة الرئيس السنيورة، كيف واجهتم هذه الاستفزازات؟ وهل تعتقد انها كانت استفزازات عفوية «بنت وقتها»ام هي مخطط لها؟
- انها استفزازات مخطط لها، بعض المناطق في ابو سمرا مثلا حصلت اعتداءات على بعض الاشخاص، وفي تكريت وعكار وغيرها واغلب الذين افتعلوا هذه الاستفزازات لهم علاقة امنية ونحن نعرف علاقتهم الامنية، وهذه الاستفزازات اتت عكس ما يريدون، فالناس اشاروا اليهم على ان اعمالهم اقرب «للزعرنة» منها لقضايا سياسية. فمثلا على سبيل المثال انهم كانوا يطلقون النار من اسلحة حربية على مرأى ومسمع من الدرك وهم لا يفعلون شيئا وحين سئلوا عن ذلك قالوا لا نستطيع ان نفعل شيئا... الجيش قام ببعض دوره لكن ليس كل الامن يتحمله الجيش لوحده، يجب المؤازرة له من قوى امنية اخرى.. والامر الواقع الذي يعرفه الجميع انه جرى اطلاق النار تحت منزل اللواء ريفي.. فهذا الانسان الذي يطلق النار هل يستطيع بهذه الجرأة اطلاق النار». واكثر من ذلك يظهر سلاحه من السيارة ويعمد على استفزاز الناس باطلاق الاغاني الساقطة والتي فيها استهزاء للمرجعيات الدينية والسياسية وللناس الكبار، هل يقبل اي عاقل بأن يستفز الانسان بسبه وشتمه وبشتم مذهبه او حزبه؟ ويقول سبحانه تعالى: «ولا تسبوا الله عدوا بغير علم» بدأوا يسبون الناس والاعتداء على الناس والرقص والغناء الفاحش الذي فيه السفاهة والتفاهة والاعتداء على اعراض الناس والاستفزازات التي حصلت تحت اعين القوى الامنية، والكل يعرف ذلك، وهذا الامر حصل لفترة قصيرة واكثر من ذلك انه في باب التبانة كانوا يعطون الاوامر لاطلاق النار لازعاج الناس من خلال التطبيل والتزمير حتى في انصاف الليالي خصوصا الامر الذي حصل امام مسجدنا في الميناء ويعتدى بشكل او بآخر والى الآن هناك من يستفز.. الواضح ان هناك ارتباطات امنية لهؤلاء الذين يستفزوننا، والبعض من هؤلاء يلاحق خاصة ان الذين ليس لهم ظهر امني حيث الجيش اعتقل بعضهم.. وما يمارس حاليا هو اشد مما قالوا ان النظام الامني السابق كان يمارسه، حاليا اشد واعظم، افتراءات واتهامات...
* انتم في حركة التوحيد الاسلامي هل تدعون الى قيام دولة اسلامية: ما هو موقفكم من الدعوات للخلافة الاسلامية التي تطرحها بعض القوى الاسلامية؟
- وكأنك تسألني هل تترك الصلاة ام لا... المسلم او الانسان ولد ليكون خليفة الله في ارضه والخليفة يجب ان يكون ملتزماً باحكام ربه، فانت من هذا الباب اقول لك كيف تسألني هذا وكأنك تريد ان تسألني هل الصلاة فرض ام لا.. الخلافة والدولة دين، فنحن في حركة التوحيد حركة اسلامية دعوية مبتغانا وامانينا هو ان نستظل في ظل حكومة اسلامية على منهج النبوة والخلافة الراشدة، واعتبر ان العدل الحقيقي والعيش الحقيقي بين ابناء الوطن الواحد يقوم تحت هذه الدولة او هذا الحكم الرباني العادل الذي ليس بعده حكم ولا عدل او غير ذلك، اما ان كان هناك فريق لا يعتقد هذا الاعتقاد، فهناك قواعد العيش المشترك.. وقواعد التوافق فيما بيننا على اسس لكم دينكم ولي دين. لكل قاعدته، ولكل مرجعيته ولكل اساسه وعلى هذا الاساس نبني الوطن، اما ان تسألني وكأن الخوف من هذه الدولة، فالدولة تراعي الكل 1400 سنة من تاريخ الدولة الاسلامية حكمت وكأن فيها المسلم والنصراني والملحد واليهودي، كلهم كانوا في هذه الدولة.. ما يحصل معنا اليوم الا مراعاة للمشاعر والقواعد التي ترعى مصالحنا فيما بيننا البعض والدولة الاسلامية تراعي هذه المشاعر والقواعد، لكن اراء الاخرين في عدم قبول هذه الدولة فهذا شأنهم، كل يدعو الى فكرته، ونحن نعتقد ان خير ما يمكن للبشر ان تكون هناك خلافة ودولة اسلامية.
قيام الدولة الاسلامية
* لكن قيام هذه الدولة الاسلامية يخيف المسيحيين خاصة في منطقة وواقع مثل لبنان فيه تعدد الطوائف والمذاهب؟
- الاسلام يراعي الكل، الدين يراعي الكل، فلهذا لا اقول مواطن اول ومواطن ثان في الدولة الاسلامية، هناك ايمان وهناك كفر، الايمان والكفر شيء آخر اما قضية المواطنة فأمر آخر اما القضايا الدينية فعند الله المؤمن واحد وان اكرمكم عند الله اتقاكم هذا في الميزان الشرعي، اما في الميزان الوطني فالموضوع هذا له قواعده وله اساسه ... اما بيننا وبين المسيحيين فبيننا وبينهم وطن نشترك فيه نعيش فيه ويجب ان نعيش فيه على خير ووئام وود ومحبة، وفي هذا الوطن ندعوهم الى الاسلام ولكن لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي، لكن الواقع الجغرافي السكاني اللبناني لا يسمح بإقامة هذه الدولة ما لم تكن امتداد طبيعي لخلافته على الاراض العربية وبعض الدول الاسلامية...
* يعتبر تيار المستقبل ان الشمال هو خزانه البشري خاصة بعد ان استطاع هذا التيار من الامساك بالساحة الاسلامية السنية سواء على مستوى لبنان ام على مستوى الشمال فأين هو موقعكم من هذه الساحة الممسوكة بيد تيار المستقبل؟
- الساحة السنية من الصعب القول ان تيار المستقبل قد امسك بها فلا احد يستطيع ان يدّعي انه يمسك بها لأن الافكار والتيارات الفكرية والعقائدية والمدارس الفقهية كثيرة ووافرة وهذا من دلائل العافية والحرية الفكرية والثقافية فلا يستطيع اي تيار ان يمسك بالساحة السنية، اما موجة التعاطف مع الرئيس الحريري فإنما وجدت لمظلومية الدم الذي سفك ونحن ندينه وادناه في عدة مواقف، والمظلومية تجرّ العطف والتعاطف مع المظلوم، وتيار المستقبل هو تيار علماني وليس تيارا سنيا، هو اقرب الى العلمانية، والعلمانية لا تعترف بالقضية الاسلامية فالتيار هو علماني يضم في صفوفه اعضاء مسلمين وغير مسلمين ملحدين وغير ملحدين، لكنه الان رأى تيار المستقبل ان من مصلحته الاحتماء بالمذهبية السنيّة ليس من دافع ديني انما من دافع مصلحي، حيث يتمترس حين تدعو الحاجة بالسنة، لهذا نقول ان الساحة السنية غير ممسوكة بالشكل المنظم، وفي الآونة الاخيرة انه بجهود اهل السنة في لبنان استطعنا تشكيل جبهة العمل الاسلامي والتي لا تدعي ايضا انها تمثل الشارع السني في لبنان لكنها تقف على ثغرة مهمة من ثغور وحدة هذه الطائفة وان كنت لا احب تسميته الطائفية وهي تحاول الان قدر الامكان توجيه البوصلة الى المكان الصحيح في مسألة الصراع بين المشروع المقاوم والمشروع الاميركي الصهيوني للمنطقة.
اعدام صدام حسين
* هل تعتقد بوجود تنظيم للقاعدة في لبنان؟
- سمعت وقرأت ان هناك تنظيم قاعدة في لبنان، القاعدة في الاصل هي تقاتل من؟ تقاتل حكومات ام اميركا؟ تقاتل المسلمين او اليهود؟ من تقاتل القاعدة؟ لماذا تأخذها بعبعا او فزاغة للانظمة، دعونا نتفق ان هناك دول ممانعة في هذا العالم وان هناك عدواً واحداً يجب ان نتوجه اليه، عدو اخذ ارضنا وشرّد اهلنا وشعبنا، اما ان هناك قاعدة فلم اسمع بذلك سمعت ان هناك عناصر جاءت من هنا وهناك واعتصمت في المخيمات واعرف ان هناك بعض العناصر لكنها ليست عناصر قاعدة، انما عناصر اسلامية مجاهدة ماتت في العراق... فلا اظن انه يوجد تنظيم بمعنى التنظيم للقاعدة لكن هنالك تعاطف مع القاعدة كونها اعلنت خيارها من مسألة الصراع مع الاستكبار العـالمي وهذا دليـل ايضا بالنسبة للساحة السنية انها غير ممسوكة، بدليل تعاطف ليس فقط مع تنظيم القاعدة بل مع كل حركة او تنظيم يواجه المشروع الاميركي.
* كيف تنظرون الى اعدام صدام حسين وهل تخشون من امتداد فتنة سنية - شيعية من العراق الى لبنان وهل بامكانكم مواجهة هذه الفتنة؟
- الذين اعدموا صدام حسين والذين فعلوا الامر أكانوا مسلمين ام غير مسلمين خصوصا في يوم صبيحة عيد الاضحى، ان الطلقة التي اطلقتها اميركا هي الطلقة الاخيرة التي اطلقتها على جسد هذه الامة ان ما يريده المخطط الاميركي الصهيوني هو اظهار الشيعة انهم في حالة فوقية وهذا مخطط رهيب وقد اشتد امره واشتعلت فتنته في لبنان، وقد انعكس ما حصل في العراق سلبا على موضوع الشيعة وموضوع السنة، ... الاحتلال في العراق قتل شعب العراق واعتقلت صدام حسين وسلمه الى ميليشيات تأتمر بأوامر الاميركان واراد الاحتلال تحريضا مذهبيا وعرقيا وفي الحقيقة فتنة عمياء صماء بكماء.اني اناشد كل المرجعيات ان يقولوا الحق ولو كان على انفسهم وأخص بالذات المرجعيات الشيعية في ايران وفي لبنان يجب ان نستنكر الاجرام من هنا ومن هناك، وان نحسن وضع النقاط على الحروف، اعدام صدام حسين ليس كشخص الذي نعرف تماما من هو، لكن نقول ان التشفّي والحقد الذي مورس هو الذي اشعل فتيل الحقد بين الامة الواحدة، فلهذا يجب ان نحسن صياغة سياستنا على اساس من الحكمة والمواعظة الحسنة، فاعدام صدام حسين كان غلطة كبيرة ربما كان في مكان آخر وزمان آخر كان يمكن ان يكون الامر غير ذلك.اميركا في العراق حاولت رمي آخر اوراقها بعد ان ادركت ان مشروعـها قد هزم فلجأت الى المناورة الاخيرة إن لم نقل الى الطلقة الاخيرة وقد كانت تراهن على ان اعدام صدام حسين سيشعل فتيلا ليس فقط في العراق بل في المنطقة وعلى قاعدة فليهدم الهيكل على رؤوس الجميع.نحن نعتمد على الله عز وجل من اجل وأد هذه الفتنة في العراق ونحن في جبهة العمل الاسلامي في لبنان نقوم بعمل الاطفائي، الفتنة نار ملعونة عندما تنطلق ستحرق الجميع.