فـاروق
01-15-2007, 09:25 AM
القصّة وما فيها أن المنظمة العربية للثقافة والعلوم “أليسكو” أعلنت قبل أيام أن 70 مليونا هو عدد الأميين العرب ممن أعمارهم أكثر من 15 عاما، بزيادة 20 مليونا عما كان قبل 35 عاما، وأن النسبة (،6 35 %) ضعفها في العالم، وأعلى من المسجّلة في المناطق الأقل نموا. ولمّا كان طبيب نفسي قال مرّة إن الاندهاش حاسّة لدى الإنسان، وضعفها يُعدّ مرضا، يمكن الزّعم أن الغياب الحاد لهذا الأمر عن تعليقات كتّاب الصحافة العربية يؤشر إلى أن نخبنا ربما تكون مصابة بنقص في الحاسّة المذكورة. وإذا كانت المشاهد إياها لإعدام صدام حسين ومستجدات الصومال ولبنان وفلسطين أخذت أقلامهم إليها، وافترضوا أن آراءهم بشأنها الأولى بأن يتلقاها قراؤهم (كم عددهم؟)، فذلك يعني أن لديهم منسوبا ليس هيّنا من الأوهام، فالحقيقة الأوضح أن مجتمعات تزداد فيها أعداد غير العارفين بالقراءة، لا يمكن أن تكون مهيأة للاعتناء بالآراء المرسلة في الجرائد والصحف، خصوصا أن في الفضائيات ما يفيض بمثلها، يمكن للنظّارة أن يتخيّروا منها الذي يصيب رغائبهم، أكثر من الذي يتجه إلى مداركهم. تُرانا نقول إنها فضيحة كنّا في غنى عن أن نعرفها، أم نزيد ونعيد في مديح ما تنعم به حواضرنا العربيات من تحديث مطرد واتساع في فتح الجامعات والمدارس وتقدّم في تأهيل الكوادر في مختلف تخصصات المعرفة والحرف والمهن، فضلا عن الثورة العمرانية ومعها التكنولوجية التي بين ظهرانينا في غير بلد في مشرق الوطن العربي ومغربه. هل من أهل الدراية من يفكّ الأحجية، فيقول إن الأمية ترتفع ربما في الصومال وجيبوتي وجزر القمر، وإن صعوبات تكتنف محاربتها في مناطق في السودان والمغرب ومصر (مثلا)، ما يعني أن الملايين ال 70 لا يتركزون في البلاد العربية التي تستفيد من إمكاناتها وما وهبها الله من أسباب النمو، والأسلم ألاّ يروح الكلام عن الفضيحة إلى التعميم الذي يصلح للندب، ولا يسبب غير التنغيص علينا ونحن فيما عليه من همّة في التعمير والتثمير.
بإيجاز، مفيد أن يطالع الفرحون بترديد هذا الكلام (وتصديقه) تقارير عن النجاحات الكبيرة في تعليم الرياضيات والعلوم والتقنيات واللغات وتنمية المهارات الفردية وتطوير القدرات الحرفية في ماليزيا وإيران وسنغافورة (و”إسرائيل” للأسف)، وأن يتعرفوا جيّدا إلى واقع هذا كله في بلداننا الزاهرات، ففي بعضها تُباع رسائل الدكتوراه والماجستير، ومن شدّة الحياء لا نحبذ الكلام عن تردٍّ مريع في مستويات ومخرجات التعليم الإلزامي والثانوي في بعض آخر، أما الثقافة العامة فهي ما شاء الله لدى خريجين كثيرين من جامعاتنا. وقد تجعل حقائق هذا الحال من نسبة الأمية القرائية تفصيلا، وقد تستنفر حاسة الاندهاش لدينا، على ما أصابها من ضعف، وموات أحيانا.
الخليج الاماراتية
بإيجاز، مفيد أن يطالع الفرحون بترديد هذا الكلام (وتصديقه) تقارير عن النجاحات الكبيرة في تعليم الرياضيات والعلوم والتقنيات واللغات وتنمية المهارات الفردية وتطوير القدرات الحرفية في ماليزيا وإيران وسنغافورة (و”إسرائيل” للأسف)، وأن يتعرفوا جيّدا إلى واقع هذا كله في بلداننا الزاهرات، ففي بعضها تُباع رسائل الدكتوراه والماجستير، ومن شدّة الحياء لا نحبذ الكلام عن تردٍّ مريع في مستويات ومخرجات التعليم الإلزامي والثانوي في بعض آخر، أما الثقافة العامة فهي ما شاء الله لدى خريجين كثيرين من جامعاتنا. وقد تجعل حقائق هذا الحال من نسبة الأمية القرائية تفصيلا، وقد تستنفر حاسة الاندهاش لدينا، على ما أصابها من ضعف، وموات أحيانا.
الخليج الاماراتية