ابو شجاع
12-18-2006, 12:32 PM
بسم الله الرحمن الرحيم
[color=red:c2ee085a2b]وثيقةُ لجنة بيكر - هاملتون تجنيدٌ لعملاء أمريكا لإنقاذها في العراق،
! ونفخٌ للروح في مشروع الشرق الأوسط الجديد![/color:c2ee085a2b]
أصدرت لجنة بيكر - هاملتون في 6/12/2006 تقريرها (الوثيقة) تحت عنوان: (الطريق إلى الأمام)، وكان أبرز ما فيه ثلاثة مشاريع:
1 - ما سـمَّاه التقرير (هجوم دبلوماسي شامل للتعامل مع مشاكل العراق، وذلك بإنشاء «المجموعة الدولية» لدعم العراق باعتبار هذه المجموعة هي الأداة الرئيسة للهجمة الدبلوماسية).
وقد رأت الوثيقة أن يكون عصب هذه المجموعة دول الجوار للعراق: «السعودية وتركيا والأردن والكويت وسوريا وإيران»، والدول الأخرى ذات العلاقة «مصر ودول الخليج» ويمكن أن تضم دول أخرى ... كما جاء في الوثيقة.
غير أن التقرير ركَّز على دور إيران وسوريا في هذه المجموعة أكثر من غيرهما وقال التقرير (يجب على الولايات المتحدة أن تنخرط مباشرةً مع إيران وسوريا في محاولة للحصول على التزام منهما بسياسات بناءة تجاه العراق والقضايا الإقليمية الأخرى وعلى واشنطن التفكير في الحوافز وكذلك العقبات في سعيها إلى نتيجة إيجابية، وينبغي البحث في إمكان تكرار التعاون الإيراني الأمريكي في أفغانستان لتطبيقه على الحال العراقية ... ويجب أن تسعى المجموعة الدولية إلى إقناع إيران عبر الجهود الدبلوماسية بأن عليها اتخاذ خطوات محددة لتحسين الوضع في العراق كذلك.
2 - التعامل المباشر الجاد مع الصراع العربي الإسرائيلي، وهي هنا تقول: (وفي سياق إقليمي أوسع لن تكون الولايات المتحدة قادرة على تحقيق أهدافها في الشرق الأوسط ما لم تتعامل مباشرةً مع الصراع العربي الإسرائيلي ... يجب أن يكون هناك التزام محدد ومستمر بتسوية شاملة بين العرب والإسرائيليين على جميع الجبهات: لبنان وسوريا وفلسطين، وهذا الالتزام يجب أن يشمل المحادثات المباشرة مع وبين إسرائيل وسوريا ولبنان والفلسطينيين الذين يقبلون بحق إسرائيل في الوجود).
وتضيف: (هذا الجهد يجب أن يشمل الدعوة غير المشروطة في أقرب وقت ممكن إلى اجتماعات تحت رعاية الولايات المتحـدة واللجنة الرباعية الدولية بين إسرائيل ولبنان وسوريا من جهة، وإسرائيل والفلسطينيين من جهة أخرى بغرض التفاوض حول السلام كما حدث في مؤتمر مدريد العام 1991 ... وأن تستعمل سوريا نفوذها لدى حزب الله وحماس بإطلاق الجنود الأسرى، والحصول على التزام حماس بالاعتراف بإسرائيل وعدم نقل أسلحة لحزب الله ... والامتثال للقرار 1701 والمحكمة الدولية والتعـاون الكامل مع التحقيق ... وفي مقابل هذه الإجراءات، وفي سياق اتفاق سلام شامل آمن يعـيد الإسرائيليون الجولان مع ضمانات أمريكية لأمن إسرائيل يمكن أن تضم قوةً دوليةً على الحدود بما في ذلك قوات أمريكية إذا طلب الطرفان).
3 - إعادة انتشار للقوات الأمريكية، وتبيِّن الوثيقة كيفية ذلك:
تسحب معظم قواتها القتالية قبل نهاية عام 2008.
تبقى وحدات عسكرية مختارة ضمن الوحدات العسكرية العراقية للتدريب والاستخبارات والدعم الجوي واللوجستي ... وتزيد أعدادها من ثلاثة أو أربعة آلاف منتشرين الآن في وحدات عراقية معينة إلى ما بين عشرة وعشرين ألفاً!
يحافظ الجيش الأمريكي على بقاء فرق تدخل سريع وأخرى خاصة لتنفيذ عمليات عسكرية ضد تنظيم القاعدة في العراق.
استمرار فرع مكتب التحقيقات الفدرالي في العراق وتوسيع منشآته، ومجالات التحقيق المختلفة التي تشمل الإرهاب ...
ويضيف التقرير: (وحتى بعد أن تسحب الولايات المتحدة كل فرقها القتالية خارج العراق، فإنها ستبقي على وجود عسكري مهم في المنطقة يشمل قوتنا الباقية في العراق ثم تلك المنتشرة حول العراق جواً وبحراً وبراً في الكويت والبحرين وقطر ووجود أكبر في أفغانستان ...).
هذه أبرز مشاريع لجنة بيكر - هاملتون، وليست صدفةً أن تعلَن وثيقة هذه اللجنة المشكَّلة منذ شهور عدة، أن تعلَن بعد فشل مخططات أمريكا للوصول إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كانت تسعى إليه من خلال حرب تموز. إنَّ تقريرها الحالي يعيد السير في مخططات أمريكا، ولكن هذه المرة تحت مسمى (هجمة دبلوماسية) بدل الهجمة العسكرية!
إن الدول الكافرة المستعمرة تدرس تنفيذ مشاريعها بعدة خطوط تسير متوازيةً بأساليب مختلفة، منها العسكري والاقتصـادي والسـياسي ... وكلها سُـمٌّ زعـاف حتى وإن غُـلِّف بعضها بشيء من الدَّسَم الزائف كما في بعض (رتوش) قرار لجنة بيكر - هاملتون.
أيها المسلمون
إن هذه الوثيقة تحمل جريمتين في أحشائها: الأولى تجعل الدول القائمة في بلاد المسلمين المجاورة للعراق والبعيدة ذات العلاقة، تجعلها خط دفاع أمامياً عن الجنود الأمريكان في العراق تجاه المسلمين الذين يقاومون أولئك الجنود المحتلين للعراق، فتسيل دماء المسلمين في سبيل الحفاظ على أرواح الجنود الأمريكان لتعود على أقدامها سالمةً آمنةً إلى أهلها بدل أن تعود في نعوش كريهة إلى أهلها.
والثانية بعث الحياة في أجواء التفاوض على بيع البلاد والعباد من جديد، بالإطباق على فلسطين نهائياً في اعتراف معلن بدولة يهود من أهل البلاد ومن (الأعراب) حولها، سواء أسميت دول صمود أم قعود، لتعلن هذه الدول ما تخفيه، من تفاوض واعتراف، دون أن تبقى ورقة توت تغطيه. وكذلك سواء سميت منظمات المقاومة في فلسطين علمانيةً أم إسلاميةً، لتعلن أن القضية هي في ما احتُلَّ في 1967، وأما ما سبق فقد طواه النسيان!
إن هذه السياسة المدرجة في وثيقة بيكر - هاملتون من الخطورة بمكان بحيث لا يصح للمسلمين أن يمروا عليها مراً عابراً، فإنهم إن تركوا حكامهم يُجَنَّدون للحفاظ على أمن أمريكا وإخراجها من مأزقها سالمةً غانمةً، نفوذها مزدهر في العراق، وقواتها الخاصة متصاعدة، ومخابراتها تنمو وتتكاثر، وقوات تدخُّلها السريع والأسرع تسرح وتمرح، بأمن وأمان، إن تركوهم دون أن ينكروا عليهم ويعملوا على تغييرهم، فقد هلك الحكام والمحكومون ... وإذا رضي الجنود أن يكونوا درعاً يحمي القوات الأمريكية أمناً وسلاماً عليها، بدل أن يكونوا ناراً مستعرةً تحيط بجنود أمريكا، وتنصر أهل العراق لتحرره من نفوذ الكافر المحتل ...، إن رضي الجنود بالقعود، فقد باءوا بالذل والصَّغار وكانت جريمتهم أكبر وعذابهم أعظم لأنهم يملكون القوة وهم أقدر على التغيير من عامة الناس.
أيها المسلمون
إنها لحقيقة تسطع كل يوم، بأن أمريكا، والغرب بعامة، لا يستطيع الاستقرار في أي بلد من بلاد المسلمين لولا عملاؤه في الداخل ينصرونه، مهما دجج ترسانته العسكرية بالسلاح:
فتلك فلسطين رغم انتداب الإنجليز عليها، وإحضارهم لليهود من كل حدب وصوب إلا أنهم لم يستطيعوا احتلال فلسطين 1948، لولا خيانة الحكام العرب الذين دخلوا بجيوشهم السبعة بحجة إنقاذها، فسلموها وانسحبوا، إلا النزر اليسير ممن قاتل بدافع إيمانه،
ثم لما انكشفت خيانة الحكام العرب وفقد الناس ثقتهم بهم، وُجدت المنظمات العلمانية تعلن لهم تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ... ثم انتهى بهم المطاف بأن تنازلوا عن النهر والبحر ورضوا بدولتين في فلسطين لهم ولليهود ... ثم من بعد اعترفوا بدولة يهود في معظم فلسطين قبل أن يعترف لهم يهود في دويلة في جزء من فلسطين!
ثم لما انكشفت خيانتهم للمسلمين وفقد الناس ثقتهم بمقولتهم تحرير فلسطين ... ظهرت على الساحة منظمات إسلامية تعلن تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، ثم انتهى بهم المطاف كأسلافهم بأن يعلنوا جهاراً نهاراً أنهم يريدون دولةً في المحتل سنة 1967، ويَعُدُّوا هذا نصراً مؤزراً مبيناً!
فهل كان اليهود أو أمريكا أو أوروبا يجرؤون على أن يعلنوا حلولاً بدولتين في فلسطين لو لم يجدوا من أهل فلسطين من يقبل بيع معظم فلسطين لليهود في مقابل دويلة هزيلة على جزء صغير منها؟!
وهكذا العراق وأفغانستان، فإن أمريكا لو لم تجد كرزاي هنا وكرزاي هناك فهل كان يمكن لأمريكا أن يستقر لها فيهما قرار؟!
ثم هذا لبنان، تتصارع أوروبا وأمريكا فيه بأدوات من أهله، فتتشاجر هذه الأدوات معاً، وتتضارب بالأيدي والعصي والحجارة، بل وتتقاتل ... ثم إن السياسيين، سواء أكانوا في الحكم أم خارجه، يغدون ويروحون ويستمرون بالدوران إلى أن يتفق الكبار في الخارج على الحل فينفذه أزلامهم في الداخل.
وتلك الصومال، فبعد أن توجه المسلمون فيها نحو المحاكم الإسلامية، وانضموا إليها حتى دون قتال، وكادت البلد تتجمع بكاملها حول المحاكم باسم الإسلام، عند ذلك تذرعت أمريكا بطلب كرزاي الصومال (عبد الله يوسف) باسم الحكومة المؤقتة فاستصدرتْ قراراً من مجلس الأمن لإدخال قوات الاتحاد الإفريقي مقدمةً لقوات دولية بحجة فك النزاع بين قوات المحاكم وقوات الحكومة المؤقتة، وأية قوات هذه؟ إن حكومة عبد الله يوسف هي صناعة أمريكية شبه ميتة عملياً لولا دعم عملاء أمريكا وبخاصة الحكومة الأثيوبية.
فالمحاكم الإسلامية في الصومال على قلة عددها وعُدتها، لم تستطع أمريكا أن تدخلها عَنوةً، بل هي تسلط عملاءها في الخارج والداخل: السودان بمظهر السلم والمفاوضات، وأثيوبيا بالحرب والمؤامرات، وعميل الداخل عبد الله يوسف تصدر باسمه القرارات ... ولقد سارت بريطانيا على هذه الخطى كذلك، فهي تحاول تسليط عملائها في اليمن ليفتحوا لها ثغرةً حتى وإن صغرت يُدخلون سهامهم منها إلى الصومال.
وهكذا في كل بلاد المسلمين المحتلة، فإن الدول الكافرة المستعمرة مهما عظمت ترسانتها المسلحة ودُجِّجتْ، لا تستقر في بلد دون أن يكون لها (أزلام)، طوع بنانها في ذلك البلد، يبيعون دينهم بدنياهم بل بدنيا غيرهم، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا أعمى البصر والبصيرة ( الصُّمُّ البُكْمُ الذين لا يعقلون) .
أيها المسلمون:
إن وثيقة بيكر - هاملتون هي تجنيد للحكام في بلاد المسلمين، سواء منهم الجار القريب للعراق أو الجار البعيد، وذلك بأن يكونوا خط دفاع أمامياً يحمي جيش أمريكا المأزوم، فتسيل دماء المسلمين بدل أن تسيل دماء الكفار المستعمرين. إن الوثيقة تعيد إلى الأذهان تجنيد بوش الأب لبعض الحكام العرب في إرسال جيوشهم مع جيشه في حرب الخليج الثانية، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في ما رواه النسائي: «إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ مَعَ مُشْرِكٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَلاَ لاَ تَرَاءَى نَارَاهُمَا» كنايةً عن اشتراكهما معاً في القتال.
ومع أن الوثيقة متخَمة بالموبقات إلا أن الحكام بدأوا يتسابقون في إظهار محاسنها وموضوعيتها هنا وهناك، بل إن النظام السوري يكاد يرقص فرحاً لصدورها.
إن حزب التحرير يحذّر كل حاكم ومسـئول يمد يد العـون لأمريكا لإنقاذها، أو يمد يـد التفاوض والاعتراف بيهود على أي شبر من فلسطين، يحذّرهم من غضب الله ومن غضب عباد الله، وعندها لن تنقذهم من مصيرهم المظلم في الدنيا والآخرة لا أمريكا، ولا أوروبا ولا يهود، بل سيكون حالهم معهم كحال الشيطان مع تابعيه: ( كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفرْ فلما كَفَرَ قال إني بريء منك) .
( هذا بلاغٌ للناس وليُنذَروا به)
17[align=right] من ذي القعدة 1427هـ [/align:c2ee085a2b] [align=left:c2ee085a2b]حزب التحرير [/align:c2ee085a2b]
[align=right:c2ee085a2b]08 /12/2006م [/align:c2ee085a2b]
http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/isdarat/single/1707/
[color=red:c2ee085a2b]وثيقةُ لجنة بيكر - هاملتون تجنيدٌ لعملاء أمريكا لإنقاذها في العراق،
! ونفخٌ للروح في مشروع الشرق الأوسط الجديد![/color:c2ee085a2b]
أصدرت لجنة بيكر - هاملتون في 6/12/2006 تقريرها (الوثيقة) تحت عنوان: (الطريق إلى الأمام)، وكان أبرز ما فيه ثلاثة مشاريع:
1 - ما سـمَّاه التقرير (هجوم دبلوماسي شامل للتعامل مع مشاكل العراق، وذلك بإنشاء «المجموعة الدولية» لدعم العراق باعتبار هذه المجموعة هي الأداة الرئيسة للهجمة الدبلوماسية).
وقد رأت الوثيقة أن يكون عصب هذه المجموعة دول الجوار للعراق: «السعودية وتركيا والأردن والكويت وسوريا وإيران»، والدول الأخرى ذات العلاقة «مصر ودول الخليج» ويمكن أن تضم دول أخرى ... كما جاء في الوثيقة.
غير أن التقرير ركَّز على دور إيران وسوريا في هذه المجموعة أكثر من غيرهما وقال التقرير (يجب على الولايات المتحدة أن تنخرط مباشرةً مع إيران وسوريا في محاولة للحصول على التزام منهما بسياسات بناءة تجاه العراق والقضايا الإقليمية الأخرى وعلى واشنطن التفكير في الحوافز وكذلك العقبات في سعيها إلى نتيجة إيجابية، وينبغي البحث في إمكان تكرار التعاون الإيراني الأمريكي في أفغانستان لتطبيقه على الحال العراقية ... ويجب أن تسعى المجموعة الدولية إلى إقناع إيران عبر الجهود الدبلوماسية بأن عليها اتخاذ خطوات محددة لتحسين الوضع في العراق كذلك.
2 - التعامل المباشر الجاد مع الصراع العربي الإسرائيلي، وهي هنا تقول: (وفي سياق إقليمي أوسع لن تكون الولايات المتحدة قادرة على تحقيق أهدافها في الشرق الأوسط ما لم تتعامل مباشرةً مع الصراع العربي الإسرائيلي ... يجب أن يكون هناك التزام محدد ومستمر بتسوية شاملة بين العرب والإسرائيليين على جميع الجبهات: لبنان وسوريا وفلسطين، وهذا الالتزام يجب أن يشمل المحادثات المباشرة مع وبين إسرائيل وسوريا ولبنان والفلسطينيين الذين يقبلون بحق إسرائيل في الوجود).
وتضيف: (هذا الجهد يجب أن يشمل الدعوة غير المشروطة في أقرب وقت ممكن إلى اجتماعات تحت رعاية الولايات المتحـدة واللجنة الرباعية الدولية بين إسرائيل ولبنان وسوريا من جهة، وإسرائيل والفلسطينيين من جهة أخرى بغرض التفاوض حول السلام كما حدث في مؤتمر مدريد العام 1991 ... وأن تستعمل سوريا نفوذها لدى حزب الله وحماس بإطلاق الجنود الأسرى، والحصول على التزام حماس بالاعتراف بإسرائيل وعدم نقل أسلحة لحزب الله ... والامتثال للقرار 1701 والمحكمة الدولية والتعـاون الكامل مع التحقيق ... وفي مقابل هذه الإجراءات، وفي سياق اتفاق سلام شامل آمن يعـيد الإسرائيليون الجولان مع ضمانات أمريكية لأمن إسرائيل يمكن أن تضم قوةً دوليةً على الحدود بما في ذلك قوات أمريكية إذا طلب الطرفان).
3 - إعادة انتشار للقوات الأمريكية، وتبيِّن الوثيقة كيفية ذلك:
تسحب معظم قواتها القتالية قبل نهاية عام 2008.
تبقى وحدات عسكرية مختارة ضمن الوحدات العسكرية العراقية للتدريب والاستخبارات والدعم الجوي واللوجستي ... وتزيد أعدادها من ثلاثة أو أربعة آلاف منتشرين الآن في وحدات عراقية معينة إلى ما بين عشرة وعشرين ألفاً!
يحافظ الجيش الأمريكي على بقاء فرق تدخل سريع وأخرى خاصة لتنفيذ عمليات عسكرية ضد تنظيم القاعدة في العراق.
استمرار فرع مكتب التحقيقات الفدرالي في العراق وتوسيع منشآته، ومجالات التحقيق المختلفة التي تشمل الإرهاب ...
ويضيف التقرير: (وحتى بعد أن تسحب الولايات المتحدة كل فرقها القتالية خارج العراق، فإنها ستبقي على وجود عسكري مهم في المنطقة يشمل قوتنا الباقية في العراق ثم تلك المنتشرة حول العراق جواً وبحراً وبراً في الكويت والبحرين وقطر ووجود أكبر في أفغانستان ...).
هذه أبرز مشاريع لجنة بيكر - هاملتون، وليست صدفةً أن تعلَن وثيقة هذه اللجنة المشكَّلة منذ شهور عدة، أن تعلَن بعد فشل مخططات أمريكا للوصول إلى مشروع الشرق الأوسط الجديد الذي كانت تسعى إليه من خلال حرب تموز. إنَّ تقريرها الحالي يعيد السير في مخططات أمريكا، ولكن هذه المرة تحت مسمى (هجمة دبلوماسية) بدل الهجمة العسكرية!
إن الدول الكافرة المستعمرة تدرس تنفيذ مشاريعها بعدة خطوط تسير متوازيةً بأساليب مختلفة، منها العسكري والاقتصـادي والسـياسي ... وكلها سُـمٌّ زعـاف حتى وإن غُـلِّف بعضها بشيء من الدَّسَم الزائف كما في بعض (رتوش) قرار لجنة بيكر - هاملتون.
أيها المسلمون
إن هذه الوثيقة تحمل جريمتين في أحشائها: الأولى تجعل الدول القائمة في بلاد المسلمين المجاورة للعراق والبعيدة ذات العلاقة، تجعلها خط دفاع أمامياً عن الجنود الأمريكان في العراق تجاه المسلمين الذين يقاومون أولئك الجنود المحتلين للعراق، فتسيل دماء المسلمين في سبيل الحفاظ على أرواح الجنود الأمريكان لتعود على أقدامها سالمةً آمنةً إلى أهلها بدل أن تعود في نعوش كريهة إلى أهلها.
والثانية بعث الحياة في أجواء التفاوض على بيع البلاد والعباد من جديد، بالإطباق على فلسطين نهائياً في اعتراف معلن بدولة يهود من أهل البلاد ومن (الأعراب) حولها، سواء أسميت دول صمود أم قعود، لتعلن هذه الدول ما تخفيه، من تفاوض واعتراف، دون أن تبقى ورقة توت تغطيه. وكذلك سواء سميت منظمات المقاومة في فلسطين علمانيةً أم إسلاميةً، لتعلن أن القضية هي في ما احتُلَّ في 1967، وأما ما سبق فقد طواه النسيان!
إن هذه السياسة المدرجة في وثيقة بيكر - هاملتون من الخطورة بمكان بحيث لا يصح للمسلمين أن يمروا عليها مراً عابراً، فإنهم إن تركوا حكامهم يُجَنَّدون للحفاظ على أمن أمريكا وإخراجها من مأزقها سالمةً غانمةً، نفوذها مزدهر في العراق، وقواتها الخاصة متصاعدة، ومخابراتها تنمو وتتكاثر، وقوات تدخُّلها السريع والأسرع تسرح وتمرح، بأمن وأمان، إن تركوهم دون أن ينكروا عليهم ويعملوا على تغييرهم، فقد هلك الحكام والمحكومون ... وإذا رضي الجنود أن يكونوا درعاً يحمي القوات الأمريكية أمناً وسلاماً عليها، بدل أن يكونوا ناراً مستعرةً تحيط بجنود أمريكا، وتنصر أهل العراق لتحرره من نفوذ الكافر المحتل ...، إن رضي الجنود بالقعود، فقد باءوا بالذل والصَّغار وكانت جريمتهم أكبر وعذابهم أعظم لأنهم يملكون القوة وهم أقدر على التغيير من عامة الناس.
أيها المسلمون
إنها لحقيقة تسطع كل يوم، بأن أمريكا، والغرب بعامة، لا يستطيع الاستقرار في أي بلد من بلاد المسلمين لولا عملاؤه في الداخل ينصرونه، مهما دجج ترسانته العسكرية بالسلاح:
فتلك فلسطين رغم انتداب الإنجليز عليها، وإحضارهم لليهود من كل حدب وصوب إلا أنهم لم يستطيعوا احتلال فلسطين 1948، لولا خيانة الحكام العرب الذين دخلوا بجيوشهم السبعة بحجة إنقاذها، فسلموها وانسحبوا، إلا النزر اليسير ممن قاتل بدافع إيمانه،
ثم لما انكشفت خيانة الحكام العرب وفقد الناس ثقتهم بهم، وُجدت المنظمات العلمانية تعلن لهم تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ... ثم انتهى بهم المطاف بأن تنازلوا عن النهر والبحر ورضوا بدولتين في فلسطين لهم ولليهود ... ثم من بعد اعترفوا بدولة يهود في معظم فلسطين قبل أن يعترف لهم يهود في دويلة في جزء من فلسطين!
ثم لما انكشفت خيانتهم للمسلمين وفقد الناس ثقتهم بمقولتهم تحرير فلسطين ... ظهرت على الساحة منظمات إسلامية تعلن تحرير فلسطين من النهر إلى البحر، ثم انتهى بهم المطاف كأسلافهم بأن يعلنوا جهاراً نهاراً أنهم يريدون دولةً في المحتل سنة 1967، ويَعُدُّوا هذا نصراً مؤزراً مبيناً!
فهل كان اليهود أو أمريكا أو أوروبا يجرؤون على أن يعلنوا حلولاً بدولتين في فلسطين لو لم يجدوا من أهل فلسطين من يقبل بيع معظم فلسطين لليهود في مقابل دويلة هزيلة على جزء صغير منها؟!
وهكذا العراق وأفغانستان، فإن أمريكا لو لم تجد كرزاي هنا وكرزاي هناك فهل كان يمكن لأمريكا أن يستقر لها فيهما قرار؟!
ثم هذا لبنان، تتصارع أوروبا وأمريكا فيه بأدوات من أهله، فتتشاجر هذه الأدوات معاً، وتتضارب بالأيدي والعصي والحجارة، بل وتتقاتل ... ثم إن السياسيين، سواء أكانوا في الحكم أم خارجه، يغدون ويروحون ويستمرون بالدوران إلى أن يتفق الكبار في الخارج على الحل فينفذه أزلامهم في الداخل.
وتلك الصومال، فبعد أن توجه المسلمون فيها نحو المحاكم الإسلامية، وانضموا إليها حتى دون قتال، وكادت البلد تتجمع بكاملها حول المحاكم باسم الإسلام، عند ذلك تذرعت أمريكا بطلب كرزاي الصومال (عبد الله يوسف) باسم الحكومة المؤقتة فاستصدرتْ قراراً من مجلس الأمن لإدخال قوات الاتحاد الإفريقي مقدمةً لقوات دولية بحجة فك النزاع بين قوات المحاكم وقوات الحكومة المؤقتة، وأية قوات هذه؟ إن حكومة عبد الله يوسف هي صناعة أمريكية شبه ميتة عملياً لولا دعم عملاء أمريكا وبخاصة الحكومة الأثيوبية.
فالمحاكم الإسلامية في الصومال على قلة عددها وعُدتها، لم تستطع أمريكا أن تدخلها عَنوةً، بل هي تسلط عملاءها في الخارج والداخل: السودان بمظهر السلم والمفاوضات، وأثيوبيا بالحرب والمؤامرات، وعميل الداخل عبد الله يوسف تصدر باسمه القرارات ... ولقد سارت بريطانيا على هذه الخطى كذلك، فهي تحاول تسليط عملائها في اليمن ليفتحوا لها ثغرةً حتى وإن صغرت يُدخلون سهامهم منها إلى الصومال.
وهكذا في كل بلاد المسلمين المحتلة، فإن الدول الكافرة المستعمرة مهما عظمت ترسانتها المسلحة ودُجِّجتْ، لا تستقر في بلد دون أن يكون لها (أزلام)، طوع بنانها في ذلك البلد، يبيعون دينهم بدنياهم بل بدنيا غيرهم، وهذه حقيقة لا ينكرها إلا أعمى البصر والبصيرة ( الصُّمُّ البُكْمُ الذين لا يعقلون) .
أيها المسلمون:
إن وثيقة بيكر - هاملتون هي تجنيد للحكام في بلاد المسلمين، سواء منهم الجار القريب للعراق أو الجار البعيد، وذلك بأن يكونوا خط دفاع أمامياً يحمي جيش أمريكا المأزوم، فتسيل دماء المسلمين بدل أن تسيل دماء الكفار المستعمرين. إن الوثيقة تعيد إلى الأذهان تجنيد بوش الأب لبعض الحكام العرب في إرسال جيوشهم مع جيشه في حرب الخليج الثانية، ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول في ما رواه النسائي: «إِنِّي بَرِيءٌ مِنْ كُلِّ مُسْلِمٍ مَعَ مُشْرِكٍ ثُمَّ قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وآله وسلم أَلاَ لاَ تَرَاءَى نَارَاهُمَا» كنايةً عن اشتراكهما معاً في القتال.
ومع أن الوثيقة متخَمة بالموبقات إلا أن الحكام بدأوا يتسابقون في إظهار محاسنها وموضوعيتها هنا وهناك، بل إن النظام السوري يكاد يرقص فرحاً لصدورها.
إن حزب التحرير يحذّر كل حاكم ومسـئول يمد يد العـون لأمريكا لإنقاذها، أو يمد يـد التفاوض والاعتراف بيهود على أي شبر من فلسطين، يحذّرهم من غضب الله ومن غضب عباد الله، وعندها لن تنقذهم من مصيرهم المظلم في الدنيا والآخرة لا أمريكا، ولا أوروبا ولا يهود، بل سيكون حالهم معهم كحال الشيطان مع تابعيه: ( كمثل الشيطان إذ قال للإنسان اكفرْ فلما كَفَرَ قال إني بريء منك) .
( هذا بلاغٌ للناس وليُنذَروا به)
17[align=right] من ذي القعدة 1427هـ [/align:c2ee085a2b] [align=left:c2ee085a2b]حزب التحرير [/align:c2ee085a2b]
[align=right:c2ee085a2b]08 /12/2006م [/align:c2ee085a2b]
http://www.hizb-ut-tahrir.info/arabic/index.php/isdarat/single/1707/