من هناك
01-10-2007, 03:11 PM
يا كل مسيحيي العالم اشهدوا
أحمد محمود عواد
يا قساوسة العالم اشهدوا: يا كل مسيحي العالم اشهدوا
إلى صاحب النيافة حضرة القمص زكريا بطرس صاحب برنامج (أسئلة عن الإيمان):
اقرأ لتعرف وبعدها اكفر كما تشاء فالزمن ماضٍ والحساب آت والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية.
يا أبونا (كما يدعوك أتبعاك ومشاهديك من المساكين الجهلاء) اتق الله في كل كلمة تخرج من فمك فسوف تحاسب عليها حساباً تتمنى فيه لو ترجع للدنيا ساعة لتندم وتتوب وتستغفر وتوحد ولن يحدث .. أي سيف تدعيه انتشر به الإسلام ألم تسمع أذنيك وتقرأ عينيك أحاديث رسول الله للعالمين ومنها حينما قال في الصحيح:
«من قتل ذمياً أو معاهداً فأنا خصمه يوم القيامة»
ألم تسمع عن أمير مصر عمرو بن العاص يوم ضرب ابنه ابن القبطي المصري حينما سبقه في سباق رياضي وقال أتسبقني وأنا ابن الأكرمين؟
ألم تعلم ياأبونا أن عمر بن الخطاب أرسل في طلب عمرو يأتيه من مصر للمدينة (دون طائرة أو سيارة) وأعطى السوط للقبطي على رؤوس الأشهاد وقال اضرب ابن الأكرمين بل أمره أن يضرب أبوه (عمرو) لأنه لم يحسن تأديب ولده وما أدراك ما عمرو وماذا فعل للإسلام أم أنك لا تقرأ إلا ما تريد أن تبلبل به عقيدة الناس من كتب المخرفين والمنحرفين وتحسبها على الإسلام ...
يا رجل اتقي الله وقبل أن تتقيه اعرفه أولاً وسأخبرك به الآن لتعرف من هو ربك:
اقرأ يا أبونا قصص الذين أسلموا وشرح الله صدورهم إليه منكم أنتم.. هم أعلام قبل أن يكونوا مسلمين أعلام نصارى وغيرهم مصريين وعرب وغربيين وغيرهم علماء، أساتذة، أدباء، فنانون وغيرهم نساء ورجال وبنات وشباب وغيرهم لو قرأت قصة واحد منهم سيبكي قلبك قبل أن تبكي عينك حينما تعرف الحق مثلما عرفوه وأخص منهم القساوسة الكبار من شتى بقاع العالم وفي زمننا المعاصر وهم كم علَّموا وكم نصَّروا وكم بشَّروا بالخلاص المزعوم لسيدنا المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ..
اعرفهم الآن بعد أن تخلوا عن كل متاع الدنيا الزائل مقابل كلمة الحق أمام ربهم ..
وما أدراك من هم ومن أنت مقارنة بهم، لاتقل كمن قال الله فيهم
{وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة: 206]
أنا أقول لك اتق الله والحق بركب التوحيد الناجي بإذن الله قبل أن يوافيك الأجل ودع عنك البابا والماما وهذه الغوايات الشيطانية التي ترسخت في عقيدتكم التي هي أصلاً ليست عقيدة بل سياسة ومغانم دنيا (أغواكم بها بولص الرسول بزعمكم) أو شاؤل اليهودي الأصل الذي انحرف برسالة المسيح المقدسة لرسالة تأليه وتجسيد المسيح أو الإله المتجسد.
اقرأ أولاً عن بولص هذا وتاريخه وكيف تحول من اليهودية للمسيحية ولماذا والتي هي في الأصل (النصرانية) أما المسيحية فهي التي اخترعها هذا البولص ليعم الكفر والإلحاد والشرك في الأرض وبدلاً من هذا التشويش الهش والمجادلة السطحية وخداع السذج من نصارى ومسلمين تعمق يا رجل في فهم حقيقة الرسالة والأديان السماوية كلها.
تقول مثلاً مما قلته في حلقاتك المظلمة أليست التوراة والإنجيل هما كلام الله فلما لم يحفظهم مثلما تعهد بحفظ القرآن؟؟
يا رجل ببساطة شديدة لو كان الله تعهد بحفظهم فلماذا كل هذا الكم من الرسل والأنبياء من بعد موسى والكتب السماوية ألا يكفي كتاب واحد من البداية وكلنا نتبعه إلى يوم أن نلقى الله وانتهى الأمر (بالله عليك تجيب أنت بينك وبين نفسك) لماذا موسى وعيسى وإبراهيم وإلياس ويوحنا وزكريا والزبور والتوراة والإنجيل وكل هذا ألا يكفي نبي أو رسول واحد وكل العالمين تتبعه ؟؟ جاوب يا رجل!! فكر !!
لا تكن كمن يمسك مدفعاً رشاشاً يقتل ويقتل وهو لا يعرف لماذا يقتل ومن يقتل ؟؟ إلا لعلة الجنون .. اتق الله يا رجل واعرفه جيدا.. الجواب بسيط يا أبونا بس افتح قلبك أولاً أوعقلك أو كلاهما معاً أو كما يحلو لك وذلك قبل أن تفتح فمك؟؟ .. واسأل لماذا أنا كافرُ بألوهية عيسى يسوع المسيح وأنت كافر بنبوة محمد عليهم الصلاة والسلام.
ببساطة إن كل نبي وكل رسول أرسل لقوم بعينهم بمنهج يناسبهم ويناسب زمانهم وظروف حالهم لأنهم قد نسوا وبدلوا وزوروا وزيفوا لهوىً ولدنيا ولغرض فكان لزاماً أن يرسل الله رسالة عامة للعالمين تبشيراً وإنذاراً أخيراً وهذا لأن الساعة اقتربت والشمس أوشكت على الغروب ..
يا أبونا أفق من أوهامك فالموقف عصيب والحساب ثقيل.
إذا قلت بألوهية المسيح وأنه المخلص والفداء لخطيئة آدم وبنيه وهي ليست خطيئة بالمعنى المهول هذا تستدعي نزول الخالق من عليائه وقدسيته ليرقد في أرحام البشر ويختلط بدم الحيض ثم يختن ويغوط ويبول؟؟؟؟ إن خطيئة آدم مجرد عصيان لأمر إلهي سهواً ونسياناً وتحت تأثير غواية إبليس فتاب حينما أدرك (فعصى آدم ربه فغوى) وفي آية (فنسي) وهذا جوهر الفرق بين معصية آدم وتوبته ومعصية إبليس وإصراره وهذا درس للأجيال ليتعلموا كيف يتوبوا إذا نسوا وأخطأوا كما قال مولانا الإمام الشعراوي يرحمه الله ... فكم من فظائع ارتكبت من بني آدم من بعده وإلى يوم الدين (القيامة) بل وفي حياته فكم إذاً من مسيح ينبغي أن يأتي ليخلصنا؟؟
أظن أن كل واحد فينا لا بد أن يكون له مسيح خاص به وحده وربما لن يكفي ..
أنا أحاورك بالعقل كما تريد وتدعي .. طيب وما موقف من ماتوا قبل المسيح على معاصي أو كفر أو غيره؟؟ .. طيب ولماذا لم يأتي المسيح من البداية وجاء يعني في منتصف الزمان تقريباً والعلم عند ربي من أجل أن نفهم يا أبونا زكريا الفاضل أقسم بالله العظيم والذي رفع السماء بلا عمد أنك أنت نفسك في قرارة نفسك لا تفهم عقيدتك التي تدين بها؟؟
بل وكل قساوستكم وباباواتكم .. يا رجل ألم يقل المسيح نفسه أنه لم يرسل إلا لخراف بني إسرائيل الضالة؟
يعني ليس مرسل للعالمين طيب وماذا عن المعيز الأخرى الأكثر ضلالاً ومنهم العرب البدو الجاهلين والروم الوثنيين وفرعون ذو الوتد المتين (الهش) مادام المسيح لم يرسل لهم ..
ألم يقل للمرأة التي تطلب الاستشفاء لابنتها على يديه أن طعام الأبناء لا يرمى للكلاب؟؟ أهذا يقوله نبي مرسل للإصلاح في البشر ناهيك عن كونه (إله متجسد كما تزعمون وحاشى لله ما تقولون) أو كما قال ..
طيب ومن للكلاب إذاً مادام هو للخراف الضالة من بني إسرائيل فقط أين من خلقهم؟ هل نسيهم -سبحانك- {لا يضل ربي ولا ينسى} إذا كان (الاله المتجسد) جاء ليخلص خراف بنوا إسرائيل الضالة فماذا عن المعيز والحمير والبقر أين ربهم (ربما يكون الأقنوم الثاني أو الثالث من الثالوث المقدس).
يا رجل اسخر من نفسك .. أنا قرأت كثيراً في كتابكم المقدس هذا بعهديه القديم والجديد مرات مابين متى ولوقا ومرقص حتى انجيل برنابا الغير معترف به أيضاً مع أنه كان من تلاميذ المسيح المقربين وربما نقل عنه نقلاً مباشراً وأين إنجيل المسيح الأصل الذي أتاه من الآب؟؟ ..
هذه الأناجيل أراها مذكرات أو يوميات من كتبوها فأين الأصل؟؟ ربما نجده لدى أحد الباعة الجائلين يزن في صفحاته الحمص والترمس؟؟؟ قرأت وقرأت ولم أخرج إلا بيقين تام قلباً وعقلاً بصدق رسول العالمين المبلغ من رب العالمين للعالمين .. هل أنبياء الله زناة كما يقول كتابكم؟؟
أي إهانة يا رجل أن تقولوا على لوط الكريم هذا الفحش ألا تخافون الله ألم تقرأوا أنتم كتابكم الذي تدعوننا مراراً وتكراراً لقراءته لنعرف الحق .. أتريدني أن أؤمن بأن لوط اضطجع بابنتيه؟ وغيره مما يندى له الجبين بهتاناً وزوراً على أنبياء الله ورسله ..
يا رجل أنا أدعوك أنت لتقرأ كتابك بعهديه لتعرف الحق من الباطل لأنك ستسأل عن كل كلمة قلتها وتصم بها آذان المساكين الجهلاء.
إن تلويث الأنبياء شيء سهل على من هوَّنوا الألوهية والذات العليا نفسها، ولكن مزوري العهد القديم هنا بلغوا من الإسفاف والتحقير لرسل الله دركاً سحيقاً، فهم لم يكتفوا بأن جعلوا لوطاً سكيراً بل جعله عاهراً، وبمن يزنى؟ بابنتيه: إحداهما بعد الأخرى، فى ليلتين حمراوين، وهاك النص:
" .. فسكن (يعنى لوط) فى المغارة هو وابنتاه، وقالت البكر للصغيرة: أبونا قد شاخ، وليس على الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض! هلم نسقى أبانا خمراً ونضطجع معه، فنحيى من أبينا نسلاً!!
فسقتا أباهما خمراً فى تلك الليلة، ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، وحدث فى الغد أن البكر قالت للصغيرة: إنى قد اضطجعت مع أبى، نسقيه خمراً الليلة أيضاً فادخلى اضطجعى معه، وقامت الصغيرة واضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، فحبلت ابنتا لوط من أبيهما، فولدت البكر ابناً، ودعت اسمه "
موآب " وهو أبو الموآبيين إلى اليوم " (تكوين: اصحاح 19)
ثم تعالى يا بونا العزيز لنوح عليه السلام واقرأ فربما لم تقرأ هذا من قبل من يدري!!!!! " وشرب (يعنى نوح) من الخمر فسكر وتعرى فى خبائه، فأبصر " حام " أبو كنعان عورة أبيه، وأخبر أخويه خارجاً، فأخذ " سام " و " يافث " الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء، وسترا عورة أبيهما، فلما استيقظ " نوح " من خمره علم ما فعل ابنه الصغير، فقال: ملعون " كنعان "، عبد العبيد يكون لإخوته، وقال : مبارك الرب إله " سام "، وليكن كنعان عبداً لهم، ليفتح الله ليافث فيسكن فى مساكن سام وليكن " كنعان " عبداً لهم .. " (تكوين: اصحاح 9)
وفي قصص اليهود التي تؤمنون بها قطعا في الكتاب المقدس (ولا أدري أي قدسية بقيت لكتب الله ورسله بعد هذا) فعن زيارة إبراهيم الخليل لمصر فرأيتهم بسهولة يصفون الرجل الكبير بأنه ديوث! وفى سبيل حرصه على الحياة والمنافع الدنيئة يقدم امرأته إلى من يملكون النفع والضر .. والتحقت زوجة إبراهيم ببيت فرعون الذي أهداه في نظير ذلك بعض الغنم والحمير!!
قبحكم الله وأخزاكم يامعشر النصارى {إن إبراهيم كان أمة} (النحل: 120) كان إنساناً يساوى الألوف من الرجال، وفى سبيل الله حارب الوثنية، وحطم الأصنام، وتعرض لنيران الجحيم، وربى جيلاً من الموحدين الحريصين على مرضاة الله . فهل هذا الرجل هو الذي يغرى امرأته بالذهاب إلى بيت فرعون من أجل الظفر بزريبة خاصة بالغنم والحمير؟ لكن كاتب التوراة لم ير في ذلك حرجاً، وهاك النص: ".. وحدث لما قرب ـ أي إبرام ـ إلى مصر أنه قال لساراى امرأته: إني قد علمت أنك امرأة حسنة المنظر، فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون: هذه امرأته، فيقتلونني ويستبقونك، قولي إنك أختي ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من أجلك.
فحدث لما دخل أبرام إلى مصر أن المصريين رأوا المرأة أنها حسنة جداً، ورآها رؤساء فرعون، ومدحوها لدى فرعون، فأخذت المرأة إلى بيت فرعون، فصنع إلى إبرام خيراً بسببها، وصار له غنم، وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال، فضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة .. فدعا فرعون ابرام وقال: ما هذا الذى صنعت بى، لماذا لم تخبرنى أنها امرأتك؟ خذها واذهب " (تكوين : 21)
ولنتجاوز هذه القصة الهابطة الساقطة إلى قصة أخرى عن يعقوب نفسه الأب المباشر لليهود (الذي منهم المسيح نفسه)، والذي أخذ لقب إسرائيل بعد معركة حامية مع الله نفسه ظلت ليلاً طويلاً، والذي سمي اليهود دولتهم القائمة على أنقاض العرب باسمه (بنوا إسرائيل).
إن هذا النبي عندنا نحن المسلمين إنسان جليل نبيل، مصطفى من قبل الله دون البشر شارك أباه في الدعوة إلى الله، ونبذ الوثنية، ورفع علم التوحيد وإقامة الملة السمحة {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون}
لكنه عند اليهود وعندكم طبعا (كتاب مقدس بعهديه) شخص محتال، سرق النبوة من أخيه البكر بطريقة منحطة.
تعالى يا أبونا واقرأ بنفسك ي ارجل وتعقل وما أكثر قصص الزنا التي تقع في بيوت الأنبياء، كما يفترى هؤلاء الأفاكون . والقصة لفتاة اسمها " دينة " بنت يعقوب عليه السلام ! من إحدى زوجاته، أعجب بها ابن رئيس المدينة المجاورة واتصل بها، ثم رأى أن يجعل هذه العلاقة مشروعة، فلاطف الفتاة وقرر الزواج بها وكلم أباه كي يمضى في إجراءات العقد .. وذهب رئيس القبيلة يعرض على يعقوب مصاهرته.
وتظاهرت الأسرة بقبول المصاهرة، وكانت شروط الصلح مقبولة، وطلب أبناء يعقوب من أصهارهم الجدد أن يختتنوا حتى يتم الزواج، وتتسع دائرة العلاقات بين بنى إسرائيل وأهل المدينة جميعاً.
وفى اليوم الثالث لإجراء الختان بين ذكور المدينة أغار أولاد يعقوب عليها وهى آمنة، فقتلوا الذكور كلهم وسبوا كل الأطفال والنساء ونهبوا ما وجدوه من ثروات.
ولم يذكر سفر التكوين أن يعقوب علق بشيء على هذه المأساة، بل يشتم من السياق أن المؤامرة تمت بموافقته. وهكذا يفعل الأنبياء !! إن مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة)لم يؤخذ من الساسة " الزمانيين " .. إن مصدره من هنا، وإليك النص: " وخرجت دينة ابنة ليئة التي ولدتها ليعقوب.. فرآها شكيم بن حمور الحوى رئيس الأرض وأخذها واضطجع معها وأذلها، وتعلقت نفسه بدينة ابنة يعقوب، وأحب الفتاة، ولاطف الفتاة، فكلم شكيم حمور أباه قائلاً خذ لي هذه الصبية زوجة، وسمع يعقوب أنه نجّس دينة ابنته..
فسكت حتى جاءوا (أى أبناؤه) [ ثم بعد أن عرض عليهم حمور مصاهرتهم ] .. فأجاب بنوا يعقوب شكيم وحمور أباه بمكر ..، فقالوا لهما: لا نستطيع أن نفعل هذا الأمر: أن نعطى أختنا لرجل أغلف .. إن صرتم مثلنا بختنكم كل ذكر نعطيكم بناتنا ونأخذ لنا بناتكم .. واختتن كل ذكر .. فحدث فى اليوم الثالث إذ كانوا متوجعين (أى بسبب الختن)أن ابني يعقوب: شمعون ولادى أخوى دينة أخذا كل واحد سيفه وأتيا على المدينة بأمن وقتلا كل ذكر وقتلا حمور وشكيم بحد السيف .. ونهبوا المدينة، وسبوا ونهبوا كل ثروتهم وكل أطفالهم ونساءهم وكل ما في البيوت .. " (تكوين : 34 )
أين شرف المعاملة في هذه الروايات المليئة بالفسق وسفك الدم؟ ولنا أن نسأل: ـ كيف ضاع عرض ابنة نبي على هذا النحو الغامض؟ ـ وإذا كان غلام أثيم قد اغتصبها كرهاً فلم لم يعاقب وحده؟ ـ وإذا كان يعقوب وبنوه قد قبلوا إصلاح الخطأ بإتمام الزواج فلماذا أغاروا على المدينة، واستباحوها وأزهقوا أرواح الأبرياء، واسترقوا الأطفال والنساء؟ ـ هل هذه سيرة أنبياء وأولاد أنبياء؟ أم سيرة قطاع طرق؟
إن جمهرة الفلاسفة والعلماء المؤمنين بالله يرفضون كل الرفض أن يوصف بالانحصار والجهالة والتسرع، كما يرفضون كل الرفض أن يسيء اختياره لسفرائه إلى خلقه فلا يقع إلا على السكارى والمنحرفين.
بل إن عرب الجاهلية المشركين كانت نظرتهم إلى خالق الكون أرقى وأرحب، وما أوخذوا به أنهم تزلفوا إليه بآلهة أرضية لا أصل لها يحسبون أنه أكبر أو أنهم أقل من أن يتصلوا به اتصالاً مباشراً، بيد أن النصارى قبلوا هذه الأسفار على عِلّاتها وجعلوها شطر الكتاب المقدس! لماذا؟ .. لأنها تخدم قضيتين تقوم عليهما النصرانية
الشائعة: الأولى: قضية تجسد الإله، وإمكان أن يتحول رب العالمين إلى شخص يأكل ويصارع ويجهل ويندم .. الخ .
الثانية : قضية أن البشر جميعاً أرباب خطايا وأصحاب مفاسد وأنهم محتاجون لمن " ينتحر " من أجلهم كي تغفر خطاياهم .
وقد رفض الإسلام كلتا القضيتين، وتنزل القرآن الكريم مفيضاً الحديث عن تنزيه الله وسعته وقدرته وحكمته وعلمه، كما أفاض الحديث عن الناس ومسئوليتهم الشخصية عما يقترفون من خير أو شر فإذا وسخت ثوبي فلما تغسل أنت ثوبك؟؟.
أحمد محمود عواد
يا قساوسة العالم اشهدوا: يا كل مسيحي العالم اشهدوا
إلى صاحب النيافة حضرة القمص زكريا بطرس صاحب برنامج (أسئلة عن الإيمان):
اقرأ لتعرف وبعدها اكفر كما تشاء فالزمن ماضٍ والحساب آت والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية.
يا أبونا (كما يدعوك أتبعاك ومشاهديك من المساكين الجهلاء) اتق الله في كل كلمة تخرج من فمك فسوف تحاسب عليها حساباً تتمنى فيه لو ترجع للدنيا ساعة لتندم وتتوب وتستغفر وتوحد ولن يحدث .. أي سيف تدعيه انتشر به الإسلام ألم تسمع أذنيك وتقرأ عينيك أحاديث رسول الله للعالمين ومنها حينما قال في الصحيح:
«من قتل ذمياً أو معاهداً فأنا خصمه يوم القيامة»
ألم تسمع عن أمير مصر عمرو بن العاص يوم ضرب ابنه ابن القبطي المصري حينما سبقه في سباق رياضي وقال أتسبقني وأنا ابن الأكرمين؟
ألم تعلم ياأبونا أن عمر بن الخطاب أرسل في طلب عمرو يأتيه من مصر للمدينة (دون طائرة أو سيارة) وأعطى السوط للقبطي على رؤوس الأشهاد وقال اضرب ابن الأكرمين بل أمره أن يضرب أبوه (عمرو) لأنه لم يحسن تأديب ولده وما أدراك ما عمرو وماذا فعل للإسلام أم أنك لا تقرأ إلا ما تريد أن تبلبل به عقيدة الناس من كتب المخرفين والمنحرفين وتحسبها على الإسلام ...
يا رجل اتقي الله وقبل أن تتقيه اعرفه أولاً وسأخبرك به الآن لتعرف من هو ربك:
اقرأ يا أبونا قصص الذين أسلموا وشرح الله صدورهم إليه منكم أنتم.. هم أعلام قبل أن يكونوا مسلمين أعلام نصارى وغيرهم مصريين وعرب وغربيين وغيرهم علماء، أساتذة، أدباء، فنانون وغيرهم نساء ورجال وبنات وشباب وغيرهم لو قرأت قصة واحد منهم سيبكي قلبك قبل أن تبكي عينك حينما تعرف الحق مثلما عرفوه وأخص منهم القساوسة الكبار من شتى بقاع العالم وفي زمننا المعاصر وهم كم علَّموا وكم نصَّروا وكم بشَّروا بالخلاص المزعوم لسيدنا المسيح عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام ..
اعرفهم الآن بعد أن تخلوا عن كل متاع الدنيا الزائل مقابل كلمة الحق أمام ربهم ..
وما أدراك من هم ومن أنت مقارنة بهم، لاتقل كمن قال الله فيهم
{وَإِذَا قِيلَ لَهُ اتَّقِ اللّهَ أَخَذَتْهُ الْعِزَّةُ بِالإِثْمِ فَحَسْبُهُ جَهَنَّمُ وَلَبِئْسَ الْمِهَادُ} [البقرة: 206]
أنا أقول لك اتق الله والحق بركب التوحيد الناجي بإذن الله قبل أن يوافيك الأجل ودع عنك البابا والماما وهذه الغوايات الشيطانية التي ترسخت في عقيدتكم التي هي أصلاً ليست عقيدة بل سياسة ومغانم دنيا (أغواكم بها بولص الرسول بزعمكم) أو شاؤل اليهودي الأصل الذي انحرف برسالة المسيح المقدسة لرسالة تأليه وتجسيد المسيح أو الإله المتجسد.
اقرأ أولاً عن بولص هذا وتاريخه وكيف تحول من اليهودية للمسيحية ولماذا والتي هي في الأصل (النصرانية) أما المسيحية فهي التي اخترعها هذا البولص ليعم الكفر والإلحاد والشرك في الأرض وبدلاً من هذا التشويش الهش والمجادلة السطحية وخداع السذج من نصارى ومسلمين تعمق يا رجل في فهم حقيقة الرسالة والأديان السماوية كلها.
تقول مثلاً مما قلته في حلقاتك المظلمة أليست التوراة والإنجيل هما كلام الله فلما لم يحفظهم مثلما تعهد بحفظ القرآن؟؟
يا رجل ببساطة شديدة لو كان الله تعهد بحفظهم فلماذا كل هذا الكم من الرسل والأنبياء من بعد موسى والكتب السماوية ألا يكفي كتاب واحد من البداية وكلنا نتبعه إلى يوم أن نلقى الله وانتهى الأمر (بالله عليك تجيب أنت بينك وبين نفسك) لماذا موسى وعيسى وإبراهيم وإلياس ويوحنا وزكريا والزبور والتوراة والإنجيل وكل هذا ألا يكفي نبي أو رسول واحد وكل العالمين تتبعه ؟؟ جاوب يا رجل!! فكر !!
لا تكن كمن يمسك مدفعاً رشاشاً يقتل ويقتل وهو لا يعرف لماذا يقتل ومن يقتل ؟؟ إلا لعلة الجنون .. اتق الله يا رجل واعرفه جيدا.. الجواب بسيط يا أبونا بس افتح قلبك أولاً أوعقلك أو كلاهما معاً أو كما يحلو لك وذلك قبل أن تفتح فمك؟؟ .. واسأل لماذا أنا كافرُ بألوهية عيسى يسوع المسيح وأنت كافر بنبوة محمد عليهم الصلاة والسلام.
ببساطة إن كل نبي وكل رسول أرسل لقوم بعينهم بمنهج يناسبهم ويناسب زمانهم وظروف حالهم لأنهم قد نسوا وبدلوا وزوروا وزيفوا لهوىً ولدنيا ولغرض فكان لزاماً أن يرسل الله رسالة عامة للعالمين تبشيراً وإنذاراً أخيراً وهذا لأن الساعة اقتربت والشمس أوشكت على الغروب ..
يا أبونا أفق من أوهامك فالموقف عصيب والحساب ثقيل.
إذا قلت بألوهية المسيح وأنه المخلص والفداء لخطيئة آدم وبنيه وهي ليست خطيئة بالمعنى المهول هذا تستدعي نزول الخالق من عليائه وقدسيته ليرقد في أرحام البشر ويختلط بدم الحيض ثم يختن ويغوط ويبول؟؟؟؟ إن خطيئة آدم مجرد عصيان لأمر إلهي سهواً ونسياناً وتحت تأثير غواية إبليس فتاب حينما أدرك (فعصى آدم ربه فغوى) وفي آية (فنسي) وهذا جوهر الفرق بين معصية آدم وتوبته ومعصية إبليس وإصراره وهذا درس للأجيال ليتعلموا كيف يتوبوا إذا نسوا وأخطأوا كما قال مولانا الإمام الشعراوي يرحمه الله ... فكم من فظائع ارتكبت من بني آدم من بعده وإلى يوم الدين (القيامة) بل وفي حياته فكم إذاً من مسيح ينبغي أن يأتي ليخلصنا؟؟
أظن أن كل واحد فينا لا بد أن يكون له مسيح خاص به وحده وربما لن يكفي ..
أنا أحاورك بالعقل كما تريد وتدعي .. طيب وما موقف من ماتوا قبل المسيح على معاصي أو كفر أو غيره؟؟ .. طيب ولماذا لم يأتي المسيح من البداية وجاء يعني في منتصف الزمان تقريباً والعلم عند ربي من أجل أن نفهم يا أبونا زكريا الفاضل أقسم بالله العظيم والذي رفع السماء بلا عمد أنك أنت نفسك في قرارة نفسك لا تفهم عقيدتك التي تدين بها؟؟
بل وكل قساوستكم وباباواتكم .. يا رجل ألم يقل المسيح نفسه أنه لم يرسل إلا لخراف بني إسرائيل الضالة؟
يعني ليس مرسل للعالمين طيب وماذا عن المعيز الأخرى الأكثر ضلالاً ومنهم العرب البدو الجاهلين والروم الوثنيين وفرعون ذو الوتد المتين (الهش) مادام المسيح لم يرسل لهم ..
ألم يقل للمرأة التي تطلب الاستشفاء لابنتها على يديه أن طعام الأبناء لا يرمى للكلاب؟؟ أهذا يقوله نبي مرسل للإصلاح في البشر ناهيك عن كونه (إله متجسد كما تزعمون وحاشى لله ما تقولون) أو كما قال ..
طيب ومن للكلاب إذاً مادام هو للخراف الضالة من بني إسرائيل فقط أين من خلقهم؟ هل نسيهم -سبحانك- {لا يضل ربي ولا ينسى} إذا كان (الاله المتجسد) جاء ليخلص خراف بنوا إسرائيل الضالة فماذا عن المعيز والحمير والبقر أين ربهم (ربما يكون الأقنوم الثاني أو الثالث من الثالوث المقدس).
يا رجل اسخر من نفسك .. أنا قرأت كثيراً في كتابكم المقدس هذا بعهديه القديم والجديد مرات مابين متى ولوقا ومرقص حتى انجيل برنابا الغير معترف به أيضاً مع أنه كان من تلاميذ المسيح المقربين وربما نقل عنه نقلاً مباشراً وأين إنجيل المسيح الأصل الذي أتاه من الآب؟؟ ..
هذه الأناجيل أراها مذكرات أو يوميات من كتبوها فأين الأصل؟؟ ربما نجده لدى أحد الباعة الجائلين يزن في صفحاته الحمص والترمس؟؟؟ قرأت وقرأت ولم أخرج إلا بيقين تام قلباً وعقلاً بصدق رسول العالمين المبلغ من رب العالمين للعالمين .. هل أنبياء الله زناة كما يقول كتابكم؟؟
أي إهانة يا رجل أن تقولوا على لوط الكريم هذا الفحش ألا تخافون الله ألم تقرأوا أنتم كتابكم الذي تدعوننا مراراً وتكراراً لقراءته لنعرف الحق .. أتريدني أن أؤمن بأن لوط اضطجع بابنتيه؟ وغيره مما يندى له الجبين بهتاناً وزوراً على أنبياء الله ورسله ..
يا رجل أنا أدعوك أنت لتقرأ كتابك بعهديه لتعرف الحق من الباطل لأنك ستسأل عن كل كلمة قلتها وتصم بها آذان المساكين الجهلاء.
إن تلويث الأنبياء شيء سهل على من هوَّنوا الألوهية والذات العليا نفسها، ولكن مزوري العهد القديم هنا بلغوا من الإسفاف والتحقير لرسل الله دركاً سحيقاً، فهم لم يكتفوا بأن جعلوا لوطاً سكيراً بل جعله عاهراً، وبمن يزنى؟ بابنتيه: إحداهما بعد الأخرى، فى ليلتين حمراوين، وهاك النص:
" .. فسكن (يعنى لوط) فى المغارة هو وابنتاه، وقالت البكر للصغيرة: أبونا قد شاخ، وليس على الأرض رجل ليدخل علينا كعادة كل الأرض! هلم نسقى أبانا خمراً ونضطجع معه، فنحيى من أبينا نسلاً!!
فسقتا أباهما خمراً فى تلك الليلة، ودخلت البكر واضطجعت مع أبيها، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، وحدث فى الغد أن البكر قالت للصغيرة: إنى قد اضطجعت مع أبى، نسقيه خمراً الليلة أيضاً فادخلى اضطجعى معه، وقامت الصغيرة واضطجعت معه، ولم يعلم باضطجاعها ولا بقيامها، فحبلت ابنتا لوط من أبيهما، فولدت البكر ابناً، ودعت اسمه "
موآب " وهو أبو الموآبيين إلى اليوم " (تكوين: اصحاح 19)
ثم تعالى يا بونا العزيز لنوح عليه السلام واقرأ فربما لم تقرأ هذا من قبل من يدري!!!!! " وشرب (يعنى نوح) من الخمر فسكر وتعرى فى خبائه، فأبصر " حام " أبو كنعان عورة أبيه، وأخبر أخويه خارجاً، فأخذ " سام " و " يافث " الرداء ووضعاه على أكتافهما ومشيا إلى الوراء، وسترا عورة أبيهما، فلما استيقظ " نوح " من خمره علم ما فعل ابنه الصغير، فقال: ملعون " كنعان "، عبد العبيد يكون لإخوته، وقال : مبارك الرب إله " سام "، وليكن كنعان عبداً لهم، ليفتح الله ليافث فيسكن فى مساكن سام وليكن " كنعان " عبداً لهم .. " (تكوين: اصحاح 9)
وفي قصص اليهود التي تؤمنون بها قطعا في الكتاب المقدس (ولا أدري أي قدسية بقيت لكتب الله ورسله بعد هذا) فعن زيارة إبراهيم الخليل لمصر فرأيتهم بسهولة يصفون الرجل الكبير بأنه ديوث! وفى سبيل حرصه على الحياة والمنافع الدنيئة يقدم امرأته إلى من يملكون النفع والضر .. والتحقت زوجة إبراهيم ببيت فرعون الذي أهداه في نظير ذلك بعض الغنم والحمير!!
قبحكم الله وأخزاكم يامعشر النصارى {إن إبراهيم كان أمة} (النحل: 120) كان إنساناً يساوى الألوف من الرجال، وفى سبيل الله حارب الوثنية، وحطم الأصنام، وتعرض لنيران الجحيم، وربى جيلاً من الموحدين الحريصين على مرضاة الله . فهل هذا الرجل هو الذي يغرى امرأته بالذهاب إلى بيت فرعون من أجل الظفر بزريبة خاصة بالغنم والحمير؟ لكن كاتب التوراة لم ير في ذلك حرجاً، وهاك النص: ".. وحدث لما قرب ـ أي إبرام ـ إلى مصر أنه قال لساراى امرأته: إني قد علمت أنك امرأة حسنة المنظر، فيكون إذا رآك المصريون أنهم يقولون: هذه امرأته، فيقتلونني ويستبقونك، قولي إنك أختي ليكون لي خير بسببك وتحيا نفسي من أجلك.
فحدث لما دخل أبرام إلى مصر أن المصريين رأوا المرأة أنها حسنة جداً، ورآها رؤساء فرعون، ومدحوها لدى فرعون، فأخذت المرأة إلى بيت فرعون، فصنع إلى إبرام خيراً بسببها، وصار له غنم، وبقر وحمير وعبيد وإماء وأتن وجمال، فضرب الرب فرعون وبيته ضربات عظيمة .. فدعا فرعون ابرام وقال: ما هذا الذى صنعت بى، لماذا لم تخبرنى أنها امرأتك؟ خذها واذهب " (تكوين : 21)
ولنتجاوز هذه القصة الهابطة الساقطة إلى قصة أخرى عن يعقوب نفسه الأب المباشر لليهود (الذي منهم المسيح نفسه)، والذي أخذ لقب إسرائيل بعد معركة حامية مع الله نفسه ظلت ليلاً طويلاً، والذي سمي اليهود دولتهم القائمة على أنقاض العرب باسمه (بنوا إسرائيل).
إن هذا النبي عندنا نحن المسلمين إنسان جليل نبيل، مصطفى من قبل الله دون البشر شارك أباه في الدعوة إلى الله، ونبذ الوثنية، ورفع علم التوحيد وإقامة الملة السمحة {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين فلا تموتن إلا وأنتم مسلمون}
لكنه عند اليهود وعندكم طبعا (كتاب مقدس بعهديه) شخص محتال، سرق النبوة من أخيه البكر بطريقة منحطة.
تعالى يا أبونا واقرأ بنفسك ي ارجل وتعقل وما أكثر قصص الزنا التي تقع في بيوت الأنبياء، كما يفترى هؤلاء الأفاكون . والقصة لفتاة اسمها " دينة " بنت يعقوب عليه السلام ! من إحدى زوجاته، أعجب بها ابن رئيس المدينة المجاورة واتصل بها، ثم رأى أن يجعل هذه العلاقة مشروعة، فلاطف الفتاة وقرر الزواج بها وكلم أباه كي يمضى في إجراءات العقد .. وذهب رئيس القبيلة يعرض على يعقوب مصاهرته.
وتظاهرت الأسرة بقبول المصاهرة، وكانت شروط الصلح مقبولة، وطلب أبناء يعقوب من أصهارهم الجدد أن يختتنوا حتى يتم الزواج، وتتسع دائرة العلاقات بين بنى إسرائيل وأهل المدينة جميعاً.
وفى اليوم الثالث لإجراء الختان بين ذكور المدينة أغار أولاد يعقوب عليها وهى آمنة، فقتلوا الذكور كلهم وسبوا كل الأطفال والنساء ونهبوا ما وجدوه من ثروات.
ولم يذكر سفر التكوين أن يعقوب علق بشيء على هذه المأساة، بل يشتم من السياق أن المؤامرة تمت بموافقته. وهكذا يفعل الأنبياء !! إن مبدأ (الغاية تبرر الوسيلة)لم يؤخذ من الساسة " الزمانيين " .. إن مصدره من هنا، وإليك النص: " وخرجت دينة ابنة ليئة التي ولدتها ليعقوب.. فرآها شكيم بن حمور الحوى رئيس الأرض وأخذها واضطجع معها وأذلها، وتعلقت نفسه بدينة ابنة يعقوب، وأحب الفتاة، ولاطف الفتاة، فكلم شكيم حمور أباه قائلاً خذ لي هذه الصبية زوجة، وسمع يعقوب أنه نجّس دينة ابنته..
فسكت حتى جاءوا (أى أبناؤه) [ ثم بعد أن عرض عليهم حمور مصاهرتهم ] .. فأجاب بنوا يعقوب شكيم وحمور أباه بمكر ..، فقالوا لهما: لا نستطيع أن نفعل هذا الأمر: أن نعطى أختنا لرجل أغلف .. إن صرتم مثلنا بختنكم كل ذكر نعطيكم بناتنا ونأخذ لنا بناتكم .. واختتن كل ذكر .. فحدث فى اليوم الثالث إذ كانوا متوجعين (أى بسبب الختن)أن ابني يعقوب: شمعون ولادى أخوى دينة أخذا كل واحد سيفه وأتيا على المدينة بأمن وقتلا كل ذكر وقتلا حمور وشكيم بحد السيف .. ونهبوا المدينة، وسبوا ونهبوا كل ثروتهم وكل أطفالهم ونساءهم وكل ما في البيوت .. " (تكوين : 34 )
أين شرف المعاملة في هذه الروايات المليئة بالفسق وسفك الدم؟ ولنا أن نسأل: ـ كيف ضاع عرض ابنة نبي على هذا النحو الغامض؟ ـ وإذا كان غلام أثيم قد اغتصبها كرهاً فلم لم يعاقب وحده؟ ـ وإذا كان يعقوب وبنوه قد قبلوا إصلاح الخطأ بإتمام الزواج فلماذا أغاروا على المدينة، واستباحوها وأزهقوا أرواح الأبرياء، واسترقوا الأطفال والنساء؟ ـ هل هذه سيرة أنبياء وأولاد أنبياء؟ أم سيرة قطاع طرق؟
إن جمهرة الفلاسفة والعلماء المؤمنين بالله يرفضون كل الرفض أن يوصف بالانحصار والجهالة والتسرع، كما يرفضون كل الرفض أن يسيء اختياره لسفرائه إلى خلقه فلا يقع إلا على السكارى والمنحرفين.
بل إن عرب الجاهلية المشركين كانت نظرتهم إلى خالق الكون أرقى وأرحب، وما أوخذوا به أنهم تزلفوا إليه بآلهة أرضية لا أصل لها يحسبون أنه أكبر أو أنهم أقل من أن يتصلوا به اتصالاً مباشراً، بيد أن النصارى قبلوا هذه الأسفار على عِلّاتها وجعلوها شطر الكتاب المقدس! لماذا؟ .. لأنها تخدم قضيتين تقوم عليهما النصرانية
الشائعة: الأولى: قضية تجسد الإله، وإمكان أن يتحول رب العالمين إلى شخص يأكل ويصارع ويجهل ويندم .. الخ .
الثانية : قضية أن البشر جميعاً أرباب خطايا وأصحاب مفاسد وأنهم محتاجون لمن " ينتحر " من أجلهم كي تغفر خطاياهم .
وقد رفض الإسلام كلتا القضيتين، وتنزل القرآن الكريم مفيضاً الحديث عن تنزيه الله وسعته وقدرته وحكمته وعلمه، كما أفاض الحديث عن الناس ومسئوليتهم الشخصية عما يقترفون من خير أو شر فإذا وسخت ثوبي فلما تغسل أنت ثوبك؟؟.