من هناك
12-28-2006, 03:46 AM
راني بيطار
"فري هاغ". "فري هاغ". فجأة تجد أحدهم مبتسما وفاتحا ذراعيه ليغمرك. يقدم لك "ضمة" ("غمرة"، "حضنة"، "عبوطة" مجانية). يغمرك لأجل الحب والسلام في لبنان.
شباب جامعيون لبنانيون. بينهم من جاء من الخارج حيث يتابع دراسته لقضاء العطلة والأعياد. كانوا مساء الجمعة الماضي في شارع الجميزة. ركنوا بعض سياراتهم في الموقف. ارتدوا قمصانا (تي ـ شرت) كانوا قد اعدوها. قمصانا بيضاء طبع عليها بالأزرق للذكور وبالزهري للاناث. وفي وسط الشارع بدأوا "حملتهم للغمرات المجانية" "فري هاغز". اعترضوا المارة بأياد مفتوحة وابتسامات. ولاحقا دخلوا الى الحانات والمطاعم.
كبر عددهم. التحق بهم عدد من الشباب الآخرين. والكيس الذي حملوا فيه قمصانا اضافية اصبح فارغا. كان هناك المزيد ممن يريدون ارتداء القميص والسير معم في شوارع الجميزة لتقديم "عبوطة" مجانية للناس. جو مثلا، التقوه وهو يدخل الى حانة واصحابه. غمروه في احضانهم. كان يضحك وأحب الفكرة. ترك اصحابه وراح معهم. كان يريد قميصا ليرتديه. لكن لم يتبق له واحد. مشى معهم وعندما كان يتقدم من أحدهم ليغمره كان يبادر للقول [color=blue:3ce6800c29]حتى لا يساء فهمه[/color:3ce6800c29]: [color=red:3ce6800c29]"انا مع الشباب"[/color:3ce6800c29] . لاحقا راح يمازح: "انا قائد الفريق". لم ينس ان يترك رقمه مع بعض الشباب كي يتصلوا فيه للمشاركة في يوم آخر من "الفري هاغز".
جورج جامعي يدرس الهندسة. عمره اثنان وعشرون عاما. ينوي متابعة دراسته في اليابان. يقول "انا اللي فقست الفكرة براسي".؟. كان يومها مع اصحابه في الجميزة. تكلموا عن امور كثيرة ومنها "الفري هاغز" وكيف بدأت في العالم وما نقلت عنها بعض وسائل الاعلام. أحب الفكرة. بعد ذلك اتصل بصديقة له اسمها نيكول. نيكول بدورها اعجبتها الفكرة. لاحقا عملت هي وشاب يدعى ايلي على تصميم الشعار الذي طبع على القمصان.[color=red:3ce6800c29] الشباب الثلاثة اتصلوا باصدقاء لهم وباتوا حاضرين لتقديم حضنات مجانية.[/color:3ce6800c29]
"لأن، الوضع مقرف". يقول جورج عن سبب قيامهم بالحملة ويضيف:"نحن الذين بدأنا بالأمر ليس لدينا اي انتماء او ميل سياسي. ربما كان لبعضنا سابقا. لكن مع ما مر به البلد لم يعد لذلك معنى. نريد فقط ان نرتاح. ان ينتهي هذا الوضع المتعب. فلنحب بعضنا بعضا وننهي القصة. أمر غير طبيعي انك اينما ذهبت . أينما سهرت. لا يدور الحديث الا عن الأمور والاوضاع السياسية. انت بحاجة دائما الى مهدئ او مزيل لألم الرأس. الفكرة بدأت من اننا بحاجة الى امور اخرى. الى عواطف وحب. هناك امور اخرى تجمع الناس في العالم. هناك محبة". جورج يعيد:"خلصونا بقى. قرفنا. خلينا نحب بعض ونخلص".
الشباب وبعد اقل من ساعة اصبح عددهم يتجاوز الثلاثين شخصا. كانوا قد بدأوا اقل من عشرة. شباب وصبايا. كثيرون بينهم لا يعرفون بعضهم البعض. منهم التحق بالمجموعة ولا يعرف احدا فيها. راحوا يقدمون لبعضهم البعض "الغمرات" المجانية. والغمرات الجماعية. بحسب قول الكثيرين منهم ان الناس بمعظمها كانت متجاوبة. رامي شاب مشارك. كان اكثر ديناميكية بينهم. كان يقترب مثلا من السيارات المارة. يتكلم مع الجميع بمرح وعفوية. اقترب من عامل "سوكلين" وغمره. احتذى الاخرون به. كذلك حضن رجلا عجوزا يفترش الشارع.
الشباب تشجعوا أكثر. غمروا عناصر القوى الأمنية أمام الثكنة في الجميزة. عندما وصلوا الى "قهوة الزجاج". غمروا مدير المكان فردا فردا. الناس تجاوبت معم بشدة. احدى الصبايا علقت: [color=blue:3ce6800c29]"من بعد ما عم نضهر من كل محل، عم بيصير في ناس هني عم بيعبطوا بعضن البعض"[/color:3ce6800c29]. طلال قال: "وكأن الناس بحاجة الى عواطف. كأنهم مكبوتون ويبحثون عن حضن. هناك الكثيرون ممن قدروا الأمر. وفهموا لماذا نقوم بذلك".
صبية مشاركة لم تعرف كيف تتصرف. فسكتت. سكتت وتلبكت [color=orange:3ce6800c29]عندما اقربت من احدهم في الشارع وسألته ان كان يقبل "عبوطة" مجانية ،[/color:3ce6800c29] فما كان منه الا ان رفع ورقة من فئة الألف ليرة وطلب منها ان تحضر له السيارة من الموقف. الشباب تدخلوا ليفهموه حقيقة الأمر وغمروه بشدة ليفهم. آخر قال لهم: [color=red:3ce6800c29]"لأ ما بدي ، بعدني محمم". [/color:3ce6800c29]
كان هناك من الناس من يرفض "غمرة" يقدمها له شاب او صبية. كانوا يستاءون. يهربون بطريقتهم المكشرة. بعض ردات فعل الناس فاجأت الشباب. لكن بالنسبة لهم كان الجو ايجابيا. وأحبوا أن يعيدوا الكرة لاحقا في مكان آخر. تبادلوا ارقام الهواتف وعناوين البريد الالكتروني. واصبحت "الفري هاغز" تجمعهم.
مجموعة من الشباب الجامعيين غير المسيسين. تعبت من الوضع الراهن. تعرف عن قيم مثل المحبة والعاطفة والسلام. تحركت على طريقتها. لم تكن تملك لتقدم سوى "عبوطة " مجانية لأي شخص تلتقيه. "عبوطة" من أجل الحب والسلام في لبنان.ترى هل اثر هؤلاء الشباب ببعضهم البعض؟ هل اثروا بغيرهم من الذين حضنوهم؟ هل جعلوا من رفض ان يغمرهم يسأل نفسه سؤالا اضافيا؟ وهل نحن بحاجة الى الكثير من "الفري هاغز"؟
وأنت، ان التقيت بشخص يفتح لك ذراعيه مبتسما. هل تغمره؟ انها مجانية.
"فري هاغ". "فري هاغ". فجأة تجد أحدهم مبتسما وفاتحا ذراعيه ليغمرك. يقدم لك "ضمة" ("غمرة"، "حضنة"، "عبوطة" مجانية). يغمرك لأجل الحب والسلام في لبنان.
شباب جامعيون لبنانيون. بينهم من جاء من الخارج حيث يتابع دراسته لقضاء العطلة والأعياد. كانوا مساء الجمعة الماضي في شارع الجميزة. ركنوا بعض سياراتهم في الموقف. ارتدوا قمصانا (تي ـ شرت) كانوا قد اعدوها. قمصانا بيضاء طبع عليها بالأزرق للذكور وبالزهري للاناث. وفي وسط الشارع بدأوا "حملتهم للغمرات المجانية" "فري هاغز". اعترضوا المارة بأياد مفتوحة وابتسامات. ولاحقا دخلوا الى الحانات والمطاعم.
كبر عددهم. التحق بهم عدد من الشباب الآخرين. والكيس الذي حملوا فيه قمصانا اضافية اصبح فارغا. كان هناك المزيد ممن يريدون ارتداء القميص والسير معم في شوارع الجميزة لتقديم "عبوطة" مجانية للناس. جو مثلا، التقوه وهو يدخل الى حانة واصحابه. غمروه في احضانهم. كان يضحك وأحب الفكرة. ترك اصحابه وراح معهم. كان يريد قميصا ليرتديه. لكن لم يتبق له واحد. مشى معهم وعندما كان يتقدم من أحدهم ليغمره كان يبادر للقول [color=blue:3ce6800c29]حتى لا يساء فهمه[/color:3ce6800c29]: [color=red:3ce6800c29]"انا مع الشباب"[/color:3ce6800c29] . لاحقا راح يمازح: "انا قائد الفريق". لم ينس ان يترك رقمه مع بعض الشباب كي يتصلوا فيه للمشاركة في يوم آخر من "الفري هاغز".
جورج جامعي يدرس الهندسة. عمره اثنان وعشرون عاما. ينوي متابعة دراسته في اليابان. يقول "انا اللي فقست الفكرة براسي".؟. كان يومها مع اصحابه في الجميزة. تكلموا عن امور كثيرة ومنها "الفري هاغز" وكيف بدأت في العالم وما نقلت عنها بعض وسائل الاعلام. أحب الفكرة. بعد ذلك اتصل بصديقة له اسمها نيكول. نيكول بدورها اعجبتها الفكرة. لاحقا عملت هي وشاب يدعى ايلي على تصميم الشعار الذي طبع على القمصان.[color=red:3ce6800c29] الشباب الثلاثة اتصلوا باصدقاء لهم وباتوا حاضرين لتقديم حضنات مجانية.[/color:3ce6800c29]
"لأن، الوضع مقرف". يقول جورج عن سبب قيامهم بالحملة ويضيف:"نحن الذين بدأنا بالأمر ليس لدينا اي انتماء او ميل سياسي. ربما كان لبعضنا سابقا. لكن مع ما مر به البلد لم يعد لذلك معنى. نريد فقط ان نرتاح. ان ينتهي هذا الوضع المتعب. فلنحب بعضنا بعضا وننهي القصة. أمر غير طبيعي انك اينما ذهبت . أينما سهرت. لا يدور الحديث الا عن الأمور والاوضاع السياسية. انت بحاجة دائما الى مهدئ او مزيل لألم الرأس. الفكرة بدأت من اننا بحاجة الى امور اخرى. الى عواطف وحب. هناك امور اخرى تجمع الناس في العالم. هناك محبة". جورج يعيد:"خلصونا بقى. قرفنا. خلينا نحب بعض ونخلص".
الشباب وبعد اقل من ساعة اصبح عددهم يتجاوز الثلاثين شخصا. كانوا قد بدأوا اقل من عشرة. شباب وصبايا. كثيرون بينهم لا يعرفون بعضهم البعض. منهم التحق بالمجموعة ولا يعرف احدا فيها. راحوا يقدمون لبعضهم البعض "الغمرات" المجانية. والغمرات الجماعية. بحسب قول الكثيرين منهم ان الناس بمعظمها كانت متجاوبة. رامي شاب مشارك. كان اكثر ديناميكية بينهم. كان يقترب مثلا من السيارات المارة. يتكلم مع الجميع بمرح وعفوية. اقترب من عامل "سوكلين" وغمره. احتذى الاخرون به. كذلك حضن رجلا عجوزا يفترش الشارع.
الشباب تشجعوا أكثر. غمروا عناصر القوى الأمنية أمام الثكنة في الجميزة. عندما وصلوا الى "قهوة الزجاج". غمروا مدير المكان فردا فردا. الناس تجاوبت معم بشدة. احدى الصبايا علقت: [color=blue:3ce6800c29]"من بعد ما عم نضهر من كل محل، عم بيصير في ناس هني عم بيعبطوا بعضن البعض"[/color:3ce6800c29]. طلال قال: "وكأن الناس بحاجة الى عواطف. كأنهم مكبوتون ويبحثون عن حضن. هناك الكثيرون ممن قدروا الأمر. وفهموا لماذا نقوم بذلك".
صبية مشاركة لم تعرف كيف تتصرف. فسكتت. سكتت وتلبكت [color=orange:3ce6800c29]عندما اقربت من احدهم في الشارع وسألته ان كان يقبل "عبوطة" مجانية ،[/color:3ce6800c29] فما كان منه الا ان رفع ورقة من فئة الألف ليرة وطلب منها ان تحضر له السيارة من الموقف. الشباب تدخلوا ليفهموه حقيقة الأمر وغمروه بشدة ليفهم. آخر قال لهم: [color=red:3ce6800c29]"لأ ما بدي ، بعدني محمم". [/color:3ce6800c29]
كان هناك من الناس من يرفض "غمرة" يقدمها له شاب او صبية. كانوا يستاءون. يهربون بطريقتهم المكشرة. بعض ردات فعل الناس فاجأت الشباب. لكن بالنسبة لهم كان الجو ايجابيا. وأحبوا أن يعيدوا الكرة لاحقا في مكان آخر. تبادلوا ارقام الهواتف وعناوين البريد الالكتروني. واصبحت "الفري هاغز" تجمعهم.
مجموعة من الشباب الجامعيين غير المسيسين. تعبت من الوضع الراهن. تعرف عن قيم مثل المحبة والعاطفة والسلام. تحركت على طريقتها. لم تكن تملك لتقدم سوى "عبوطة " مجانية لأي شخص تلتقيه. "عبوطة" من أجل الحب والسلام في لبنان.ترى هل اثر هؤلاء الشباب ببعضهم البعض؟ هل اثروا بغيرهم من الذين حضنوهم؟ هل جعلوا من رفض ان يغمرهم يسأل نفسه سؤالا اضافيا؟ وهل نحن بحاجة الى الكثير من "الفري هاغز"؟
وأنت، ان التقيت بشخص يفتح لك ذراعيه مبتسما. هل تغمره؟ انها مجانية.